الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١١
بسم الله الرحمن الرحيم
٣٩
* ( باب ) *
* « العدالة والخصال التى من كانت فيه ظهرت عدالته ، ووجبت اخوته ، وحرمت غيبته » *
١ ـ ل : أحمد بن إبراهيم بن بكر عن زيد بن محمد البغدادي ، عن عبدالله ابن أحمد بن عامر ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروته ، وظهرت عدالته ، ووجبت اخوته ، وحرمت غيبته (١).
ن : بالاسانيد الثلاثة مثله (٢).
صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله (٣).
٢ ـ ل : أبي ، عن الكمنداني ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ثلاث من كن فيه أوجبن له أربعا على الناس : من إذا حدثهم لم يكذبهم ، وإذا خالطهم لم يظلمهم ، وإذا وعدهم لم يخلفهم
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ٩٧.
(٢) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٣٠.
(٣) صحيفة الرضا عليهالسلام ص ٧.
وجب أن يظهر في الناس عدالته ، ويظهر فيهم مروته ، وأن تحرم عليهم غيبته ، وأن تجب عليهم اخوته (١).
٣ ـ لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن الازدي ، عن إبراهيم ابن زياد الكرخي ، عن الصادق عليهالسلام قال : من صلى خمس صلوات في اليوم والليلة في جماعة فظنوا به خيرا ، وأجيزوا شهادته (٢).
٤ ـ لى : أبي ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن نوح بن شعيب ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح ، عن علقمة قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام : وقد قلت له : يابن رسول الله أخبرني عمن تقبل شهادته ، ومن لاتقبل فقال : يا علقمة كل من كان على فطرة الاسلام جازت شهادته ، قال : فقلت له : تقبل شهادة مقترف بالذنوب؟ فقال : يا علقمة لو لم يقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم ، لانهم هم المعصومون دون سائر الخلق ، فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان ، فهو من أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة ، وإن كان في نفسه مذنبا ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عزوجل داخل في ولاية الشيطان ، ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من اغتاب مؤمنا بما فيه ، لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا ، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير.
قال علقمة : فقلت للصادق عليهالسلام : يا ابن رسول الله إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الامور ، وقد ضاقت بذلك صدورنا ، فقال عليهالسلام : ياعلقمة إن رضا الناس لايملك ، وألسنتهم لاتضبط ، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحجج الله عليهمالسلام ألم ينسبوا يوسف عليهالسلام إلى أنه هم بالزنا؟ ألم ينسبوا أيوب عليهالسلام إلى أنه ابتلى بذنوبه؟ ألم ينسبوا داود عليهالسلام إلى أنه تبع الطير حتى
____________________
(١) الخصال : ج ١ ص ٩٨.
(٢) أمالى الصدوق ص ٢٠٤.
نظر إلى امرأة اوريا فهويها ، وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها؟ ألم ينسبوا موسى عليهالسلام إلى أنه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا؟ وكان عند الله وجيها ، ألم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم سحرة طلبة الدنيا؟ ألم ينسبوا مريم بنت عمران عليهماالسلام إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف؟
ألم ينسبوا نبينا محمدا صلىاللهعليهوآله إلى أنه شاعر مجنون؟ ألم ينسبوه إلى أنه هوي امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه؟ ألم ينسبوه يوم بدر ، إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى أظهره الله عزوجل على القطيفة وبرء نبيه عليهالسلام من الخيانة وأنزل بذلك في كتابه « وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة » (١) ألم ينسبوه إلى أنه عليهالسلام ينطق عن الهوى في ابن عمه علي عليهالسلام حتى كذبهم الله عزوجل فقال سبحانه : « وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى » (٢) ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله أنه رسول من الله إليهم حتى أنزل الله عزوجل عليه « ولقد كذبت رسل من قبلك قصيروا على ماكذبوا واوذوا حتى أتيهم نصرنا » (٣) ولقد قال يوما : عرج بي البارحة إلى السماء ، فقيل : والله ما فارق فراشه طول ليلته.
وما قالوا في الاوصياء أكثر من ذلك ، ألم ينسبوا سيد الاوصياء عليهالسلام إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك؟ وأنه كان يوثر الفتنة على السكون؟ وأنه يسفك دماء المسلمين بغير حلها؟ وأنه لو كان فيه خير ما امر خالد بن الوليد بضرب عنقه؟ ألم ينسبوه إلى أنه عليهالسلام أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة عليهاالسلام وأن رسول الله صلىاللهعليهوآله شكاه على المنبر إلى المسلمين فقال : إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله! ألا إن فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ومن سرها فقد سرني ، ومن غاظها فقد غاظني.
____________________
(١) آل عمران : ١٦١.
(٢) النجم : ٣.
(٣) الانعام : ٣٤.
ثم قال الصادق عليهالسلام : يا علقمة ما أعجب أقاويل الناس في علي عليهالسلام؟ كم بين من يقول : إنه رب معبود ، وبين من يقول : إنه عبد عاص للمعبود ، ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية يا علقمة ألم يقولوا ( في ) الله عزوجل : إنه ثالث ثلاثة؟ ألم يشبهوه بخلقه؟ ألم يقولوا : إنه الدهر؟ ألم يقولوا : إنه الفلك؟ ألم يقولوا : إنه جسم؟ ألم يقولوا : إنه صورة؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ياعلقمة إن الالسنة التي يتناول ذات الله تعالى ذكره بما لايليق بذاته ، كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه « فاستعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يورثها من يشآء من عباده والعاقبة للمتقين » فان بني إسرائيل قالوا لموسى : « اوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا » فقال الله عزوجل : قل لهم يا موسى : عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون (١).
٤٠
* ( باب ) *
* « ما به كمال الانسان ، ومعنى المروة والفتوة» *
١ مع ، ل : أحمد بن إبراهيم بن الوليد ، عن محمد بن أحمد الكاتب رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : كمال الرجل بست خصال : بأصغريه ، وأكبريه وهيئتيه ، فأما أصغراه فقلبه ولسانه ، إن قاتل قاتل بجنان ، وإن تكلم تكلم بلسان وأما أكبراه فعقله وهمته ، وأما هيئتاه فماله وجماله (٢).
٢ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قدر الرجل على قدر همته ، وصدقه على قدر مروته ، وشجاعته على قدر أنفته ، وعفته على قدر غيرته (٣).
____________________
(١) أمالى الصدوق : ٦٣ و ٦٤ ، والايات في الاعراف : ١٢٨ و ١٢٩.
(٢) معاني الاخبار ص ١٥٠ ، الخصال ج ١ ص ١٦٤ ، وفيه « هيبتيه » بدل « هيئتيه ».
(٣) نهج البلاغة تحت الرقم ٤٧ من الحكم.
٣ ـ مع : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن خالد البرقي عن أبي قتادة القمي رفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام قال : تذاكرنا أمر الفتوة عنده فقال : أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور؟ إنما الفتوة طعام موضوع ، ونائل مبذول ، وبشر معروف ، وأذى مكفوف ، فأما تلك فشارة وفسق ، ثم قال : ما المروة؟ قلنا : لا نعلم ، قال : المروة والله أن يضع الرجل خوانه في فناء داره (١).
٤١
* ( باب ) *
* « المنجيات والمهلكات » *
١ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن المفضل بن صالح ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام قال : ثلاث درجات ، وثلاث كفارات ، وثلاث موبقات ، وثلاث منجيات ، فأما الدرجات فإفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام ، والكفارات إسباغ الوضوء في السبرات ، والمشي بالليل والنهار إلى الصلوات ، والمحافظة على الجماعات ، وأما الثلاث الموبقات فشح مطاع وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط (٢).
سن : أبي ، عن هارون مثله (٣).
مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن هارون ابن الجهم مثله إلا أن فيه : والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات ، والمحافظة
____________________
(١) معاني الاخبار ص ١١٩ وفيه « بر معروف ».
(٢) الخصال ج ١ ص ٤١.
(٣) المحاسن ص ٤ ، وتراه في أمالي الصدوق ٣٢٩.
على الصلوات (١).
٢ ـ ل : الخليل بن أحمد ، عن ابن صاعد ، عن يوسف بن موسى القطان وأحمد بن منصور بن سيار معا ، عن أحمد بن يونس ، عن أيوب بن عتبة ، عن المفضل بن بكير ، عن قتادة ، عن أنس ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ثلاث مهلكات وثلاث منجيات ، فالمنجيات خشية الله عزوجل في السر والعلانية ، والقصد في الفقر والغنى ، والعدل في الرضا والغضب ، والثلاث المهلكات شح مطاع ، وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ، وقد روي في حديث آخر عن الصادق عليهالسلام أنه قال : الشح المطاع سوء الظن بالله عزوجل (٢).
مع : السبرات جمع سبرة وهو شدة البرد وبها سمي الرجل سبرة (٣).
٣ ـ ل : محمد بن علي بن الشاه ، عن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن خالد الخالدي ، عن محمد بن أحمد بن صالح ، عن أبيه ، عن أنس بن محمد ، عن أبيه عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم ، عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال في وصيته له : يا علي ثلاث درجات ، وثلاث كفارات ، وثلاث مهلكات ، وثلاث منجيات ، فأما الدرجات فاسباغ الوضوء في السبرات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات ، وأما الكفارات فإفشاء السلام وإطعام الطعام ، والتهجد بالليل والناس نيام ، وأما المهلكات فشح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط (٤).
وفي حديث آخر عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه لما سئل في المعراج : فيما اختصم الملا الاعلى؟ قال : في الدرجات والكفارات قال : فنوديت وما الدرجات ، فقلت :
____________________
(١) معاني الاخبار ص ٣١٤.
(٢) الخصال ج ١ ص ٤٢.
(٣) معانى الاخبار ص ٣١٤.
(٤) الخصال ج ١ ص ٤٢.
إسباغ الوضوء في السبرات ، والمشي إلى الجماعات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة وولايتي وولاية أهل بيتي حتى الممات.
٤ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ثلاث موبقات : نكث الصفقة ، وترك السنة وفراق الجماعة ، وثلاث منجيات : تكف لسانك ، وتكبي على خطيئتك ، وتلزم بيتك (١).
٥ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن بزرج ، عن الثمالي ، عن أبي عبدالله أوعلي بن الحسين عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ثلاث منجيات وثلاث مهلكات قالوا : يارسول الله ما المنجيات؟ قال : خوف الله في السر كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فانه يراك ، والعدل في الرضا والغضب ، والقصد في الغنا والفقر ، قالوا : يا رسول الله فما المهلكات؟ قال : هوى متبع ، وشح مطاع ، وإعجاب المرء بنفسه (٢).
ين : ابن أبي عمير ، بهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين عليهالسلام مثله.
٦ ـ سن : أبي ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : ثلاث منجيات : تكف لسانك ، وتبكي على خطيئتك ، ويسعك بيتك ، وقال عليهالسلام : طوبى لمن لزم بيته ، وأكل قوته ، واشتغل بطاعة ربه ، وبكى على خطيئته (٣).
٧ ـ سن : محمد بن علي ، عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن سيف بن عميرة عن فيض بن المختار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : المنجيات : إطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، والصلاة بالليل والناس نيام (٤).
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ٤٢.
(٢) المحاسن ص ٣.
(٣) المحاسن ص ٤.
(٤) المحاسن ص ٣٧٨.
٤٢
* ( باب ) *
* « اصناف الناس ، ومدح حسان الوجوه ومدح البله » *
١ ـ يد ، لى : ابن موسى والقطان والسناني جميعا ، عن ابن زكريا القطان عن محمد بن العباس ، عن محمد بن أبي السري ، عن أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن ابن طريف ، عن ابن نباته قال : لما جلس علي عليهالسلام بالخلافة ، وبايعه الناس صعد المنبر وقال : سلوني قبل أن تفقدوني! فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عكازة فلم يزل يتخطا الناس حتى دنا منه ، فقال : يا أمير المؤمنين دلني على عمل إذا أنا عملته نجاني الله من النار ، فقال له : اسمع ياهذا ثم افهم ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه ، وبغني لايبخل بماله على أهل دين الله عزوجل ، وبفقير صابر ، فاذا كتم العالم علمه ، وبخل الغني ، ولم يصبر الفقير ، فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون لله أن الدار قد رجعت إلى بدئها أي إلى الكفر بعد الايمان ، أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة ، وقلوبهم شتى.
أيها الناس إنما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شئ منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها ، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام ، قال : يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟ قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه ، وإن كان حبيبا قريبا ، قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين! ثم غاب الرجل فلم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه ، فتبسم علي عليهالسلام على المنبر ثم قال : مالكم هذا
أخي الخضر عليهالسلام (١).
٢ ـ مع : أبي ، عن الحميري ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها البله ، قال : قلت : ما الابله؟ فقال : العاقل في الخير ، والغافل عن الشر ، الذي يصوم في كل شهر ثلاثة أيام (٢).
٣ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام أن النبي صلى الله عليه آله قال : دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها البله ، يعني بالبله المتغافل عن الشر ، العاقل في الخير ، والذين يصومون ثلاثة أيام في كل شهر (٣).
٤ ـ ما : ابن المخلد ، عن جعفر بن محمد بن نصير الخالدي ، عن القاسم بن محمد ابن حماد ، عن جندل بن والق ، عن أبي مالك الانصاري ، عن أبي عبدالرحمن السدي ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اطلبوا الخير عند حسان الوجوه (٤).
٥ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الرجال ثلاثة : رجل بماله ، ورجل بجاهه ورجل بلسانه ، وهو أفضل الثلاثة (٥).
٦ ـ ل : وبهذا الاسناد قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : الرجال ثلاثة : عاقل وأحمق وفاجر ، فالعاقل : الدين شريعته ، والحلم طبيعته ، والرأي سجيته ، إن سئل أجاب ، وإن تكلم أصاب ، وإن سمع وعى ، وإن حدث صدق ، وإن أطمأن إليه أحد وفى ، والاحمق إن استنبه بجميل غفل ، وإن استنزل عن حسن ترك
____________________
(١) أمالى الصدوق ص ٢٠٦ في حديث.
(٢) معانى الاخبار ص ٢٠٣.
(٣) قرب الاسناد ص ٥٠ و ٥١.
(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٨.
(٥) الخصال ج ١ ص ٥٧.
وإن حمل على جهل جهل ، وإن حدث كذب ، لايفقه ، وإن فقه لم يفقه ، والفاجر إن ائتمنته خانك ، وإن صاحبته شانك ، وإن وثقت به لم ينصحك (١).
٧ ـ ل : أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المقرئ ، عن محمد بن جعفر الجرجاني عن محمد بن الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم الطريفي ، عن عياش بن زيد بن الحسن ، عن يزيد بن الحسن ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال : الناس على أربعة أصناف : جاهل متردي معانق لهواه ، وعابد متغوى كلما ازداد عبادة ازداد كبرا ، وعالم يريد أن يوطأ عقباه ، ويحب محمدة الناس ، وعارف على طريق الحق يحب القيام به فهو عاجز أو مغلوب ، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا (٢).
٨ ـ ل : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن النهدي رفعه إلى الحسن بن علي عليهالسلام قال : الناس أربعة فمنهم من له خلق ولا خلاق ( له ، ومنهم من له خلاق ولا خلق له ، قد ذهب الرابع وهو الذي لا خلاق ولا خلق له ، وذلك شر الناس ومنهم من له خلق وخلاق ) فذلك خير الناس (٣).
٩ ـ ل : ابن مسرور ، عن ابن بطة ، عن البرقي ، عن أبيعه رفعه إلى زرارة ابن أوفى قلت : دخلت على علي بن الحسين عليهماالسلام فقال : يازرارة الناس في زماننا علس ست طبقات : أسد ، وذئب ، وثعلب ، وكلب ، وخنزير ، وشاة : فأما الاسد فملوك الدنيا يحب كل واحد منهم أن يغلب ولا يغلب ، وأما الذئب فتجاركم يذموا إذا اشتروا ، ويمدحوا إذا باعوا ، وأما الثعلب فهؤلاء الذين يأكلون بأديانهم ولا يكون في قلوبهم مايصفون بألسنتهم ، وأما الكلب يهر على الناس بلسانه ويكره الناس من شره لسانه ، وأما الخنزير فهؤلاء المخنثون وأشباههم لايدعون إلى فاحشة إلا أجابوا ، وأما الشاة فالذين تجز شعورهم ، ويؤكل لحومهم
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ٥٧.
(٢) الخصال ج ١ ص ١٢٥.
(٣) الخصال ج ١ ص ١١٢ ، وما بين المعقوفتين ساقي من نسخة الكمبانى وهكذا من النسخة المخطوطة.
ويكسر عظيم ، فكيف تصنع الشاة بين أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير؟ (١).
١٠ ـ ل : أبي وابن الوليد معا عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا عن الاشعري ، عن جعفر بن محمد بن عبدالله ، عن ابن أبي يحيى الواسطى ، عمن ذكره أنه قال لابي عبدالله عليهالسلام : أترى هذا الخلق كله من الناس؟ فقال : الق منهم التارك للسواك ، والمتربع في موضع الضيق ، والداخل فيما لايعنيه ، والمماري فيما لا علم له به ، والمتمرض من غير علة ، والمتشعث من غير مصيبة ، والمخالف على أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه ، والمفتخر يفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم فهو بمنزلة الخلنج (٢) يقشر لحا عن لحا حتى يوصل إلى جوهريته ، وهو كما قال الله عزوجل « إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا » (٣).
١١ ـ ين : بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن محمد بن طلحة عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعته يقول : أيما عبد كان له صورة حسنة مع موضع لايشينه ثم تواضع لله كان من خالصة الله قال : قلت : ما موضع لايشينه؟ قال : لا يكون ضرب فيه سفاح.
١٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن محمد بن عبيد ، عن أبي الحسن الثالث عليهالسلام قال : سمعته بسره من رأى يقول : الغوغاء قتلة الانبياء والعامة اسم مشتق من العمى مارضي الله أن شبههم بالانعام حتى قال « بل هم أضل » (٤).
١٣ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليهالسلام في صفة الغوغاء : هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا ، وإذا تفرقوا لم يعرفوا ، وقيل : بل قال : إذا اجتمعوا ضروا ، وإذا تفرقوا نفعوا ، فقيل : قد علمنا مضرة اجتماعهم فما منفعة افتراقهم؟ فقال : يرجع المهن
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ١٦٥.
(٢) الخلنج كسمند شجر كالطرفاء ، زهرة أحمرد وأصفر وأبيض ، وحبه كالخردل وخشبه تصنع منها القصاع ، أصله فارسى معرب.
(٣) الخصال ج ٢ ص ٣٩ ، والاية في الفرقان : ٤٤.
(٤) أمالي الطوسى ج ٢ ص ٢٢٦.
إلى مهنهم ، فينتفع الناس بهم كرجوع البناء إلى بنائه والنساج إلى منسجه ، و الخباز إلى مخبزه (١).
وقال عليهالسلام : وقد اتي بجان ومعه غوغاء فقال : لا مرحبا بوجوه لا ترى إلا عند كل سوءة (٢).
١٤ ـ نهج : من كلام له عليهالسلام : شغل من الجنة والنار أمامه ، ساع سريع نجا ، وطالب بطيئ رجا ، ومقصر في النار هوى ، اليمين والشمال مضلة ، والطريق الوسطي هي الجادة ، عليها باقي الكتاب وآثار النبوة ، ومنها منقذ السنة ، وإليها مصير العاقبة ، هلك من ادعى ، وخاب من افترى ، من أبدى صفحته للحق هلك عند جهلة الناس ، وكفى بالمرء جهلا أن لايعرف قدره ، لايهلك على التقوى سنخ أصل ، ولا يظمأ عليها زرع قوم ، فاستتروا ببيوتكم ، وأصلحوا ذات بينكم ، والتوبة من ورائكم ، فلا يحمد حامد إلا ربه ، ولا يلم لائم إلا نفسه (٣).
١٥ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن القاسم بن علي العلوي ، عن محمد بن أبي عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : طوبى لمن رآني ، وطوبى لمن رآى من رآنى وطوبى لمن رآى من رآى من رآنى ، إلى السابع ثم سكت (٤).
____________________
(١) نهج البلاغة الرقم ١٩٩ من الحكم.
(٢) المصدر الرقم ٢٠٠ من الحكم.
(٣) نهج البلاغة الرقم ١٦ من الخطب.
(٤) رواه الصدوق في الامالى ٢٤١.
٤٣
( باب )
حب الله تعالى
الايات : البقرة : ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله (١).
آل عمران : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (٢).
المائدة : وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم الاية (٣).
وقال تعالى : فسوق يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه (٤).
التوبة : قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين (٥).
الشعراء : فانهم عدو لي إلا رب العالمين * الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين (٦).
الجمعة : قال يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء الله من دون
____________________
(١) البقرة : ١٦٥.
(٢) آل عمران : ٣١.
(٣) المائدة : ٢٠.
(٤) المائدة : ٥٧.
(٥) براءة : ٢٥.
(٦) الشعراء : ٧٧ ـ ٨١.
الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين (١).
١ ـ لى : الصائغ ، عن محمد بن أيوب ، عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام ابن يوسف ، عن عبدالله بن سليمان ، عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، و أحبوني لحب الله عزوجل ، وأحبوا أهل بيتي لحبي (٢).
ع : محمد بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق المذكر ، عن أحمد بن العباس ، عن أحمد بن يحيى الكوفي ، عن يحيى بن معين ، عن هشام بن يوسف مثله (٣).
ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عمر بن أبي موسى ، عن عيسى بن أحمد عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله (٤).
بشا : أبوالبركات عمر بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد بن أحمد ، عن على ابن عمر السكري ، عن أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، عن يحيى بن معين مثله (٥).
٢ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان فيما ناجى الله عزوجل به موسى بن عمران عليهالسلام ( أن قال له : يا ابن عمران! كذب من زعم أنه يحبني فاذا جنه الليل نام عني أليس كل محب يحب خلوة حبيبه؟ ها أنا ذا يا ابن عمران ) (٦) مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم ، ومثلت عقوبتي
____________________
(١) الجمعة : ٦ ، وفي النسخة المخطوطة بعد ذلك بياض نحو صفحة ، وذلك لاجل كتابة التفسير ولم يكتب.
(٢) أمالى الصدوق ص ٢١٩.
(٣) علل الشرائع ج ١ ص ١١٣.
(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٨٥.
(٥) بشارة المصطفى ص ١٦١.
(٦) مابين العلامتين ساقط عن النسخة المخطوطة ونسخة الكمبانى ج ٦٧ التصحيح بالعرض على المصدر.
بين أعينهم ، يخاطبوني عن المشاهدة ويكلموني عن الحضور ، يابن عمران هب لي من قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع ، ومن عينك الدموع في ظلم الليل ، وادعني فانك تجدني قريبا مجيبا (١).
٣ ـ لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عمن سمع أبا عبدالله عليهالسلام يقول : ما أحب الله عزوجل من عصاه ثم تمثل فقال :
تعصي الاله وأنت تظهر حبه |
|
هذا محال في الفعال بديع |
لو كان حبك صادقا لاطعته |
|
إن المحب لمن يحب مطيع (٢) |
٤ ـ ثو ، ل : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن سهل ، عن إبراهيم بن داود اليعقوبي ، عن أخيه سليمان باسناده رفعه قال رجل للنبي صلىاللهعليهوآله : يارسول الله علمني شيئا إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء وأحبني الناس من الارض فقال له : ارغب فيما عند الله عزوجل يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس (٣).
٥ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عروة ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : خمسة لاينامون : الهام بدم يسفكه (٤) وذو مال كثير لا أمين له ، والقائل في الناس الزور والبهتان عن عرض من الدنيا يناله ، والمأخوذ بالمال
____________________
(١) أمالى الصدوق ص ٢١٥.
(٢) أمالى الصدوق ص ٢٩٣.
(٣) الخصال ج ١ ص ٣٢.
(٤) الهام جمع هامة وهى من طير الليل يألف المقابر وهو الصدى وكانت العرب تزعم أن روح القتيل الذى لايدرك بثأره تصير هامة وقيل : يخلق من رأسه فتزقو عند قبره تقول : اسقونى اسقونى فاذا ادرك بثاره طارت ، وهذا المعنى أراد جرير بقوله : ومنا الذى أبكى صدى ابن مالك ونفر طيرا عن جعادة وقعا يقول قتل قاتله فنفرت الطير عن قبره.
الكثير ولا مال له ، والمحب حبيبا يتوقع فراقه (١).
٦ ـ ما : المفيد ، عن التمار ، عن محمد بن القاسم الانباري ، عن أبيه ، عن الحسين بن سليمان ، عن أبي جعفر الطائي ، عن وهب بن منبه قال : قرأت في الزبور : ياداود اسمع مني ما أقول والحق أقول : من أتاني وهو يحبني أدخلته الجنة ، الخبر (٢).
٧ ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن شيخ من أهل الكوفة ، عن جده من قبل امه واسمه سليمان بن عبدالله الهاشمي قال : سمعت محمد بن علي عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للناس وهم مجتمعون عنده : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبوني لله عزوجل ( وأحبوا ) قراتبي لي (٣).
٨ ـ ع : طاهر بن محمد بن إدريس ، عن محمد بن عثمان الهروي ، عن الحسن بن مهاجر ، عن هشام بن خالد ، عن الحسن بن يحيى ، عن صدقة بن عبدالله ، عن هشام عن أنس ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل قال : قال الله تبارك وتعالى : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تردد في شئ أنا فاعله ماترددت في قبض نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه ، وما يتقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يبتهل إلي حتى احبه ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا وموئلا ، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته ، وإن من عبادي المؤمن لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عجب ويفسده ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لايصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لافسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لايصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لافسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لايصلح إيمانه إلا بالسقم ، ولو صححت
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ١٤٢.
(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٠٥.
(٣) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٧ وفي نسخة الاصل رمز أمالى الصدوق وهو سهو.
جسمه لافسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لايصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لافسده ذلك أني إدبر عبادي بعلمي بقلوبهم فاني عليم خيبر (١).
بيان : قال الشهيد طاب ثراه في قواعده في حديث القسي : « ماترددت في شئ أنا فاعله » .. فان التردد على الله محال غير أنه لما جرت العادة أن يتردد من يعظم الشخص ويكرمه في مساءته نحو الوالدين والصديق وأن لا يتردد في مساءة من لايكرمه ولا يعظمه كالعدو والحية والعقرب بل إذا خطر بالباب مساءته أوقعها من غير تردد ، فصار التردد لايقع إلا في موضع التعظيم والاهتمام وعدمه لايقع إلا في موضع الاحتقار وعدم المبالاة فحينئذ دل الحديث على تعظيم الله للمؤمن وشرف منزلته عنده فعبر باللفظ المركب عما يلزمه ، وليس مذكورا في اللفظ وإنما هو بالارادة والقصد فكان معنى الحديث حينئذ « منزلة عبدي المؤمن عظيمة ومرتبته » رفيعة فدل على تصرف النية في ذلك كله.
وقد أجاب بعض من عاصرناه عن هذا الحديث بأن التردد إنما هو في الاسباب بمعنى أن الله يظهر للمؤمن أسبابا يغلب على ظنه دنو الوفاة بها ليصير على الاستعداد التام للاخرة ثم يظهر له أسبابا تبسط في أمله فيرجع إلى عمارة دنياه بما لابد منه ، ولما كانت هذه بصورة التردد ( أطلق عليها ذلك استعارة ، وإذ كان العبد المتعلق بتلك الاسباب بصورة المتردد ) أسند التردد إليه تعالى من حيث أنه فاعل للتردد في العبد ، وقيل : إنه تعالى لايزال يورد على المؤمن سبب الموت حالا بعد حال ليؤثر المؤمن الموت فيقبضه مريدا له ، وإيراد تلك الاحوال المراد بها غاياتها من غير تعجيل بالغايات ، من القادر على التعجيل يكون ترددا بالنسبة إلى القادر من المخلوقين فهو بصورة المتردد وإن لم يكن ثم ترددا ويؤيده الخبر المروي عن إبراهيم عليهالسلام لما أتاه ملك الموت ليقبض روحه وكره ذلك أخره الله إلى أن رأى شيخا هيما يأكل ولعابه يسيل على لحيته فاستفظع ذلك وأحب الموت وكذلك موسى عليهالسلام (٢).
٩ ـ ع : السناني ، عن محمد بن هارون ، عن عبيد الله بن موسى الحبال ، عن محمد
____________________
(١) علل الشرائع ج ١ ص ١٢.
(٢) قد كانت النسخة مصحفة جدا صححناها بالعرض على المصدر ص ٢٧٢.
ابن الحسين الخشاب ، عن محمد بن الحسن ، عن يونس بن ظبيان قال : قال الصادق عليهالسلام : إن الناس يعبدون الله عزوجل على ثلاثة أوجه : فطبقة يعبدونه رغبة إلى ثوابه فتلك عبادة الحرصاء ، وهو الطمع ، وآخرون يعبدونه خوفا من النار فتلك عبادة العبيد ، وهي الرهبة ، ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام ، وهو الامن لقوله تعالى : « وهم من فزغ يومئذ آمنون » (١) « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم » (٢) فمن أحب الله عزوجل أحبه الله ومن أحبه الله عزوجل كان من الامنين (٣).
١٠ ـ مع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل عن ابن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من أحب أن يعلم ماله عند الله فليعلم مالله عنده الخبر (٤).
١١ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام : من أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله منه عند الذنوب كذلك منزلته عند الله تبارك وتعالى (٥).
١٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن أيوب ابن نوح بن دراج ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أوحى الله عزوجل إلى نجيه موسى : احببني وحببني إلى خلقي! قال : يارب هذا احبك فكيف احببك إلى خلقك؟ قال : اذكر لهم نعماي عليهم ، وبلاي عندهم ، فانهم لايذكرون أو لايعرفون مني إلا كل الخير (١).
____________________
(١) النمل : ٨٩.
(٢) آل عمران : ٣١.
(٣) علل الشرائع ج ١ ص ١٢.
(٤) معانى الاخبار ص ٢٣٤.
(٥) الخصال ج ٢ ص ١٥٩.
(٦) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٩٨.
١٣ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن اليقطيني ، عن زكريا المؤمن ، عن علي بن أبي نعيم ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله تبارك وتعالى يقول : ابن آدم تطولت عليك بثلاثة : سترت عليك مالو يعلم به أهلك ماواروك وأوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا ، وجعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدم خيرا (١).
١٤ ـ ما : ابن مخلد ، عن محمد بن عمرو بن البختري ، عن محمد بن يونس ، عن عون بن عمارة ، عن سليمان بن عمران ، عن أبي حازم المدني ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة » قال : الظاهر الاسلام والباطنة ستر الذنوب (٢).
١٥ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسن بن آدم ، عن الفضل بن يونس ، عن محمد بن عكاشة ، عن عمرو بن هاشم ، عن جويبر بن سعيد ، عن الضحاك ابن مزاحم ، عن علي عليهالسلام والضحاك ، عن ابن عباس رضياللهعنه قالا في قول الله تعالى : « وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة » قال : أما الظاهرة فالاسلام وما أفضل عليكم في الرزق ، وأما الباطنة فما ستره عليك من مساوي عملك (٣).
١٦ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن إسماعيل بن يونس ، عن إبراهيم بن جابر ، عن عبدالرحيم الكرخي ، عن هشام بن حسان ، عن همام بن عروة ، عن أبيه ، عن عايشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من لم يعلم فضل نعم الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودنا عذابه (٤).
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ٦٧.
(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٦ والاية في لقمان : ٢٠.
(٣) امالى الطوسى ج ٢ ص ١٠٤.
(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٠٥.
١٧ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبد الله بن الحسين العلوي ، عن جده إبراهيم بن علي ، عن أبيه علي بن عبيد الله قال : حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده أبي جعفر ، عن أبيه عليهمالسلام وحدثنيه الحسين بن زيد بن علي ذو الدمعة ، عن عمه عمر بن علي ، عن أخيه عن أبيه ، عن جده الحسين صلى الله عليهم.
وقال أبوجعفر عليهالسلام : حدثني عبدالله بن العباس وجابر بن عبدالله الانصاري وكان بدريا احديا شجريا (١) وممن يحظ من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله في مودة أمير المؤمنين عليهالسلام قالوا : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبوبكر وأبوعبيدة وعمر وعثمان وعبدالرحمن ورجلان من قراء الصحابة من المهاجرين عبدالله بن ام عبد ومن الانصار ابي بن كعب وكانا بدريين فقرأ عبدالله من السورة التي يذكر فيها لقمان حتى أتى على هذه الاية « وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة » (٢) الاية وقرأ ابي من السورة التي يذكر فيها إبراهيم عليهالسلام « وذكرهم بأيام الله أن في ذلك لايات لكل صبار شكور » (٣) قالوا : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : آيام الله نعماؤه وبلاؤه ومثلاته سبحانه ثم أقبل صلىاللهعليهوآله على من شهده من أصحابه فقال : إني لاتخولكم بالموعظة تخولا مخافة السأمة عليكم ، وقد أوحى إلي ربي جل وتعالى أن اذكركم بأنعمه ، وانذركم بما أفيض (٤) عليكم من كتابه ، وتلا « وأسبغ عليكم نعمه » الاية ثم قال لهم : قولوا الان قولكم ما أول نعمة رغبكم الله فيها وبلاكم بها؟
____________________
(١) نسبة إلى الشجرة ، شجرة السمرة التى بايعهم رسول الله صلىاللهعليهوآله على أن لايفروا في غزوة الحديبية ، فسميت بيعة الرضوان لقوله تعالى فيه : « لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ».
(٢) لقمان : ٢٠.
(٣) ابراهيم : ٥. (٤) في المصدر : أقتص.