مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة

الدكتور محمد حسين علي الصّغير

مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة

المؤلف:

الدكتور محمد حسين علي الصّغير


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المؤرّخ العربي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٢

باعتباره يكون سببا لدخول النار واستحقاقها ، لا أنهم حقيقة يتناولون النار بالأكل ، ولما كان أكل أموال اليتامى ظلما يسبب دخول النار كان التجوز بالتعبير عنه بالنار ناظرا الى هذه الحقيقة.

وفي الآية (ج) عبر عن إرادة الإهلاك بالإهلاك تجوزا ، وذلك بقرينة « فجاءها بأسنا » إذ لا معنى لوقوع الإهلاك ، ومجيء البأس بعده ، وإنما يأتي البأس فيحدث الإهلاك عنده ، وإنما عبر عنه بالإهلاك رأسا ، لأنه سبب الإرادة المقتضية للإهلاك ، فكان ذلك من باب تسمية السبب باسم المسبب على ما يذهبون إليه.

٥ ـ وفي كل من قوله تعالى :

أ ـ ( وءاتوا اليتامى أموالهم )(١)

ب ـ ( إنه من يأت ربّه مجرما )(٢)

مجاز لغوي مرسل ، أريد به تسمية الشيء باسم ما كان عليه ، ففي الآية (أ) المراد باليتامى الذي كانوا يتامى ، وإعطاء أموالهم وإيتاؤها إنما يكون بعد البلوغ ، ولا يتم بعد البلوغ ، فسماهم يتامى باعتبار ما كانوا عليه قبل البلوغ.

وفي الآية (ب) سمى هذا الإنسان مجرما لا في حالته تلك يوم القيامة ، بل باعتبار ما كان عليه حاله في الحياة الدنيا من الإجرام ، فنظر الى ما كان عليه في السابق ، وأطلقه هنا تجوزا ، وألا فالمجرم يوم القيامة ذليل متهافت واهن لا يقوى على التمتع يومئذ بأية صفة من صفات الإجرام الدنيوية كمظاهر الجبروت والطغيان والعناد والإصرار والقوة ، بل وحتى إرادة المعصية صغيرة أو كبيرة ، وما أشبه ذلك ، إذ ليس هو هناك في مثل تلك الحال ، وإنما نظر إليه في تعبير الإجرام باعتبار ما كان عليه من الإجرام في الدنيا.

__________________

(١) النساء : ٢.

(٢) طه : ٧٤.

١٦١

وقد يرد المجاز اللغوي المرسل بعكس هذا الملحظ ، فينظر إليه باعتبار ما سيكون عليه ، فيسمى باسم ما سيؤول إليه مستقبلا ، كما في قوله تعالى :

( إني أراني أعصر خمرا (٣٦) ) (١).

فالتجوز هنا في العصر بالنسبة الى الخمر ، أو الخمر بالنسبة الى العصر ، والخمر لا يعصر فهي سائل قد عصر وانتهي منه ، وإنما العنب المتحول خمرا الذي يعصر ، فإطلاق الخمر وإرادة العنب منه هنا ، جاء على سبيل الاتساع ، باعتبار ما سيؤول إليه العنب بعد العصر ، وصيرورته خمرا.

٦ ـ وفي كل من قوله تعالى :

أ ـ ( فليدع ناديه (١٧) ) (٢)

ب ـ ( وسئل القرية )(٣)

ج ـ ( يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ) (٤)

مجاز لغوي مرسل ، ذكر فيه لفظ المحل ، وأريد به الحال فيه ، وهو المعني بقول الخطيب القزويني ( ت : ٧٣٩ هـ ) تسمية الحال باسم محله. (٥)

ففي الآية (أ) تجوز بالدعوة للنادي ، والمراد ـ والله أعلم ـ أهل النادي والحالين به والمجتمعين فيه من الوجوه والأعيان وسراة القوم ، إذ لا تصح دعوة النادي لعدم قبوله الاستجابة والدعاء والتلبية أو الرفض ، وإنما دعي أهله وأصحابه.

__________________

(١) يوسف : ٣٦.

(٢) العلق : ١٧.

(٣) يوسف : ٨٢.

(٤) آل عمران : ١٦٧.

(٥) القزويني ، الإيضاح : ٤٠٣ تحقيق الخفاجي.

١٦٢

وفي الآية (ب) تجوز بالسؤال للقرية ، والمراد ـ والله أعلم ـ أهل القرية والساكنين فيها ، إذ لا يصح سؤال الأبنية والجدران بل الأهل والسكان.

وفي الآية (ج) تجوز بإطلاق الأفواه لإرادة الألسن ، لأن القول لا يصدر إلا عن اللسان ، ولما كان موقع اللسان هو الفم ، عبّر بالأفواه تجوزأ عن الألسن الحالة فيه.

وقد يرد المجاز اللغوي المرسل على عكس هذا الأمر ، فيما ذكر فيه لفظ الحال وأريد به المحل ، وذلك نحو قوله تعالى :

( وأمّا الّذين ابيّضّت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون (١٠٧) ) (١).

فقد تجوز بالرحمة وأراد بها الجنة ، لأن الخلود إنما يتم فيها ، ولما كانت الجنة محلا ومقاما للرحمة ، والرحمة حالة بها ، عبر عنها بما هو حال فيها ، وهو الرحمة والمراد الجنة.

وهكذا تجد علاقة المجاز اللغوي المرسل متعددة ، ووجوه ارتباطاته متشابكة ، واكتفينا بهذا القدر الجامع في الإيراد ، عما توسع به البلاغيون من الأصناف.

السبب في هذا أن البلاغيين قد أغاروا في جملة من الأصناف على علم المعاني كما نذهب إليه جزء لا يتجزأ من علم النحو العربي ، أهمل النحاة جانبه ، فأكد البلاغيون التقليديون صلته بالبلاغة (٢).

على أن في المعاني لمسات بلاغية ، وشذرات بيانية ، ولكن رأينا أنه بالنحو ألصق. فإذا رأينا جملة من البلاغيين قد بحثوا المجاز اللغوي المرسل ، وعددوا أصنافه ، أشتاتا من مفردات علم المعاني ، فهذا ما لا يتفق مع منهجنا.

لقد أطنب الزركشي ( ت : ٧٩٤ هـ ) في ذكر جملة من الأصناف

__________________

(١) آل عمران : ١٠٧.

(٢) ظ : المؤلف ، علم المعاني بين الأصل النحوي والموروث البلاغي.

١٦٣

العديد للمجاز اللغوي المرسل ، وادعى ورودها في كتاب الله(١).

وقد تفنن ابن قيم الجوزية ( ت : ٧٥١ هـ ) فاعتبر خروج الخبر الى الإنشاء ، والإنشاء الى الخبر ، والتقديم والتأخير من المجاز ، وهي مباحث علم المعاني(٢).

وقد عدّ التفتازاني ( ت : ٧٩١ هـ ) استعمال أدوات الاستفهام في غير الاستفهام من المجاز(٣).

وقد ذهب بهاء الدين السبكي ( ت : ٧٧٣ هـ ) الى تداخل علم البيان وعلم المعاني في هذا الباب وعد بعض أنواع البديع كالمشاكلة والتورية والاستخدام من المجاز(٤).

وقد عدّ السيوطي ( ت : ٩١١ هـ ) خروج الخبر الى الإنشاء ، والإنشاء الى الخبر من المجاز ، وأشار الى أن بعضهم يرى التقديم والتأخير والالتفات والتغليب من المجاز(٥).

هذه بعض معالم التوسع في علاقة المجاز اللغوي المرسل عند جملة من البلاغيين التقليديين ، وهذا التوسع لم يعدم أن يجد له نصيرا عند طائفة من المحدثين ، يقول الدكتور أحمد مطلوب :

« ونحن حينما نعيد تصنيف المجاز ينبغي أن ندخل فيه هذه المسائل ، لأنها شديدة الصلة به ، بل لأنها ألوان بديعة من فنونه ، ونرى أن تدخل في المجاز المرسل ، لأنه واسع الخطو فسيح المدى ، وله علاقات كثيرة يمكن التوسع فيها »(٦).

ونحن نخالفه في هذا الرأي بنفس المنظار لديه ، ولكن من وجهة نظر متقابلة ، فنحن حينما نعيد تصنيف المجاز ينبغي أن نستبعد من هذه

__________________

(١) ظ : الزركشي ، البرهان ٢ : ٢٥٨ ـ ٢٩٩.

(٢) ابن قيم الجوزية ، الفوائد : ٨٢.

(٣) التفتازاني ، المطول : ٢٣٥.

(٤) السبكي ، عروس الأفراح ١ : ٤٩٣.

(٥) السيوطي ، الأتقان في علوم القرآن : ٢/٣٦.

(٦) أحمد مطلوب ، فنون بلاغية : ١٢٠.

١٦٤

التقسيمات الأجنبية ، وهذه التدقيقات الفلسفية لأنها بعلمي المنطق والفلسفة أولى ، وحيما نريد أن نبني البلاغة العربية علينا التهذيب والتشذيب ، لا الإضافات والزيادات ، لتخامر البلاغة ذهنية العربي المعاصر ، بدلا من هروبه عنها ، لأن المراد هو التيسير ، وأما كثرة الأصناف وتوالي التقسيمات ، فمما يدعو الى التعقيد في نظر إنسان اليوم الذي يريد الزبدة التطبيقية والتنظيرية ، لا الرسوم والتفريعات.

وفي هذا الضوء استبعدنا جملة من التخريجات المطولة للمجاز اللغوي المرسل في وجوه علاقاته ، ناظرين الى هذا المدرك الذي يدعو الى صيانة البلاغة العربية من الإضافات المتكررة ، أو الزيادات الوهمية.

على أننا لا نغالي إذا قلنا أن مجالات المجاز اللغوي المرسل تتسع الى مئات الأصناف والأنواع ؛ لأنها ميدان العواطف في التجوز ، ومضمار المشاعر في التنقل ، وساحة اللغة في الأتساع ، ومرونة العربية في التخطي من أفق الى افق ، ولكن هذا لا يمانع من نفي الشوائب ، وتحاشي الفضول ، وغربلة التراث ، والله المستعان.

١٦٥

« خاتمة المطاف »

بعد هذه الجولة المفعمة بالاهتمامات البلاغية الدقيقة في القرآن الكريم ، ومن خلال هذه المسيرة المثيرة للاستنتاج والتطلع البياني المتطور ، يمكن أن نشير بإيجاز كبير الى أهم ما توصلنا إليه من نتائج في أرقام :

١ ـ في الفصل الأول رصدنا مجاز القرآن عند الرواد الأوائل منصبا حول لغة القرآن ، ومعاني مفرادته ، وسيرورة ألفاظه ، وكان عطاء هذا المناخ متقاربا في مصنفات « معاني القرآن » و « غريب القرآن » و« مجاز القرآن » وإرادة مؤدى الألفاظ منها في حنايا الذهن العربي ، دون إرادة الاستعمال البلاغي ، أو التأكيد على « المجاز » و « المعاني » في الصيغة الإصطلاحية لدى علماء المعاني والبيان ، كان هذا أولا.

ثانيا : ـ وقفنا عند مجاز القرآن بإطاره البلاغي العام ، فكان دالا على جميع الصور البيانية في البلاغة تارة ، أو على المعنى المقابل للحقيقة تارة أخرى ، سواء أكان مجازا أو استعارة أو تمثيلا أو تشبيها بليغا ، وناقشنا من أعتبر المجاز أمرا حادثا ، أو فنا عارضا لم يتكلم به الأوائل ، ورصدنا مفهومه عند المعتزلة وتطويرهم له من خلال هدف ديني لا غرض فني ، وانتهينا أن الاستعمال المجازي بمعناه العام ، وبإطاره البلاغي المتسع معرف بالأصالة منذ عهد مبكر.

ثالثا : ـ وحللنا مجاز القرآن في مرحلة التأصيل ، فكان ابن قتيبة ( ت : ٢٧٦ هـ ) والشريف الرضي ( ت : ٤٠٦ هـ ) وعبد القاهر الجرجاني ( ت : ٤٧١ هـ ) وجار الله الزمخشري ( ت : ٥٣٨ هـ ) أقطاب هذه المرحلة ، وقادة هذا الفن ، فلمسنا ابن قتيبة صاحب مدرسة اجتهادية في استنباط مجاز القرآن لتحقيق مذهبه الكلامي في رد الطاعنين بوقوع المجاز في القرآن.

١٦٦

ورأينا أبا الحسن الشريف الرضي عالما موسوعيا في المجاز بعامة ، والمجاز القرآني والنبوي بخاصة ، ووجدنا كتابه « تلخيص البيان في مجازات القرآن » سبقا فريدا ، لم يشاركه فيه أحد قبله باعتباره أول كتاب كامل ألف لغرض واحد ، وهو تتبع مجازات القرآن في سوره كافة ، فكان حجر الأساس لهذا المعلم ، في استقلالية الفكر والمنهج والتأليف ، وفي التورع عن القطع في الآراء ، وفي العبارة البلاغية المشرقة ، التي تريك علم اللغوي الى جنب الحسّ البلاغي ، وصفاء العبقري بإزاء علم البيان ، ورقة الشاعر ممزوج بدقة الناثر.

واعتبرنا الشيخ عبد القاهر مطور البحث البلاغي ، وواضع أصوله الفنية في كتابيه الدلائل والأسرار ، وأول من خطط المجاز في قسمين : عقلي ولغوي ، وتتبعه لذلك في الإثبات والمثبت ، وإدراكه لهما في التركيب ، فكان الوعي المجازي عنده من أبلغ ما توصل إليه الفهم البياني ، ومن أفضل ما أنتجه النقد الموضوعي في صياغة المنهج المحدد الوثيق لدقائق المصطلح المجازي في القرآن.

وإذا جئنا الى دور جار الله الزمخشري وجدنا له اليد الطولى في تطوير نظرية المجاز القائمة في القرآن بحدود مما أفاده من تجارب الرضي ، وما استقاه من ينبوع عبد القاهر ، فدأب في « أساس البلاغة » الى تتبع مجاز المفردات ، وعمد في « الكشاف » الى استقراء جمال القرآن المجازي. ولم ننس شذرات ما كتب في المجاز القرآني هنا وهناك فأشرنا الى السيد المرتضى والشيخ الطوسي وأبي علي الطبرسي وفخر الدين الرازي ، وسواهم من المفسرين والبلاغيين.

رابعا : ـ وتتبعنا مجاز القرآن في دراسات المحدثين من الجامعيين بخاصة ، فكان لتعيين العلامة أمين الخولي استاذا للدارسات القرآنية والبلاغية في جامعة القاهرة الأثر المهم في قلب المفاهيم التدريسية ، ونقد المناهج العلمية ، فجمع بين أصالة القديم ، ومنهج التجديد في العطاء الحديث ، فألف بينهما في نسق متكامل أثمر الدراسات القرآنية الموضوعية ، والبحوث البلاغية المتنوعة في إدخال القرآن عنصرا في رسائل الماجستير والدكتوراه فكان هذا أول الغيث ، وقد فتح بهذا الباب مغالق البلاغة الحقة

١٦٧

في القرآن الكريم ، وأطلق منافذ الإعجاز الفنية من أسر النظرات القديمة ، فالإعجاز ليس هي وحدها بل هي وغيرها من مجموعة الصور الجمالة في القرآن.

هذه الجهود أثمرت أكلها حينما وجدت آذانا واعية ، وأسماعا مصغية لدى الشباب المتحفز في جامعات الوطن العربي ، فاتسمت بحوثهم بإشارات قيمة لجملة من صنوف البيان القرآني تعتمد المنهج البلاغي روحا ومسلكا في الكشف عن وجوه الإعجاز تارة ، وبالدعوة الى خوض عباب القرآن ، وكشف كنوزه وأسراره بالتدريس تارة أخرى.

٢ ـ في الفصل الثاني وقفنا عند مجاز القرآن وأبعاده الموضوعية فبحثنا بتركيز ما يأتي :

أولا : ـ حقيقة المجاز بين اللغة والاصطلاح فكان المعنى الاصطلاحي لحقيقة المجاز مستمدا من الأصل اللغوي ، إذ كشف عبد القاهر العلاقة بين اللغة والاصطلاح في اشتقاق لفظ المجاز في مجانسة المعنى المنقول له اللفظ في دلالته على المعنى الثانوي من المناسبة فيه للمعنى الأولي ، وهذا يعني وجود علاقة متينة بين التعريف للمجاز لغة واصطلاحا لتقارب الأسر اللغوي للمعنى الاصطلاحي ، وانبثاق الحد الاصطلاحي من المعنى اللغوي ، فالاجتياز هو الأصل للمعنيين ، فكما يجتاز الإنسان من موضع الى موضع ، كذلك تجتاز الكلمة موقعها الأصلي وتتخطاه الى موقع جديد.

ثانيا : ـ ووجدنا مجاز القرآن في الذروة من البيان العربي ، وثبت لنا وقوعه دون أدنى شك في كوكبة كبيرة من ألفاظه وتراكيبه تعد في قمة الاستعمال البياني ، ورددنا الحمل على الظاهر في جملة صالحة من التعبير القرأني المتوالي في مجالات متعددة من نصوصه الكريمة ، وحققنا القول في مقولة إنكار المجاز القرآني ، والتطرف في حمل ما ورد في القرآن على المجاز وإن كان حقيقة لا تجوز معها ، ولاحظنا الخلاف التقليدي في هذا الملحظ ، وتحقق لنا من خلال مناقشة الآراء ، والاستناد الى التعبير النصي للقرآن أن المورد المجزي في القرآن جاء لتحقيق المعنى المراد ، فأضاف

١٦٨

الى الحقيقة في الألفاظ إضاءة جديدة ، لولاه لم تكن متميزة بهذا الشكل البياني الأصيل.

ثالثا : ـ وبعد هذه الحقيقة الفنية ، وجدنا أن مجاز القرآن لا يختلف عن المجاز العربي بعامة ، فهو في القرأن نوعان :

مجاز عقلي ومجاز لغوي ، بغض النظر عن التفريعات الأخرى التي لا تتعدى حدود التقسيم العام ، أو هي جزئيات تابعة لكليّ المجاز باعتباره عقليا ولغويا. وبحثنا بعض الإضافات في المسميات عند القدامى ، وبعد جهد جهيد أرجعناهما الى هذين الأصلين في دور النضج البلاغي ، وكان ذلك جهدا فريدا قائما على أساس الاستدلال البديهي تارة والقياس المنطقي تارة أخرى ، مستندا في كل ذلك الى التعبير القرآني ليس غير.

رابعا : ـ انتهينا أن مجاز القرآن : عقلي ولغوي ، فاللغوي ما استفيد فهمه عن طريق اللغة وأهل اللسان ، بما يتبادر إليه الذهن العربي عند الإطلاق في نقل اللفظ من معناه الأصل الى المعنى الجديد. والعقلي ما استفيد فهمه عن طريق العقل ، وسبيل الفطرة في الذائقة من خلال جملة من الأحكام الطارئة التي تجري على الجملة ويحكم بها العقل عند الإسناد. والقرآن قد استوعب نماذج النوعين حينما نحاول استخراجهما من بحره المحيط.

٣ ـ في الفصل الثالث : أقمنا عند مجاز القرآن وخصائصه الفنية فكان فصلا متميزا يستند الى الكشف المضني ، والاستقراء الدقيق ، والملاحظة السليمة النافذة ، بدأناه بخصائص المجاز الفنية في مراعاة المناسبة المانعة من الخلط المرتجل تارة ، والضابطة من المجاز المشوه تارة أخرى ، فكانت النقلة في خصائص المجاز نقلة حضارية وإنسانية الى مناخ أوسع شمولا ، وأبلغ تعبيرا ، إذ تشيع هذه النقلة في النص القرآني : الحياة في الجماد ، والبهجة في الأحياء ، وتضيف الحسّ الى الكائنات ، فيصورها القرآن جميعا : ناطقة تتكلم ، ورائدة تتصرف ، فضلا عن سلامة الألفاظ في المؤدى ، وصيانة الذات القدسية عن الجوارح ، وتعاليه عن الحركة والانتقال. ولدى اقتران الغرض الفني في القرآن بالغرض الديني ، لمسنا خصائص المجاز الفنية في القرآن الكريم فكانت :

١٦٩

أولا : ـ الخصائص الأسلوبية في إدراك اللفظ بذاته حروفا وأصواتا وهيأة في الشكل ، وإدراكه بمعناه ، فالمعنى هو نفسه لم ينقص منه شيء ، ولكنه أضيف إليه إطار أسلوبي جديد حينما حاول هذا اللفظ مغادرة مناخه الأولي الى مناخ أوسع ، وحينما أريد به الاستعمال المجازي بتطور ذهني نقله من موقع الى موقع آخر ، وزحف بمعجمه من حدث إجتماعي معين له دلالته المركزية في الذهن الى حدث أكبر ، هذه التركيبة الجديدة يستغني بها المتلقي عن كل التركيبات المعقدة الأخر في لغات العالم ، فالإيجاز من جهة ، والتطوير من جهة أخرى ، والاكتفاء عن تركيب جديد من جهة ثالثة ، كلها خصائص أسلوبية في مجاز القرآن ، فكان حلقة الوصل بين الذات المعبرة وإرادتها المتجددة في المعاني المستحدثة ، وهذا هو التطور اللغوي في اللغة الواحدة ذات الطابع العالمي في السيرورة والانتشار ، فقد تجيء صفة الأحداث في إسنادها مبنية للمجهول ، مع أن الفاعل الحقيقي معروف وهو الله تعالى ، ولكن النص لا يتعلق بمحدث الأفعال وموجدها ، وإنما العناية متجهة نحو الحدث ، وقد يسند الفعل لغير فاعله الحقيقي ، تأكيدا على هذه الظاهرة ، وكأن الفاعل غير الحقيقي قد توصل اليه ففعله ، وإن لم يكن لهذا الفاعل حول أو إرادة ، هذا وغيره يمثل لنا عمق الخصائص الأسلوبية في مجاز القرآن.

ثانيا : ـ الخصائص النفسية في مسايرة النص القرآني للنفس الإنسانية في مجالي الترغيب والترهيب ، فإن أريدت الصورة وهي متناهية في الجمال والأناقة وجدنا المجاز القرآني يقود اللفظ الى ما هو أرجح معنى ، وأرق حسنا في حالة النقل مما كان عليه قبلها ، وإن أراد صورة متداعية في القبح ساق اللفظ الى ما يمثل تلك الصورة بما هو أردأ منه في صيغته الحقيقية ، فكان ذلك مجالا فريدا ، في تكييف النص الأدبي نحو المراد المولوي.

وحديث النفس في مجاز القرآن ذو أبعاد تشكل جزءا قويما من خصائصه الفنية في عدة نماذج بيانية ، أشار إليها المبحث بتلبث وعلى مكث.

ثالثا : ـ الخصائص العقلية في الإيحاء والتلويح والرصد لما وراء الظاهر ضمن إشارات دقيقة في ألوان وخطوط وظلال تضج بالحركة ،

١٧٠

ولكنها تحمل أكثر من معناها الظاهري في كثير من الأبعاد التي توهم ببعض الشبه لدى الساذجين ، ومهمة المجاز العقلية كفلت درء هذه الشبهات بما تسخره من طاقات بيانية كاشفة ، وبما تستلهمه من مناخ عقلي يقود الذهن الى ميناء سليم. وهكذا الحال فيما شأنه الرصد العقلي ، أو إثارة مكنونات العقل الإنساني بلحاظ ما ، فتثير الحوافز ، وتنبه المدارك ، وتحرك المشاعر ، في نماذج وأمثال قرآنية متعددة تتبعنا أهمها وأعمقها.

٤ ـ في الفصل الرابع ، وهو بعنوان المجاز العقلي في القرآن ، بحثنا بإشباع :

أولا : ـ تشخيص المجاز العقلي في القرآن وعند العرب ، ويعود كشف هذا النوع الى عبد القاهر فهو مبتدعه ومبتكره من خلال نظره الثاقب في مجاز القرآن العقلي ، وهو مسميه بأسمائه المختلفة السمات والمتحدة المسميات.

ثانيا : ـ المجاز العقلي في القرآن بين الإثبات والإسناد ، لأن المجاز إذا وقع في الإثبات فهو متلقى من جهة العقل ، وإذا عرض في المثبت فهو متلقى من جهة اللغة. وإنما يصار الى مجاز القرآن العقلي لأن جملة من الملاحظ المجازية لا يمكن أن تنسب الى اللغة في دلالتها لأنها حقيقة الألفاظ ، وإنما يرجع فيها الى العقل في إشارته في الحمل على الإرادة المجازية في الإسناد الحملي ، ولا علاقة لذلك بالألفاظ ذاتها دون إسنادها ، فلا هو من باب اللفظ المفرد فينظر بعين الاستعارة ، ولا في الكلمة نقل عن الأصل اللغوي فينظر له بلحاظ المجاز المرسل ، وإنما يكتشف باعتبار طرفيه في الإسناد وقد يكونان حقيقيين ، وقد يكونان مجازيين ، وقد يكون أحدهما حقيقيا والآخر مجازيا ، ولا يدرك المجاز العقلي إلا من اقتران الطرفين مجتمعين.

ثالثا : ـ قرينة المجاز العقلي في القرآن ، فهو وإن كان متعلقا بالإسناد ، ولكن لا بد له من قرينة دالة عليه لفظية أو غير لفظية ، وقد يعبر عن اللفظية بأنها مقالية ، وعن غير اللفظية بأنها حالية ، وكلاهما مما يدرك بهما العقلي من المجاز. والقرينة غير العلاقة ، فالقرينة دالة على المجاز والعلاقة السبب الداعي الى استعمال المجاز.

١٧١

رابعا : ـ علاقة المجاز العقلي ، وقد تفنن بتقسيماتها البلاغيون التقليديون مجاراة للمناخ الجغرافي في البيئة المنطقية ، وعصر الفلسفة وعلم الكلام ، ولم نشأ أن نعيد هذا المعجم المشحون بالتفصيلات الأعجمية ، لان القرآن لم يكن ناظرا إليها بل كان متنقلا بالذهن العربي الى آفاق من التعبير الموحي والبيان الطلق بما يلائم الطبيعة الإنسانية ، دون هذه المسميات التي صنعها علماء البلاغة ، فكان عملنا متفقا مع هذه النظرة في مجموعة الممارسات المجازية في القرآن.

٥ ـ في الفصل الخامس ، وهو بعنوان : المجاز اللغوي في القرآن تحدثنا عن المجاز اللغوي بين الاستعارة والإرسال وعن انتشار المجاز المرسل في القرآن وكشفنا طبيعة العلاقة في المجاز اللغوي المرسل بالمنهج الذي بحثنا فيه الفصل المتقدم.

كان هذا إيذانا بجملة من نتائج البحث ، الذي وقفنا عنده طويلا ، ولم ننحرف في منهجية عن صلب موضوعه إلا ريثما نعود إليه ، نسأل الله تعالى أن يتقبله منا بأحسن قبوله ، وأن ينفع به الباحثين والدارسين ، وأن يجعله ذخيرة لنا يوم الدين.

١٧٢

ثبت المصادر والمراجع

أ ـ المصادر القديمة : ـ

١ ـ خير ما نبدأ به : القرآن الكريم.

٢ ـ الآمدي ، أبوالقاسم ، الحسن بن بشر ( ت : ٣٧٠ هـ ) الموازنة بين الطائيين. تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٩٥٩ م.

٣ ـ ابن الأثير ، أبو الفتح ، ضياء الدين ، نصرا الله بن محمد ( ت : ٦٣٧ هـ ) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، مطبعة مصطفى البابي ، القاهرة ، ١٩٣٩ م.

٤ ـ ابن أبي الأصبع ، عبد العظيم بن عبد الواحد المصري (ت : ٦٥٤ هـ ) بديع القرآن ، تحقيق : الدكتور حفني محمد شرف ، مطبعة الرسالة ، القاهرة ، ١٩٥٧ م.

٥ ـ التفتازي ، سعد الدين ، مسعود بن عمر ( ت : ٧٩١ هـ ) المطوّل ، استانبول ، ١٣٣٠ هـ.

٦ ـ ابن تيمية ، أحمد بن عبد الحليم الحراني الحنبلي ( ت : ٧٢٨ هـ ) كتاب الإيمان ، طبعة بيروت ، ١٩٧٢ م.

٧ ـ ثعلب ، أبو العباس ، أحمد بن يحيى الشيباني ( ت : ٢٩١ هـ ) قواعد الشعر ، تحقيق : محمد عبد المنعم خفاجي ، مطبعة البابي ، القاهرة ، ١٩٤٨ م.

٨ ـ الجاحظ ، أبو عثمان ، عمرو بن بحر ( ت : ٢٥٥ هـ ) البيان والتبيين ، تحقيق : حسن السندوبي ، المطبعة الرحمانية ، القاهرة ، ١٩٣٢ م.

١٧٣

٩ ـ الجاحظ ، حيوان ، تحقيق : محمد أبوالفضل إبراهيم ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، ١٩٥٧.

١٠ ـ الجرجاني ، عبد القاهر بن عبد الرحمن ( ت : ٤٧١ هـ )

أسرار البلاغة ، تحقيق : الدكتور هلموت ريتر ، مطبعة وزارة المعارف ، استانبول ١٩٥٤ م.

١١ ـ الجرجاني ، عبد القاهر ، دلائل الإعجاز ، تصحيح : محمد عبده ومحمد محمود التركزي الشنقيطي ، مطبعة المنار ، القاهرة ، ١٣٢١ هـ تحقيق : محمود محمد شاكر ، مكتبة الخانچي ، القاهرة ، ١٩٧٥ م.

١٢ ـ ابن جني ، أبو الفتح ، عثمان بن جني ( ت : ٣٩٢ هـ ) الخصائص ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ، ١٩٥٣ م.

١٣ ـ أبو حيان ، أثير الدين ، محمد بن يوسف الأندلسي ( ت : ٧٥٤ هـ ) البحر المحيط ، نشر مكتبة النصر الحديثة ( د. ت ).

١٤ ـ ابن خير ، أبو بكر محمد بن خير الأشبيلي ، فهرست ابن خير ، طبع مدريد ، ١٨٩٣ م.

١٥ ـ الرازي ، فخر الدين ، محمد بن عمر بن الحسين (ت : ٦٠٦ هـ)

نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز ، مطبعة الآداب والمؤيد القاهرة ، ١٣١٧ هـ.

١٦ ـ الراغب الأصبهاني ، الحسين بن محمد بن المفضل ( ت : ٥٠٢ هـ ) المفردات في غريب القرآن ، تحقيق : محمد سيد كيلاني ، مطبعة مصطفى البابي ، القاهرة ، ١٩٦١ م.

١٧ ـ ابن رشيق ، الحسن بن رشيق القيرواني ( ت : ٤٥٦ هـ )

العمدة في المحاسن الشعر وآدابه ونقده ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، دار الجبل ، بيروت ، ١٩٧٢ م.

١٨ ـ الرماني ، أبو الحسن ، علي بن عيسى الرماني ( ت : ٣٨٦ هـ )

النكت في إعجاز القرآن ، ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ، تحقيق : د. محمد خلف الله ود. محمد زغلول سلام ، دار المعارف ، القاهرة ، ١٩٧٦ م.

١٩ ـ الزبيدي ، محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي ، طبقات النحويين

١٧٤

واللغويين ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، القاهرة ، ١٩٧٣ م.

٢٠ ـ الزركشي ، بدر الدين ، محمد بن عبد الله ( ت : ٧٩٤ هـ )

البرهان في علوم القرآن ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة عيسى البابي الحلبي ، القاهرة ، ١٩٥٤ م.

٢١ ـ الزمخشري ، جار الله ، محمود بن عمر الخوارزمي (ت : ٥٣٨ هـ)

أساس البلاغة ، تحقيق : عبد الرحيم محمود ، مطبعة أولاد أورقاند ، القاهرة ، ١٩٥٣ م.

٢٢ ـ الزمخشري ، جار الله ، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل دار المعرفة ، بيروت ، ( د. ت )

٢٣ ـ الزوزني ، أبو عبد الله ، الحسين بن أحمد ( ت : ٤٨٦ هـ )

شرح المعلقات السبع ، دار الجيل ، بيروت ، ١٩٧٢.

٢٤ ـ السبكي ، بهاء الدين ( ت : ٧٧٣ هـ )

عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح ضمن كتاب ( شروح التلخيص ) مطبعة البابي ، القاهرة ، ١٩٣٧ م.

٢٥ ـ السكاكي ، أبو يعقوب ، يوسف بن أبي بكر ( ت : ٦٢٦ هـ )

مفتاح العلوم ، المطبعة الأدبية ، القاهرة ، ١٣١٧ م.

٢٦ ـ سيبويه ، أبو بشر ، عمرو بن عثمان ( ت : ١٨٠ هـ )

كتاب سيبويه ، المطبعة الأميريه ، القاهرة ( د. ت ) ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، القاهرة ، ١٩٦٦ م.

٢٧ ـ السيوطي ، جلال الدين ، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت:٩١١ هـ)

الاتقان في علوم القرآن ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة المشهد الحسيني ، القاهرة ، ١٩٦٧ م.

٢٨ ـ الشريف الرضي ، محمد بن الحسين الموسوي ( ت : ٤٠٦ هـ )

تلخيص البيان في مجازات القرآن ، تحقيق : الدكتور محمد عبد الغني حسن ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، ١٩٥٥ م.

٢٩ ـ الشريف الرضي : ، حقائق التأويل في متشابه التنزيل ، شرح وتحقيق :

١٧٥

الشيخ محمد الرضا آل كاشف الغطاء النجفي ، مطبوعات منتدي النشر ، مطبعة الغري ، النجف ، ١٣٥٥ هـ ـ ١٩٣٦ م.

٣٠ ـ الشريف الرضي : المجازات النبوية ، تحقيق : محمود مصطفى ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة ، ١٩٣٧ م.

٣١ ـ الطبرسي ، أبو علي ، الفضل بن الحسين ( ت : ٥٤٨ هـ )

مجمع البيان في تفسير القرآن ، مطبعة العرفان ، صيدا ، ١٣٣٣ هـ

٣٢ ـ الطوسي ، أبو جعفر ، محمد بن الحسن ( ت : ٤٦٠ هـ )

التبيان في تفسير القرآن ، تحقيق : أحمد حبيب القصير ، المطبعة العلمية ، النجف الأشرف ، ١٩٥٧ م.

٣٣ ـ ابن عبد السلام ، عز الدين بن عبد السلام الشافعي ( ت : ٦٦٠ )

الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز ، دار الطباعة العامرة ، استانبول ، ١٣١٢ هـ

٣٤ ـ أبو عبيدة ، معمر بن المثنى التمي ( ت : ٢١٠ هـ )

مجاز القرآن ، تحقيق : الدكتور محمد فؤاد شزكين ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٩٥٤ م.

٣٥ ـ العسكري ، أبو هلال ، الحسن بن عبد الله ( ت : ٣٩٥ هـ )

كتاب الصناعتين ، تحقيق : علي البجاوي ومحمد أبو الفضل ، مطبعة عيسى الحلبي ، القاهرة ، ١٩٧١ م.

٣٦ ـ العلوي ، يحيى بن حمزة ( ت : ٧٤٩ هـ )

الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ، مطبعة المقتطف ، القاهرة ، ١٩١٤ م.

٣٧ ـ الفرّاء ، أبو زكريا ، يحيى بن زياد ( ت : ٢٠٧ هـ )

معاني القرآن ، تحقيق : أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار ، دار الكتب ، القاهرة ، ١٩٥٥ م.

٣٨ ـ القاضي الجرجاني ، علي بن عبد العزيز ( ت : ٣٦٦ هـ )

الوساطة بين المتنبي وخصومه ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة عيسى الحلبي ، القاهرة ، ١٩٦٦ م.

١٧٦

٣٩ ـ ابن قتيبة ، أبو محمد ، عبد الله بن مسلم الدينوري ( ت : ٢٧٦ هـ ) تأويل مشكل القرآن.

٤٠ ـ القزويني ، ابو المعالي ، محمد بن عبد الرحمن ( ت : ٧٣٩ هـ )

الإيضاح في علوم القرآن ، مطبعة صبيح ، القاهرة ، ١٩٧١ م تحقيق : محمد عبد المنعم خفاجي ، دار الكتاب اللبناني ، ١٩٨٠ م.

٤١ ـ ابن قيم الجوزية ، أبو عبد الله ، محمد بن أبي أيوب ( ت : ٧٥١ هـ )

كتاب الفوائد ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٣٢٧ هـ.

٤٢ ـ ابن مالك ، محمد بن جمال الدين المعروف بابن الناظم ( ت : ٦٨٦ هـ ) ، المصباح ( في تلخيص القسم الثالث من مفتاح العلوم السكاكي ) القاهرة ، ١٣٤١ هـ.

٤٣ ـ المبرد ، أبو العباس ، محمد بن يزيد ( ت : ٢٨٥ هـ )

المقتضب ، تحقيق : محمد عبد الخالق عضيمة ، نشر المجلس الأعلى للشوؤن الإسلامية ، القاهرة ، ١٣٨٦ هـ.

٤٤ ـ المرتضى ، عم الهدى ، علي بن الحسين الموسوي ( ت : ٤٣٦ هـ )

أمالي المرتضى ( غرر الفوائد ودرر القلائد ) ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة عيسى البابي ، القاهرة ، ١٩٥٤ م.

٤٥ ـ ابن المعتز ، عبد الله بن المعتز ( ت : ٢٩٦ هـ )

البديع ، تحقيق : الأستاذ كراتشوفسكي ، مطبوعات جب التذكارية ، لندن ، ١٩٣٥ م.

٤٦ ـ ابن منظور ، جمال الدين ، محمد بن مكرم الأنصاري ( ت : ٧١١ هـ ). لسان العرب ، طبعة مصورة عن طبعة بولاق ، القاهرة ( د. ت )

٤٧ ـ ابن النديم ، أبو الفرج ، محمد بن إسحاق البغدادي ( ت : ٣٨٥ هـ ) الفهرست ، دار المعرفة ، بيروت ، ١٩٧٨ م.

ب ـ المراجع الحديثة

٤٨ ـ أحمد أحمد بدوي ( الدكتور )

من بلاغة القرآن ، الطبعة الثالثة ، مكتبة نهضة مصر ، القاهرة ، ١٩٥٠ م

١٧٧

٤٩ ـ أحمد عبد الستار الجواري ( الدكتور )

نحو القرآن ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، بغداد ، ١٩٧٤ م.

٥٠ ـ أحمد عبد الستار الجواري ، نحو المعاني ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، بغداد ، ١٩٨٧ م.

٥١ ـ أحمد مطلوب ( الدكتور )

فنون بلاغية ، دار البحوث العلمية ، الكويت ، ١٩٧٥ م.

٥٢ ـ أحمد مطلوب :

معجم المصطلحات البلاغية وتطورها ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، بغداد ، ١٩٨٣ م ـ ١٩٨٧ م.

٥٣ ـ أمين الخولي ( الشيخ )

أساس البلاغة بين المعاجم ، تعريف بالكتاب في أوله ، مطبعة أولاد أورقاند ، القاهرة ، ١٩٥٣ م.

٥٤ ـ أمين الخولي : دائرة المعارف الإسلامية ، مادة : تفسير ، أوفست ، ١٩٣٣ م.

٥٥ ـ أمين الخولي : مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والأدب ، مطابع الطناني ، القاهرة ، ١٩٦١ م.

٥٦ ـ بدوي أحمد طبانة ( الدكتور )

البيان العربي ، دراسة في تطور الفكرة البلاغية عند العرب ، نشر مكتبة الأنجلو المصرية ، الطبعة الثالثة ، مطبعة الرسالة ، القاهرة ، ١٩٦٢ م.

٥٧ ـ جميل صليبا ( الدكتور )

المعجم الفلسفي ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ١٩٧٩ م.

٥٨ ـ شكري عياد ( الدكتور )

أرسطو طاليس ، فن الشعر ( مترجم ) ، دار الكتاب العربي ، القاهرة ، ١٩٦٧ م.

٥٩ ـ طه حسين ( الدكتور )

مقدمة كتاب : نقد النشر ، مطبعة دار الكتب ، القاهرة ١٩٣٣.

١٧٨

٦٠ ـ عائشة عبد الرحمن : بنت الشاطيء ( الدكتورة )

التفسير البياني للقرآن الكريم ، دار الممعارف بمصر ، القاهرة ، ١٩٦٨ ـ ١٩٦٩ م.

٦١ ـ عباس محمود العقاد

اللغة الشاعرة ، مزايا الفن والتعبير في اللغة العربية ، نشر المكتبة العصرية ، بيروت ( د.ت )

٦٢ ـ عبد الإله الصائغ ( الدكتور )

الصور الفنية معيارا نقديا ، مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، ١٩٨٧ م.

٦٣ ـ فتحي أحمد عامر ( الدكتور )

فكرة النظم بين وجوه الإعجاز في القرآن الكريم ، مطابع الأهرام ، القاهرة ، ١٩٧٥ م.

٦٤ ـ فؤاد سزگين ( الدكتور )

مقدمة مجاز القرآن لأبي عبيدة ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٩٥٤ م.

٦٥ ـ أبو القاسم الموسوي الخوئي ( المرجع الديني المعاصر )

معجم رجال الحديث ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف ، ١٩٧٣ م.

٦٦ ـ كامل سعفان ( الدكتور )

أمين الخولي ، سلسلة أعلام العرب ، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٩٨٢ م.

٦٧ ـ محمد جابر الفياض ( الدكتور )

مطابع دار الشوؤن الثقافية العامة ، بغداد ، ١٩٨٧ م.

٦٨ ـ محمد حسين علي الصغير ( المؤلف )

أصول البيان العربي ، رؤية بلاغية معاصرة ، تصميم وطبع دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، ١٩٨٦ م.

٦٩ ـ محمد حسين علي الصغير :

تأريخ القرآن ، الدار العالمية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت ، ١٩٨٣ م.

١٧٩

٧٠ ـ محمد حسين علي الصغير :

الصورة الفنية في المثل القرآن ، دراسة نقدية وبلاغية ، دار الرشيد ، شركة المطابع النموذجية ، ١٩٨١ م.

٧١ ـ محمد حسين علي الصغير :

علم المعاني بين الأصل النحوي والموروث البلاغي ، دار الشؤون الثقافية العامة ، سلسلة الموسوعة الصغيرة ، بغداد ١٩٨٨ م.

٧٢ ـ محمد حسين علي الصغير :

ظاهرة الوحي والمستشرقون ، نقد وتحليل ، ضمن كتاب ، وقائع المؤتمر العلمي الأول لكلية الفقه.

٧٣ ـ محمد حسين علي الصغير :

المباديء العامة لتفسير القرآن الكريم ، دراسة مقارنة ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت ، ١٩٨٣ م.

٧٤ ـ محمد حسين علي الصغير :

نظرية النقد العربي في ثلاثة محاور متطورة ، سلسلة الموسوعة الصغيرة ( ٢٢٤ ) دار الشؤون الثقافية ، بغداد ، ١٩٨٦ م.

٧٥ ـ محمد عبد الغني حسن ( الدكتور ) :

مقدمة تلخيص البيان : للشريف الرضي ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، ١٩٥٥ م.

١٨٠