أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٨
ذكر من اسمه
عنبسة
٥٤٣٧ ـ عنبسة بن سعيد بن العاص بن (١) سعيد
ابن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
أبو خالد ، ويقال أبو أيوب الأموي (٢)
أخو عمرو بن سعيد الأشدق (٣) الذي غلب على دمشق في أيام عبد الملك ، وهو من أهل المدينة.
كان مع أخيه بدمشق حين غلب عليها.
وفد على عمر بن عبد العزيز.
روى عن أبي هريرة ، وعمر بن عبد العزيز قوله (٤) ، وصلى خلف مروان بن الحكم.
روى عنه : الزّهري ، وأسماء بن عبيد ، وضمرة غير منسوب (٥).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد التّستري ، قالا : أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، نا أبو علي محمّد بن أحمد ابن عمرو اللؤلؤي.
__________________
(١) الأصل وم : أنا ، تصحيف ، والتصويب عن مصادر ترجمته.
(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٤٣١ وتهذيب التهذيب ٤ / ٤١٥ وجمهرة ابن حزم ص ٨١ وميزان الاعتدال ٣ / ٣٠١ والجرح والتعديل ٦ / ٣٩٨ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٥.
(٣) تقدمت ترجمته في كتابنا.
(٤) الأصل وم : وقوله ، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : ضمرة بن حبيب.
ح وأخبرنا أبو الفتح الفقيه ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السّابوري (١) ـ بالبصرة ـ أنا أبو بكر محمّد بن بكر بن محمّد بن عبد الرزّاق التمار ، قالا : نا أبو داود سليمان بن الأشعث ، نا حامد (٢) بن يحيى ـ زاد اللؤلؤي : البلخي ، ثم اتفقا ـ نا سفيان ، نا الزهري ، وسأله إسماعيل بن أمية فحدّثناه الزهري أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشي يحدّث عن أبي هريرة قال :
قدمت المدينة ورسول الله صلىاللهعليهوسلم حين افتتحها (٣) فسألته أن يسهم لي ، فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال : لا تسهم له يا رسول الله ، قال : فقلت : هذا قاتل ابن قوقل ، فقال سعيد بن العاص : يا عجبا لو بر (٤) قد تدلّى علينا من قدوم ضأن (٥) يعيّرني بقتل امرئ مسلم أكرمه الله على يديّ ، ولم يهنّي على يديه.
قال الخطيب : كذا روى أبو الدرداء هذا (٦) الحديث عن حامد بن يحيى ، وقال فيه ، فقال سعيد بن العاص : وإنّما هو سعيد (٧) بن العاص ، واسمه أبان ، وهو الذي قال : لا تسهم له يا رسول الله.
وأخبرنا أبو الفتح (٨) ، نا أبو بكر ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب الفقيه الخوارزمي المعروف بابن البرقاني قال : قرأنا على محمّد بن علي الحسّاني ، حدّثكم عبد الله بن أبي العاصي ، نا سعيد بن منصور ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن محمّد بن الوليد ، عن الزهري.
أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدّث سعيد بن العاص أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) هذه النسبة إلى سابور : بلدة من بلاد فارس قريبة من كازرون (الأنساب).
(٢) تقرأ في الأصل : «مجاهد» ، وفي م : «جاهد» كلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمة أبي داود سليمان بن الأشعث في تهذيب الكمال ٨ / ٥.
(٣) يعني خيبر.
(٤) الوبر : دويبة على قدر السنور غبراء أو بيضاء حسنة العينين ، شبه به تحقيرا له (راجع النهاية لابن الأثير).
(٥) قدوم ضأن : ثنية أو جبل السراة من أرض دوس (معجم البلدان).
(٦) الأصل : بهذا ، والمثبت عن م.
(٧) كذا بالأصل وم ، وهو خطأ ولعل الصواب : «وإنما هو ابن سعيد بن العاص ، واسمه أبان» وهو ما ورد في مغازي الواقدي ٢ / ٦٨٣.
(٨) أقحم بعدها بالأصل وم : أبو بكر.
بعث أبان بن سعيد على سرية من المدينة قبل نجد فقدم أبان بن سعيد وأصحابه على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخيبر بعد أن فتحها ، وأن حزم خيلهم لليف ، فقال أبان : أقسم لنا يا رسول الله ، قال أبو هريرة : فقلت : لا تقسم لهم يا رسول الله ، فقال أبان : ائت بها يا وبر تحدّر من رأس ضأن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اجلس يا أبان» ، ولم يقسم لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم [١٠١٢٤].
قال الخطيب : ذكر في الحديث الأول : أن أبا هريرة كان السائل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يسهم له ، وأن ابن سعيد بن العاص قال للنبي صلىاللهعليهوسلم لا تسهم له ، وفي الحديث الثاني : أن أبان ابن سعيد كان السائل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقسم له ، وأن أبا هريرة القائل : لا تقسم ، والحديث الأول هو الصحيح ، وكذلك ذكره الواقدي في كتاب المغازي (١).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن (٢) الحسن ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا سعيد ابن منصور ، نا إسماعيل بن عياش ، عن محمّد بن (٣) الوليد الزّبيدي ، عن الزهري.
أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدّث سعيد (٤) بن العاص أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد ، فقدم أبان وأصحابه على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخيبر بعد أن فتحها ، وأن حزم خيلهم الليف ، فقال أبان : أقسم لنا يا رسول الله ، قال أبو هريرة : فقلت : لا تقسم لهم يا رسول الله ، فقال أبان : أنت بها يا وبر تحدر من رأس ضأن ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «اجلس يا أبان» ، ولم يقسم لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم [١٠١٢٥].
رواه أبو داود عن سعيد بن منصور.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا بكر بن سهل ، نا عبد الله بن يوسف.
ح قال : ونا الطّبراني ، نا أحمد بن المعلّى ، نا هشام بن عمّار ، قالا : نا إسماعيل بن عياش عن (٥) محمّد بن الوليد الزّبيدي عن الزهري.
أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدّث سعيد بن العاص ، قال أبو هريرة :
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٦٤.
(٢) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٦٨٣.
(٣) ما بين الرقمين سقط من م.
(٤) الأصل وم : سعد.
(٥) الأصل وم : «بن» تصحيف.
بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد ، قال أبو هريرة : فقدم أبان بن سعيد وأصحابه على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخيبر بعد فتحها وأن حزم خيلهم لليف ، قال أبو هريرة : فقال أبان : اقسم لنا يا رسول الله ، قال أبو هريرة : فقلت : لا تقسم لهم يا رسول الله ، قال أبان : ائت بها يا وبر تحدر من رأس ضأن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اجلس يا أبان» ولم يقسم لهم [١٠١٢٦].
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد الحافظ ، نا محمّد بن يحيى ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الرّحمن بن نمر أنه سمع الزهري يقول : أخبرني عنبسة أنه رأى مروان يصلّي في جبّة ومعجزة (١) معتجرا (٢) بها وليس عليه رداء.
أخبرنا أبو بكر أيضا ، أنا أبو صالح (٣) أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس (٤) بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عنبسة الذي يروي عنه الزّهري هو عنبسة بن سعيد بن العاص.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٥) قال : فولد سعيد بن العاص بن سعيد [عنبسة بن سعيد](٦) لأم ولد.
قال : وأنا ابن حيوية ـ إجازة ـ أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٧) في الثانية من أهل المدينة : عنبسة بن سعيد
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي تاج العروس ، واللسان : عجر : معجر ـ كمنبر ـ وهو ثوب أصغر من الرداء تعتجر به المرأة ، وهو ثوب تلفه المرأة على استدارة رأسها.
(٢) الاعتجار : لي الثوب على الرأس من إدارة تحت الحنك (تاج العروس).
(٣) بالأصل وم : «أبو صالح أحمد بن صالح أحمد بن عبد الملك» صوبنا السند قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(٤) الأصل : عياش بن محمد ، تصحيف والصواب ما أثبت ، وهو عباس بن محمد الدوري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٤٧٦.
(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٠.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لإقامة المعنى عن ابن سعد.
(٧) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٢٣٩.
ابن العاص بن [سعيد بن العاص بن](١) أمية بن عبد شمس ، وأمّه أم ولد ، وقد روى عنبسة عن أبي هريرة.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك محمّد ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٢) :
عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي الأموي أبو خالد كنّاه أسماء بن عبيد ، سمع أبا هريرة ، روى عنه الزهري.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا أبو محمّد بن حاتم قال (٣) :
عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي الأموي كان بالشام ، يكنى أبا خالد ، سمع أبا هريرة ، سمع منه الزهري ، وأسماء بن عبيد (٤).
[أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد](٥) بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ.
ح وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتاب (٦) ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ ، قال :
سمعت أبا الحسن (٧) بن سميع يقول في الطبقة الثالثة : عنبسة بن سعيد بن العاص.
__________________
(١) زيادة للإيضاح عن ابن سعد.
(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٥.
(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٣٩٨.
(٤) كذا بالأصل وم ، وبعدها في الجرح والتعديل : وضمرة بن حبيب ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسألته عنه فقال : لا بأس به.
(٥) سقط بالأصل وم ، امتد من آخر الخبر السابق ، أخذنا قسما منه عن الجرح والتعديل ـ راجع الحاشية السابقة ، وما بين معكوفتين استدركناه لتقويم السند قياسا إلى أسانيد مماثلة ، وهذا السند معروف.
(٦) الأصل : غياث ، وبدون إعجام في م ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٧) الأصل وم : الحسين ، تصحيف.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا أبو سعيد السّجزي ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد قال (١) :
عنبسة بن سعيد بن العاص أبو خالد القرشي الأموي ، أخو يحيى ، وعمرو ، سمع أبا هريرة ، روى عنه الزهري في غزوة حنين والجهاد (٢).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون (٣) قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :
أبو خالد عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي ، سمع أبا هريرة ، روى عنه الزهري.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن حفص بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :
أبو خالد عنبسة بن سعيد بن العاص كان بالشام ، روى عنه الزهري.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](٤) علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٥) :
أبو خالد عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي الأموي ، سمع أبا هريرة عبد الرّحمن بن صخر الدّوسي ، روى عنه [أبو بكر محمد بن مسلم](٦) ابن شهاب [الزهري](٧).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : وعنبسة أخو يحيى بن سعيد ثقة.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قلت للدارقطني : فعنبسة بن سعيد بن العاص؟ قال : ثقة.
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد الله ، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب ، قال : قلت للدارقطني : عنبسة بن سعيد بن العاص عن أبي
__________________
(١) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤٠١.
(٢) في الجمع بين رجال الصحيحين : في غزوة خيبر ... وفي الحدود.
(٣) أقحم بعدها بالأصل وم : القرشي سمع أبا هريرة روى عنه الزهري.
(٤) سقطت من الأصل وم.
(٥) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٤ / ٢٤٣.
(٦) الزيادة بين معكوفتين عن الأسامي والكنى.
(٧) الزيادة بين معكوفتين عن الأسامي والكنى.
هريرة؟ قال : هذا جليس الحجّاج ، وهو عم أبي إسماعيل بن أمية (١).
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر بن المخلّص ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله قال (٢) :
ذكر عن عنبسة بن سعيد أنه قال : لما اجتمعت أهلي قلت : لأرسلنّ إلى سيد قومي [مروان](٣) فلأدعونّه ، فأصلحت داري ، وتجمّلت بالفرشة والستور (٤) والخدم (٥) والبزة الظّاهرة ، وتكلّفت في ذلك ، وصنعت طعاما ، وذلك بعد ما ملك (٦) ، ثم دعوت مروان ، فأتاني هو وابناه : عبد الملك وعبد العزيز ، فجعل ينظر إلى ما هيّأت ، وأتيت بالطعام ، فوضعته ، فأدخل يده في الثريد هو وابنه ، ثم أقبل عليّ ويده في الصحفة ليهيئ لقمته ، فقال : يا عنبسة هل عليك من دين؟ قلت : نعم إنّ عليّ لدينا ، قال : وكم؟ قلت : سبعون ألف درهم ، فنفض (٧) يده ورفعها من طعامي ، وقال لابنيه : ارفعا أيديكما ، حرم علينا طعامك. أما كنت تقدر أن تجعل بعد هذه الفضول التي أرى في بعض دينك؟ فهو كان أولى بك ، ثم قام ولم يأكل من طعامي شيئا ، فلو كان قضاها عنّي ، ما كان بأنفع لي من عظته ، قلت في نفسي : هذا شيخي وسيّد قومي ، صنع ما أرى استخفافا بي وعظة لي ، فعمدت إلى تلك الفضول ففرقتها (٨) وصمدت صمد ديني أقضيه ، فما برح ذلك حتى قضى الله عنّي الدين وتأثلت المال.
وكان انقطاع عنبسة إلى الحجّاج بن يوسف.
قال الزبير : وعنبسة بن سعيد لأم ولد من سبي سلمان (٩) بن ربيعة الباهلي من بلنجر (١٠).
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٤ / ٤٣١.
(٢) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٨٠ ـ ١٨١.
(٣) زيادة عن نسب قريش.
(٤) الأصل : «البننون» ، وفي م : «النننون» والمثبت عن نسب قريش.
(٥) الأصل وم : والحرم ، والمثبت عن نسب قريش.
(٦) بالأصل وم : «وذلك بعد ما هلك أبي ، ثم دعوت» والمثبت عن نسب قريش.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش والمختصر : فقبض.
(٨) تقرأ بالأصل وم : «فعرفها» والمثبت عن نسب قريش.
(٩) الأصل وم : سليمان ، تصحيف ، والتصويب عن نسب قريش ، ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٤١١.
(١٠) بلنجر : مدينة ببلاد الخزر (راجع معجم البلدان).
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، أنا محمّد بن علي الحربي ، وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن دوست ـ زاد الحربي : ومحمّد بن عبد الله الدقاق قالا : ـ أنا الحسين بن صفوان بن أبي الدنيا ، حدّثني القاسم بن هاشم (١) ، نا المسيّب بن واضح ، عن محمّد بن الوليد قال :
قال عنبسة بن سعيد ما شاحنت رجلا ، ولا جلس إليّ رجل إلّا عرفت فضله حتى يقوم.
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط ـ ببغداد ـ أنا أبو منصور محمّد ابن [محمد بن](٢) أحمد بن الحسين العكبري ـ ببغداد ـ أنا القاضي أبو محمّد عبد الله بن علي ابن أيوب ـ قراءة عليه ، بعكبرا ـ وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمّامي المقرئ ـ قراءة عليه ببغداد ـ قالا : أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبيد القرشي ، نا خالد بن خداش ، نا حمّاد بن زيد ، عن محمّد بن عمرو ، قال عنبسة بن سعيد :
دخلت على عمر بن عبد العزيز أودّعه فلما ودّعته وانصرفت ناداني : يا عنبسة ، يا عنبسة ، فأقبلت عليه ، قال : فقال : أكثر من ذكر الموت ، فإنك لا تكون في واسع من الأمن إلّا ضيّقه عليك ، ولا تكون في ضيّق من الأمر إلّا وسّعه عليك.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا محمود بن عمر بن جعفر ، أنا علي بن الفرج بن أبي روح.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا أبو بكر النّجّاد ، قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا خالد بن خداش ، نا حمّاد بن زيد ، عن محمّد ابن عمرو قال : قال عنبسة بن سعيد :
دخلت على عمر بن عبد العزيز أودّعه ، فلما ودعته وانصرفت ناداني : يا عنبسة ، يا عنبسة ، فأقبلت عليه ، فقال : أكثر من ذكر الموت ، فإنّك لا تك في ضيق من الأمر إلّا وسّعه عليك ـ زاد ابن طاوس : ولا تكن في واسع من الأمر إلّا ضيّقه عليك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن أحمد بن
__________________
(١) «بن هاشم» ليستا في م.
(٢) زيادة عن م ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٢.
محمّد ، أنا أبو الحسن اللّنباني (١) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنا خالد بن خداش ، نا حمّاد بن زيد ، عن محمّد بن عمرو.
أن عنبسة بن سعيد دخل على عمر بن عبد العزيز ، فلمّا أراد أن يخرج قال : يا أبا خالد أكثر ذكر الموت ، فإنك لا تذكره عند واسع من الأمر إلّا ضيّقه عليك ، ولا تذكره عند ضيّق من الأمر إلّا وسّعه عليك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأحمد ابن الحسن ، قالا : نا أبو العبّاس ـ هو الأصم ـ نا إبراهيم بن مرزوق.
ح وأخبرنا أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه ، نا محمّد بن فضيل قالا : نا سعيد بن عامر ، عن أسماء بن عبيد قال (٢) :
دخل عنبسة ـ زاد ابن فضيل : بن سعيد ـ على عمر بن عبد العزيز فقال : يا أمير المؤمنين إنه قد كان من كان قبلك يعطونا عطايا منعتناها ، وإنّ لي عيالا وضيعة ، وقد أحببت أن أتعاهد ضيعتي ، وما يصلح عيالي ، فقال عمر بن عبد العزيز : أحبكم (٣) إلينا من فعل ذلك ، فلمّا ولّى قال : أبا خالد ، أبا خالد ، أكثر ـ وقال ابن فضيل : فأقبل فقال : أكثر ـ من ذكر الموت فإنّك لا تذكره وأنت في سعة من العيش إلّا ضيّقه عليك ، ولا تذكره وأنت في ضيق من العيش إلّا وسّعه عليك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، نا سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة قال : قال عنبسة بن سعيد بن العاص [لعمر](٥) بن عبد العزيز حين قطع الرزق عن الصحابة ـ صحابة بني أمية ـ : يا أمير المؤمنين ، إنّي أرى أمرا لا يصلحه إلّا النظر في الضيعة ، قال : على الرشاد يا أبا خالد ، ولكن أكثر ذكر الموت ، فإنّك لن تجعله في كثير إلّا قلّ ، ولا في قليل إلّا كثر ، على الرشاد يا أبا خالد.
__________________
(١) الأصل : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٢) الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص ١٣٩ والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٦١٤.
(٣) سيرة عمر لابن الجوزي : أحبكم إلينا من كفانا مئونته.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٦١٣.
(٥) الزيادة عن م والمعرفة والتاريخ.
٥٤٣٨ ـ عنبسة بن سعيد بن غنيم
أبو غنيم الكلاعي (١)
حدّث عن أنس بن مالك ، ومكحول ، وأبان بن أبي عياش ، وعطارد التميمي ، ونصيح العنسي ، وأبي حفص المرادي ، وأبي وزيرة العنسي ، وأبي غسّان الضّبّي.
روى عنه الأوزاعي ، والوليد (٢) بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وعمرو بن بشر بن السّرح ، ومعمر بن عريب ، وإسماعيل بن عياش.
أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن [محمد بن] سهل ، أنا محمّد بن أحمد بن مردويه ، نا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن ، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الغسّال ، نا بكر بن سهل ، نا عمرو بن هاشم ، نا هقل بن زياد ، عن الأوزاعي ، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن أنس بن مالك قال :
تمنّى رجل عند أبي هريرة الموت ، قال : لا تتمنّ الموت حتى تثق بعمل.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ، قالا : نا أبو العباس محمّد [(٣) بن يعقوب بن الأصم ، نا ـ وفي حديث السراج : أنا ـ العباس] بن الوليد ، أخبرني محمّد بن شعيب ، أخبرني عنبسة بن سعيد بن غنيم ، عن ابن أبي عيّاش ـ وقال السّرّاج عن أبان بن أبي عياش ـ عن عكرمة عن ابن عباس.
في قوله تعالى : (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)(٤) قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يفسّرها قال : «الخصاف ، والماء ، وفلق الكسر» [١٠١٢٧] ، قال العبّاس : الخصاف : خصف النّعلين.
قال الخطيب : ذكر أبو الحسن ـ يعني الدارقطني : عنبسة بن غنيم الكلاعي روى عنه الوليد بن مسلم ، ولا أظنه إلّا هذا ، والله أعلم.
هو هو بغير ظنّ بل يقين ، إن شاء الله.
__________________
(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٤ / ٤١٦ وميزان الاعتدال ٣ / ٣٠٠ ولسان الميزان ٤ / ٣٨٣ والجرح والتعديل ٦ / ٤٠٠ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٥.
(٢) في الأصل وم : أبو الوليد ، تصحيف.
(٣) ما بين الرقمين سقط من م.
(٤) سورة التكاثر ، الآية : ٨.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني ، نا أحمد بن أبي الطّيّب ، نا بقية ، نا معمر بن غريب ، حدّثني عنبسة بن سعيد الكلاعي قال :
ما ابتدع رجل بدعة إلّا غلّ صدره عن المسلمين ، واختلجت منه الأمانة.
نا بقية ، نا معمر ، فسمعه من الأوزاعي فقال : أنت سمعت من عنبسة؟ قال : نعم ، فقال : صدق ، رحمهالله ، كنا نتحدث أنه ما ابتدع رجل بدعة إلّا سلب ورعه.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) :
عنبسة بن سعيد بن غنيم سمع عطارد ، روى عنه عمر (٢) بن بشر.
كذا وقع في هذه الرواية ، والصواب عمرو بن بشر بن السّرح ، ولم يذكر في باب عمر في حرف الباء من أسماء آبائهم : عمر بن بشر (٣).
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ـ إجازة ـ قالا : أنا أبو [القاسم بن منده ، أنا أبو علي إجازة.
ح. قال : وأنا أبو](٤) طاهر بن سلمة ، نا علي بن محمّد.
قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٥) قال :
عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي ، روى عن مكحول ، روى عنه إسماعيل بن عيّاش ، والوليد بن مسلم ، وعمرو بن بشر (٦) بن السّرح ، سمعت أبي يقول ذلك.
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٥.
(٢) كذا بالأصل وم والتاريخ الكبير ، وهو تصحيف ، وتصحيف ، وسينبه المصنف إلى الصواب.
(٣) ترجمه البخاري في التاريخ الكبير في باب عمرو : عمرو بن بشر بن السرح أبو بشر ، سمع الوليد بن سليمان وأبا بكر الغساني سمع منه سليمان بن عبد الرحمن الشامي. (التاريخ الكبير ٦ / ٣١٧).
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم فاختل السند ، وما أضفناه لتقويم السند ، قياسا إلى أسانيد مماثلة ، والسند معروف.
(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٤٠٠.
(٦) الأصل وم : بشير ، تصحيف.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن أبي بكر ، أنا الحسن بن عبد الله العسكري ، قال :
وعنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي ، روى عن مكحول ، روى عنه إسماعيل بن عيّاش ، والوليد بن مسلم ، وقد روى إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن غنيم الكلاعي أيضا.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال :
عنبسة بن غنيم الكلاعي ، روى عن أبي غسّان الضّبّي ، روى عنه الوليد بن مسلم ، له حديث كتبناه في كتاب الصحيحين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) :
وأما غنيم بغين معجمة مضمومة ونون مفتوحة : سعيد بن غنيم الكلاعي ، وابنه عنبسة ابن سعيد بن غنيم ، حدّث عن أبان بن أبي عياش ، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور ، وعنبسة بن غنيم الكلاعي روى عن أبي (٢) غسان الضّبّي ، روى عنه الوليد بن مسلم ، أخشى أن يكون هو الذي قبله نسبه إلى جده.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن (٣) أبي الفضل التّميمي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو غنيم عنبسة بن سعيد.
قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر ، أنا هبة الله ابن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي (٤) قال :
أبو غنيم عنبسة بن غنيم الكلاعي ، يروي عنه الوليد بن مسلم.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.
__________________
(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ١٤٠ و ١٤١.
(٢) الأصل وم هنا : «ابن» تصحيف ، والتصويب عن الاكمال.
(٣) الأصل وم : «بن» تصحيف.
(٤) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٧٩.
قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (١) قال :
وسألت عنه (٢) فقال : ليس بالقوي ، وسئل أبو زرعة عن عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي فقال : أحاديثه منكرة ، ولم يسمع من عكرمة شيئا.
فرّق أبو بكر الخطيب بين الذي روى عن نصيح وروى عنه معمر بن عربث (٣) وبين الذي روى عنه الجماعة وعندي أنهما واحد.
٥٤٣٩ ـ عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
أبو عامر ، ويقال : أبو عثمان ، ويقال : أبو الوليد (٤)
أخو أم حبيبة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم.
روى عن أخته أم حبيبة.
روى عنه مكحول ، وعمرو بن أوس الثقفي الطائفي ، وشهر بن حوشب ، والقاسم أبو عبد الرّحمن ، وعبد الله بن مهاجر الشّعيثي ، والمسيّب بن رافع الكاهلي.
وقدم دمشق ، وذكر الواقدي : أن معاوية استعمله على الصائفة سنة اثنتين وأربعين ، فبلغ مرج الشّحم (٥) ، وولّاه الموسم بمكة.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، نا عبدان الجواليقي ، نا محمود بن خالد ، نا مروان ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن عنبسة ، عن أم حبيبة قال مروان : وكان سعيد إذا قرئ عليه سكت عن النبي صلىاللهعليهوسلم ولم ينكره ، وإذا حدثه هو لم يذكر فيه النبي صلىاللهعليهوسلم قال : من ركع أربع ركعات قبل الظهر حرّمه الله على النار.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد عبد الله بن
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٤٠٠.
(٢) يعني سأل أباه أبا حاتم ، كما يفهم من عبارة الجرح والتعديل.
(٣) كذا رسمها بالأصل ، ومرّ : «عريب» وفي م بدون إعجام ، ولم أعرفه.
(٤) ترجمته في جمهرة ابن حزم : ص ١١١ والإصابة ٣ / ٨٢ وتهذيب الكمال ١٤ / ٤٣٤ وتهذيب التهذيب ٤ / ٤١٨ والجرح والتعديل ٦ / ٤٠٠ والتاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٦ وأسد الغابة ٤ / ٤.
(٥) لم أعثر عليه ، ويفهم من العبارة في تاريخ خليفة أنه قريب من طوانة أو من نواحيها.
يحيى بن عبد الجبار السكري ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن صالح الصّفّار ، نا عباس بن عبد الله التّرقفي ، نا مروان بن محمّد الطّاطري أبو بكر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن عنبسة بن أبي سفيان ، عن أم حبيبة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها وجبت له الجنة» [١٠١٢٨].
ليس فيه ذكر النبي صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد الثقفي ، وأبو الفضل ظفر بن محمّد بن أحمد بن الحسين المقرئ (١) ، وأبو عبد الله عبد العزيز (٢) بن الحسن بن علي بن عيسى بن بيان الجوهري قالوا : أنا القاسم بن الفضل بن أحمد ، نا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل ، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف ، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، نا أبو معاوية ، عن إسماعيل ، عن المسيّب (٣) بن رافع ، عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم.
عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنّة» [١٠١٢٩].
أخبرنا أبو البركات [الأنماطي ، أنا](٤) ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد ابن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : سألت يحيى بن معين عن حديث أبي إسحاق عن المسيّب بن رافع عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم بنى له بيتا في الجنة» [١٠١٣٠] ، هل سمعه المسيّب من عنبسة ، فزعم أنه سمعه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب ، أنا الحسن بن غالب بن علي.
قالا : أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، قالا : أنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا
__________________
(١) مشيخة ابن عساكر ٨٨ / أ.
(٢) بالأصل : أبو عبد الله بن عبد العزيز ، تصحيف ، والتصويب عن م. قارن مع مشيخة ابن عساكر ١١٩ / ب.
(٣) قسم من اللفظة مطموس ، وفيها : «المسى» والمثبت عن م.
(٤) بالأصل وم : «أخبرنا أبو البركات بن ثابت بن بندار» تصحيف ، قومنا السند ، والزيادة المثبتة ، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاري ، نا الحسن بن سعيد البزار ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة ، حدّثني داود بن أبي هند ، أخبرني النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال : قال لي عنبسة بن أبي سفيان :
ألا أحدثك حديثا حدثتنا أم حبيبة؟ قال : قلت : بلى ، قال : حدثتنا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة تطوّعا بنى الله له بيتا في الجنّة» [١٠١٣١].
قالت أم حبيبة : ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال عنبسة : ما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة ، قال عمرو : ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة ، وقال النعمان : ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو ، قال داود : إنّا لنفعل ونترك ، وقال أبو بشر (١) ـ يعني ابن عليّة ـ أو نحو ما قال داود.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت ؛ أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أحمد بن عبد الله بن سهل النسائي السّرّاج ، نا بحر بن نصر ، نا عبد الرّحمن بن زياد الرّصاصي ، نا شعبة ، عن النعمان بن سالم قال : سمعت عمرو بن أوس الثقفي يحدّث عن عنبسة بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أنها سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«ما من عبد مسلم يصلّي في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلّا بنى الله له بيتا في الجنّة» [١٠١٣٢].
قال عنبسة : فما برحت أصلّيهن ، قال عمرو بن أوس مثل ذلك ، وقال النعمان مثل ذلك ، وقالت أم حبيبة مثل ذلك.
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، وأبو القاسم بن الشّحامي ، قالا : أنا أبو سعد محمّد ابن عبد الرّحمن ، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس التميمي ، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي ، نا سويد بن سعيد ، نا علي بن مسهر ، عن داود بن أبي هند ، عن النعمان بن سالم ، عن عمرو بن أوس الثقفي قال :
دخلت على عنبسة بن أبي سفيان وهو في الموت ، قال : فحدّثني ، قال : حدثتني أم حبيبة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أنها سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «من صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة تطوعا بني له بهن بيت في الجنّة» [١٠١٣٣].
__________________
(١) هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري ، ترجمته في سير الأعلام ٩ / ١٠٧ وتهذيب الكمال ٢ / ١٢٧.
قالت : فو الله ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال عنبسة : ما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة ، وقال عمرو مثل ذلك ، وقال النعمان مثل ذلك.
أخبرناه أعلى من هذا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، نا أبو بكر الباغندي ، نا شيبان ، نا جرير ، نا عبد الملك بن عمير ، عن عمرو بن أوس قال :
دخلت على عنبسة بن أبي سفيان وهو ينزع فقال : ما أنت وذاك ، إنّي محدّثك حديثا حدّثتنيه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، حدّثتني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلّى ثنتي عشرة ركعة مع صلاة النهار بنى الله له بيتا في الجنّة» [١٠١٣٤].
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو أحمد الحاكم ، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، نا هشام بن عمّار ، نا محمّد بن شعيب ، نا صدقة بن يزيد ، عن شهر بن حوشب ، عن عنبسة بن أبي سفيان ، عن أم حبيبة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنّة» [١٠١٣٥].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي (١) ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل الباقلاني قالا : ـ أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، نا عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال (٢) :
عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، أمّه عاتكة بنت أبي أزيهر (٣) ، من (٤) أزد السّراة ، يكنى أبا عثمان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال :
فولد أبو سفيان بن حرب : محمّدا ، وعنبسة ، وأمّهما عاتكة بنت أبي أزيهر (٥) بن أنيس ابن الحسن بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن الحارث بن الغطريف من الأزد ، وذكر غيرهما.
__________________
(١) الأصل وم : الشامي ، تصحيف.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٠٦ رقم ١٩٨٥.
(٣) الأصل : أزهر ، والمثبت عن م وطبقات خليفة.
(٤) الأصل : «بن» تصحيف ، والمثبت عن م وطبقات خليفة.
(٥) بالأصل : أزهر ، والمثبت عن م ، وفيها : بنت أزيهر.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك ، ومحمّد ، واللفظ له ـ قالوا : أنا أحمد (١) بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد ابن إسماعيل (٢) قال :
عنبسة بن أبي سفيان أبو عثمان أخو أم حبيبة القرشي الأموي ، يعدّ في أهل الحجاز.
أخبرنا أبو الحسين الأصبهاني ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر سلمة ، أنا علي بن محمّد.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :
عنبسة بن أبي سفيان أخو أم حبيبة أبو عامر ، روى عن أم حبيبة ، روى عنه مكحول ، وعمرو بن أوس الثقفي ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني (٤) ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهي العليا : عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية ، يكنى أبا عثمان.
حدّثني هشام عن محمّد بن شعيب يعني بذلك.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قال :
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية : وعنبسة بن أبي سفيان لا عقب له ، دمشقي روى عن أم حبيبة (٥).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال :
__________________
(١) الأصل وم : أبو أحمد.
(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٦.
(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٤٠٠ ـ ٤٠١.
(٤) في م : الكناني ، تصحيف.
(٥) تهذيب الكمال ١٤ / ٤٣٥.
عنبسة بن أبي سفيان أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا يصحّ له صحبة ، ولا رؤية ، روى عنه أبو أمامة الباهلي ، والنعمان بن سالم (١).
أنبأنا أبو علي الحداد ، قال : قال أنا أبو نعيم الحافظ (٢) :
عنبسة بن أبي سفيان أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم ولا يصح له رؤية ، روى عنه أبو أمامة الباهلي ، والنعمان بن سالم ، ما ذكره بعض المتأخرين ولم يزد عليه ، واتفق متقدمو أئمتنا أنه من التابعين.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، وأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن بن قيس المالكي ، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق ، قالا : أنا أبو عبد الله محمّد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عياش : عنبسة بن أبي سفيان يكنى أبا عثمان.
أخبرنا أبو [بكر](٣) محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :
أبو عثمان عنبسة بن أبي سفيان ، سمع أخته أم حبيبة ، روى عنه مكحول.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : عنبسة بن أبي سفيان أخو أم حبيبة (٤).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : عنبسة بن أبي سفيان أبو عثمان.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر ، عن محمّد بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي (٥) قال : أبو عثمان عنبسة بن أبي سفيان.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن عليّ ، أنا محمّد ابن محمّد قال :
__________________
(١) أسد الغابة ٤ / ٤ والإصابة ٣ / ٨٢.
(٢) تهذيب الكمال ١٤ / ٤٣٥ وانظر الإصابة ٣ / ٨٣.
(٣) زيادة عن م ، والسند معروف.
(٤) بالأصل وم : أم أبي حيبة.
(٥) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٢٧.