إعراب القرآن - ج ٢

الزجّاج

إعراب القرآن - ج ٢

المؤلف:

الزجّاج


المحقق: ابراهيم الأبياري
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٧٦

واحد ومثله. (وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) (١).

ومن قرأ (فَأَتْبَعَ سَبَباً) (٢) أي : أتبع سببا سببا ، أو : أتبع أمره سببا ، أو أتبع ما هو عليه سببا.

وقوله : (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ) (٣) فقد يكون «الباء» زيادة ، أي : أتبعهم جنوده ، وقد يكون «الباء» للحال ، أي : أتبعهم عقوبته ، ومعه جنوده.

قوله : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ) (٤) ، «هدى» فعل يتعدى إلى مفعولين ، يتعدى إلى الثاني منهما بأحد حرفى الجر : إلى ، واللام.

فمن تعدّيه ب «إلى» قوله : (فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) (٥) ، (وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ) (٦).

ومن تعدّيه ب «اللام» قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) (٧). وقوله : (قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) (٨).

__________________

(١) الشعراء : ١١١.

(٢) الكهف : ٨٥.

(٣) طه : ٧٨.

(٤) الأعراف : ١٨٦.

(٥) الصافات : ٢٣.

(٦) ص : ٢٢.

(٧) الأعراف : ٤٣.

(٨) يونس : ٣٥.

١٠١

فهذا الفعل بتعدّيه مرة باللام ، وأخرى بإلى ، مثل : (أَوْحى) فى قوله : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) (١) ، وقوله : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) (٢).

وقد يحذف الحرف في قولك من قولهم : هديته لكذا ؛ وإلى كذا ، فيصل الفعل إلى المفعول الثاني ، كما قال : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (٣) أي دلّنا عليه ، واسلك بنا فيه ، فكأنه سؤال واستنجاز لما وعدوا به.

وقوله : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) (٤) أي : سبل دار السلام ، بدلالة قوله : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٥).

ومن ذلك قوله : (ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) (٦) أي : ثم ائتوني صفّا ، إن جعلت «صفّا» حالا أضمرت المفعول ، ويجوز أن تجعل «الصف» مفعولا به.

ومن ذلك قوله تعالى : (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ) (٧) ، أي : إما أن تلقى العصا ، وإما أن نكون أول من ألقى ما معه. قال : (بَلْ أَلْقُوا). (٨) أي : ألقوا ما معكم.

__________________

(١) النحل : ٦٨.

(٢) الزلزلة : ٥.

(٣) فاتحة الكتاب : ٥.

(٤) المائدة : ١٦.

(٥) الأنعام : ١٢٧.

(٦) طه : ٦٤.

(٧) طه : ٦٥.

(٨) طه : ٦٦.

١٠٢

ومثل هذا كثير يتسع على العادّ الخرق اتساعه على الراقع.

/ ومن ذلك قوله : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (١).

قال كعب : ألف قصر في الجنة ، كل قصر مخلوق من درّ واحد.

«فترضى» أفترضى بالعطاء عن المعطى؟ قال : بلى (٢) (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) (٣) أي : فآواك. (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) (٤) عن الطريق (فَهَدى) (٥) أي : فهداك ، (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) أ (٦) أي : فأغناك ، كما قال : (أَغْنى وَأَقْنى) (٧) ، و (أَضْحَكَ وَأَبْكى) (٨) ، و (أَماتَ وَأَحْيا) (٩).

فحذف المفعول فيهن كلهن.

(لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) (١٠) أي : تعبدونه ، (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (١١) أي: ما أعبده ، وكذلك : (ما عَبَدْتُّمْ) (١٢) أي : ما عبدتموه. (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) (١٣) أي : فسبّحه.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً) (١٤). التقدير : وألقيناه على كرسيه جسدا ، ذا جسد. أي : مريضا ، فقوله : «جسدا» ، فى موضع الحال ، والمفعول محذوف.

وقال قوم بخلاف هذا ، وجعلوا «جسدا» مفعولا به ، وإنه ما أقعد مكانه جسد آخر ، فى قصة يذكرونها طويلة.

__________________

(١) الضحى : ٥.

(٢) بالأصل : «فلا».

(٣) الضحى : ٦.

(٤) تكملة يقتضيها السياق.

(٥) النجم : ٤٨.

(٦) النجم : ٤٣.

(٧) النجم : ٤٤.

(٨) الكافرون : ٢.

(٩) الكافرون : ٣ و ٥.

(١٠) الكافرون : ٤.

(١١) النصر : ٣.

(١٢) ص : ٣٤.

١٠٣

ومن ذلك قوله : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) (١) ، أي : أوتيت من كل شىء شيئا.

وعليه قوله : (فَغَشَّاها ما غَشَّى) (٢). أي : ما غشاها إياه ، فحذف المفعولين جميعا.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) (٣) ، ف «جعل» هنا من أخوات «ظننت» ، وقد قالوا : زيدا ظننته منطلقا ، فلما أضمرت الفعل ، فسّرته بقولك «ظننته» ، وحذفت المفعول الثاني من الفعل الأول المقدّر ، اكتفاء بالمفعول الثاني الظاهر في الفعل الآخر ، وكذلك بقية أخوات «ظننت».

ومن ذلك قوله تعالى : (وَدَعْ أَذاهُمْ) (٤) ، والتقدير : دع الخوف من أذاهم. فحذف المفعول والجار ، كقوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً) (٥).

ومن ذلك قوله تعالى : (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا) (٦).

قيل : التقدير : آتنا ما نريد في الدنيا ، فحذف المفعول الثاني. وقيل : «فى» زائدة ، أي : آتنا الدنيا.

ومن ذلك قوله تعالى : (إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ) (٧).

يجوز أن يكون المراد بالبلاغ ، ما بلّغ النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله ـ عن الله وآتاه.

__________________

(١) النمل : ٢٣.

(٢) النجم : ٥٤.

(٣) الحج : ٣٦.

(٤) الأحزاب : ٤٨.

(٥) الكهف : ٢.

(٦) البقرة : ٢٠٠.

(٧) الجن : ٢٣.

١٠٤

والمعنى : لا يجيرنى إلا أن أعمل بما آتاني. وهو قوله : (إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ / هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها) (١). ويجوز أن يكون المراد بالبلاغ ما يبلّغ به عن الله إلى خلقه ، كما قال : (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) (٢) ، أي : أن تبلّغ ما أمرت في أداء الرسالة.

فعلى الأول : يكون «ورسالاته» جرّا عطفا على لفظة «الله».

وعلى الثاني : يكون نصبا عطفا على المفعول المحذوف ، الذي يقتضيه «بلاغ» ، فكأنه قال : إلا أن أبلّغ من الله ما يحب هو أن يعرف ، وتعتقد صفاته.

فأما قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) (٣). أي : يفعلون ويعملون بالطاعة لأجل طهارة النفس عن المعاصي ، كقوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (٤) و (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) (٥).

ومن حذف المفعول قوله : (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ) (٦) ، أي : على أن يبدلكم بأمثالكم ، و (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) (٧) ، التقدير : على أن نبدلهم بخير منهم ، كقوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) (٨).

وأما قوله : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا) (٩). فالتقدير: تذكروا اسم الله ، فحذف.

__________________

(١) النمل : ٩١.

(٢) الشورى : ٤٨.

(٣) المؤمنون : ٤.

(٤) الأعلى : ١٤.

(٥) الشمس : ٩.

(٦) الواقعة : ٦١.

(٧) المعارج : ٤١.

(٨) الكهف : ٢.

(٩) الأعراف : ٢٠١.

١٠٥

وقال : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ) (١) أي : نعم الله ويفكر ليدرك العلم بقدرته ، ويستدل على توحيده.

وتخفيف حمزة ، على : أنه يذكر ما نسيه في أحد هذين الوقتين في الوقت الآخر. ويجوز أن يكون : على أن يذكر تنزيه الله وتسبيحه.

وأما قوله تعالى : (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) (٢). فروى عن الحسن : (كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ) (٣) قال : القرآن.

وأما قوله : (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) (٤) فتقديره : إن ذلك ميسّر له. كما قال : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) (٥).

أي : لأن يحفظ ويدرس ، فيؤمن عليه التحريف والتبديل ، الذي جاز على غيره من الكتب. لتيسيره للحفظ ، وكثرة الدّرس له ، وخروجه بذلك عن الحد الذي يجوز معه كذلك له ، والتغيير ؛ أي : من شاء الله ذكره ، أي ذكر القرآن.

وقال الله تعالى : (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً) (٦) أي : خاف ظهور الجنف.

وقال : (وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) (٧). أي : وما أكل السبع بعضه ، فحذف.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ) (٨). أي : / أرسلنا رسلا.

__________________

(١) الفرقان : ٦٢.

(٢) المدثر : ٥٥ ـ عبس : ١٢.

(٣) المدثر : ٥٤ ـ عبس : ١١.

(٤) القمر : ٢٢.

(٥) البقرة : ١٨٢.

(٦) المائدة : ٣.

(٧) الأنعام : ٤٢.

١٠٦

ومن ذلك قوله : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) (١) ، مفعول «يشعركم» محذوف ، أي : ما يشعركم إيمانهم ، و «ما» ليست بنافية ، لأنها تبقى «يشعركم» بلا فاعل ، ولا يكون ضمير الله تعالى ، لأنه أعلمنا أنهم لا يؤمنون بقوله : (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا)(٢).

ومن حذف المفعول قوله تعالى : (وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٣).

وقال : الظرف متعلق بمحذوف ، وهو مفعول ثان للظن ، أي : ما ظنّهم فى الدنيا حالهم يوم القيامة ، و «ما» استفهام.

وقال في موضع آخر «يوم القيامة» متعلق بالظن ، الذي هو خبر المبتدأ ، الذي هو «ما».

ألا ترى أنه لا يجوز أن يتعلق «بالكذب» ، ولا «يفترون» ، لأن ذلك لا يكون في الآخرة ، كأنه : ما ظنّهم : أشدة العذاب أم التجاوز عنهم؟

ومن ذلك قوله تعالى : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) (٤). قال الأخفش : التقدير: من كل شىء سألتموه ، فحذفه وأضمره ، كما قال : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) (٥) أي : من كل شىء في زمانها.

وقال الكلبي : من كل ما سألتموه وما لم تسألوه. وقال قوم : هذا من العامّ الذي يراد به الخاص.

__________________

(١) الأنعام : ١٠٩.

(٢) الأنعام : ١١١.

(٣) يونس : ٦٠.

(٤) إبراهيم : ٣٤.

(٥) النمل : ٢٣.

١٠٧

قال سيبويه : جاءنى أهل ، الدنيا ؛ وعسى أن يكون قد جاء خمسة منهم ، وقيل : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) (١) لو سألتموه.

ومن ذلك قوله تعالى : (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) (٢) فيمن ضم الياء.

أي : من يخاطبونه شيئا ، فحذف أحد المفعولين ، وقيل : لا يفقهون غير لسانهم إياهم ، ولو لم يفقهوا غيرهم شيئا ، لّما صح أن يقولوا ويفهموا.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا). (٣) انتصاب «لسان» بالفعل الثاني دون الأول عنده. وعلى قول الأخفش : «من رحمتنا» «من» (٤) زائدة.

وأما قوله : (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) (٥). قيل : «السجل» اسم ملك ، وقيل : اسم رجل كاتب ، فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل ، «واللام» مثلها فى (رَدِفَ لَكُمْ)(٦).

وقيل : «السجل» : الصحيفة تطوى على ما فيها من الكتابة ؛ والمصدر مضاف إلى المفعول. أي : كما يطوى السّجل على الكتاب.

وقد / رواه أبو على : كطىّ الطاوى الصحيفة مدرجا فيها الكتب.

أي : كطى الصحيفة لدرج الكتب فيها ، على تأويل قتادة : وكطى الصحيفة لدرج الكتب ، فحذف المضاف ، والمصدر مضاف إلى الفاعل ، على قول السّدى ، والمعنى : كطى زيد الكتب.

__________________

(١) إبراهيم : ٣٤.

(٢) الكهف : ٩٣.

(٣) مريم : ٥٠.

(٤) في الأصل : «ما زائدة».

(٥) الأنبياء : ١٠٤.

(٦) النمل : ٧٢.

١٠٨

ومن ذلك قوله تعالى : (إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (١) مفعول «ألقى» مضمر ، أي : ألقى الشيطان في تلاوته ما ليس منه.

ومن ذلك قوله : (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) (٢) ، أي : أرسلنى مضموما إلىّ هارون ، فحذف المفعول ، والجار في موضع الحال.

وأما قوله : (أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) (٣) ، ليس التقدير : ما سقيته لنا ، وهو الماء ، فلا يكون للماء أجر ، وليس الجزاء للماء ؛ إنما هو لاستقائه.

فإن قلت : اجعل المعنى : ليجزيك أجر الماء ، لم يستقم أيضا ، لأن الأجر لاستقاء الماء لا للماء.

فإذا كان كذلك ، كان المعنى : ليجزيك أجر السقي لنا.

ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) (٤).

قال أبو على : «أرأيتم» هذه تتعدى إلى مفعولين ، الثاني منهما استفهام ، والأول منصوب ، وهو هاهنا مضمر ، وهو للقرآن.

أي : أرأيتم القرآن إن كان من عند الله ، والمفعول محذوف ، وتقديره : أتأمنون عقوبته ، أو : لا تخشون انتقامه.

وقدّره الزجاج : قل أرأيتم القرآن إن كان من عند الله ، إلى : قوله (فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) (٥) أفتؤمنون به؟

__________________

(١) الحج : ٥٢.

(٢) الشعراء : ١٣.

(٣) القصص : ٢٥.

(٤) الأحقاف : ١٠.

(٥) الأحقاف : ١٠.

١٠٩

ومن ذلك قوله تعالى : (وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ) (١) ، فهذا على : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) (٢).

فالمعنى : ووهبنا من ذرياته فرقا مهتدين ، لأن الاجتباء إنما يقع على من كان مهتديا مرتضى ، فحذف المفعول به.

__________________

(١) الأنعام : ٨٧.

(٢) الأنعام : ٨٤.

١١٠

الحادي والعشرون

هذا باب ما جاء في التنزيل من الظروف التي يرتفع ما بعدهن بهن

على الخلاف ، وما يرتفع [ما] بعدهن بهن على الاتفاق ،

وهو باب يغفل عنه كثير من الناس

فأما الذي اختلفوا فيه فكقوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (١) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ) (٢) ، (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٣).

ف «عذاب» فى هذا ونحوه ، يرتفع بالابتداء عند سيبويه ، والظرف قبله خبر عنه ، وهو «لهم».

وعند أبى الحسن والكسائي : يرتفع «عذاب» بقوله : «لهم» ، لأن «لهم» ناب عن الفعل.

ألا ترى أن التقدير : وثبت لهم ، فحذف «ثبت» وفام «لهم» مقامه ، والعمل للظرف لا للفعل.

ومثله : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) (٤) وهو على هذا الخلاف ، وغلط أبو إسحاق فى هذا ، فقال : ارتفع «أمّيّون» بفعل ، كأن المعنى : واستقرّ منهم إميون.

__________________

(١) البقرة : ٧.

(٢) البقرة : ٨.

(٣) البقرة : ١٠.

(٤) البقرة : ٧٨.

١١١

قال أبو على : ليس يرتفع «أمّيّون» عند الأخفش بفعل ، إنما يرتفع بالظرف الذي هو «منهم». ومذهب سيبويه أنه يرتفع بالابتداء ، ففى «منهم» عنده ضمير ، لقوله «أمّيّون» ، وموضع «منهم» ، على مذهبه ، رفع ، لوقوعه موقع خبر الابتداء.

وأما على مذهب الأخفش ، فلا ضمير لقوله : «أمّيّون» فى «منهم ولا موضع له عنده ، كما أنه لا موضع ل «ذهب» من قولك : ذهب فلان.

وإنما رفع الأخفش الاسم بالظرف في نحو هذا ، لأنه نظر إلى هذه الظروف فوجدها تجرى مجرى الفعل في مواضع ، وهي أنها تحتمل الضمير كما يحتمله الفعل ، وما قام مقامه من أسماء الفاعلين ، وما شبّه به.

ويؤكد ما فيها كما يؤكد ما في الفعل ، وما قام مقامه في نحو قولك : مررت بقوم لك أجمعون.

وتنتصب عنها الحال كما تنتصب عن الفعل ، وتوصل بها الأسماء الموصولة ، كما توصل بالفعل والفاعل ، فيصير فيها ضمير الموصول كما يصير ضميره في الفعل ، وتوصف به النكرة كما توصف بالفعل والفاعل.

فلما رآها في هذه المواضع تقوم مقام الفعل أجراها أيضا مبتدأ مجرى الفعل ، فرفع بها الاسم ، كما رفع بالفعل ، إذا قامت هذه الظروف مقام الفعل في هذه المواضع ، فقال فى : عندك زيد ، و : فى الدار عمرو ،

__________________

(١) البقرة : ٧٨.

١١٢

(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) (١) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ) (٢) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ) (٣) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي) (٤) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) (٥) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ) (٦) ، (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ) (٧) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي) (٨) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ) (٩) ، (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ) (١٠) ، وقوله تعالى : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ) (١١) ، ونحو ذلك : إنه مرتفع بالظرف قد أقيم مقام الفعل ، فى غير هذه المواضع.

ومثل ذلك قال في أسماء الفاعلين ، نحو «ضارب» وما أشبهها ؛ لمّا رآها تجرى مجرى الأفعال ، يرتفع الاسم بها إذا جرت خبرا أو وصفا أو حالا على شىء ، أجراها مبتدأة أيضا ، غير معتمدة على شىء ، نحو حروف الاستفهام ، يكون اسم الفاعل في الاعتماد عليه مثلها إذا جرى حالا ، أو خبرا ، أو وصفا.

وأجاز في نحو قوله : (وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) (١٢) ، وقوله : (وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (١٣) ، وقوله : (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ) (١٤)

__________________

(١) البقرة : ٧٨.

(٢) البقرة : ٢٠٤.

(٣) البقرة : ١٦٥.

(٤) لقمان : ٦.

(٥) الأنعام : ٢٥ ـ محمد : ٥٦.

(٦) التوبة : ٥٨.

(٧) التوبة : ٦١.

(٨) التوبة : ٤٩.

(٩) التوبة : ٧٥.

(١٠) التوبة : ١٠١.

(١١) الأنعام : ١٢٧.

(١٢) هود : ٧٦.

(١٣) هود : ١٢.

(١٤) الحشر : ٢.

١١٣

ارتفاع الاسم بما قبله ، يجريه مجرى الفعل غير متقدم ، كما أجرى الظرف متقدما مجراه غير متقدم ، فرفع الاسم / بالظرف واسم الفاعل ، وهما متقدمان غير جاريين على شىء ، كما رفعه وهما جاريان على ما قبلهما.

وقد قال سيبويه هذا القول في قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً)(١) ، (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) (٢) ، وقوله تعالى : (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (٣) ، وقوله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ) (٤) ، وقوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ) (٥) ، وقوله : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) (٦) ، وقوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٧) ، وقوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) (٨) ، وقوله : (أَفِي اللهِ شَكٌّ) (٩).

إن هذه الأسماء ترتفع بالظرف ، إذا جرى صلة الموصول ، أو حالا لذى حال ، أو صفة لموصوف ، أو معتمدا على الهمزة ، أو تكون لاسم إن ، أو المصدر. قد قال سيبويه والأخفش قولا واحدا في هذه الأشياء.

__________________

(١) فصلت : ٣٩.

(٢) الروم : ٢٠.

(٣) هود : ١٠٦.

(٤) المائدة : ٤٦.

(٥) البقرة : ١٩.

(٦) النور : ٢٩.

(٧) الرعد : ٤٣.

(٨) آل عمران : ٧.

(٩) إبراهيم : ١٠.

١١٤

فإن قيل : ما تنكر أن يكون ارتفاع الاسم في نحو قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) (١) مرتفع في الحقيقة ب «استقر» لا ب «لكم»؟.

فالجواب : أن المعروف المشهور من قول الأخفش في نحو قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (٢) أنه مرتفع بالظرف.

والمعلوم من قول سيبويه والأخفش وغيرهما (٣) ، أنهم إذا قالوا : زيد فى الدار ؛ فالضمير في الظرف لا في الفعل المحذوف ، لأن ذلك مطّرح مختزل.

والدليل على أن قولهم : زيد في الدار ، فى الظرف ضمير ، والظرف هو العامل في ذلك الضمير ، امتناع تقديم الحال عليه ، فى قولك : زيد قائما فى الدار ، لأن العامل غير متصرف ، وهو الظرف دون الفعل ولا عبرة بالفعل ، لأنه لا يجوز : قائما في الدار زيد ، كما يجوز : قائما استقر زيد ، فعلم أنه لا عبرة بالفعل ؛ ولأنه قال : (إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ) (٤) ، و (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً) (٥) ، و (لَهُمُ الْحُسْنى) (٦) ، فأدخل «إن» على الظرف ، وهي لا تلى الفعل ، فثبت أنه لا عبرة بالفعل.

__________________

(١) البقرة : ١٧٩.

(٢) يونس : ٦٤.

(٣) في الأصل : «وغيرهم».

(٤) المائدة : ٢٢.

(٥) النور : ٤٤.

(٦) النحل : ٦٢.

١١٥

وهذه الآي دليل سيبويه من أنه لا يرتفع الاسم بالظرف ، حيث يقول به الأخفش ، لأن الظرف دخل عليه «إن» ، فلو كان يرتفع كما يرتفع الفعل ، لم يدخل عليه «إن» كما لا يدخل على الفعل.

وقد قال : (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ) (١) فنصب الاسم ب «أن».

فثبت أن الظرف لا يرتفع في الابتداء ، وإنما يرتفع في المواضع التي / ذكرنا ، وهو : إذا جرى خبرا لمبتدأ ، أو حالا لذى حال ، أو صفة لموصوف ، أو معتمدا على حرف النفي والاستفهام والموصول ، لأن شبهها بالفعل فى هذه الأحوال قد قوى واستمر ، كما قوى الفاعل في هذه الأحوال أن يعمل عمل الفعل دون «ما» إذا ابتدئ به.

فقوله تعالى : (إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) (٢) ، «ما» يرتفع بالابتداء عند سيبويه ، و «مصيبها» خبر ، وفيه ضمير.

وعند الأخفش ، يرتفع «ما» بقوله «مصيبها» لأنه بمنزلة «يصيبها» ، ولا ضمير فى «مصيبها» عنده ، فهو كقوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٣). والخلاف في الفاعل والظرف واحد.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) (٤) ، «أزوج» يرتفع بالابتداء عند سيبويه. و «لهم» خبره. و «فيها» معمول «لهم». فيرتفع «أزواج» بالظرف عند أبى الحسن ، وهو «لهم». وإن رفعته

__________________

(١) آل عمران : ٨٧.

(٢) هود : ٨١.

(٣) البقرة : ١٠.

(٤) البقرة : ٢٥.

١١٦

ب «فيها» جاز. ولو جعلت «فيها» حالا من المجرور جاز. ولو جعلتها حالا من «أزواج» على أن يكون في الأصل صفة لها ، فلمّا تقدم انتصب على الحال ، جاز.

ومن ذلك قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (١) يرتفع بالظرف في القولين ، لأن الظرف جرى خبرا للمبتدأ ، وهو «من آمن» ، ولا خلاف في هذا.

كما أن قوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ) (٢) ، تقديره : أو كأصحاب صيب من السماء ثابت فيه ظلمات ، لجريه وصفا على «الصيّب» ، وكذا هاهنا يرتفع «أجر» بالظرف ، لأنه جرى خبرا على المبتدأ.

فأما قوله : (عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٣) فهو حال من «الأجر» ، أي : لهم أجرهم ثابتا عند ربهم ، ولو جعلته معمول الظرف.

ومثله قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ) (٤). «لعنة الله» يرتفع بالظرف ، لأنه جرى خبرا على «أولئك».

__________________

(١) البقرة : ٦٢.

(٢) البقرة : ١٩.

(٣) البقرة : ٦٢.

(٤) البقرة : ١٦١.

١١٧

ومن ذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) (١). ترتفع «آيات» بالظرف ، لأنه جرى حالا ل «الكتاب» ، ولا يكون صفة ل «الكتاب» لأن «الكتاب» معرفة ، والظرف نكرة.

ومن ذلك قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) (٢). يرتفع «زيغ» بالظرف ، لأنه جرى صلة على «الّذين».

ومن ذلك قوله : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي)(٣). يرتفع / «جنّات» بالابتداء ، و «للّذين اتّقوا» خبر عند سيبويه. ويرتفع «جنّات» بالظرف عند الأخفش.

ولا يكون «للّذين اتّقوا» صفة للمجرور قبله ، وهو «خير» ، لأنه لا ذكر فيه يعود إلى الموصوف

ألا ترى أن الضمير الذي فيه ، على قول سيبويه ، ضمير «جنّات» ، ولا ضمير فيه على قول الأخفش لارتفاع الظاهر به

وينتصب قوله : (خالِدِينَ فِيها) (٤) على الحال من «الّذين» المجرور باللام. (وَأَزْواجٌ) (٥) عطف على «جنّات». وكذا قوله : (وَرِضْوانٌ) (٦).

__________________

(١) آل عمران : ٧.

(٢) آل عمران : ١٥.

١١٨

وأما قوله تعالى : (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ) (١). فقوله : لكل واحد منهما ، يتعلق بما يتعلق به «لأبويه» على وجه البدل.

كما أن قولك : «رأسه» من قولك : ضربت زيدا رأسه ، يتعلق ب «ضربت» على حد البدل. ومن رفع بالظرف ارتفع قوله : «السّدس» بقوله : «لكلّ واحد منهما».

فإن قلت : أفيكون فيمن أعمل غير الأول أن يضمر «السّدس» فى قوله «لأبويه» كما أضمر في قوله :

فهيهات هيهات العقيق (٢)

فى الأول جعل «السّدس» مرتفعا بالظرف الثاني ، فإن ذلك لا يجوز ، وليس المعنى عليه.

ألا ترى أن الأبوين ليس لهما السدس ، إنما لكل واحد منهما السدس.

فإن قلت : أفيستقيم أن يكون «لأبويه» متعلقا بقوله «لكلّ واحد منهما ، على حد : أكل يوم لك ثوب؟ فإن ذلك لا يستقيم.

ألا ترى أنه لا يستقيم أن يقدّر : لكلّ واحد منهما لأبويه ؛ لأنه ليس ما عليه المعنى.

__________________

(١) النساء : ١١.

(٢) هذا جزء من صدر بيت لجرير ، والبيت هو :

فهيهات هيهات العقيق وأهله

و هيهات خل بالعقيق نحاوله

١١٩

فأما قوله : (مِمَّا تَرَكَ) (١) فحال من «السّدس» ، والعامل فيها قوله : «لكل واحد منهما» ولا يكون العامل فيه «لأبويه».

وأما قوله تعالى : (وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ) (٢). فقوله : «من طلعها» بدل من قوله «ومن النّخل» على حد : ضرب زيد رأسه. «ومن النّخل» بدل التبعيض.

فمن رفع بالظرف ، وجب أن يكون في الأول ضمير يبينه ما ارتفع بالثاني ، وإن أعمل الأول صار في الثاني ذكر منه.

وقوله : (وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ) (٣) محمول على معنى الإخراج. يبين ذلك قوله : (فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ) (٤) فقوله : «وأعناب» ، على أحد أمرين : / من نخل وشجر أعناب ، أو يكون سمّى الشجر باسم ثمرها.

وأما قوله : (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ) (٥).

ف «حيران» يكون حالا من «الهاء» التي فى «استهوته» فيكون فى الصلة.

__________________

(١) النساء : ١١.

(٢) الأنعام : ٩٩.

(٣) الأنعام : ٩٩.

(٤) المؤمنون : ١٩.

(٥) الأنعام : ٧١.

١٢٠