أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧١٧
وإن فيك لَنظرةً أي رَدّة وقُبحاً ؛ قال :
وأنا سيفٌ من سيوفِ الهِندِ |
|
ما شئت إلّا نظرة في الغِمدِ |
وكلّ ما سرّك عِندي عِندي |
ومن المجاز : نظرت الأرضُ بعينٍ وبعينينِ إذا ظهر نباتها. ونظر الدهرُ إليهم : أهلكهم. وحيٌّ حِلالٌ ورئاء ونَظَرٌ : متجاورون ينظر بعضهم إلى بعض. وبيننا نَظَرٌ أي قدرُ نَظرٍ في القُرب. ونَظَر إليك الجبلُ أي قابلك. ودورهم تتناظر. وهذا الجيش يناظر ألفاً : يقاربه ، وهو نظيره بمعنى مناظره أي مقابله ومماثله ، وهم نظراؤه ، وهي نظيرتها ، وهن نظائر : أشباه. وعن الزهريّ : لا تُناظرْ بكلام الله ولا بكلام رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، أي لا تقابل به ولا تجعل مِثلاً له. وما كان نظيراً لهذا ولقد أنظرتُه ، وما كان خطيراً ولقد أخطرتُه. وإن فلاناً لفي منظر ومستمَع وريّ ومَشبَع ؛ أي في خصب ودعة وفيما أحبّ أن ينظر إليه ويستمع ؛ قال أبو زبيد :
قد كنتُ في منظر ومستمَع |
|
عن نصر بهراءَ غير ذي فرس |
وقال زِنباع بن مِخراق :
أقول وسيفي يفلق الهامَ حَدُّه |
|
لقد كنتُ عن هذا المقام بمنظَر |
وسيّد منظور : يُرجَى فضلُه وترمقه الأبصار ، وأنا أنظر إلى الله ثمّ إليك معناه أتوقّع فضل الله ثمّ فضلك. وسمعتُ صبيَّة سَرَويّة بمكّة تقول : عُيَيْنَي نُوَيظرة إلى الله وإليكم. وناظرته في أمر كذا إذا نظر ونظرتَ كيف تأتيانه. وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة ممّا قُرف به. وانظر لي فلاناً نَظَراً حسَناً : اطلبه لي. وفرسٌ نَظَّار : طامح الطرف لشهامته وحدّة فؤاده ؛ وقال :
نابي المَعَدَّيْن وَأًى نَظَّارُ |
|
مَحجَّلٌ لاحَ له خِمارُ |
أي غرة. وضربناهم من نَظَرٍ وبنظرٍ أي أبصرناهم. ورجل نَظورٌ : لا يغفل عن النظر فيما أهمّه.
نظف ـ نَظُفَ الإناءُ ، ونظَّفتُه فهو نظيف.
ومن المجاز : استنظفَ الوالي الخراجَ : استوفاه نحو قولهم : استصفَى الخراج ، وعن بعض أهل اللغة الصوابُ بالضاد من انتضف الفصيلُ ما في الضّرع والإبلُ ما في الحوض إذا اشتفّته. ورجل نظيفُ الأخلاق : مهذَّبٌ ، وهو يتنظَّف : يتنزّه من المساوئ.
نظم ـ نَظَمتُ الدُّرَّ ونظَّمتُه ، ودرٌّ منظوم ومنظَّم ، وقد انتظم وتنظّم وتناظم ، وله نَظْمٌ منه ونِظام ونُظُمٌ.
ومن المجاز : نَظَمَ الكلام. وهذا نَظْمٌ حسنٌ ، وانتظم كلامُه وأمره. وليس لأمره نظام إذا لم تستقم طريقته ، وتقول : هذه أمور عِظام لو كان لها نِظام ، ورمى صيداً فانتظمه بسهم. وطعنه فانتظم ساقيْه أو جنبَيْه ؛ قال الأفوه :
تخْلي الجماجمَ والأكفَّ سيوفُنا |
|
ورماحُنا بالطّعن تنتظم الكُلَى |
وهذان البيتان ينتظمهما معنًى واحدٌ. وجاءنا نَظْمٌ من جراد ونِظامٌ منه : صفٌّ. ونظَمتِ الضَّبَّةُ والسمكةُ ونَظَّمتْ فهي ناظم ومنظِّم : امتلأت من البيض. ونظَمتِ النخلةُ : قبِلت اللّقاحَ ، وخردلتْ إذا لم تقبل. وفي بطنها إنظَامان وهما الكُشْيتان وأناظِيم.
نعب ـ نَعَبَ الغرابُ ينعَبُ وينعِبُ نعيباً وهو مدّه عنقَه في نُعاقه.
ومن المجاز : نعَبتِ الإبلُ : مدّت أعناقها في سيرها. وناقة نَعوبٌ ونَعَّابة ، وإبل نواعبُ ، وتقول : ويلٌ للفتيان والكواعب من السُّحْم والصُّهْبِ النّواعب.
نعت ـ هو منعوت بالكرَم وبخصال الخير ، وله نعوتٌ ومناعتُ جميلة ، وتقول : هو حُرُّ المنابت حسنُ المناعت ، وشيء نَعْتٌ : جَيّدٌ بالغ. وفرس نَعْتٌ : بليغٌ في العِتْق. وإنّ عبدَك لنَعْتٌ وإنّ أَمَتك لنَعْتَةٌ. وانتعتت المرأةُ بالجمال ، كما تقول : اتّصَفَتْ ؛ وقال :
رأيته طُوَالَ السّاعدَيْن عَنَطْنطاً |
|
كما انتَعَتَتْ من قوّةٍ وشبابِ |
أي كما هي كذلك. واستنعته : استوصفه.
نعج ـ نِساءٌ كنِعاج الرَّملِ وهي البقر. وإبل نواعجُ : سِراعٌ ، وقد نَعَجتْ في سيرها. قال أبو حرام : سُمِّيتْ بذلك لأن النّعاج كانت تُصاد عليها. ونَعَجَ نَعَجاً : خَلَص بياضُه. يقال : جَمَل ناعجٌ ، وامرأةٌ ناعجة ، ونِساء نُعْج المحاجر دُعْج النَّواظر.
نعر ـ نَعَر الرجلُ نَعيراً ونَعْرَةً شديدةً ؛ قال :
كَلّا وربِّ الكعبة المستوره |
|
وما تلا محَمّدٌ من سوره |
والنَّعَراتِ من أبي محذوره |
وهو صوت في الخَيْشوم. وامرأةٌ نَعّارةٌ : صخّابةٌ ، ومنه : نُعَرَة الحِمار ؛ قال :
والأخدريَّات تُغنِّيها النُّعَر
ونَعِر الحِمارُ فهو نَعِرٌ. وقيل للدُّولابِ : النّاعورُ لنَعيره ، وما أكثر النَّواعير على شطِّ الفرات!
ومن المجاز : ما كانت فِتنةٌ إلّا نَعَر فيها فُلانٌ إذا نَهض فيها وتكلّم ، وإنّه لنَعَّار في الفِتَن. ويقال : قد أطرتَ بهذا صوتاً نعّاراً أي أشَعْتَه. ونعَر العِرقُ بالدّم إذا فار وصَوّتَ عند خروجه ، وجُرحٌ نَعُورٌ ونَعّار ؛ قال :
صَرَتْ نَظرَةً لوْ صادفتْ جَوْزَ دَارعٍ |
|
غدا والعواصي من دَمِ الجوفِ تَنْعَرُ |
وسَفَرٌ نَعُورٌ : بعيدٌ ؛ قال عُشّ بن نذير :
تسائلُ أمُّ قيس بني مَعان |
|
أيأتي الشَّأمَ عُشٌّ أم نَذيرُ |
وهل مُستنكر لي أمّ عمرو |
|
إذا ما اعتادَني السَّفرُ النَّعورُ |
وإنّ في رأسه لنُعَرَةً : للمتكبِّر ، ولأطَيِّرَنَ نُعَرَتَك ؛ قال :
صَعْصَعُ لا تَغْرُرْكَ مني الخُزَرَهْ |
|
إذا غضبتُ واعترتني النُّعَرَهْ |
الخُزَرةُ : الزُّلَخَّةُ وهي وجعٌ في الصُّلب ، وقد استعار العجّاجُ النُّعَر في قوله :
والشَّدَنِيّات يُساقِطْن النُّعَرْ
للأجنَّة. ويقال أنْعَرَ الأراكُ : أثمر ، شُبِّه ثَمَرُه بالنُّعَر كما قيل. أدْبَى الرِّمْثُ : من الدَّبَا. ونَعَر فلانٌ في قفا الإفلاسِ إذا استغنى.
نعس ـ نَعَسَ يَنعَسُ نُعاساً ، ورَكِبَتْه نَعْسَةٌ شديدة ، وتناعسَ الرجلُ. وناقةٌ نَعُوسٌ : سَمْحةُ الدَّرِّ إذا دَرَّتْ نَعَسَتْ.
ومن المجاز : تَنَاعَس البرقُ إذا فَتَر. وجَدُّه ناعِسٌ : تاعس.
نعش ـ حُمِل على النَّعْشِ. ومَيّتٌ مَنعوشٌ ، وقد نَعَشوه. وانتعش العاثرُ من عثرته.
ومن المجاز : نعشتُه فانتعش إذا تداركته من ورْطةٍ. وانتعِشْ نَعَشك اللهُ. ونعشني نَعْشَةَ كريم. والرّبيع يَنْعَشُ النّاس ؛ قال النّابغة :
وإنّك غيثٌ يَنْعَشُ النّاسَ سَيبُه |
|
وسيفٌ أُعِيرتْه المنيَّةُ قاطِعُ |
ومن مجاز المجاز : قول لبيدٍ :
ومنِّي على السُّبَّاق فَضْلٌ ونعمةٌ |
|
كما نَعَش الدَّكداكَ صَوْبُ البوارِق |
وهو أخفى من نُعَيْش في بنات نعش ؛ وهو السُّهَى أوسطُ البناتِ.
نعظ ـ أنْعَظَ الرجلُ وأنعظت المرأةُ إذا انتشر ما عندهما واهتاج ؛ قال :
إذا عَرِق المَهْقوعُ بالمرء أنعظتْ |
|
حليلتُه وابتلَّ منها إزارُها |
وأنعظت الدّابّةُ إذا فتحتْ ظَبْيَتَها وقَبَضَتْها. وقد نَعَظَ متاعُه نَعْظاً ونُعوظاً ، وذَكَرٌ ناعِظٌ. وشَرِبَ النّاعوظَ وهو دواءُ النَّعْظِ ، ونحوه : أن العرب كانت تُسمّي اللحم الباصُورَ ، تعني أنّه جيّدٌ للبَصَر.
نعنع ـ خير البُقُولِ النَّعنَعُ والنَّعْنَاعُ. وأكثر ما سمعتُ منهم : النَّعناعُ. وتَنعنَعَ الشيءُ : اضطرب وترجَّح.
ونعانِعُ المِنطَقَةِ : ذباذِبُها.
نعف ـ نزلوا بالنَّعْفِ وهو المكان المرتفع ، والجمع : نِعافٌ. وبدت مناعِفُ الجبال وهي ما عرَض من أعاليها وشماريخها. وما أحسن نَعَفةَ الدِّيك! وهي رَعَثَتُه ؛ قال :
فيا لَيتني ديكٌ لشَغْبَةَ داجنٌ |
|
أحمُّ الذُّنابَى أحمَرُ النَّعَفاتِ |
نعق ـ نَعَقَ الراعي بالغنم نعيقاً. (يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ). ونَعَقَ الغرابُ نَعيقاً ونُعاقاً والغَين أعلى ونَعَق المؤذِّنُ ، وسمعتُ نَعْقة المؤذِّن ونَعَقاتِه.
نعل ـ رجل ناعِلٌ وقد نَعِلَ يَنْعَل وانتعل وتَنعَّل ، وأنعلت الخُفَّ ونعَّلتُه. وأنعلتُ الدابَّة ونعَّلتُها.
ومن المجاز : عَيْرٌ ناعِلٌ : صُلْبُ الحوافر. وفي مثل : «أطِرِّي فإنّك ناعِلة» كأنّ عليكِ نعْلين لصَلابة جلْد قَدَميْكِ. وفرسٌ مُنْعَلٌ ومُخَدَّمٌ : فالمُنْعَل الذي في أسفل أرساغِه بياضٌ لا يعدوها ، والمُخَدَّمُ فُوَيْق ذلك. ولسيفه نَعْلٌ : حديدة في أسفل جَفْنه ؛ قال :
إلى مَلِكٍ لا يَنصُف السّاقَ نَعلُه |
|
أجَلْ لا وإن كانت طِوالاً محَامِلُهْ |
وسلكوا نَعْلاً من الأرض وخُفّاً ؛ قال ابن الأعرابيّ : النَّعْل من الحَرَّة : شبه النّعل فيها طُولٌ ، والخُفُّ : أطول منها ، والكُراعُ : أطول من الخُفّ ، والضلع : أطول من الكُراع. وما كنتُ نَعْلاً أي ذليلاً أُوطأُ كما تُوطأُ النَّعلُ ، وفي مثل : «أذلُّ من النَّعْلِ». ورماه بالمُنْعِلات : بالدّواهي التي تُذِلّه وتجعله كالنّعل لعدوّه. وانتعل الثوبَ وتنعّله إذا وطِئَه ؛ قال أبو المنجم :
مُنتَعِلاتٍ بالضّحَى تنَعُّلا |
|
عند القيام الرَّيطَ والمُرَحَّلا |
نعم ـ جلّتْ نِعْمةُ الله ونَعْماؤه ، وأنعم اللهُ عليهم. ونَعِمَ عَيْشُه يَنْعَمُ ويَنْعِم نَعْمةً ، وعيشٌ ناعِمٌ ، وفلانٌ يَنْعَم ويتنَعَّم ، وهو في النَّعمةِ والنَّعيم ، ونعَّمَ اللهُ عيشَه وناعَمَه. وجاريةٌ منعَّمةٌ ومُنَاعَمَة. ونَبْتٌ وشَعَرٌ ناعِمٌ ومُتناعِمٌ ؛ قال ذو الرُّمّة يصف امرأة بيضاء :
هِجان تَفُتُّ المِسكَ في مُتناعِم |
|
سِخام القرونِ غيرِ صُهْبٍ ولا زُعرِ |
ودقّه دَقّاً نِعِمَّا ونِعَمَّا ، وأنعم دقّه. وإذا عمِلتَ عملاً فأنْعِمه : فأجِدْه ، وأحسن فلانٌ وأنعمَ : وأجاد وزاد على الإحسان. وانْعَمْ صَباحاً ومَساءً ، ويقال : عِمْ صَباحاً بحذف الهمزة والنُّون. ونِعْمَ رجلاً زيدٌ ، ونِعِمَّا هو. وإن فعلت كذا فبها ونِعْمَتْ. وأنعم اللهُ بك عيناً ، ونَعِم اللهُ بك عيناً ، ونَعِمَك عيناً ، وسألتُه حاجةً فأنعم لي بها إذا قال : نَعَمْ ، ويقال : نُعْمَ ونَعْمُ ونُعْمَى عَينٍ ونُعْمَةَ ونَعْمَةُ عينٍ ونُعَامُ ونَعَامَ ونِعَامُ عَيْنٍ. وله نَعَمٌ كثيرٌ وأنعامٌ وأناعيمُ ؛ قال البُرَيْقُ الهُذَليُّ :
قد أشهَدُ الحيَّ جَميعاً بها |
|
لهم نَعَامٌ وعليهم نَعَمْ |
أي لهم بَكَرات يَسْتَقون عليها ويروح عليهم نَعَمٌ. وهبّتِ النُّعَامَى وهي الجَنوبُ. وأجفلوا نَعامِيَّةً أي إجفالةً كما يُجْفِل النَّعامُ ؛ قال الأفوه الأوْديُّ :
وأجفَلَ القومُ نَعامِيَّةً |
|
عنّا وفِئْنا بالنّهابِ النّفيس |
ومن المجاز : «خفّتْ نعامتُهم» : ذهبوا ؛ قال زياد الأعجم :
إذا اخترتُ أرضاً للمَقامِ رضيتُها |
|
لنفسي ولم يثقل عليّ مُقامُها |
ضربتُ لها جأشاً فقرّتْ نَعامتي |
|
إذا خَفَّ منها بالرّجالِ نَعامُها |
وقال السمهريّ العُكليّ :
ولما استوَتْ رِجلايَ في الأرض قلّصَتْ |
|
نعامَةُ ذي كبْلَين للشرّ حاذِر |
كان مسجوناً فأوثق في رجليه مِلحَفَة وألقى نفسه من فوق السجن فحملته الريح حتى سقط فانكسرت قيوده وهرب. وباضَ النّعامُ على رؤوسهم إذا لبسوا البَيْضَ. ويقال
للطُّوال : يا ظِلَ النعامة ؛ قال جرير :
فَضَحَ المنابِرَ يوم يَسْلَح قائماً |
|
ظِلُ النَّعامةِ شَبَّةُ بنُ عِقالِ |
نعي ـ نُعيَ إلينا فلانٌ نَعْياً ونَعِيّاً ونُعْياناً. يقال : يا نُعيانَ العربِ. ويجوز أن يكون جمعَ ناعٍ كبُغيان في باغٍ. وجاء نَعِيُ فلانٍ ، وقام النَّعِيُ بموته ، وهو النّاعي ؛ قال :
قام النّعِيُ فأسمعا |
|
ونَعَى الكريمَ الأروعا |
وعن الفرّاء : النعيّ : رفع الصوت بذكر الموت ، وعن الأصمعيّ : كانت العرب إذا مات من له قَدْرٌ ركب راكب وجعل يسير في النّاس يقول : نَعَاءِ فلاناً ، ويقال : يا نَعاءَ العربِ أي انعهم.
ومن المجاز : نَعَى عليه هَفَواتِه إذا شهّره بها. ويقال : ذهبت تميم فلا تُسمى ولا تُنهى ولا تُنعى ، أي لا تبلغ نهايتها كثرةً ولا يُرفع ذكرها. وإذا كان القوم مجتمعين فأخبروا بمفزع فتفرّقوا نافرين قيل : استَنعوا أي انتشَروا كما ينتشر النَّعِيُ.
نغب ـ نَغَبَ من الماء نُغَباً : جرع منه جُرَعاً ؛ قال ذو الرُّمّة :
حتى إذا زلجت عن كلّ غَلْصَمَةٍ |
|
إلى الغَليلِ ولم يقصعنَهُ نُغَبُ |
وسقاه نُغْبَةً من اللّبن.
ومن المجاز : قول العرب إذا سَمِعَتْ بموت عدوّ أو بلاء نزل به : واهاً ما أبردها من نُغبةٍ ، ما أبردها على الفؤاد ، تعساً لليدين والفم.
نغر ـ قَمْحٌ كقِطَع الأوتار وأفواه النِّغران ؛ قال :
يَحملنَ أوعيَةَ المدام كأنّما |
|
يَحمِلنَها بأكارع النِّغران |
وفي الحديث : «يا أبا عُمَيْر ما فعل النُّغَير». وتقول : أقمأه الصِّغَر كأنّه النُّغَر. ونَغَرت القِدْرُ تنغَر ونَغِرتْ تَنْغَر إذا غلت.
ومن المجاز : نَغِرَ الرجلُ : اغتاظ. وفلانة غَيرَى نَغِرَةٌ. وجُرح نَغّارٌ : جيّاش بالدّم.
نغش ـ كلّ هامّةٍ أو طائرٍ تحرّك في مكانه واضطرب فقد تنغَّش وتَنَخَّش ؛ قال ذو الرمّة يصف قِرداناً :
إذا سَمِعتْ وطءَ الرِّكابِ تنغَّشتْ |
|
حُشَاشاتُها في غيرِ لحمٍ ولا دم |
ودار تَتَنَغَّش صبياناً ورأس يتَنَغّش صِئباناً.
نغص ـ نَغّص عليه عَيْشَه إذا قطع عليه مُرادَه منه. وتنغَّص عليه وهو في نَغَصٍ من أمره ، وقد نَغص أمرُه نَغَصاً ؛ قال لبِيدٌ :
فأوردها العِراكَ ولم يَذُدها |
|
ولم يُشْفِق على نَغَصِ الدِّخال |
نغض ـ نَغَضتْ سِنُّه تنغِض وتَنغُض نَغَضاناً وتنغَّضتْ : رجفت. ونَغَضَ برأسه إلى صاحبه مُتَعَجّباً وأنغضه. ونَغَض الرحلُ. وإبل نَغّاضة برِحالِها. وأصاب نُغْضَ كتفه ونَغْضَها وناغِضها وهو غُضروفها.
ومن المجاز : نَغضوا إلى العدوّ : نهضوا إليه ؛ قال الكميت :
حتى إذا نَغَضَ العدوُّ |
|
وتَمَّ خَصْلُكَ مَن تُخاصلْ |
ونَغَض الغيمُ : حيث تراه يَتَمَخّض متحيّراً لا يسير ؛ قال :
أرَّقَ عينيك عن التَّغماضِ |
|
بَرْقٌ سَرَى في عارضٍ نغّاضِ |
نغنغ ـ غَمَزت العاذرةُ نغانِغَ الصَّبيّ ؛ قال الفرزدق :
غَمَزَ الطّبيبُ نَغانِغَ المعذور
وهي لحماتٌ عند اللهاة.
نغف ـ كثُر النَّغَفُ في الغنم وهو دودٌ في أنوفها ، ويقال : في كلّ رأس في عَظْمَي الوجنتين نَغَفَتانِ من تحرّكهما يكونُ العُطاس.
ومن المجاز : قولهم للمحتقَر : يا نَغَفَةُ.
نغق ـ نَغَقَ الغُرابُ نَغِيقاً ونُغاقاً ، وغرابٌ نَغّاقٌ.
نغل ـ نَغِل الأديمُ : فَسَد. وأديمٌ نَغِلٌ ، ولا خير في دَبغةٍ على نَغْلةٍ.
ومن المجاز : غلامٌ نَغْلٌ ونَغِلٌ ، وجاريةٌ نَغْلَةٌ ونَغِلَةٌ : لزِنْيَةٍ. ونَغِلَ الجُرحُ. ونَغِل عليه : ضَغِنَ. وفلانٌ دَغِلٌ نَغِلٌ. وجَوْزَةٌ نَغِلَةٌ.
نغم ـ هو حسن النّغْمَة ، ونَغَمَ بكلمةٍ ، وناغَمه.
نغي ـ ناغَتِ المرأةُ ولدها : كلّمته بما يُجْذِله. وسمعتُ نَغْمته ونَغْيَتَه ؛ قال أبو نُخَيْلة :
لمّا أتتني نَغْيةٌ كالشُّهدِ
ونَغِيتُ إليه ونَغيَ إليّ إذا ألقيتَ إليه كلمةً وألقى إليك.
ومن المجاز : هذا الجبل يناغي ذاك : يُدانيه. ويقال للموج إذا ارتفع : كاد يناغي السّحابَ ؛ قال :
كأنّك بالمُبارَك بَعد شَهْرٍ |
|
يناغي موجُه غُرَّ السّحابِ |
وناغَى الماءُ الكواكبَ إذا رأيتَ بريقها في الماء.
نفت ـ القِدْرُ تَنْفِتُ نَفِيتاً : تغلي.
ومن المجاز : صدره يَنفِتُ بالعداوة.
نفث ـ نَفَثَ الشيءَ من فيه : رمى به ، ونَفَثَ ريقَه. ونَفَثَ في العقدة. ونَفَثَ عليه عند الرُّقيةِ ؛ قال :
فإن يبرأ فلم أنْفُثْ علَيه |
|
وإن يَهلك فذلك كان قدري |
أي تقديري. ولو نَفَث عليك فلان لقطَّرك : تقوله لمن يُقاوي مَنْ فوقه. ولو سألتني نُفاثةَ سِواكٍ ما أعطيتُك. ودمٌ نَفِيثٌ : نَفَثَه العِرْقُ.
ومن المجاز : امرأة نَفّاثة : سَحّارة. ورجل مَنْفُوثٌ : مسحور. وهذا من نُفاثاتِ فلانٍ : من شِعْره. و «لا بدّ للمصدور أن يَنْفُثَ» بضم الفاءِ وكسرها ، وهذه نَفْثَة مصدور ، ونُفِثَ في رُوعي كذا : أُلهِمتُه.
نفج ـ الثديُ الناهدُ ينفُجُ الدِّرْعَ : يرفعه. ورجل وجمل منتفِجُ الجنبينِ : مرتفعهما. ونَفَجَ اليَربوعُ وهو أرخَى عَدْوِه. وأنفجَ الصيدَ : أثاره من مجثمه. ونَفَجَتِ الفرّوجة : خرجت من بيضتها. ونَفَجَتِ الريحُ : جاءت بقوّة ، وريح نافجة ، ورياحٌ نوافجُ ؛ قال ذو الرمّة :
يَرْقَدُّ في ظلّ عرّاص ويطرده |
|
حفيف نافجة عثنونها حَصِبُ |
ومن المجاز : فلان نَفّاجٌ ، وفيه نَفْجٌ ، وسمعت من يقول : فيه نَفاجَةٌ ، وقد نَفَجَ يَنفُج. وكانوا يقولون : هنيئاً لك النافجةُ وهي البنت لأنّه كان يأخذ مهرها فينفُج مالَه أي يوسّعه ويعظّمه ، ومنه : النُّفّاجَةُ : للَبِنَةِ القميص لأنّها توسّعه ؛ وأنشد الجاحظ :
وليس تِلادي من وراثة والدي |
|
ولا شأن مالي مستفادُ النّوافِج |
يعني أنّ أباه كان جواداً لم يدّخر ما يُورَثُ.
نفح ـ نَفَحَ الطِّيبُ نَفْحاً ، وله نَفْحَةٌ ونَفَحاتٌ طيّبة ، ونافِجة نافِحة ، ونوافجُ نوافحُ ، وجَبِّن اللبن بالإنفَحَة ؛ قال :
كم قد تمشَّشتَ من قَصٍّ وإنفَحَةٍ |
|
جاءت بذاك إليك الأضؤنُ السودُ |
وقال الشمّاخ :
وإنّي منَ القومِ الذينَ علمتمُ |
|
إذا أولموا لم يولموا بالأنافحِ |
ومن المجاز : لا تزال له نَفَحاتٌ من المعروف. والله النَّفّاحُ بالخيرات ؛ قال :
والله نَفّاحُ اليدين بالخير
ورجل نَفّاعٌ نفّاحٌ. ونفَحه بالمال. ونفَحه بالسيف : ضربه ضربة خفيفة ، ومنه : نَفَحتُ عن فلان ونافحتُ عنه : دافعتُ. وكان حسّان ، رضي الله تعالى عنه ، ينافح عن رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ؛ وقال :
وكم مشهَدٍ نافحتُ عنك خصومَه |
|
وكلُّهمُ عَضْبُ اللّسان مُنافحُ |
ونفَحته الدابّة : ضربته بحدّ حافرها. ونفحتِ الريحُ : نسَمت وتحرّكت أوائلها. وأصابه لَفْحٌ من حَرٍّ ونَفحٌ من
بَرْدٍ. ونَفَحَ اللّبنَ نفْحةً : مخضه مخضةً واحدةً. وطعنةٌ نَفّاحةٌ : تَنفَحُ بالدّم إذا نزا الدم منها نزواً. وقوسٌ نَفُوحٌ : بعيدة الدفع للسهم. وناقة نَفُوحٌ : يخرج لبنُها بغير حلب. وهو يَنفَح لِمّتَهُ : يحرّكها ويُكَفّئها ؛ قال :
ونَفحتُمُ لِمَماً لكم |
|
عُصْلاً كأذناب الثعالبْ |
عُصْلاً : متجعّدة.
نفخ ـ (نُفِخَ فِي الصُّورِ). وكم بين النَّفْختَين. ونَفَخَ في النار. ونفخ النّارَ بالمِنفاخ وهو الكِيرُ. ونصبوا على النّار المنافيخَ. ونَفَخْتُ في الزقّ فانتفخ ، ونَفَّخْتُ فيه فتنفّخ. وهو يجد نَفْخَةً في بطنه ونِفْخَةً ونُفْخَةً : انتفاخاً من طعام وغيره. وعلى الماء والشراب نُفّاخاتٌ.
ومن المجاز : انتفخ النهارُ : علا. ورجلٌ منفوخٌ : سمين. ونَفَخَ شِدقَيْه : تكبّر. وجاءت نَفْخَةُ الربيع : أيّام إعشابه.
نفد ـ المالُ نافِدٌ ، وقد نَفِدَ نَفاداً ، وأنفَدوا ما عندهم واستنفدوه وانتفدوه ؛ قال الحارثيّ يصف بقرة :
إذا استنفدتْ مرعًى طَبَاها لغيره |
|
أغنّ كبُردِ الخال مَقرتُه سهلُ |
وأنفد القومُ : فنيَ زادُهم. ورجل مُنافد : يحاجّ الخصم حتى يقطع حجّته وينفدَها. يقال : هل عندكم من مُنافدٍ. ويقال : ليس له رافد ولا مُنافد ؛ قال أبّاقٌ الدُّبَيريّ في ابنه الرّكّاض :
وهو إذا ما قيلَ هل من رافدِ |
|
أو رجلٍ عن حقّكم مُنافِدِ |
يكونُ للغائبِ مثلَ الشاهدِ |
وتنافَدوا : تخاصموا.
نفذ ـ نَفَذَ السّهمُ في الرميّة نُفوذاً ونَفاذاً ، ورميتُه فأنفذتُه ، وأنفذتُ فيه السّهمَ. وهذا مَنفَذُ القوم ونَفَذُهم ، وهذه مَنافِذُهم وأنفاذِهم ، وطعنة نافذة ، وطعناتٌ نوافذُ. وللجُرح نَفَذٌ وللجراح أنفاذ ؛ قال جرير :
وعاوٍ عوَى من غيرِ شيءٍ رمَيتُه |
|
بقارِعةٍ أنفاذُها تقطرُ الدّما |
وقارب الخرّازُ بين النُّفَذِ وهي الخُرَزُ ، الواحدة : نُفْذَةٌ.
ومن المجاز : رجلٌ نافذٌ في الأمور ، وله نَفَاذ. ونَفَذَ الكتابُ والرسولُ ، وأنفذته. ونَفَذهم البصرُ وأنفذهم. وقام المسلمون بنَفَذِ الكتاب أي بإنفاذ ما فيه. وائتني بنَفَذِ ما قلتَ : بالمَخرج منه. وطريقٌ نافذٌ : عامُّ يسلكه كلّ أحد ، وهذا الطريق ينفُذ إلى مكان كذا.
نفر ـ نَفَرت الدابّة نَفْراً ونُفوراً ونِفاراً واستنفرت ، ونَفَّرتُها واستنفرتُها ، وقرئ (مُسْتَنْفِرَةٌ ومُسْتَنْفَرَةٌ). ونَفَرَ القومُ إلى الثغر نَفيراً. وجاء نفير بني فلان ونَفْرُهم ونَفْرَتُهم وهم الجماعة الذين يَنفِرون إلى العدوّ. وجاء القوم أنْفِرَةً : نفيراً نفيراً. واستنفر الإمامُ الرعيّةَ : كلّفهم أن ينفِروا خِفافاً وثِقالاً. وهم نافرةُ فلان وزافرتُه : للذين يغضبون لغضبه وينفِرون معه وينصرونه ؛ قال :
لو أنّ حوْلي من عُلَيم نافرَهْ |
|
ما غلبَتني هذه الضَّياطِرَهْ |
وهذه أيّام النَّفْرِ والنُّفور والنَّفَرِ والنَّفير.
ومن المجاز : بي نُفْرَةٌ من هذا الأمر ، وأنا نافرٌ منه إذا انقبضتَ منه ولم ترضَ به. ونَفَرَ فلان من صحبة فلان. ونفَرت المرأة من زوجها ، وهي فَرِقةٌ منه نافرةٌ. ونَفَرَ الجِلدُ : ورِمَ وتجافَى عن اللّحم. واستنفر فلان بثوبي وأعصف به : ذهب به ذهاب إهلاك. وفي مثل : «لقيتُه قبل كلّ صَيْحٍ ونَفْر». وصُبَّ عليّ زيدٌ من غير صَيْح ونَفْر أي من غير شيء. ونافرته إلى الحَكَم فنفَّرني عليه : حاكمته فغلّبني عليه. وأصل المنافرة قولهم : أيُّنا أعزُّ نَفَراً. ولمن كانت النُّفْرَةُ أي الحكومة. وما هو بنفير فلان أي بكفئِه في المنافرة.
نفز ـ نَفَزَ الظبيُ ونقَز إذا وثب. وتنافزتِ الدَّعاميص في الماء. والصبيان يتنافزون في لعبهم. ونَفَزَ السهمَ على الظُّفْر ، ونفَّزته تنفيزاً إذا أدرتَه ؛ قال الشمّاخ :
إذا نَفَّزوها بالأباهيم جرجرتْ |
|
عجيجَ الرَّوايا من عُروك الكَراكِرِ |
كما تعجّ الإبلُ من الضاغِط. ونفَّزتْ ولدَها : رقّصته.
نفس ـ شيء نَفيسٌ ومُنْفِسٌ ، وقد نَفُسَ نَفاسَةً وأنفس إنفاساً ؛ وأنشد سيبويه :
لا تجزعي إن مُنفِساً أهلَكتُهُ |
|
وإذا هلكتُ فعند ذلك فاجزَعي |
وأنفستُه في الشيء ونَفْسته فيه : رغّبته. وتنافسوا فيه : تراغبوا ، ونافس صاحبه في كذا ، وشيء متنافَسٌ فيه. وقد نَفِسْتَ عليّ بخير قليل. ونَفِستَ عليّ خيراً قليلاً : حسدتني عليه ولم ترَني أهلاً له ، نَفَساً ونَفَاسةً. وفلان ما ينفُس علينا الغَنيمةَ والظَّفَر. وما هذا النَّفَسُ؟ أي الحسد.
ومن المجاز : دَفَقَ نَفْسَه أي دمَه. وعن النخعيّ : كلّ شيء ليست له نَفْسٌ سائلة فإنّه لا ينجّس الماءَ ، ومنه : النِّفَاسُ والنُّفَساءُ ، وقد نُفِسَتْ فهي منفوسة ، ونَفِسَتْ بولدها فهو منفوس ؛ قال :
كما سقط المنفوس بين القوابل
وأصابته نَفْسٌ : عَيْنٌ. وفلان نَفُوسٌ ونَفْسانيٌ. وشرب الماء بنَفَسٍ واحد وبنَفَسين وبثلاثة أنفاس ، وشربتُ من الماء نَفَساً وأنفاساً ؛ قال جرير :
تُعلّل وهي ساغبة بنيها |
|
بأنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ |
وشرابٌ غير ذي نَفَسٍ : كريه الطعم لا يتنفّس فيه شاربه ؛ قال الراعي :
وشربةٍ من شرابٍ غير ذي نَفَسٍ |
|
في كوكبٍ من نجومِ الصّيف وهّاج |
وما لي نَفَسٌ أي فَرَجٌ. ونَفَّسَ اللهُ عنك كربتك أي فرّجها. وأنت في نَفَسٍ من أمرك : في سَعة. وتنفّس الصبحُ ، وتنفّس النهار : طال. وتنفّس به العمرُ. وبلّغك الله أنفَس الأعمار. وفي عمره تَنَفُّسٌ ومتنَفَّسٌ ؛ قال عديّ بن الرَّعلاء الغسّانيّ :
والشيب إن يَحْلُلْ فإنّ وراءه |
|
عُمراً يكون خلاله متنفَّسُ |
وغائطٌ متنفِّسٌ : بعيد. وهذا الثوب أنفَسُ الثوبين : أطولهما وأعرضهما. وأرضي أنفَسُ من أرضِك. وهذا المنزل أنفس المنزلَين ؛ وأنشد الأصمعيّ :
ولكن تنَحّى جَنبةً بعدما دنا |
|
فكان كقابِ القوس أو هو أنفسُ |
وبيني وبينه نَفَسٌ : بُعْدٌ. وأنفٌ متنفِّس : أفطسُ. وتنفَّستِ القوسُ : تصدّعت. وفلان يؤامر نفسَيْه إذا اتجه له رأيان.
نفش ـ نَفَشَ الصوفَ والقطنَ ، فانتفش. وانتفشَ الضِّبعانُ والديكُ وتنفَّش إذا نَفَش شعرَه أو ريشَه كأنّه يخاف أو يُرعَدُ. وانتفشَتِ الهرّةُ وتنفّشت : ازبأرّتْ. وأمَةٌ متنفِّشة الشعر. ونَفَشَتِ الغنمُ باللّيل ونَفِشَت : انتشرت ، وأنفشها الراعي ؛ قال :
أجرِسْ لها يا ابن أبي كِباشِ |
|
فما لها اللّيلة من إنفاشِ |
غير السُّرَى وسائقٍ نجّاشِ |
ومن المجاز : أنفٌ متنَفِّشٌ : قصير المارن منبسط على الوجه كأنف الزنجيّ ؛ وقال العجاج :
ثار عَجاجٌ مسبطِرٌّ قسطَلُهْ |
|
تَنفِشُ منه الخيلُ ما لا تغزلُهْ |
نفض ـ نَفَضَ الثوبَ والشجرةَ. ونَفَضَ عنه الغبارَ والترابَ. ونَفَّضَ الثّيابَ والشجرَ ؛ قال أبو ذؤيب :
تُنفِّضُ مهدَه وتذود عنه |
|
وما تُغني التّمائمُ والعُكوفُ |
وأصابوا اليوم نَفَضاً كثيراً وأنافيضَ وهو ما تساقط من الثمر في أصول الشجر. وبسطوا المِنفَضَ والمِنفاضَ وهو ثوبٌ أو كساء يقع عليه النَّفَضُ. وأنفضتِ الجُلّةُ : نَفَض ما فيها.
ومن المجاز : نَفَضَتْه الحمَّى ، وبه نافِضٌ ، وأخذته
الحمَّى بنافِضٍ ، وانتفض من الرِّعدة. وانتفض الفرسُ. وفلان يستنفضُ طَرْفُه القومَ أي يرعدهم لهيبته. ودَجاجة مُنفِضٌ : نفَضتْ بَيضها وكفَّتْ. وأنفضَ القومُ : فنيَ زادُهم ، وأصله : أن ينفُضوا مزاودهم. وقرئ (حَتّى يُنْفِضُوا). واستنفضتُ ما عنده : استخرجته ؛ قال رؤبة :
لا تنسَ مدحي لك واستنفاضي |
|
سيبَ فتى كالغيثِ ذي الرّياضِ |
وانتفَض الفصيلُ ما في الضرع : امتكَّه. وحُلبت الناقةُ حتى انتفضتْ لبنَها. وامرأةٌ نفوضٌ : نَفَضَتْ ولدَها عن بطنها. وعليه ثَوْبٌ يَنْفُضُ. يقال : نَفَضَ الثوبُ نُفُوضاً. وثوبٌ نافِضٌ : قد ذهب صبغه. ونَفَضَ من مرضه نُفوضاً : بَرئ منه ؛ وذكر نصيب بناته فقال :
نفضتُ عليهنّ من جِلدتي
ونَفَضَ الطريقَ : طهَّره من اللصوص والدُّعّار ؛ وقال زهير :
وتنفُضُ عنها غيبَ كلّ خميلَةٍ |
|
وتخشى رماةَ الغوثِ في كلّ مَرصَدِ |
ويقال : إذا كنت في نهارٍ فانفُض وإذا كنت في ليلٍ فاخفِض. وقام ينفُضُ الكرى ؛ قال الطرمّاح :
فقاموا يَنفُضون كرى لَيالٍ |
|
تمكَّنَ في الطُّلى بعد العيونِ |
وقال بشر :
وأضحى ينفُض الغمراتِ عنه |
|
كوقف العاجِ ليس به كُدوحُ |
يريد الثور النّاجيَ من الكلاب. ويقال : نَفَضَ الأسقام عنه واستصحّ أي استحكمت صحّتُه. واستنفض القومُ : بعثوا النَّفَضَةَ الذين ينفُضون الطُّرقَ. وخرج فلان نَفِيضةً : نافِضاً للطريق حافظاً له.
نفط ـ رمَى بالنَّفْط وبالنِّفْط. وخرجوا ومعهم النُّفّاط : جماعة الرماة بالنَّفط ، وخرج النَّفّاطون ، وبأيديهم النَّفّاطات : مراميهم التي يرمون فيها بالنَّفط. واستُعمل فلان على النَّفّاطات وهي معادن النَّفط. ونَفِطتْ يده من العمل وتنفَّطتْ ، وأنفطها العملُ. وخرجتْ بيده نَفَطَةٌ ونَفْطَةٌ ونافِطَةٌ. وهُذَيْل تقول : بالصّبيان والغنم نَفْطٌ كثير أي جُدَرِيٌّ. «وما له عافِطة ولا نافِطة» : ضائنة ولا ماعِزةٌ.
نفع ـ فيه نَفْعٌ ومَنْفعة ومنافع ، ونَفَعك اللهُ بعلمك ، وما نفعني فلانٌ بنافعةٍ ، وانتفعتُ به واستنفعتُ ؛ قال نُصيبٌ :
ولو كان فوق الأرض حَيٌّ فعالُه |
|
كفعلك أو في الفعل منك يُقاربُ |
لقلت له مثلاً ولكن تَعذّرتْ |
|
سواك على المستنفعين المذاهبُ |
وفلان نَفّاع ضَرّار ، وإنّه لحاضر النَّفِيعة أي النَّفع ؛ قال :
وإنّي لأرجو من سُعادَ نَفيعةً |
|
وإنّيَ من عينَيْ سعادَ لأوجر |
مشفق. وتقول : منزل فلانٍ نافع وساكنه رافع ، أي سجنٌ وهو يرفع عليك.
نفنف ـ قطعتُ نَفْنَفاً : سَبْسَباً بعيداً ؛ قال :
إذا عَلَوْنَ نفنفاً فنفنفا
وبيني وبينَه نَفانِفُ وتنائفُ. وكلّ شيء كان بينه وبين الأرض مَهْوًى فهو نَفْنَف. ويقال للرّكيّة : إنّها لبعيدة النَّفْنَف ، وهو ما بين أعلاها وأسفلها ؛ قال ذو الرمّة :
ترى قُرطَها في واضحِ اللِّيت مُشرِفاً |
|
على هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يتطَوّح |
كما قال :
بعيدة مهوى القُرط
نفق ـ نَفِقت الدّراهمُ ، وأنفقتُها ، كقولك : نَفِدتْ وأنفدتُها ، وأنفقَ الرجلُ على عياله واستنفقَ ، وخذ هذه الدّراهمَ فاستنفقها. ونَفِقتْ نَفَقَةُ القوم ونَفقاتهم ونِفاقُهم. وهو يبتغي نَفَقاً في الأرض. وأخذوا عليه الأنفاقَ. ونَفَق اليربوعُ وانتفق : خرج من نَافِقائه ، ونفَّق ونافَق : دخل فيها ، وتنفَّقتُه : أخرجتُه منها. ونَفَقَتْ سِلعتُه نَفاقاً ،
ونفَّقتُها ؛ قال سَدُوس بن ضُباب :
عَبْدٌ يُنَفِّقُ نفسَه ويسومها |
|
ويقول إنّي آبِرٌ زرّاعُ |
وأنفَق التاجرُ : نَفَقَتْ تجارته ، ومنه المثل : «من باع بعِرضه أنفَق» ؛ وقال :
أبَيتُ فلا أهجو الصديقَ ومن يبعْ |
|
بعرضِ. أخيهِ في المعاشر يُنْفِقِ |
ووسِّعْ نَيْفَق السَّراويل. ويقال : وسِّع مُنَفَّقَها وخَدِّلْ مُسَوَّقها وأحْكِمْ مُنَطَّقها. وله نافِجَةٌ من مسكٍ ونافقة.
ومن المجاز : فرس نَفِقُ الجَرْي إذا كان قصير الغاية قريبَ مدى الجري ؛ قال علقمةُ :
فلا تزيُّده في مشيه نَفِقٌ |
|
ولا الزّفيفُ دُوَينَ الشّدّ مَسؤومُ |
وطعامٌ نَفِقٌ : نقيض نَزِلٍ وهو الذي لا رَيْعَ له. ونَفَق روحُه : خرج ؛ قال :
وهارب مني بروح نافق |
|
قد كادَ إلّا رَمَق المُرامِق |
ومنه : نفَقتِ الدّابّة نُفوقاً. ونافق الرّجلُ نِفاقاً. وامرأة نُفُقٌ بوزن : فُتُقٍ : تنفُق عند الأزواج وتحظى عندهم ؛ وأنشد أبو عثمان المازنيّ :
إنّ لنا لَكَنّةً غير نُفُقْ |
|
كريمةَ الأحسابِ بيضاءَ الخُلُقْ |
وهي على ذلك ليّاءُ العُنُقْ |
أي لا تَنْفُقُ وهي كريمة سخيّة تلوي عُنُقَها إلى الأضياف من بعيد تدعوهم إلى طعامها.
نفل ـ أصاب الغازي نَفَلاً وأنفالاً. ونَفَّله الإمامُ وأنفله ، والإمام يُنفِّل الجُندَ. وأعطى نافلةً سنيَّةً ونوافل. ورجل نَوْفلٌ : مِعْطاءٌ. وتنفَّل المُصلّي : تطوَّع ، وهو يصلّي النّافلةَ والنّوافلَ. وتنفَّل على أصحابه : أخذ من النَّفَل أكثر ممّا أخذوا. ويقال : نَفِّلوا كُبْرَكم أي زيدوا أكبركم على حصّته. وقال لي قولاً فانتفلتُ منه أي انتفيتُ وأنكرتُ أن أكون فعَلتُه. وانتفل من بني فلانٍ : انتفى من نصرهم ومعونتهم ؛ قال المتلمّس :
أمُنتَفلاً من نَصر بُهْثَة خِلتني |
|
ألا إنّني منهم وإن كنتُ أينما |
نفه ـ رجلٌ نافِهٌ ومنفَّهٌ : مُعْيٍ. ونَفِهتْ نفسُه. وتقول : كم بين المُرَفَّه والمُنَفَّه. وركابهم نافِهةٌ ونُفَّهٌ.
نفي ـ نفيتُه من المكان : نحّيتُه عنه ، فانتفى. ونُفي فلانٌ من البلد : أُخرج وسُيِّر (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ). وانتفَى شَعَرُه : تساقط. وانتفى الشجر من الوادي : ذهبَ. وانتفى من ولدِه ، وانتفى من الأمر. وهذه نُفايةُ المتاع ونُفْيتُه. وهو من النُّفايات والنُّفَى. وهذا نَفيُ الرِّيح : لما يَبْقى من التراب الذي تأتي به في أُصول الحيطان. ونَفيُ المطر ونُفايتُه : لرَشاشِه ، ونَفيُ الرِّشاء : لما يترشَّشُ منه على ظهر الماتح. ونَفيُ الرّحى : لما ترامتْ به من الطَّحين. وفلان نَفيٌ : دَعيٌّ قد نُفيَ.
ومن المجاز : فلان من نُفايات القوم ونُفَاهم ؛ قال :
عشيرتُك الأدنَوْن خَيرُ عشيرة |
|
وأنت دَنيٌّ من نُفَى القوم راضِع |
نقب ـ نَقَبَ الحائطَ. ونَقَب البَيْطارُ سُرّة الدّابّة بالمِنقب فأخرج ماءً أصفر ؛ قال يصف فرساً :
كالسِّيد لم يَنقُب البَيطارُ سُرَّته |
|
ولم يَسِمْه ولم يَلمس له عَصَبا |
وكلب نَقيبٌ : نُقِبَتْ حَنْجَرتُه ليضعف صوتُه فلا يدلّ على اللّئيم بنُباحه. وخرجت به الناقبة والنَّقّابة : قرحة تخرج بالجنب تهجُم على الجوف رأسها من داخل. ونَقِبَ خُفُّ البَعير : رَقَّ وتَثَقّب ؛ قال :
ما إنْ بها من نَقَبٍ ولا دَبَرْ
ونقَّب عنه ونقَّر : بحثَ. (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) : ساروا. وسلكوا النَّقْبَ والمَنقَبَ والمَنقَبَةَ والنِّقابَ والمناقبَ وهي طرق الجبال. ورجلٌ نِقابٌ : نافِذٌ في الأمور ، وذو مَناقب وهي المخابر والمآثر. وميمون النَّقيبة : محمود المخبر. وما
لهم من نَقيبَةٍ : من نفاذ رأي. وهو نقيب القوم. وقد نَقَب عليهم ونَقُبَ ونَقِبَ نَقَابة. وفرس حسن النُّقبة أي اللّون ؛ قال ذو الرُّمّة :
ولاح أزهَرُ مشهورٌ بنُقْبته |
|
كأنّه حين يعلو عاقراً لَهَبُ |
وما عليها إلّا النُّقبة وهي إزارٌ كالنِّطاق إلّا أنّ لها حُجْزةً. وظهرت بالبعير نُقْبَةٌ وهي أوّل الجرب. وانتقبتِ المرأةُ وتنقَّبت.
ومن المجاز : نَقِب خُفِّي : تخَرَّق. وفلان يَضَع الهِناء مواضع النُّقَب إذا كان ماهراً مصيباً. وجلوتُ السَّيفَ والنَّصلَ من النُّقبِ وهي آثار الصّدإ شُبّهتْ بأوّل الجرب ؛ قال الكميتُ يصف ثوراً :
كالهالِكِيِّ أمال الرأسَ مُجْتَنِحاً |
|
يجلو عن البيض في أكنافِها النُّقَبُ |
وكانا عند النّاس في نِقابٍ واحد إذا كانا مِثْلين ونظيرين.
نقح ـ نَقّح العُودَ : شَذَّبَه.
ومن المجاز : نقَّح الكلامَ. وخير الشِّعر الحَوْليُ المنقَّحُ. وتقول : ما قُرِض الشّعر المنقَّح إلّا بالذِّهن الملقَّح. ورجل مُنَقَّح : مجرَّبٌ. ونقّحتْه السّنون : نالتْ منه. وتنقَّح شحمُ النّاقة : ذهب بعضَ الذَّهابِ.
نقخ ـ شرب النُّقاخَ وهو الماء البارد العذب ؛ قال :
وأحمق ممّن يَلعَق الماءَ قال لي |
|
دعِ الخمرَ واشرَبْ من نُقَاخٍ مُبرَّد |
وتقول : أفصحُ الشعراء القُلاخ وأطيبُ الماء النُّقاخ.
ومن المجاز : هذا نُقَاخُ العَربِيَّة : لِمُخِّها وخالصها.
نقد ـ نَقَدَه الثّمن ، ونَقَدَه له فانتقده. ونَقَد النَّقّادُ الدراهمَ : ميّز جيّدها من رديئها. ونَقْدٌ جَيِّدٌ ، ونقودٌ جِيادٌ. وتُنوقِدَ الورِقُ ؛ قال :
كما تُنوقِدَ عند الجِهبِذ الورِقُ
و «أسرى من أنْقَد» و «بات بليلةِ أنْقَد» وهو القنفذ. وتقول : إن جعلتم ليلتكم ليلة أنقد فقد وصلتم وكأن قد. والطائر ينقُد الفخَّ : ينقُره. ونَقَدَ الصبيُّ الجوزةَ بإصبعه. ونقَدتُ رأسه بإصبعي نَقْدَةً ؛ قال خلف بن خليفة.
وأرنبةٌ لك محمرّةٌ |
|
تكادُ تُقَطِّرها نَقْدَهْ |
ونقدَتْه الحيّة : لدغته. وله نَقَدٌ ونِقادٌ وهي صِغار الغنم ، وصاحبها : النَّقّاد ؛ قال أبو زبيد :
كأنّ أثوابَ نَقّادٍ قُدِرنَ له |
|
يعلو بخملَتِها كَهباء هُدّابا |
ومن المجاز : هو من نُقَادةِ قومه : من خيارهم. ونَقَدَ الكلامَ. وهو من نَقَدَةِ الشِّعر ونُقّادِه. وتقول : هو أشبه بالنَّقّاد منه بالنَّقّاد ؛ من النَّقَد والنَّقْد. وتقول : النَّقَدةُ إليهم كأنّهم النَّقَد وقد عاث فيها الذئبُ الأعقد. وانتقد الشِّعرَ على قائله. وهو ينقُد بعينه إلى الشيء : يديم النظر إليه باختلاس حتى لا يُفطَن له ، وما زال بصره ينقُد إلى ذلك نُقوداً : شبّه بنظر النّاقد إلى ما ينقُده.
نقذ ـ أنقذه من البؤس واستنقذه وتنقّذه ، وقد نَقِذ نَقَذاً إذا نجا. وتقول العرب : نَقَذاً له إذا دعوا له بالسلامة. وهو نَقيذة بؤس ، وهم نقائذ بؤس إذا استُنقِذوا منه. وهذا الفرس أو البعير أو غيرهما من النقائذ وهي ما أخذه العدوّ وتملّكه ثمّ رجعتَ فأخذتَه منه وتنقّذتَه من يده وهو نَقيذٌ ونَقيذَةٌ ونَقَذٌ ؛ قال عنترة :
إذ لا أزال على رِحالة سابح |
|
نَقَذٍ توارثه الكماةُ مكلَّمِ |
ومن المجاز : قول ابن مقبل :
وخَوْدٍ خَرودِ السُّرَى طَفلةٍ |
|
تنقَّذتُ منها حديثاً حلالا |
أخذته منها واستخرجته ، خَرود السُّرى : تستحي أن تخرج ليلاً.
نقر ـ نقَر الطائرُ الحَبّ بمِنقاره. ونقَر النقّارُ الرَّحَى بمنقاره. ونقَر العودَ والدَّفَّ. ونقَر رأسَه بإصبعه نَقْرةً. ونقَرتِ الخيلُ بحوافرها : احتفرتْ بها. واستنقعَ الماءُ في
النُقْرة والنُّقَر. واحتجم في نُقْرة القفا. وله إبريق من النُّقْرة وهي الفضة المذابة.
ومن المجاز : نقَرتُه : عِبتُه وغِبتُه. ورميته بناقرةٍ وبنواقرَ. وبينهما مُناقَرةٌ : مراجعةُ كلامٍ. ونقَرتُ عن الخبر ونَقَّرتُ عنه : بحثتُ. ونقَرت بالرجُلِ وانتقرتُ به : دعوته من بين القوم ، وهي النَّقَرَى. وهو يصلِّي النَّقَرَى إذا نقَر في صلاته نقْر الديك. ونقر باسمه إذا سمّاه من بين النّاس. وسهمٌ ناقرٌ : أصاب عين الرُّقعة ، وسهامٌ نواقرُ ؛ قال :
رميتُ بالنّواقر الصِّيابِ |
|
أعداءَكم فنالهم ذبابي |
أي حدّي أو شرّي. وما أغنى عني نَقْرَةً أي أدنى شيء. ولم يكترث لي بمقدار نَقْرة إصبع ؛ قال جميل :
بالله ربِّكِ إن سألتك فاصدقي |
|
لا تكتميني نَقْرَةً وفتيلا |
وقال آخر :
رأيتُكِ لا تُغنين عنّيَ نَقْرَةً |
|
إذا ابتدروني بالهراوَى الدمالِكِ |
وما أثابني نَقِيراً ، وأصله : النُّكتةُ في ظهر النواة. ونَقَرَ بدابّته وأنقر إذا ضرب بطرف لسانه مخرج النون وصوّت وكذلك إذا ضمّ إبهامه إلى طرف الوسطى وصوّت بها. و (نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) : نُفِخَ. وخُفٌّ له مِنقارٌ. ونقَر في الحجر : كتب.
نقز ـ نَقز الظبيُ : وثب على نواقزه وهي قوائمه ؛ قال الشمّاخ :
هتوفٌ إذا ما خالطَ الظبيَ سهمُها |
|
وإن ريع منها أسلمته النواقزُ |
وأعطاه من نَقَزِ المال وشَرَطه : رديئه.
نقس ـ كتب بالنِّقْس والأنقاس. ونقَستِ النصارى وانتقستْ : قرعت الناقوسَ وهو خشبتهم الطويلة ، والوَبيلُ : القصيرة ؛ قال :
كأنّ أصواتَ لَحييْها إذا اصطفقت |
|
أصواتُ عيدانِ رهبانٍ إذا انتقَسوا |
ونقَسه : عابه ونبزه ، وناقسه ، وبينهما منافسة ومناقسة.
نقش ـ ثوب منقوش ومنقَّش. ونقش في خاتمه كذا ، وفيه نَقْش ونُقوش. وانتقش الرجلُ على فصّه : أمر أن يُنقَش عليه. تقول : اضطربتُ خاتماً وانتقشتُ على فصّه. ونقَش الشوكة وانتقشها : استخرجها. ونقَش الشَّعرَ بالمِنقاش : نتفه بالمِنتاف. وناقشه الحسابَ وفي الحساب. وعن عائشة ، رضياللهعنها : «من نُوقِش الحسابَ عُذِّبَ».
ومن المجاز : استخرجتُ منه حقّي بالمناقيش إذا تعبت في استخراجه. وانتقش منه حقَّه. وإذا تخيّر الرجل رجلاً لنفسه قالوا : جاد ما انتقشه لنفسه. ونقشَ الرحى : نقرها.
نقص ـ نقَصه حقّه نَقْصاً وانتقصه. ونقَص بنفسه نُقصاناً. وانتقص واستنقص الثمنَ : استحطّه. وانتقصه وتنقّصه : عابه. وما فيه نَقيصة ومَنقَصة ، وفلان ذو نقائصَ ومَناقصَ.
نقض ـ نَقض البناء والحبلَ ، وانتقض وتنقّض. وتنقّضت الأرضُ عن الكمأة. وأصلحْ نُقْضَ بنائك : ما نُقِضَ منه. وأنقضتِ الفرّوجة والدّجاجة عند البيض. وأنقضَ الرَّحْلُ والأصابعُ والأضلاعُ. ولها نَقيض. وأنقضَ الحمِلُ ظهرَه. ورأيتُه تُنقِضُ أصابعُه. وأنقضَ بالعنز : دعاها. وأنقض بالقَعود : نقر بها ؛ قال :
ربّ عجوز من أناس شهبرهْ |
|
علَّمتُها الإنقاض بعد القَرقرَهْ |
سرق بعيرها الذي كانت تقرقر به وترك لها بَكْراً تُنقِضُ به.
ومن المجاز : نقَض العهدَ. وناقض قولُه الثاني الأوّلَ. وفي كلامه تناقضٌ. وهذا نقيض ذاك أي مناقضه. وتناقض القولان والشاعران. وناقض أحدهما الآخر : يقول قصيدة فينقُض صاحبه عليه. وهذه القصيدة نَقيضة قصيدة فلان ، ولهما نقائضُ ، ومنه : نقائضُ جرير والفرزدق. وانتقض عليه الثغرُ. وانتقضتِ الأمور. وانتقضت القرحةُ : نُكست. ونَقض فلان وِتْره إذا أخذ ثأره ؛ قال بيهسٌ :
شفيتُ يا مازن حَرَّ صدري |
|
نَقَمتُ ثأري ونَقَضتُ وِتْري |
نقط ـ نَقَطَ المُصْحَف ونقَّطه. ويقال : رأس الخطِّ النُّقطة.
وكتاب منقوط : مشكولٌ. ونقَّطتِ المرأة وجهها بالسواد : تتحسّن بذلك.
ومن المجاز : أعطاه نُقطة من العسل. ولفلان نُقطة من النخل : قطعة منه. ووجدنا نُقطة من الكلإ ونُقَطاً منه ونِقَاطاً. والتَّنّوم ينبُت نِقاطاً : في أماكنَ تعثرُ على نُقطة ثمّ تقطعها فتجد نقطة أخرى. وفي حديث عائشة ، رضي الله تعالى عنها : ما اختلف النّاس في نُقطة إلّا طار أبي بحظها وغَنائها في الإسلام. وتنقَّطتُ الخبزَ : أكلته نُقطة نُقطة أي شيئاً شيئاً.
نقع ـ نَقَع الماءُ في بطن الوادي واستنقع : ثبت واجتمع. ووردوا مستنقعات المياه ومَناقعها. واستنقعتُ في النهر : مكثتُ فيه أتبرّد. وأنقعَ الدواءَ وغيرَه في الماء ، وهو النَّقوع والنَّقيع ، والمِنْقَع والمِنْقَعة : ما يُنقع فيه من تَوْرٍ ونحوه ؛ قال :
نُدَهدِق بضعَ اللّحم للباع والندى |
|
وبعضهمُ تَغلي بذمّ مَناقعهْ |
ونقَعَ السمُّ في ناب الحيّة : اجتمع فيه ؛ قال النّابغة :
في أنيابها السمُ ناقعُ
وسمٌ نَقيع ومُنقَع : مُرَبًّى. ونقَع الماءُ غلّتَه. ونقَع من الماء وبالماء : رَوِيَ. وأسرعت يده إلى أُنقوعة الثريد وهي وَقْبتُه التي يجتمع فيها الوَدَك. وأُنقوعة المِيزاب ما يسيل فيه. وثار النَّقْعُ أي الغبار. ونقَع الصراخُ : ارتفع.
ومن المجاز : أنقعَ له الشرَّ : أثبته وأدامه. وأنقَعوا لهم من الشرّ ما يكفيهم. والنّاس نقائعُ الموت ، من النَّقيعة التي هي ذبيحة القادم. وفي مثل : «إنّه لشَرّابٌ بأنقُع» للمجرّب شُبّه بالطائر الذي يرِد مَناقعَ الفلوات ولا يرِد المياه المعروفة خيفة القُنّاص.
نقف ـ الظّليم ينقُف الحنظَل عن الهبيدِ. وضَرْبٌ ينقُف الهامَ عن الدِّماغ. وبينهم مُناقَفة ونِقافٌ : مضاربة. ويقال : «اليوم قِحاف وغداً نِقاف». ونَقفتُ البيضة : استخرجتُ ما فيها. وأنقفتُك العظمَ إذا أعطيتَه إيّاه ليَستخرج مُخّه. وأنقفَ الجرادُ : رمى ببيضه. وصقَل الورَقَ بالمِنقاف.
ومن المجاز : رجل نقّاف : صاحب تدبير ونظر في الأشياء كأنّه ينقُف عنها أي يبحث. ويقال للسائل المُبرِم : نَقّافٌ ؛ قال :
إذا جاء نَقّافٌ يَعُدّ عيالَه |
|
طويل العصا عدَّيتُه عن شِياهيا |
وجِذع منقوفٌ ونَقيفٌ : مأرُوض. ورجل منقوفُ الوجه : ضامره.
نقق ـ أرّقني نَقيقُ الضَّفادع. و «أرْوَى من النَّقّاقة» : من الضِّفدِع ، وقد نقَّتْ ونَقْنَقتْ. ونقنق الظليمُ ، وهو النِّقْنِق. وكأن أعناقَهم أعناق النَّقانق.
نقل ـ نَقَلتُه فانتقل وتنقَّل ، ونقَّلتُه كثيراً ، وتناقلوه ، وانتقلتُه : نقلتُه إلى نفسي ؛ قال الجَعْديُّ :
ما تَظنّونَ بقومٍ قَتَلوا |
|
أهل صِفِّينَ وأصحابَ الجَمَلْ |
وابنَ عَفّان حَنيفاً مسلماً |
|
ولحومَ البُدْنِ لمّا تُنْتَقلْ |
وأسرعوا النُّقْلةَ. وسرنا مَنْقَلَةً : مَرْحلة. وفرسٌ وبعيرٌ مُناقِلٌ ومُنْتَقِلٌ ، وقد ناقَل مُناقَلة ، وانتقل انتقالاً إذا وضع رجليه مواضع يديه في السَّير ؛ قال جرير :
من كلّ مُشترفٍ وإن بعُدَ المدى |
|
ضَرِمِ الرّفاق مُناقِلِ الأجرالِ |
وقال الأخطلُ :
تنزو يرابيعُ مَتْنَيه إذا انتقلا
ورجلٌ نَقيلٌ : غريب. وهو ابن نَقيلةٍ : غريبة ؛ قال رؤبة :
فوجدوا آباءك الأفاضِلا |
|
لأمّهاتٍ لم تكن نَقائلا |
ورقع خُفَّ بعيره بنقِيلةٍ : برُقْعةٍ ، وخِفافَ إبله بنقائلَ. ونقَل الخُفَّ والثوبَ ونقَّله وأنقلَه : رقعه. ونَعْلٌ نَقْلٌ : مُرقَّعة ، ونِعالٌ نِقالٌ. وجاءنا في نعلَين نَقْلَين. وشجّه مُنَقِّلةً وهي التي تَنقَّل منها فراشُ العِظام. وتفكَّهوا
بالنُّقْل. وعن ابن دُرَيد : بالفتح.
ومن المجاز : نَقَل الحديث. وهم نَقَلةُ الأخبار. ونقل ما في النّسخةِ. وناقله الحديثَ إذا حدّثته وحدَّثك. وناقلَ الشّاعرُ الشّاعرَ : ناقضه. ورجل نَقِلٌ وذو نَقَلٍ إذا كان جليلاً مُناقِلاً ؛ قال لبيد :
ولقد يعلَمُ صَحبي كلّهم |
|
بعَد أن السّيف صبري ونَقَلْ |
وأصابته نواقلُ الدّهر : نوائبُه التي تنقُل من حال إلى حال. وقُسمت النواقِلُ : الأخرجةُ التي تُنقَل من كُورةٍ إلى كُورةٍ.
نقم ـ انتقَم منه. وحَلّتْ به النَّقمةُ والنِّقمةُ والنِّقَمُ. ونَقَمتُ منه كذا : أنكرتُه عليه وعِبتُه (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا).
نقه ـ نَقَهَ ونَقِهَ من مرضه نُقُوهاً. ورجلٌ ناقِهٌ. وله في كلّ عام مَرْضة ونَقْهَة ؛ قال عِمْرانُ بن حِطّان :
أفي كلّ عامٍ مَرْضةٌ ثمّ نَقْهَةٌ |
|
ونَنْعَى ولا تُنْعَى فكم ذا إلى متى |
وفَقِهتُ الشيءَ ونَقِهتُه : فهِمتُه.
نقي ـ شيء نَقيٌ. ونَقَّيتُ الثوبَ وأنقَيتُه حتى نَقيَ نَقاءً. وغُسِل حتى ظهر نَقَاؤه. وانتقيتُ العظمَ : أخرجتُ نِقْيَه. وأنقى البعيرُ. وإبل مُنْقِيات ؛ قال :
لا يَشتَكينَ عَمَلاً ما أنْقَيْنْ
وحللنا في نَقاً من الأنقاء وهي الكُثبان.
ومن المجاز : انتقيتُ أجودَها. وأنقَى البُرُّ : سَمِنَ وجَرَى فيه الدّقيقُ.
نكأ ـ نَكَأتُ القَرْحَةَ : قَرَفْتُها بعد البُرء فنَكستُها ؛ قال :
ولم تُنسِني أوْفى المُصيباتِ بعده |
|
ولكنّ نَكءَ القَرحِ بالقَرحِ أوجعُ |
نكب ـ نَكَبَ عنه ونَكِب وتنكَّب عنه وتنكّبه ، ونكَّب عنه ونكّبه ، ونكَّبتُه عنه ، ونكَّبتُه إيّاه. ورجل وجمل أنكب : يمشي في شِقٍّ. ونَكَبَتِ الرّيحُ : مالتْ عن مهابِّ الرياح. وريحٌ نَكباء ، ورياح نُكْبٌ ، والنُّكَيباءُ : التي تَهُبّ بين الصَّبا والشَّمال خاصّةً. ونَكَب كِنانتَه : نكسَها فأخرج ما فيها. ونَكَب الإناءَ : استنظف ما فيه.
ومن المجاز : هَزَّ مَنْكِبَه لكذا ، وهزُّوا له مَناكِبهم : فرحوا به. وإنّه لأنكَبُ عن الحقّ وناكِبٌ عنه. وسرنا في مَنكِب من الأرض والجبل : في ناحيةٍ. (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها) ؛ وقال ذو الرُّمّة :
تخطّيتُ باسمي دونَه ونباهَتي |
|
مصاريعَ أبواب غِلاظِ المناكبِ |
يريد أبواب الملوك. وهو مَنْكِب العُرَفاء : رأسُهم ، على كذا عريفاً منكِبٌ. وقال الحجّاج للشَّعبيّ : ألم أجعلك مَنْكِباً على جميع همدان؟ وله النِّكابة في قومه. وقد نَكَب عليهم. وراشَ سهمَه بمَناكبَ : ريشاتٍ تكون في مَناكب النَّسر أو العُقابِ وهي أقوى الرِّيش وأجودُه ؛ قال :
يقلّب سهماً راشه بمَناكِبٍ |
|
ظُهارٍ لُؤام فهو أعجفُ شاسِفُ |
وقال الراعي :
يقلّبُ بالأناملِ مُرْهَفَاتٍ |
|
كَساهنّ المناكِبَ والظُّهارا |
وقال القطاميّ :
ومُطَّرِدِ الكُعُوبِ كأنّ فيه |
|
قُدامَى ذي مَناكب مَضْرحيِ |
أي نَسْرٍ ذي مَناكبَ.
نكت ـ نَكَتَ الأرضَ بقضيبه أو بإصبعه فأقبَل يَنْكُت الأرضَ. ومرَّ الفرسُ ينكُت إذا نبا عن الأرض في عَدْوه. ونَكَت العظمَ : أخرج مُخَّه. ونَكت كِنانتَه : نكبها. وطعَنَه فنكَته على رأسه : ألقاه. وبالبعير ناكِتٌ : حازٌّ ينكُتُ بمِرفَقه حدّ كِركِرَتِه. وفي العين نُكتَةٌ : بياضٌ أو حمرة. وكلّ نقطة من بياض في سوادٍ أو سوادٍ في بياض : نُكْتَة. تقول : هو كالنُّكتة البيضاء في جلْد الثّور الأسود.
ومن المجاز : جاء بنُكْتة وبنُكَتٍ في كلامه ، وقد نَكَّتَ
في قوله ، ورجل منكِّت ونَكّاتٌ. وفلان نَكّاتٌ في الأعراض : طَعّان.
نكث ـ نَكَثَ الحبلَ والسِّواكَ والسَّأَفَ في أصول الأظفار ، وقد انتكَث بنفسه ، وهذه نُكاثَةُ الحبل : لما انتَكَثَ من طرفه. ونُكاثةُ السِّواك : لما تَشعَّث من رأسه. وهي تَغْزلُ النِّكثَ والأنكاثَ وهو ما نُكِث من الأكسِيَةِ والأخبية ليُغْزَل ثانيةً. وحبْلٌ أنكاثٌ.
ومن المجاز : نَكَثَ العهدَ والبَيْعةَ. وناكَثه العهدَ. وهو نَكّاث للعهود. وهذا قولٌ لا نَكِيثةَ فيه : لا خُلْفَ. ووقعوا في النّكيثَةِ : في الخُطَّة الصّعبة التي تناكثوا فيها العهود. وانتَكَثَ ما كان بينهم. وطلب فلانٌ حاجةً ثمّ انتَكَثَ لأخرى إذا انصرف عنها لحاجةٍ أخرى.
نكح ـ نَكَحَها واستنكحها (أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً) ؛ وقال النابغةُ :
وهم قتلوا الطائيَّ بالحِجر عَنْوَةً |
|
أبا جابرٍ واستنكحوا أُمَّ جابر |
وتناكحوا تكثروا. وفلانة ناكِحٌ في بني فلانٍ. ورجل نُكَحَةٌ.
ومن المجاز : أنكَحوا الحَصَى أخفافَ الإبل. واستنكح النّومُ عيونَهم ؛ قال عمر بن أبي ربيعة :
واستنكحَ النّومُ الذين نخافُهم |
|
ورمى الكرى بوّابَهم فتجدَّلا |
نكد ـ فيه نَكادَةٌ ونَكَدٌ ونُكْدٌ ، وهو نَكِد وأنْكَدُ ، وقوم أنْكاد ونُكْدٌ ، وقد نَكِد وتَنكَّد. وسألتُه فأنكدتُه : وجدتُه نَكِداً. وطلب فلانٌ حاجة فأنكدَ أي أكدَى. وعطاءٌ منكُود ومُنكَّد : قليل غير مُهَنّإٍ ؛ قال :
وأعطِ ما أعطيتَهُ طَيِّباً |
|
لا خيرَ في المنكودِ والنّاكِدِ |
ونكَّد عطاءه بالمَنِّ. وتنكَّد عيشُه. ونُكِد فلانٌ وشُفِه : استُنفِد ما عنده بكثرة السؤال. وقد نَكَدُوه. ونُكِدَ الماءُ : نُزِف. ونَكَد الغرابُ وتنكَّد : استقصى في شحيجه كأنّه يقيءُ ؛ قال الطرمّاح :
وجرَى بينَهم غَداةَ تحَمّلوا |
|
من ذي الأبارق شاحِجٌ يتَنَكّد |
وناقةٌ نَكْداء : لا لبنَ بها ، وإبلٌ نُكْدٌ. ويقال للغِزار : نُكْد ، لئلّا تُعان.
نكر ـ أنْكَر الشيءَ ونَكِره واستنكره ، وقيل : نَكِر أبلغ من أنكرَ. وقيل : نَكِر بالقلب وأنكَرَ بالعين ؛ قال الأعشى :
وأنكرتْني وما كان الذي نَكِرتْ |
|
من الحوادث إلّا الشَّيبَ والصَّلَعا |
وفيهم العُرفُ والنُّكر ، والمعروفُ والمُنْكَرُ ، وشُتم فلانٌ فما كان عنده نَكِيرٌ. وهم يركبون المُنكَرات والمناكير ، وهو من مناكير قوم لُوطٍ. وقد نَكُر الأمرُ نَكارة : صار مُنكَراً. ونكّرتُه فتنكّر : غيّرته. وخرج متنكّراً. وتنكّر لي فلانٌ : لَقِيَني لِقاءً بَشِعاً. وتناكر فلانٌ : تجاهلَ. وبينهما مناكَرة : محاربة. وعن أبي سُفيان أنّ محمّداً لم يناكر أحداً إلّا كانت معه الأهوال. وتناكروا : تعادوا. وفلان فيه نَكارة ونَكْرٌ ، بالفتح ، ونَكراء : دَهْيٌ وفِطْنَة ، وإنّه لذو نَكْراءَ. وأصابتهم من الدّهر نَكْراءُ : شِدّة.
نكز ـ الحيَّة تَنكُز بأنفها ، والنّاكِز : ضرب من الحيّات لا يَعَضّ بفيه ولكن يَنكُز بأنفه فلا يكاد يُعرف ذَنَبه من أنفه لدِقّة رأسه. ونكَز البحرُ : غاض ، وبئر ناكِزٌ.
نكس ـ نَكَسَ رأسه ونكَّسه : ونَكَستُ الشيءَ : قلبتُه فانتكس. والولد المنكوس : الذي تخرج رجلاه قبل رأسه. وسَهْمٌ نِكْسٌ : انكسر فُوقُه فجُعل أعلاه أسفلَه ، وسهام أنْكاسٌ ؛ قال الحطيئةُ :
مجد تليد ونبل غير أنكاس
ومن المجاز : نُكِس في مرضه. وأكل كذا فنَكَسه ونَكَس الخِضابَ على رأسه : أعاده مراراً. وإنّه لنِكْسٌ من الأنكاس : للرَّذْل.
نكش ـ نَكَش الشيءَ نَكْشاً : فرغ منه ، والبئرَ : نزفها.
نكص ـ نَكَص على عَقِبيه نُكُوصاً.
ومن المجاز : فلانٌ حظُّه ناقص وجَدّه ناكِص.
نكف ـ استنكفَ منه ونَكَفَ ونَكِفَ : امتنع وانقبض أنَفاً وحَمِيّة.
نكل ـ نَكَلَ ونَكِلَ عن اليمين وعن العدوّ نُكولاً. ونكّلتُه عن كذا : فطمتُه. ونكّلتُ به : جعلتُ غيره ينكُل وينكَل وينكِل أن يفعل مثل فعله ، وهو النَّكَال.
نكه ـ هو طيّب النَّكْهة. واستنكهتُ الشاربَ ونكَهتُه : تشمّمتُ ريحَ فيه ، ونَكَهَ الشّاربُ في وجهه.
نكي ـ نَكَيْتُ في العدوّ نِكايةً إذا أكثرت الجراح ، وتقول : فلان قليل النّكايه طويلُ الشِّكايه.
نمر ـ سَبُعٌ نَمِرٌ وأنْمَرُ : فيه سواد وبياض ، وسِباعٌ نُمْرٌ. وشاةٌ نمراء. وسحابة نَمِرةٌ. ويقال : أرُونِيهِنّ نَمِرات أُرِكُموهنّ مَطِرات. ولَبِس النَّمِرَةَ وهي من أكسية الأعراب ؛ قال ابن مقبل :
ومَجالسٍ تمشي الغطارفُ بينها |
|
كالجِنّ ليس لَبوسُهم بنِمار |
وماء نَمِيرٌ : عذب ناجع ، وتقول : أقبلتْ نُمَيْرٌ وما نمّروا أي ما جمّعوا من قومهم ، كما تقول : مُضَرُ مَضّرَها الله تعالى ؛ قال دريد :
فأبلغْ سُليماً وألفافَها |
|
وأبلغْ نُمَيراً وما نمّروا |
أي ما جمَّعوا. وجلس على النُّمْرُقَة والنُّمْرُق. (وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ) : وسائدُ ؛ وقال أوس :
إذا ناقةٌ شُدّت برَحلٍ ونُمرُقٍ |
|
إلى حَكَمٍ بعدي فضلّ ضلالُها |
ومن المجاز : «لَبِس له جِلدَ النَّمِر» ، وتَنمَّر. وحسب نَمِيرٌ : زَاكٍ.
نمس ـ نَمِسَ السّمنُ والطِّيب ونحوهما نَمَساً فهو نَمِسٌ إذا فَسَد. ونمِس بصاحبه : نَمّ به ، وهو نَمّام نَمّاس. وفلان صاحبُ ناموسٍ ونواميسَ : ذو مكر وخديعة. ونمَّس عليَّ تنميساً : لبَّس ، ومنه النِّمْسُ : الدّابة التي يقال لها : دَلَهْ ، ويقال : في هؤلاء النّاس أنماس. وتنمَّس الصائدُ : اتخذ ناموساً : قُتْرةً. وهو ناموسُ الأمير : صاحب سِرّه ، ونامَستُه : ساررتُه ، وما أشوقني إلى مُناسمتِك ومُنامَستِك. ويقال لجبريل ، صلوات الله تعالى عليه : النّاموس الأكبر.
نمش ـ في وجهه نَمَشٌ ، وله وجهٌ نَمِشٌ إذا كان فيه بُقَع تُخالف لونَه. وثورٌ نَمِشُ القوائم : فيها خطوطٌ سود.
ومن المجاز : سيف نَمِشٌ : فيه شُطَب وهي خطوط فرِندِه ؛ قال أسدُ بن ناعِصةَ :
أيّها السّائلُ عنّي إنّني |
|
غير زُمَّيْلٍ ولا فانٍ رَعِشْ |
وأُعِضُّ الكبشَ إن بادَهني |
|
في احتدام الروع بالعَضْب النَّمِشْ |
نمص ـ في وجهها نَمَصٌ : شِبْهُ الزَّغَب. ونَمَصَتْه الماشطةُ بالمِنْماصِ : نَتَفتْه. «ولُعِنَتِ النّامِصَةُ والمُتنمِّصة». وهو أنمصُ الحاجبين إذا رقّ مؤخّرهما.
ومن المجاز : تَنَمّص البَهْمُ إذا رعى أوّلَ العشْب.
نمط ـ طرحوا الأنْماط على الهوادج وهي ثيابٌ من صوف. والزَمْ هذا النَّمَطَ أي الطريقةَ والمذهبَ. وفي الحديث : «خير هذه الأمّة النَّمَطُ الأوسطُ». وعندي مَتاعٌ من هذا النَّمَط وهو النّوع. وما عنده نَمَطٌ من العلم : نوع منه.
نمق ـ نَمَّقَ الشيءَ : نقشه وزيّنه. ونمّق الكتابَ : حسَّنه.
ومن المجاز : قول ووعد منمَّق.
نمل ـ هو «أضبطُ من نَمْلة» ، وكأنّه مَدْرَج النِّمال ؛ قال الأخطل :
تدبُّ دبيباً في العظامِ كأنّه |
|
دبيبُ نِمالٍ في نَقاً يتهيَّل |
وطعام مَنْمول. ورجل نَمِل الأنامل ، وقد نَمِلتْ يده إذا لم تكفّ عن العَبَث. ويقال للفرس النشيط الذي لا يستقرّ مرحاً : إنّه لنَمِلُ القوائم. وتنمَّل القومُ : تحرّكوا وتموّجوا.
نمم ـ هو نَمّام بيّن النَّميم والنَّميمة ، وهو يمشي بالنَّمائم ،
ونمَ الحديثَ يَنِمُّه ، ونمَ على الرّجُل. وسمعتُ نميمةَ القانِص : هَمْس كلامِه ؛ قال أبو ذؤيب :
ونميمة من قانص متلبّب |
|
في كفّه جَشءٌ أجشُّ وأقطعُ |
وثوب مُنَمْنَمٌ : مَوْشِيٌّ. ونمنم كتابَه : قرمَط خطَّه. ونمنمتِ الرّيحُ الرملَ والماءَ. وعلى ظُفُر الصبيّ نمنمة : بياض في أصله ، وجمعها نِمْنِم ونَمانِم ، بالكسر ، ورواه أبو حاتم بالضَّمّ.
ومن المجاز : نمَّتْ على المسك رائحتُه. وهذه الإبل لا تَنِمّ جلودُها أي لا تعرَق.
نمي ـ نَمَى المالُ نَماءً وأنماه اللهُ تعالى ، ومنه : نامية الله : خَلْقُه لأنّهم يَنْمُون. وما على الأرض نامٍ وصامت ، فالنّامي : نحو النّبات ، والصامتُ : كالحَجَر. ونَمَى الشيءُ وتنمَّى : ارتفع ، ونمَيتُه ؛ قال القطاميّ :
فأصبح سَيْلُ ذلك قد تنمَّى |
|
إلى مَن كان منزلُه يَفاعا |
ونَمَيْتُ الرَّحلَ على البعير.
ومن المجاز : فلان يَنْمِيه حسبُه ، وقد نَمَاه جَدٌّ كريم ؛ قال النّابغة :
إلى صَعْب المَقادة مُنذِريٍ |
|
نَماه في فرُوع المجد نامي |
يمدح المُنذر بن المنذر بن ماء السماء. ونَمَيتُ الحديثَ إلى فلانٍ : رفعتُه وأسندتُه ، ونُميَ إليه الحديثُ ؛ قال :
من حديثٍ نُمي إليّ فما ترْ |
|
قأ عيني ولا يَسُوغ شرابي |
ويقال : نَمَيتُ الحديثَ : بلّغتُه على جهةِ الإصلاح ، ونمّيتُه تنميةً : بلّغتُه على جهة الإفساد ، وفلان يُنَمِّي أحاديثَ النّاس. ونمّيتُ النّارَ تنميةً : ألقيتُ عليها شَيوعَها. ونمتِ النّاقةُ : سَمِنَتْ ، وناقةٌ نامِيةٌ : ناوِيةٌ. ورجلٌ نامٍ وقد نَمَى. ونمتِ الرَّمِيَّةُ إذا تحاملتْ بالسّهم ، وأنماها الصّائدُ ؛ قال امرؤ القيس :
فهو لا تَنْمي رميّتُه
ويُروَى : لا يُنْمي رميّته. ونَمَى الخِضابُ في اليد والشَّعرِ إذا ازداد سَواداً. ونَمَى الحِبرُ في الكتاب : اشتدّ سواده وزاد بعد ما كُتب ؛ قال :
يا حُبّ ليلى لا تَغَيَّرْ وازْدَدِ |
|
وانمِ كما يَنْمي الخِضابُ في اليدِ |
نوأ ـ نُؤْتُ بالحِمل : نهضتُ به ، وناءَ بي الحِملُ : مال بي إلى السُّقوط. والمرأةُ تَنوء بها عجيزتُها. (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ). وفلان نَوْءُه متخاذل إذا كان ضعيف النّهض. وناوأتُ الرجلَ : عاديتُه ، ومعناه : ناهضتُه للعداوة. وناء النَّجمُ : سقط ، ونَاءَ : طَلَع. ومعه عِلم الأنواء. وما بالبادية أنْوأ من فلانٍ : أعلم منه بالأنواء. وتقول : أطفأ اللهُ ضَوءَك وخطّأ نَوْءَك ؛ وهو أن يسقُط نجمٌ مع طلوع الفجر ويطلُع في حياله نجم على رأس أربعةَ عشر منزِلاً من منازل القمر فيُسَمَّى ذلك السقوط والطلوع : نوءاً.
نوب ـ نَابَه أمرٌ نَوْبةً. وأصابتْه نوائبُ ونُوَبٌ ونائبَةٌ ونَوْبَةٌ ، والخطوب تنوبُه وتَتَناوبه ؛ قال :
أجِدَّك أيُّما رجُل ترامَتْ |
|
به الغاراتُ يشحَطُ أو يؤوبُ |
تَناوَبُه المَنيّةُ كلَّ يوم |
|
وتطْرقُه الحوادثُ لا يَشيبُ |
ونابَ إليه نَوْبةً ومَناباً : رجع مرّة بعد أخرى. والنَّحْل تَنوبُ إلى الخلايا ولذلك سُمِّيت النُّوبَ ؛ قال أبو ذؤيب :
إذا لسعته النَّحْلُ لم يَرْجُ لسعَها |
|
وحالفها في بيت نُوبٍ عوامِل |
(وَإلَيْهِ مَنَابِ) : مرجعي. وخيرٌ نائبٌ : كثِيرٌ عَوّادٌ. وهو ينتابُنا ، وهو مُنتابٌ : مُغادٍ مُراوِحٌ. وأناب إلى الله. وعبد مُنيبٌ. وأتاني فلانٌ فما أنبتُ إليه إذا لم تحفِل به. وناوبه مناوبة. وتناوَب القومُ في الماء وغيره. ونُوِّب فلانٌ : جُعِلَتْ له النَّوْبةُ. وناب عنه نَوْبَةً ، وهو ينوب مَنَابَه.
وأنَبْتُه منابي ، واستنبتُه.
نوح ـ ناحت على الميِّت نَوْحاً ونِياحةً ، وهي نَوّاحة بني فلان ، ونِساء نوائحُ ونَوْحٌ وأنواحٌ ، واجتمعن في المَناحة والمناحاتِ والمَناوح. والطّير تَنُوحُ وتَتَناوَحُ.
ومن المجاز : تَنَاوح الجبلان : تقابلا. والرِّيحان تتناوحان. وهذه نَيِّحةُ تلك : مقابلتها ؛ وقال كُثَيِّرٌ :
أألحيُّ أم صِيرانُ دَوْمٍ تَناوحتْ |
|
بتِرْيَمَ قصراً واستُحثَّ شَمالُها |
الصَّور : جماعة الشّجَر.
نوخ ـ أنختُ الإبلَ ونَوّختُها فاستناخت. وفي الحديث : «وإن أُنيخ على صخرة استناخ». وتنوّخَ الفحلُ النّاقةَ إذا اعترضها اعتراضاً من غير أن تُوطّأ له ، وهو أكرم النِّتاج.
ومن المجاز : أناخ به البلاءُ والذُّلُ. وهذا مُناخ سَوْء : للمكان غير المرضِيِّ. وأناخ به الحاجةَ ؛ قال رؤبةُ :
إنّكَ بعد اللهِ إن لم تَتَّركْ |
|
مِفتاحُ حاجاتٍ أنخناهنّ بكْ |
ونوّخَ اللهُ الأرضَ طَروقةً للماء.
نور ـ نَارَ وأنارَ واستنار. وشيء مُنير ومُستنير ونَيِّرٌ. وأنار السّراجَ ونوّره. وصلَّى الفجرَ في التَّنوير. واهتَدَوْا بمَنار الأرض : بأعلامها. وهدَم فلانٌ مَنار المساجد : جمع مَنارةٍ. ووضع السِّراجَ على المَنارةِ. وتنوَّر النّارَ : تَبَصَّرها وقصدها ؛ قال الكميت :
إذا زَنَدوا ناراً ليوم كريهَةٍ |
|
سبَقنا إلى إيقادها مَن تَنَوَّرا |
وبينهم نائرة : عداوة وشحناء ، وأطفأ الله تعالى هذه النائرة.
وتنوَّر : اطّلى بالنُّورة. ونارت المرأةُ من الرِّيبة نَوْراً ونِواراً ، بالكسر ، وهي نَوَارٌ ، وهنّ نُورٌ. وتقول : الشيب نُور عنه النساء نُور. ونوَّر الشَّجرُ : خرج نُوّاره ونَوره.
ومن المجاز : نوَّر الأمرَ : بيَّنه. وهذا أنورُ من ذاك : أبين. و (أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ). وما نارُ هذه الإبل : ما سِمَتُها. ولا تستضئ بنار فلانٍ : لا تَسْتَشِره. وفي الحديث : «إنّ للإسلام صُوًى ومَناراً».
نوس ـ ناسَتِ الذؤابةُ : تَذَبْذبت ، وأناسَها صاحبُها ، وله نُوَاسة : ذؤابة تَنوس. والقُرطُ يَنُوس في الأذن. وأزلْ نُوَاس الدُّخان وهو ما تدلّى منه من السَّقف.
نوش ـ تناوشوه : تناولوه. وناشَه ينُوشه نَوْشاً ، ونَوْشةً خفيفةً ، وناشوهم وناوشوهم ؛ قال طُفيلٌ :
فنُشْناهم بأرماحٍ طوال |
|
مثقَّفةٍ بها نَفري النُّحورا |
والظَّبي يَنُوش الأراكَ وينتاشُه. وانتاشه من الهَلَكَة. وتنوَّشَ يدَه بالمِنديل : مشَّها من الغَمَر.
نوص ـ نَاص عن قِرنه : فرّ عنه ونجا. وما لك من مناصٍ : من مَنْجًى.
نوط ـ نُطْتُ القِرْبةَ بنِياطِها نَوْطاً. وعنده أنواطٌ من التَّمر والعنب : مَعاليقُ. وكلّ ما نيط بشيء فهو نَوْطٌ. وفي المثل : «عاطٍ بغير أنواطٍ». وله نَوْطٌ يأكل منه متى شاء أي مِزْوَدٌ مَنُوطٌ بمحمِله. وفي مثل : «إن ضَجّ فزدْه نَوْطاً» وهو العِلاوة لأنّها تُناط بالوِقْرِ. وانقطع نياطُه ونَوْطُه وهو عِرْق غليظ عُلّق به القلب من الوَتِين ؛ قال أبو طالب في رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم :
بُنَيّ أخي ونَوْطُ القلب منّي |
|
وأبيضُ ماؤه غَدَقٌ كَثيرُ. |
«وأصْنَعُ من تُنَوِّط». وعَرِق مَناطُ عِذاره ؛ قال امرؤ القيس :
فأدرك لم يَعْرَق مناطُ عِذاره |
|
يَمُرّ كَخُذروفِ الوليد المثَقَّبِ |
ومن المجاز : أبطأ حتى نَوَّط الرُّوحَ. ومفازةٌ بعيدة النِّياط أي الحدّ والمتعلَّق ، ومنه : غايةٌ مُنتاطة : بعيدة. وقد انتاطت المسافةُ. ويقال للأرنب : مُقَطِّعة النِّياط كأنّها تُقطّع نياط من يطلبها لشدّة عدوها. وهو مني مناط الثريا أي شديد البعد. وبنو فلان مناط الثريا : لشرفهم وعلو منزلتهم.
نوع ـ هو نَوْعٌ من الأنواع. ونوّعتُه فتنَوّع ، وما أدري
على أيّ نَوْعٍ هو أي على أي وجه. وهو جائعٌ نائع ، وجَوْعاً له ونَوْعاً. ونَوّعتُ الشيءَ : دلَّيتُه فتركته يَتَذبْذب فتنوّع ؛ قال :
له هَيْدبٌ دانٍ كأنّ رَبَابه |
|
نَعامٌ بأطرافِ الحِبالِ يُنوَّع |
وقال ذو الرُّمّة :
ترى كلَّ مغلوبٍ يَميدُ كأنّه |
|
بحَبْلين في منْشوطةٍ يَتنوَّع |
ويقال : تنوّع الصبيُّ في الأرجوحة. وتنوّع النّاعِسُ على الرّحل.
نوف ـ جبلٌ مُنيفٌ ، وقد أناف إذا ارتفع. وأناف عليه : أشرف. وأنافُوا على مائة ونَيَّفوا. وأنافت هذه الدراهم على ألف ونيَّفتْ ، وهي ألفٌ ونَيِّف. وهذا الجبل نَيِّفٌ على هذا ؛ قال ابن الرِّقاع :
وُلدتُ برابيَةٍ رأسُها |
|
على كلّ رابيَةٍ نَيِّفُ |
وجبل عالي المَناف أي المُرتَقَى ، ومنه : عبد مَنافٍ. وجمل وناقةٌ نِيافٌ.
ومن المجاز : له عِزٌّ مُنيفٌ. وامرأة مُنِيفةٌ : تامَّةٌ.
نوق ـ تَنَوّق في الأمر. وفلان له نِيقه وصناعتُه أنيقه. وفي مثل : «خرقاء ذات نِيقة» : لجاهل يدّعي المعرفة. وله نُوقٌ ونِيَاقٌ وأينُق وأيانِقُ ؛ قال :
خيَّبَكنّ اللهُ من نِيَاقِ |
|
إن لم تُنَجِّينَ من الوَثاقِ |
وبعيرٌ مُنوَّق : مذلَّل كأنّه ناقةٌ. وأضيق من النّاق وهو الحَزُّ بين صرَّة الإبهام وألية الخِنْصر ونحوه في باطن المِرفَق وأصل العُصْعُص وفي مؤخَّر حافر الفرس.
ومن المجاز : «استنوقَ الجملُ».
نوك ـ هو أنوك بيّن النَّوك والنّوَاكة من قوم نَوْكَى. واستُنوِك : استُحمِق ، ورجلٌ مُسْتَنْوِكٌ.
نول ـ أنالَه معروفاً وناله ونوَّله ؛ قال :
لو ملَكَ البحرَ والفُراتَ معاً |
|
ما نالَني من نداهما بَلَلا |
وقال طَرفةُ :
إنْ تُنَوِّلْهُ فقد تمنعه |
|
وتُريه النّجمَ يجري بالظُّهُرْ |
وهو كثير النَّول والنَّوال والنّائل ، ورجلٌ مُنيلٌ ونَالٌ ؛ قال :
إذا كان مالاً كان نالاً مُرَزَّأ |
|
ونال نداه كلّ دانٍ وجانبِ |
مالاً : متموّلاً. ونوّلَني كذا فتنوّلتُه : أخذتُه ، وناولني الشيءَ فتناولتُه. وهو قريب المتناوَل. وناولني المحدّثُ الكتابَ مُناولَةً. وأَرويه عنه على سبيل المُناوَلة وهي فوق الإجازة.
ومن المجاز : نوْلك أن تفعل كذا بمعنى حقُّك. وما ينبغي أن تعطيَه من نفسك ، وما نوْلُك أن تفعل. وفي الحديث : «ما نَوْلُ امرئ مُسلمٍ أن يقول غير الصواب» ؛ وقال :
أإن حنّ أجمالٌ وفارق جيرةٌ |
|
عُنيتَ بنا ما كان نولُك تفعل |
ومنه قول ذي الرُّمّة :
وقفتُ بهنّ حتى قال صحبي |
|
جزِعتَ وليس ذلك بالنَّوال |
أي بما ينبغي. وتقول : ما أنالوا مثل نواله ولا نَسَجَ أحد على مِنوالِه. وتناولت بنا الرِّكاب مكانَ كذا ؛ قال ذو الرُّمّة :
إذا لم نَزُرها من قريبٍ تناولَتْ |
|
بنا دار صيداء القِلاصُ الطلائحُ |
وقال أيضاً :
تصابيتُ واستعبرتُ حتى تناولت |
|
لِحَى القوم أطرافُ الدموع الذّوارِف |
نوم ـ قوم نِيامٌ ونُوَّام. وعيون نُوَّمٌ. ونام نَومةً طيّبةً. وهو ينام نَومةَ الضُّحى ؛ قال :
ألا إنّ نوماتِ الضّحى تُورثُ الفتى |
|
خَبالاً ونَوماتُ العُصَير جنونُ |
ورأى في المنام كذا ، وفلان يَرَوْن له المَناماتِ الحسنة. وتناوَم ، وأنامه ونوّمه ، ونوّمتِ الإبلُ ؛ قال ابن مقبل :
ثمّ نَوَّمنَ ونمنا ساعةً |
|
خُشّعَ الطَّرف سجوداً في الخُطُم |
ورجل نَؤوم ونُوَمَةٌ ونَوّام : كثير النّوم ، ويا نَوْمانُ ، وتُنُوِّمَتِ المرأةُ : أُتيت وهي نائمة. وأنمتُه : وجدتُه نائماً ؛ قال :
وإذا خليلُ سعادَ أيقظ طارقاً |
|
جاراتِها بعد الهُدوِّ أنامَها |
لأنّهنّ ممتَهناتٌ بالأعمال وهي مَكْفِيَّةٌ. وبه نُوَامٌ كقولك : به قُوَامٌ وبُوَال ، وطعامٌ مَنْوَمَةٌ كقولك : شَراب مَبْولة ، وفلان لا ينام ولا يُنيم.
ومن المجاز : رجل نُوَمَة : خامل الذِّكر. وفي الحديث : «لا ينجو من شرّ ذلك الزمان إلّا كلُ نُوَمَةٍ». وباتت همومُه غير نِيام ؛ قال جرير :
سَرَتِ الهُمومُ فبتنَ غير نِيامِ |
|
وأخو الهُموم يَرومُ كلَّ مَرامِ |
ونامتِ السّوق : كسَدَتْ. ونام الثّوب : أخلق. ونام العِرْقُ : لم يَنبِض ؛ قال الجعديّ يصف الخيل :
ظِماءُ الفصوص لطافُ الشظى |
|
نيامُ الأباجل لم تَضربِ |
ونام الرجلُ : مات. وأنامتهم السَّنَةُ وأهمدتهم : هزلتْهم وأبادتهم. ونِمتَ عني نَوْمة الأمةِ : غَفلت عني وعن الاهتمام بي. وثأرٌ مُنِيم. وبات في المَنامة وهي القطيفة. واستنام إليه : سكن سكون النائم. وهذا مستنامُ الماء : لمُستقرّه.
نوه ـ نَوَّهتُ به تنويهاً : رفعتُ ذكره وشهَّرتُه ، وأردت بذلك التنويه بك. وإذا رفعتَ صوتَك فدعوتَ إنساناً قلتَ : نوَّهتُ به. ونوّهتُ بالحديث : أشدتُ به وأظهرتُه.
نوي ـ نَوَى القومُ مَنزِلاً بمكان كذا وانتوَوْه. ونوَوْا نِيّة قَذَفاً ، ونَوًى غَرْبةً. وأنا نَوِيُّكَ أي نويتُ المسافرة معك ومرافقتك.
ومن المجاز : نَوَاك اللهُ بالخير : قَصَدك به وأوصَلَه إليك ؛ قال :
يا عمرو أحسنْ نواك الله بالرَّشَدِ |
|
واقرا السّلامَ على الأنقاء بالثّمَدِ |
نهأ ـ لحمٌ نَهيءٌ : نِيءٌ ، وفيه نُهوءةٌ ، وقد نَهئَ ونَهُؤَ ، وفي مثل : «ما أُبالي ما نَهئَ من ضَبِّك ولا ما نضج». وأنهأتُ اللّحم.
ومن المجاز : قول الراعي :
لا أُنهئُ الأمرَ إلّا رَيْثَ أُنضجه |
|
ولا أكلِّفُ عجزَ الأمر أعواني |
نهب ـ ماله نَهْبٌ ونُهْبَةٌ ونُهْبَى. وكثرت النِّهاب. ووقعوا في النِّهاب والنّهابير وهي المهالك ، وأصلها حبال الرّمل المرتفعة ؛ قال الكميتُ :
فلأُقحمنّك إن بَقي |
|
تُ إلى مَدًى وعْثِ النَّهابر |
ونهبوه وانتهبوه ، وأنهبهم مالَه.
ومن المجاز : الإبل يَنْهَبنَ السُّرى ويَتناهَبنَ ، وهنّ نواهِبُ للسُّرَى ، وتناهبتِ الأرضَ ، وناهَبَ الفرسُ الفرسَ : باراه في حُضْره ، مُناهبة ، وجواد مُناهِبٌ. وإنّه ليَنتَهب الغايةَ ؛ قال ذو الرُّمّة :
تبري له صَعلة خَرجاءُ خاضِعَةٌ |
|
فالخَرْق دون بنات البَيْض يُنتَهَبُ |
ونَهَبتُ فلاناً إذا تناولتَه بلسانك وأغلظتَ له. وسُمِعَ غلامٌ بدويٌّ يقول وقد اجتمع عليه النّاس يسمعون كلامه :
إنّ تراب قعرها لمُنتَهَبٌ : شَبّه نفسَه بالبئر التي يُذاقُ تُرابُها فيُعلم عذوبة مادّتها فيتبادر به الصِّبيان إلى الحيّ يُبَشِّرونهم.
نهج ـ أخذ النَّهْجَ والمَنْهَج والمِنْهاجَ. وطريق نَهْج ، وطرق نَهْجة. ونَهَجتُ الطّريق : بيّنتُه ، وانتهجتُه :
استبنتُه ، ونهَجَ الطّريقُ وأنهج : وضح ؛ قال يزيد بن حَذّاق الشَّنِّيُّ :
ولقد أضاء لك الطّريقُ وأنهجتْ |
|
منه المسالِكُ والهُدى يُعْدي |
وأنهجَ الثوبُ : أخلق ، وأنهجَه البِلى ، وبُرْدٌ مُنْهَجٌ. ومَشَى حتى أُنْهِجَ : لَهِث من البُهر ؛ قال :
فوضعتُ كفّي عند مَقطَع خَصْرِها |
|
فتَنَفَّستْ بُهراً ولمّا تُنْهَج |
نهد ـ نَهَدَ إلى العدوِّ وناهَد العدوَّ : ناهضه. وتناهدوا في الحرب : نهَضَ بعضُهم إلى بعض للمُحاربة. وتنهَّدت المرأةُ : تَنهَّضت ، ونَهَد ثَدْيها نُهُوداً ، وثَدْيٌ وامرأة ناهد ، وثُدِيٌّ ونساء نواهِدُ. وفرس نَهْدٌ ، ونَهْدُ القَذَال : مشرف. وتناهدوا من النّهْد وهو أن يُخرجوا نفقاتهم على التّساوي. وناهد بعضهم بعضاً. ونهَدتِ القِربةُ : قَرُبت من الامتلاء. وإناء نَهْدانُ. وأنهدتُ القَدَح. وغلام ناهِدٌ : مُراهق.
نهر ـ نَهَرٌ ونَهْرٌ ونَهِرٌ : كثير الماء ، واستنهر النَّهْرُ : اتّسع. وأنهرتُ فتْقَ الضّرْبةِ : وسّعته. وأنهرتُ الدَّمَ : أسلتُه. وأمام داره مَنْهَرةٌ : فضاء يُلْقُون فيه الكُناسات. ورجلٌ نَهِرٌ : عامِلُ نهارٍ ؛ قال :
لستُ بلَيليٍّ ولكِنّي نَهِرْ |
|
لا أدلجُ اللّيلَ ولكن أبْتَكِرْ |
ونَهَره وانتهره : استقبله بكلام يزجُره به. وسمعتُ من بعض شحاحِذةِ الحجاز يقول لأصحابه : ليس الرجل من يكترثُ لأوَّل نَهْرةٍ ولا الثانية ولا الثالثة.
نهز ـ نَهَزت النّاقةُ بصدرها : نهضت به للسَّير ؛ قال ذو الرُّمّة :
نَهُوز بأولاها زجُول برجلها
ونَهزتُ بالدَّلو في البئر : حرّكتُها لتمتلئَ. والدّابة تَنْهَز برأسها إذا ذبَّت عن نفسها ؛ قال ذو الرُّمّة :
قياماً تَذُبُّ البَقَّ عن نُخَراتها |
|
بنَهْزٍ كإيماء الرُّؤوس الموانِع |
ونهَز في صدره : ضرب بجُمعه. وناهزَ الصَّبيُّ للفِطام والحُلُم : قارب ؛ قال :
تُرضِع شِبْلَين في مَغارِهما |
|
قد ناهزا للفِطام أو فُطِما |
وناهَز للخمسين. وانتهز الفرصةَ : اغتنمها ، ويقال : انتهزْ فقد أعْرضَ لك ، وناهزُوهم الفُرَصَ وتناهزُوها. وهذه نُهْزَةٌ فاختلسها.
نهس ـ نَهَسَتْه الحَيَّةُ ونَهَشَتْه ، ومنه : النَّهْشَلُ : الذئب. ونَهَسَ اللّحمَ وانتَهسَه : أخذه بمُقَدَّم فيه. ونَسْر مِنْهَسٌ. وأرض كثيرة المَناهِس والمعالِق أي المآكل والمراتع تعلق في الجنّة ؛ قال :
مُشَيْطِنَةٌ عَلَّلْتُها بزِمامِها |
|
وليس لها في عرْصة الدّار مَنْهَسُ |
نهض ـ نَهَضَ له وإليه نَهْضاً ونُهوضاً وانتهض. وحانت منه نَهْضة إلى موضع كذا. وهو كثير النَّهَضات. وأنهضَه واستنهضه للأمر. وناهَضَ قِرنَه. وتناهَضوا في الحرب.
ومن المجاز : نَهَضَ النَّبتُ : استوى. وأنهضتُ القِرْبةَ : أنهدتُها. ونهض الشَّيبُ في الشّبابِ ؛ قال الفرزدقُ :
والشَّيْب ينهض في الشّباب كأنّه |
|
لَيلٌ يصيحُ بجانبيه نَهار |
ونَهض الطائرُ : نَشرَ جَنَاحيه ليطير. وفَرخٌ ناهِض : وَفُرَ جَناحَاه وقَدَر على الطّيران. وفِراخٌ نواهِض ؛ قال الطرمّاح :
قَطاً قَرَبٌ تَرَوَّحَ عن فِراخٍ |
|
نواهِضَ بالفَلا صُفر البُطونِ |
وقال لبيد :
رَقَمِيّاتٌ علَيها ناهِضٌ |
|
يَكْلح الأرْوق منها والأيَل |
أي ريشُ ناهضٍ. وما لفلان ناهِضةٌ : قوم يقومون بأمره. وفرحٌ عاجز النَّهْض. وهو نَهّاضٌ ببَزْلاء.
نهق ـ تَناهقَت الحُمُرُ. وفرس عاري النَّواهِق وهي النّاهِقان