أبي النصر أحمد بن محمّد بن أحمد السمرقندي [ الحدّادي ]
المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٧٦
وكذلك قوله تعالى : (زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) (١) ، أي : يغرونهم غرورا.
وقوله تعالى : (سُنَّةَ اللهِ) (٢) ، أي : سنّ الله تعذيبهم وخذلانهم سنة.
ـ فإن قيل : لم أدخلت في المصدر ـ أعني (الحمد لله) ـ الألف واللام؟
قلنا : إنّ المصادر على نوعين : مبهم ومختص.
فالمبهم ما بغير الألف واللام ، تقول منه : قمت قياما ، وقلت قولا ، وضربت ضربا.
وفي المختص تقول : قمت القيام الذي تعلمه ، وتشير إليه.
فتقدير الكلام : احمدوا الله الحمد الذي هو معهود ومعلوم.
كقول الشاعر :
١ ـ قد أطعمتني دقلا حوليا |
|
مسوّسا مدوّدا حجريا |
قد كنت تفرين به الفريّا |
فأمّا الحجة على انتصاب الاسم على المصدر المؤكّد فبقول شعرائهم.
__________________
(١) سورة الأنعام : آية ١١٢.
(٢) سورة الأحزاب : آية ٣٨.
١ ـ الرجز لزرارة بن صعب يخاطب العامرية ، وكان قد خرج معها في سفر يمتارون من اليمامة. والفريّ : العظيم ، أي : كنت تكثرين فيه القول وتعظمينه. يقال : فلان يفري الفري إذا كان يأتي بالعجب في عمله. وحجريا : منسوب إلى حجر اليمامة.
والرجز في تفسير القرطبي ١١ / ١١٠ ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ١٦٧.
وأساس البلاغة مادة : سوس ، ولسان العرب مادة فرا.
منها قوله :
٢ ـ يعجبه السخون والبرود |
|
والتمر حبّا ما له مزيد |
معناه : يحبّه حبّا.
وقال الآخر :
٣ ـ يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم |
|
إنّك يا ابن أبي سلمى لمقتول |
أي : يقولون قيلهم.
وقال آخر :
٤ ـ يشكو إليّ جملي طول السّرى |
|
صبرا جميلا فكلانا مبتلى |
__________________
٢ ـ الرجز لرؤبة بن العجاج ، ويروى [يعجبه السخون والعصيد].
والسخون من المرق : ما يسخّن.
وقال ابن جنّي : وما أضيف إلى المصدر مما هو وصف له في المعنى بمنزلة المصدر ، تقول : إنه ليعجبني حبا شديدا ؛ لأنّ أعجبني وأحببته بمعنى واحد ، وأنشد البيت.
قال : ونصب حبّا على المصدر.
والرجز في اللمع ص ١١٧ ، وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٤١ ، ولسان العرب مادة سخن ١٣ / ٢٠٦.
٣ ـ البيت لكعب بن زهير الصحابي الشهير صاحب البردة التي أنشدها أمام النبي صلىاللهعليهوسلم والبيت منها. راجع شرح بانت سعاد ص ٢٥٧.
٤ ـ قال أبو عبيدة : البيت لبعض السواقين.
والجمل لم يشك ، ولكنه خبّر عن كثرة أسفاره ، وإتعابه جمله.
والبيت من شواهد سيبويه ١ / ١٦٢ ، وشرح الأبيات لابن السيرافي ١ / ٣١٧ ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ١٠٣ ، ومجاز القرآن ١ / ٣٣ ، ومشكل القرآن ص ١٠٧.
ـ وقال الآخر :
٥ ـ ضربا وطعنا أو يموت الأعجل |
|
... |
وقال امرؤ القيس :
٦ ـ وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم |
|
يقولون لا تهلك أسى وتجمّل |
وقال الآخر :
٧ ـ يا نفس صبرا كلّ حيّ لاق |
|
وكلّ إثنين إلى افتراق |
وقال الآخر على الإغراء :
٨ ـ أقول نصاحة لبني عديّ |
|
ثيابكم ونضح دم القتيل |
وأمّا لغة غطفان وبني عامر (الحمد لله) ففيه وجهان :
أحدهما : قول الأخفش (١) ، والثاني : قول الفرّاء.
أمّا قول الأخفش : فإنهما كلمتان كثر استعمالهما ، فصارتا بمنزلة كلمة
__________________
٥ ـ الشطر للأغلب العجلي ، وهو مثل جرى. راجع مجمع الأمثال للميداني ٢ / ١٨٩ ، وديوانه ص ١٦٣.
٦ ـ البيت من معلقته. راجع شرح المعلقات للنحاس ١ / ٥ ومثله لطرفة لكن فيه [وتجلّد] بدل [تجمّل].
راجع شرح المعلقات ١ / ٥٤.
٧ ـ الرجز لم يعلم قائله ، وفيه شاهد آخر وهو قطع همزة اثنين وهي ضرورة شعرية.
والبيت في الخصائص ٢ / ٤٧٥ ، ورصف المباني ص ٤١ ، وضرائر الشعر ص ٥٥ ، ومعاني القرآن للأخفش ١ / ١٣.
٨ ـ البيت لجرير بن عطية الخطفي.
وهو في طبقات الشعراء ص ١٧٠ ، وديوانه ص ٣٣٠.
(١) هو سعيد بن مسعدة ، أبو الحسن الأخفش الأوسط ، قرأ النحو على سيبويه ، وكان أسنّ منه وروى عنه أبو حاتم السجستاني ، كان أعلم الناس بالكلام ، وكان أجلع لا تنطبق شفتاه على لسانه. صنّف «معاني القرآن» وهو مطبوع. توفي سنة ١١٠ ه ، وقيل ١١٥ ه.
واحدة وكان النصف الأول مرفوعا ، ثم لم توجد الكلمة الواحدة في الأسماء وفيها خروج عن الضمة إلى الكسرة ، فعدلوا عن الضمة التي في دال الحمد ، ولم يكن إلى الفتحة سبيل لاقتضائه مصدرا ، ولا إلى الضمة لأنها هي المنقول عنها ، فلم يبق وجه إلا الكسر.
ـ وأما قول الفراء : فلأنهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة لكثرة استعمالها ، فتطرق عليها التعيين لاستقبال الكسرة بعد الضمة فعدل عن الضمة إلى الكسرة اتباعا ؛ إذ وجدوا لها نظيرا نحو إبل وإطل (١).
ـ وأما لغة ربيعة (الحمد لله) فالوجه فيها أنّهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة على ما بيّنا فأتبعوا حركة اللام حركة الدال ؛ إذ حركة الدال تدلّ على المعنى ، وهي أشرف من حركة اللام لأنّها لا تدلّ ، ولها نظير نحو منصل (٢) ومنخل.
* * *
__________________
(١) الإطل بكسر وبكسرتين ، الخاصرة. جمعها آطال.
(٢) المنصل بضم الميم وفتح الصاد ، وبضمتين : السيف.
باب
العدول من الغائبة إلى المخاطبة
ـ إن سئل عن قوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.)
فقيل : كيف أخرج الكلام على وجه الخبر عن وجه الغائب وهو قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ إلى قوله : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ،) ثم عدل عنه إلى المخاطبة بقوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ؟)
الجواب عنه :
قلنا : قرىء ههنا بقراءتين ، بنصب الكاف مالك يوم الدّين كأنّه على النداء يا مالك يوم الدين إيّاك نعبد. وحذف (يا) النداء جائز كما قال الشاعر :
٩ ـ تميم بن زيد لا تكوننّ حاجتي |
|
بظهر فلا يعيا عليّ جوابها |
__________________
٩ ـ البيت للفرزدق.
ـ وكان تميم بن زيد عاملا للحجاج على السند ، وكان معه في البعث رجل ، يقال له : خنيس ، وكانت أمه لم يكن لها ولد غيره ، فطال مقامه في البعث ، فاشتاقت إليه أمّه ، فدلّت على قبر غالب بن صعصعة أبي الفرزدق فعاذت بقبره ، فوجّه الفرزدق رجلا إلى تميم وكتب معه :
تميم بن زيد لا تكوننّ حاجتي |
|
بظهر ولا يعيا عليّ جوابها |
فخلّ خنيسا واتخذ فيه منّة |
|
لحوبة أمّ ما يسوغ شرابها |
أتتني فعاذت يا تميم بغالب |
|
وبالحفرة السافي عليها ترابها |
ـ
والمعنى : يا تميم بن زيد.
فعلى هذه القراءة لا سؤال عليه.
ـ وقال بعض أهل المعاني : لو قرىء (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) لكان صوابا في العربية على معنى الابتداء ، أي : هو مالك يوم الدين ، ولكن لم يقرأ به.
وأمّا قوله : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) بخفض الكاف فذكر الأخفش فقال : إنما هذا على الوحي ، وذلك أنّ الله تعالى خاطب النبي عليهالسلام ، كأنه قال : قل الحمد لمالك يوم الدين ، على ما بيّنا ، وقل لي يا محمد إيّاك نعبد وإياك نستعين (١). والله أعلم.
ـ قال الشيخ الإمام الزاهد رضي الله عنه : ما أدري ما حمله ـ يعني الأخفش ـ على هذا التأويل ، مع علمه بجواز العدول من الغائب إلى المخاطبة ،. ومن المخاطبة إلى الغائب. وله في القرآن نظائر ، وفي أشعار الجاهلية حجة.
وقول الله أصحّ معنى وأثبت حجة من الشعر ؛ إلا أنّه يحتجّ بالشعر على أهل الإلحاد ، الذين يعيبون القرآن بقصور أوهامهم عن علمه ، ولأنّه لا تصل عقولهم إلى كنه حقائقه.
ـ أمّا في القرآن فقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) إلى قوله : (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ) (٢).
__________________
ـ فنظر تميم فلم يعلم اسم الرجل خنيس أم حبيش ، فقال له كاتبه : تراجعه ، فقال : بعد قوله : [ولا يعيا عليّ جوابها] ولكن خلّ كلّ من في الجيش من خنيس وحبيش ، فخلّاهم فرجعوا إلى أهليهم.
راجع ذيل الأمالي للقالي ٧٧ ، وديوان الفرزدق ص ٨٠.
(١) راجع معاني القرآن للأخفش ١ / ١٣. وفي نقل المصنف تصرف بالعبارة.
(٢) سورة البقرة : آية ٨٣.
انظر كيف عدل عن الغائب إلى المخاطبة ، على قراءة من قرأ «لا يعبدون» (١) بالياء.
وقوله تعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ ،) ثم قال : (تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) (٢).
وقوله تعالى : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ ،) ثم قال : (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا) (٣).
وقوله تعالى : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها ،) ثم قال : (خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) (٤).
وقوله تعالى : (لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ ،) ثم قال : (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) (٥).
وقوله تعالى : (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ) (٦) ، إلى قوله : (وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ،) ثم قال : (وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ.)
وقوله تعالى : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ،) ثم قال : (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) (٧).
وقوله تعالى : (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ،) إلى قوله : (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ) (٨).
__________________
(١) وهي قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي بالغيب ؛ لأن بني إسرائيل لفظ غيبة.
(٢) سورة النحل : آية ٥٦.
(٣) سورة الحج : آية ٢٨.
(٤) سورة الأحزاب : آية ٥٠.
(٥) سورة الحج : آية ٩ ـ ١٠.
(٦) تتمتها (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) سورة الزخرف : آية ٧٠ ـ ٧١.
(٧) سورة الإنسان : آية ٢١ ـ ٢٢.
(٨) سورة الواقعة : آية ٤٥ ـ ٥١.
وقوله تعالى : (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ،) ثم قال : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) (١).
وقوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ،) ثم قال : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) (٢).
وأما الأشعار في ذلك فقول الشاعر :
١٠ ـ يا لهف نفسي كان جدّة خالد |
|
وبياض وجهك للتراب الأعفر |
وقال الأعشى :
١١ ـ يزيد يغضّ الطرف دوني كأنّما |
|
زوى بين عينيه عليّ المحاجم |
١٢ ـ فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى |
|
ولا تلقني إلا وأنفك راغم |
وقال الآخر :
١٣ ـ باتت تشتكي إليّ النفس مجهشة |
|
وقد حملتك سبعا بعد سبعينا |
١٤ ـ إن تجدي أملا يا نفس كارهة |
|
ففي الثلاث وفاء للثمانينا |
__________________
(١) سورة القيامة : آية ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) سورة عبس : آية ١ ـ ٣.
١٠ ـ البيت لأبي كبير الهذلي. وقوله جدّة الرجل : شبابه. فقد خبّر عن خالد ، ثم واجه فقال : وبياض وجهك.
والبيت في الصاحبي لابن فارس ص ٣٥٧ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ١٠٢ ، ومثلث البطليوسي ١ / ٤١١ ، وتفسير الطبري ١ / ٥٢ ، وديوان الهذليين ٣ / ١٠٨١.
(١١ ـ ١٢) ـ البيتان للأعشى في ديوانه ص ١٧٨ ، وتفسير القرطبي ٨ / ١٢٩ ، ولسان العرب مادة زوى ١٤ / ٣٦٤. زوى ما بين عينيه فانزوى : جمعه فاجتمع وقبضه.
(١٣ ـ ١٤) ـ البيتان للبيد الصحابي المشهور ، وأحد شعراء المعلقات ، قال الأبيات لما بلغ سبعا وسبعين سنة. ويروى البيت الثاني :
فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا |
|
وفي الثلاث وفاء للثمانينا |
والبيتان في خزانة الأدب ٢ / ٢٥١ ، والعقد الفريد ١ / ٢٧٥ ، وديوانه ص ٣٥٢.
وقال آخر :
١٥ ـ أرى سفها بالمرء تعليق لبّه |
|
بجارية خود متى يدن تبعد |
١٦ ـ أتنسين أياما لنا بدحيضة |
|
وأيامنا بين البديّ فثهمد |
وقال الآخر :
١٧ ـ فديت بنفسه نفسي ومالي |
|
ولا ألوك إلا ما أطيق |
وقال امرؤ القيس :
١٨ ـ ألا زعمت بسباسة اليوم أنني |
|
كبرت وأن لا يشهد اللهو أمثالي |
١٩ ـ كذبت لقد أصبي على المرء عرسه |
|
وأمنع عرسي أن يزنّ بها الخالي |
* * *
__________________
(١٥ ـ ١٦) ـ البيتان للأعشى من قصيدة له يمدح بها النعمان بن المنذر ، وهما في معجم البلدان ٢ / ٤٤٥ ، وهما في ديوانه ص ٤٧. والخود : الشابة ، والبدي وثهمد : موضعان.
١٧ ـ البيت لعروة بن الورد وهو من الشعراء الصعاليك الجاهليين.
والبيت في ديوان عروة ص ٢٥ ، ومجاز القرآن ٢ / ٧٩ ، وتفسير الطبري ٢٠ / ٦٥ ، [استدراك] وشرح قصيدة بانت سعاد ص ٢٤٢ ، وقال محققها الدكتور أبو ناجي : البيت مجهول القائل ، مع شهرته.
١٨ ـ البيتان في ديوان امرىء القيس ص ١٢٣ ، والثاني في اللسان : خلا ١٤ / ٢٣٩.
وقوله : أصبي : أغري ، ويزنّ : يتهم ، والخالي : الذي لا زوجة له. وبسباسة : اسم صاحبته.
باب
العدول من المخاطبة إلى الغائب
ـ منها قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً) (١) ، إلى قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ.)
وقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) (٢) ، ولم يقل : استغفرت لهم.
وقوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ ،) إلى قوله تعالى : (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (٣).
وقوله تعالى : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) (٤).
وقوله تعالى : (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ،) ثم قال : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) (٥).
وقوله تعالى : (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ ، وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (٦).
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٦٨ ـ ١٧٠.
(٢) سورة النساء : آية ٦٤.
(٣) سورة الأعراف : آية ٢٥.
(٤) سورة يونس : آية ٢٢.
(٥) سورة الحج : آية ٢٨ ـ ٢٩.
(٦) سورة الروم : آية ٣٩.
وقوله تعالى : (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ،) ثم قال : (أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (١).
وقوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ،) ثم قال : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) (٢).
وقوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ،) إلى قوله : (هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ) (٣) ، وهذا عجيب في الباب ؛ لأنه قال أولا : (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ ،) ثم قال : (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ،) ثم قال : (هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ،) ثم قال : (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ.)
وقوله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ ،) ثم قال : (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) (٤).
وقوله تعالى : (الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ ،) إلى قوله : (فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) (٥).
وقوله تعالى : (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ ،) إلى قوله : (وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) (٦).
وقوله تعالى : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ،) إلى قوله : (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ،) ثم قال : (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ ،) ثم قال : (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ ،)
__________________
(١) سورة الحجرات : آية ٧.
(٢) سورة محمد : آية ٢٢ ـ ٢٣.
(٣) سورة الواقعة : آية ٥١ ـ ٥٦.
(٤) سورة السجدة : آية ٩ ـ ١٠.
(٥) سورة الجاثية : آية ٣٤ ـ ٣٥.
(٦) سورة الجاثية : آية ٣١ ـ ٣٤.
ثم قال : (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ ،) وقال في آخر الآية : (وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) (١).
الأشعار في ذلك :
٢٠ ـ يا دار ميّة بالعلياء فالسند |
|
أقوت وطال عليها سالف الأمد |
وقال الشاعر :
٢١ ـ أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة |
|
لدينا ولا مقلية إن تقلّت |
وقال امرؤ القيس :
٢٢ ـ لا وأبيك ابنة العامري |
|
لا يدّعي القوم أني أفرّ |
وذكر أبياتا ثم قال :
٢٣ ـ رمتني بسهم أصاب الفؤاد |
|
عند الرّحيل فلم أنتصر |
وقال عنترة بن شداد :
__________________
(١) سورة الزخرف : آية ٦٨ ـ ٧١.
٢٠ ـ البيت للنابغة الذبياني ، وهو مطلع معلقته الدالية.
وقوله العلياء : مرتفع من الأرض ، والسند : سند الوادي في الجبل ، وهو ارتفاعه حيث يسند فيه ، أي : يصعد فيه. وقوله أقوت : خلت من أهلها.
راجع شرح المعلقات للنحاس ٢ / ١٥٧ ، وديوانه ص ٣٠.
٢١ ـ البيت لكثير عزّة ، والمعنى : إن أسأت أو أحسنت فنحن على ما تعرفين. والقلى : البغض.
والبيت في معاني القرآن للأخفش ٢ / ٣٤٢ ، وتفسير القرطبي ٨ / ١٦١ ، والعقد الفريد ٣ / ١١١ ، واللسان مادة حسن ١٣ / ١١٥.
٢٢ ـ البيت في ديوانه ص ٦٤ ، ومغني اللبيب رقم ٤٥٢ ، وذكره شاهدا على زيادة لا ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٨٩.
٢٣ ـ البيت في ديوانه ص ٦٤ ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٨٩.
٢٤ ـ يا دار عبلة بالجواء تكلّمي |
|
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي |
ثم قال :
٢٥ ـ فوقفت فيها ناقتي فكأنّها |
|
فدن لأقضي حاجة المتلوّم |
٢٦ ـ وتحلّ عبلة بالجواء وأهلنا |
|
بالحزن فالصّمان فالمتثلّم |
٢٧ ـ حلّت بأرض الزائرين فأصبحت |
|
عسرا عليّ طلابك ابنة مخرم |
٢٨ ـ علّقتها عرضا وأقتل قومها |
|
زعما لعمر أبيك ليس بمزعم |
٢٩ ـ ولقد نزلت فلا تظنّي غيره |
|
مني بمنزلة المحبّ المكرم |
٣٠ ـ كيف المزار وقد تربّع أهلها |
|
بعنيزتين وأهلنا بالغيلم |
٣١ ـ إن كنت أزمعت الرحيل فإنّما |
|
زمّت ركابكم بليل مظلم |
٣٢ ـ ما راعني إلا حمولة أهلها |
|
وسط الديار تسفّ حبّ الخمخم |
تأمل رحمك الله في هذه الأبيات كيف تراه عدل عن الغائبة إلى المخاطبة ، ومن المخاطبة إلى الغائبة.
* * *
__________________
(٢٤ ـ ٣٢ ـ الأبيات في معلقة عنترة.
والجواء والحزن والصمان والمتثلم والعنيزتان والغيلم أسماء مواضع.
وقوله : عمي صباحا مأخوذ من قولهم : يعم المطر ويعم البحر : إذا كثر زبده ، وكانت هذه تحية الجاهلية ، وقال الأصمعي : عم وأنعم واحد ، أي : كن ذا نعمة وأهل.
وقوله : علقتها عرضا : كان حبها على غير تعمد. ونصب عرضا على التمييز.
وزمّت : شدّت بالأزمّة ، أي : هذا الأمر أحكمتموه بليل.
والحمولة : الإبل التي يحمل عليها.
تسف : تأكل. والخمخم : بقلة لها حبّ أسود ، إذا أكلته الغنم قلّت ألبانها وتغيرت وإنما يصف أنها تأكل هذا لأنّها لا تجد غيره.
راجع شرح المعلقات للنحاس ٢ / ٥ ـ ١٢ ، وديوانه ص ١٥ ـ ١٦.
باب
حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه
ـ فإن سأل سائل عن قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ.)
كيف يجوز من المهتدي أن يهتدي؟
الجواب عنه :
قلنا : قد قيل في معنى الآية أوجه :
فمنها ما ذكر عن عليّ بن أبي طالب (١) رضي الله عنه أنه قال : ثبتنا على الصراط المستقيم ، الذي لا عوج فيه وهو الإسلام.
فهذا كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا) (٢). أي : اثبتوا ودوموا على إيمانكم.
ـ وقال ابن عباس (٣) : معناه أرشدنا إلى الطاعات كما أرشدتنا إلى الإسلام.
__________________
(١) هو أمير المؤمنين رابع الخلفاء الراشدين ، وابن عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وزوج ابنته فاطمة ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأول من أسلم من الصبيان. مات شهيدا سنة ٤٠ ه قتله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي ، وهو خارج إلى الصلاة سابع عشر رمضان وعمره (٦٣) سنة. وللنسائي كتاب فيه هو «خصائص علي بن أبي طالب» مطبوع.
(٢) سورة النساء : آية ١٣٦.
(٣) هو ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقال له الحبر والبحر وترجمان القرآن ، دعا له النبي فقال : «اللهم فقهه في الدين وعلّمه التأويل». كان يحضر مجلسه من أراد الفقه والقرآن والشعر. ـ
وقال جابر بن عبد الله (١) : الصراط المستقيم هو القرآن.
فعلى هذا القول كأنّه قال : اهدنا إلى حلاله وحرامه ، وبيان ما فيه.
فإن سلكنا هذه الطريق فلا يلزمنا هذا السؤال.
ـ وقد قيل : معنى الآية معنى آخر. وهو أنّ معناها : اهدنا لزوم الصراط المستقيم ، أو حفظ الصراط المستقيم. كأنّه حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
وهذا شائع مستفيض في لغة العرب ، وهو غاية البلاغة في الإيجاز ، كقوله تعالى : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) (٢) المعنى : حبّ العجل.
وكقوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ) (٣) ، وهو الراعي.
وكقوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) (٤) ، يعني : ولكنّ البرّ برّ من آمن بالله.
__________________
ـ قال الأعمش : كان ابن عباس إذا رأيته قلت أجمل الناس ، فإذا تكلم قلت : أفصح الناس ، فإذا حدّث قلت : أعلم الناس. توفي بالطائف سنة ٦٨ ه.
(١) يكنى أبا عبد الله ، أحد المكثرين عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. روى عنه جماعة من الصحابة ، وغزا مع رسول الله (١٩) غزوة ، ولم يشهد بدرا ولا أحدا ، وكان له حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم ، وأصيب بصره في آخر عمره ، وهو آخر الصحابة موتا في المدينة. توفي سنة ٧٨ ه.
(٢) سورة البقرة : آية ٩٣.
(٣) سورة البقرة : آية ١٧١.
والمعنى : مثل الذين كفروا كمثل البهائم التي لا تفقه ما يقول الراعي أكثر من الصوت.
راجع معاني القرآن للفراء ١ / ٩٩.
(٤) سورة البقرة : آية ١٧٧.
وقوله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) (١). أي : وقت الحج أشهر معلومات.
وقوله تعالى : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ) (٢). المعنى : إلا في نجوى من أمر.
وقوله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) (٣). يعني : إلا قول من ظلم.
وقوله تعالى : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ) (٤). أي : من وفاء عهد.
وقوله تعالى : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) (٥). يعني : أهل مدين. وكذلك سائر أخواتها.
وقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (٦). أي : ننقص أهلها.
وقوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ) (٧) ، أي : كإيمان من آمن.
وقوله تعالى : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ) (٨). أي : من إضلال الإنس وإغوائهم.
وقوله تعالى : (ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) (٩). أي : ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات.
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٩٧.
(٢) سورة النساء : آية ١١٤.
(٣) سورة النساء : آية ١٤٨.
(٤) سورة الأعراف : آية ١٤٨.
(٥) سورة الأعراف : آية ٨٥.
(٦) سورة الرعد : آية ٤١.
(٧) سورة التوبة : آية ١٩.
(٨) سورة الأنعام : آية ١٢٨.
(٩) سورة الإسراء : آية ٧٥.
وقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها) (١). أي : أهل القرية.
وقوله تعالى : (مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ) (٢). أي : أهلها أخرجوك.
وقوله تعالى : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) (٣). أي : أهل الحرب يضعون أسلحتهم.
وقوله تعالى : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ) (٤). أي : عن برّ الذين.
وقوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) (٥). أي : أهل ناديه.
وقوله تعالى : (وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) (٦). أي : بأهل طريقتكم المثلى.
وقوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ) (٧). أي : ليس له ناصر من أهل الذل ، وهم اليهود.
وقوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا) (٨). أي : آسفوا أنبياءنا وأولياءنا.
وقوله تعالى : (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ) (٩). يعني : أتى أمر الله وعذاب الله بنيانهم ومنازلهم.
وقوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (١٠). أي : جاء أمر ربك.
وقوله تعالى : (فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) (١١). أي : حكم الله بإجلائهم ، وقطع نخيلهم ، لبني النضير.
__________________
(١) سورة يوسف : آية ٨٢.
(٢) سورة محمد : آية ١٣.
(٣) سورة محمد : آية ٤.
(٤) سورة الممتحنة : آية ١٧.
(٥) سورة العلق : آية ١٩.
(٦) سورة طه : آية ٦٣.
(٧) سورة الإسراء : آية ١١١.
(٨) سورة الزخرف : آية ٥٥.
ومعنى آسفونا : أغضبونا.
(٩) سورة النحل : آية ٢٦.
(١٠) سورة الفجر : آية ٢٢.
(١١) سورة الحشر : آية ٢.
الأبيات في هذا المعنى :
قال الشاعر :
٣٣ ـ لهم مجلس صهب السبال أذلة |
|
سواسية أحرارها وعبيدها |
والمجلس لا يكون صهب السبال ، ولكنّ المعنى : لهم أهل مجلس.
وقال الآخر :
٣٤ ـ وأهلك مهر أبيك الدوا |
|
ء ليس له من طعام نصيب |
معناه : أهلكه ترك الدواء.
وقال :
٣٥ ـ من شاء دلّى النفس في هوّة |
|
ضنك ولكن من له بالمضيق |
والمعنى : من له بالخروج من المضيق.
وقال الآخر وهو الحطيئة :
٣٦ ـ وآنيت العشاء إلى سهيل |
|
أو الشّعرى فطال بي الأناء |
__________________
٣٣ ـ البيت لذي الرمة ، وهو في ديوانه ص ١٦٧ ، والصناعتين ص ١٣٦ ، والكشاف للزمخشري ٤ / ٢٢٢ ، وتأويل مشكل القرآن ص ٢١٢ ، وغريب الحديث للخطابي ١ / ١٣٧ ، ولم ينسبه المحقق د. العزباوي.
وقوله صهب : حمر. والسبال : الشعر الذي ينبت على الشفة العليا.
٣٤ ـ البيت لثعلبة بن عمرو العبدي ، وبعده :
خلا أنّهم كلما أوردوا |
|
يصبّح قعبا عليه ذنوب |
والدواء : اللبن. راجع أمالي القالي ١ / ١٠ ، واللسان ـ مادة (دوا) ١٤ / ٢٨٠ ، والمعاني الكبير ١ / ٨٧.
٣٥ ـ البيت في تأويل مشكل القرآن ص ٤٣٨ ، واللسان ـ مادة (ضيق) ، بلا نسبة فيهما ، والمحكم ٦ / ٣٠٠ ولم ينسبه المحقق ، والبيت لمهلهل بن ربيعة في ديوانه ص ٢٨٢.
٣٦ ـ البيت ذكره السيوطي في الأشباه والنظائر ٤ / ١٨٤ ، والقرطبي في تفسيره ١٤ / ٢٢٦ ، واللسان ـ مادة (أنى) ١٤ / ٤٩ ، وهو في ديوان الحطيئة ص ٨٣. ـ
أي : إلى طلوع سهيل أو إلى طلوع الشّعرى.
وقال الآخر :
٣٧ ـ هلّا سألت الخيل يا ابنة مالك |
|
إن كنت جاهلة بما لم تعلمي |
يعني : أصحاب الخيل.
وقال الآخر :
٣٨ ـ وسبّحت المدينة لا تلمها |
|
رأت قمرا بسوقهم نهارا |
يعني : أهل المدينة.
وقال الآخر :
٣٩ ـ أنبئت أنّ النّار بعدك أوقدت |
|
واستبّ بعدك يا كليب المجلس |
يعني : أهل المجلس.
وقال الآخر :
٤٠ ـ وكيف تواصل من أصبحت |
|
خلالته كأبي مرحب |
__________________
ـ وآنيت الشيء : أخّرته ، والاسم منه الأناء على فعال ، بالفتح.
قال أبو بكر ابن الأنباري : في قولهم تأنيت الرجل أي : انتظرته ، وتأخرت في أمره ولم أعجل.
وسهيل والشعرى نجمان.
٣٧ ـ البيت لعنترة في معلقته. راجع شرح المعلقات للنحاس ٢ / ٣٠ ، وديوانه ص ٢٥.
٣٨ ـ البيت لعمرو بن لجأ. وهو في تفسير الطبري ١ / ١٢١.
٣٩ ـ البيت لمهلهل بن ربيعة ، وهو في أمالي ابن الشجري ١ / ٥٢ ، وتفسير القرطبي ١ / ٢٣٩ و ٩ / ٣٢ ، وديوانه ص ٢٨٠.
٤٠ ـ البيت للنابغة الجعدي وهو في ديوانه ص ٤٤ ، ونوادر أبي زيد ص ١٨٨ ، والمقتضب ٣ / ٢٣١ ، والمقتصد شرح الإيضاح للجرجاني ١ / ٣٧٠ ، ومعاني القرآن للأخفش ٢ / ٣٧٦. ـ
أي : كخلالة أبي مرحب. والخلالة والخلولة والخلة بمعنى واحد.
وقال الآخر :
٤١ ـ يوما بأجود منه سيب نافلة |
|
ولا يحول عطاء اليوم دون غد |
يعني : دون عطاء غد.
وقال الآخر :
٤٢ ـ لقد خفت حتى ما تزيد مخافتي |
|
على وعل في ذي الفقارة عاقل |
أي : على مخافة وعل.
* * *
__________________
ـ والخلالة بفتح الخاء وكسرها ، وأبو مرحب : كنية الظل ، أو الرجل الحسن الوجه لا باطن له.
٤١ ـ البيت للنابغة الذبياني وهو من معلقته ، راجع شرح المعلقات ٢ / ١٧٥ ، وديوانه ص ٣٧.
وقوله سيب : هو العطاء. ونافلة : زائدة.
٤٢ ـ البيت للنابغة الذبياني من قصيدة في ديوانه ص ٨٥ ـ ٨٦ ، وهو في المقتضب ٣ / ٢٣١ ، والأمالي الشجرية ١ / ٥٢ ، وإعراب القرآن للنحاس ٣ / ٧٢١ ، والإنصاف في مسائل الخلاف ص ٢٣.
ويروى [ذي المطارة] بدل [ذي الفقارة]. وقوله عاقل : متحصن بوزره عن الصياد.