آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

عَلى بَعْضٍ) ، إنّهما نزلتا فيهم (١).

قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (٢٥)

٦٥٨ ـ سعد بن عبد الله باسناده الى أبي جعفر «عليه‌السلام» في حديث قال : سعد بن طريف ، قلت : يا أبا جعفر وما الميزان ، فقال «عليه‌السلام» : أنا وقد ازددت قوّة ونظرا ، يا سعد ، رسول الله «ص» الصخرة ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزوجل في الإمام : (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(٢).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ...) (٢٨)

٦٥٩ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) ، قال : الحسن والحسين «عليهما‌السلام» ، (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ،) قال : إماما تأتمون به (٣).

__________________

(١) البرهان ص ١٠٩٠ والمناقب ٣ / ٩٩.

(٢) بصائر الدرجات ص ٣٣١ ح ١٣ والبرهان ص ١٠٩٢.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٠ ح ٨٦.

٣٤١
٣٤٢

سورة المجادلة

قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ ...) (٧)

٦٦٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن الأسباط عن علي بن الحسين عن علي بن أبي بصير عن أبي عبد الله «ص» في قول الله عزوجل : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، قال : نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا لئن مضى محمّد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النّبوّة أبدا ، فأنزل الله فيهم هذه الآية (١).

__________________

(١) روضة الكافي ص ١٧٩ والسند في البرهان كما هنا في الروضة : عنه عن علي بن الحسين عن علي بن الأسباط ، وقد مرّ حديث في هذا المعنى في تفسير آية ٢٥ من سورة محمّد «ص».

٣٤٣

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ...) (٩)

٦٦١ ـ الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا يعقوب أبو سعيد الأبعدي قال : أخبرني السيد بن عيسى الهمداني عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري قال : كانت إمارة المنافقين بغض علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فبينا رسول الله «ص» كان في مجلسه الذي يعرف فيه فسارّ رجل رجلا وكان يرميان بالنفاق ، فعرف رسول الله ما أراداه ، فغضب غضبا شديدا حتّى التمع وجهه ، ثمّ قال : والّذي نفسي بيده لا يدخل عبد الجنّة حتّى يحبّني ، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّا هذا ، وأخذ بكفّ عليّ «عليه‌السلام» فأنزل الله عزوجل هذه الآية في شأنهما : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ،) الى آخر الآية (١).

قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ...) (١٠)

٦٦٢ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرنا أحمد بن ادريس عن محمد بن علي عن علي بن الحكم عن أبي بكر الحضرمي وبكر بن أبي بكر قال : حدّثنا سليمان بن خالد قال : سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ ،) قال : الثاني ، قوله : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ،) قال : فلان وفلان وابن فلان أمينهم حين أجتمعوا فدخلوا الكعبة ، فكتبوا بينهم كتابا إن مات محمّد ان لا يرجع الأمر فيهم أبدا (٢).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ

__________________

(١) البرهان ص ١٠٩٥ ، واما لي الشيخ ٣١ ـ ٣٢ والبحار ٣٩ / ٢٧٠ عنه.

(٢) البرهان ص ١٠٩٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٧.

٣٤٤

صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ) (١٢)

أقول : ما وفّق للعمل بهذه الآية إلّا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبعده نسخت هذه الآية.

٦٦٣ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال : حدّثنا الحسين بن سعيد قال : حدّثنا محمد بن مروان قال : حدّثنا عبيد بن جيش قال : حدّثنا صباح عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد ، قال : قال عليّ «عليه‌السلام» : انّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا أحد يعمل بها بعدي آية نجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فجعلته أقدم بين يدي كلّ نجوى أناجيها النّبيّ «ص» درهما ، قال : فنسختها : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ،) الى قوله : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(١).

٦٦٤ ـ وقال شرف الدّين في تأويل الآيات في تفسير هذه الآية ان محمد بن عباس «ره» ذكر في تفسيره هذا المنقول منه في آية المناجاة سبعين حديثا من طريق الخاصّة والعامّة ، تتضمّن ان المناجي للرسول الله «ص» هو أمير المؤمنين «ع» دون النّاس أجمعين (٢).

أقول : وكم له «عليه‌السلام» من الفضائل المخصوص به ، فإنّه ورد عن النبيّ «ص» انّ فضائله لا تحصى ، فصلّ اللهمّ عليه صلاة لا يحصى عددها.

قوله تعالى : («اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (١٦) وقوله : (فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ ...) (١٨)

٦٦٥ ـ سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول :

__________________

(١) البرهان ص ١٠٩٩ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٧.

(٢) البرهان ص ١١٠٠.

٣٤٥

إنّ الأمّة تفترق على ثلاثة وسبعين فرقة ثنتان وسبعون فرقة في النّار ، وفرقة في الجنّة وثلاثة عشر فرقة من الثلاثة وسبعين تنتحل مودّتنا أهل البيت ، واحدة في الجنّة ، واثنا عشر في النّار ، فأمّا الفرقة المهتديّة المؤملة ، المؤمنة ، المسلمة ، المرافقة ، المرشدة ، المؤمنة لي ، وهي المسلمة لأمري ، المطيعة المتولّية ، المتبرئة من عدوّي الحبتر ، المبغضة لعدوّي ، الّتي عرفت حقّي وإمامتي وفرض طاعتي من كتاب الله وسنّة نبيّه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولم ترتاب ولم تشكّ لما قد نوّر الله من حقّنا في قلوبها ، وعرفها من فضلنا والهمها وأخذها بنواصيها ، فأدخلها في شيعتنا ، حتّى اطمئنت وأستيقنت يقينا ، لا يخالطه شكّ ، أنّي أنا والأوصياء من بعدي الى يوم القيامة ، الّذين قرنهم الله بنفسه ونبيّه في آية من القرآن كثيرة ، وطهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا حتّى نرد على رسول الله «ص» حوضه ، كما قال : قتلك الفرقة من الثلاثة والسبعين هي الناجية من النّار ، ومن جميع الفتن والضلالات والشبهات ، وهم من أهل الجنّة حقّا ، وهم سبعون ألف ، يدخلون الجنّة بغير حساب ، وجميع الفرق الأثنين والسبعين فرقة هم المؤمنون لغير الحقّ ، الناصرون لدين الشيطان ، الآخذون عن إبليس وأوليائه ، فهم أعداء الله تعالى وأعداء رسوله ، وأعداء المؤمنين ، يدخلون النّار بغير حساب ، وأنّه من الله ورسوله واشركوا بالله ورسوله ، وعبدوا غير الله من حيث لا يعلمون وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا ، يقولون يوم القيامة ، (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ)(١).

__________________

(١) البرهان ص ١١٠٠ وكتاب سليم ص ٩٦ ـ ٩٧ ، قدمر حديث عن روضة الكافي بهذا المعنى في تفسير الآية ٢١ من سورة الزمر.

٣٤٦

قوله تعالى : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ ، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٢٢)

٦٦٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» ، قال : سئلته عن قول الله عزوجل : (أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ،) قال : هو الإيمان ، قال : وسئلته عن قوله عزوجل : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ،) قال : هو الإيمان (١).

٦٦٧ ـ قال علي بن ابراهيم ، اولئك حزب الله ، يعني الأئمّة «عليهم‌السلام» أعوان الله (٢).

٦٦٨ ـ أبو نعيم قال : حدّثنا محمد بن حميد باسناده عن عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قال : حدّثني أبي عن جعفر عن علي «عليه‌السلام» أنّه قال : قال سلمان الفارسي : يا أبا الحسن ما اطّلعت على رسول الله «ص» إلّا وضرب بين كتفي وقال : يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ٢ ص ١٥ ح ١.

(٢) البرهان ج ٤ / ٣١٢.

(٣) البرهان ج ٤ / ٣١٢.

٣٤٧
٣٤٨

سورة الحشر

قوله تعالى : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ...) (٦)

٦٦٩ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين «عليه‌السلام» يقول : نحن والله الّذي عنى الله بذي القربى الّذين قرنهم الله بنفسه ونبيّه «ص» فقال : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ،) منّا خاصّة ، ولم يجعل لنا سهما في الصدقة ، اكرم الله نبيّه واكرمنا ان يطعمنا اوساخ ما في ايدي النّاس (١).

أقول : حكم الفيىء قد ذكر في الفقه في كتاب الخمس.

قوله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ...) (٧)

٦٧٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن أبي زاهر عن

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٥٣٩ ح ١.

٣٤٩

علي بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي اسحق النحوي ، قال : دخلت على أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، فسمعته يقول : إنّ الله عزوجل ادبّ نبيّه على محبّته فقال : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ،) ثم فوض اليه فقال عزوجل : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ،) وقال عزوجل : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ،) قال : ثمّ قال : وإنّ نبيّ الله فوّض الى عليّ وأتمنه فسلمتم وجحد النّاس ، فو الله لحقّكم أن تقولوا : إذا قلنا ، وان تصمتوا اذا صمتنا ، ونحن في ما بينكم وبين الله عزوجل ما جعل الله لأحد خيرا في خلاف أمرنا (١).

قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ...) (٩)

٦٧١ ـ الشيخ في اماليه قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسن المغري قال : حدّثنا محمد بن سهل العطّار قال : حدّثنا احمد بن عمر الدهقان قال : حدّثنا محمد بن كثير مولى عمر بن عبد العزيز قال : حدّثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة قال : جاء رجل الى النّبي «ص» فشكى اليه الجوع ، فبعث رسول الله «ص» الى بيوت ازواجه فقلن ما عندنا إلّا الماء ، فقال رسول الله «ص» : من لهذا الرجل الليلة ، فقال عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» : أنا له يا رسول الله «ص» فأتى فاطمة «عليها‌السلام» ، فقال لها : ما عندك يا بنت رسول الله؟ فقالت : ما عندنا إلّا قوت الصبية ، لكن نؤثر ضيغنا ، فقال علي «عليه‌السلام» : يا بنت محمّد نوّمي الصبية ، وأطفىء المصباح ، فلمّا أصبح عليّ «عليه‌السلام» غد على رسول الله «ص» ، فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتّى أنزل الله عزوجل : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٢).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٦٥ ح ١.

(٢) البرهان ص ١١٠٥ وامالي الشيخ ١١٦.

٣٥٠

قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) (٢٠)

٦٧٢ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة قال : حدّثنا اسماعيل بن علي بن زيد أخي دعبل بن علي الخزاعي عن أبيه قال : حدّثنا الإمام أبو الحسن عليّ بن موسى الرّضا «عليه‌السلام» قال : حدّثني أبي عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب قال : أن رسول الله «ص» تلى هذه الآية : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ ،) فقال : أصحاب الجنّة من أطاعني وسلّم لعليّ بن أبي طالب بعدي ، وأقرّ بولايته ، وأصحاب النّار ، قال : من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي (١).

٦٧٣ ـ موفّق بن احمد في كتاب المناقب باسناده روى عن أبي الزبير عن جابر قال : كنّا عند النّبي «ص» فأقبل علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فقال رسول الله «ص» : قد آتاكم أخي ، ثمّ التفت الى الكعبة ، فضربها بيده وقال : والّذي بنفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون (٢).

__________________

(١) البرهان ص ١١٠٦ وعيون الأخبار : ١ / ٢٨٠ ح ٢٢.

(٢) البرهان ص ١١٠٧.

٣٥١
٣٥٢

سورة الممتحنة

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) (١٣)

٦٧٤ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن ابراهيم بن محمد الثقفي قال : سمعت محمد بن صالح عن مسعود قال : حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن من سمع عليّا «عليه‌السلام» يقول : العجب ، العجب بين جمادي ورجب ، فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، ما هذا العجب الّذي لا تزال تعجب منه ، فقال : ثكلتك امك : وأيّ العجب أعجب من أموات يضربون كلّ عدوّ لله ولرسوله ، ولأهل بيته ، وذلك تأويل هذه الآية ، وتلى هذه الآية ، ثمّ قال : فإذا اشتد القتل ، قلتم مات وهلك وأيّ واد سلك ، وذلك تأويل هذه الآية : (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(١).

__________________

(١) البرهان ص ١١١١.

٣٥٣

سورة الصّف

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (٤)

٦٧٥ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا عامر بن عبيد ومحمد بن القسم قالا جميعا : حدّثنا الحسين بن الحكم عن حسن بن حسين عن حيان بن علي الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ،) قال : نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة بن الحرث وسهل بن حنيف والحارث بن أبي دجانة الأنصاري (١).

قوله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٩)

٦٧٦ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي قال : سئلت عن قول الله : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ ،) قال : يريدون ليطفؤا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم ، فقلت : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ،) قال : والله متمّ الإمامة ، لقوله عزوجل : (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) والنور الذي أنزلناه فالنّور هو الإمام ، قلت : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ ،) قال : الّذي أمر رسوله بالولاية لوصيّه والولاية هي دين الحق ، قلت : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ،) قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القآئم «عليه‌السلام» ، قال : يقول الله : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ،) ولاية القآئم (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ،) بولاية عليّ ، قلت هذا

__________________

(١) البرهان ص ١١١٢.

٣٥٤

تنزيل ، قال : نعم ، أمّا هذا الحرف تنزيل وأمّا غيره فتأويل (١).

٦٧٧ ـ محمد بن العباس بأسناده عن ابن عباس في قوله عزوجل : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ،) قال : لا يكون ذلك حتّى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملّة إلّا صار إلى الإسلام ، حتّى تأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد ، والإنسان والحيّة ، حتّى لا تقرض فارة جرابا ، وحتّى توضع الجزية ويكسر الصّليب ، ويقتل الخنزير وهو قوله تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وذلك يكون عند قيام القآئم «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (١٠)

٦٧٨ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي «ره» عن رجالة بأسناد متّصل الى النوفلي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين : أنا التجارة المربحة المنجيّة من العذاب الأليم ، الّتي دلّ عليها في كتاب الله فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)(٣).

٦٧٩ ـ الشيخ أبي جعفر الطوسي عن عبد الواحد بن عبد حقّ عن محمد بن الجويني قال : قرأت على علي بن احمد الواحدي حديثا مرفوعا الى النّبي «ص» انّه قال : لمبارزة عليّ «عليه‌السلام» لعمرو بن عبدودّ أفضل من عمل أمّتي الى يوم القيامة ، وهي التجارة المربحة من العذاب الأليم ، يقول الله تعالى : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٢ ح ٩١.

(٢) البرهان ص ١١١٣.

(٣) البرهان ص ١١١٣ والبحار ٢٤ / ٣٣٠ و ٣٦ / ١٦٥.

٣٥٥

تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ،) الى قوله : (ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(١).

سورة الجمعة

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢)

٦٨٠ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن القسم بن عبيد بن كثير عن حسين بن نصر بن مزاحم عن أبيه عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس عن عليّ «عليه‌السلام» قال : نحن الّذين بعث الله فينا رسولا يتلوا علينا آياته ويزكّينا ويعلمنا الكتاب والحكمة (٢).

قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٤)

٦٨١ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن علي المصور النخعي عن من رواه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إنّ الملائكة الّذين في السّماء الدنيا ليطلعون الى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمّد «عليهم‌السلام» ، فيقولون : أما ترون هؤلاء في قلّتهم وكثرة عدوّهم يصفون فضل آل محمّد ، فتقول الطائفة الاخرى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ ...) (٩)

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) البرهان ص ١١١٥.

(٣) اصول الكافي ج ٢ ص ١٧٨ ح ٤ والروضة ص ٣٣٤.

٣٥٦

٦٨٢ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن عباس بن معروف عن ابن أبي نجران عن عبد الله بن سنان عن ابن أبي يعفور عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قال له رجل : كيف سمّيت الجمعة ، جمعة؟ قال (عليه‌السلام) : إنّ الله عزوجل جمع فيها خلقه لولاية محمّد ووصيّه في الميثاق فسمّاه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه (١).

سورة المنافقين

قوله تعالى : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) (١)

٦٨٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي في حديث قال : قلت : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ،) قال : إنّ الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتّبع رسوله في ولاية وصيّه ، منافقين ، وجعل من جحد وصيّه إمامته كمن جحد محمّدا «ص» ، وأنزل بذلك قرآنا ، فقال : يا محمّد ، (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) بولاية وصيّك (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ) بولاية عليّ (لَكاذِبُونَ ، اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ،) والسّبيل هو الوصّي ، (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ،) ذلك بأنّهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيّك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ، قلت : ما معنى لا يفقهون؟ قال : يقول لا يعقلون بنبّوتك قلت : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ ،) قال : واذا قيل لهم ارجعوا الى ولاية عليّ يستغفر لكم

__________________

(١) البرهان ص ١١١٦ والكافي الفروع ج ٣ ص ٤١٥.

٣٥٧

النّبي من ذنوبكم ، لوّوّا رؤسهم ، قال الله : ورأيتهم يصدّون عن ولاية عليّ وهم مستكبرون عليه ، ثمّ عطف القول من الله بمعرفته بهم ، فقال : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ،) يقول : الظّالمين لوصيّك (١).

سورة التغابن

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٢)

٦٨٤ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن إبن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قوله : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ،) فقال : عرف الله عزوجل ايمانهم بموالاتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم ميثاق وهم ذرّ في صلب آدم ، وسئلته عن قوله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ،) فقال : أما والله ما هلك من كان قبلكم وما هلك من هلك حتّى يقوم قآئمنا إلّا في ترك ولايتنا ، وجحود حقّنا ، وما خرج رسول الله «ص» من الدّنيا حتّى الزم رقاب هذه الأمّة حقّنا ، (وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٢)) (٣).

قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ...) (٦)

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٢ ـ ٤٣٣ ح ٩١.

(٢) البقرة / آية ٢١٣.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٦ ح ٧٤.

٣٥٨

٦٨٥ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثنا احمد بن ادريس قال : حدّثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن بزيع عن علي بن سويد الشيباني قال : سألت العبد الصالح ، عن قول الله عزوجل : (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ،) قال : البيّنات هم الأئمّة «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٨)

٦٨٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس قال : حدّثنا صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب عن أبي خالد الكابلي قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ،) فقال : يا أبا خالد ، النّور والله الأئمّة من آل محمّد «ص» إلى يوم القيامة ، وهم والله نور الله الذي أنزل ، وهم والله نور الله في السّموات وفي الأرض ، والله يا أبا خالد ، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنّهار ، وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين ، ويحجب الله عزوجل نورهم عن من يشاء ، فتظلم قلوبهم ، والله يا أبا خالد ، لا يحبّنا عبد ويتولا حتّى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد حتّى يسلّم لنا ويكون سلما لنا ، فاذا كان سلما لنا سلّمه الله من شديد الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر (٢).

قوله تعالى : «قل (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ») (١٢)

٦٨٧ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن

__________________

(١) البرهان ص ١١٢٠ وتفسير القمي ٢ / ٣٧٢.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ١٩٤ ح ١.

٣٥٩

محبوب عن الحسين بن نعيم الصحّاف عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألته عن قوله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ،) فقال : أما والله ما هلك من كان من قبلكم وما يهلك من يهلك حتّى يقوم قآئمنا «عليه‌السلام» إلّا في ترك ولايتنا (الى آخر الحديث وقد مرّ في تفسير الآية الثانية من هذه السورة) (١).

سورة الطّلاق

قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (٣)

٦٨٨ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن الحسين عن محمد الكنّاسي قال : حدّثنا من رفعه الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله عزّ ذكره : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ،) قال : هؤلاء قوم من شيعتنا ، ضعفاء ليس عندهم ما يتحمّلون إلينا ، فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم حتّى يدخلوا علينا فيستمعون حديثنا فينقلوه إليهم فيعيه هؤلاء ويضيعوها هؤلاء ، فاؤلئك الّذين يجعل الله عزّ ذكره لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون (٢).

قوله تعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً* رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ...) (١١)

٦٨٩ ـ الشيخ الصدوق قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٦.

(٢) روضة الكافي ص ١٧٨ ح ٢٠١.

٣٦٠