آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

تَرَدَّى ،) قال : أما والله ما هو بردّى في بئر ولا من جبل ولا من حائط ولكن تردّى في نار جهنّم (١).

٧٧٨ ـ شرف الدين في تأويل الآيات في معنى السورة قال : جاء مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ،) قال : دولة إبليس لعنه الله الى يوم القيامة ، وهو يوم قيام القآئم ، (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ،) وهو القآئم اذا قام ، وقوله : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ،) أعطى نفسه الحقّ ، واتقى الباطل ، (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ،) أي الجنّة ، (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى ،) يعني بنفسه عن الحقّ ، واستغنى بالباطل عن الحقّ ، (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) بولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة «عليهم‌السلام» من بعده ، (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ،) يعني النّار ، وأمّا قوله : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ،) يعني إنّ عليّا هو الهدى ، (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى ، فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ،) قال : القآئم إذا قام للغضب فيقتل من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى ،) قال : هو عدوّ آل محمّد (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ،) قال : ذاك أمير المؤمنين وشيعته (٢).

٧٧٩ ـ محمد بن خالد البرقي عن يونس بن ظبيان عن علي بن أبي حمزة عن فيض بن مختار عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قرأ : إنّ عليّا للهدى ، وإنّ له الآخرة والألى ، وذلك حيث يسئل عن القرآن ، قال : فيه الأعاجيب ، فيه : وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ ، وفيه ، إنّ عليّا للهدى وإنّ له الآخرة والاولى (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١١٦٩.

(٢) البرهان ص ١١٩٧.

(٣) البرهان ص ١١٩٧ والبحار ٢٤ / ٣٩٨ ح ١٢٢ وروى في روضة الواعظين ص ١٢٩ عن ابن مسعود.

٤٠١

سورة الضّحى

قوله تعالى : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥)

٧٨٠ ـ محمد بن العباس عن احمد بن محمد النوفلي عن احمد بن محمد الكاتب عن عيسى بن مهران باسناده الى زيد بن علي ، في قول الله عزوجل : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ،) قال : انّ رضى رسول الله إدخال اهل بيته وشيعتهم الجنّة ، وكيف لا وإنّما خلقت الجنّة لهم ، والنّار لاعدائهم فعلى اعدائهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين (١).

٧٨١ ـ ابن المغازلي الفقيه الشافعي في كتاب الفضائل قال : أخبرنا احمد بن محمد بن عبد الوهاب اجازه ان أبا احمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم ، حديث عثمان بن احمد الدقّاق ، حدّثنا محمد بن احمد بن أبي عوام ، قال : حدّثنا محمد بن صباح الدولابي ، قال : حدّثنا الحكيم بن ظهر عن السدي في قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ،) قال : المودّة في آل محمّد رسول الله «ص» وفي قوله : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ،) قال : رضا محمّد أن يدخل أهل بيته الجنّة (٢).

٧٨٢ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي عن ابن عباس ، قال : سئل عن قول الله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ،) لم يكن لك نظير على وجه الأرض من الأولين والآخرين ، فقال الله عزوجل : مننّن عليه نعمه ، (أَلَمْ

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٧.

(٢) نفس المصدر السابق والصدوق في معاني الأخبار ص ٢ والعلل ٥٤.

٤٠٢

يَجِدْكَ يَتِيماً ،) أي وحيدا لا نظير لك فآوى لك النّاس وعرّفهم فضلك حتّى اعرفوك ، (وَوَجَدَكَ ضَالًّا ،) يقول : منسوبا عند قومك الى الضّلالة ، فهداهم الله بمعرفتك ، (وَوَجَدَكَ عائِلاً ،) يقول : فقيرا عند قومك ، يقولون لا مال لك ، فأغناك الله بمال خديجة ، ثمّ زادك من فضله ، فجعل دعائك مستجابا ، حتّى لو دعوت على حجر ان يجعله الله لك ذهبا لفعل عينه الى مرادك ، فأتاك بالطّعام حيث لا طعام ، وأتاك بالماء حيث لا ماء وأعانك بالملائكة حيث لا مغيث ، فأظفرك بهم على أعدائك (١).

سورة الإنشراح

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (٨)

٧٨٣ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمد عن أبي عمير عن جميل عن الحسن بن راشد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تبارك وتعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ،) قال : فقال : بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (٢).

٧٨٤ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث طويل قال : فقال الله جلّ ذكره (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ، وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ،)

__________________

(١) البرهان ص ١١٩٨ ومعاني الأخبار ص ٥٣.

(٢) البرهان ص ١١٩٨ وبصائر الدرجات ص ٩٢ ح ٣.

٤٠٣

يقول : اذا فرغت فانصب عليّا وصيّك ، فأعلمهم فضله علانية ، فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهمّ وآل من وآلاه وعاد من عاداه ثلاث مرّات (١).

٧٨٥ ـ عن عبد السّلام بن صالح عن الرّضا «عليه‌السلام» : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ،) يا محمّد ، ألم يجعل عليّا وصيّك ، (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ ،) بقتل مقاتله الكفّار ، وأهل التأويل بعليّ بن أبي طالب ، (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ،) أي رفعنا مع ذكرك يا محمّد له (٢).

٧٨٦ ـ الثعلبي عن جعفر بن محمد «عليه‌السلام» والقشيري عن جابر الأنصاري أنّه رأى النبيّ «ص» فاطمة عليها كساء من جلة الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله «ص» فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدّنيا بحلاوة الآخرة ، فقالت : يا رسول الله ، الحمد لله على نعمائه والشّكر على آلائه ، فأنزل الله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(٣).

سورة التّين

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (٣)

٧٨٧ ـ قال علي بن ابراهيم : التّين : رسول الله «ص» ، والزيتون : أمير المؤمنين ،

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٩٤ في حديث ٣.

(٢) البرهان ص ١١٩٩.

(٣) نفس المصدر السابق.

٤٠٤

وطور سينين : الحسن والحسين ، وهذا البلد الأمين : الأئمّة (١).

٧٨٨ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن همام عن عبد الله بن علي بن محمد بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن البطل جميل بن درّاج قال : سمعت أبا عبد الله يقول : قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ،) التين الحسن والزيتون الحسين (عليهما‌السلام) (٢).

قوله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) (٥)

٧٨٩ ـ قال علي بن ابراهيم : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ،) نزلت في الأوّل ، (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ،) وقوله : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ،) ذلك أمير المؤمنين ، (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ،) أي لا يمنّ عليهم به ثمّ قال لنبيّه : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ،) قال ، قال : أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)(٣).

سورة العلق

قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (١)

٧٩٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا احمد بن محمد الشيباني قال : حدّثنا محمد بن احمد قال : حدّثنا محمد بن علي قال : حدّثنا عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل على محمّد «ص» فقال :

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٢٩.

(٢) البرهان ص ١٢٠٠.

(٣) البرهان ص ١٢٠٠ وتفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٠.

٤٠٥

يا محمّد إقرء ، قال : وما اقرء؟ قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ، يعني خلق نورك الاقدم قبل الأشياء ، (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) ، يعني خلقك من نطفة وشقّ منك عليا ، (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) ، يعني علّم عليّ بن أبي طالب ، (عَلَّمَ الْإِنْسانَ) ، علّم عليّا من الكتابة لك ، (ما لَمْ يَعْلَمْ) ، قبل ذلك (١).

سورة القدر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥)

٧٩١ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن جريش عن أبي جعفر الثاني «ع» إنّ أمير المؤمنين «ع» قال لإبن عباس : إنّ ليلة القدر في كلّ سنة ، وإنّه ينزّل في تلك الّليلة أمر السنة ، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله «ص» فقال ابن عباس : من هم؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي (٢).

٧٩٢ ـ الصدوق في معاني الأخبار باسناده الى الأصبغ بن نباته عن عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : يا عليّ ، أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت : لا يا رسول الله ، فقال : انّ الله تبارك وتعالى ، قدّر فيها ما هو كائن الى يوم

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٣٠.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٥٣٢ ح ١١.

٤٠٦

القيامة ، فكان فيما قدّر عزوجل لولايتك وولاية الأئمّة من ولدك الى يوم القيامة (١).

٧٩٣ ـ الشيخ الصدوق باسناده الى المفضل بن عمر ، قال : ذكر أبو عبد الله «عليه‌السلام» : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ،) قال : ما ابيّن فضلها على المشهور ، قال : قلت : وأيّ شيىء فضلها ، قال : نزلت ولاية أمير المؤمنين فيها ، قلت : في ليلة القدر ، الّتي ترتجيها في شهر رمضان ، قال : نعم ، هي ليلة القدر ، قدّرت فيها السموات والأرض وقدّرت ولاية أمير المؤمنين فيها (٢).

٧٩٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» في الكافي باسناده روى عن أبي جعفر «ع» انّه قال : يا معشر الشيعة ، خاصموا بسورة إنّا أنزلناه تفلحوا ، فو الله إنّها لحجّة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله «ص» وإنّها لسيّدة دينكم ، وإنّها لغاية علمنا ، يا معشر الشيعة ، خاصموا ب (حم وَالْكِتابِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ، إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) فإنّها لولاة الأمر خاصّة بعد رسول الله «ص» (٣).

٧٩٥ ـ بصائر الدرجات الحسن بن احمد عن احمد بن محمد عن العباس بن جريش عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : لمّا قبض رسول الله «ص» هبط جبرئيل ومعه الملائكة والرّوح الّذين كانوا يهبطون في ليلة القدر ، قال : ففتح لأمير المؤمنين «عليه‌السلام» بصره ، فرآهم في منتهى السموات الى الأرض يغسلون النبيّ «ص» معه ويصلّون عليه ، ويحفرون له ، والله ما حفر له غيرهم حتّى اذا وضعوه في قبره نزلوا فوضعوه فتكلّم وفتح لأمير المؤمنين فسمعه يوصيهم فبكى ، وسمعهم يقولون : لا يعلمونه جدا وإنّما هو صاحبنا بعدك ، إلّا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرّتنا

__________________

(١) معاني الأخبار ص ٣١٥ ـ ٣١٦.

(٢) نفس المصدر.

(٣) نور الثقلين ج ٤ ص ٦٣٥ واصول الكافي ج ١ ص ٢٤٩.

٤٠٧

هذه ، قال : فلمّا مات أمير المؤمنين «عليه‌السلام» رأى الحسن والحسين مثل الّذي كان رآه ، ورأيا النّبي أيضا يعين الملائكة ، مثل الّذي صنعه بالنّبي ، حتّى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك ، ورأى النّبي وعليّا يعينان الملائكة حتّى اذا مات الحسين رأى عليّ بن الحسين منه مثل ذلك ، ورأى النّبي وعليّا والحسن والحسين وعليّ بن الحسين يعينون الملائكة حتّى اذا مات جعفر ورأى موسى مثل ذلك وهكذا يجري الى آخرنا (١).

٧٩٦ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن محمد عن علي بن الحسن عن محمد بن الوليد ومحمد بن احمد عن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القمّاط عن محمد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : رأى رسول الله بني اميّة يصعدون على منبره من بعده ، ويضلّون النّاس عن الصراط القهقرى ، فأصبح كئيبا حزينا ، قال : فهبط عليه جبرئيل فقال : يا رسول الله ، ما لي أراك كئيبا حزينا ، قال : يا جبرئيل ، أنّي رأيت بني اميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ، ويضلّون النّاس عن الصراط القهقرى ، قال : والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ، أني ما اطلعت عليه ، وعرج الى السّماء ، فلم يلبث ان نزل عليه بآية من القرآن يؤنسه بها : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ، ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ،) وانزل عليه : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ،) جعل الله عزوجل ليلة القدر لنبيّه خيرا من ألف شهر ملك بني اميّة (٢).

٧٩٧ ـ شرف الدين النجفي قال : روى محمد بن جمهور عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قوله عزوجل :

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٥٢٥ ح ١٧.

(٢) فروع الكافي ٤ ص ١٥٩ ح ١٠.

٤٠٨

(خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ،) هو سلطان بني أميّة ، وقال : ليلة من إمام عادل خير من ألف شهر ملك بني اميّة ، وقال : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ،) أي من عند ربّهم على محمّد وآل محمّد بكلّ أمر سلام (١).

٧٩٨ ـ شرف الدين أيضا روى عن محمد بن جمهور عن موسى بن بكر عن زرارة عن حمران قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عمّا يفرق في ليلة القدر ، هل هو ما يقدر سبحانه وتعالى فيها ، قال : لا توصف قدرة الله تعالى ، إلّا انّه قال : (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ،) يعني فاطمة في قوله تعالى : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ،) والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الّذين يملكون علم آل محمّد ، والرّوح ، روح القدس ، وهي فاطمة «عليها‌السلام» ، (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ ،) يقول كلّ أمر سلّمه حتّى يطلع الفجر ، يعني حتّى يقوم القآئم (٢).

٧٩٩ ـ الترمذي في صحيحه روى باسناده قال : قام رجل الى الحسن «عليه‌السلام» بعد ما بايع ، فقال : سوّدت وجوه المؤمنين ، فقال : لا تؤذوني رحمك الله ، فانّ النّبي «ص» رأى بني اميّة على منبره ، فساءه ذلك ، فأنزل الله عليه : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ،) والكوثر نهر في الجنّة ، ونزلت : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ،) يملكها بني اميّة يا محمّد ، قال القاسم : فعددّناها فإذا هي ألف شهر ، لا تنقص يوما ولا تزيد (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١٢٠٦.

(٢) نفس المصدر.

(٣) صحيح الترمذي مع شرح الاهوزي ج ٤ ص ٢١٦.

٤٠٩

سورة البيّنة

قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (٢) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣)

٨٠٠ ـ شرف الدين في تأويل الآيات قال : روى محمد بن خالد البرقي مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ،) قال : هم مكذّبوا الشيعة ، لأنّ الكتاب هو الآيات ، وأهل الكتاب الشيعة ، قوله : (وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ،) يعني المرجئة ، (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ،) قال : حتّى يتّضح لهم الحقّ ، وقوله : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ ،) يعني محمّد «ص» (١).

قوله تعالى : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥)

٨٠١ ـ شرف الدين في تأويل الآيات ، قال : روى ابن اسباط عن بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ،) قال : هو ذلك دين القآئم «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٧)

٨٠٢ ـ السيد ابن طاووس «ره» في سعد السعود روى من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ،) وانّها في مولانا عليّ «عليه‌السلام» وشيعته ، رواه مصنف الكتاب من نحو ست وعشرين طريقا ، أكثرها من رجال السنة ، ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظها.

__________________

(١) البرهان ص ١٢٠٧.

(٢) البرهان ص ١٢٠٨.

٤١٠

قال : حدّثنا احمد بن محمد المخدور قال : حدّثنا الحسن بن عبيد السري الاودي قال : حدّثنى النضر بن الياس قال : حدّثني عامر بن وائله ، قال : خطبنا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» على منبر الكوفة ، وهو أجيرات مجصص فحمد الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله وصلّى على نبيّه ، ثمّ قال : أيّها النّاس ، سلوني فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب إلّا حدّثتكم عنها ، متى نزلت بليل او نهار ، او في مقام او سفر ، ام في سهل ام في جبل ، وفيمن نزلت ، أفي مؤمن او منافق ، وما عنى بها ، أخاصّ أم عامّ ، ولئن فقدتموني لا يحدّثكم أحد حديثي ، فقام اليه ابن الكواء ، فلمّا بصر به ، قال : هات سل فإذا سألت فاعقل ما تسأل عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ،) فسكت أمير المؤمنين فعادها ثالثة ، فقال عليّ عليه‌السلام ـ ورفع صوته ـ ويحك يا بن الكوّاء ، اولئك نحن وأتباعنا يوم القيامة غرّا محجّلين ، روّاء مرؤيين يعرفون بسيماهم (١).

سورة الزّلزال

قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) (٣)

٨٠٣ ـ الشيخ الصدوق «ره» روى عن احمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن احمد عن يحيى بن محمد بن أيّوب عن علي بن مهزيار عن ابن سنان عن يحيى

__________________

(١) نور الثقلين ج ٤ ص ٦٤٦ وراجع مجمع البيان ١ / ٢٥٤ يروي عن المسكاني نزول هذه الآية في عليّ وشيعته وسعد السعود ص ١٠٨.

٤١١

الحلبي عن عمرو بن أبان عن جابر قال : حدّثني نعيم بن جديم قال : كنّا مع عليّ «عليه‌السلام» حيث توجّهنا الى البصرة ، قال : فبينا نحن نزول ، إذ إضطربت الأرض ، فضربها عليّ بيده ، ثمّ قال لها : ما لك؟ ثمّ أقبل علينا بوجهه وقال لنا : أمّا انّها لو كانت الزلزلة الّتي ذكرها الله عزوجل في كتابه لأجابتني ولكنها ليست تلك (١).

سورة العاديات

قوله تعالى : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) (١)

٨٠٤ ـ الشيخ «ره» في اماليه باسناده عن ابراهيم بن اسحق الحميري قال : حدّثنا محمد بن ثابت وأبو المعزي العجلي قال : حدّثني الحلبي قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ،) قال : وجّه رسول الله «ص» عمر بن الخطّاب في سريّة ، فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه ، فلمّا انتهوا الى النّبيّ «ص» قال الى عليّ : أنت صاحب القوم فتهيّأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والأنصار ، فوجّهه رسول الله وقال له : أكمن النّهار وسر اللّيل ولا يفارقك النصر ، قال : فانتهى عليّ «عليه‌السلام» الى ما أمره رسول الله «ص» فسار اليه ، فلمّا كان عند وجه الصبح أغار عليهم ، فأنزل الله على نبيّه : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ،) الى آخرها (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١٢١٠ في البرهان ج ٢ ص ١٢١١ روى هذه القصة من علي بن ابراهيم وراجع العلل ج ٥ ص ٥٥٥ باب علة الزلزلة.

(٢) البرهان ج ٢ ص ١٢١١ وامالي الشيخ ٢٥٩ ـ ٢٦٠.

٤١٢

سورة القارعة

قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) (٩)

٨٠٥ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن بن أبي عمير عن أبي أيّوب عن محمد بن مسلم عن أحدهما «ع» قال : ما في الميزان شيء أثقل من الصّلاة على محمّد وآل محمّد ، وإنّ الرجل لتوضع أعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلاة فيضعها في ميزانه فيرجح (١).

٨٠٦ ـ ابن شهر آشوب قال : قال الإمامان (أي الباقر والصّادق «عليهما‌السلام») في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ،) فهو أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ،) وأنكر ولاية عليّ ، (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) ، فهي النّار جعلها الله أمّه ومأواه (٢).

سورة التّكاثر

قوله تعالى : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٤)

٨٠٧ ـ في تأويل الآيات ، قال شرف الدين : في تفسير أهل البيت قال : حدّثنا بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن عبد الله بن يخرج اليمانى قال : قلت

__________________

(١) اصول الكافي ج ٣ ص ٤٩٤.

(٢) البرهان ص ١٢١٤ والمناقب ج ٢ / ١٥١.

٤١٣

لأبي عبد الله «عليه‌السلام» قوله عزوجل : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ،) قال : يعني المرّة في الكرّة ومرّة في الرجعة (١).

قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (٨)

٨٠٨ ـ الشيخ في اماليه قال : أخبرنا أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال جعفر بن علي بن نجيع الكندي قال : حدّثنا حسن بن الحسين قال : حدّثنا أبو حفص السائق قال أبو العباس وهو عمرو بن راشد عن أبي سليمان عن جعفر بن محمد «عليه‌السلام» في قوله : (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ،) قال : نحن النّعيم ، وفي قوله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ،) قال : نحن حبل الله (٢).

أقول : ولاية أئمّة أهل البيت هي النعيم الّذي يسئل عنه وهذا وارد في احاديث متعددّة.

سورة العصر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣)

٨٠٩ ـ الصدوق في كتاب اكمال الدين باسناده الى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : سألت الصادق جعفر بن محمّد «عليهما‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ،) قال : العصر ، عصر خروج

__________________

(١) البرهان ص ١٢١٥.

(٢) البرهان ص ١٢١٦.

٤١٤

القآئم «عليه‌السلام» ، (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) ، يعني أعدائنا ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) ، يعني بآياتنا ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، يعني بمواساة الأخوان ، (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) ، يعني بالإمامة ، (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) ، يعني في الفترة (١).

٨١٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثني يحيى بن زكريّا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) ، فقال : أستثنى أهل صفوته من خلقه ، حيث قال : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، يقول : آمنوا بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) ، ذريّاتهم ومن خلفوا في الولاية ، وتواصوا بها وصبروا عليها (٢).

سورة الهمزة

قوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (١)

٨١١ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه سليمان ، قال : قلت لأبي عبد الله : ما معنى قوله عزوجل : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) ، قال : الّذين همزوا آل محمّد حقّهم ، ولمزوهم وجلسوا مجلسا كان آل محمّد أحقّ به منهم (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١٢١٦ واكمال الدين : ٦١٥.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤١ وراجع مناقب ابن شهر آشوب ٣ / ٦١.

(٣) البرهان ص ١٢١٧.

٤١٥

سورة الفيل

قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) (٢)

٨١٢ ـ الشيخ المفيد «ره» في روضة الواعظين ، قال : قال علي بن الحسين «عليه‌السلام» : كان أبو طالب يضرب عن رسول الله بسيفه الى أن قال : فقال أبو طالب : يا بن الأخ ، إلى النّاس كافّة أرسلت أم الى قومك خاصّة ، قال : لا بل إلى النّاس كافّة ، الأبيض والأسود والعربي والعجمي ، والّذي نفسي بيده ولأدعونّ الى هذا الأمر الأبيض والأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار ، ولأدعون السنة فارس والرّوم ، فخبرت قريش واستكبرت وقالت : أما تسمع الى ابن أخيك وما يقول ، والله لو سمعت بهذا فارس والرّوم لاختطفتنا من أرضنا ، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا ، فانزل الله تبارك وتعالى : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ) ، الى آخر الآية ، وانزل في قولهم : لقلعت الكعبة حجرا حجرا : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ، الى آخر السّورة (١).

سورة قريش

قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (٢)

٨١٣ ـ علي بن ابراهيم قال : قال نزلت في قريش لأنه كان معاشهم من

__________________

(١) نور الثقلين ج ٤ ص ٦٦٩ ح ٨ وروضة الواعظين للنيشابوري ص ٦٨.

٤١٦

الرحلتين ، رحلة الشتاء الى اليمن ورحلة الصّيف إلى الشّام ، وكانوا يحملون من مكّة الادم واللّب وما يقع في ناحية البحر من الفلفل وغيره ، ويشترون بالشّام الثياب والدرمك والحبوب ، وكانوا يتألفون في طريقهم ويترقبون في الخروج ، في كلّ ناحية رئيسا من رؤساء قريش ، وكان معاشهم من ذلك ، فلمّا بعث الله رسوله إستغنى عن ذلك ، لأنّ النّاس وفدوا على رسول الله «ص» وحجّوا إلى البيت ، فقال : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(١).

أقول : لا شكّ في أن وفور النعمة وحصول الأمن في تلك البلاد وفي جميع العالم بواسطة الإسلام الّذي جاء به رسول الله ، رسول الرّحمة محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» وبواسطة خلصائه من أهل بيته «عليهم‌السلام» فلو عمل المسلمون بالإسلام لصلح أمر دنياهم وآخرتهم كما أشارت فاطمة «عليها‌السلام» في خطبتها في طلب ردّ فدك.

سورة الماعون

قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١)

٨١٤ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريّا بن عاصم عن الهيثم عن عبد الله الرمادي قال : حدّثنا عليّ بن موسى بن جعفر «عليهما‌السلام» عن أبيه عن جدّه «صلوات الله عليهم أجمعين» في قوله عزوجل : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) ، قال : بولاية أمير المؤمنين عليّ «عليه‌السلام» (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤٤.

(٢) البرهان ص ١٢٢٠.

٤١٧

٨١٥ ـ وعن محمد بن جمهور عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي جميلة عن أبي أسامة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) ، قال : بالولاية (١).

سورة الكوثر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣)

٨١٦ ـ محمد بن العباس عن احمد بن محمد عن حسين بن مخارق عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن عليّ «عليهم‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : أراني جبرائيل منازلي في الجنّة ، ومنازل أهل بيتي على الكوثر.

٨١٧ ـ علي بن ابراهيم في معنى السورة قال : قوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، قال : الكوثر نهر في الجنّة فأعطاه الله رسول الله عوضا عن ابنه ابراهيم ، قال : دخل رسول الله في المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص ، فقال عمرو : يا أبا الأبتر وكان الرجل في الجّاهليّة اذا لم يكن له ولد سمّي أبتر ، ثمّ قال : عمرو : وأنّي لأشنأ محمّدا أي أبغضه ، فأنزل الله على رسول : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ، أي مبغضك عمرو بن العاص هو الأبتر ، يعني لا دين له ولا نسب (٢).

٨١٨ ـ محمد بن العباس عن احمد بن سعيد العماري من ولد عمّار بن ياسر

__________________

(١) البرهان ص ١٢٢١.

(٢) البرهان ص ١٢٢١.

٤١٨

عن اسماعيل بن زكريّا عن محمد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، قال : نهر في الجنّة عمقه في الأرض سبعون ألف فرسخ ، مآئه أشدّ بياضا من اللّبن ، وأحلى من العسل شاطياه من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، خصّ الله تعالى نبيّه وأهل بيته أجمعين دون الأنبياء (١).

سورة الكافرون

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (٦)

٨١٩ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير قال : سأل أبو شاكر الأحول عن قول الله : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ، وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) ، فهل يتكلم الحكيم بمثل هذا القول ويكرر مرّة بعد مرّة ، فلم يكن عند أبي جعفر الأحول جواب ، فدخل المدينة ، فسأل أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن ذلك ، فقال : كان سبب نزولها وتكرارها إنّ قريشا قالت لرسول الله : تعبد آلهتنا سنة ، ونعبد إلهك سنة وتعبد الهتنا سنة ، ونعبد إلهك سنة ، فأجابهم الله بمثل ما قالوا ، فقال فيما قالوا : تعبد الهتنا سنة ، (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ،) وفيما قالوا : نعبد إلهك سنة ، (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ،) وفيما قالوا تعبد الهتنا سنة ، (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ،) وفيما قالوا : ونعبد إلهك سنة ، (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

٤١٩

دِينِ ،) قال : فرجع أبو جعفر الأحول الى أبي شاكر فأخبره بذلك ، فقال أبو شاكر : هذا حملته الأبل من الحجاز ، قال : وكان أبو عبد الله «عليه‌السلام» اذا فرغ من قرائتها يقول : ديني الإسلام ، ثلاثا (١).

سورة النّصر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (٣)

٨٢٠ ـ الشيخ «ره» في الامالي باسناده الى محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جدّه قال : قال : نزلت على النبيّ : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ،) قال : يا عليّ ولقد جاء نصر الله والفتح ، وإذا (رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً ،) قال : يا عليّ إنّ الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي ، فقلت : يا رسول الله وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد ، قال : فتنة قوم يشهدون ان لا إله إلّا الله ، وأنّي رسول الله ، وهم مخالفون لسنّتي ، وطاعنون في ديني ، فقلت : فعلى ما نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون ان لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، فقال : على إحداثهم في ديني ، وفراقهم لأمري ، واستحلالهم دماء عترتي (٢).

٨٢١ ـ علي بن ابراهيم قال في تفسير (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) : نزلت في حجّة الوداع ، (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ،) فلمّا نزلت قال رسول الله «ص» : نعيت إليّ

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ / ٤٤٥.

(٢) امالي الشيخ ١ / ٦٣.

٤٢٠