السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-95-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٢٦
(أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى) (١) ، يقول : « سبحانك اللهم وبلى » ، وقال : « كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا قرأ : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) ، قال : « سبحان ربي الأعلى ».
وكذلك روى عن عليّ عليه السلام.
١ ـ (غُثَاء أَحْوَى) (٢). قال ابن عباس : « هشيماً متغيراً ».
٢ ـ (سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى) (٣). قال ابن عباس : « كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل عليه جبرائيل عليه السلام بالوحي يقرأه مخافة أن ينساه ، فكان لا يفرغ جبرائيل عليه السلام من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله ، فلمّا نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئاً؟! ».
٣ ـ (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى) (٤). قال ابن عباس : « من تزكى من الشرك ».
٤ ـ (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (٥) ، قال ابن عباس : « وحد الله سبحانه وتعالى وصلى الصلوات الخمس ».
سورة الغاشية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ
____________
(١) القيامة / ١.
(٢) الأعلى / ٥.
(٣) الأعلى / ٦.
(٤) الأعلى / ١٤.
(٥) الأعلى / ١٥.
نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ * أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ).
١ ـ (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) (١). قال ابن عباس : « الغاشية الساعة ، من أسماء يوم القيامة ، عظّمه الله وحذّره عباده ».
٢ ـ (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ) (٢). قال ابن عباس : « فإنّها تعمل وتنصب في النار ، عاملة ناصبة في الدنيا ، يعملون وينصبون ويتعبون على خلاف ما أمرهم الله تعالى به ، وهم الرهبان وأصحاب الصوامع وأهل البدع والآراء الباطلة لا يقبل الله أعمالهم في البدعة والضلالة وتصير هباء لا يثابون عليها ».
٣ ـ (تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً) (٣). قال ابن عباس : « قد حميت فهي تتلظى على أعداء الله ».
____________
(١) الغاشية / ١.
(٢) الغاشية / ٣.
(٣) الغاشية / ٤.
٤ ـ (تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) (١). قال ابن عباس : « هي التي قد طال آنيها ».
٥ ـ (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ) (٢). قال ابن عباس : « الضريع الشبرق شجر من نار ، قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « الضريع شيء يكون في النار يشبه الشوك أمّرّ من الصبر ، وأنتن من الجيفة وأشدّ حراً من النار ، سماه الله الضريع ».
٦ ـ (لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً) (٣). قال ابن عباس : « لا تسمع أذىً ولا باطل ».
٧ ـ (فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ) (٤). قال ابن عباس : « كقوله سرر مصفوفة بعضها فوق بعض ، قال : ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت ، مرتفعة ما لم يجيء أهلها ، فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها ، ثم ترتفع إلى موضعها ».
٨ ـ (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ) (٥). قال ابن عباس : « يعني بالنمارق المجالس المرافق ».
٩ ـ (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) (٦). قال ابن عباس : « لست عليهم بجبار ».
____________
(١) الغاشية / ٥.
(٢) الغاشية / ٦.
(٣) الغاشية / ١١.
(٤) الغاشية / ١٣.
(٥) الغاشية / ١٥.
(٦) الغاشية / ٢٢.
سورة الفجر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ * فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً * كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي).
١ ـ (وَالْفَجْرِ) (١). قال ابن عباس : « يعني صلاة الفجر ».
٢ ـ (وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (٢). قال ابن عباس : « إنّ الليالي العشر أقسم الله بهنّ :
____________
(١) الفجر / ١.
(٢) الفجر / ٢.
هنّ الليالي الأولى من ذي الحجة ، عشر الأضحى ».
٣ ـ (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) (١). قال ابن عباس : « يوم الذبح ، النحر ، والوتر ، يوم عرفة ».
٤ ـ (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) (٢). قال ابن عباس : « إذا ذهب ».
٥ ـ (لِّذِي حِجْرٍ) (٣). قال ابن عباس : « لذي النهى والعقل لذي اللب ».
٦ ـ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ) (٤). قال ابن عباس : « يعني بالإرم الهالك ، ألا ترى إنك تقول : أرم بنو فلان ».
٧ ـ (ذَاتِ الْعِمَادِ) (٥). قال ابن عباس : « يعني طولهم مثل العماد والشدّة ».
٨ ـ (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) (٦). قال ابن عباس : « يعني ثمود قوم صالح ، كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً ، فخرقوها ».
٩ ـ (وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ) (٧). قال ابن عباس : « الأوتاد الجنود الذين يُشدّون له أمره ».
١٠ ـ (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (٨). قال ابن عباس : « يرى ويسمع ».
____________
(١) الفجر / ٣.
(٢) الفجر / ٤.
(٣) الفجر / ٥.
(٤) الفجر / ٦.
(٥) الفجر / ٧.
(٦) الفجر / ٩.
(٧) الفجر / ١٠.
(٨) الفجر / ١٤.
١١ ـ (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً) (١). قال ابن عباس : « تأكلون أكلاً شديداً سفاً ».
١٢ ـ (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) (٢). قال ابن عباس : « فتحبوّن كثرة المال حبّاً كثيراً شديداً ».
١٣ ـ (إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً) (٣). قال ابن عباس رضي الله عنه : « أي مدّت يوم القيامة مدّ الأديم ».
١٤ ـ (وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (٤). قال ابن عباس رضي الله عنه : « إذا كان يوم القيامة مدّت الأرض مد الأديم ، وزيد في سعتها كذا وكذا. وجُمع الخلائق بصعيد واحد ، جنّهم وإنسهم ، فإذا كان ذلك اليوم قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها على وجه الأرض ، ولأهل السماء وحدهم أكثر من أهل الأرض جنّهم وإنسهم بضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض فزعوا منهم ، فيقولون : أفيكم ربّنا؟ فيفزعون من قولهم ، ويقولون : سبحان ربنا ، ليس فينا وهو آت.
ثم تقاض السماء الثانية ، ولأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض ، فيقولون لهم مثل ذلك ، ويُرجعون إليهم مثل ذلك.
____________
(١) الفجر / ١٩.
(٢) الفجر / ٢٠.
(٣) الفجر / ٢١.
(٤) الفجر / ٢٢.
حتى تقاض السماء السابعة ، فلأهل السماء السابعة أكثر من أهل ست سموات ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فيجئ الله فيهم والأمم جثي صفوف ، وينادي منادٍ : ستعلمون اليوم مَن أصحاب الكرم ، ليقم الحمّادون لله على كلّ حال ، قال : فيقومون فيسرحون إلى الجنّة ، ثم ينادي الثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين كانت (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (١) ، فيسرحون إلى الجنّة ، ثم ينادي الثالثة ستعلمون اليوم من (لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) (٢) ، فيقومون فيسرحون إلى الجنّة.
فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح فيقول : إنّي وكلّت منكم بثلاثة ، بكلّ جبّار عنيد ، فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حبّ السمسم ، فيحبس بهم في جهنم.
ثم يخرج ثانية فيقول : إني وكلّت منكم بمن آذى الله ورسوله فيلقطهم لقط الطير حبّ السمسم فيحبس بهم في جهنم.
ثم يخرج ثالثة ـ قال عوف : قال أبو المنهال : حسبت أنّه يقول ـ كلفّت بأصحاب التصاوير ، فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حبّ السمسم ، فيحبس بهم في جهنم.
____________
(١) السجدة / ١٦.
(٢) النور / ٣٧.
فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة ، نشرت الصحف ، ووضعت الموازين ، ودعا الخلائق للحساب » (١).
سورة البلد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً * أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ).
١ ـ (لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) (٢). قال ابن عباس : « مكة ».
٢ ـ (وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) (٣). قال ابن عباس : « يعني بذلك نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أحلّ الله له يوم دخل مكة أن يقتل من يشاء ويستحيي من يشاء ، فقتل يؤمئذ ابن خطل صبراً وهو آخذ بأستار الكعبة ، فلم تحلّ لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن
____________
(١) تفسير الطبري ٣٠ / (١٨٥) ـ ١٨٦.
(٢) البلد / ١.
(٣) البلد / ٢.
يقتل من يشاء فيها حراماً حرّمه الله ، فأحلّ الله له ما صنع بأهل مكة ، ألم تسمع أنّ الله قال في تحريم الحرم : (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (١). يعني بالناس أهل القبلة ».
٣ ـ (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) (٢). قال ابن عباس : « الوالد الذي يلد ، وما ولد العاقر الذي لا يولد له ».
٤ ـ (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) (٣). قال ابن عباس : « في نصب ، في شدّة معيشته ، وحمله ، وحياته ونبات أسنانه ».
٥ ـ (أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) (٤). عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لا تزول قدما العبد حتى يسأل عن أربعة : عن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين جمعه ، وفي ماذا أنفقه ، وعن عمله « علمه » ماذا عمل به ، وعن حبنا أهل البيت » (٥).
٦ ـ (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (٦). قال ابن عباس : « سبيل الخير وسبيل الشر ».
٧ ـ (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) (٧). قال ابن عباس : « يوم ذي مجاعة ».
٨ ـ (أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ) (٨). قال ابن عباس : « الذي ليس له مأوى
____________
(١) آل عمران / ٩٧.
(٢) البلد / ٣.
(٣) البلد / ٤.
(٤) البلد / ٥.
(٥) مجمع البيان ١٠ / ٣٦٣.
(٦) البلد / ١٠.
(٧) البلد / ١٤.
(٨) البلد / ١٦.
إلاّ التراب الذي لا يفيد من التراب شيء ، اللازق بالتراب من شدّة الفقر على الطريق ، على الكناسة ، شديد الحاجة ، مسكين ذو بنين وعيال ، ليس بينك وبينه قرابة ».
٩ ـ (وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (١). قال ابن عباس : « مرحمة الناس ».
١٠ ـ (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ) (٢). قال ابن عباس : « مطبقة ».
سورة الشمس
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا).
١ ـ (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا) (٣). قال ابن عباس : « يتلو النهار ».
____________
(١) البلد / ١٧.
(٢) البلد / ٢٠.
(٣) الشمس / ٢.
٢ ـ(وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا) (١). قال ابن عباس : « قسمها وما خلق منها ».
٣ ـ (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (٢). قال ابن عباس : « علّمها الطاعة والمعصية ، بين الخير والشر ، عرّفها طريق الفجور والتقوى وزهدّها في الفجور ورغبّها في التقوى ».
٤ ـ (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) (٣). قال ابن عباس : « قد أفلح من زكى الله نفسه ».
٥ ـ (وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) (٤). قال ابن عباس : « يعني تكذيبها أظلها أهلكها وقد خاب من دسّى الله نفسه فأضلّه ».
٦ ـ (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) (٥). قال ابن عباس : « اسم العذاب الذي جاءها الطغوى ، كذّبت ثمود بعذابها ».
٧ ـ (وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا) (٦). قال ابن عباس : « لا يخاف الله من أحد تبعه في إهلاكهم ».
____________
(١) الشمس / ٦.
(٢) الشمس / ٨.
(٣) الشمس / ٩.
(٤) الشمس / ١٠.
(٥) الشمس / ١١.
(٦) الشمس / ١٥.
سورة الليل
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى * فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى * لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى).
١ ـ (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) (١). قال ابن عباس : « أعمالكم لمختلفة فعمل للجنة وعمل للنار ».
٢ ـ (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) (٢). قال ابن عباس : « وصدَّق بالخلف من الله بالعِدة الحسنى ».
٣ ـ (وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) (٣). قال ابن عباس : « من أغناه الله فبخل بالزكاة بخل بما عنده واستغنى في نفسه ».
٤ ـ (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) (٤). قال ابن عباس : « وكذب بالخلف من الله ».
____________
(١) الليل / ٤.
(٢) الليل / ٦.
(٣) الليل / ٨.
(٤) الليل / ٩.
سورة الضحى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (١).
١ ـ (وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى). قال ابن عباس : « إذا أقبل ، « إذا ذهب ».
٢ ـ (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى). قال ابن عباس : « لمّا نزل عليه القرآن أبطأ عنه جبريل أيّاماً فعُيّر بذلك ، فقال المشركون : ودّعه ربّه وقلاه ، فأنزل الله : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) ، ما تركك ربّك وما أبغضك ».
سورة الانشراح
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ).
____________
(١) الضحى / (١) ـ ١٠.
١ ـ (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ) (١). قال ابن عباس : « فإذا فرغت ممّا فرض عليك من الصلاة فسل الله ، وأرغب إليه وأنصب له في الدعاء ».
سورة التين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ).
١ ـ(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (٢). قال ابن عباس : « يعني التين مسجد نوح الذي بني على الجودي ، والزيتون بيت المقدس ».
٢ ـ (وَطُورِ سِينِينَ) (٣). قال ابن عباس : « هو الطور ».
٣ ـ (وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ) (٤). قال ابن عباس : « مكة ».
٤ ـ (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (٥). قال ابن عباس : « خلق كلّ شيء منكبّاً على وجهه إلاّ الإنسان في أعدل خلق ، شبابه أوّل ما نشأ ».
____________
(١) الانشراح / ٧.
(٢) التين / ١.
(٣) التين / ٢.
(٤) التين / ٣.
(٥) التين / ٤.
٥ ـ (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) (١). قال ابن عباس : « يردَ إلى أرذل العمر ، كبر حتى ذهب عقله ، وهم نفرٌ ردّوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سفهت عقولهم ، فأنزل الله عذرهم أنّ لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم ».
٦ ـ (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٢). قال ابن عباس : « فأيّما رجل كان يعمل عملاً صالحاً وهو قوي شاب ، فعجز عنه جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت ، إذا كان يعمل بطاعة الله في شبيبته كلّها ثم كبر ثم ذهب عقله ، كتب له مثل عمله الصالح الذي كان يعمل في شبيبته ولم يؤاخذه بشيء ممّا عمل في كبره وذهاب عقله من أجل أنّه مؤمن وكان يطيع الله في شبيبته ، وقال : هم الذين أدركهم الكبر ، لا يؤاخذون بعمل عملوه في كبرهم وهم هرمَى لا يعقلون ».
٧ ـ (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ). قال ابن عباس : « غير منقوص ».
٨ ـ (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) (٣). قال ابن عباس : « ما يكذبك بحكم الله ».
____________
(١) التين / ٥.
(٢) التين / ٦.
(٣) التين / ٧.
سورة العلق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).
١ ـ (أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) (١). قال ابن عباس : « كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي عند المقام ، فمرّ به أبو جهل ابن هشام ، فقال : يا محمد ألم أنهك عن هذا؟ وتوعدّه فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانتهره ، فقال : يا محمد بأي شيء تهددني؟ أما والله إنّي لأكثر هذا الوادي نادياً ، فغضب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فتكلم بشيء ، فأنزل الله : (أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ).
____________
(١) العلق / (١١) ـ ١٦.
فقال ابن عباس : فوالله لو فعل لأخذته الملائكة من مكانه ».
٢ ـ (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) (١). قال ابن عباس : « يعني الملائكة الموكلين بالنار وهم الملائكة الغلاظ الشداد ».
سورة القدر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
١ ـ (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٢). قال ابن عباس : « أنزل الله القرآن كلّه جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئاً أنزل منه حتى جمعه ، ثم فرّق في السنين ، وكان بين أوله وآخره عشرون سنة ، فكان بموقع النجوم ، فكان الله ينزله على رسوله بعضه في أثر بعض ثم قرأ : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) (٣) ».
____________
(١) العلق / ١٨.
(٢) القدر / ١.
(٣) الفرقان / ٣٢.
سورة البينة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).
١ ـ (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (١). قال ابن عباس : « يريد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ».
٢ ـ (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء). قال ابن عباس : « حجاجاً مسلمين غير مشركين يقول : (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ) ، ويحجوا : (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٢) ».
٣ ـ (هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٣). قال ابن عباس : « نزلت في عليّ عليه السلام وأهل بيته ».
____________
(١) البينة / ١.
(٢) البينة / ٥.
(٣) البينة / ٧.
سورة الزلزلة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ).
١ ـ (وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا) (١). قال ابن عباس : « الموتى ، أخرجت موتاها المدفونة فيها تخرج أحياء للجزاء ».
٢ ـ (وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا) (٢). قال ابن عباس : « الكافر ، (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) (٣) ، يقول يومئذ تحدث الأرض أخبارها ، وتحديثها إخبارها : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) (٤) ، أوحى إليها ، أذن لها لتخبر بما عمل عليها ».
٣ ـ (لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) (٥). قال ابن عباس : « ليروا جزاء أعمالهم ».
٤ ـ (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (٦). قال ابن عباس : « ليس مؤمن ولا كافر عمل خيراً ولا شراً في الدنيا ، إلاّ أتاه الله إياهُ ، فإنّ المؤمن فيريه
____________
(١) الزلزلة / ٢.
(٢) الزلزلة / ٣.
(٣) الزلزلة / ٤.
(٤) الزلزلة / ٥.
(٥) الزلزلة / ٦.
(٦) الزلزلة / ٧.
حسناته وسيئاته ، فيغفر الله له سيئاته ، وأمّا الكافر فيردّ حسناته ، ويعذبّه بسيئاته.
وإنّ الذرة دودة حمراء ليس لها وزن ».
سورة العاديات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ).
١ ـ (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً) (١). قال ابن عباس : « هي الخيل ، وقال : ما ضبحت دابة قط إلاّ كلب أو فرس » ، وقال عطاء : « سمعت ابن عباس يصف الضبح أح أح ».
ـ أقول : وجاء في « تفسير الطبري » و « مجمع البيان » في تفسير السورة المذكورة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : « فقلت له : الخيل تغير في سبيل الله ، ثّم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ويورون نارهم ، فانفتل عني فذهب إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت سقاية زمزم ، فسأله عن : (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً) ـ حدثه قال : بينما أنا في الحجر جالس أتاني رجل
____________
(١) العاديات / ١.