السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-95-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٢٦
سورة النبأ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً * وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً * وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً * وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً * يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً * وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً * لِلْطَّاغِينَ مَآباً * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً * لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً * إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً * جَزَاء وِفَاقاً * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً * فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً * إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً * جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً * رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن
شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً * إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً).
١ ـ (وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً) (١). يقول ابن عباس : « سراجاً منيراً ».
٢ ـ (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ) (٢). يقول ابن عباس : « فالمعصرات الريح من السحاب ».
٣ ـ (مَاءً ثَجَّاجاً) (٣). قال ابن عباس : « ماء من السماء منصباً ».
٤ ـ (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) (٤). قال ابن عباس : « وجنات التفّ بعضها ببعض ».
٥ ـ (لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً) (٥). قال ابن عباس : « الحُقب ثمانون سنة ».
٦ ـ (إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً) (٦). قال ابن عباس : « الزمهرير ».
٧ ـ(جَزَاءً وِفَاقاً) (٧). قال ابن عباس : « وافق أعمالهم ».
٨ ـ (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازا) (٨). يقول : « متنزها ».
٩ ـ (وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً) (٩). قال ابن عباس : « يعني النساء المستويات ».
____________
(١) النبأ / ١٣.
(٢) النبأ / ١٤.
(٣) النبأ / ١٤.
(٤) النبأ / ١٦.
(٥) النبأ / ٢٣.
(٦) النبأ / ٢٥.
(٧) النبأ / ٢٦.
(٨) النبأ / ٣١.
(٩) النبأ / ٣٣.
١٠ ـ (وَكَأْساً دِهَاقاً) (١). قال ابن عباس : « ممتلأ دراكاً ملأى متتابعة ».
١١ ـ (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ) (٢). قال ابن عباس : « هو ملك أعظم الملائكة خلقاً ».
١٢ ـ (إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (٣). قال ابن عباس : « إلاّ من أذن له الربّ بشهادة ألاّ إله إلاّ الله ، وهي منتهى الصواب ».
سورة النازعات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً * يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ * فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ * هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى *
____________
(١) النبأ / ٣٤.
(٢) النبأ / ٣٨.
(٣) النبأ / ٣٨.
فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى * أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ * فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى * فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى * يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا).
١ ـ (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً) (١). قال ابن عباس : « تنزع الأنفس ».
٢ ـ (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً) (٢). قال ابن عباس : « حين تنشط نفسه ، إنّها الملائكة تنشط أنفس المؤمنين ، فتقبضها كما تنشط العقال بين يدي البعير إذا حلّ عنها ».
٣ ـ (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) (٣). قال ابن عباس : « تتبع
____________
(١) النازعات / ١.
(٢) النازعات / ٢.
(٣) النازعات / (٦) ـ ٧.
الآخرة الأولى ، والراجفة النفخة الأولى ، والرادفة النفخة الأخرى ».
٤ ـ (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ) (١). قال ابن عباس : « خائفة » (٢).
٥ ـ (أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ) (٣). قال ابن عباس : « أئنا لمردودن في الحافرة. الحياة ، أئنا لمبعوثون خلقاً جديداً ».
٦ ـ (أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً) (٤). قال ابن عباس : « النخرة الفانية البالية ».
٧ ـ(فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ) (٥). قال ابن عباس : « يعني الأرض ».
٨ ـ (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى) (٦). قال ابن عباس : « أمّا الأولى فحين قال : ما علمت لكم من اله غيري ، وأمّا الآخرة فحين قال : (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) (٧) ».
٩ ـ (رَفَعَ سَمْكَهَا) (٨). قال ابن عباس : « بنيانها ».
١٠ ـ (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) (٩). قال ابن عباس : « أظلم ليلها ».
١١ ـ (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا *
____________
(١) النازعات / ٨.
(٢) الطبري ٣ / ٣٣.
(٣) النازعات / ١٠.
(٤) النازعات / ١١.
(٥) النازعات / ١٤.
(٦) النازعات / ٢٥.
(٧) النازعات / ٢٤.
(٨) النازعات / ٢٨.
(٩) النازعات / ٢٩.
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (١). قال ابن عباس : « يعني أنّ الله خلق السماوات والأرض ، فلمّا فرغ من السماوات قبل أن يخلق أقوات الأرض فيها بعد خلق السماء ، وأرسى الجبال ، يعني بذلك دحوها ، الأقوات ، ولم تكن تصلح أقوات الأرض ونباتها إلاّ بالليل والنهار ، فذلك قوله : (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا). ألم تسمع أنّه قال : (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا).
وقال : وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بألفي عام ثم دحيت الأرض تحت البيت ».
١٢ ـ (فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى) (٢). قال ابن عباس : « من أسماء يوم القيامة ، عظّمه وحذّره عباده ».
سورة عبس
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَاء ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ * قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ
____________
(١) النازعات / (٣٠) ـ ٣١.
(٢) النازعات / ٣٤.
* مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ * فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ).
١ ـ (فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ) (١). قال ابن عباس : « أي هذا القرآن أو هذه التذكرة في كتب معظمة عند الله وهي اللوح المحفوظ ».
٢ ـ (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) (٢). قال ابن عباس : « كتبة الملائكة ».
٣ ـ (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) (٣). قال ابن عباس : « يعني بذلك خروجه من بطن أمه يسرّه له ».
٤ ـ (وَقَضْباً) (٤). قال ابن عباس : « هو ألقت الرطب يقضب مرّة بعد أخرى ، يكون علفاً للدواب ».
____________
(١) عبس / ١٣.
(٢) عبس / ١٥.
(٣) عبس / ٢٠.
(٤) عبس / ٢٨.
٥ ـ (فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ) (١). قال ابن عباس : « هذا من أسماء يوم القيامة ، عظمّه الله وحذّره عباده ».
٦ ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ) (٢). قال ابن عباس : « مشرقة ».
٧ ـ (تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ) (٣). قال ابن عباس : « تغشاها ذلة ».
سورة التكوير
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ * فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ * وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
____________
(١) عبس / ٣٣.
(٢) عبس / ٣٨.
(٣) عبس / ٤١.
١ ـ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (١). قال ابن عباس : « يعني ذهبت ، أظلمت ، ذهب ضوؤها ونورها فأظلمت وأضمحلت ».
٢ ـ (وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ) (٢). قال ابن عباس : « تغيرّت ».
٣ ـ (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) (٣). قال ابن عباس : « حشر البهائم موتها ، وحشر كلّ شيء الموت غير الجن والأنس ، فإنهما يوقفان يوم القيامة ».
٤ ـ (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) (٤). قال ابن عباس : « (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ، قال كَور الله الشمس والقمر والنجوم في البحر ، فيبعث عليها ريحاً دبوراً ، فتنفخه حتى يصير ناراً ، فذلك قوله : (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ).
٥ ـ (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) (٥). قال ابن عباس : « ذلك حين يكون الناس أزواجاً ثلاثة ».
٦ ـ (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ) (٦). قرئت : « وإذا المؤودة » ، روي عن ابن عباس أنّه قال : « هو من قتل في مودتنا أهل البيت » (٧).
٧ ـ (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ) (٨). قال ابن عباس : « يعني إذا أدبر بظلامه ».
____________
(١) التكور / ١.
(٢) التكور / ٢.
(٣) التكور / ٥.
(٤) التكور / ٦.
(٥) التكور / ٧.
(٦) التكور / ٨.
(٧) مجمع البيان ١٠ / ٢٧٤ ، وهذا مروي عن أبي جعفرu.
(٨) التكور / ١٧.
٨ ـ (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (١). قرأ ابن عباس : « بِظَّنِينٍ » ، قال : « ليس بمتهم على ما جاء به ، وليس بظن بما أوتي ».
سورة الإنفطار
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ * كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ * إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ).
١ ـ (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) (٢). قال ابن عباس : « بعضها في بعض ».
٢ ـ (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (٣). قال ابن عباس : « بُحثت ».
____________
(١) التكور / ٢٤.
(٢) الأنفطار / ٣.
(٣) الأنفطار / ٤.
٣ ـ (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (١). قال ابن عباس : « تَعلم ما قدّمت من طاعة لله ، وما أخَرت ممّا أمِرت به من حق لله عليها لم تعمل به ».
٤ ـ (يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ) (٢). قال ابن عباس : « (يَوْمَ الدِّينِ) من أسماء يوم القيامة ، عظّمه الله وحذّره عباده ».
سورة المطففين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ * كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ * إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن
____________
(١) الأنفطار / ٥.
(٢) الأنفطار / ١٥.
رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ * إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
١ ـ (إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (١). قال ابن عباس : « أعمالهم في كتاب في الأرض السابعة السفلى ».
٢ ـ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (٢). قال ابن عباس : « طبع على قلوبهم ما كسبوا ».
٣ ـ (إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) (٣). قال ابن عباس : « أعمالهم في كتاب عند الله في السماء هو لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيها ».
٤ ـ (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (٤). قال ابن عباس : « كلّ أهل السماء ».
٥ ـ (عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ) (٥). قال ابن عباس : « الأرائك السرر في الحجَال ».
____________
(١) المطففين / ٧.
(٢) المطففين / ١٤.
(٣) المطففين / ١٨.
(٤) المطففين / ٢١.
(٥) المطففين / ٢٣.
٦ ـ « يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ) (١). قال ابن عباس : « يعني بالرحيق الخمر ».
٧ ـ (خِتَامُهُ مِسْكٌ) (٢). قال ابن عباس : « طيّب الله لهم الخمر ، فكان آخر شيء جعل فيها حتى تختم ، إي أخر طعمه ريح المسك ، إذا رفع الشارب فاه عن آخر شرابه وجد ريحه كريح المسك ».
٨ ـ (وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) (٣). قال ابن عباس : « عيناً من ماء الجنّة تمزج به الخمر ». وفي رواية ميمون بن مهران ، عن ابن عباس سئل عن تسنيم؟ فقال : « هذا ما يقول الله عزوجل : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ) (٤) » (٥).
٩ ـ (انقَلَبُواْ فَكِهِينَ) (٦). قال ابن عباس : « معجبين ».
١٠ ـ (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ) (٧). قال ابن عباس : « يعني السرر المرفوعة عليها الحجال ، وكان يقول : إنّ السور الذي بين الجنّة والنار يفتح لهم فيه أبواب ، فينظر المؤمنون إلى أهل النار ، والمؤمنون على السرر ، ينظرون كيف يُعذّبون ، فيضحكون منهم ، فيكون ذلك ممّا أقر الله به أعينهم كيف ينتقم الله منهم ».
____________
(١) المطففين / ٢٥.
(٢) المطففين / ٢٦.
(٣) المطففين / (٢٧) ـ ٢٨.
(٤) السجدة / ١٧.
(٥) مجمع البيان ١٠ / ٢٩٨.
(٦) المطففين / ٣١.
(٧) المطففين / (٣٤) ـ ٣٥.
سورة الإنشقاق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً * إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً * فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ).
١ ـ (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) (١). عن ابن عباس في قوله : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا) ، قال : « سمعت لربها. وفي قوله : (وَحُقَّتْ) حققت لطاعة ربها ».
____________
(١) الانشقاق / ٢.
٢ ـ (وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ) (١). قال ابن عباس : « تمد مد الأديم العكاظي وتزاد في سعتها ».
٣ ـ (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (٢). قال ابن عباس : « تعمل عملاً تلقى الله به خيراً كان أو شراً ».
٤ ـ (إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ) (٣). قال ابن عباس : « يبعث ».
٥ ـ (وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ) (٤). قال ابن عباس : « وما جمع ما ساق الليل من شيء جمعه النجوم ، ألم تسمع قول الشاعر : « مستوسقات لم يجدن سائقا ».
٦ ـ (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ) (٥). قال ابن عباس : « يعني نبيّكم صلى الله عليه وآله وسلم حالاً بعد حال ، منزلاً بعد منزل ، مرّة كالمهل ومرّة كالدهان. لتركبن يا محمد سماء بعد سماء تصعد فيها ».
٧ ـ (لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٦). قال ابن عباس : « غير منقوص ، ولا مقطوع ، لأنّ نعيم الآخرة غير منقطع ».
____________
(١) الانشقاق / ٣.
(٢) الانشقاق / ٦.
(٣) الانشقاق / ١٤.
(٤) الانشقاق / ١٧.
(٥) الانشقاق / ٢٥.
(٦) الانشقاق / ٢٥.
سورة البروج
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ).
١ ـ (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ) (١). عن ابن عباس : « قصور في السماء ».
____________
(١) البروج / ١.
٢ ـ (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (١). قال ابن عباس : « الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ».
٣ ـ (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ). قال ابن عباس : « الشاهد محمد ، والمشهود يوم القيامة ، ثم قرأ : (ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ) (٢) ».
٤ ـ (قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ) (٣). قال ابن عباس : « هم ناس من بني إسرائيل ، خدّوا أخدوداً في الأرض ثم أوقدوا فيه ، ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالاً ونساءاً فعرضوا عليها ، وزعموا أنّه دانيال وأصحابه ».
٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) (٤). قال ابن عباس : « حرّقوا المؤمنين والمؤمنات ، وعذبوهم بالنار ».
٦ ـ (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) (٥). قال ابن عباس : « يبدئ بالعذاب في الدنيا
____________
(١) البروج / ٣.
(٢) هود / ١٠٣.
وهذا هو تفسير أهل البيت عليهم السلام ، فقد سأل رجل الحسن بن علي عليه السلام عن الآية ، فقال : للسائل : سألت أحداً قبلي؟ قال : نعم سألت ابن عمر وابن الزبير فقالا : يوم الذبح ويوم الجمع ، قال : لا ، ولكن الشاهد محمد ، ثم قرأ : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً ) ، النساء / ٤١. فالمشهود يوم القيامة ، ثم قرأ : ( ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ) هود / ١٠٣. تفسير الطبري ٣٠ / ١٣٠ط البابي الحلبي.
(٣) البروج / (٤) ـ ٥.
(٤) البروج / ١٠.
(٥) البروج / ١٣.
ويعيده في الآخرة ».
٧ ـ (الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (١). قال ابن عباس : « الحبيب ».
٨ ـ (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (٢). قال ابن عباس : « الكريم يريد العرش وحسنه ».
٩ ـ (فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) (٣). قال ابن عباس : « محفوظ عند الله وهو أم الكتاب ، ومنه نسخ القرآن والكتب ، وهو الذي يعرف باللوح المحفوظ وهو من درة بيضاء ، طوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب » (٤).
سورة الطارق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ * وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً).
____________
(١) البروج / ١٤.
(٢) البروج / ١٥.
(٣) البروج / ٢٢.
(٤) مجمع البيان ١٠ / ٣١٩.
١ ـ (وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ) (١). قال ابن عباس : « السماء وما يطرق فيها ».
٢ ـ (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) (٢). قال ابن عباس : « يعني المضيء هو الكواكب المضيئة ، وثقوبه : إذا أضاء ».
٣ ـ (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) (٣). قال ابن عباس : « كل نفس عليها حفظة من الملائكة ».
٤ ـ (خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ) (٤). قال ابن عباس : « أي ماء مهراق في رحم المرأة ، يعني المني الذي يكون منه الولد ».
٥ ـ (يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) (٥). قال ابن عباس : « الترائب موضع القلادة من بين ثدي المرأة ، من الصدر ».
٦ ـ (وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ) (٦). قال ابن عباس : « ذات السحاب فيه المطر ، يعني بالرجع القطر والرزق كلّ عام ».
٧ ـ (وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) (٧). قال ابن عباس : « ذات النبات ، صدعها إخراج النبات في كلّ عام ».
٨ ـ (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) (٨). قال ابن عباس : « حق ».
____________
(١) الطارق / ١.
(٢) الطارق / ٣.
(٣) الطارق / ٤.
(٤) الطارق / ٦.
(٥) الطارق / ٧.
(٦) الطارق / ١١.
(٧) الطارق / ١٢.
(٨) الطارق / ١٣.
٩ ـ (وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) (١). قال ابن عباس : « بالباطل ».
١٠ ـ (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) (٢). قال ابن عباس : « قريباً ».
سورة الأعلى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى * سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى * وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى * فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى * قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).
كان ابن عباس إذا قرأ : « (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) (٣) ، يقول : « سبحان ربي الأعلى » ، وإذا قرأ : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (٤) ، فأتى على آخرها :
____________
(١) الطارق / ١٤.
(٢) الطارق / ـ١٧.
(٣) الأعلى / ١.
(٤) القيامة / ١.