أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤
ميت ، كأنه قد مات منذ دهر طويل.
فخرجت إلى صاحبي الذي دلّني عليه ، فقلت : تعال (١) فانظر إلى الذي زعمت انك أنكرت من عقله ، قال : وقصصت عليه من قصّته ، قال : فهيأناه ودفناه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني سلمة بن شبيب ، نا سهل بن عاصم ، عن عثمان بن صخر ، عن عبد الواحد بن زيد قال :
بينما أنا أسير في الساقة (٢) في بلاد الروم فغفلت ذات ليلة عن وردي ، فأتاني آت في منامي فقال لي (٣) :
ينام من شاء على غفلة |
|
والنوم كالموت (٤) فلا تتّكل |
تنقطع الأيام عنه كما |
|
تنقطع الدنيا عن المرتحل (٥) |
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي.
ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن (٦) ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل.
ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، وحدثني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أنا حمزة بن محمّد ، نا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب ، قالا : نا محمّد بن إسماعيل ، قال (٧) :
عبد الواحد بن زيد البصري (٨) عن الحسن ، وعبادة بن نسيّ تركوه.
__________________
(١) الأصل وم : تعالى.
(٢) كذا بالأصل وم : الساقة ، بالسين المهملة ، وفي معجم البلدان : شاقة (بالشين المعجمة) : من مدن صقلية.
(٣) البيتان في حلية الأولياء ٦ / ١٦٢ باختلاف المناسبة.
(٤) الأصل وم : أخو الموت ، والمثبت عن الحلية.
(٥) في الحلية : تنقطع الأعمال ... عن المنتقل.
(٦) في م : الحسين.
(٧) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ٦٢.
(٨) عن م والبخاري وبالأصل : النصري ، تصحيف.
أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح (١) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٢) :
عبد الواحد بن زيد البصري (٣) أبو عبيدة ، روى عن عبادة بن نسيّ ، والحسن ، روى عنه النّضر بن شميل ، ومسلم بن إبراهيم ، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد : روى عنه أبو عبيدة الحداد ، وأبو داود الطيالسي ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وقرّة بن حبيب.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب.
ح (٤) وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٥) ، نا محمّد بن عيسى.
قالا : نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين قال : عبد الواحد بن زيد ليس بشيء.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد ، قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألت يحيى بن معين عن عبد الواحد بن زيد؟ فقال : ليس بشيء.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد الواحد بن زيد ليس حديثه بشيء ، ضعيف الحديث
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي إجازة.
__________________
(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٢) الجرح والتعديل ٦ / ٢٠.
(٣) الأصل : النصري ، تصحيف والمثبت عن م والجرح والتعديل.
(٤) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٥) الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ٥٤.
ح (١) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، نا محمّد بن إبراهيم ، نا عمرو بن علي ، قال : كان عبد الواحد بن زيد قاصا ، وكان متروك الحديث ، سمعت أبا داود وأبا عاصم يحدثان عنه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي ، نا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار (٣) ، قال : سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول : عبد الواحد بن زيد كان قاصا بالبصرة ، سيّئ المذهب ، ليس من معادن الصدق.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر الخلّال ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، قال :
عبد الواحد بن زيد رجل صالح ، متعبّد ، وكان يقصّ ، يعرف بالنّسك ، والتزهّد ، وأحسبه كان يقول بالقدر ، وليس له بالحديث علم ، هو ضعيف الحديث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال (٤) :
عبد الواحد بن زيد حدثنا عنه ابن حساب (٥) ، وهو ضعيف ، أمسك عبد الرّحمن بن مهدي عن حديثه.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ نا أحمد بن القاسم الميانجي ، نا أحمد بن طاهر بن النجم ، حدثني أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي ، نا محمّد بن إسحاق ـ هو الصاغاني ـ عن يحيى بن معين : أن عبد الواحد بن زيد كان قاصّا بالبصرة.
قال أبو عثمان : قلت ـ يعني لأبي زرعة الرازي ـ : عبد الواحد بن زيد؟ قال : قدري ، قلت : كيف حديثه؟ قال : أما في الحديث فليس بذاك الضعيف.
__________________
(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٢) الجرح والتعديل ٦ / ٢٠.
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ١٧٣.
(٤) المعرفة والتاريخ ٢ / ١٢٢.
(٥) هو محمد بن عبيد بن حساب الغبري البصري (ترجمته في تهذيب التهذيب ٩ / ٣٢٩).
ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكتّاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي ، عن (١) عبد الواحد بن زيد؟ فقال : ليس بقوي في الحديث.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو (٢) عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح (٣) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) :
سألت أبي عن عبد الواحد بن زيد فقال : ليس بقوي في الحديث ، ضعيف بمرّة.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو يعلى بن الحبوبي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي ، قال :
عبد الواحد بن زيد البصري متروك الحديث (٥).
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب ، قال : هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.
ح وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري ، أنا محمّد بن علي بن علي ، وعلي بن محمّد بن الحسين في كتابيهما ، عن أبي الحسن الدارقطني ، قال :
عبد الواحد بن زيد القاصّ بصري ، عن الحسن ، وثابت ـ زاد ابن بطريق : ضعيف ـ هذه الأقاويل في ضعفه في الرواية ، فأما زهده.
فأنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٦) ، نا أبي ، نا أحمد بن محمّد بن أبان ، نا عبد الله بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن الحسين ، نا عمار بن عثمان ، قال : سمعت حصين بن القاسم الوزّان يقول :
لو قسم بثّ (٧) عبد الواحد بن زيد على أهل البصرة لوسعهم ، فإذا أقبل سواد الليل
__________________
(١) ما بين الرقمين سقط من م.
(٢) ما بين الرقمين سقط من م.
(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٢٠.
(٥) سير أعلام النبلاء ٧ / ١٧٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٥٠٩).
(٦) الخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٦١ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٥١٠) وسير أعلام النبلاء ٧ / ١٧٩.
(٧) البث : الحال وأشد الحزن (القاموس المحيط).
نظرت إليه كأنه فرس رهان مضمّر يتحزّم (١) ، ثم يقوم إلى محرابه ، فكأنه رجل مخاطب.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أنا البردعي ، أنا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد ـ وهو ابن الحسين ـ حدثني حكيم بن جعفر ، نا مضر القارئ قال :
ما رأيت عبد الواحد بن زيد ضاحكا قطّ ، وما شئت أن أراه باكيا إلّا رأيته.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٢) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني محمّد ـ هو ابن الحسين ـ قال : سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : كان عبد الواحد بن زيد إذا ذكر الموت تغيّر لونه جدا.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر بن سسّويه (٣) ، أنا أبو سعيد الصّيرفي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الصّفّار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني محمّد بن الحسين ، حدثني يحيى بن بسطام ، نا حاتم بن منيع الطّاحي (٤) ، قال :
شهدت عبد الواحد بن زيد في جنازة حوشب ، فلما دفن قال : رحمك الله يا أبا بشر ، فلقد كنت حذرا من مثل هذا اليوم ، رحمك الله يا أبا بشر ، فلقد كنت جزعا من الموت ، أما والله لئن استطعت لأعملن رحلي بعد مصرعك (٥) هذا ، قال : ثم شمّر بعد فاجتهد.
أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمّد بن عبد الله بن الحسن القيسية (٦) ، قالت : أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية ، نا أبو الحسين عبد الواحد بن
__________________
(١) سقطت اللفظة من م وحلية الأولياء.
وتحزم الرجل : شد وسطه.
(٢) تقرأ في م : «الكبارى» تصحيف ، مرّ التعريف به.
(٣) في م : شيبويه ، تصحيف والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٨١ وفيه : أبو نصر أحمد بن محمد بن عمر بن ممشاذ بن سسّويه الإصطخري ثم الأصبهاني. روى مسند الشافعي عن الحيري.
(٤) في حلية الأولياء ٦ / ١٥٩ «حاتم بن سليمان الطائي» والطاحي نسبة إلى بني طاحية ، وهي محلة بالبصرة نزلتها طاحية وهي قبيلة من الأزد (الأنساب).
(٥) الأصل وم : «مضر عليّ» تصحيف ، والتصويب عن حلية الأولياء.
(٦) بدون إعجام في م ورسمها : «العسه».
محمّد بن شاة الشيرازي ـ إملاء ـ أنا أبو العلاء الخضر بن مهيار ـ بمدينة السلام ـ نا أحمد بن الفضل الإمام ، نا أحمد بن محمّد التّستري ، قال : ذكر أحمد بن مسروق ، قال محمّد بن الحسين البرجلاني : حدثني.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل في كتابه ، أنا أبو الفتح المظفّر بن محمّد البيع ، نا أبو عبد الله سفيان بن علي بن بساط ، نا عبد الواحد بن محمّد بن شاة الشيرازي ، نا أبو العلاء الخضر بن شهريار (١) ، نا عبد السلام ، نا أحمد بن الفضل الإمام ، قال : ذكر أحمد بن مسروق ، عن البرجلاني ، عن أبي [سليمان](٢) داود بن المحبّر ، حدثني عبد الله بن رشيد قال :
سمعت عبد الواحد بن زيد يقول في دعائه : أسألك أركانا قوية على عبادتك ، وأسألك جوارح مسارعة إلى طاعتك ، وأسألك همما متعلقة بمحبتك.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٣) نا إسحاق بن أحمد بن علي ، نا إبراهيم بن يوسف بن خالد (٤) ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : قال أبو سليمان الدّاراني :
أصاب عبد الواحد بن زيد الفالج ، فسأل الله أن يطلقه في وقت الصلاة (٥) ، فإذا أراد أن يتوضّأ انطلق ، وإذا رجع إلى سريره عاد إليه الفالج.
قال (٦) : ونا أبي ومحمّد بن أحمد ـ هو اللنباني ـ قالا : نا أبو الحسن بن أبان ، نا أبو بكر بن سفيان ، حدثني محمّد بن الحسين ، حدثني حكيم بن جعفر ، نا حبان (٧) بن الأسود ، حدثني عبد الواحد بن زيد قال :
أصابتني علة في ساقي ، فكنت أتحامل عليها للصلاة ، قال : فقمت عليها من الليل ، فأجهدت وجعا ، فجلست ثم لففت إزاري في محرابي ، ووضعت رأسي عليه فنمت ، فبينا أنا كذلك إذا أنا بجارية تفوق الدنيا (٨) حسنا تخطر بين جوار مزينات حتى وقفت عليّ وهنّ
__________________
(١) كذا بالأصل هنا ، وفي م : «شهريار» وقد مرّ في السند السابق فيهما : مهيار.
(٢) زيادة للإيضاح ، سقطت اللفظة من الأصل ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤٢ ، وفي م : عن داود بن المحبر.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٥٥.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي حلية الأولياء : خلاد.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الحلية : الوضوء.
(٦) حلية الأولياء ٦ / ١٦١.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي الحلية : حيان الأسود.
(٨) اللفظة غير مقروءة وبدون إعجام بالأصل وم ، والمثبت عن حلية الأولياء.
خلفها ، فقالت لبعضهن : اربعنه ولا تهجنه ، قال : فأقبلن نحوي ، فاحتملنني عن الأرض ، وأنا أنظر إليهن في منامي ، ثم قالت لغيرهن من الجواري اللاتي معها : افرشنه ومهّدنه ، ووطّئن له ، ووسّدنه ، قال : ففرشن تحتي سبع حشايا لم أر لها (١) في الدنيا مثلا ، ووضعن تحت رأسي مرافق خضرا ، حسانا ، ثم قالت للّائي (٢) حملنني : اجعلنه على الفرش رويدا ، لا تهجنه ، قالت : فجعلت على تلك الفرش وأنا أنظر إليها ، وما تأمر به من شأني ، ثم قالت : احففنه بالريحان ، قال : فأتي بياسمين فحفّت به الفرش ، ثم قامت إليّ فوضعت يدها على موضع علّتي التي كنت أجد (٣) في ساقي ، فمسحت ذلك المكان بيدها ، ثم قالت : قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور ، قال : فاستيقظت والله وكأني قد نشطت (٤) من عقال ، فما اشتكيت تلك العلّة بعد ليلتي تلك ، ولا ذهبت حلاوة منطقها من قلبي : قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور.
أنبأنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر ، أنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي (٥) ، أنا أبو طالب العشاري ، أنا محمّد بن عبد الله بن أخي ميمي ، أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : قال محمّد بن الحسين ـ هو البرجلاني ـ حدثني عمّار بن عثمان الحلبي ، نا حصين الوراق ، قال : قال عبد الواحد بن زيد (٦) :
ما للعاملين وللبطنة ، إنّما العامل لله ـ عزوجل ـ يجزيه العلقة التي يقوم برمقه.
قال : وسمعته يوما يقول : عاهدت الله عهدا لا أخيس (٧) بعهدي عنده أبدا ، قلت : ما هو يا أبا عبيدة؟ قال : أقصر يا حصين ، قلت : أوما تؤمل في إخبارك إياي خيرا من قدوة؟ قال : بلى ، قلت : فأخبرني ، قال : عاهدته أن لا يراني طاعما نهارا أبدا حتى ألقاه ، قال حصين : كان
__________________
(١) الأصل وم ، وفي الحلية : لهن.
(٢) الأصل : «التي حملتني» وفي م : «للتي حملنني» والمثبت عن الحلية.
(٣) الأصل وم ، وفي الحلية : أجدها.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الحلية : أنشطت.
وأنشط العقال : مدّ أنشوطته فانحل ، وكذلك الحبل إذا مددته حتى ينحل ، قيل : قد أنشطته.
قال ابن الأثير : وكثيرا ما يجيء في الرواية : كأنما نشط من عقال وليس بصحيح.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢١٣.
(٦) الخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٧) خاس بالعهد يخيس خيسا وخيسانا : غدر ، ونكث (القاموس المحيط) ، وفي الحلية : «أحنس» وفي م بدون إعجام.
يشتد به المرض ، فيجتهد به إخوانه أن ينال شيئا فيأبى ذلك ، حتى مضى (١) ، عليه رحمة الله.
قال : وحدثني محمّد بن الحسين ، حدثني الصّلت بن حكيم ، حدثني أبو عاصم العبّاداني ، قال : قال لي عبد الواحد بن زيد يوما :
ما بالله حاجة إلى تعذيب عباده أنفسهم بالجوع والظمأ ، ولكن الحاجة بالمؤمن إلى ذلك ليراه سيّده ظمآن ناصبا ، قد جوّع نفسه له ، وأهمل عينيه ، وأنصب بدنه ، فلعله أن ينظر إليه برحمته فيعطيه بذلك الجوع والظمأ الثمن الجزيل ، ثم قال : وهل تدري ما الثمن الجزيل؟ فكاك الرقاب من النار.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني (٢) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو علي الحسن بن حبيب ، نا أبو حفص القاضي الحلبي ـ يعني عمر بن الحسن ـ نا إبراهيم بن الجنيد ، نا محمّد بن الحسين ، حدثني يحيى بن بسطام الأصفر ، نا مضر القارئ ، قال :
شاهدت لعبد الواحد بن زيد دعوات مستجابات ، قال :
كان يجالسه فتية متعبدون من قريش فأتوه يوما ، فشكوا إليه الحاجة وأعلموه أن السلطان أرادهم على عمله ، فبكى ثم رفع رأسه إليهم فقال : اصبروا يا بني فإنما يهدي الفقر والضيق إلى أوليائه كرامة منهم عليه ، ثم رفع بيده إلى السماء ، فقال : اللهمّ إنّي أسألك باسمك ذاك الرفيع المرفّع الذي تكرم به من شئت من أوليائك ، وتلهمه الصفيّ من إحسانك ، أسألك أن تأتينا برزق من لدنك ، نقطع به علائق السلطان من قلوبنا ، وقلوب أصحابنا هؤلاء عن السلطان ، فأنت الحنّان المنّان ، وأنت القديم الإحسان ، اللهمّ الساعة الساعة ، قال : فسمعت والله السقف يقهقه ، ثم تناثرت علينا الدنانير والدّراهم.
قال : فقال لنا عبد الواحد : استغنوا بالله عن الأمراء ، قال : فأخذت وأخذ القوم ولم يأخذ عبد الواحد من ذلك شيئا ، وأصاب عبد الواحد خطرة من الفالج ، فقال يوما : من هاهنا فلم يجبه أحد ، ثم قال : من هاهنا فلم يجبه أحد ، ثم قال : اللهمّ أحللني من وثاقي هذا حتى أقضي حاجتي ، ثم أمرك فيّ ، قال : فنشط والله من دائه حتى قضى حاجته ، ثم عاد إلى فراشه ، فعاودته علّته.
__________________
(١) الأصل وم ، وفي الحلية : قضى.
(٢) في م : الكناني ، تصحيف.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم ، أنا الشيخ أبو عبد الواحد السلمي ، نا أبو الحارث الخطابي ، نا محمّد بن الفضل ، نا علي بن مسلّم ، نا سعيد بن يحيى البصري ، قال :
كان أناس من قريش يجلسون إلى عبد الواحد بن زيد ، فأتوه يوما وقالوا : إنا نخاف من الضيعة والحاجة ، فرفع رأسه إلى السماء وقال :
اللهمّ إنّي أسألك باسمك المرتفع الذي تلزم به من شئت من أوليائك ، وتلهمه الصفيّ من أحبابك ، أن تأتينا برزق من لدنك تقطع به علائق الشيطان من قلوبنا وقلوب أصحابنا هؤلاء ، وأنت الحنّان المنّان ، القديم الإحسان ، اللهمّ الساعة الساعة ، قال : فسمعت قعقعة ـ والله ـ للسقف ، ثم تناثرت علينا دنانير ودراهم ، فقال عبد الواحد بن زيد : استغنوا بالله عن غيره ، فأخذوا ذلك ولم يأخذ عبد الواحد شيئا.
قال : وسمعت محمّد بن الحسين السّلمي يقول : نا أبو الحارث الخطابي ، نا محمّد بن الفضل ، نا علي بن مسلم ، نا سعيد بن يحيى البصري ، قال :
أتيت عبد الواحد بن زيد وهو جالس في ظلّ ، فقلت له : لو سألت الله أن يوسّع عليك الرزق لرجوت أن يفعل ، فقال : ربي أعلم بمصالح عباده ، ثم أخذ حصى من الأرض ثم قال : اللهمّ إن شئت أن تجعلها ذهبا فعلت ، فإذا هي ـ والله ـ في يده ذهب ، فألقاها إليّ وقال : أنفقها أنت ، فلا خير في الدنيا إلّا للآخرة.
آخر الجزء الثلاثين بعد الأربعمائة ، وبكماله كل المجلد الثالث والأربعين من الفرع ، وافق ذلك عشية يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة بدار الحديث بدمشق حرسها الله (١).
قرأت على أبي الحسين بن كامل ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن الحسين ، حدثني بشر بن مصلح العتكي ، حدثني زيد بن عمر قال :
شهدت مجلس عبد الواحد (٢) بن زيد بعد العصر ، فكنت أنظر إلى منكبيه ترتعد ودموعه
__________________
(١) من آخر الجزء الثلاثين إلى هنا ليس في م.
(٢) الأصل : عبد العزيز ، تصحيف ، والصواب عن م.
تنحدر على لحيته وهو ساكت والناس يبكون ، فقال : ألا تستحيوا من طول ما لا تستحيون ، قال : وفي القوم فتى يقال له عتبة الغلام ، فغشي عليه ، فما أفاق حتى غربت الشمس ، فأفاق وهو يقول : ما لي ، ما لي ، كأنه يعمي على الناس أمره ، قال : ثم خرج فتوضّأ.
قال : وقال محمّد : حدثني إسحاق بن إبراهيم قال : سمعت مضر أبا سعيد يقول :
جلسنا يوما إلى عبد الرّحمن بن زيد فلم يتكلم طويلا ، فقال له بعض إخوانه : ألا تعلّم إخوانك شيئا يا أبا عبيدة ، ألا تهديهم إلى خدمة الله ، قال : فبكى بكاء شديدا ثم قال : السرور والخير الأكبر أمامكم أيها العابدون فعلى ما ذا تعرجون (١) ، وما تنتظرون ، خذوا الأهبة (٢) للرحيل ، والعدّة لسلوك السبيل ، فكأنكم بالأمر الجليل قد نزل بكم ، فأوردكم على الكرامة والسرور ، أو على مقطعات النيران ، مع طول النداء بالويل والثبور ، ألا فبادروا إليه رحمكم الله.
قال : ثم غشي عليه وتفرق الناس.
قال مضر : وقال لي عبد الواحد يوما : اقرأ عليّ : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ)(٣) (الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ)(٤) فقرأت عليه ، فجعل يشهق حتى ظننت أن نفسه ستخرج ، ثم أفاق إفاقة فقال (٥) : كيف بالقلوب إذ ذاك وقد كظمت له الحناجر ، ثم غشي عليه ، فحمل إلى أهله.
قال أبو يعقوب : وقرأ مضر يوما : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(٦) فبكا حتى غشي ، ثم أفاق فقال : وعزتك ، لا عصيتك جهدي أبدا ، فأيّدني بتوفيقك على طاعتك ، فلما انصرف أتاه قوم من إخوانه فقالوا : كيف قلت الغداة؟ فبكى ثم قال : أطعه بجدك وجهدك ، وسله المعونة على ذلك يؤتك ، قال : فبكى والله أهل البيت جميعا أو شغلهم عما جاءوا له.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا منصور بن الحسين ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد ـ أظنه ابن الفضل البلخي ـ أنا عبد الله ـ نزيل
__________________
(١) الأصل : «يعرجون ... ينتظرون» وفي م : الحرف الأول في الكلمتين بدون إعجام ، والتصويب عن المختصر ١٥ / ٢٥٢.
(٢) رسمها مضطرب في الأصل وم ونميل إلى قراءتها : «الهنة» والمثبت عن المختصر.
(٣) ما بين الرقمين سقط من م.
(٤) سورة غافر ، الآية : ١٨.
(٥) ما بين الرقمين سقط من م.
(٦) سورة الجاثية ، الآية :
سمرقند ـ نا محمود بن المهدي ، نا ابن السماك ، عن عبد الواحد بن زيد قال :
كان يقال : من عمل بما علم فتح له علم ما لا يعلم (١).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني أبو محمّد علي بن الحسن ، عن العلاء الموصلي ، عن عبد الواحد بن زيد قال :
الغمّ غمّان ، فالغمّ على ما مضى من المعاصي والتفريط ، وذلك يفضي بصاحبه إلى راحة ، وغمّ إذا صار في الراحة غمّ إشفاق ألا (٢) يسلب الأمر الذي هو فيه ـ يعني من الطاعة والعبادة ـ.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد الأزهري ، نا محمّد بن زكريا ، نا محمّد بن علي ، قال : سمعت مضر أبا سعيد يقول : قال عبد الواحد بن زيد :
ما أحب أن شيئا من الأعمال يتقدم الصبر إلّا الرضا ، فلا أعلم درجة أشرف ولا أرفع من الرضا ، وهو رأس المحبة (٣).
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن خرابحت (٤) الجيرفتى (٥) ، نا أحمد بن كامل بن خلف القاضي ، نا محمّد بن هشام المستملي ، نا ابن عائشة ، نا إسماعيل بن زكريا (٦) ، قال : قال عبد الواحد بن زيد :
قاعدوا أهل الدين ، فإن لم تقدروا عليهم فقاعدوا أهل المروءات من أهل الدنيا فإنهم في مجالسهم لا يرفثون.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّويه ، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أبو بكر بن زنجويه ، نا عبيد الله بن محمّد التيمي ، أن عبد الواحد بن زيد قال (٧) :
__________________
(١) حلية الأولياء ٦ / ١٦٣ وفيها : فتح الله.
(٢) كذا بالأصل وم ، والمعنى على هذه الرواية غير مستقيم ، والأشبه «أن» وبها يستقيم السياق.
(٣) حلية الأولياء ٦ / ١٦٣.
(٤) كذا رسمها بالأصل وم.
(٥) كذا رسمها بالأصل ، وبدون إعجام في م.
(٦) في الحلية : إسماعيل بن ذكوان.
(٧) حلية الأولياء ٦ / ١٦٠.
جالسوا أهل الدين ، فإن لم تقدروا عليهم فجالسوا أهل المروءات في الدنيا (١) ، فإنهم لا يرفثون في مجالسهم.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي ، نا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلّال الجرجاني ، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي ، أنا الحسين بن جعفر الجرجاني ، نا حسان بن محمّد الفقيه ، حدثني أحمد بن داود بن موسى البصري ، نا عبيد الله بن محمّد بن عائشة ، قال : قال عبد الواحد بن زيد لأهل مجلسه :
جالسوا أهل الدين من أهل الدنيا ، وإن كنتم لا بد فاعلين فجالسوا أهل المروءات ، فإنهم لا يرفثون.
أنبأنا أبو علي بن نبهان.
ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم ، وأبو علي بن نبهان.
ح (٢) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر.
قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن مقسم ، نا أبو العباس ، قال : قال عبد الواحد بن زيد العابد لأصحابه :
جالسوا أهل الدين ، فإن لم تقدروا عليهم فجالسوا الأشراف ، فإن الفحش لا يجري في مجالسهم (٣).
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٤) ، نا عثمان بن محمّد العثماني ، نا أبو الحسن الواعظ البغدادي ، قال : ذكر لي عن أحمد بن أبي الحواري ، قال : قال أبو سليمان : ذكر لي عن عبد الواحد بن زيد قال :
نمت عن وردي ليلة ، فإذا أنا بجارية لم أر أحسن وجها منها عليها ثياب حرير خضر ، وفي رجليها نعلان تقدس بأطراف أزمتها ، فالنعلان يسبحان والزمامان يقدسان ، وهي تقول : يا ابن زيد جدّ في طلبي فإنّي في طلبك ، ثم جعلت تقول برخيم صوتها :
__________________
(١) «في الدنيا» ليس في الحلية.
(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٣) «في مجالسهم» استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.
(٤) الخبر والأبيات في حلية الأولياء ٦ / ١٥٧ ـ ١٥٨.
من يشتريني ومن يكن سكني |
|
يأمن في ربحه من الغبن |
فقلت : يا جارية ما ثمنك فأنشأت تقول :
تودد (١) الله مع محبّته |
|
وطول فكر (٢) يشاب بالحزن |
فقلت : لمن أنت يا جارية؟ فقالت :
لما لك لا يرد لي ثمنا |
|
من خاطب قد أتاه بالثمن |
فانتبه وآلى على نفسه أن لا ينام الليل.
قال (٣) : ونا عثمان بن محمّد العثماني ، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد ، نا عمر بن محمّد بن يوسف ، قال : سمعت أبا جعفر الصفّار يقول : سمعت الفيض بن إسحاق الرّقّي يقول : سمعت الفضيل بن عياض يقول : قال عبد الواحد بن زيد :
سألت الله ثلاث ليال (٤) أن يريني (٥) رفيقي في الجنة ، فرأيت كأن قائلا يقول : يا عبد الواحد رفيقك في الجنة ميمونة السوداء ، فقلت : وأين هي؟ قال : في آل فلان بالكوفة ، قال : وخرجت إلى الكوفة ، فسألت عنها ، فقيل : هي مجنونة بين ظهر انينا ترعى غنيمات ، فقلت : أريد [أن](٦) أراها ، قالوا : اخرج إلى الجنان (٧) ، فخرجت وإذا بها قائمة تصلّي ، وإذا بين يديها عكازة لها ، فإذا عليها جبّة من صوف عليها مكتوب : لا تباع ولا تشترى ، وإذا الغنم مع الذئاب ، لا الذئاب تأكل الغنم ، ولا الغنم تفزع من الذئاب ، فلمّا رأتني أوجزت في صلاتها ثم قالت : ارجع يا ابن زيد ، ليس الموعد هاهنا إنّما الموعد ثمّ ، فقلت لها : رحمك الله ، وما يعلمك أنّي ابن زيد؟ فقالت : أما علمت أن الأرواح جنود مجنّدة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ، فقلت لها : عظيني ، فقالت : وا عجبا لواعظ يوعظ ، ثم قالت : يا ابن زيد إنّك لو وضعت معايير القسط على جوارحك لخبرتك بمكتوم مكنون ما فيها : يا ابن زيد إنّه بلغني ما من عبد أعطي من الدنيا شيئا فابتغى إليه ثانيا إلّا سلبه الله حبّ الخلوة معه ، وبدّله بعد
__________________
(١) في م : «بورث» الحرف الأول بدون إعجام.
(٢) في م : «قلب» وفي الحلية : شكر.
(٣) القائل : أبو نعيم الحافظ ، والخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٥٨ ـ ١٥٩.
(٤) الأصل : «ليالي» والمثبت عن م والحلية.
(٥) الأصل : «يرني ، والمثبت عن م والحلية.
(٦) الزيادة عن الحلية وم.
(٧) رسمها بالأصل : «الحبان» والمثبت عن م ، وفي الحلية : «الخان» وفي المختصر ١٥ / ٢٥٣ الجبّان.
القرب البعد ، وبعد الأنس الوحشة ، ثم أنشأت تقول :
يا واعظا قام لاحتساب |
|
يزجر قوما عن الذنوب |
تنهى وأنت السقيم حقا |
|
هذا من المنكر العجيب |
لو كنت أصلحت قبل هذا |
|
غيّك أو تبت من قريب |
كان لما قلت يا حبيبي |
|
موضع صدق من القلوب |
ينهى عن الغي والتمادي |
|
وأنت في النهي كالمريب |
فقلت (١) لها : إني أرى هذه الذئاب مع الغنم ، لا الغنم تفزع من الذئاب ، ولا الذئاب تأكل الغنم ، فأيش هذا؟ قالت : إليك عني ، فإنّي أصلحت ما بيني وبين سيّدي ، فأصلح بين الذئاب والغنم.
قال (٢) : ونا أبو محمّد بن حيان (٣) ، نا أحمد بن روح ، نا أحمد بن غالب ، نا محمّد بن عبد الله الخزاعي ، قال :
صلّى عبد الواحد بن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، أنا زكريا بن يحيى المنقري ، أنا الأصمعي ، نا عبد الوارث بن سعيد قال :
خطب عبد الواحد بن زيد رابعة ، فحجبته أياما ثم أذنت له ، فلما دخل قالت له : يا شهواني ، أي شيء رأيت من آلة الشهوة فيّ ألا خطبت شهوانية مثلك.
أخبرنا أبو الفتوح عبد الخلّاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله (٤) بن محمّد الأنصاري ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد بن علي بن عمير العميري (٥) ، نا أبو زكريا يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمّار الشيباني ـ إملاء ـ قال : سمعت أبا بكر هبة الله بن
__________________
(١) عن الحلية ، وبالأصل وم : فقال.
(٢) القائل : أبو نعيم ، والخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٦٣.
(٣) «بن حيان» ليس في الحلية.
(٤) «بن محمد الأنصاري» مكرر بالأصل. قارن مع م والمشيخة ١٠٥ / أ.
(٥) قارن مع المشيخة ١٠٥ / أ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٩.
الحسن القاضي ـ بفارس ـ قال : قرأت على الحارث بن عبيد الله ، عن إسحاق بن إبراهيم ، قال :
وقف عبد الواحد بن زيد على قبر فقال :
وبينا تراه في سرور وغبطة |
|
إذا هاتف من هاجس الموت قد هتف |
فتلقاه مكروبا كثيرا غمومه |
|
أخا أسف ، لو كان ينفعه الأسف |
فيا عجبا ممن يسّر (١) بدهره |
|
وقد بصر الأنباء فيه وقد عرف |
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن الخبّازي المقرئ ، أنا أبو الحسن المزكّي ـ يعني عبد الرّحمن بن إبراهيم (٢) ـ أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق ، نا الغلّابي ، نا أحمد بن غسان ، حدثني أحمد بن عطاء ، قال :
وقف عبد الواحد بن زيد على قبر يتمثل :
فبينا تراه ناعما في سروره (٣) |
|
إذا هاجس من هاجس الموت قد هتف |
فتلقاه مكروبا كثيرا همومه |
|
أخا أسف لو كان ينفعه الأسف |
فيا عجبا ممن يسرّ بدهره |
|
وقد أبصر الأنباء فيه وقد عرف |
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ، نا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثني محمّد بن الحسين ، حدثني عمّار بن عثمان الحلبي ، حدثني حصين بن القاسم الورّاق (٤) ، قال (٥) :
كنا عند عبد الواحد بن زيد وهو يعظ ، فناداه رجل من ناحية السجد : كفّ يا أبا عبيدة لقد كشفت قناع قلبي ، فلم يلتفت عبد الواحد إلى ذلك ، فمرّ في الموعظة ، فلم يزل الرجل يقول : كفّ يا أبا عبيدة لقد كشفت قناع قلبي ، وعبد الواحد يعظ لا يقطع موعظته حتى والله حشرج الرجل حشرجة الموت ، وخرجت نفسه ، قال : وأنا والله شهدت جنازته يومئذ ، ما رأيت بالبصرة يوما أكثر باكيا من يومئذ.
__________________
(١) الأصل : «بسر» والمثبت لتقويم الوزن عن م.
(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٩٧.
(٣) في م : سريره.
(٤) في الحلية وتاريخ الإسلام : الوزان.
(٥) الخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٥٩ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٥١٠).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن المصريان ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر الدولابي ، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني روح بن عبد المؤمن ، قال :
مات عبد الواحد بن زيد سنة سبع وسبعين ومائة (١).
٤٣١٩ ـ عبد الواحد بن سعيد بن عبد الملك
ابن عبد الوهاب بن حسّان
أبو بكر
حدّث بدمياط عن : موسى بن عامر.
روى عنه : أبو أحمد بن عدي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم الجرجاني ، نا عبد الله بن عدي ، نا عبد الواحد بن سعيد بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حسّان ، أبو بكر الدمشقي بدمياط ، نا موسى بن عامر ، نا الوليد بن مسلم ، نا عمر بن محمّد ، عن نافع ، عن ابن عمر.
أن رجلا سأل ابن عمر عن الوتر أواجب هو؟ فقال ابن عمر :
أوتر رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمون بعد ، ولم يزده على ذلك.
٤٣٢٠ ـ عبد الواحد بن سعيد
روى عن عمر بن عبد العزيز فعله.
روى عنه معمر بن راشد.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أبو كريب ، نا ابن المبارك ، عن عبد الواحد بن سعيد قال :
__________________
(١) عقب الذهبي على قول من قال أنه مات في هذا التاريخ :
وهذا بعيد جدا ، ما بقي الرجل إلى هذا الوقت ، وإنما هو بعد الخمسين ومائة. (راجع تاريخ الإسلام ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٥١٣) وسير أعلام النبلاء ٧ / ١٨٠.
خاصمت إلى عمر بن عبد العزيز في جوار غصبتهن (١) ، وولدن في الشام ، فردّهن علينا وأولادهن.
كذا قال ، وأسقط منه معمرا (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو ، نا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن عبد الواحد بن سعيد قال :
خاصمت إلى عمر بن الخطاب (٣) في جوار اغتصبناهن وقد ولدن ، قال : فردّهن عمر وأولادهن.
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلال ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤)
عبد الواحد بن سعيد قال : خاصمت إلى عمر بن عبد العزيز ، روى عنه معتمر (٥) ، سمعت (٦) أبي يقول ذلك.
٤٣٢١ ـ عبد الواحد بن سليمان بن جمعة
له ذكر.
كان يسكن كسملين (٧) خارج باب السلامة.
ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.
__________________
(١) ما بين الرقمين سقط من م.
(٢) يعني بين المبارك وبين عبد الواحد بن سعيد.
(٣) قبلها بالأصل : العزيز ، ثم شطبت الكلمة بخطين أفقيين ، وكتب بعدها «الخطاب» وهو تصحيف ، وقد مرّ في الرواية السابقة : عمر بن عبد العزيز ، وانظر ما سيأتي عن الجرح والتعديل.
(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٢١.
(٥) كذا بالأصل والجرح والتعديل ، وهو تصحيف ، والصواب «معمر» وقد مرّ ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ٥ وتهذيب الكمال ١٨ / ٢٦٨.
(٦) ما بين الرقمين سقط من م.
(٧) كذا بالأصل ، وفي م : «سليمان» وفي غوطة دمشق كمحمد كردعلي ص ١٧٨ : كمشتكين ، قال : وكشملين : تحريف.
٤٣٢٢ ـ عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية
أبو عثمان ، ويقال : أبو خالد ـ الأموي (١)
وأمّه (٢) بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية.
حدّث عن أبيه ، وعبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس.
روى عنه الوليد بن محمّد الموقّري ، وكانت داره بدمشق في سوق الصفارين القديم المعروفة اليوم بدار ابن عوف.
وولي الموسم لمروان بن محمّد ، وكان عامله على المدينة.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، أنا أحمد بن يحيى بن زكير.
ح (٣) ونا أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد النسائي السهمي ، أنا أبو شجاع عبد الرزاق بن سهلب بن عمر الخياط ـ قراءة عليه ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن منده الحافظ ، أنا الحسين بن أبي الحسن العسكري ـ بمصر ـ نا أحمد بن يحيى بن زكير المصري ، نا عبد الرّحمن بن خالد بن نجيح ، حدّثني أبي خالد بن نجيح ـ وفي حديث نصر : نا أبي ـ نا الوليد بن محمّد ، نا عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن عبد الملك ، عن أبيه ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن أبان بن عثمان ، عن عثمان بن عفّان.
أنه لما بنى المسجد وأكثر الناس فيه ، فقال : أما إكثاركم سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من بنى لله بيتا بنى الله له بيتا في الجنة» ، فلقيت عروة بن الزبير ، فحدّثني أنه لما زاد عثمان في مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم ـ وفي حديث ابن رشيق : في المسجد ـ
__________________
(١) انظر أخباره في :
نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٦٦ وانظر الأغاني (الجزء الثاني والجزء السادس : الفهارس) ، تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس).
(٢) هي : «أم عمرو وبنت عبد الله ...» كما في نسب قريش.
(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.
أكثر الناس ، فقال علي بن أبي طالب : ما إكثاركم؟ سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة» [٧٤٦٨].
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن (١) بكّار.
قال في تسمية ولد سليمان : وعبد الواحد بن سليمان قتله صالح بن علي ، كان واليا لمروان بن محمّد على المدينة ومكة ، أظنه قال : وولي الحج عام الحرورية ، أصحاب عبد الله بن يحيى ، لم يدر بهم عبد الواحد وهو واقف بعرفة حتى تدلّوا عليه من جبال عرفة من طريق الطائف ، فوجّه إليهم رجالا من قريش فيهم : عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، وأمية بن عبد الله بن عمرو (٢) بن عثمان بن عفّان ، وعبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، فكلموهم وسألوهم أن يكفّوا حتى يفرغ الناس من حجّهم ، ففعلوا ، فلما كان يوم النفر الأول ، خرج عبد الواحد كأنه يفيض ، ثم مضى على وجهه إلى المدينة ، ونزل فساطيطه وثقله بمنى.
وأم عبد الواحد أم عمرو بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس ، وكان جوادا ممدحا ، له يقول إبراهيم بن علي بن هرمة أنشدني ذلك أبو عمير نوفل بن ميمون ، قال : أنشدنيه أبو مالك محمّد بن مالك بن علي بن هرمة (٣) :
إذا قيل من خير من يرتجى (٤) |
|
لمعترّ (٥) فهر ومحتاجها |
ومن يقرع (٦) الخيل يوم الوغا |
|
بإلجامها ثم إسراجها |
أشارت نساء بني مالك (٧) |
|
إليك به قبل أزواجها |
وقال ابن ميّادة يمدحه (٨) :
__________________
(١) الخبر في نسب قريش للمصعب ص ١٦٦ فكثيرا ما أخذ الزبير بن بكار عن عمه المصعب.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش : عمر.
(٣) الأبيات في الأغاني ٦ / ١١١ وفيها أنه قالها لعبد الواحد بن سليمان.
(٤) رسمها بالأصل : «يعنتمرى» واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير ، والمثبت عن الأغاني.
(٥) معتر : الفقير والمتعرض للمعروف من غير أن يسأل.
(٦) الأغاني : «يعجل» وفي م : يفرع.
(٧) الأصل وم ، وفي الأغاني : بني غالب.
(٨) بعض الأبيات في الأغاني ٢ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧.
من كان أخطأه الربيع فإنّه |
|
نصر (١) الحجاز بغيث عبد الواحد |
إنّ المدينة أصبحت معمورة |
|
بمتوّج حلو الشمائل ماجد |
كالغيث من عرض الفرات تهافتت |
|
سبل إليه بصادرين ووارد |
وملكت غير معنّف في ملكه |
|
ما دون مكة من حصا ومساجد |
وملكت ما بين العراق ويثرب |
|
ملكا أجار لمسلم ومعاهد |
مليكهما (٢) ودميهما من بعد ما |
|
غشّى الضعيف شعاع سيف المارد |
ولقد رمت قيس وراءك بالحصا |
|
من رام ظلمك من عدوّ جاهد |
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٣) :
ولّى مروان بن محمّد عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان المدينة ، ثم عزل عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ـ يعني عن مكة ـ وولّى عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان ، ثم انحاز من أبي حمزة ودخل أبو حمزة ـ يعني الخارجي المدينة ـ فوجّه مروان عبد الملك بن محمّد بن عطية من سعد بن بكر ، فقتل أبا حمزة ، وضمّ إليه مكة.
وأقام (٤) الحج ـ يعني سنة تسع وعشرين ومائة ـ عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٥) ، قال :
وفيها ـ يعني سنة ثمان وعشرين ومائة ـ نزع عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز من المدينة حين خرج أميرا على الحاج ، وهو حجّ عامئذ بالناس ، فخالفه عبد الواحد بن سليمان أميرا على المدينة ، وفيها ـ يعني سنة تسع وعشرين ـ نزلت الخوارج مكة مع الحاجّ ، وحجّ بالناس عامئذ عبد الواحد بن سليمان.
__________________
(١) نصر : سقي ، يقال : نصر الغيث الأرض نصرا : غاثها وسقاها وأعانها على الخصب والنبات (اللسان : نصر ، والبيت من شواهده).
(٢) الأغاني : ماليهما.
(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط (تحت عنوان : تسمية عمال مروان بن محمد) ص ٤٠٦ و ٤٠٧.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٨٩.
(٥) الخبر التالي سقط من كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع للفسوي.