التّفسير - ج ٢

أبي النضر محمد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي [ العيّاشي ]

التّفسير - ج ٢

المؤلف:

أبي النضر محمد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي [ العيّاشي ]


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة العلمية الإسلامية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٦٨
الجزء ١ الجزء ٢

١

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

من سورة الأعراف

١ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْأَعْرَافِ فِي كُلِّ شَهْرٍ ـ كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الَّذِينَ (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) وَلَا يَحْزَنُونَ ، فَإِنْ قَرَأَهَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ كَانَ مِمَّنْ لَا يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع : أَمَا إِنَّ فِيهَا آيَاتٍ مُحْكَمَةً (١) فَلَا تَدَعُوا قِرَاءَتَهَا وَتِلَاوَتَهَا وَالْقِيَامَ بِهَا ، فَإِنَّهَا تَشْهَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ رَبِّهِ (٢).

٢ ـ عَنْ أَبِي جُمُعَةٍ رَحْمَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَكَانَ زِنْدِيقاً ـ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ لَهُ : قَوْلُ اللهِ فِي كِتَابِهِ (المص) أَيَّ شَيْءٍ أَرَادَ بِهَذَا وَأَيُّ شَيْءٍ فِيهِ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَأَيُّ شَيْءٍ فِي ذَا مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ قَالَ : فَأَغْلَظَ ذَلِكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ : أَمْسِكْ وَيْحَكَ الْأَلْفُ وَاحِدٌ ، وَاللَّامُ ثَلَاثُونَ ، وَالْمِيمُ أَرْبَعُونَ ، وَالصَّادُ تِسْعُونَ ، كَمْ مَعَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ : مِائَةٌ وَإِحْدَى وَسِتُّونَ ، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع : إِذَا انْقَضَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ يَنْقَضِي مُلْكُ أَصْحَابِكَ ، قَالَ : فَنَظَرْنَا فَلَمَّا انْقَضَتْ

__________________

(١) وفي نسخة «آي ومحكم».

(٢) البرهان ج ٢ : ٢. البحار ج ١٩ : ٦٩.

٢

إِحْدَى وَسِتُّونَ وَمِائَةٌ يَوْمَ عَاشُورَاءَ دَخَلَ الْمُسَوِّدَةُ (١) الْكُوفَةَ وَذَهَبَ مُلْكُهُمْ (٢).

٣ خَيْثَمَةُ الْجُعْفِيُّ عَنْ أَبِي لَبِيدٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا بَا لَبِيدٍ إِنَّهُ يَمْلِكُ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ اثْنَا عَشَرَ ، يُقْتَلُ بَعْدَ الثَّامِنِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فَتُصِيبُ أَحَدَهُمْ الذُّبَحَةُ (٣) فَتَذْبَحُهُ ، هُمْ فِئَةٌ قَصِيرَةٌ أَعْمَارُهُمْ ، قَلِيلَةٌ مُدَّتُهُمْ ، خَبِيثَةٌ سِيرَتُهُمْ (٤) مِنْهُمْ الْفُوَبْسِقُ الْمُلَقَّبُ بِالْهَادِي ، وَالنَّاطِقُ وَالْغَاوِي ، يَا بَا لَبِيدٍ إِنَّ فِي حُرُوفِ الْقُرْآنِ الْمُقَطَّعَةِ لَعِلْماً جَمّاً ، إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْزَلَ «الم ذلِكَ الْكِتابُ» ، فَقَامَ مُحَمَّدٌ ع حَتَّى ظَهَرَ نُورُهُ وَثَبَتَتْ كَلِمَتُهُ ، وَوُلِدَ يَوْمَ وُلِدَ ، وَقَدْ مَضَى مِنَ الْأَلْفِ السَّابِعِ مِائَةُ سَنَةٍ وَثَلَاثُ سِنِينَ ، ثُمَّ قَالَ : وَتِبْيَانُهُ فِي كِتَابِ اللهِ [فِي] الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ ـ إِذَا عَدَدْتُهَا مِنْ غَيْرِ تَكْرَارٍ ، وَلَيْسَ مِنْ حُرُوفٍ مُقَطَّعَةٍ حَرْفٌ يَنْقَضِي أَيَّامٌ [الْأَيَّامُ] إِلَّا وَقَائِمٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عِنْدَ انْقِضَائِهِ ، ثُمَّ قَالَ : الْأَلْفُ وَاحِدٌ ، وَاللَّامُ ثَلَاثُونَ ، وَالْمِيمُ أَرْبَعُونَ ، وَالصَّادُ تِسْعُونَ ، فَذَلِكَ مِائَةُ وَإِحْدَى وَسِتُّونَ ، ثُمَّ كَانَ بُدُوُّ خُرُوجِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع (الم) اللهِ ، فَلَمَّا بَلَغَتْ مُدَّتُهُ قَامَ قَائِمُ وُلْدِ الْعَبَّاسِ عِنْدَ (الَمَصَ) ، وَيَقُومُ قَائِمُنَا عِنْدَ انْقِضَائِهَا بِ (الَرَ) فَافْهَمْ ذَلِكَ وَعُهُ وَاكْتُمْهُ (٥).

__________________

(١) المسودة بكسر الواو أي لابسي سواد والمراد أصحاب الدعوة العباسية لأنهم كانوا يلبسون ثيابا سوداء.

(٢) البرهان ج ٢ : ٣. البحار ج ١٩ : ٩٢. الصافي ج ١ : ٥٦٣ ونقله الصدوق (ره) في معاني الأخبار لكن في أكثر نسخه ثلاثين بدل ستين في المواضع الثلاثة ولعله الأصح كما سيظهر وسيأتي شرحه في ذيل الحديث الآتي.

(٣) الذبحة ـ كهمزة ـ : وجع في الحلق من الدم ، وقيل : قرحة تظهر فيه فتنسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق.

(٤) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري (ره) أن الأصل «سريرتهم».

(٥) البحار ج ١٩ : ٩٤. البرهان ج ٢ : ٣. الصافي ج ١ : ٥٧. ثم إنه قد اختلفت كلمات القوم في فواتح السور وتلك الحروف المقطعة وكثرت الأقوال وربما تبلغ إلى

٣

__________________

ثلاثين قولا ذكر جلها الرازي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى «الم ذلك الكتاب اه» في سورة البقرة فراجع ولعل أقربها إلى الصواب كما يستفاد من هذه الأخبار ويؤيده آيات الكتاب ما ذهب إليه جمع من محققي علماء الإمامية وبعض المفسرين من العامة وهو أن هذه الحروف هي أسرار بين الله ورسوله ورموز لم يقصد بها إفهام غيره وغير الراسخين في العلم من ذريته كما قال تعالى (وأخر متشابهات) إلى قوله (وما يعلم تأويله إلّا الله والرّاسخون في العلم) وهذين الخبرين وغيرهما أيضا يدلان على أنها من جملة الرموز المفتقرة إلى البيان وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.

ثم لا يخفى أن هذين الخبرين من معضلات الأخبار ومخيبات الأسرار ونحن نذكر بعض ما قيل في شرحهما على ما هو المناسب لوضع هذه التعليقة فنقول : قال العلامة المجلسي (ره) : بعد نقلهما عن كتاب معاني الأخبار في شرح الحديث الأول ما لفظه : هذا الخبر لا يستقيم إذا حمل على مدة ملكهم لأنه كان ألف شهر ولا على تاريخ الهجرة مع ابتنائه عليه لتأخر حدوث هذا التاريخ عن زمن الرسول ولا على تاريخ عام الفيل لأنه يزيد على أحد وستين ومائة مع أن أكثر نسخ الكتاب (يعني كتاب معاني الأخبار) أحد وثلاثون ومائة وهو لا يوافق عدد الحروف ثم قال (ره) : وقد أشكل علي حل هذا الخبر زمانا حتى عثرت على اختلاف ترتيب الأباجد في كتاب عيون الحساب فوجدت فيه أن ترتيب الأبجد في القديم الذي ينسب إلى المغاربة هكذا : أبجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، صعفض ، قرست ، ثخذ ، ظغش ، فالصاد المهملة عندهم ستون والضاد المعجمة تسعون والسين المهملة ثلاثمائة والظاء المعجمة ثمانمائة والغين المعجمة تسعمائة والشين المعجمة ألف فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد المجموع ولعل الاشتباه في قوله والصاد تسعون من النساخ لظنهم أنه مبني على المشهور وحينئذ يستقيم إذا بني على البعثة أو نزول الآية كما لا يخفى على المتأمل «انتهى» وقال في شرح الحديث الثاني : الذي يخطر بالبال في حل هذا الخبر الذي هو من معضلات الأخبار هو أنه ع بين أن الحروف المقطعة التي في فواتح السور إشارة إلى ظهور ملك جماعة من أهل الحق وجماعة من أهل الباطل

٤

__________________

فاستخرج (ع) ولادة النبي (ص) من عدد أسماء الحروف المبسوطة بزبرها وبيناتها كما يتلفظ بها عند قراءتها بحذف المكررات كأن يعد ألف لام ميم تسعة ولا تعد مكررة بتكررها في خمس من السور فإنك إذا عددتها كذلك تصير مائة وثلاثة أحرف وهذا يوافق تاريخ ولادة النبي (ص) لأنه كان قد مضى من الألف السابع من ابتداء خلق آدم (ع) مائة سنة وثلاث سنين وإليه أشار بقوله (ع) «وتبيانه» أي تبيان تاريخ ولادته (ص) ثم بين أن كل واحدة من تلك الفواتح إشارة إلى ظهور دولة من بني هاشم ظهرت عند انقضائها (فالم) التي في سورة البقرة إشارة إلى ظهور دولة الرسول إذ أول دولة ظهرت في بني هاشم كانت دولة عبد المطلب فهو مبدأ التاريخ ومن ظهور دولته إلى ظهور دولة الرسول وبعثته كان قريبا من أحد وسبعين الذي هو عدد (الم) فالم ذلك ـ إشارة إلى ذلك وبعد ذلك نظم القرآن (الم) الذي في آل عمران فهو إشارة إلى خروج الحسين (ع) إذا كان خروجه في أواخر سنة ستين من البعثة.

ثم بعد ذلك في نظم القرآن (المص) فقد ظهرت دولة بني العباس عند انقضائها لكن يشكل هذا من حيث إن ظهور دولتهم وابتداء بيعتهم كان في سنة اثنين وثلاثين ومائة وقد مضى من البعثة حينئذ مائة وخمس وأربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر ثم قال (ره) : ويمكن التفصي عن هذا الإشكال بوجوه :

الأول : أن يكون مبدأ هذا التاريخ غير مبدأ (الم) بأن يكون مبدأ ولادة النبي (ص) مثلا فإن بدو دعوة بني العباس كان في سنة مائة من الهجرة وظهور بعض أمرهم في خراسان كان في سنة سبع أو ثمان ومائة من ولادته (ص) إلى ذلك الزمان كان مائة وإحدى وستين سنة.

الثاني : أن يكون المراد بقيام قائم ولد عباس استقرار دولتهم وتمكنهم وذلك كان في أواخر زمن المنصور وهو يوافق هذا التاريخ من البعثة :

الثالث : أن يكون هذا الحساب مبنيا على ما في شرح الحديث السابق من كون الصاد في ذلك الحساب ستين فيكون مائة وإحدى وثلاثين فيوافق تاريخه تاريخ (الم) إذ في سنة مائة وسبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم في خراسان.

٥

__________________

ثم قال (ره) ويحتمل أن يكون مبدأ هذا التاريخ نزول الآية وهي وإن كانت مكية كما هو المشهور فيحتمل أن يكون نزولها في زمان قريب من الهجرة فيقرب من بيعتهم الظاهر وإن كانت مدنية فيمكن أن يكون نزولها في زمان ينطبق على بيعتهم بغير تفاوت ثم قال (ره) في شرح قوله (ع) : فلما بلغت مدته أي كملت المدة المتعلقة بخروج الحسين ع فإن ما بين شهادته صلوات الله عليه إلى خروج بني العباس كان من توابع خروجه وقد انتقم الله له من بني أمية في تلك المدة إلى أن استأصلهم ثم قال (ره) :

وقوله : ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر هذا يحتمل وجوها :

الأول : أن يكون من الأخبار المشروطة البدائية ولم يتحقق لعدم تحقق شرطه كما يدل عليه بعض أخبار هذا الباب.

الثاني : أن يكون تصحيف «المر» ويكون مبدأ التاريخ ظهور أمر النبي ص قريبا من البعثة كألف لام ميم ويكون المراد بقيام القائم قيامه بالإمامة تورية فإن إمامته كانت في سنة ستين ومائتين فإذا أضيف إليها أحد عشر من البعثة يوافق ذلك.

الثالث : أن يكون المراد جميع أعداد كل (الر) يكون في القرآن وهي خمس مجموعها ألف ومائة وخمسة وخمسون ثم ذكر وجهين آخرين واستبعدهما تركناهما حذرا من الإطالة والإطناب وهذا آخر ما نقلناه من كلامه (ره).

وقال تلميذ المحدث المحقق المولى أبو الحسن بن محمد طاهر العاملي (ره) بعد نقل كلامه (ره) : ولقد أجاد في إفادة المراد بما لا يتطرق إليه المزاد إلا أن فيه بعض ما ينبغي ذكره فاعلم أن قوله (ع) في حديث المخزومي إن ولادة النبي كانت في سنة مائة وثلاث من الألف السابع موافق بحسب الواقع لما ضبطه أكثر أهل الزيجات والتواريخ المضبوطة وإن كان بحسب الظاهر موهما للمخالفة فإن الذي ضبطه الأكثر أن عمر آدم كان ألف سنة إلا سبعين كما يظهر من كثير من أخبارنا أيضا وإن من وفاة آدم إلى الطوفان كان ألفا وثلاثمائة سنة وكسرا ، ومن الطوفان إلى مولد إبراهيم (ع) كان ألفا وثمانين وكسرا ومن مولد إبراهيم عليه‌السلام إلى وفاة موسى (ع) كان خمسمائة سنة وكسرا ومن وفاة موسى (ع) إلى مبدإ ملك بخت نصر كان تسعمائة سنة وكسرا وقيل سبعمائة وكسرا وإن بين ملك بخت

٦

__________________

نصر ومولد النبي (ص) كان ألفا سنة وعشر سنين ما سوى الكسورات المذكورة ، فبين في الحديث أنها ثلاث وتسعون سنة وكذا لو بني على قول من قال بأن ما بين وفاة موسى وملك بخت نصر كان سبعمائة وكسرا يمكن تصحيح الحساب بأنه يكون مجموع ما بين خلق آدم إلى ولادة النبي (ص) على هذا الحساب خمسة آلاف سنة وثمانمائة وكسرا كما صرح به بعضهم أيضا بأن هذا كله على حساب السنين الشمسية فيكون بالقمرية المضبوط بالشهور العربية ستة آلاف سنة وكسرا.

ففي الحديث المذكور أيضا صرح (ع) بأن ذلك الكسر مائة وثلاث سنين مع قطع النظر عن الشمسية والقمرية نقول أيضا إذا كان على هذا الحساب عدد الألوف خمسة والمائة المعلومة ثمانية بقيت الكسور التي بين هذه التواريخ غير معلومة فربما يكون جميعها ثلاثمائة وثلاث سنين كما أخبر الإمام (ع) ويؤيده تصريح بعض المورخين بأن من هبوط آدم إلى مولد النبي (ص) ستة آلاف سنة ومائة وثلاث وستون سنة فافهم.

واعلم أيضا أن مراد شيخنا (ره) بقوله في تطبيق الم الله على خروج الحسين (ع) وإنما كان شيوع أمره يعني أمر النبي (ص) بعد سنتين من البعثة دفع ما يرد على ذلك من أن ما بين مبدإ البعثة إلى خروج الحسين (ع) كان ثلاثا وسبعين سنة فزيد حينئذ سنتان ، ولعله (ره) لم يحتج إلى هذا التكلف مع بعده بل كان له أن يجعل مبنى الحساب على السنين الشمسية فإن خروجه (ع) كان في آخر سنة ستين من الهجرة بحساب سنين القمرية فيصير من البعثة إليها بحساب الشمسية واحدة وسبعين سنة كما هو ظاهر على الماهر وكأنه (ره) لم يتوجه إلى هذا التوجيه لأنه لا يجري فيما سيأتي في تاريخ قيام القائم (ع) فتأمل.

ثم اعلم أيضا أن الوجه الأول الذي ذكره طاب مرقده في التفصي عما استشكله في كون المص تاريخ قيام قائم بني العباس وجه جيد ، لكن لم يكن له حاجة إلى أن يتكلف بجعل تاريخ القيام زمان ظهور أمرهم بل إن جعل تاريخ ذلك زمان أصل ظهور دعوتهم في خراسان وبدو خروج قائمهم والأعوان أعني أبا مسلم المروزي لتم الكلام أيضا حق التمام فإن أصل ظهور تلك الدعوة على ما صرح به هو أيضا أخيرا كان في سنة مائة وسبع

٧

__________________

عشرة من الهجرة من ولادة النبي (ص) إلى الهجرة كان ثلاثا وخمسين سنة تقريبا بالسنين القمرية وتلك بعد إخراج التفاوت الذي يحصل بسبب اختلاف أشهر الولادة والبعثة والهجرة وغيرها وتحويلها إلى السنين الشمسية تصير مائة وواحدة وستين سنة تقريبا.

وأما توجيهه رضي الله عنه بما وجهه به حديث رحمة بن صدقة أيضا من كون مبنى الحساب على عدد الصاد ستين كما هو عند المغاربة فهو وإن كان حاسما لمادة الإشكال في الخبرين جميعا إلا أنه بعيد من كليهما من وجوه غير خفية.

منها : تصريح الإمام فيهما معا بأن الصاد تسعون والحمل على اشتباه النساخ في كل منهما لا سيما في الخبر الذي يستلزم أن يقال بالاشتباه في كلمتين كما هو ظاهر مما يرتفع باحتماله الاعتماد على مضامين الأخبار والوثوق بها.

على أنه يمكن توجيه حديث رحمة أيضا بنوع لا يحتاج إلى القول بهذا الاشتباه مع البناء على ما في أكثر النسخ (يعني من كتاب معاني الأخبار) أعني كون ثلاثين بدل ستين كما هو الأنسب بالنسبة إلى عجز الحديث إذ لا كلام في أن دخول المسودة الكوفة كان عند انقضاء سنة مائة وإحدى وثلاثين من الهجرة ، والتوجيه أن يقال لعل الإمام (ع) في ذلك الحديث عد أولا عدد حساب الحروف بقوله الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون ثم قال : كم معك حتى يقول الرجل مائة وواحد وستون فيخبره بمبدإ ظهور أمر بني العباس على وفق حديث أبي لبيد لكن الرجل توهم في الحساب والجواب فقال : مائة وإحدى وثلاثون وكان ذلك أيضا موافقا ليوم دخول المسودة الكوفة إذا حوسب من الهجرة فأقره الإمام (ع) على خطائه ولم يخبره بتوهمه حيث كان ذلك الذي ذكره أيضا من أيام فناء أصحابه بل أشدها عليهم فأخبره بما أحرق قلبه على وفق جوابه أيضا فافهم وتأمل جيدا حتى تعلم أن ما ذكره شيخنا المتقدم طاب ثراه في آخر توجيه حديث رحمة من أن استقامة ما ذكره من التوجيه إذا بني على البعثة وقد أشار إلى مثله بما في حديث أبي لبيد أيضا ليس على ما ينبغي بل المعنى يستقيم حينئذ إذا حوسب من الهجرة كما صرح الراوي في آخر الحديث ونص عليه أهل التواريخ أيضا فتأمل.

واعلم أيضا أن الأظهر في الوجوه التي ذكرها (ره) في توجيه قيام القائم (ع)

٨

٤ ـ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي خُطْبَتِهِ قَالَ اللهُ : (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ـ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ـ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) فَفِي اتِّبَاعِ مَا جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَفِي تَرْكِهِ الْخَطَأُ الْمُبِينُ (١).

٥ ـ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّ إِبْلِيسَ مِنْهُمْ ، وَكَانَ فِي عِلْمِ اللهِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ ، فَاسْتَخْرَجَ اللهُ مَا فِي نَفْسِهِ بِالْحَمِيَّةِ ، فَقَالَ : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (٢).

٦ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ الصِّرَاطُ الَّذِي قَالَ إِبْلِيسُ (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ـ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) الْآيَةِ ـ وَهُوَ عَلِيٌّ ع (٣).

٧ ـ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللهِ (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) إِلَى (شاكِرِينَ) قَالَ : يَا زُرَارَةُ إِنَّمَا عَمَدَ لَكَ (٤) وَلِأَصْحَابِكَ ، وَأَمَّا الْآخَرُونَ فَقَدْ فَرَغَ مِنْهُمْ (٥).

٨ ـ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ ع قَالَ الشَّجَرَةُ الَّتِي نَهَى اللهُ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ ـ أَنْ يَأْكُلَا مِنْهَا شَجَرَةُ الْحَسَدِ ، عَهِدَ إِلَيْهِمَا أَنْ لَا يَنْظُرَا إِلَى مَنْ فَضَّلَ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى خَلَائِقِهِ ـ بِعَيْنِ الْحَسَدِ ، وَلَمْ يَجِدِ اللهُ لَهُ عَزْماً (٦).

٩ ـ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ سَأَلْتُهُ كَيْفَ أَخَذَ اللهُ

__________________

الوجه الثاني فإن في أكثر النسخ المعتبرة ضبط (المر) بدل (الر) مع كونه حينئذ على نسق ما تقدم عليه في كون الجميع (الم) وربما يكون نظم القرآن أيضا كذلك عند أهل البيت أن يكون (المر) قبل (الر) ولا بعد أيضا في التعبير عن إمامة القائم (ع) بقيامه هذا ما خطر بالبال والله وحججه أعلم بحقائق الأحوال. «انتهى».

(١ ـ ٢) البرهان ج ٢ : ٤ ـ ٥.

(٣) البرهان ج ٢ : ٤ ـ ٥. الصّافي ج ١ : ٥٦٨.

(٤) عمد للشّيء : قصد. وفى بعض النّسخ «صمد» وهو بمعناه أيضا.

(٥) البرهان ج ٢ : ٥. البحار ج ١٤ : ٦٢٧.

(٦) البرهان ج ٢ : ٦. البحار ج ٥ : ٥١.

٩

آدَمَ بِالنِّسْيَانِ فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَنْسَ وَكَيْفَ يَنْسَى وَهُوَ يَذْكُرُهُ ـ وَيَقُولُ لَهُ إِبْلِيسُ (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ـ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) (١).

١٠ ـ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ ص أَنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ ـ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ آدَمَ حَيْثُ عُرِجَ إِلَى السَّمَاءِ فِي أَمْرِ الصَّلَاةِ فَفَعَلَ ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى : يَا آدَمُ أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رَوْحِهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ ، وَأَبَاحَ لَكَ جَنَّتَهُ ، وَأَسْكَنَكَ جِوَارَهُ ، وَكَلَّمَكَ قُبُلاً ثُمَّ نَهَاكَ عَنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ ـ فَلَمْ تَصْبِرْ عَنْهَا حَتَّى أُهْبِطْتَ إِلَى الْأَرْضِ بِسَبَبِهَا ـ فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَضْبِطَ نَفْسَكَ عَنْهَا حَتَّى أَغْرَاكَ إِبْلِيسُ فَأَطَعْتَهُ فَأَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ بِمَعْصِيَتِكَ ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ : ارْفُقْ بِأَبِيكَ أَيْ بُنَيَّ مِحْنَةَ مَا [فيما] لَقِيَ فِي أَمْرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ [يَا بُنَيَ] إِنَّ عَدُوِّي أَتَانِي مِنْ وَجْهِ الْمَكْرِ وَالْخَدِيعَةِ ، فَحَلَفَ لِي بِاللهِ أَنَّهُ فِي مَشُورَتِهِ عَلَيَّ لَمِنَ النَّاصِحِينَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ لِي مُسْتَنْصِحاً : إِنِّي لِشَأْنِكَ يَا آدَمُ لَمَغْمُومٌ قُلْتُ : وَكَيْفَ قَالَ : قَدْ كُنْتُ أَنِسْتُ بِكَ وَبِقُرْبِكَ مِنِّي ـ وَأَنْتَ تَخْرُجُ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ إِلَى مَا سَتَكْرَهُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : وَمَا الْحِيلَةُ فَقَالَ إِنَّ الْحِيلَةَ هُوَ ذَا هُوَ مَعَكَ ، أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى فَكُلَا مِنْهَا أَنْتَ وَزَوْجُكَ ـ فَتَصِيرَا مَعِي فِي الْجَنَّةِ أَبَداً مِنَ الْخَالِدِينَ ـ وَحَلَفَ لِي بِاللهِ كَاذِباً أَنَّهُ لِمَنْ النَّاصِحِينَ ، وَلَمْ أَظُنَّ يَا مُوسَى أَنَّ أَحَداً يَحْلِفُ بِاللهِ كَاذِباً ، فَوَثِقْتُ بِيَمِينِهِ ، فَهَذَا عُذْرِي فَأَخْبِرْنِي يَا بُنَيَّ ـ هَلْ تَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ـ أَنَّ خَطِيئَتِي كَائِنَةٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ قَالَ لَهُ مُوسَى : بِدَهْرٍ طَوِيلٍ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ص فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثاً (٢).

١١ ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع وَأَنَا حَاضِرٌ ـ كَمْ لَبِثَ آدَمُ وَزَوْجُهُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى أَخْرَجَتْهُمَا مِنْهَا خَطِيئَتُهُمَا فَقَالَ : إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَفَخَ فِي آدَمَ رُوحَهُ ـ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ (٣) مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثُمَّ بَرَأَ زَوْجَتَهُ مِنْ أَسْفَلِ أَضْلَاعِهِ ، ثُمَّ أَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ ، فَوَ اللهِ مَا اسْتَقَرَّ فِيهَا إِلَّا سِتَّ سَاعَاتٍ فِي يَوْمِهِ

__________________

(١ ـ ٢) البرهان ج ٢ : ٦. البحار ج ٥ : ٥١.

(٣) وفي نسخة البرهان «عند زوال الشّمس».

١٠

ذَلِكَ ـ حَتَّى عَصَى اللهَ ، فَأَخْرَجَهُمَا اللهُ مِنْهَا بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، وَمَا بَاتَا فِيهَا وَصُيِّرَا بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ حَتَّى أَصْبَحَا ، (فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) ... (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ) فَاسْتَحْيَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ وَخَضَعَ وَقَالَ : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) وَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَاغْفِرْ لَنَا ، قَالَ اللهُ لَهُمَا : اهْبِطَا مِنْ سَمَاوَاتِي إِلَى الْأَرْضِ ـ فَإِنَّهُ لَا يُجَاوِرُنِي فِي جَنَّتِي عَاصٍ وَلَا فِي سَمَاوَاتِي ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع : إِنَّ آدَمَ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ ـ ذَكَرَ أَنَّهُ مَا نَهَاهُ اللهُ عَنْهَا ـ فَنَدِمَ فَذَهَبَ لِيَتَنَحَّى مِنَ الشَّجَرَةِ ـ فَأَخَذَتِ الشَّجَرَةُ بِرَأْسِهِ فَجَرَّتْهُ إِلَيْهَا ، وَقَالَتْ لَهُ : أَفَلَا كَانَ فِرَارُكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِّي (١).

١٢ ـ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فِي قَوْلِ اللهِ : (فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) قَالَ : كَانَتْ سَوْآتُهُمَا لَا تَبْدُو لَهُمَا فَبَدَتْ ، يَعْنِي كَانَتْ مِنْ دَاخِلٍ (٢).

١٣ ـ عَنْ زُرَارَةَ وَحُمْرَانَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ع عَنْ قَوْلِهِ : (يا بَنِي آدَمَ) قَالا : هِيَ عَامَّةٌ (٣).

١٤ ـ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ أَمَرَ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِغَيْرِ مَشِيَّةٍ مِنْهُ ـ فَقَدْ أَخْرَجَ اللهَ مِنْ سُلْطَانِهِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَعَاصِيَ عُمِلَتْ بِغَيْرِ قُوَّةِ اللهِ فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ (٤).

__________________

(١ ـ ٢) البرهان ج ٢ : ٧. البحار ج ٥ : ٥١.

(٣) وفي نسخة البرهان بعد قوله (يا بني آدم) زيادة وهي هذه :

«لباس التقوى : ثياب بيض.

قال وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التّقوى) قال : فأما اللباس التي يلبسون وأما الرياش فالمتاع والمال ، وأما لباس التقوى فالعفاف إن العفيف لا تبدو له عورة وإن كان عاريا عن اللباس ، والفاجر بادي العورة وإن كان كاسيا من اللباس ، ويقول الله : (ولباس التّقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلّهم يذّكّرون يا بني آدم لا يفتننّكم الشّيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة) إنه محكم» (انتهى).

(٤) البرهان ج ٢ : ٨.

١١

١٥ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدٍ صَالِحٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) إِلَى قَوْلِهِ : (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) فَقَالَ أَرَأَيْتَ أَحَداً يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَمَرَنَا بِالزِّنَا ـ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَحَارِمِ فَقُلْتُ : لَا ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الْفَاحِشَةُ ـ الَّتِي تَدَّعُونَ أَنَّ اللهَ أَمَرَ بِهَا ـ فَقُلْتُ : اللهُ أَعْلَمُ وَوَلِيُّهُ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا مِنْ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ ، ادَّعَوْا أَنَّ اللهَ أَمَرَهُمْ بِالايتِمَامِ بِهِمْ ، فَرَدَّ اللهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ ـ فَسَمَّى ذَلِكَ مِنْهُمْ فَاحِشَةً (١).

١٦ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ إِلَيْهِ فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ (٢).

١٧ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا فِي قَوْلِ اللهِ (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قَالَ : هُوَ إِلَى الْقِبْلَةِ (٣).

١٨ ـ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فِي قَوْلِهِ : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قَالَ : يَعْنِي الْأَئِمَّةَ (٤).

١٩ ـ عَنْ زُرَارَةَ وَحُمْرَانَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ع عَنْ قَوْلِهِ : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قَالَ : مَسَاجِدَ مُحْدَثَةٍ ، فَأُمِرُوا أَنْ يُقِيمُوا وُجُوهَهُمْ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (٥).

٢٠ أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ هُوَ إِلَى الْقِبْلَةِ ـ لَيْسَ فِيهَا عِبَادَةُ الْأَوْثَانِ خَالِصاً مُخْلَصاً (٦).

٢١ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فِي قَوْلِ اللهِ : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قَالَ : هِيَ الثِّيَابُ (٧).

__________________

(١ ـ ٢) البرهان ج ٢ : ٨. البحار ج ٧ : ١٢٩ : الصافي ج ١ : ٥٧١.

(٣) البرهان ج ٢ : ٨. البحار ج ١٨ : ١٥٢. الصافي ج ١ : ٥٧١.

(٤) البرهان ج ٢ : ٨. البحار ج ٧ : ٦٩. الصافي ج ١ : ٥٧١.

(٥ ـ ٦) البرهان ج ٢ : ٨. البحار ج ١٨ : ١٥٢.

(٧) البرهان ج ٢ : ٩ ـ ١٠. البحار ج ١٨ : ٨٥ و ٩٧.

١٢

٢٢ ـ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فِي قَوْلِ اللهِ : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قَالَ : يَعْنِي الْأَئِمَّةَ (١).

٢٣ ـ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع أَتَرَى اللهَ أَعْطَى مَنْ أَعْطَى مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ ـ وَمَنَعَ مَنْ مَنَعَ مِنْ هَوَانٍ بِهِ عَلَيْهِ لَا وَلَكِنَّ الْمَالَ مَالُ اللهِ ـ يَضَعُهُ عِنْدَ الرَّجُلِ وَدَائِعَ ، وَجَوَّزَ لَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا قَصْداً وَيَشْرَبُوا قَصْداً ، وَيَلْبَسُوا قَصْداً ، وَيَنْكِحُوا قَصْداً ، وَيَرْكَبُوا قَصْداً ، وَيَعُودُوا بِمَا سِوَى ذَلِكَ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ـ وَيَلُمُّوا بِهِ شَعَثَهُمْ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مَا يَأْكُلُ حَلَالاً وَيَشْرَبُ حَلَالاً ، وَيَرْكَبُ حَلَالاً ، وَيَنْكِحُ حَلَالاً ، وَمَنْ عَدَا ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ حَرَاماً ـ ثُمَّ قَالَ : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) أَتَرَى اللهَ ائْتَمَنَ رَجُلاً عَلَى مَالٍ خَوَّلَ لَهُ ـ أَنْ يَشْتَرِيَ فَرَساً بِعَشَرَةِ آلَافِ (٢) دِرْهَمٍ ـ وَيَجْزِيَهُ فَرَسٍ بِعِشْرِينَ دِرْهَماً ـ وَيَشْتَرِيَ جَارِيَةً بِأَلْفِ دِينَارٍ ـ وَيَجْزِيَهِ جَارِيَةً بِعِشْرِينَ دِينَاراً وَقَالَ : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (٣).

٢٤ ـ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قَالَ : عَشِيَّةَ عَرَفَةَ (٤).

٢٥ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قَالَ : هُوَ الْمَشْطُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ وَنَافِلَةٍ (٥).

٢٦ ـ عَنْ عَمَّارٍ النَّوْفَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ يَقُولُ الْمَشْطُ يَذْهَبُ بِالْوَبَاءِ ، قَالَ : وَكَانَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ مَشْطٌ فِي الْمَسْجِدِ ـ يَتَمَشَّطُ بِهِ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ (٦).

٢٧ ـ عَنْ الْمَحَامِلِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فِي قَوْلِ اللهِ : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) قَالَ الْأَرْدِيَةَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ (٧).

__________________

(١) البرهان ج ٢ : ١٠. البحار ج ٧ : ٦٩.

(٢) قال الفيروزآبادي : خوله الله المال : أعطاه إياه متفضلا.

(٣) البرهان ج ٢ : ١٠. البحار ج ١٥ (ج ٤) ٢٠١ و ١٦ (م) : ٤١. الصافي ج ١ ٥٧٣.

(٤) البرهان ج ٢ : ١٠.

(٥ ـ ٧) البرهان ج ٢ : ١٠. البحار ج ١٨ : ٣١٧. الصافي ج ١ : ٥٧٢ ـ ٥٧٣. الوسائل ج ١. أبواب آداب الحمام باب ٧١ وج ٢ أبواب وجوب الإحرام باب ٢٦.

١٣

٢٨ ـ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع مَنْ سَأَلَ النَّاسَ شَيْئاً وَعِنْدَهُ مَا يَقُوتُهُ يَوْمَهُ ـ فَهُوَ مِنَ الْمُسْرِفِينَ (١).

٢٩ ـ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ لَبِسَ أَجْوَدَ ثِيَابِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ لِمَ تَلْبَسُ أَجْوَدَ ثِيَابِكَ فَقَالَ : إِنَّ اللهَ تَعَالَى جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ فَأَتَجَمَّلُ لِرَبِّي ، وَهُوَ يَقُولُ : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) فَأَحَبَّ أَنْ أَلْبَسَ أَجْوَدَ ثِيَابِي (٢).

٣٠ ـ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع وَعَلَيْهِ إِزَارٌ أَحْمَرُ (٣) قَالَ فَأَحْدَدْتُ النَّظَرَ إِلَيْهِ (٤) فَقَالَ : يَا بَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، ثُمَّ تَلَا : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ ـ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) (٥).

٣١ ـ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَلْبَسُ الْجُبَّةَ وَالْمِطْرَفَ مِنَ الْخَزِّ ـ وَالْقَلَنْسُوَةَ (٦) وَيَبِيعُ الْمِطْرَفَ وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ ـ وَيَقُولُ : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ ـ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) (٧).

__________________

(١) البرهان ج ٢ : ١٠. البحار ج ١٨ : ٣١٧. الصافي ج ١ : ٥٧٢ ـ ٥٧٣.

(٢) البرهان ج ٢ : ١٠. البحار ج ١٨ : ٨٥ و ٨٧. الصافي ج ٢ : ٥٧٢. الوسائل ج ١ أبواب لباس المصلي باب ٥٤. مجمع البيان ج ٣ : ٤١٢.

(٣) وفي نسخة البرهان بعد قوله : رأيت أبا جعفر هكذا : «وهو في بيت منجد وعليه قميص رطب اه»

أقوال : وهو موافق لرواية الكليني في الكافي وبيت منجد ـ بضم الميم وفتح النون والجيم وشدها ـ مزين بنجوده وهي ستوره التي تشد على الحيطان.

(٤) أحد إليه النظر ـ بتشديد الدال ـ بالغ في النظر إليه.

(٥) البرهان ج ٢ : ١٢. البحار ج ١٦ (م) : ٤١.

(٦) المطرف بضم الميم وفتحها ـ : رداء من خز مربع ذو أعلام قال الفراء : وأصله الضم لأنه في المعنى مأخوذ من أطرف أي جعل في طرفيه العلمان ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه.

(٧) البرهان ج ٢ : ١٣. البحار ج ١٦ (م) : ٤١.

١٤

٣٢ ـ عَنْ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ ع وَعَلَيَّ جُبَّةُ خَزٍّ وَطَيْلَسَانُ خَزٍّ (١) فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ عَلَيَّ جُبَّةُ خَزٍّ وَطَيْلَسَانُ خَزٍّ ـ مَا تَقُولُ فِيهِ فَقَالَ : وَمَا بَأْسٌ (٢) بِالْخَزِّ ـ قُلْتُ : وَسَدَاهُ (٣) إِبْرِيسَمٌ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ ـ فَقَدْ أُصِيبَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا بَعَثَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى الْخَوَارِجِ لَبِسَ أَفْضَلَ ثِيَابِهِ ، وَتَطَيَّبَ بِأَطْيَبِ طِيبِهِ ، وَرَكِبَ أَفْضَلَ مَرَاكِبِهِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَوَافَقَهُمْ فَقَالُوا : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ بَيْنَا [بَيْنَنَا] أَنْتَ خَيْرُ النَّاسِ ـ إِذْ أَتَيْتَنَا فِي لِبَاسٍ مِنْ لِبَاسِ الْجَبَابِرَةِ وَمَرَاكِبِهِمْ ، فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ ـ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) أَلْبَسُ وَأَتَجَمَّلُ ، فَإِنَ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ـ وَلْيَكُنْ مِنْ حَلَالٍ (٤).

٣٣ ـ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ الشَّامِيِّ [قَالَ : قَالَ أَبُو الْحَسَنِ] عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ وَمَا أَعْجَبَ إِلَى النَّاسِ ـ مَنْ يَأْكُلُ الْجَشِبَ (٥) وَيَلْبَسُ الْخَشِنَ وَيَتَخَشَّعُ ، قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ ع نَبِيٌّ ابْنُ نَبِيٍّ ـ كَانَ يَلْبَسُ أَقْبِيَةَ الدِّيبَاجِ مَزْرُورَةً بِالذَّهَبِ (٦) وَيَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ آلِ فِرْعَوْنَ ، يَحْكُمُ وَلَمْ يَحْتَجْ النَّاسُ إِلَى لِبَاسِهِ ، وَإِنَّمَا احْتَاجُوا إِلَى قِسْطِهِ ، وَإِنَّمَا يُحْتَاجُ مِنَ الْإِمَامِ ـ إِلَى أَنْ إِذَا قَالَ صَدَقَ وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ ، وَإِذَا حَكَمَ عَدَلَ ، إِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ طَعَاماً وَلَا شَرَاباً مِنْ

__________________

(١) الطّيلسان ـ بالفتح وتثليث اللّام ـ : كساء مدوّر أخضر لا أسفل له يلبسه الخواصّ من العلماء والمشايخ وهو من لباس العجم.

(٢) وفي بعض النّسخ «لا بأس».

(٣) السدى من الثّوب : ما مدّ من خيوطه ويقال له بالفارسيّة «تار» وهو بخلاف اللحمة «پود».

(٤) البرهان ج ٢ : ١٣. البحار ج ١٦ (م) : ٤١.

(٥) هذا هو الظّاهر الموافق لنسخة البرهان لكن في الأصل والبحار «الخشن» بدل «الجشب» والجشب من الطّعام : الغليظ وقيل هو ما لا أدم فيه.

(٦) المزرور : المشدود بالأزرار وهي جمع الزر بالكسر : الحبّة تجعل في العروة.

١٥

حَلَالٍ ، وَإِنَّمَا حَرَّمَ الْحَرَامَ قَلَّ أَوْ كَثُرَ ، وَقَدْ قَالَ : «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ ـ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ» (١).

٣٤ ـ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يَلْبَسُ الثَّوْبَ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَاراً ، وَالْمِطْرَفَ بِخَمْسِينَ دِينَاراً يَشْتُو فِيهِ (٢) فَإِذَا ذَهَبَ الشِّتَاءُ بَاعَهُ وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهِ (٣).

٣٥ ـ وَفِي خَبَرِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع (٤) أَنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي الْكِسَاءَ الْخَزَّ بِخَمْسِينَ دِينَاراً ، فَإِذَا صَافَ تَصَدَّقَ بِهِ ، لَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْساً ـ وَيَقُولُ : «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ ـ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ» (٥).

٣٦ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ سَأَلْتُ عَبْداً صَالِحاً عَنْ قَوْلِ اللهِ : (إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) قَالَ : إِنَّ الْقُرْآنَ لَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ ـ فَجَمِيعُ مَا حَرَّمَ (٦) بِهِ فِي الْكِتَابِ ـ هُوَ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ ، وَجَمِيعُ مَا أَحَلَّ فِي الْكِتَابِ ـ هُوَ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْحَقِ (٧).

٣٧ ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ص مَا مِنْ أَحَدٍ أَعَزُّ (٨) مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَمَنْ أَعَزُّ مِمَّنْ حَرَّمَ (الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) (٩).

__________________

(١) البرهان ج ٢ : ١٣. البحار ج ١٦ (م) : ٤١.

(٢) شتا يشتو بالبلد : أقام به شتاء.

(٣) البرهان ج ٢ : ١٣. البحار ج ١٦ (م) : ٤١.

(٤) وفي نسخة مخطوطة كنسخة البرهان هكذا «عمر بن علي عن الحسين ع».

(٥) البرهان ج ٢ : ١٣. البحار ج ١٦ (م) : ٤١.

(٦) وفي نسخة البرهان «فأما ما حرم» بدل «فجميع ما حرم».

(٧) البحار ج ٧ : ١٥٣. البرهان ج ٢ : ١٣.

(٨) وفي نسخة البرهان «أغير» ـ من الغيرة ـ ولعله الظاهر.

(٩) البرهان ج ٢ : ١٤.

١٦

٣٨ ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ قَالَ سَأَلَ الْمَهْدِيُّ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْخَمْرِ ـ هَلْ هِيَ مُحَرَّمَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ فَإِنَّ النَّاسَ يَعْرِفُونَ النَّهْيَ وَلَا يَعْرِفُونَ التَّحْرِيمَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ : بَلْ هِيَ مُحَرَّمَةٌ ، قَالَ : فِي أَيِّ مَوْضِعٍ هِيَ مُحَرَّمَةٌ بِكِتَابِ اللهِ يَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ : قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ـ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ) فَأَمَّا قَوْلُهُ : «ما ظَهَرَ مِنْها» فَيَعْنِي الزِّنَا الْمُعْلَنَ ، وَنَصْبَ الرَّايَاتِ الَّتِي [كَانَتْ] تَرْفَعُهَا الْفَوَاجِرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ : (وَما بَطَنَ) يَعْنِي مَا نَكَحَ مِنَ الْآبَاءِ ـ فَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ ص إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ زَوْجَةٌ وَمَاتَ عَنْهَا ـ تَزَوَّجَهَا ابْنُهُ مِنْ بَعْدِهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ أُمُّهُ ، فَحَرَّمَ اللهُ ذَلِكَ ، وَأَمَّا (الْإِثْمُ) فَإِنَّهَا الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا وَقَدْ قَالَ اللهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ـ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) فَأَمَّا الْإِثْمُ فِي كِتَابِ اللهِ فَهِيَ الْخَمْرُ ، وَالْمَيْسِرُ فَهِيَ النَّرْدُ وَالشِّطْرَنْجُ ـ وَإِثْمُهُمَا كَبِيرٌ كَمَا قَالَ اللهُ ـ وَأَمَّا قَوْلُهُ : (الْبَغْيَ) فَهُوَ الزِّنَا سِرّاً ـ قَالَ : فَقَالَ الْمَهْدِيُّ : هَذِهِ وَاللهِ فَتْوَى هَاشِمِيَّةٌ (١).

٣٩ ـ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فِي قَوْلِهِ (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) قَالَ : هُوَ الَّذِي يُسَمَّى لِمَلَكِ الْمَوْتِ ع (٢).

٤٠ ـ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فِي قَوْلِ اللهِ : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها ـ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) نَزَلَتْ فِي طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَالْجَمَلِ جَمَلُهُمْ (٣).

٤١ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فِي قَوْلِهِ : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ـ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) قَالَ : الْمُؤَذِّنُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع (٤).

٤٢ ـ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ ع

__________________

(١) البرهان ج ٢ : ١٤. البحار ج ١٦ (م) : ٢٢. الصّافي ج ١ : ٥٧٥.

(٢) البرهان ج ٢ : ١٤. الصّافي ج ١ : ٥٧٦. وزاد بعد قوله لملك الموت (في ليلة القدر)

(٣) البرهان ج ٢ : ١٤.

(٤) البحار ج ٣ : ٣٨٩. البرهان ج ٢ : ١٧. الصّافي ج ١ : ٥٧٨.

١٧

قَالَ أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنَا أَوَّلُ السَّابِقِينَ ، وَخَلِيفَةُ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَأَنَا قَسِيمُ [الْجَنَّةِ وَ] النَّارِ وَأَنَا صَاحِبُ الْأَعْرَافِ (١).

٤٣ ـ عَنْ هِلْقَامٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ) قَالَ : أَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَ عَلَيْكُمْ عُرَفَاءَ عَلَى قَبَائِلِكُمْ ـ لَيَعْرِفُونَ (٢) مَنْ فِيهَا مِنْ صَالِحٍ أَوْ طَالِحٍ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ فَنَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ ـ الَّذِينَ (يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٣).

٤٤ ـ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ص يَقُولُ لِعَلِيٍّ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ مَرَّاتٍ : يَا عَلِيُّ إِنَّكَ وَالْأَوْصِيَاءَ مِنْ بَعْدِكَ ـ أَعْرَافٌ (٤) بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَكُمْ وَعَرَفْتُمُوهُ ـ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَكُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ (٥).

٤٥ ـ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي هَذِهِ الْآيَةِ (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) قَالَ : يَا سَعْدُ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ ع لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَأَنْكَرُوهُ (٦).

٤٦ ـ عَنِ الطَّيَّارِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ : أَيُّ شَيْءٍ (أَصْحابُ الْأَعْرافِ) قَالَ : اسْتَوَتِ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ ـ فَإِنْ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ فَبِرَحْمَتِهِ ، وَإِنْ عَذِّبَهُمْ لَمْ يَظْلِمْ (٧).

٤٧ ـ عَنْ كَرَّامٍ (٨) قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيمَةِ أَقْبَلَ

__________________

(١) البحار ج ٣ : ٣٨٩. البرهان ج ٢ : ٢٠.

(٢) وفي نسخة البرهان «ليعرفوا» وفي البحار «ليعرف».

(٣) البحار ج ٣ : ٣٨٩. البرهان ج ٢ : ٢٠.

(٤) قال الطّريحيّ : قوله تعالى «وعلى الأعراف اه» أيّ وعلى أعراف الحجاب وهو السّور المضروب بين الجنّة والنّار وهي أعاليه ، جمع عرف مستعار من عرف الفرس والدّيك.

(٥ ـ ٧) البحار ج ٣ : ٣٨٩. البرهان ج ٢ : ٢٠. الصّافي ج ١ : ٥٧٩.

(٨) هو عبد الكريم بن عمرو بن صالح الخثعميّ و «كرّام» لقبه راجع تنقيح المقال وغيره.

١٨

سَبْعُ قِبَابٍ ـ مِنْ نُورٍ يَوَاقِيتَ خُضْرٍ وَبِيضٍ ، فِي كُلِّ قُبَّةٍ إِمَامُ دَهْرِهِ قَدْ احْتَفَّ بِهِ أَهْلُ دَهْرِهِ ـ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا ـ حَتَّى يَقِفُونَ بِبَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَطَّلِعُ أَوَّلَهَا صَاحِبُ قُبَّةٍ اطِّلَاعَةً ـ فَيُمَيِّزُ أَهْلَ وَلَايَتِهِ وَعَدُوِّهِ ـ ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى عَدُوِّهِ ـ فَيَقُولُ : أَنْتُمْ (الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ) الْيَوْمَ [يَقُولُهُ] لِأَصْحَابِهِ فَيَسْوَدُّ وَجْهُ الظَّالِمِ ـ فَيُمَيِّزُ (١) أَصْحَابَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَهُمْ يَقُولُونَ : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) فَإِذَا نَظَرَ أَهْلُ قُبَّةٍ الثَّانِيَةِ إِلَى قِلَّةِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَكَثْرَةِ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ خَافُوا أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : (لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) (٢).

٤٨ ـ عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ : عَنْ قَوْلِ اللهِ (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ نَحْنُ الْأَعْرَافُ ـ الَّذِينَ لَا يُعْرَفُ اللهُ إِلَّا بِسَبَبِ مَعْرِفَتِنَا ـ وَنَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِينَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَعَرَفْنَاهُ ـ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَأَنْكَرْنَاهُ ـ وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَوْ شَاءَ أَنْ يُعَرِّفَ النَّاسَ نَفْسَهُ لَعَرَّفَهُمْ ، وَلَكِنَّهُ جَعَلَنَا سَبَبَهُ وَسَبِيلَهُ وَبَابَهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ (٣).

٤٩ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَمُوتُونَ عِطَاشاً ، وَيَدْخُلُونَ قُبُورَهُمْ عِطَاشاً [وَيُحْشَرُونَ عِطَاشاً] ، وَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ عِطَاشاً ، فَيُرْفَعُ [لَهُمْ] قَرَابَاتُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : «أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ» (٤).

٥٠ ـ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ (يَوْمَ التَّنادِ) يَوْمَ يُنَادِي أَهْلُ النَّارِ أَهْلَ الْجَنَّةِ (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ) (٥).

٥١ ـ عَنْ مُيَسِّرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ : (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) قَالَ : إِنَّ الْأَرْضَ كَانَتْ فَاسِدَةً فَأَصْلَحَهَا اللهُ بِنَبِيِّهِ ع ، فَقَالَ : (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) (٦).

__________________

(١) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري (ره) «فيسير» بدل «فيميز» وكأنه في محله. وفي نور الثقلين «فيمر».

(٢) البحار ج ٣ : ٣٨٩. البرهان ج ٢ : ٢٠ ـ ٢٢.

(٣ ـ ٥) البحار ج ٣ : ٣٨٩. البرهان ج ٢ : ٢٠ ـ ٢٢. الصافي ج ١ : ٥٨٢.

(٦) البحار ج ٨ : ٤٤. البرهان ج ٢ : ٢٣. الصافي ج ١ : ٥٨٥.

١٩

٥٢ ـ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع : قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا أَحْسَنَ الصَّبْرَ وَانْتِظَارَ الْفَرَجِ ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (١).

٥٣ ـ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُسَاوِرِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ : أَنْتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : ، نَعَمْ ـ قَالَ أَبُوكَ الَّذِي قَتَلَ الْمُؤْمِنِينَ فَبَكَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ مَسَحَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ : وَيْلَكَ كَيْفَ قَطَعْتَ عَلَى أَبِي أَنَّهُ قَتَلَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : قَوْلُهُ : إِخْوَانُنَا قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ـ فَقَاتَلْنَاهُمْ عَلَى بَغْيِهِمْ ، فَقَالَ : وَيْلَكَ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَقَدْ قَالَ اللهُ : «وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ، وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً» فَكَانُوا إِخْوَانَهُمْ فِي دِينِهِمْ أَوْ فِي عَشِيرَتِهِمْ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ : لَا بَلْ فِي عَشِيرَتِهِمْ ، قَالَ : فَهَؤُلَاءِ إِخْوَانُهُمْ فِي عَشِيرَتِهِمْ ـ وَلَيْسُوا إِخْوَانَهُمْ ، فِي دِينِهِمْ ـ قَالَ : فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ (٢).

٥٤ ـ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ص سَأَلَ جَبْرَئِيلَ : كَيْفَ كَانَ مَهْلِكُ قَوْمِ صَالِحٍ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ صَالِحاً بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً ـ فَلَبِثَ فِيهِمْ حَتَّى بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ ـ لَا يُجِيبُوهُ إِلَى خَيْرٍ ، قَالَ : وَكَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَماً ـ يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُمْ قَالَ : يَا قَوْمِ إِنِّي قَدْ بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ ـ وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَقَدْ بَلَغْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ ، وَأَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ شِئْتُمْ ـ فَسَلُونِي حَتَّى أَسْأَلَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمْ فِيمَا تَسْأَلُونِي ، وَإِنْ شِئْتُ (٣) سَأَلْتُ آلِهَتَكُمْ ـ فَأَجَابَتْنِي بِالَّذِي أَسْأَلُهَا ـ خَرَجْتُ عَنْكُمْ فَقَدْ شَنِئْتُكُمْ وَشَنِئْتُمُونِي (٤) فَقَالُوا : قَدْ أَنْصَفْتَ يَا صَالِحُ فَاتَّعَدُوا لِيَوْمٍ يَخْرُجُونَ فِيهِ ، قَالَ : فَخَرَجُوا بِأَصْنَامِهِمْ

__________________

(١) البرهان ج ٢ : ٢٣.

(٢) البحار ج ٨ : ٤٦٤. البرهان ج ٢ : ٢٥.

(٣) كذا في النّسخ وفي نسختي البرهان والبحار «شئتم» على صيغة الجمع وهو موافق لرواية الكلينيّ (ره) في الكافي أيضا.

(٤) وفي بعض النّسخ كرواية الكلينيّ (ره) «سئمتكم وسئمتموني».

٢٠