إعراب القرآن - ج ٣

الزجّاج

إعراب القرآن - ج ٣

المؤلف:

الزجّاج


المحقق: ابراهيم الأبياري
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٠

مذعورا

خفيف

٨٨٥

والفقيرا

خفيف

٩١٣

بالسرر

مديد

٨٣٥

نفرا

منسرح

٣٩٥

نسر

متقارب

٣١٥

نارا

متقارب

٥٢ ، ٧٠ ، ٣٢١

بكارها

رجز

٨٨٣

كاسر

رجز

٩١٨

الصوارا

رجز

٢٨٣

قدر

رجز

٨٣٢

(س)

المجالس

طويل

٥٢٥

المتقاعس

طويل

٦٨٢

بالنواقيس

بسيط

٤٨١

والأس

بسيط

٩٤٣

(ص)

حميص

وافر

٧٩٠

(ض)

بالإيماض

رجز

٨٨٩

وخضا

رجز

٧٨٩

(ع)

تقشع

طويل

٧٣١

أمنع

طويل

٧٨٣

فاجع

طويل

١٣٣

الطوالع

طويل

٧٨٨

٣٠١

الصوانع

طويل

٨٤٨

الجراشع

طويل

٨٦٣

يمنعا

طويل

٦٠٥

أجمعا

طويل

٦٢٦

الرتاعا

وافر

٢٦ ، ٤٩٢

المضيع

وافر

١٣٦

أصنع

رجز

٤٣٤

المعى

رجز

٨٤٨

(ف)

وزائف

طويل

٢٠٤

خلف

بسيط

٤٤٢

الصياريف

بسيط

١٥١ ، ٩٣٢

كاف

وافر

٨٨

خلاف

وافر

٩٠٢

مختلف

منسرح

٦١١

وفا

رجز

٧٥٩

(ق)

طليق

طويل

٢١٣

صديق

طويل

٦١٨

فتفرقوا

طويل

٦٣٣

تفلقا

طويل

٤٧٤

تملق

رجز

١٥١

(ك)

تنسلك

بسيط

٢١١

يحمدونكا

رجز

١٥٢

٣٠٢

(ل)

قبل

طويل

٤١٧

عدل

طويل

٦٦٥ ، ٦٦٦

يعمل

طويل

٦٦٦

السوائل

طويل

٧٠٣

نبادله

طويل

٧٣٤

نحاوله

طويل

٥١٩

بلابله

طويل

٦٣٥

مفاصله

طويل

١١

ذيولها

طويل

٨٧

غافل

طويل

١٣٥

الحجل

طويل

٣٣٢

المسربل

طويل

٨٨٣

نزل

بسيط

٢٦١

الطلل

بسيط

٨٨٧

الفضل

بسيط

٧٨٩

جبريل

بسيط

٨٦٩

مقبول

بسيط

٩٤٢

ما فعلا

بسيط

٤٢٣

خلل

وافر

٢٥٦

فصول

وافر

٦٦٥

عيالى

وافر

٦١٩

محمل

كامل

٣٢٠

فتجمل

كامل

٨٨٧

يفعل

كامل

٨٨٩

بخيال

كامل

٨٨٩

ميكالا

كامل

٨٦٨

 

٣٠٣

اسرال

خفيف

٨٦٩

المعل

مديد

٨٣٨

واغل

سريع

٨٣٨ ، ٨٤٢

أسهلا

سريع

٢٠ ، ٤٥

أفضل

متقارب

٨٢٨

قتالا

هزج

٨٩٢

الأجلل

رجز

٨٣١

يقل

رجز

١١٤

وبل

رجز

٤٨٥

يتكل

رجز

٣٢٥ ، ٤٤٠

تهاله

رجز

١٤٨

الهباله

رجز

٦٤٨

(م)

نصارمه

طويل

٨١٢

سهامها

طويل

٤٥١

فدعاهما

طويل

٦٨١

بالأباهم

طويل

٤٥٠

حاتم

طويل

٥٧٧

موهم

طويل

٤٥٣

واسلم

طويل

٤٥٣

بلئيم

طويل

١٥٨

البهم

طويل

٢٥٩

سنام

طويل

٢١٤

خثعما

طويل

٨٧ ، ٤٩٣ ، ٧٤٨ ، ٧٩٢

يتندما

طويل

١٧٦

لماما

طويل

٢٧٤

٣٠٤

الأشائما

طويل

٢٧٩

طللاهما

طويل

٣٧١

أمامها

طويل

٤٥٠ ، ٨٦٩

السلم

طويل

٣١٨

مقيم

وافر

١٧٤

شامى

كامل

٦٠٤

ومقيم

خفيف

٩٢٢

المرزم

متقارب

٨٨٩

وميسم

رجز

٢٩٢ ، ٩٦٧

والأداهم

رجز

٢٠٧

باللجام

رجز

٦٨٢

معلما

رجز

٦٠٥

وابنيما

رجز

١٣٨

صائما

رجز

٩٣٤

لا يرحمه

رجز

١٩٠

لامها

رجز

٤٦٨

(ن)

رماني

طويل

٦١١

سوائنا

طويل

١٣٦

حين

بسيط

١٣٥

جانى

بسيط

٨٤١

فتخزوني

بسيط

٩٤٢

قرابينا

بسيط

٤٦٨

بثن

وافر

٢٩٢

الفرقدان

وافر

٧٠ ، ٦٣٤

عرين

وافر

٢٦٧ ، ٦٣٧

الظنون

وافر

٢٧٤

٣٠٥

الأشائما

طويل

٢٧٩

أردنا

وافر

١٣٦

آخرينا

وافر

١٣٩

إيانا

كامل

٥٢٩ ، ٨٢٨

المستيقن

رجز ٤

٤٥٣

وصنى

رجز

٨٣٨

شحبينا

رجز

٥٥ ، ٧٩٠ ، ٨٤٨

الترسين

رجز

٧٨٧

(ه)

عيناها

سريع

٥٤٠

كفاه

متقارب

٣٤٩

مبوؤها

منسرح

٤٧٣

غايتاها

رجز

٢٠٤

والدها

رجز

٩٤٢

(ى)

هيا

طويل

١٩٠

ليا

طويل

٢١٠

ناهيا

طويل

٦٦٩

عياليا

كامل

٢١٤

والعبرى

رجز

٨٨٠

التحية

مجزوء الرجز

٩٠١

٣٠٦

(و)

أنصاف الأبيات

إذا ما تلاقينا من اليوم أو غدا

طويل

٧٠٩

ألا رب من قلبى له الله ناصح طويل

طويل

١٤٥

خليلى هل من حيلة تعلمانها طويل

طويل

٢١٦

طفت علماء علة حاتم طويل

طويل

٧٥٦

فظل بملقى واجف جرع المعى طويل

طويل

٨٧

ليبك يزيد ضارع لخصومة طويل

طويل

١٩٨ ، ٢٦٦

وأنت كثير يا ابن مروان طيب طويل

طويل

٢٩٧

وقائلة تخشى على أظنه طويل

طويل

٦٤٢

وقائلة خولان فانكح فتاتهم طويل

طويل

١٩٦ ، ٩٣٧

ولا أنا ممن يزدهيه وعيدكم طويل

طويل

٩٣٩

ولكننى من حبها لعميد طويل

طويل

٧٧١

وما منهما قد مات حتى رأيته طويل

طويل

٣٠٦

ويوما شهدناه سليما وعامرا طويل

طويل

٤٥٠

إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر بسيط

طويل

٣٣٨

هل سركم فى جمادى أن نصا لحكم بسيط

طويل

٤٤٢

يا لعنة الله والأقوام كلهم بسيط

طويل

١٥١

فما تك يا ابن عبد الله فينا وافر

طويل

٣٤٧ ، ٣٥٠

وإن يهلك فذلك كان قدرى وافر

طويل

٤٩٢

وقالوا ما تشاء فقلت ألهو وافر

طويل

٤٤١

ألا لا بارك الله فى سهيل منسرح

طويل

٩٤٣

سألت زيدا بعد بكر حقنا رجز

طويل

٤٢٢

كان جزائى بالعصا أن أجلدا رجز

طويل

٦٨٣

٣٠٧

(ز)

الأماكن

أرمينية ٧٢٩

بدر ٨٦٩

جيران ٨٢٤

خراسان ٧٠٥

ساتيدما ٤٦٨

سلمية ٨٢٤

الشام ٤٦١

الطائف ٥٧

العراق ١٥٣

الغوير ٩٠٩

قنوان ٤١

المدينة ٧٤٦

مرعش ٧٢٩

مكة ٥٧

٣٠٨

٨ ـ الكتب

(ا)

الاختلاف ١٧١

الاختيار لأبى حاتم ٣٨١

الإستدراك (المستدرك) ٦٤٠ ، ٦٨٤ ، ٨٣٥

إعراب شواذ القراءات لابن جنى المحتسب فى إعراب شواذ القراءات لابن جنى

الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني ٥٩٣ ، ٦٣٢ ، ٦٨٤ ، ٦٩٩

(ب)

بغية الوعاة للسيوطى ٥١ ، ١٣٥ ، ٨٨٣

البحر المحيط لأبى حيان ٢٢ ، ٢٦ ، ٣٨ .. إلخ

البيان ٥٩٤ ، ٦٨٤

لتتمه ٥٩٥

(ت)

التصريف الملوكي لابن جنى ٢٢

التذكرة لأبى على الفارسي ٣١٤ ، ١٤١ ، ٢٧٣ ، ٧٢٩ ، ٧٩٢ ، ٧٩٣

تفسير الدمياطي ٢٦٦

تهذيب التذكرة لابن جنى ٢٧٣

تهذيب التهذيب لابن حجر ٤٦ ، ٧٧ ، ١٤٣

(ج)

الجامع لأحكام القرآن للقرطبى ٧٩

الجمع والتثنية ١٢٧

(ح)

الحجة لأبى على الفارسي ٥٠ ، ١٢٠ ، ٦٨٤

الحلبيات لأبى على الفارسي ٦٨٤

الحماسة ٧٢٩ ، ٩٠٢ الخلاف ٦٥٨

٣٠٩

(د)

ديوان الأعشى ٨٥ ، ٥٧٩

ديوان جرير ١٣٥

ديوان الفرزدق ٨٨٥

(س)

شرح أشعار الهذليين ٨٨٣

شرح ديوان الحماسة ٢٧

الشرح للمبرد ٣٥٧

شرح المفصل لابن يعيش ١١ ، ١٢

شعراء النصرانية ٨٢٨ ، ٩٠١

(ص)

الصحاح للجوهرى ٤٤

(ك)

الكتاب لسيبويه ١١ ، ١٢ ، ٤٢ ، ٥٢ ، ٥٥ ، ٧٠ ، ٨٧ ، ١١٨ ، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٣٧ ، ١٣٨ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٥٢ ، ١٧٠ ، ١٨٩ ، ٢٧٣ ، ٣٠٢ ، ٣٣٠ ، ٣٣١ ، ٣٣٩ ، ٣٥١ ، ٣٧٠ ، ٣٧٢ ، ٤٠٧ ، ٤٠٩ ، ٤٣٥ ، ٤٥٠ ، ٤٨٥ ، ٥٢٥ ، ٥٤٠ ، ٥٧٩ ، ٥٨٩ ، ٦٠٤ ، ٦٠٥ ، ٦٠٩ ، ٦٣٥ ، ٦٤٨ ، ٦٦٥ ، ٦٨١ ، ٧٢٤ ، ٧٤٤ ، ٧٨٢ ، ٧٨٧ ، ٧٨٩ ، ٧٩٠ ، ٧٩٣ ، ٧٩٤ ، ٨٠١ ، ٨١١ ، ٨٣١ ، ٨٣٢ ، ٨٣٩ ، ٨٤٣ ، ٨٤٨ ، ٨٦٢ ، ٨٧٠ ، ٨٧٢ ، ٨٧٥ ، ٨٨٧ ، ٨٩٧ ، ٩٠٠ ، ٩١٧ ، ٩٤٣

الكشاف للزمخشري ١٧ ، ٥٤ ، ١١٤

(ل)

اللسان لابن منظور ١١٧ ، ١٥٣ ، ١٨٩ .. إلخ

(م)

مجالس ثعلب ٦٢٦

المحتسب في إعراب شواذ القراءات لابن جني ٢٢ ، ٤١٧

المختلف ١٢٨ ، ١٥٩

٣١٠

المخصص لابن سيده ٤٥٠

المعاني فى التفسير للفراء ١٢٧

معجم البلدان لياقوت ٤١ ، ٧٢٩

مغنى اللبيب للسيوطى ١٠٥ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ٩٤٣

مفاتيح الغيب للرازى ١٣٢

(ن)

النهاية لابن الأثير ٨٤٤

(و)

وفيات الأعيان لابن خلكان ٤٦

٣١١
٣١٢

٢ ـ الدراسة

(١)

تاريخ من الوفاء ذكره

منذ أعوام تربى على العشرة وقع للمرحوم الأستاذ الكبير «إبراهيم مصطفى» هذا الكتاب يحمل هذا الاسم «إعراب القرآن للزجاج» وكانت منه نسخة خطية واحدة في دار الكتب المصرية.

وكان اسم الكتاب واسم المؤلف جديرين بأن يلفتا إليهما الباحث في علم النحو ؛ لا سيما إذا كان هذا النحو يخص الكتاب الأم للعربية ؛ أعني القرآن الكريم.

فاسم الكتاب يضيف إلى كتب الزجاج أبي إسحاق بن السري كتابا لم يذكر له ، كما يضم إلى كتابه في القرآن حول معانيه كتابا في إعرابه.

واسم المؤلف يغرى بالرجوع إلى ما ألف ، فهو شيخ أبي علي الفارسي وتلميذ المبرد. وحين استهوى هذان أستاذنا المرحوم إبراهيم مصطفى استهوته مادته ، فإذا هو يرى نفسه بين آراء خليق بها أن تقرأ وأن يقرأها معه كل متصل بعلم النحو ، لم يدفعه عن هذا وذاك أن يكون الكتاب للزجاج أو لغيره ، وأن يكون له هذا الاسم أو اسم آخر.

وطلب المرحوم الأستاذ إبراهيم مصطفى إلى المجمع ـ وكان عضوا من أعضائه ـ أن يصور هذه المخطوطة ، فصورها المجمع لتكون بين ما ينشره من التراث العربي ـ حين كانت للمجمع مشاركة في نشر التراث.

وعهد إليّ أستاذنا بتحقيق هذا الكتاب.

وحين أبدأ في تحقيقه يخرج نشر التراث من المجمع لينضم إلى نظيره بالإدارة العامة للثقافة وزارة التربية ، وبعد أن أمضى في الكتاب إلى أكثره يخرج نشر التراث من إشراف وزارة التربية فيكون في إشراف وزارة الثقافة ، وحين يستوى الكتاب للظهور تكون المؤسسة العامة للتأليف والترجمة والنشر قد ظهرت لتحتضن فروع الثقافة ، ومنها هذا الفرع المعنى بإحياء التراث.

وهذا الكتاب الذي أغرى أستاذي بالقرب منه كاد يدفعني إلى البعد عنه ، فلقد رأى فيه آراء يقف عندها معجبة ، ورأيت أوراقا مبعثرة لا تتصل ورقة بورقة كما لا تتصل أسطر

٣١٣

بأسطر. فلقد نظر إليه قارئا ونظرت إليه محققا ، وإذا هان على القارئ أن ينقطع عليه الكلام ، أو تضطرب بين يديه الصفحات ، فما أعسرها على المحقق ، لا سيما إذا لم تكن للكتاب خطيات أخرى تعين.

غير أنها كانت رغبة من أستاذي ملحة في أن يخرج الكتاب للناس ، فلم أجد بدا من أن أحمل العبء راضيا.

وما من مرة لقيت فيها أستاذي إلّا وجدت منه اللهفة إلى أن يرى الكتاب منشورا ، وما من مرة جلست فيها إليه إلّا وجدته مشوقا إلى أن يراه وقد انتهيت فيه إلى رأي يصحح اسمه ويصحح نسبته ، وما من مرة تحدثت إليه إلّا وجدته يتمنى أن أبلغ هذا قبل أن يبلغ هو أجله.

ولكن الأجل كان أسرع إليه ، فلقد اختطفه الموت ـ رحمه‌الله ـ قبل أن يخرج القسم الأول من هذا الكتاب ، وقبل أن أكتب في هذا القسم الثالث رأيي في اسم الكتاب واسم صاحبه.

ولئن غاب عنا الأستاذ عينا فهو حاضر بيننا معنى ، والأيام التي تطوي الآجال ، تنشر لأصحابها صفحات الأعمال ، والخلود في الوجود للثانية لا للأولى ، وما كانت الأولى غير صور تتراءى على شاشية الحياة ، ما إن تظهر حتى تختفي ويبقى أثرها الذي خلقته لا يزول. والميتة ميتة الذكرى التي لا تنعشها أثرى ، والميت من يموت في إثره خبره.

ألا رحم الله إبراهيم مصطفى ، وأبقى له خير ما عمل.

(٢)

القرآن منبع دين وعلم

حين دعا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم قومه إلى التوجه إلى الله وترك الأصنام دعاهم عن وحي من ربه ، وحين أملى عليهم شريعته أملاها عن وحي من ربه. وكان هذا الكتاب المنزل حجة الله على الناس ، يؤيد حقه صدق الرسالة ، ويزكي بيانه صدق الداعي.

ووعت هذا الكتاب صدور المسلمين عند ما وعته الصحف والرقاع ؛ وحين كانت الحافزة إلى جمعه في تدوينه عهد أبي بكر لم يشق على المسلمين ما أخذوا فيه ، فلقد كانت صدورهم له واعية والصحف لا تزال ندية لم يجف مدادها.

واستوى للمسلمين مصحفهم الجامع أيام عثمان ، واجتمعوا عليه قاطبة يتدارسونه ليقربوا إلى معانيه وأسلوبه شعوبا لم تكن لها عربية الأمة التي نزل القرآن بلسانها.

٣١٤

وكان القرآن كتاب المسلمين الذي يجمع لهم عقيدتهم في طهر ونقاء.

وكان القرآن كتاب العرب الذي يجمع لهم لسانهم في بيان معجز.

وكان بهذين شغل المسلمين الشاغل ، إنكفأوا عليه يستنبطون منه ما يمس العقيدة وما يمس اللغة ، وكانت لهم في ظل هذين علوم كثيرة دينية ولغوية.

وكان النحو عماد هذه العلوم كلها ، نشأ في ظل علم التفسير ، الذي كان أول علم قرآني ، وما نظن النحو تخلف عنه كثيرا ، بل قد يعد النحو أسبق من التفسير ، إذا نظرنا إليهما علمين لا محاولتين.

فلقد نشأ التفسير محاولات مع الخلفاء الراشدين ونفر من الصحابة منهم ابن عباس وأنس بن مالك وزيد بن ثابت ، وكان آخرهم وفاة عبد الله بن الزبير الذي كانت وفاته سنة ٧٣ ه‍. ولقد قضوا هؤلاء جميعا نحبهم ولم يكن التفسير قد استوى علما ولم يتم له ذلك إلّا مع أوائل القرن الثاني الهجري.

على حين أخذ النحو يبرز إلى الحياة علما أيام أبي الأسود الدؤلي الذي كانت وفاته سنة ٦٩ ه‍. وإذا كان علم النحو هو عماد العلوم القرآنية ، فالإعراب هو خلاصته ، لا يملك زمام النحو متعلم إلّا إذا ملك الإعراب ، وإلّا وقف عند حد الاستظهار ولم يتجاوزه إلى التطبيق الذي هو ثمرة العلم. والعيب الذي لحق هذا الفن الإعرابي من الإسراف فيه لا يصح أن يفوق الأخذ به ، فمع كل تطبيق إسراف. ولولا هذا الإسراف لم يكن هذا الذي مكث مما ينفع الناس.

والناس مع الجهل والتخلف أضيق ما يكونون بما يردهم عن خطأ ويبصرهم بصواب ، من أجل ذلك عاشت فنون الكلام كلها عصر التخلف تعاني أزمات جساما ، وكنا على الطريق بعلومنا كمن يحمل أثقالا ، كلما أحس كلالا ألقى بثقل ، حتى إذا ما أدرك آخر المطاف لم يجد مما يحمل شيئا.

وهكذا كنا حين أدركت البلبلة ألسنتنا وتورطنا في جهالة أخذنا نلقي عن كواهلنا علوم العربية علما علما ، فحذفنا من مناهجنا البلاغة ، وخطونا إلى النحو نمحوه ، وكدنا بعده نخطو إلى اللغة نزيفها لولا رحمة من الله ردت الناس من غي إلى رشد.

(٣)

إعراب القرآن

وهذا الفن الإعرابي الذي نشأ مع النحو وفي جملته أخذ يستقل ، وكان استقلاله في

ظل القرآن كما أرى ، تناوله أولا نحويون بنوا استشهادهم على القرآن في الأكثر ، وذلك مثل ما فعل سيبويه في كتابه ، ثم أخذ إعراب القرآن يخلص وحده ويكون غرضا بذاته ، وكان أول من صنف

٣١٥

في إعراب القرآن تأليفا خالصا لهذا الغرض ـ فيما نقل إلينا ـ هو قطرب أبو علي محمد بن مستنير (٢٠٦ ه‍) ، ثم أبو مروان عبد الملك بن حبيب القرطبي (٢٣٩ ه‍) ، ومن بعدهما أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (٢٤٨ ه‍) وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد (٢٨٦ ه‍) وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (٢٩١ ه‍) وأبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري (٣٢٨ ه‍) وأبو جعفر محمد بن أحمد بن النحاس (٣٣٨ ه‍) وأبو عبد الله حسين بن أحمد بن خالويه (٣٧٠ ه‍) ومكي بن أبي طالب القيسي (٤٣٧ ه‍) وأبو طاهر إسماعيل بن خلف الصقلي (٤٥٥ ه‍) وأبو زكريا يحيى بن علي التبريزي (٥٠٢ ه‍) وأبو قاسم إسماعيل بن محمد الأصفهاني (٥٣٥ ه‍) وأبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي (٥٦٢ ه‍) وأبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري (٦١٦ ه‍) ومنتخب الدين حسين بن أبي العز الهمداني (٦٤٣ ه‍) وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد السفاقسي (٧٤٢ ه‍) وأبو أحمد بن مالك بن يوسف الرعيني (٧٧٧ ه‍). ثم جاء من بعدهم غيرهم كثيرون نمسك عن ذكرهم اكتفاء بمن ذكرنا ، إذ كان جهد هؤلاء المتأخرين الذين لم نذكرهم صورة من جهد من سبقوهم.

وهؤلاء المؤلفون الذين ذكرنا ، منهم من عرض للقرآن الكريم سورة سورة ، يتناول كلمات السورة كلها أو يتناول المشكل منها ، ومنهم من يعرض أشكال الإعراب ويجعل لكل شكل بابا ، على نحو ما فعل مؤلفنا في هذا الكتاب الذي بين أيدينا.

(٤)

هذا الكتاب

وهذا الكتاب يضم تسعين بابا استخرجها مؤلفه من التنزيل بعد فكر وتأمل وطول إقامة على الدرس ، كما يقول فى مقدمته ، وهو يعنى إحدى اثنتين :

١ ـ إما أن تكون هذه الأبواب المتمة للتسعين كانت ملء فكره ، وقيد ذكره ، وأنه تتبع شواهدها يجمعها من القرآن الكريم.

٢ ـ وإما أن تكون هذه الأبواب املاها عليه تصفحه للقرآن الكريم ، فإذا هي تستوي له بعناوينها وشواهدها.

وأكاد أضم ما بين الاثنين وأقول : إنه دخل إلى هذا التأليف وفي رأسه بعض الأبواب بشيء من شواهدها ، وإذا هو يستقصي وإذا هذا الاستقصاء يملي مزيدا من أبواب ومزيدا من شواهد.

يفصح لك عن هذا الذي ارتأيناه قيام أبواب لا أصالة لها في التأليف إلى جانب أبواب لها أصالتها. ونعني بالأولى أبوابه التي لم تنبن على قواعد عامة ، أو التي لم يملك هو أن يتوجها

٣١٦

بعناوين صريحة ، وذلك مثل الباب : الرابع والثمانين ، والثامن والثمانين ، فأولهما يحمل نوعا آخر من إضمار الذكر ، والثاني يحمل نوعا آخر من القراءات.

هذا إلى عقده أبوابا على كلمات يكاد يستوعبها جزء من الصفحة ، وانكماشه لا عن قلة شواهدها في كتاب الله بل عن هذا الذي قدمناه ، من ذلك قوله في نهاية الباب الثالث والسبعين : فهذه أربع آيات حضرتنا الآن.

وهذه تدلك على أنه لم يدخل إلى هذا التأليف ـ كما قلنا ـ مملوء الرأس بالأبواب كلها وبشواهدها ، بل دخله ببعضها.

وأبواب هذا الكتاب المتمة تسعين بابا ليست نحوا كلها فتستوي لها أصالتها ، بل هي في تنوعها تؤكد لنا هذا الذي ذهبنا إليه ، كما تكاد تملي علينا أن المؤلف استملاها من كتب له أخرى في القرآن واقتطعها من هناك ليضمها إلى ما هنا في هذا الكتاب.

والناظر في هذه الأبواب يجد من بينها ما يتصل بالقراءات ، مثل بابه الذي عقده للإشمام والروم (١) ، ومثل بابيه اللذين عقدهما لأنواع من القراءات (٢) كما يجد فيها ما يتصل بالبيان مثل بابه الذي عقده في التقديم والتأخير (٣) ، وبابه الذي عقده في المطابقة والمشاكلة(٤).

وكما يجد فيه ما يتصل بالصرف مثل بابيه (٥) : فيما خرج على أبنية التصريف ، وفيما جاء من القلب والإبدال ، اللهم إلّا إذا عددت الصرف نحوا فلا اعتراض.

ونحن بهذا الذي نلاحظ قد نعني تجريد الكتاب من صفته ، وقد نعني تأكيد المعنى الذي سقناه قيل : من أنه كان اجتهادا أملته النظرة أكثر مما أملته الفكرة.

غير أنا لا ندع الحديث عن هذا التخالف بين الأبواب في المنحى يمردون أن نقف وقفة قصيرة لنقول كلمة قصيرة هي من الموضوع وليست بعيدة عنه ، وهذه الكلمة القصيرة هي في هذا التخالف. فهل ترى أبوابا يفرق بينها التخالف أكثر مما يجمع بينها التآلف ينتظمها عنوان جامع؟ ثم هل ترى أبوابا منها شيء في النحو وشيء في الصرف وشيء في القراءات وشيء في البيان يضمها «إعراب القرآن»؟

__________________

(١) الباب الحادي عشر.

(٢) البابان : ٨٤ و ٨٨

(٣) الباب : ٣٧

(٤) الباب : ١٨

(٥) البابان : ٧٤ و ٧٥.

٣١٧

فنحن نعرف هذا الحديث المتنوع يشيع في كلام المفسرين وتضمه كتب التفسير ، ولكن حين يخص المؤلف كتابا بغرض يجمع فيه كل ما يتصل بهذا الغرض لا يخرج عنه إلّا في القليل ، على أن يكون هذا القليل في حكم البيان لقضيته أو توكيدها.

ونحن نعرف أن الذين ألفوا مستقلين في إعراب القرآن كتبا مستقلة عرضوا الإعراب في ظل السور ، غير كتابنا هذا الذي عرض السور في ظل الإعراب ، غير أنه لم يمض في هذا إلى آخر المطاف ، بل ضم إلى هذه الأبواب الإعرابية أبوابا أخرى في أغراض مختلفة ، فلم تجىء ملائمة لهذا العنوان الذي توجّها.

وأنا بهذا أحب أن أثير شكا حول اسم الكتاب ، كما أثرت هذا الشك حول اسم مؤلفه. ولكنا إذا رجعنا إلى الكلمات القليلة التي بقيت لنا من مقدمة المؤلف نجده يقول بعد عرض الأبواب : فهذه تسعون بابا أخرجتها من التنزيل بعد فكر وتأمل وطول الإقامة على درسه ليتحقق للناظر فيه قول القائل :

أحبب النحو من العلم فقد

يدرك المرء به أعلى الشرف

إنما النحوي في مجلسه

كشهاب ثاقب بين السدف

يخرج القرآن من فيه كما

تخرج الدرة من بين الصدف

ثم يسوق بعد هذا أبياتا للكسائي في هذا المعنى. ولا نجد له بعد هذا كلاما يكشف عن غرض بذاته.

ولكنا نلمس من هذا الاستشهاد الشعري الذي ساقه أن المؤلف كان يعني أن يكون الكتاب كتابا في النحو القرآني ، بمعنى هذه الكلمة الواسع ، وأنه كان في تأليفه متأثرا بالكتاب لسيبويه ، الذي جمع فيه مؤلفه ـ أعني سيبويه ـ أغراضا مثل هذه الأغراض من النحو والصرف واللغة.

وعلى هذا النمط وفي هذا الغرض الواسع ألف مؤلفنا هذا الكتاب ، والفرق بينه وبين سيبويه ، هو أن سيبويه لم يخلص كتابه للقرآن على حين خلص مؤلف هذا الكتاب كتابه للقرآن ، وكان الإعراب هو ثمرة النحو أو هو النحو تطبيقا ، فلم يكن ضير من أن يسمى الكتاب إعراب القرآن ، مع ما يضم من أبواب في غير الإعراب.

٣١٨

(٥)

مؤلف الكتاب

والصفحة الأولى من المخطوطة التي أملت علينا عنوان الكتاب ، وقد عرفت الرأي فيه ، أملت علينا اسم المؤلف أيضا ، أملته علينا لقبا لا اسما ولم تزد عن «الزجاج».

وهاتان الكلمتان ، الكلمة التي تشير إلى اسم الكتاب والكلمة التي تشير إلى اسم المؤلف ، تحملهما صفحة أولى خطها يباين خط الكتاب.

والزجاج أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل النحوي (٣١٦ ه‍) لم يبعد عن هذا الميدان ميدان التأليف في علوم القرآن ، وله في ذلك كتاب : معاني القرآن ، كما له في غير هذا الميدان كتب أخرى تتصل باللغة والنحو والشعر.

والذين ترجموا للزجاج من القدامى ، وهم كثرة ، لم يذكروا له كتابا باسم إعراب القرآن ، وكان الظن بادىء ذي بدء أن هذا الكتاب أعني «إعراب القرآن» من ذاك الكتاب ، أعني «معاني القرآن» إذا كان المؤلف واحدا. ولكن سرعان ما انتفى هذا الاحتمال. وعاد الكتاب الذي بين أيدينا يعوزه مؤلف ينضاف إليه.

وكان هذا الذي كتب على الصفحة الأولى من المخطوطة شيئا يجب أن يخرج به الكتاب مع الطبع ليشير إلى هذه القضية التي وراءها حديث طويل ، وأن هذا الحديث الطويل كله فروض ، وأن هذه الفروض قد يرجح فيها فرض ليكون نتيجة صحيحة.

من أجل هذا آثرنا أن نقول مع عنوان الكتاب «المنسوب إلى الزجاج» لندلك على أن ثمة شيئا سوف يقال ، وأن هذا المقول لم يتبين آخره ، وأن عليك أن تأخذ معنا في القضية من حيث بدأت إلى حيث تنتهى.

والقارئ للكتاب يجد فيه :

١ ـ نقولا عن أعلام تأخرت وفاتهم عن وفاة الزجاج ، نذكر لك منهم :

أبا بكر بن دريد ، وكانت وفاته سنة ٣٢١ ه‍.

والجرجاني أبا الحسن علي بن عبد العزيز ، وكانت وفاته سنة ٣٦٦ ه‍.

وأبا سعيد السيرافي الحسن بن عبد الله ، وكانت وفاته سنة ٣٦٨ ه‍.

٣١٩

وأبا على الفارسي الحسن بن أحمد ، وكانت وفاته سنة ٣٧٧ ه‍.

وابن عيسى الرماني ، وكانت وفاته سنة ٣٨٤ ه‍.

وابن جنى أبا الفتح عثمان وكانت وفاته سنة ٣٩٢ ه‍.

٢ ـ نقولا عن الزجاج نفسه ، تستوى مع النقول المعزوة إلى غيره.

٣ ـ رجالا كانت وفاتهم متأخرة عن وفاة الزجاج ، نذكر لك منهم.

عضد الدولة فناخسرو ، وكانت وفاته سنة ٣٧٢ ه‍.

٤ ـ إشارات إلى كتب يسميها مؤلف الكتاب وينسبها إلى نفسه ويحيل عليها وهى :

(ا) كتاب : الاختلاف.

(ب) كتاب : المختلف.

(ج) كتاب : الخلاف.

(د) كتاب : البيان.

(ه) التتمة.

(و) الاستدراك (المستدرك).

(٥) ـ إشارات إلى كتب أخرى لم يسمها المؤلف ، فيقول : وقد استقصينا هذه المسألة فى غير كتاب من كتبنا (١١٣ و ١٤١). ويقول : وقد ذكرنا فى غير موضع من كتبنا (١٧٤).

٦ ـ التحامل على المشارقة ، فيقول وهو يذكر أبا على الفارسي : فارسهم (٧٩٠ و ٧٩١). وفارس الصناعة (٥٥٧).

ونقرأ له وهو ينقل عن الجرجاني : إنما العجب من جارجانيكم (٨٩٧).

ويعقد بابا ، وهو الباب الحادي والثمانون ، جاء في التنزيل وظاهره يخالف ما فى كتاب سيبويه ، ويزيد هذه العبارة اللاذعة : وربما يشكل على البزل الحذاق فيغفلون عنه.

٣٢٠