آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

٢٧٨ ـ العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» عن أبيه عن آبائه «عليهم‌السلام» قال : بينا رسول الله جالس ذات يوم إذ دخلت عليه أمّ أيمن في ملحفها شيء ، فقال لها رسول الله «ص» : يا أمّ أيمن أيّ شيء في ملحفتك ، فقالت يا رسول الله : فلانة بنت فلان عقدوها ونثروا عليها ، فأخذت من نثارها شيئا ، ثمّ إنّ أمّ أيمن بكت ، فقال لها رسول الله : لا تبكين فو الذي بعثني بالحقّ نبيّا وبشيرا ونذيرا ، لقد شهد إملاك فاطمة جبرئيل وميكائيل واسرافيل في الوف من الملائكة ولقد أمر الله طوبى فنشرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرّها وزبرجدها فنثرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرّها وزبرجدها وياقوتها وعطرها ، فأخذوا منها حتى ما أدروا ما يصنعون به وقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة وهي في دار علي بن أبي طالب (١).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) (٣٨)

٢٧٩ ـ محمد بن يعقوب عن سهل عن الحسن بن علي عن عبد الله بن الوليد الكندي قال : دخلنا على أبي عبد الله «عليه‌السلام» في زمن مروان ، فقال : من أنتم ، فقلنا من أهل الكوفة ، فقال : ما من بلدة من البلدان أكثر محبّا لنا من أهل الكوفة ولا سيّما هذه العصابة إنّ الله عزوجل ذكره هداكم لأمر جهله النّاس ، وأحببتمونا وخالفنا النّاس ، وصدّقتمونا وكذّبنا النّاس ، فأحياكم الله محيانا ، وأماتكم مماتنا ، فأشهد علي بن أبي طالب أنّه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يقر الله به عينه ، وأن يغبط إلّا ان تبلغ نفسه هذه واشار بيده الى حلقه ، وقد قال الله عزوجل : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً ،) فنحن ذريّة رسول الله (٢).

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢١١ وراجع سعد السعود ص ١٠٩.

(٢) روضة الكافي ص ٨١ ح ٣٨.

١٤١

قوله تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٣٩)

٢٨٠ ـ العياشي : زراره عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : كان علي بن الحسين يقول : لو لا آية في كتاب الله لحدثتكم بما كان وبما يكون الى يوم القيامة ، فقلت : وأيّة آية ، فقال : قال الله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)(١). قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣).

أقول : ورد في روايات كثيرة : أنّ من عنده علم الكتاب أمير المؤمنين «ع» ويشهد بذلك قول رسول الله «ص» : أنا مدينة العلم وعليّ بابها.

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢١٥.

١٤٢

سورة إبراهيم

قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (١٨)

٢٨١ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن علاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : كل من دان بعبادة من يجهل فيها نفسه ولا امام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر ، والله شان لأعماله ومثله مثل الشاة ضلّت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبه وجائية يومها ، فلمّا جنّها الليل بصرت بقطيع من غير راعيها فحنّت اليها وانحسرت بها فباتت في مربضها ، فلمّا أن ساقي الراعي قطيعها ذكرت راعيها وقطيعها ، فظلت متحيّرة تطلب راعيها فبصرت بغنم مع راعيها ، فحنّت اليها ، واغرت بها فصاح بها الراعي : الحقي براعيك وقطيعك وأنك تائهة متحيّرة من راعيك وقطيعك ، فحنّت ذعرة متحيرة نادمة ، لا راعي لها يرشدها الى مرعاها ويردّها ، فبينما هي كذلك اذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها ، وكذلك والله يا محمّد ، من أصبح من هذه الأمّة لا إمام له من الله عزوجل ظاهرا عادلا

١٤٣

أصبح ضآلّا تائها ، فإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق ، واعلم يا محمّد ، إنّ أئمة الجور وأتباعهم المعزولون عن دين الله ، قد ضلّوا وأضلّوا فأعمالهم التي يعملونها ، كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون ممّا كسبوا على شيء ذلك هو الضّلال البعيد (١).

قوله تعالى : (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ، فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ...) (٢٢)

٢٨٢ ـ العياشي عن حريز عن من ذكره عن أبي جعفر في قول الله : (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) ، قال : هو الثاني ، وليس في القرآن : وقال الشّيطان الّا وهو الثاني (٢).

٢٨٣ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» يبيّن مثل مخاصمة إبليس مع زفر في بغيه على عليّ «عليه‌السلام» (٣).

قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ...) (٢٥)

٢٨٤ ـ الكافي : عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن سيف عن أبيه عن عمرو بن حريث قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) ، قال : فقال ، رسول الله «ص» أصلها ، وأمير المؤمنين فرعها ، والأئمّة من ذريّاتهما أغصانها ، وعلم الأئمّة ثمرها ، وشيعتهم

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٨٣.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٢٣.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٢٣.

١٤٤

المؤمنون ورقها ، هل فيها فصل ، قال : قلت : لا والله ، قال : والله إنّ المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها ، وإنّ المؤمن ليموت فتسقط ورقه منها (١).

وفي رواية جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» مثله الّا زاد : وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله «عليها‌السلام».

قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (٢٨)

٢٨٥ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن الحرث البصري قال : سألت أبا جعفر عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) ، قال : ما تقولون في ذلك ، قلت : هم الافجران ، بنو أميّة وبنو مغيرة ، قال : ثمّ قال : هما والله القريش قاطبة إنّ الله تبارك وتعالى خاطب نبيّه فقال : إني فضلت قريشا على العرب وأنعمت عليهم نعمتي ، وبعثت إليهم رسولي ، فبدّلوا نعمتي كفرا وأحلّوا قومهم دار البوار (٢).

قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ...) (٣٦)

٢٨٦ ـ الشيخ في اماليه بإسناده الى عمر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله «ع» : يا بن يزيد أنت والله منّا أهل البيت ، قلت : جعلت فداك من آل محمّد ، قال : أي من أنفسهم يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عزوجل : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ،) أما تقرأ قول الله عزوجل : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٣).

__________________

(١) اصول الكافي ١ / ٤٢٨.

(٢) الروضة ص ١٠٣ ح ٧٧.

(٣) امالي الشيخ ١ / ٤٤ وراجع تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٧ ح ٦١.

١٤٥
١٤٦

سورة الحجر

قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) (٢)

٢٨٧ ـ سعد بن عبد الله بإسناده الى جابر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله «ع» قال أمير المؤمنين في قول الله عزوجل : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ،) قال : هو اذا خرجت أنا وشيعتي ، وأخرج عثمان وشيعته وثقل بني أميّة فعندها ، (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩)

٢٨٨ ـ قال أبن شهر آشوب : تفسير وكيع بن الجراح ويوسف القطان واسماعيل السري وسفيان الثوري أنّه قال الحارث : سألت أمير المؤمنين «عليه‌السلام» عن هذه الآية ، قال والله نحن اهل الذّكر ، نحن أهل العلم ، نحن معدن التأويل التنزيل (٢).

قوله تعالى : (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٥) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٦٣) إِلى يَوْمِ

__________________

(١) البرهان ٢ / ٣٢٥.

(٢) نور الثقلين ٣ / ٤.

١٤٧

الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (٣٨)

٢٨٩ ـ وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمّار قال : سألت أبا عبد الله «ع» عن قول إبليس ، ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنّك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، قال له وهب : جعلت فداك أيّ يوم هو ، قال : يا وهب أتحسب أنّه يوم يبعث الله فيه النّاس ، إنّ الله أنظره الى يوم يبعث فيه قائمنا ، فاذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتّى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول : يا ويلاي من هذا اليوم ، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم الوقت المعلوم (١).

قوله تعالى : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) (٤١)

٢٩٠ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : هذا صراط عليّ مستقيم (٢).

٢٩١ ـ العياشي عن أبي بصير قال : سمعت موسى بن جعفر «عليه‌السلام» وهو يقول : نحن بيت الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة ، ونحن في الأرض بنيان ، وشيعتنا عرى الإسلام ، ما كانت دعوة ابراهيم إلّا لنا ولشيعتنا ، ولقد استثنى الله إلى يوم القيامة على إبليس ، فقال : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)(٣).

قوله تعالى : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (٤٤)

٢٩٢ ـ قال علي بن ابراهيم في معنى الآية : يدخل في كل باب أهل مذهب ، وللجنّة ثمانية أبواب (٤).

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٢.

(٢) اصول الكافي ١ / ٤٢٤.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٣ ح ١٨.

(٤) تفسير القمي ١ / ٣٧٦.

١٤٨

٢٩٣ ـ أبن بابويه بإسناده عن محمد بن الفضيل البرقي عن أبي عبد الله «ع» عن أبيه عن جدّه عن علي «عليه‌السلام» قال : إنّ للجنّة ثمانية أبواب ، باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون ، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون ، وستة أبواب يدخل منه شيعتنا ومحبّونا فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول : ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وأنصاري ومن تولّاني في دار الدنيا ، فإذا النداء من بطنان العرش : قد أجبت دعوتك وشفعتك في شيعتك ، ويشفع كلّ رجل من شيعتي ومن تولّاني ونصرني ، وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه ، وباب يدخل منه سائر المسلمون ، ممن يشهد أنّ لا إله إلّا الله ولم يكن في قلبه مثقال ذرّة من بغضنا أهل البيت (١).

* ـ وفي الخصال أيضا في أبواب السبعة عن الصّادق «عليه‌السلام» : للنّار سبعة أبواب ... وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا ، وانّه أعظم الأبواب ، وأشدّها حرّا ، الحديث (٢).

قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٤٧)

٢٩٤ ـ محمد بن يعقوب عن عدة منت أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان قال : كنت عند أبي عبد الله «عليه‌السلام» فدخل عليه أبو بصير وذكر حديثا ، قال له : يا أبا محمد ذكركم الله في كتابه فقال : إخوانا على سرر متقابلين ، والله ما أراد بهذا غيركم (٣).

٢٩٥ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن

__________________

(١) الخصال ص ٤٠٧ ـ ٤٠٨ وبحار الأنوار ج ٨ ص ٣٩.

(٢) الخصال ص ٣٦١ في حديث ٥١.

(٣) الروضة ص ٣٥ ح ٦.

١٤٩

أبي عبد الله «عليه‌السلام» في بيان فضل الشيعة أنه قال : انتم والله الّذين قال الله عزوجل : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ،) إنما الشيعة أصحاب الأربعة أعين ، عينان في الرأس ، وعينان في القلب ، ألا والخلائق كلّهم كذلك إلّا إنّ الله عزوجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم (١).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (٨٧)

٢٩٦ ـ علي بن ابراهيم قال : أخبرنا احمد بن ادريس قال : حدّثني احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن سورة كليب عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نحن المثاني التي أعطاها الله نبيّه ، ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم ، عرفنا من عرفنا ، فأمّه اليقين ، ومن جهلنا فأمّه السعير (٢).

٢٩٧ ـ العياشي عن سورة كليب عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سمعة يقول : نحن المثاني التي أعظي نبيّنا «ص» (٣).

وقد نقدم في تفسير سورة الحمد ما يتعلق بهذه الآية.

__________________

(١) الروضة ص ٢١٤ ح ٢٦٠.

(٢) تفسير القمي ما يوجد فيه راجع تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٤٩ ح ٣٦.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٤٩ ح ٣٣.

١٥٠

سورة النّحل

قوله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) (١)

٢٩٨ ـ العياشي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : انّ أوّل من يبايع القائم ، جبرئيل ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه ، ثمّ يضع رجلا على بيت الحرام ورجلا على بيت المقدس ثمّ ينادي بأعلى صوته بصوت رفيع يسمع الخلائق : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ)(١).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) (٢٠)

٢٩٩ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سألته عن هذه الآية : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ،) قال الذين يدعون من دون الله الأول والثاني والثالث كذّبوا رسول الله بقوله : والوا عليّا واتّبعوه ، فعادوا عليّا ولم يوالوه ، ودعوا النّاس الى ولاية

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٤ ح ٣.

١٥١

أنفسهم ، فذلك قول الله : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ،) الى آخر الآية (١).

قوله تعالى : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ...) (٢٥)

٣٠٠ ـ قال علي بن ابراهيم قال : يحملون آثامهم ، يعني الّذين غصبوا أمير المؤمنين آثامهم وآثام كل من اقتدى بهم ، وهو قول الصادق «عليه‌السلام» ما اهرقت مهجمة من دم ، ولا قرع عصابعصا ، ولا غصب فرج حرام ، ولا أخذ مال حرام إلّا ووزر ذلك في أعناقهما من غير ان ينقص من اوزار العاملين شيء (٢).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (٣٦)

٣٠١ ـ العياشي عن خطاب بن مسلمة قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : ما بعث الله نبيّا إلّا بولايتنا ، والبرائة من أعدائنا وذلك قوله في كتابه : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ،) بتكذيبهم آل محمّد «ص» ثمّ قال : (فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)(٣).

قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٣٨)

٣٠٢ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن سهل بن محمد عن أبيه عن أبو بصير قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» قوله تبارك وتعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٦ ح ١٤.

(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٣٨٣.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٨ وقد ذكر هذا في تفسير آية ١٦٨ من سورة البقرة.

١٥٢

لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ،) قال : وقال لي : يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية ، قال : قلت : إنّ المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله : ان الله لا يبعث الموتى ، قال : فقال : تبّا لمن قال هذا ، سل هم هل كان المشركين يحلفون بالله أم بالّلات والعزّى ، قال : قلت : فاوجدنيه ، قال : وقال لي : يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله اليه قوما من شيعتنا قباع ، سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون : بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم ، فيبلغ ذلك قوما من عدّونا فيقولون : يا معشر الشيعة ما اكذبكم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيه الكذب ، لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون الى يوم القيامة ، قال : فحكى الله قولهم : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ)(١).

قوله تعالى : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) (٤٥)

٣٠٣ ـ العياشي عن ابراهيم بن عمر عن من سمع أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : ان عهد نبيّ الله صار عند علي بن الحسين ، ثمّ صار عند محمد بن علي ، ثمّ يفعل الله ما يشاء ، فالزم هؤلاء فاذا خرج رجل منهم معه ثلاثمأة ومعه رأية رسول الله عامدا الى المدينة حتى يمّر بالبيداء فيقول : هذا مكان القوم الّذين خسف الله بهم ، وهي الامّة التي قال الله : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ)(٢).

قوله تعالى : («وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ) القرآن (إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ») (٦٤)

٣٠٤ ـ قال أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن انس قال : قال رسول الله «ص»

__________________

(١) الروضة ص ٤٤ ح ١٤ طبعة لبنان.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٦١ ح ٣٤.

١٥٣

يا انس اسكب لي الوضوء ثمّ قام فصلّى ركعتين ثمّ قال : اوّل من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين وقائد الغر المحجّلين ، وخاتم الوصييّن ، قال : أنس : أللهمّ اجعله رجلا من الأنصار ، وكتمته ، اذ جاء عليّ ، فقال : من هذا يا انس ، فقلت : عليّ ، فقام ، مستبشرا فاعتنقه ، ثمّ جعل يمسح وجهه بوجهه ، فقال علي : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي قبل ، قال : وما يمنعني وانت تؤدّي عنّي ، وتسمّعهم نبوّتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي (١).

قوله تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) (٨٣)

٣٠٥ ـ محمد بن يعقوب «رحمه‌الله» عن الحسين محمد عن احمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال : حدّثني أبي عن احمد بن عيسى قال : حدّثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه «عليهم‌السلام» في قوله عزوجل : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ،) قال : لمّا نزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ،) اجتمع نفر من اصحاب رسول الله «ص» في مسجد المدينة ، فقال بعضهم : ما تقولون في هذه الآية ، فقال بعضهم : إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها ، وان آمنّا فهذا ذلّ حيث يسلط علينا علي بن ابي طالب ، فقالوا : قد علمنا إنّ محمدا صادق فيما يقول ، ولكن نتولّاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا ، فنزلت هذه الآية ، (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ،) يعني ولاية علي بن أبي طالب واكثرهم الكافرون بالولاية (٢).

قوله تعالى : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ...) (٨٩)

٣٠٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبّار عن

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٧٤ ح ١ وحلية الأولياء ج ١ ص ٦٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٧ ح ٧٧.

١٥٤

ابن فضّال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله «ع» يقول : قد ولدّني رسول الله وأنا أعلم بكتاب الله ، وفيه بدء الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السّماء والأرض ، وخبر الجنّة وخبر النّار ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن أعلم ذلك كما انظر الى كفيّ ، إنّ الله عزوجل يقول : (فيه تبيان كل شيء) (١).

٣٠٧ ـ العياشي عن يونس عن عدة من أصحابنا قال : قال أبو عبد الله «ع» : إنّي لأخبر خبر السّماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن كانّه في كفّي ، ثمّ قال : من كتاب الله أعلمه إنّ الله يقول : (فيه تبيان كل شيء) (٢).

٣٠٨ ـ عن عبد الله بن الوليد قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» قال الله لموسى : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ،) فعلنا أنه لم يكتب لموسى الشيء كلّه ، وقال الله لعيسى : (ليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ،) وقال الله لمحمّد «ص» : وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء (٣).

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٩٠)

٣٠٩ ـ العياشي ، عن سعد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ،) قال : يا سعد إنّ الله يأمر بالعدل وهو محمّد «ص» والاحسان وهو عليّ ، وإيتاء ذي القربى ، وهو قرابتنا ، أمر العباد بمودّتنا وإيتائنا ونهاهم عن الفحشاء والمنكر ، من بغى على أهل البيت ودعا الى غيرنا (٤).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٦١ ح ٨.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٦ ح ٥٦ والبرهان ج ٢ ص ٣٧٩.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٦ ح ٥٨ والبرهان ج ٢ ص ٣٨٠.

(٤) البرهان ج ٢ ص ٣٨١ وتفسير العياشي ج ٢ ص ٢٦٧.

١٥٥

قوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) (٩١)

٣١٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي رفعه ، قال : قال أبو عبد الله «ع» : لمّا نزلت الولاية وكان من قول رسول الله «ص» بغدير خم سلّموا على عليّ بأمرة المؤمنين ، فقالا : أمن الله أو من رسوله ، فقال : اللهمّ نعم حقّا من الله ومن رسوله ، فقال : انه أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجّلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أوليائه الجنّة ويدخل أعدائه النّار ، وأنزل الله عزوجل : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) ، يعني قول من الله ورسوله ثمّ ، ضرب لهم مثلا فقال : (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٩٩)

٣١١ ـ العياشي : عن حماد بن عيسى رفعه الى عبد الله قال سألته عن قول الله : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ،) قال : ليس له أن يزيلهم عن الولاية ، فامّا الذنوب وأشباه ذلك فانه ينال منهم كما ينال من غيرهم (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٣٨٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٨٩.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٣٨٤ وتفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٠ ح ٢٩.

١٥٦

سورة الإسراء

قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١)

٣١٢ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن علي بن محمد بن سعيد عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن صباح المزني عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : عرج بالنّبي مائة وعشرين مرّة ما من مرّة إلّا وقد وصّى الله النّبي بولاية عليّ والأئمّة من بعده أكثر ممّا أوصى بالفرائض (١).

٣١٣ ـ علي بن ابراهيم بإسناده عن أبي بريدة الاسلمي قال : سمعت رسول الله «ص» يقول لعلي بن أبي طالب «عليه‌السلام» : يا علي انّ الله تعالى أشهدك معي في سبع مواطن أمّا أوّل ذلك فليلة اسرى بي الى السّماء قال لي جبرئيل : أين أخوك ، فقلت : خلفّته ورائي ، قال : أدعوا الله فليأتك به ، فدعوت الله فاذا مثلك معي واذا الملائكة وقوف صفوف ، فقلت : يا جبرئيل من هؤلاء ، قال : هم الّذين يباهيهم الله بك يوم القيامة ، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون الى يوم القيامة ، والثاني حين اسرى بي في المرة الثانية فقال لي جبرئيل : أين أخوك ، قلت خلّفته ورائي ، قال :

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٣٩٤ وبصائر الدرجات ص ٩٩ ح ١٠.

١٥٧

أدعوا الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا مثلك معي فكشط لي عن سبع سموات حتّى رأيت سكانها وعمّارها وموضع كلّ ملك منها ، والثالث ، حين بعثت الى الجنّ ، فقال لي جبرئيل : أين أخوك ، قلت : خلفته ورائي ، قال أدعوا الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، فما قلت لهم شيئا ولا ردّوا عليّ شيئا إلّا سمعته ، والرابع : خصصنا بليلة القدر وأنت معي فيها وليست لأحد غيرنا ، والخامس دعوت الله فيك فأعطاني فيك كلّ شيء إلّا النبوّة فانّه قد خصصتك بها وختمتها بك ، وأما السادس ، لمّا اسرى بي الى السّماء جمع لي النبييّن ، وصلّيت بهم ومثالك خلفي ، والسابع هلاك الأحزاب بايدنا ، وروى الشيخ مثله (١).

قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ...) (٤)

٣١٤ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدّثني جعفر بن محمد القرشي الرزّاز قال : حدّثني محمد بن الحسين بن ابي الخطّاب عن موسى بن سعدان الخياط عن عبد الله بن قاسم الحضرمي عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله «ع» في قول الله عزوجل : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ،) قال : قتل أمير المؤمنين وطعن الحسن بن علي ، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً ،) قال : قتل الحسين «عليه‌السلام» ، (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ،) قوما يبعثهم الله قبل قيام القائم ، لا يدعون لآل محمّد وترا ، إلّا أخذوه ، وكان وعدا مفعولا (٢).

٣١٥ ـ الكافي : عدة من أصحابنا ... عن عبد الله بن القاسم البطل عن

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٣٥ والبرهان ج ٢ ص ٤٠٧.

(٢) كامل الزيارة ص ٦٤ والبحار ٤٥ / ٢٩٧ ح ٥ والبرهان ٢ / ٤٠٧.

١٥٨

أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ،) قال : قتل علي بن أبي طالب ، وطعن الحسن ، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً ،) قال : قتل الحسين ، (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما ،) فاذا جاء نصر دم الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ،) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم ، (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ،) خروج الحسين في سبعين من أصحابه عليهم البيض الملهب لكلّ بيضة وجهان ، المؤدّون الى النّاس : إنّ هذا الحسين قد خرج حتّى الا يشك المؤمنون فيه ، وأنّه ليس بدجّال ولا شيطان ، والحجّة القائم بين اظهرهم ، فاذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين انّه الحسين ، جاء الحجّة الموت ، فيكون الّذي يغسّله ويكفّنه ويحنّطه ويلحده في قبره الحسين بن علي «عليه‌السلام» ولا يلي الوصّي إلّا الوصّي (١).

قوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (٩)

٢١٦ ـ أبن بابويه روى بإسناده عن الإمام موسى بن جعفر «عليه‌السلام» عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين «عليه‌السلام» قال : الإمام منّا لا يكون الّا معصوما وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ، فلذلك لا يكون إلّا منصوصا ، فقيل له : يا بن رسول الله فما معنى المعصوم ، فقال : هو المعتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان الى يوم القيامة فالإمام يهدي الى القرآن والقرآن يهدي إلى الإمام ، وذلك قول الله عزوجل : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)(٢).

قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٠٦ ح ٢٥٠.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤٠٩ والعيون ١ / ١٢٦ والاما لي ص ٤٢٤ في مجلس ٧٩.

١٥٩

تَبْذِيراً) (٢٦)

٣١٧ ـ ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن صلت الهروي عن الرضا «عليه‌السلام» قال : قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ،) وخصوصيّة خصصهم الله العزيز الجبّار بها ، واصطفاهم على الامة قال : فلما نزلت هذه الآية على رسول الله قال : أدعوا لي فاطمة ، فدعيت له ، فقال : يا فاطمة ، قالت : لبيك يا رسول الله ، فقال : هذه فدك وهي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصّة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى ، خذيها لك ولولدك (١).

٣١٨ ـ رواه الثعلبي عن السّدي : عن ابن الديلمي قال : قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام أقرأت القرآن ، قال : نعم ، قال : فما قرأت بني إسرائيل ، (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ،) قال : وأنكم القرابة التي أمر الله تعالى أن يؤتى حقّه ، قال : نعم (٢).

٣١٩ ـ اخرج ابن جرير حديث على بن الحسين في تفسيره ج : ٢٥ / ١٦.

٣٢٠ ـ العياشي : عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لما أنزل الله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ،) قال رسول الله يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوي القربى ، قال هم : أقاربك فدعا الحسن والحسين وفاطمة فقال إنّ ربّي أمرني أن أعطيكم ما أفاء عليّ قال : أعطيتكم فدك (٣).

أقول : راجع كتاب صحيفة الابرار في باب ١١ يشرح لك قصة فدك ومصادرها.

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤١٥ ، ومعاني الاخبار ٤٤ والعيون ١ / ١٢٦ ـ ١٣٣ والأمالي ص ٤٢٤ في مجلس ٧٩ في أثناء حديث ١.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤١٥.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٧ ح ٤٦.

١٦٠