معاني الأخبار - المقدمة

علي اكبر الغفّاري

معاني الأخبار - المقدمة

المؤلف:

علي اكبر الغفّاري


الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٨

١
٢

الاهداء

من الواجب الضروري إهداء هذا المشروع إلى مؤلفه العبقري بما أنه في الرعيل الأول من حماة الشريعة ، وحملة الحديث ، وأركان الأمة ، والجاهدين في سبيل رقيها وتقدمها ، الذين كشحوا الظلمات عن مسارح حياتنا بما ألفوا ، وكشفوا الدياجير من أمام أرجلنا بما صنفوا ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ).

فإليك يا فخر الشيعة ومحيي آثارها ، ويا فقيه الطائفة وفقيد أسرتها نهدي هذا العمل الخالص إجلالا لشأنك المنيع ، وإعلاء لمجدك الباذخ ، وروحانيتك المقدسة ، وإبقاء لعظمتك السامية ، وشخصيتك المثلى ، وتآليفك القيمة ، وحقيق بك أن نقول أن حقائق آل العصمة تجلت على مرآة نفسك الطاهرة فانعكس ضياؤها على تصانيفك فكانت للأمة هدى ونورا منذ عهدك الزاهي إلى يومنا الحاضر الذي مر ألف عام من كارثة فقدانك المفجع ، فنسأل الله الذي حباك نعمه أن يسبل عليك شآبيب رحمته ويسكنك بحبوحة جنته.

الغفاري

٣

كلمة المصحح

نحمدك اللهم على ما أرشدتنا إلى صراطك الأقوم ، وهديتنا إلى سبيلك بنبيك الأكرم ، وغرست في قلوبنا محبة العترة الطاهرة والشجرة الطيبة التي أصلها ثابت و فرعها في السماء ، وأمرتنا باتباعهم ، وأنقذتنا بهم من شفا جرف الهلكات وأخرجتنا بنورهم من الظلمات ، هداة الأبرار ، ونور الأخيار ، الذين أعلنوا دعوتك ، و بينوا فرائضك ، وأقاموا حدودك ، ونشروا أحكامك ، الذين يبلغون رسالاتك ولا يخشون أحدا إلا إياك ، فصلواتك على نبيك وعليهم أجمعين.

أما بعد فإني منذ عهدي بالكتاب أتمنى أن أقوم بنشر بعض آثار شيخنا الصدوق ـ رحمه‌الله ـ فانتخب منها على كثرتها هذا الأثر النفيس وذلك لأهمية موضوعه بين كتبه ، لأنه في بيان غرائب الأحاديث ومشكلات الاخبار عن لسان أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، وكأنه بمنزلة القاموس في فهم كلماتهم ، ومعاني ألفاظهم ، ومغازي أخبارهم ، وهو مما لم يسمح الدهر بمثله ، ولم ينسج على منواله ، ولا حرر على شاكلته ومثاله ، وقل ما توجد فوائده في غيره. فصممت ـ ولله الحمد ـ على الشروع ، وقمت بإخراجه وتصحيحه وتبيينه ، وأعددته للطبع ، لكن كثرة المشاغل عاقتني عن ذلك حتى آل الامر إلى أن جمع الله تعالى بيني وبين الأخ الألمعي والفاضل اللوذعي ( مؤسس المكتبة الحجتية ) الحاج الشيخ مهدي الحائري ـ دام علاه ـ بمدينة قم المشرفة ، فجرى بيننا الكلام من نواحي شتى حتى استفسر عن مطبوعاتنا الحديثة وما مهدناه للطبع ، فأخبرته بالكتاب فراقه ذلك وأعجبه ، فحثني على القيام بشأنه وشوقني إلى إبرازه ، فلبيت من غير تأخير رغبته ، وهيأت بتوفيق الله أسباب الطبع وأهبته ، وشرعت في المقصود ، ولم آل جهدا في الترقين ولم أفرط سعيا في التبيين ، وإني معترف بأن الذي خلق من عجل لا يسلم من الخطأ والزلل ، فخرج الكتاب ـ بحول الله وطوله ـ بحيث يروق مظهره كل محدث ديني يطلب فهم حقائق كلمات الأئمة عليهم‌السلام. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

٤

ثم كان من الواجب علي أن أشكر جميل مساعي زميلي المحترم البارع المفضال الشيخ محمد تقي اليزدي المشتهر به ( مصباح الهدى ) أدام الله إفضاله وكثر أمثاله ، حيث عاضدني بإحياء قسم كبير من هذا التراث الديني العلمي الأدبي فأبان من الكتاب ما أشكل فهمه على الطالب وأوضح منه ما احتاج إليه الباحث ، وذلك وإن كان في باكورة أعماله وزهرة ربيعه وأول نفحاته ، لكن يرى الباحث في تضاعيف الصفحات دروسا راقية ، وآراء علمية كلها تعرب عن تعمقه في الأبحاث ، وتدبره في الكلام ، وحسن تيسيره في إيضاح المشاكل ودقته في الاستنباط ، وهذا هو المشاهد لمن سبر غور الكتاب وطاف طوره ، فرمزت إلى تعاليقه بـ ( م ) شاكرا له مثنيا عليه.

وقد اطلع على موسوعتنا هذه الشيخ المتتبع الخبير ، والناقد المتضلع البصير ، الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي نزيل قم المشرفة فشكر هذا المشروع وقدر هذا المجهود ورأي يرسل إلينا كلمة موجزة في عبقرية المؤلف وتاريخ حياته وتآليفه و مشايخه وتلاميذه ، ورحلاته في الأقطار والأمصار والعواصم الاسلامية ، ومناظراته مع علماء المخالفين ، فتفضل بإرسالها مع كثرة ما يشغله عنها ، وهي على إيجازها تعرب عن مكانة الشيخ في الثقافة وعلو مقامه في التحقيق ، وتبحره في الفن ، وبراعته في الدراية ، ومعرفته بالرجال ، فزينا الكتاب بمقاله تقديرا لسعيه وإكبارا لمقامه.

علي أكبر الغفاري

٥

( النسخ التي كانت عندنا حين التصحيح )

١ ـ نسخة مخطوطة صححها وقابلها محمد بن محمد محسن بن مرتضى المدعو بعلم الهدى. تاريخها شهر رجب المرجب سنة ثلاث وسبعين بعد الألف من الهجرة النبوية ، تقع في ٤١٠ صحيفة ، بقطع ٢٧ في ١٥ سانتيمترا ، في كل صفحة ١٩ سطرا ، طول كل سطر ٥ / ٨ سانتيمترا.

تفضل بإرسالها الأستاذ العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي التبريزي ـ أبقاه الله سيفا صارما ومنارا للحق ـ نزيل قم المشرفة.

٢ ـ نسخة مخطوطة مصححة لخزانة كتب العلامة النسابة الآية الحجة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي ـ دامت بركاته ـ لم يؤرخها كاتبها لكن هي ضميمة مع أمالي الصدوق ـ رحمه‌الله ـ وأرخ الأمالي هكذا : تمت النسخة في العشر الأول من ربيع الأول من السنة السابعة والثمانين بعد المائتين والألف ، تقع في ١٦٨ صحيفة ، بقطع ٥ / ٢١ في ٥ / ١١ سانتيمترا ، في كل صفحة ٣١ سطرا ، طول كل سطر ٥ / ٦ سانتيمترا.

٣ ـ نسخة مطبوعة مع كتاب علل الشرايع سنة ١٢٩٩ هـ.

٤ ـ نسخة مطبوعة مع العلل أيضا سنة ١٣١١ هـ.

٦

( حياة المؤلف )

قدس‌سره

بقلم

الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي

٧

حياة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ الأجل الأعظم ، رئيس المحدثين ، محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، أبو جعفر الصدوق القمي ـ قدس الله روحه ـ.

أمره في العلم والفهم والثقافة والفقاهة والجلالة والوثاقة وكثرة التصنيف وجودة التأليف فوق أن تحيطه الأقلام ويحويه البيان ، وقد بالغ في إطرائه والثناء عليه كل من تأخر عنه وترجمه أو استفاد من كتبه الثمينة ، وأقروا له كلهم بالشيخوخية والوثاقة ، ونحن وإن لم نر حاجة في التدليل على عظمته بعدما يعلم من معروفيته وطائر صيته لكن نذكر طرفا من كلمات أساطين المذهب وغيرهم في تقريظه والثناء عليه تذكيرا لإخواني المتعلمين أن السعادة الأبدية في اكتساب العلم والفضائل وخدمة الدين وأهله وأن كل من خطا خطوة في الدين وترويج سنن سيد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله وطريق عترته الطاهرين عليهم‌السلام قد فتح لنفسه في التاريخ صحيفة تشرق منها آثاره ومآثره بقدر خطواته الشاسعة وخدمة لمجتمعه الديني ، فيا إخواني المتعلمين عليكم بالجد في تحصيل العلم والأدب ودعوة المجتمع إلى ما يرقيهم ويوصلهم إلى سعاداتهم سعادة الدنيا والآخرة وكونوا دعاة الناس بأعمالكم وألسنتكم. وذبوا عن حوزة الاسلام كيد المنحرفين وإبطال الملحدين وفقكم الله وإيانا لخدمة الدين وأهله فها نحن نسرد جمل الثناء عليه.

قال الشيخ الطوسي (١) محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي جليل

__________________

(١) الفهرست : ١٥٦.

٨

القدر يكنى أبا جعفر كان جليلا حافظا للأحاديث ، بصيرا بالرجال. ناقدا للاخبار ، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثر علمه ، له نحو من ثلاثمائة مصنف. وقال في رجاله (١) : جليل القدر ، حفظة بصير بالفقه والاخبار والرجال.

وقال الرجالي الكبير النجاشي (٢) : أبو جعفر نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة ٣٥٥ وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن. اه

وقال الخطيب البغدادي : (٣) نزل بغداد وحدث بها عن أبيه ، وكان من شيوخ الشيعة ومشهوري الرافضة ، حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي. اه وأطراه ابن إدريس في السرائر بقوله : كان ثقة جليل القدر ، بصيرا بالاخبار ، ناقدا للآثار ، عالما بالرجال ، حفظة ، وهو أستاد شيخنا المفيد محمد بن محمد النعمان. (٤) ووصفه ابن شهرآشوب في معالم العلماء (٥) : بمبارز القميين ، له نحو من ثلاث مائة مصنف.

وقال المحقق الحلي في مقدمة المعتبر (٦) في كلام له في سبب الاقتصار على كلام بعض الأصحاب : واجترأت بايراد كلام من اشتهر فضله وعرف تقدمه في نقل الاخبار وصحة الاختيار وجودة الاعتبار ، واقتصرت من كتب هؤلاء الأفاضل على ما بان فيه اجتهادهم وعرف به اهتمامهم ، وعليه اعتمادهم ـ ثم ذكر عدة من أصحابنا المتقدمين ، ثم قال : ـ ومن المتأخرين أبو جعفر محمد بن بابويه القمي ـ رضي‌الله‌عنه ـ.

ووصفه السيد بن طاووس بقوله ، الشيخ المعظم (٧). وبقوله : الشيخ المتفق على

__________________

(١) مخطوط.

(٢) فهرست النجاشي : ٢٧٦ ولا تغفل عن قوله : ( وسمع منه شيوخ الطائفة ) فهو بمكان من الأهمية والتجليل والتوثيق ، ولم نعرف مثله لغيره.

(٣) تاريخ بغداد ج ٣ : ٨٩.

(٤) سفينة البحار ج ٢ : ٢٢.

(٥) ص ٩٩.

(٦) ص ٧ ط ١٣١٨ هـ.

(٧) الاقبال : ٤٦٥.

٩

علمه وعدالته. (١)

والعلامة الحلي بقوله : (٢) أبو جعفر نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، ورد بغداد ٣٥٥ وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن ، كان جليلا حافظا للأحاديث ، بصيرا بالرجال ، ناقدا للاخبار ، ولم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه ، له نحو من ثلاث مائة مصنف ، ذكرنا أكثرها في كتابنا الكبير. اه.

وابن داود بقوله : أبو جعفر جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والاخبار ، شيخ الطائفة وفقيهها ووجهها بخراسان كان ورد بغداد سنة ٣٥٥ ، سمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن ، له مصنفات كثيرة ، لم ير في القميين مثله في الحفظ وكثرة علمه. اه (٣)

ووصفه فخر المحققين في إجازته لشمس الدين محمد بن صدقة بالشيخ الامام. (٤)

والشهيد الأول في إجازته لزين الدين علي بن الخازن : بالامام بن الإمام الصدوق (٥).

والشيخ علي بن هلال الجزائري في إجازته للمحقق الكركي : بالشيخ الصدوق الحافظ (٦).

والمحقق الكركي في إجازته للشيخ إبراهيم الميسي : بالشيخ الامام الفقيه المحدث الرحلة امام عصره (٧).

وفي إجازته للشيخ حسين بن شمس الدين : بالشيخ الامام الثقة الصدوق المحدث الحافظ (٨).

وفي إجازته للشيخ صفي الدين عيسى : بالشيخ الحافظ المحدث الرحلة المصنف الكنز الثقة الصدوق (٩).

والشيخ إبراهيم القطيفي في إجازته لشمس الدين محمد بن تركي بالشيخ الصدوق الحافظ (١٠).

__________________

(١) فرج المهموم : ١٢٩.

(٢) خلاصة الأقوال : ٧٢.

(٣) رجال ابن داود : مخطوط.

(٤) إجازات البحار : ٧٣ إجازة القطيفي.

(٥) الإجازات : ٣٩.

(٦) الإجازات : ٥٥.

(٧) الإجازات : ٥٨.

(٨) الإجازات : ٦١

(٩) الإجازات : ٦٦.

(١٠) الإجازات : ٧٢

١٠

والشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد : بالشيخ الامام العالم الفقيه الصدوق (١).

والشيخ حسن بن الشهيد في إجازته للسيد نجم الدين : بالشيخ الامام الصدوق الفقيه (٢).

والشيخ حسين بن عبد الصمد في كتاب وصول الأخيار إلى أصول الاخبار : بالشيخ الجليل النبيل ، قال : وكان هذا الشيخ جليل القدر ، وعظيم المنزلة في الخاصة والعامة حافظا للأحاديث ، بصيرا بالفقه والرجال والعلوم العقلية والنقلية ، ناقدا للاخبار شيخ الفرقة الناجية ، فقيهها ووجهها بخراسان وعراق العجم (٣) لم ير في عصره مثله في حفظه وكثرة علمه ، ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن (٤).

والشيخ أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي في إجازته للمولى عبد الله بن الحسين التستري : بالشيخ الاجل المحدث الرحلة (٥).

والشيخ محمد بن أحمد بن نعمة الله في إجازته للسيد ظهير الدين إبراهيم بن الحسين الحسني الهمداني : بالامام الفاضل الكامل الصدوق (٦).

والسيد صدر الدين محمد الدشتكي في إجازته للسيد علي بن القاسم الحسيني اليزدي : بالشيخ الامام (٧).

والشيخ البهائي في الدراية : برئيس المحدثين ، حجة الاسلام (٨).

وفي إجازته للمولى صفي الدين محمد القمي : برئيس المحدثين الصدوق (٩).

والمحقق الداماد : بالصدوق بن الصدوق عروة الاسلام. (١٠)

__________________

(١) الإجازات : ٨٨.

(٢) الإجازات : ٩٨.

(٣) ثم ذكر كتبا منه رحمه‌الله ثم قال

(٤) وصول الأخيار : ٧٠.

(٥) الإجازات : ١١٩.

(٦) الإجازات : ١٢١.

(٧) الإجازات : ٨٠.

(٨) الدراية : ٩.

(٩) الإجازات : ١٣٠.

(١٠) الرواشح السماوية : ١٥٠ و ١٥٩.

١١

والأمير شرف الدين الشولستاني في إجازته للمجلسي الأول : بالشيخ الجليل الثقة الصدوق (١).

والمولى حسن علي التستري في إجازته للمجلسي الأول : بالشيخ الاجل ، العدل العالم الفقيه المحدث (٢).

والآغا حسين الخوانساري في إجازته للأمير ذي الفقار : بالشيخ الاجل العالم الفقيه الصدوق رئيس المحدثين (٣).

والشيخ علي سبط الشهيد الثاني : بالشيخ الجليل الصدوق (٤).

والمولى محمد تقي المجلسي : بالامام السعيد الفقيه ، وقال بعد نقله كلام النجاشي و الشيخ الطوسي ما ترجمته : ومدحه كثيرا السيد بن طاووس ووثقه بل وثقه العلماء لما حكموا بصحة أحاديثه الصحيحة ، وبالجملة فهذا الشيخ ركن من أركان الدين ، بل تبعه أكثر العلماء لما يأتي في محله (٥).

والمولى أبو القاسم الجرفادقاني في إجازته للمولى علي الجرفادقاني : برئيس المحدثين وصدوق المسلمين ، آية الله في العالمين ، الشيخ الأعظم (٦).

والطريحي بقوله : الثقة حجة الاسلام (٧).

والعلامة المجلسي الثاني في الوجيزة : بالفقيه الجليل المشهور (٨).

وفي اجازته لإبراهيم بن كاشف الدين اليزدي : بالشيخ الصدوق ، رئيس المحدثين (٩).

وقال في البحار بعد إيراده ما بين الصدوق ـ رحمه‌الله ـ من مذهب الإمامية : و إنما أوردناها لكونه من عظماء القدماء التابعين لآثار الأئمة النجباء ، الذين لا يتبعون الآراء والأهواء ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه ـ رضي‌الله‌عنهما ـ منزلة النص

__________________

(١) الإجازات : ١٣٤.

(٢) الإجازات : ١٥١.

(٣) الإجازات : ١٥٦.

(٤) الإجازات : ١٥٦.

(٥) لوامع صاحب قراني : ٥٤.

(٦) الإجازات : ١٥٨.

(٧) جامع المقال : ١٢٤ و ١٩٤.

(٨) الوجيزة : ١٦٥.

(٩) الإجازات : ١٥١

١٢

المنقول والخبر المأثور (١).

وأطرأه الشيخ الحر بقوله : الشيخ الثقة الصدوق رئيس المحدثين (٢).

والسيد البحراني : بالشيخ الصدوق وجه الطائفة ، رئيس المحدثين الثقة (٣). وبقوله : الشيخ الثقة رئيس المحدثين (٤).

وقال المحقق البحراني بعد ذكره ما قدمنا عن النجاشي : ولد قدس‌سره هو و أخوه بدعوة صاحب الامر ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ على يد السفير الحسين بن روح. و العجب من بعض القاصرين أنه كان يتوقف في توثيق الشيخ الصدوق ويقول : إنه غير ثقة لأنه لم يصرح بتوثيقه أحد من علماء الرجال ، وهو من أظهر الأغلاط الفاسدة ، و أشنع المقالات الكاسدة ، وأفزع الخرافات الباردة فإنه أجل من أن يحتاج إلى التوثيق وليت شعري (٥) من صرح بتوثيق أول هؤلاء الموثقين الذين اتخذوا توثيقهم لغيرهم حجة في الدين؟ وفي المقام حكاية طريفة وجدت بخط شيخنا الشيخ أبي الحسن سليمان بن عبد الله البحراني ما صورته : أخبرني جماعة من أصحابنا قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه المحدث الشيخ سليمان بن صالح البحراني قدس الله روحه ، قال : أخبرني الشيخ العلامة البهائي قدس الله سره وقد كان سئل عن ابن بابويه فعدله ووثقه وأثنى عليه ، وقال : سئلت قديما عن زكريا بن آدم والصدوق محمد بن علي بن بابويه أيهما أفضل وأجل مرتبة؟ فقلت : زكريا بن آدم لتوافر الاخبار بمدحه ، فرأيت شيخنا الصدوق عاتبا علي بيديه ، قال : من أين ظهر لك فضل زكريا بن آدم علي وأعرض (٦).

ووصفه في إجازته لبحر العلوم : بالشيخ الثقة الصدوق (٧).

وقال الوحيد البهبهاني بعد نقله ذلك عن البهائي : كذا ( أي قول البهائي ) في

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠ : ٤٠٥ الطبعة الحروفية الحديثة.

(٢) الفائدة الثالثة من خاتمة وسائل الشيعة.

(٣) مدينة المعاجز : ٤.

(٤) تفسير البرهان ١ : ٣٠.

(٥) وليت شعري ما أراد من التوثيق بعد ما عرفت من كلام أساطين المذهب؟!.

(٦) لؤلؤة البحرين : ٣٠٢.

(٧) الإجازة : مخطوط

١٣

حاشية للمحقق البحراني على بلغته ، وفي أخرى له عليها أيضا : كان بعض مشايخنا يتوقف في وثاقة شيخنا الصدوق عطر الله مرقده ، وهو غريب ، مع أنه رئيس المحدثين المعبر عنه في عبارات الأصحاب بالصدوق ، وهو المولود بالدعوة ، الموصوف في التوقيع المقدس بالفقيه ، وصرح العلامة في المختلف بتعديله وتوثيقه ، وقبله ابن طاووس في كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل وغيره ولم أقف على أحد من أصحابنا يتوقف في روايات من لا يحضره الفقيه إذا صح طريقه ، بل ورأيت جمعا من الأصحاب يصفون مراسيله بالصحة ويقولون : إنها لا تقصر عن مراسيل ابن أبي عمير منهم العلامة في المختلف ، والشهيد في شرح الارشاد ، والسيد المحقق الداماد ـ قدس الله أرواحهم ـ انتهى. وقال جدي المجلسي رحمه‌الله وثقه ابن طاووس صريحا في كتاب النجوم ، بل وثقه جميع الأصحاب لما حكموا بصحة أخبار كتابه ، بل هو ركن من أركان الدين ، جزاه الله عن الاسلام والمسلمين أفضل الجزاء وظاهر كلامه صلوات الله عليه توثيقهما (١) فإنهما لو كانا كاذبين لامتنع أن يصفهما المعصوم بالخيرية (٢) قال : ثم إنه نقل عن ابن طاووس توثيقه في بعض كتبه أيضا مثل كشف المحجة وغياث الورى والاقبال ، وكذا عن ابن إدريس في سرائره ، والعلامة في المختلف والمنتهى ، والشهيد في شرح الارشاد والذكرى ، ومر في محمد بن إسماعيل النيسابوري ، عن الشهيد الثاني أن مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم (٣).

ووصفه الفتوني في إجازته لبحر العلوم : بالشيخ الامام المقدم. الفاضل المعظم ، رواية الاخبار ، الفائض نوره في الأقطار ، قدوة العملاء ، وعمدة الفضلاء (٤).

وبحر العلوم في إجازته للسيد عبد الكريم : بالشيخ الامام : ، رواية الاخبار ، الفائض أنواره في الأقطار (٥).

__________________

(١) أي هو وأخاه الحسين بن بابويه.

(٢) إشارة إلى قول المعصوم عليه‌السلام : سترزق ولدين ذكرين خيرين.

(٣) تعليقة البهبهاني المطبوع على هامش الرجال الكبير : ٣٠٧.

(٤) الإجازة : مخطوط.

(٥) الإجازة : مخطوط

١٤

وفي إجازته للسيد حيدر بن حسين بن علي اليزدي : بالشيخ الصدوق ، رواية الاخبار ورئيس المحدثين الأبرار ، الفائض أنواره في الأقطار (١).

وفي فوائده الرجالية : شيخ من مشايخ الشيعة ، وركن من أركان الشريعة ، رئيس المحدثين ، والصدوق فيما يرويه عن الأئمة المعصومين ، ولد بدعاء صاحب الامر صلوات الله عليه ، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر ، وصفه الإمام عليه‌السلام في التوقيع الخارج ناحية المقدسة بأنه فقيه خير مبارك ، ينفع الله به ، فعمت بركته الأنام ، وانتفع به الخاص و العام وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الأيام ، وعم الانتفاع بفقهه وحديثه فقهاء الأصحاب ومن لا يحضره الفقيه من العوام إه (٢).

وقال التستري : الصدوق ، رئيس المحدثين ، ومحيي معالم الدين ، الحاوي لمجامع الفضائل والمكارم ، المولود كأخيه بدعاء العسكري أو دعاء القائم عليهما‌السلام ، بعد سؤال والده له بالمكاتبة أو غيرهما ، أو بدعائهما ـ صلوات الله عليهما ـ ، الشيخ الحفظة ووجه الطائفة المستحفظة ، عماد الدين أبو جعفر ... القمي الخراساني الرازي طيب الله ثراه ، ورفع في الجنان مثواه الخ (٣).

وقال السيد الخوانساري : الشيخ العلم الأمين ، عماد الملة والدين ، رئيس المحدثين أبو جعفر الثاني ، محمد بن الشيخ المعتمد الفقيه النبيه أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المشتهر بالصدوق ، أمره في العلم والعدالة والفهم والنبالة والفقه والجلالة والثقة. وحسن الحالة وكثرة التصنيف وجودة التأليف وغير ذلك من صفات البارعين ، وسمات الجامعين أوضح من أن يحتاج إلى بيان ، أو يفتقر إلى تقرير القلم في مثل هذا المكان (٤) ثم ذكر كلاما طويلا في إثبات وثاقته وسائر ما يتعلق بترجمته.

هذه نموذج من كثير مما قيل في إطرائه وتبجيله وتوثيقه ، ولولا خوف ملال القارئ وسأمه لسردنا غيرها من الأقوال التي تدل على إكباره وتعرب عن مكانته السامية ، ومن شاء الوقوف عليها فليراجع كتاب النقض للشيخ عبد الجليل الرازي القزويني ، ومجالس

__________________

(١) الإجازة : مخطوط.

(٢) الفوائد الرجالية : مخطوط

(٣) راجع بقية كلامه.

(٤) روضات الجنات : ٥٣٠.

١٥

المؤمنين للتستري ، والرجال الكبير والوسيط للاسترآبادي ، ونقد الرجال للتفرشي ، وجامع الرواة للأردبيلي ، وأمل الآمل للحر العاملي ، والروضة البهية للجابلقي ، ومنتهى المقال للحائري ، والمشتركات للكاظمي ، وخاتمة المستدرك للنوري ، وقصص العلماء للتنكابني ، وشعب المقال لأبي القاسم النراقي وتوضيح المقال للكني ، وإتقان المقال للشيخ محمد طه ، وتنقيح المقال للمامقاني ، وأعيان الشيعة للعاملي ، وسفينة البحار والكنى والألقاب والفوائد الرضوية كلها للمحدث القمي ، ومصفى المقال والذريعة للطهراني ، والأعلام للزركلي ، وعقيدة الشيعة للمستشرق دوايت م : دونلدسن ، والمنجد في الأدب والعلوم لفردينان توتل اليسوعي.

١٦

( رحلته إلى الأمصار والبلدان )

لاكتساب الفضائل وسماع الأحاديث عن المشايخ العظام

ولد ـ رضي الله تعالى عنه ـ بقم (١) ، ونشأ بها وتتلمذ على أساتذتها ، وتخرج

__________________

(١) بلدة معروفة تسكنها الشيعة منذ عصرها القادم ، وهي إلى الآن تكون مركزا لحملة العلم والحديث وموضعا لنشر علوم أهل البيت ، صنف الحسن بن محمد بن الحسن القمي المتوفى ٣٧٨ المعاصر لشيخنا المترجم الصدوق والراوي عنه كتابه تاريخ قم في توصيفها وفصل الكلام فيما يتعلق بها جغرافيا وسياسيا وعلميا واقتصاديا ، وعد في الباب السادس عشر علماء الشيعة في عصره ٢٦٦ شخصا ، وعلماء العامة ١٤ شخصا ، وأول من سكنها من الشيعة عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم وهم بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعري ، نزلوها سوى سعد في يوم السبت أول الحمل من سنة ٩٤ الهجرية ، وأما سعد فقد لحق بهم بعد أن باع ضياعها بكوفة بخمسين ألف مثقال من الذهب ، وقد ذكرها علماء أخبار البلدان في كتبهم ، قال اليعقوبي المتوفى حدود ٢٩٠ في كتاب البلدان ص ٣٨ : ومدينة قم الكبرى يقال لها : منيجان وهي جليلة القدر ، يقال : إن فيها ألف درب ، وداخل المدينة حصن قديم للعجم ، والى جانبها مدينة يقال لها : كمندان ، ولها واد يجري فيه الماء بين المدينتين عليه قناطر المعقودة بحجارة يعبر عليها من مدينة منيجان إلى مدينة كمندان ، وأهلها الغالبون عليها قوم من مذحج ثم من الأشعريين ، وبها عجم قدم وقوم من الموالي يذكرون انهم موال لعبد الله بن العباس بن عبد المطلب ـ ثم ذكر أنهارها وقنواتها ورساتيقها إلى أن قال : ـ وخراجها أربعة آلاف وخمسمائة ألف درهم.

وذكرها الياقوت في معجم البلدان ٤ : ٣٩٧ وفصل في أخبارها قال : هي مدينة اسلامية مستحدثة لا أثر للأعاجم فيها ، وأول من مصرها طلحة بن الأحوص الأشعري ، وبها آبار ليس في الأرض مثلها عذوبة وبردا ـ إلى أن قال : ـ وهي كبيرة حسنة طيبة وأهلها كلهم شيعة إمامية ، وكان بدء تمصيرها في أيام الحجاج بن يوسف سنة ٨٣ ، وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ابن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج ، ثم خرج عليه وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقيين ، فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل منهزما كان في جملته أخوة يقال لهم : عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم وهم بنو سعد بن مالك بن غامر الأشعري

١٧

على مشايخها (١) ، ثم هاجر منها إلى الري (٢) بالتماس أهلها وأقام بها ، ولم نر في التراجم لتاريخ هجرته ذكرا ، غير أنا نستفاد من مواضع من كتبه : عيون أخبار

__________________

وقعوا إلى ناحية ، وكان هناك سبع قرى اسم إحداها كمندان ، فنزل هؤلاء الاخوة على هذه القرى حتى افتتحوها وقتلوا أهلها واستولوا عليها وانتقلوا واستوطنوها ، واجتمع إليهم بنو عمهم ، وصارت السبع قرى سبع محال بها ، وسميت باسم إحداها وهي كمندان فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبهم قما ، وكان متقدم هؤلاء الاخوة عبد الله بن سعد ، وكان له ولد قد ربى بالكوفة ، فانتقل منها إلى قم ، وكان إماميا ، فهو الذي نقل التشيع إلى أهلها ، فلا يوجد بها سني قط ، ومن ظريف ما يحكى أنه ولى عليهم وال وكان سنيا متشددا ، فبلغه عنهم بلغني أنكم تبغضون صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنكم لبغضكم إياهم لا تسمون أولادكم بأسمائهم ، وأنا أقسم بالله العظيم لئن لم تجيئوني برجل منكم اسمه أبو بكر أو عمر ويثبت عندي انه اسمه لأفعلن بكم ولأصنعن ، فاستمهلوه ثلاثة أيام ، وفتشوا مدينتهم واجتهدوا فلم يروا الا رجلا صعلوكا حافيا ، عاريا أحول ، أقبح خلق الله منظرا ، اسمه أبو بكر لان أباه كان غريبا استوطنها فسماه بذلك ، فجاؤوا به فشتمهم ، وأقل : جئتموني بأقبح خلق الله تتنادرون على ، وأمر بصفعهم ، فقال له بعض ظرفائهم : أيها الأمير اصنع ما شئت ، فان هواء قم لا يجئ منه من اسمه أبو بكر أحسن صورة من هذا ، فغلبه الضحك وعفى عنهم اه. قلت : قد ذكر محمد بن الحسن في تاريخ قم وجها آخر لنزولهم قم ، وذكر فيه علة المقاتلة التي وقعت بينهم فراجع. وذكر الشيخ الجليل عبد الجليل القزويني في كتاب النقص ص ١٦٣ وغيره جملا في أخبار قم وذكر جوامعها ومدارسها ومكاتبها واخبارا في فضلها وتراجم علمائها.

(١) كأبيه المعظم علي بن الحسين ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي شيخ القميين ، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار الأشعري القمي ، والحسين بن أحمد بن إدريس وحمزة بن محمد وغيرهم.

(٢) قال ياقوت في معجم البلدان ٣ : ١١٦ : الري بفتح أوله وتشديد ثانيه مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن ، كثيرة الفواكه والخيرات ، وهي محط الحاج علي طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال ـ إلى أن قال : ـ حكى الإصطخري انها أكبر من أصبهان لأنه قال : وليس بالجبال بعد الري أكبر من أصبهان ، ثم قال : والري مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر

١٨

الرضا والخصال والأمالي أن هجرته كانت بعد رجب من سنة ٣٣٩ وقبل رجب من سنة ٣٤٧ حيث أنه حدثه في السنة الأولى حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام بقم ، وفي السنة الثانية حدثه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي المعروف بابن جرادة البردعي بالري.

وكانت بعد سنة ٣٤٧ مقيما في الري حتى استأذن من الملك ركن الدولة. البويهي (٥) في زيارة مشهد مولانا الرضا عليه‌السلام ، فسافر إلى ذلك المشهد في سنة ٣٥٢ ،

__________________

منها ، وان كانت نيسابور أكبر عرصة منها ، واما اشتباك البناء واليسار والخصب والعمارة فهي أعمر ، ( وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله ، وكان أهل الري أهل سنة وجماعة إلى أن تغلب احمد ابن الحسن المادراني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقربهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك ، فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم كتابا في فضائل أهل البيت وغيره ، وكان في أيام المعتمد وتغلبه عليها في سنة ٢٧٥ ، وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين بن ساتكين التركي ، وتغلب على الري وأظهر التشيع بها واستمر إلى الآن انتهى ملخصا ، قلت : والري كما عرفت أيضا من البلاد التي كانت منذ عهدها القديم مدينة التشيع ومحلا لأهله ، وقد نبغ منها رجال كثيرة كانت لهم خطوات واسعة في العلوم ويوجد في التراجم لهم ذكرى خالدة وصحيفة بيضاء وقد ذكر جماعة منهم ومن علماء قم وغيرهما الشيخ أبو الرشيد عبد الجليل بن أبي الحسين بن أبي الفضل القزويني الرازي المتوفي حدود سنة ٥٦٠ في كتاب النقص ١٨٢ ـ ١٩١ وذكر في ص ٤٧ مجامع ومدارس كثيرة للشيعة كانت في الري في زمانه وسمي من المدارس تسعة باسمها و محلها. راجع. وأوردها اليعقوبي في البلدان : ٣٩ و ٤٠ وقال : خراجها عشرة آلاف ألف درهم.

(١) ص ٣١ و ١٢٦ و ١٦١ و ١٨١ و ٢٩٣ و ٣٣٠ من طبع نجم الدولة.

(٢) ج ١ ص ٩ و ج ٢ : ١٧٣.

(٣) ص : ١٤٠ و ٢٣١.

(٤) وكان في بعض الأوقات يسافر إلى قم لزيارة مشهد فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما‌السلام أو للقاء المشايخ كما يستفاد من كمال الدين ص ٣.

(٥) هو أبو علي الحسن بن أبي شجاع بويه بن فنا خسرو بن تمام بن كوهي بن شير دل الأصغر ابن شير دل الأكبر بن شيرانشاه بن شير فند بن شتان شاه بن سسن فرد بن شير دل بن سستاذين بهرام جور الملك بن يزد جرد بن هرمز كرمانشاه بن سابور الملك بن سابورذي الأكتاف ، الملقب بركن الدولة ، صاحب أصبهان والري وهمذان وجميع عراق العجم ، وهو والد عضد الدولة فنا خسرو ، كان ملكا جليل القدر ، عالي الهمة ، وكان ابن العميد وزيره ولد سنة ٢٨٤ وتوفي ليلة السبت في سنة ٣٦٦ ، وملك ٤٤ سنة وشهرا وتسعة أيام ، ترجمه ابن خلكان في تاريخه ١ : ٥٨ و ١٥٤ ط إيران و ج ١ ص ٣٨٩ تحت رقم ١٦٨ ط القاهرة.

١٩

ثم عاد إلى الري ، قال في كتاب عيون أخبار الرضا : لما استأذنت الأمير السعيد ركن الدولة في زيارة مشهد الرضا عليه‌السلام فأذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنين وخمسين و ثلاث مائة ، فلما انقلبت عنه ردني فقال لي : هذا مشهد مبارك ، قد زرته وسألت الله تعالى حوائج كانت في نفسي فقضاها لي ، فلا تقصر في الدعاء لي هناك ، والزيارة عني ، فان الدعاء فيه مستجاب ، فضمنت ذلك له ووفيت به ، فلما عدت من المشهد على ساكنه التحية والسلام ودخلت إليه قال لي : هل دعوت لنا ، وزرت عنا؟ فقلت : نعم ، فقال لي : قد أحسنت ، قد صح لي أن الدعاء في ذلك المشهد مستجاب (١).

ودخل نيسابور في شعبان من تلك السنة وسمع جمعا من مشايخها منهم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي حدثه بداره فيها (٢) وعبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري (٣) وأبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي (٤) وأبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري المعروف بأبي سعيد المعلم (٥) ، وأبو الطيب الحسين بن أحمد بن محمد الرازي (٦) وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السجزي (٧).

وحدثه بنيسابور أيضا أبو نصر (٨) أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبي المروانيّ

__________________

(١) عيون أخبار الرضا : ٣٨١.

(٢) عيون أخبار الرضا : ١١ و ٣٠٧ التوحيد : ٤١٧.

(٣) عيون أخبار الرضا : ٥٦ و ٦٧ و ١١٦ و ٢٤٨ و ٣٤٢ ، التوحيد : ٢٤٧ و ٢٧٧ ، المشيخة : ١٨.

(٤) عيون الأخبار : ٨٠ ، التوحيد ١١ و ٣٨٤ ولم يذكر تاريخ سماعه عنه.

(٥) عيون الأخبار : ٢٧٤ ، التوحيد : ١٢ و ٦٠ ، علل الشرائع : ٦٣ ، كمال الدين : ١٧٢.

لم يذكر تاريخ سماعه عنه فيحتمل أن يكون في سفره هذا أوفي غيره.

(٦) عيون الأخبار : ٣٥٠.

(٧) التوحيد : ٣٢٨ و ٣٨٧ ، وفي نسخة السنجري السرخسي ، وفي بعض النسخ. الشجري والصحيح المختار ولم يذكر تاريخ سماعه عنه.

(٨) في نسخة : أبو بصير

٢٠