الزجّاج
المحقق: ابراهيم الأبياري
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٧٦
واحد ومثله. (وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) (١).
ومن قرأ (فَأَتْبَعَ سَبَباً) (٢) أي : أتبع سببا سببا ، أو : أتبع أمره سببا ، أو أتبع ما هو عليه سببا.
وقوله : (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ) (٣) فقد يكون «الباء» زيادة ، أي : أتبعهم جنوده ، وقد يكون «الباء» للحال ، أي : أتبعهم عقوبته ، ومعه جنوده.
قوله : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ) (٤) ، «هدى» فعل يتعدى إلى مفعولين ، يتعدى إلى الثاني منهما بأحد حرفى الجر : إلى ، واللام.
فمن تعدّيه ب «إلى» قوله : (فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) (٥) ، (وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ) (٦).
ومن تعدّيه ب «اللام» قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) (٧). وقوله : (قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) (٨).
__________________
(١) الشعراء : ١١١.
(٢) الكهف : ٨٥.
(٣) طه : ٧٨.
(٤) الأعراف : ١٨٦.
(٥) الصافات : ٢٣.
(٦) ص : ٢٢.
(٧) الأعراف : ٤٣.
(٨) يونس : ٣٥.
فهذا الفعل بتعدّيه مرة باللام ، وأخرى بإلى ، مثل : (أَوْحى) فى قوله : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) (١) ، وقوله : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) (٢).
وقد يحذف الحرف في قولك من قولهم : هديته لكذا ؛ وإلى كذا ، فيصل الفعل إلى المفعول الثاني ، كما قال : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (٣) أي دلّنا عليه ، واسلك بنا فيه ، فكأنه سؤال واستنجاز لما وعدوا به.
وقوله : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) (٤) أي : سبل دار السلام ، بدلالة قوله : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٥).
ومن ذلك قوله : (ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) (٦) أي : ثم ائتوني صفّا ، إن جعلت «صفّا» حالا أضمرت المفعول ، ويجوز أن تجعل «الصف» مفعولا به.
ومن ذلك قوله تعالى : (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ) (٧) ، أي : إما أن تلقى العصا ، وإما أن نكون أول من ألقى ما معه. قال : (بَلْ أَلْقُوا). (٨) أي : ألقوا ما معكم.
__________________
(١) النحل : ٦٨.
(٢) الزلزلة : ٥.
(٣) فاتحة الكتاب : ٥.
(٤) المائدة : ١٦.
(٥) الأنعام : ١٢٧.
(٦) طه : ٦٤.
(٧) طه : ٦٥.
(٨) طه : ٦٦.
ومثل هذا كثير يتسع على العادّ الخرق اتساعه على الراقع.
/ ومن ذلك قوله : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (١).
قال كعب : ألف قصر في الجنة ، كل قصر مخلوق من درّ واحد.
«فترضى» أفترضى بالعطاء عن المعطى؟ قال : بلى (٢) (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) (٣) أي : فآواك. (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) (٤) عن الطريق (فَهَدى) (٥) أي : فهداك ، (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) أ (٦) أي : فأغناك ، كما قال : (أَغْنى وَأَقْنى) (٧) ، و (أَضْحَكَ وَأَبْكى) (٨) ، و (أَماتَ وَأَحْيا) (٩).
فحذف المفعول فيهن كلهن.
(لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) (١٠) أي : تعبدونه ، (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (١١) أي: ما أعبده ، وكذلك : (ما عَبَدْتُّمْ) (١٢) أي : ما عبدتموه. (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) (١٣) أي : فسبّحه.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً) (١٤). التقدير : وألقيناه على كرسيه جسدا ، ذا جسد. أي : مريضا ، فقوله : «جسدا» ، فى موضع الحال ، والمفعول محذوف.
وقال قوم بخلاف هذا ، وجعلوا «جسدا» مفعولا به ، وإنه ما أقعد مكانه جسد آخر ، فى قصة يذكرونها طويلة.
__________________
(١) الضحى : ٥.
(٢) بالأصل : «فلا».
(٣) الضحى : ٦.
(٤) تكملة يقتضيها السياق.
(٥) النجم : ٤٨.
(٦) النجم : ٤٣.
(٧) النجم : ٤٤.
(٨) الكافرون : ٢.
(٩) الكافرون : ٣ و ٥.
(١٠) الكافرون : ٤.
(١١) النصر : ٣.
(١٢) ص : ٣٤.
ومن ذلك قوله : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) (١) ، أي : أوتيت من كل شىء شيئا.
وعليه قوله : (فَغَشَّاها ما غَشَّى) (٢). أي : ما غشاها إياه ، فحذف المفعولين جميعا.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) (٣) ، ف «جعل» هنا من أخوات «ظننت» ، وقد قالوا : زيدا ظننته منطلقا ، فلما أضمرت الفعل ، فسّرته بقولك «ظننته» ، وحذفت المفعول الثاني من الفعل الأول المقدّر ، اكتفاء بالمفعول الثاني الظاهر في الفعل الآخر ، وكذلك بقية أخوات «ظننت».
ومن ذلك قوله تعالى : (وَدَعْ أَذاهُمْ) (٤) ، والتقدير : دع الخوف من أذاهم. فحذف المفعول والجار ، كقوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً) (٥).
ومن ذلك قوله تعالى : (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا) (٦).
قيل : التقدير : آتنا ما نريد في الدنيا ، فحذف المفعول الثاني. وقيل : «فى» زائدة ، أي : آتنا الدنيا.
ومن ذلك قوله تعالى : (إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ) (٧).
يجوز أن يكون المراد بالبلاغ ، ما بلّغ النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله ـ عن الله وآتاه.
__________________
(١) النمل : ٢٣.
(٢) النجم : ٥٤.
(٣) الحج : ٣٦.
(٤) الأحزاب : ٤٨.
(٥) الكهف : ٢.
(٦) البقرة : ٢٠٠.
(٧) الجن : ٢٣.
والمعنى : لا يجيرنى إلا أن أعمل بما آتاني. وهو قوله : (إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ / هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها) (١). ويجوز أن يكون المراد بالبلاغ ما يبلّغ به عن الله إلى خلقه ، كما قال : (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) (٢) ، أي : أن تبلّغ ما أمرت في أداء الرسالة.
فعلى الأول : يكون «ورسالاته» جرّا عطفا على لفظة «الله».
وعلى الثاني : يكون نصبا عطفا على المفعول المحذوف ، الذي يقتضيه «بلاغ» ، فكأنه قال : إلا أن أبلّغ من الله ما يحب هو أن يعرف ، وتعتقد صفاته.
فأما قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) (٣). أي : يفعلون ويعملون بالطاعة لأجل طهارة النفس عن المعاصي ، كقوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (٤) و (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) (٥).
ومن حذف المفعول قوله : (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ) (٦) ، أي : على أن يبدلكم بأمثالكم ، و (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) (٧) ، التقدير : على أن نبدلهم بخير منهم ، كقوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) (٨).
وأما قوله : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا) (٩). فالتقدير: تذكروا اسم الله ، فحذف.
__________________
(١) النمل : ٩١.
(٢) الشورى : ٤٨.
(٣) المؤمنون : ٤.
(٤) الأعلى : ١٤.
(٥) الشمس : ٩.
(٦) الواقعة : ٦١.
(٧) المعارج : ٤١.
(٨) الكهف : ٢.
(٩) الأعراف : ٢٠١.
وقال : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ) (١) أي : نعم الله ويفكر ليدرك العلم بقدرته ، ويستدل على توحيده.
وتخفيف حمزة ، على : أنه يذكر ما نسيه في أحد هذين الوقتين في الوقت الآخر. ويجوز أن يكون : على أن يذكر تنزيه الله وتسبيحه.
وأما قوله تعالى : (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) (٢). فروى عن الحسن : (كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ) (٣) قال : القرآن.
وأما قوله : (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) (٤) فتقديره : إن ذلك ميسّر له. كما قال : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) (٥).
أي : لأن يحفظ ويدرس ، فيؤمن عليه التحريف والتبديل ، الذي جاز على غيره من الكتب. لتيسيره للحفظ ، وكثرة الدّرس له ، وخروجه بذلك عن الحد الذي يجوز معه كذلك له ، والتغيير ؛ أي : من شاء الله ذكره ، أي ذكر القرآن.
وقال الله تعالى : (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً) (٦) أي : خاف ظهور الجنف.
وقال : (وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) (٧). أي : وما أكل السبع بعضه ، فحذف.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ) (٨). أي : / أرسلنا رسلا.
__________________
(١) الفرقان : ٦٢.
(٢) المدثر : ٥٥ ـ عبس : ١٢.
(٣) المدثر : ٥٤ ـ عبس : ١١.
(٤) القمر : ٢٢.
(٥) البقرة : ١٨٢.
(٦) المائدة : ٣.
(٧) الأنعام : ٤٢.
ومن ذلك قوله : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) (١) ، مفعول «يشعركم» محذوف ، أي : ما يشعركم إيمانهم ، و «ما» ليست بنافية ، لأنها تبقى «يشعركم» بلا فاعل ، ولا يكون ضمير الله تعالى ، لأنه أعلمنا أنهم لا يؤمنون بقوله : (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا)(٢).
ومن حذف المفعول قوله تعالى : (وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٣).
وقال : الظرف متعلق بمحذوف ، وهو مفعول ثان للظن ، أي : ما ظنّهم فى الدنيا حالهم يوم القيامة ، و «ما» استفهام.
وقال في موضع آخر «يوم القيامة» متعلق بالظن ، الذي هو خبر المبتدأ ، الذي هو «ما».
ألا ترى أنه لا يجوز أن يتعلق «بالكذب» ، ولا «يفترون» ، لأن ذلك لا يكون في الآخرة ، كأنه : ما ظنّهم : أشدة العذاب أم التجاوز عنهم؟
ومن ذلك قوله تعالى : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) (٤). قال الأخفش : التقدير: من كل شىء سألتموه ، فحذفه وأضمره ، كما قال : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) (٥) أي : من كل شىء في زمانها.
وقال الكلبي : من كل ما سألتموه وما لم تسألوه. وقال قوم : هذا من العامّ الذي يراد به الخاص.
__________________
(١) الأنعام : ١٠٩.
(٢) الأنعام : ١١١.
(٣) يونس : ٦٠.
(٤) إبراهيم : ٣٤.
(٥) النمل : ٢٣.
قال سيبويه : جاءنى أهل ، الدنيا ؛ وعسى أن يكون قد جاء خمسة منهم ، وقيل : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) (١) لو سألتموه.
ومن ذلك قوله تعالى : (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) (٢) فيمن ضم الياء.
أي : من يخاطبونه شيئا ، فحذف أحد المفعولين ، وقيل : لا يفقهون غير لسانهم إياهم ، ولو لم يفقهوا غيرهم شيئا ، لّما صح أن يقولوا ويفهموا.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا). (٣) انتصاب «لسان» بالفعل الثاني دون الأول عنده. وعلى قول الأخفش : «من رحمتنا» «من» (٤) زائدة.
وأما قوله : (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) (٥). قيل : «السجل» اسم ملك ، وقيل : اسم رجل كاتب ، فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل ، «واللام» مثلها فى (رَدِفَ لَكُمْ)(٦).
وقيل : «السجل» : الصحيفة تطوى على ما فيها من الكتابة ؛ والمصدر مضاف إلى المفعول. أي : كما يطوى السّجل على الكتاب.
وقد / رواه أبو على : كطىّ الطاوى الصحيفة مدرجا فيها الكتب.
أي : كطى الصحيفة لدرج الكتب فيها ، على تأويل قتادة : وكطى الصحيفة لدرج الكتب ، فحذف المضاف ، والمصدر مضاف إلى الفاعل ، على قول السّدى ، والمعنى : كطى زيد الكتب.
__________________
(١) إبراهيم : ٣٤.
(٢) الكهف : ٩٣.
(٣) مريم : ٥٠.
(٤) في الأصل : «ما زائدة».
(٥) الأنبياء : ١٠٤.
(٦) النمل : ٧٢.
ومن ذلك قوله تعالى : (إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (١) مفعول «ألقى» مضمر ، أي : ألقى الشيطان في تلاوته ما ليس منه.
ومن ذلك قوله : (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) (٢) ، أي : أرسلنى مضموما إلىّ هارون ، فحذف المفعول ، والجار في موضع الحال.
وأما قوله : (أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) (٣) ، ليس التقدير : ما سقيته لنا ، وهو الماء ، فلا يكون للماء أجر ، وليس الجزاء للماء ؛ إنما هو لاستقائه.
فإن قلت : اجعل المعنى : ليجزيك أجر الماء ، لم يستقم أيضا ، لأن الأجر لاستقاء الماء لا للماء.
فإذا كان كذلك ، كان المعنى : ليجزيك أجر السقي لنا.
ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) (٤).
قال أبو على : «أرأيتم» هذه تتعدى إلى مفعولين ، الثاني منهما استفهام ، والأول منصوب ، وهو هاهنا مضمر ، وهو للقرآن.
أي : أرأيتم القرآن إن كان من عند الله ، والمفعول محذوف ، وتقديره : أتأمنون عقوبته ، أو : لا تخشون انتقامه.
وقدّره الزجاج : قل أرأيتم القرآن إن كان من عند الله ، إلى : قوله (فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) (٥) أفتؤمنون به؟
__________________
(١) الحج : ٥٢.
(٢) الشعراء : ١٣.
(٣) القصص : ٢٥.
(٤) الأحقاف : ١٠.
(٥) الأحقاف : ١٠.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ) (١) ، فهذا على : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) (٢).
فالمعنى : ووهبنا من ذرياته فرقا مهتدين ، لأن الاجتباء إنما يقع على من كان مهتديا مرتضى ، فحذف المفعول به.
__________________
(١) الأنعام : ٨٧.
(٢) الأنعام : ٨٤.
الحادي والعشرون
هذا باب ما جاء في التنزيل من الظروف التي يرتفع ما بعدهن بهن
على الخلاف ، وما يرتفع [ما] بعدهن بهن على الاتفاق ،
وهو باب يغفل عنه كثير من الناس
فأما الذي اختلفوا فيه فكقوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (١) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ) (٢) ، (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٣).
ف «عذاب» فى هذا ونحوه ، يرتفع بالابتداء عند سيبويه ، والظرف قبله خبر عنه ، وهو «لهم».
وعند أبى الحسن والكسائي : يرتفع «عذاب» بقوله : «لهم» ، لأن «لهم» ناب عن الفعل.
ألا ترى أن التقدير : وثبت لهم ، فحذف «ثبت» وفام «لهم» مقامه ، والعمل للظرف لا للفعل.
ومثله : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) (٤) وهو على هذا الخلاف ، وغلط أبو إسحاق فى هذا ، فقال : ارتفع «أمّيّون» بفعل ، كأن المعنى : واستقرّ منهم إميون.
__________________
(١) البقرة : ٧.
(٢) البقرة : ٨.
(٣) البقرة : ١٠.
(٤) البقرة : ٧٨.
قال أبو على : ليس يرتفع «أمّيّون» عند الأخفش بفعل ، إنما يرتفع بالظرف الذي هو «منهم». ومذهب سيبويه أنه يرتفع بالابتداء ، ففى «منهم» عنده ضمير ، لقوله «أمّيّون» ، وموضع «منهم» ، على مذهبه ، رفع ، لوقوعه موقع خبر الابتداء.
وأما على مذهب الأخفش ، فلا ضمير لقوله : «أمّيّون» فى «منهم ولا موضع له عنده ، كما أنه لا موضع ل «ذهب» من قولك : ذهب فلان.
وإنما رفع الأخفش الاسم بالظرف في نحو هذا ، لأنه نظر إلى هذه الظروف فوجدها تجرى مجرى الفعل في مواضع ، وهي أنها تحتمل الضمير كما يحتمله الفعل ، وما قام مقامه من أسماء الفاعلين ، وما شبّه به.
ويؤكد ما فيها كما يؤكد ما في الفعل ، وما قام مقامه في نحو قولك : مررت بقوم لك أجمعون.
وتنتصب عنها الحال كما تنتصب عن الفعل ، وتوصل بها الأسماء الموصولة ، كما توصل بالفعل والفاعل ، فيصير فيها ضمير الموصول كما يصير ضميره في الفعل ، وتوصف به النكرة كما توصف بالفعل والفاعل.
فلما رآها في هذه المواضع تقوم مقام الفعل أجراها أيضا مبتدأ مجرى الفعل ، فرفع بها الاسم ، كما رفع بالفعل ، إذا قامت هذه الظروف مقام الفعل في هذه المواضع ، فقال فى : عندك زيد ، و : فى الدار عمرو ،
__________________
(١) البقرة : ٧٨.
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) (١) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ) (٢) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ) (٣) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي) (٤) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) (٥) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ) (٦) ، (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ) (٧) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي) (٨) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ) (٩) ، (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ) (١٠) ، وقوله تعالى : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ) (١١) ، ونحو ذلك : إنه مرتفع بالظرف قد أقيم مقام الفعل ، فى غير هذه المواضع.
ومثل ذلك قال في أسماء الفاعلين ، نحو «ضارب» وما أشبهها ؛ لمّا رآها تجرى مجرى الأفعال ، يرتفع الاسم بها إذا جرت خبرا أو وصفا أو حالا على شىء ، أجراها مبتدأة أيضا ، غير معتمدة على شىء ، نحو حروف الاستفهام ، يكون اسم الفاعل في الاعتماد عليه مثلها إذا جرى حالا ، أو خبرا ، أو وصفا.
وأجاز في نحو قوله : (وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) (١٢) ، وقوله : (وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (١٣) ، وقوله : (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ) (١٤)
__________________
(١) البقرة : ٧٨.
(٢) البقرة : ٢٠٤.
(٣) البقرة : ١٦٥.
(٤) لقمان : ٦.
(٥) الأنعام : ٢٥ ـ محمد : ٥٦.
(٦) التوبة : ٥٨.
(٧) التوبة : ٦١.
(٨) التوبة : ٤٩.
(٩) التوبة : ٧٥.
(١٠) التوبة : ١٠١.
(١١) الأنعام : ١٢٧.
(١٢) هود : ٧٦.
(١٣) هود : ١٢.
(١٤) الحشر : ٢.
ارتفاع الاسم بما قبله ، يجريه مجرى الفعل غير متقدم ، كما أجرى الظرف متقدما مجراه غير متقدم ، فرفع الاسم / بالظرف واسم الفاعل ، وهما متقدمان غير جاريين على شىء ، كما رفعه وهما جاريان على ما قبلهما.
وقد قال سيبويه هذا القول في قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً)(١) ، (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) (٢) ، وقوله تعالى : (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (٣) ، وقوله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ) (٤) ، وقوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ) (٥) ، وقوله : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) (٦) ، وقوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٧) ، وقوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) (٨) ، وقوله : (أَفِي اللهِ شَكٌّ) (٩).
إن هذه الأسماء ترتفع بالظرف ، إذا جرى صلة الموصول ، أو حالا لذى حال ، أو صفة لموصوف ، أو معتمدا على الهمزة ، أو تكون لاسم إن ، أو المصدر. قد قال سيبويه والأخفش قولا واحدا في هذه الأشياء.
__________________
(١) فصلت : ٣٩.
(٢) الروم : ٢٠.
(٣) هود : ١٠٦.
(٤) المائدة : ٤٦.
(٥) البقرة : ١٩.
(٦) النور : ٢٩.
(٧) الرعد : ٤٣.
(٨) آل عمران : ٧.
(٩) إبراهيم : ١٠.
فإن قيل : ما تنكر أن يكون ارتفاع الاسم في نحو قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) (١) مرتفع في الحقيقة ب «استقر» لا ب «لكم»؟.
فالجواب : أن المعروف المشهور من قول الأخفش في نحو قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (٢) أنه مرتفع بالظرف.
والمعلوم من قول سيبويه والأخفش وغيرهما (٣) ، أنهم إذا قالوا : زيد فى الدار ؛ فالضمير في الظرف لا في الفعل المحذوف ، لأن ذلك مطّرح مختزل.
والدليل على أن قولهم : زيد في الدار ، فى الظرف ضمير ، والظرف هو العامل في ذلك الضمير ، امتناع تقديم الحال عليه ، فى قولك : زيد قائما فى الدار ، لأن العامل غير متصرف ، وهو الظرف دون الفعل ولا عبرة بالفعل ، لأنه لا يجوز : قائما في الدار زيد ، كما يجوز : قائما استقر زيد ، فعلم أنه لا عبرة بالفعل ؛ ولأنه قال : (إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ) (٤) ، و (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً) (٥) ، و (لَهُمُ الْحُسْنى) (٦) ، فأدخل «إن» على الظرف ، وهي لا تلى الفعل ، فثبت أنه لا عبرة بالفعل.
__________________
(١) البقرة : ١٧٩.
(٢) يونس : ٦٤.
(٣) في الأصل : «وغيرهم».
(٤) المائدة : ٢٢.
(٥) النور : ٤٤.
(٦) النحل : ٦٢.
وهذه الآي دليل سيبويه من أنه لا يرتفع الاسم بالظرف ، حيث يقول به الأخفش ، لأن الظرف دخل عليه «إن» ، فلو كان يرتفع كما يرتفع الفعل ، لم يدخل عليه «إن» كما لا يدخل على الفعل.
وقد قال : (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ) (١) فنصب الاسم ب «أن».
فثبت أن الظرف لا يرتفع في الابتداء ، وإنما يرتفع في المواضع التي / ذكرنا ، وهو : إذا جرى خبرا لمبتدأ ، أو حالا لذى حال ، أو صفة لموصوف ، أو معتمدا على حرف النفي والاستفهام والموصول ، لأن شبهها بالفعل فى هذه الأحوال قد قوى واستمر ، كما قوى الفاعل في هذه الأحوال أن يعمل عمل الفعل دون «ما» إذا ابتدئ به.
فقوله تعالى : (إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) (٢) ، «ما» يرتفع بالابتداء عند سيبويه ، و «مصيبها» خبر ، وفيه ضمير.
وعند الأخفش ، يرتفع «ما» بقوله «مصيبها» لأنه بمنزلة «يصيبها» ، ولا ضمير فى «مصيبها» عنده ، فهو كقوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٣). والخلاف في الفاعل والظرف واحد.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) (٤) ، «أزوج» يرتفع بالابتداء عند سيبويه. و «لهم» خبره. و «فيها» معمول «لهم». فيرتفع «أزواج» بالظرف عند أبى الحسن ، وهو «لهم». وإن رفعته
__________________
(١) آل عمران : ٨٧.
(٢) هود : ٨١.
(٣) البقرة : ١٠.
(٤) البقرة : ٢٥.
ب «فيها» جاز. ولو جعلت «فيها» حالا من المجرور جاز. ولو جعلتها حالا من «أزواج» على أن يكون في الأصل صفة لها ، فلمّا تقدم انتصب على الحال ، جاز.
ومن ذلك قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (١) يرتفع بالظرف في القولين ، لأن الظرف جرى خبرا للمبتدأ ، وهو «من آمن» ، ولا خلاف في هذا.
كما أن قوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ) (٢) ، تقديره : أو كأصحاب صيب من السماء ثابت فيه ظلمات ، لجريه وصفا على «الصيّب» ، وكذا هاهنا يرتفع «أجر» بالظرف ، لأنه جرى خبرا على المبتدأ.
فأما قوله : (عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٣) فهو حال من «الأجر» ، أي : لهم أجرهم ثابتا عند ربهم ، ولو جعلته معمول الظرف.
ومثله قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ) (٤). «لعنة الله» يرتفع بالظرف ، لأنه جرى خبرا على «أولئك».
__________________
(١) البقرة : ٦٢.
(٢) البقرة : ١٩.
(٣) البقرة : ٦٢.
(٤) البقرة : ١٦١.
ومن ذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) (١). ترتفع «آيات» بالظرف ، لأنه جرى حالا ل «الكتاب» ، ولا يكون صفة ل «الكتاب» لأن «الكتاب» معرفة ، والظرف نكرة.
ومن ذلك قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) (٢). يرتفع «زيغ» بالظرف ، لأنه جرى صلة على «الّذين».
ومن ذلك قوله : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي)(٣). يرتفع / «جنّات» بالابتداء ، و «للّذين اتّقوا» خبر عند سيبويه. ويرتفع «جنّات» بالظرف عند الأخفش.
ولا يكون «للّذين اتّقوا» صفة للمجرور قبله ، وهو «خير» ، لأنه لا ذكر فيه يعود إلى الموصوف
ألا ترى أن الضمير الذي فيه ، على قول سيبويه ، ضمير «جنّات» ، ولا ضمير فيه على قول الأخفش لارتفاع الظاهر به
وينتصب قوله : (خالِدِينَ فِيها) (٤) على الحال من «الّذين» المجرور باللام. (وَأَزْواجٌ) (٥) عطف على «جنّات». وكذا قوله : (وَرِضْوانٌ) (٦).
__________________
(١) آل عمران : ٧.
(٢) آل عمران : ١٥.
وأما قوله تعالى : (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ) (١). فقوله : لكل واحد منهما ، يتعلق بما يتعلق به «لأبويه» على وجه البدل.
كما أن قولك : «رأسه» من قولك : ضربت زيدا رأسه ، يتعلق ب «ضربت» على حد البدل. ومن رفع بالظرف ارتفع قوله : «السّدس» بقوله : «لكلّ واحد منهما».
فإن قلت : أفيكون فيمن أعمل غير الأول أن يضمر «السّدس» فى قوله «لأبويه» كما أضمر في قوله :
فهيهات هيهات العقيق (٢)
فى الأول جعل «السّدس» مرتفعا بالظرف الثاني ، فإن ذلك لا يجوز ، وليس المعنى عليه.
ألا ترى أن الأبوين ليس لهما السدس ، إنما لكل واحد منهما السدس.
فإن قلت : أفيستقيم أن يكون «لأبويه» متعلقا بقوله «لكلّ واحد منهما ، على حد : أكل يوم لك ثوب؟ فإن ذلك لا يستقيم.
ألا ترى أنه لا يستقيم أن يقدّر : لكلّ واحد منهما لأبويه ؛ لأنه ليس ما عليه المعنى.
__________________
(١) النساء : ١١.
(٢) هذا جزء من صدر بيت لجرير ، والبيت هو :
فهيهات هيهات العقيق وأهله |
|
و هيهات خل بالعقيق نحاوله |
فأما قوله : (مِمَّا تَرَكَ) (١) فحال من «السّدس» ، والعامل فيها قوله : «لكل واحد منهما» ولا يكون العامل فيه «لأبويه».
وأما قوله تعالى : (وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ) (٢). فقوله : «من طلعها» بدل من قوله «ومن النّخل» على حد : ضرب زيد رأسه. «ومن النّخل» بدل التبعيض.
فمن رفع بالظرف ، وجب أن يكون في الأول ضمير يبينه ما ارتفع بالثاني ، وإن أعمل الأول صار في الثاني ذكر منه.
وقوله : (وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ) (٣) محمول على معنى الإخراج. يبين ذلك قوله : (فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ) (٤) فقوله : «وأعناب» ، على أحد أمرين : / من نخل وشجر أعناب ، أو يكون سمّى الشجر باسم ثمرها.
وأما قوله : (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ) (٥).
ف «حيران» يكون حالا من «الهاء» التي فى «استهوته» فيكون فى الصلة.
__________________
(١) النساء : ١١.
(٢) الأنعام : ٩٩.
(٣) الأنعام : ٩٩.
(٤) المؤمنون : ١٩.
(٥) الأنعام : ٧١.