اللّباب في علوم الكتاب - ج ١٣

أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي

اللّباب في علوم الكتاب - ج ١٣

المؤلف:

أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2298-3

الصفحات: ٦٤٠

وقيل : بل الرؤية هنا (١) قلبية ، فالمعنى : أعلمناه ، وأيّد ذلك أنه لم يره إلا (٢) العصا واليد فقط (٣).

ومن جوّز استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ، أو إعمال المشترك في معنييه يجيز أن يراد (٤) المعنيان جميعا.

وتأكيد الآيات ب «كلّها» يدل على إرادة العموم ، لأنهم قالوا : فائدة التوكيد بكلّ (٥) وأخواتها رفع (٦) توهم وضع الأخص موضع الأعم فلا يدّعى أنه أراد بالآيات آيات مخصوصة ، وهذا يتمشى على أن الرؤية قلبية.

ويراد بالآيات (٧) ما يدل على وحدانية الله تعالى وصدق المبلّغ ، فأما الآيات الدالة على الوحدانية فقوله : (الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى)(٨) ، وقوله : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ) مهادا» (٩) إلى آخره. وما ذكره في سورة الشعراء : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ. قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا)(١٠) الآيات. وأما الآيات الدالة على صدق المبلّغ فهي الآيات التسع المختصة بموسى ـ عليه‌السلام (١١) ـ ، وهي العصا ، واليد ، وفلق البحر ، والحجر ، والجراد ، والقمل ، والضّفادع ، والدّم ، ونتق الجبل. ومعنى (١٢) «أريناه» عرّفناه صحتها ، وأوضحنا له وجه الدلالة فيها. وإنما أضاف الآيات إلى نفسه سبحانه وتعالى مع أنّ المظهر لها موسى ، لأنه أجراها على يديه ، كما أضاف نفخ الروح إلى نفسه فقال : (فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا)(١٣) مع أن النفخ كان من جبريل (عليه‌السلام (١٤)) (١٥) ـ ولم يذكر مفعول التكذيب والإباء (١٦) تعظيما له ، وهو معلوم (١٧).

قوله (١٨) : (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا) يعني الآيات التسع «فكذّب» بها وزعم أنها سحر وأبى» أن يسلم.

فإن قيل (١٩) قوله (٢٠) : «كلّها» يفيد العموم ، والله ـ تعالى (٢١) ـ ما أراه جميع

__________________

(١) في ب : ها هنا.

(٢) في ب : فالمعنى : أيدناه وأنه لم يرد اللفظ أعني. وهو تحريف.

(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٢.

(٤) في ب : يريد.

(٥) بكل : سقط من ب.

(٦) في ب : ودفع وهو تحريف.

(٧) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٠ ـ ٧١ بتصرف.

(٨) [طه : ٥٠].

(٩) [طه : ٥٢].

(١٠) [الشعراء : ٢٣ ـ ٢٤].

(١١) في ب : عليه الصلاة والسلام.

(١٢) في ب : والمعنى.

(١٣) [الأنبياء : ٩١].

(١٤) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.

بتصرف.

(١٥) ما بين القوسين في ب : عليه الصلاة والسلام.

(١٦) في ب : والآية. وهو تحريف.

(١٧) في ب : فقال ذلك وهو معلوم.

(١٨) في ب : فصل قيل. وهو تحريف.

(١٩) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.

(٢٠) في ب : إن قوله.

(٢١) في ب : والله سبحانه وتعالى.

٢٨١

الآيات ، لأن (١) من جملة الآيات ما أظهرها على أيدي الأنبياء قبل موسى ـ عليه‌السلام (٢) وبعده.

فالجواب : لفظ الكلّ وإن كان للعموم لكن (٣) قد يستعمل في الخصوص مع القرينة ، كما يقال : دخلت السوق فاشتريت كلّ شيء ، أو يقال إن موسى ـ عليه‌السلام (٤) ـ أراه (٥) آياته ، وعدد عليه آيات غيره من الأنبياء ، فكذّب فرعون بالكلّ ، أو يقال : تكذيب بعض المعجزات يقتضي تكذيب الكل ، فحكى الله ـ تعالى ـ ذلك على الوجه الذي يلزم. قال القاضي : الإباء الامتناع ، وإنه لا يوصف به إلا من كذّب بتمكن من الفعل والترك ، ولأنه تعالى ذمّه بأنه كذّب ، وبأنه أبى ، وإن لم يقدر على ما هو فيه لم يصح. وهذا السؤال وجوابه تقدم في سورة البقرة في (إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ) (٦)(٧).

قوله : (أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا) يعني مصر «بسحرك يا موسى» وتركيب هذه الشبهة عجيب (٨) ، وذلك لأنه ألقى في مسامعهم ما يصيرون مبغضين له جدا بقوله : (أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا) ، لأن هذا مما يشق على الإنسان في النهاية ، ولذلك جعله الله تعالى (٩) مساويا للقتل في قوله(١٠)(اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ)(١١) ، ثم لما صاروا في نهاية البغض له أورد الشبهة الطاعنة في نبوته ـ عليه‌السلام (١٢) ـ وهي إنّ ما جئتنا به سحر لا معجز ، ولمّا علم أنّ المعجز إنما يتميز عن السحر ، لكون المعجز مما يتعذر بمعارضته قال : (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ)(١٣).

قوله : «فلنأتينّك» جواب قسم محذوف تقديره : والله لنأتينّك. وقوله «بسحر» يجوز أن يتعلق بالإتيان (١٤) وهذا (١٥) هو الظاهر. ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنّه حال من فاعل الإتيان أي ملتبسين(١٦) بسحر (١٧).

قوله : «موعدا» يجوز أن يكون زمانا كقوله : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ)(١٨) ويرجحه قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) ، (والمعنى : عيّن لنا وقت اجتماعنا ، ولذلك أجابهم بقوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ)(١٩) وضعّفوا هذا بأنه ينبو عنه قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ).

__________________

(١) في ب : لأن جملة أي لأن. وهو تحريف.

(٢) في ب : عليه الصلاة والسلام.

(٣) لكن : سقط من ب.

(٤) في ب : عليه الصلاة والسلام.

(٥) في ب : أراد. وهو تحريف.

(٦) [البقرة : ٣٤].

(٧) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.

(٨) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.

(٩) تعالى : سقط من ب.

(١٠) في ب : أي. وهو تحريف.

(١١) [النساء : ٦٦].

(١٢) في ب : عليه الصلاة والسلام.

(١٣) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.

(١٤) التبيان ٢ / ٨٩٣.

(١٥) هذا : سقط من ب.

(١٦) في ب : مكتسبين. وهو تحريف.

(١٧) التبيان ٢ / ٨٩٣.

(١٨) [هود : ٨١].

(١٩) ما بين القوسين سقط من ب.

٢٨٢

وبقوله : (لا نُخْلِفُهُ). وأجاب (١) عن قوله : (لا نُخْلِفُهُ) بأن المعنى : لا نخلف الوقت في الاجتماع فيه (٢). ويجوز أن يكون مكانا. والمعنى : بيّن لنا مكانا معلوما نعرفه نحن وأنت فنأتيه ، ويؤيد (٣) بقوله : (مَكاناً سُوىً). قال (٤) فهذا يدل على أنه مكان ، وهذا ينبو عنه قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) ، ويجوز أن يكون مصدرا أي اجعل بيننا وبينك وعدا لا نخلفه ، ويؤيد هذا قوله (٥) : لا نخلفه نحن ولا أنت» ، لأن الموعد هو الذي يصح وصفه بالخلف وعدمه (٦) ، وإلى هذا نحا جماعة مختارين له (٧) ويردّ عليهم بقوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) (فإنه لا يطابقه) (٨).

وقال الزمخشري : إن جعلته زمانا نظرا في أن قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ)(٩) مطابق (١٠) له ، لزمك شيئان : أن تجعل الزمان مخلفا (١١) ، وأن يعضل (١٢) عليك ناصب مكانا ، (وإن جعلته مكانا) (١٣) لقوله : (مَكاناً سُوىً) لزمك أيضا أن توقع الإخلاف على المكان ، وأن لا يطابق (١٤) قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) ، وقراءة الحسن غير مطابقة له زمانا ومكانا جميعا (١٥) ، لأنه قرأ «يوم الزّينة» بالنصب ، فبقي أن يجعل (١٦) مصدرا يعني الوعد ، ويقدّر مضاف محذوف أي (١٧) : مكان الوعد ، ويجعل الضمير في «تخلفه» للموعد ، و«مكانا» بدل من المكان (١٨) المحذوف. فإن قلت (١٩) : فكيف طابقه (٢٠) قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) ولا بد من أن تجعله زمانا والسؤال واقع عن المكان لا عن الزمان؟ قلت (٢١) : هو مطابق معنى وإن لم يطابقه لفظا ، لأنهم لا بدّ لهم أن يجتمعوا يوم الزينة في مكان بعينه مشتهر باجتماعهم فيه في ذلك الزمان ، فبذكر الزمان علم المكان

__________________

(١) في ب : أجاب.

(٢) في ب : لا نخلف الموعد المؤقّت للاجتماع فيه. وهو تحريف.

(٣) في ب : وتأيد. وهو تحريف.

(٤) في ب : والمعنى وهو تحريف.

(٥) قوله : سقط من ب.

(٦) في ب : لأن المعنى الذي يصح الحلف وعدمه.

(٧) منهم الزمخشري وأبو البقاء كما هو واضح من النّصين المنقولين عنهما الآتيين ومنهم أيضا ابن الخطيب فاختار في تفسيره أن الموعد في هذه الآية مصدر ، فبعد أن جوّز أن يكون الموعد مصدرا أو اسما لزمان الوعد ، أو اسما لمكان الوعد قال : (والذي في هذه الآية بمعنى المصدر أي اجعل بيننا وبينك وعدا لا نخلفه ، لأن الوعد هو الذي يصح وصفه بالخلف ، أما الزمان والمكان فلا يصح وصفهما بذلك ، ومما يؤكد ذلك أن الحسن قرأ «يوم الزينة» بالنصب ، وذلك لا يطابق الزمان والمكان) الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.

(٨) ما بين القوسين سقط من ب.

(٩) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٠) في ب : مطابقا. وهو تحريف.

(١١) في ب : مختلفا.

(١٢) في ب : وأن يفصل. وهو تصحيف.

(١٣) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٤) في ب : ولا يطابق.

(١٥) في ب : غير مطابق لزمان ومكان معا.

(١٦) في ب : أن يكون.

(١٧) أي : سقط من ب.

(١٨) في ب : الضمير. وهو تحريف.

(١٩) في ب : فإن قيل.

(٢٠) في ب : يطابقه.

(٢١) في ب : فالجواب.

٢٨٣

وأما قراءة الحسن فالموعد فيها مصدر (١) لا غير ، والمعنى : إنجاز وعدكم يوم الزينة ، وطابق هذا أيضا من طريق المعنى ، ويجوز أن لا يقدر مضاف محذوف ويكون المعنى : اجعل بيننا وبينك وعدا لا نخلفه (٢).

وقال أبو البقاء : هو هنا مصدر لقوله : (لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ)(٣) والجعل هنا بمعنى التصير و«موعدا» مفعول أول ، والظرف هو الثاني ، والجملة من قوله : (لا نُخْلِفُهُ) صفة لموعد ، و«نحن» توكيد مصحّح للعطف على الضمير المرفوع (٤) المستتر في «نخلفه» (٥) و(٦) «مكانا» بدل من المكان المحذوف كما قدره الزمخشري (٧). وجوز أبو علي الفارسي وأبو البقاء أن ينتصب «مكانا» على المفعول الثاني ل «اجعل» قال : و«موعدا» على هذا مكان أيضا ، ولا ينتصب بموعد لأنه مصدر قد وصف(٨).

يعني (٩) أنه يصح (نصبه مفعولا ثانيا ، ولكن بشرط أن يكون الموعد بمعنى المكان ليطابق المبتدأ الخبر) (١٠) في الأصل. وقوله : ولا ينتصب بالمصدر يعني أنه لا يجوز أن يدعى انتصاب «مكانا» بموعد ، والمراد بالموعد المصدر ، وإن كان جائزا من جهة المعنى ، لأن الصناعة تأباه (وهو وصف المصدر. والمصدر شرط إعماله : عدم وصفه قبل العمل عند الجمهور (١١)) (١٢).

__________________

(١) في ب : فالمصدر فيها موعد.

(٢) الكشاف ٢ / ٤٣٧ ـ ٤٣٨.

(٣) التبيان ٢ / ٨٩٣.

(٤) المرفوع : سقط من ب.

(٥) لأنه لا يحسن العطف على الضمير المرفوع المتصل بارزا كان أو مستترا إلا بعد توكيده بضمير منفصل نحو قوله تعالى : «لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ» [الأنبياء : ٥٤] أو بتوكيد معنوي كقول الشاعر :

ذعرتم أجمعون ومن يليكم

برؤيتنا وكنّا الظافرينا

أو بعد وجود فاصل بين المعطوف والمعطوف عليه نحو قوله تعالى : يدخلونها ومن صلح من آبائهم [الرعد : ٢٣] أو وجد فصل ب «لا» النافية بين حرف العطف والمعطوف نحو قوله تعالى : (ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا) [الأنعام : ١٤٨] وفي ذلك يقول ابن مالك :

وإن على ضمير رفع متصل

عطفت فافصل بالضمير المنفصل

أو فاصل ما ...

انظر شرح التصريح ٢ / ١٥٠ ـ ١٥١.

(٦) في ب : أو. وهو تحريف.

(٧) عند اختياره أن «موعدا» مصدر بمعنى الوعد ، وقدّر محذوفا أي مكان الوعد عندما قال : (فيبقى أن يجعل مصدرا بمعنى الوعد ، ويقدر مضاف ، أي مكان الوعد ، ويجعل الضمير في «نخلفه» للموعد ، و«مكانا» بدل من المكان المحذوف) الكشاف ٢ / ٤٣٨.

(٨) التبيان ٢ / ٨٩٣ ـ ٨٩٤ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(٩) في ب : بمعنى.

(١٠) ما بين القوسين سقط من ب.

(١١) أي أن من شروط إعمال المصدر على الفعل أن يكون غير منعوت قبل تمام عمله ، فلا يجوز أعجبني ضربك المبرّح زيدا ، لأن معمول المصدر بمنزلة الصلة من الموصول فلا يفصل بينهما فإن ورد ما يوهم ذلك قدّر فعل بعد النعت يتعلق به المعمول المتأخر وبقية التوابع كالنعت في ذلك الهمع ٢ / ٩٣ شرح الأشموني ٢ / ٢٨٦.

(١٢) ما بين القوسين سقط من ب.

٢٨٤

وهذا الذي منعه الفارسي وأبو البقاء جوزه الزمخشري وبدأ به فقال : فإن قلت : فيم ينتصب «مكانا»؟ قلت : بالمصدر أو بما (١) يدل عليه المصدر. فإن قلت (٢) : كيف يطابقه (فالجواب) (٣) : قلت (٤) : أما على قراءة (٥) الحسن فظاهر ، وأما على قراءة العامة فعلى تقدير : (وعدكم وعد يوم زينة(٦).

قال أبو حيان : وقوله : إنّ «مكانا» ينتصب بالمصدر) (٧) ليس بجائز ، لأنه قد وصف (٨) قبل العمل بقوله : «لا نخلفه» ، وهو موصول ، والمصدر إذا وصف قبل العمل لم يجز أن يعمل عندهم (٩). قال شهاب (١٠) الدين : الظروف والمجرورات يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها ، وفي المسألة خلاف مشهور. وأبو القاسم (١١) نحا إلى جواز ذلك (١٢).

وجعل الحوفيّ انتصاب «مكانا» على الظرف وانتصابه ب «اجعل» (١٣) فتحصل في نصب «مكانا» خمسة أوجه :

أحدها : أنه (١٤) بدل من (مكانا) المحذوف.

الثاني : أنّه مفعول ثان (١٥) للجعل.

الثالث : أنّه نصب بإضمار فعل.

الرابع : أنّه منصوب بنفس المصدر.

الخامس : أنّه منصوب على الظرف بنفس «اجعل» (١٦).

وقرأ أبو جعفر وشيبة : «لا نخلفه» بالجزم على جواب الأمر والعامة بالرفع على الصفة لموعدكم (١٧) كما تقدم (١٨).

وقرأ ابن (١٩) عامر وحمزة وعاصم والحسن (٢٠) : «سوى» بضم السين منونا وصلا.

والباقون : بكسرها (٢١). وهما لغتان مثل : عدى وعدى وطوى وطوى (٢٢) ،

__________________

(١) في الأصل وإنما وهو تحريف.

(٢) في ب : فإن قيل.

(٣) الجواب : سقط من ب.

(٤) في ب : فالجواب.

(٥) في ب : قول. وهو تحريف.

(٦) الكشاف ٢ / ٤٣٨.

(٧) ما بين القوسين سقط من ب.

(٨) في ب : لأنه وصف.

(٩) البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(١٠) في ب : فصل قال شهاب الدين.

(١١) الزمخشري.

(١٢) حيث جعل الناصب ل «مكانا» هو المصدر أو ما يدل عليه المصدر. انظر قول الزمخشري السابق.

(١٣) البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(١٤) في ب : أنّها. وهو تحريف.

(١٥) في ب : ثاني.

(١٦) الدر المصون ٥ / ٢٩.

(١٧) في ب : على صفة. وهو تحريف.

(١٨) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(١٩) في ب : أبو وهو تحريف.

(٢٠) في ب : والحسن وعاصم والحسن.

(٢١) السبعة (٤١٨) ، الحجة لابن خالويه (٢٤١) ، الكشف ٢ / ٩٨ ، البحر المحيط ٦ / ٢٥٣ ، النشر ٢ / ٣٢٠ ، الإتحاف (٣٠٤).

(٢٢) في ب : مثل طوى وهدى. وهو تحريف.

٢٨٥

فالكسر (١) والضم على أنها صفة بمعنى مكان عدل إلّا أنّ الصفة على فعل كثيرة (٢) نحو لبد وحطم (٣) (وقليلة على فعل (٤).

ولم ينوّن الحسن «سوى» (٥) أجرى الوصل مجرى الوقف ولا جائز أن يكون منع صرفه للعدل على فعل كعمر ، لأن ذلك في الأعلام ، وأما فعل في الصفات فمصروفة نحو حطم ، ولبد (٦)) (٧).

وقرأ عيسى بن عمر «سوى» بالكسر من غير تنوين (٨) وهي كقراءة الحسن في التأويل (٩). (وسوى معناه : عدلا ونصفة. قال الفارسي : كأنه قال قربه منكم قربة منّا (١٠).

قال الأخفش) (١١) : «سوى» مقصور إن كسرت سينه أو ضممت ، وممدود إن فتحتها ، ثلاث لغات ، ويكون فيها جميعها بمعنى غير (١٢) ، وبمعنى عدل ووسط بين الفريقين ، قال الشاعر :

٣٦٦٣ ـ وإنّ أبانا(١٣)كان حلّ ببلدة

سوى بين قيس قيس عيلان والفزر (١٤)

__________________

(١) في ب : والكسر.

(٢) في ب : كثير.

(٣) رجل حطم وحطمة : إذا كان قليل الرحمة للماشية يهشم بعضها ببعض.

(٤) قال مكي : (وفعل قليل في الصفات نحو : عدى ، وفعل كثير في الصفات نحو قولك لبد وحطم) الكشف ٢ / ٩٨.

(٥) انظر المختصر (٨٨) ، والمحتسب ٢ / ٥٢ ، البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(٦) قال ابن جني عند توجيهه قراءة الحسن : (ترك صرف «سوى» ها هنا مشكل ، وذلك أنه وصف على فعل ، وذلك مصروف عندهم : كمال لبد ورجل حطم ودليل ختع وشكع إلا أنه ينبغي أن يحمل عليه أنه محمول على الوقف عليه ، فجاء بترك التنوين فإن وصل على ذلك فعلى نحو من قولهم : سبسبا وكلكلا ، فجرى في الوصل مجراه في الوقف) المحتسب ٢ / ٥٢. وانظر التبيان ٢ / ٨٩٤. وشرح التصريح ٢ / ٢٢٤.

(٧) ما بين القوسين سقط من ب.

(٨) انظر المختصر (٨٨) ، والبحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(٩) أي أنه أجرى الوصل مجرى الوقف. وانظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(١٠) تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٣ ، البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(١١) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٢) في ب : مقصورا إن ضممت سينه أو كسرت وممدودا إن فتحتها وفيها ثلاث لغات ويكون فيها بمعنى عن. وهو تحريف.

(١٣) في ب : وإن كان أبانا.

(١٤) البيت من بحر الطويل قاله موسى بن جابر الحنفي أحد شعراء بني حنيفة الكثرين ويقال : كان نصرانيا. الخزانة ١ / ٣٠٢ ، وهو في مجاز القرآن ٢ / ٢٠ ، الطبري ١٦ / ١٣٤ ، الجمهرة ٢ / ٣٢٣ تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٣ ، القرطبي ١١ / ٢١٢ ، ٢١٣ ، اللسان (سوا) البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

٢٨٦

قال : وتقول : مررت برجل سواك وسواك وسوائك (١) أي غيرك ، ويكون للجميع وأعلى هذه اللغات الكسر. قاله النحاس (٢).

وزعم بعض أهل اللغة والتفسير أنّ معنى : (مَكاناً سُوىً) مستو من الأرض لا وعر فيه ولا جبل(٣).

فصل

قال مقاتل وقتادة : مكانا عدلا بيننا وبينك (٤). وعن ابن عباس نصفا (٥) أي : يستوي مسافة الفريقين إليه. وقال مجاهد : منصفا بيننا. قال الكلبي : مكانا سوى هذا المكان الذي نحن فيه.

وقال (٦) ابن زيد : مستو لا يحجب العين ما فيه من الارتفاع والانخفاض حتى يشاهد كل الحاضرين كل (٧) ما يجري (٨).

وقيل : «سوى» أي يستوي حالنا في الرضا به.

قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) العامة على رفع (يَوْمُ الزِّينَةِ) خبرا ل «موعدكم» ، فإن جعلت «موعدكم» زمانا لم يحتج إلى حذف مضاف ، إذ التقدير : زمان الوعد (٩) يوم الزينة. (وإن جعلته مصدرا احتجت إلى حذف مضاف تقديره : وعدكم وعد يوم الزينة (١٠)) (١١).

وقرأ الحسن والأعمش وعيسى وعاصم (١٢) في بعض طرقه (١٣) وأبو (١٤) حيوة وابن أبي عبلة وقتادة والجحدري (وهبيرة (١٥)) (١٦) «يوم» بالنصب (١٧) ، وفيه أوجه :

أحدها : أن (١٨) يكون خبرا لموعدكم على أن المراد بالموعد (١٩) المصدر ، أي

__________________

(١) وسوائك : سقط من ب.

(٢) انظر إعراب القرآن للنحاس ٣ / ٤٢ حيث قال (والكسر أشهر وأعرف) واللسان (سوا) ، البحر المحيط ٦ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤.

(٣) البحر المحيط ٦ / ٢٥٤.

(٤) انظر البغوي ٥ / ٤٣٨.

(٥) في ب : سوى. وهو تحريف.

(٦) في ب : فقال.

(٧) في ب : من كل. وهو تحريف.

(٨) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٧٢.

(٩) في ب : فإن الموعد. وهو تحريف.

(١٠) التبيان ٢ / ٨٩٤.

(١١) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٢) في الأصل : أبو عاصم. وهو تحريف.

(١٣) في ب : طرق. وهو تحريف.

(١٤) في ب : وأبوا. وهو تحريف.

(١٥) هو هبيرة بن محمد التمار ، أبو عمر الأبرش البغدادي ، أخذ القراءة عرضا عن حفص بن سليمان عن عاصم ، قرأ عليه ممنون بن الهيثم ، وأحمد بن علي بن الفضل الجزار ، والخضر بن الهيثم الطوسي عرضا وسماعا. طبقات القراء ٢ / ٣٥٣.

(١٦) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٧) انظر المحتسب ٢ / ٥٣ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٥٤.

(١٨) في ب : على أن. وهو تحريف.

(١٩) الموعد : سقط من ب.

٢٨٧

وعدكم (١) كائن في يوم الزّينة كقولك : القتال يوم كذا والسفر غدا (٢).

الثاني : أن يكون (٣) «موعدكم» مبتدأ ، والمراد به الزمان ، و«ضحى» خبره على نية التعريف فيه ، لأنه ضحى ذلك اليوم (٤) بعينه. قاله الزمخشري (٥) ولم يبين ما الناصب ل «يوم الزّينة» ولا يجوز أن يكون منصوبا ب «موعدكم» على هذا التقدير ، لأن مفعلا مرادا به الزمان أو المكان لا يعمل وإن كان مشتقا ، فيكون الناصب له فعلا مقدرا.

وواخذه أبو حيان في قوله : على نية التعريف. قال : لأنه وإن كان (٦) ضحى ذلك اليوم بعينه فليس على نية التعريف بل هو نكرة ، وإن كان من يوم بعينه ، لأنه ليس معدولا (٧) عن الألف واللام كسحر ، ولا هو معرف (٨) بالإضافة ، ولو قلت : جئت يوم الجمعة بكرا (٩) ، لم ندع أن بكرا (١٠) معرفة وإن كنت تعلم أنه من يوم بعينه (١١).

الثالث : أن يكون «موعدكم» مبتدأ ، والمراد به المصدر ، و (يَوْمُ الزِّينَةِ) (ظرف له ، و«ضحى» منصوب على الظرف خبرا للموعد كما أخبر عنه في الوجه الأول ب (يَوْمُ الزِّينَةِ)) (١٢) نحو : القتال يوم كذا (١٣).

قوله : (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ) في محله وجهان :

أحدهما : الجر نسقا (على الزينة أي : موعدكم يوم الزّينة ويوم أن يحشر أي ويوم حشر النّاس)(١٤).

والثاني : الرفع نسقا (١٥) على «يوم». التقدير : موعدكم يوم كذا وموعدكم أن يحشر الناس أي حشرهم (١٦).

وقرأ ابن مسعود والجحدري وأبو نهيك وعمرو بن فائد «وأن تحشر الناس» بتاء

__________________

(١) في ب : موعدكم. وهو تحريف.

(٢) وذلك لأنه لا يخبر بالزمان إلا عن أسماء المعاني إذا كان الحدث غير مستمر نحو الصوم اليوم والسفر غدا. التبيان ٢ / ٨٩٤ ، المحتسب ٢ / ٥٤.

(٣) في ب : أن يكون المراد.

(٤) في الأصل : لليوم. وهو تحريف.

(٥) الكشاف ٢ / ٤٣٨.

(٦) وإن كان : سقط من ب.

(٧) في ب : فعلا ولا. وهو تحريف.

(٨) في ب : معرفه. وهو تحريف.

(٩) بكرا : سقط من ب ، وفي الأصل : بكر.

(١٠) في ب : وإن بكر ، وفي الأصل : بكر.

(١١) البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.

(١٢) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٣) قال مكي : (وقد قرأ الحسن بنصب «يوم الزينة» على أنه ظرف ، مفعول فيه) مشكل إعراب القرآن ٢ / ٦٧.

(١٤) انظر المحتسب ٢ / ٥٣ ، مشكل إعراب القرآن ٢ / ٦٨ ، البيان ٢ / ١٤٤ ، التبيان ٢ / ٨٩٤ والبحر المحيط ٦ / ٢٥٤.

(١٥) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٦) انظر مشكل إعراب القرآن ٢ / ٦٨ ، التبيان ٢ / ٨٩٤ البحر المحيط ٦ / ٢٥٤ ، على قراءة نصب (يوم) يجوز أن يكون «وَأَنْ يُحْشَرَ» في موضع نصب عطفا على «يوم». مشكل إعراب القرآن ٢ / ٦٨.

٢٨٨

الخطاب في «تحشر» وروي عنهم «يحشر» بياء الغيبة ، و«الناس» نصب في كلتا القراءتين (على المفعولية (١)) (٢) والضمير في القراءتين (٣) لفرعون أي وأن (٤) تحشر أنت يا فرعون (أو وأن يحشر فرعون (٥)) (٦).

وجوز بعضهم أن يكون الفاعل ضمير اليوم في قراءة الغيبة (٧) ، وذلك مجاز لما كان الحشر واقعا فيه نشب (٨) إليه نحو : نهاره صائم ، وليله قائم.

و«ضحى» نصب (٩) على الظرف العامل فيه «يحشر» ويذكر ويؤنث «والضّحاء» بالمد وفتح الضاد فوق الضحى ، لأن الضّحى ارتفاع النهار والضّحاء بعد ذلك ، وهو مذكر لا غير (١٠).

فصل

قال مجاهد وقتادة والسدي : (يَوْمُ الزِّينَةِ) كان يوم عيد لهم (١١) يتزيّنون فيه ، ويجتمعون في كل سنة (١٢). وقيل : هو يوم النيروز ، قاله مقاتل (١٢).

وقال ابن عباس وسعيد بن جبير : يوم عاشوراء (١٢).

واختلفوا في القائل (١٣)(مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) فقيل : هو فرعون بيّن الوقت. قال القاضي : لأن المطالب بالاجتماع هو فرعون.

والظاهر أنه من كلام موسى (١٤) لأنه جواب لقول فرعون (فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً) وأيضا : إن تعيين يوم الزينة يقتضي (١٥) اطلاع الكل على ما سيقع فيه ، فتعيينه إنما يليق بالمحق الذي يعرف (١٦) أن اليد له لا بالمبطل الذي يعرف أنه (١٧) لس معه إلا التلبيس.

وأيضا : فقوله : «موعدكم» خطاب للجميع ، فلو جعلناه من فرعون لموسى وهارون لزم إما حمله على التعظيم وذلك لا يليق بحال فرعون (١٨) معهما ، أو على أن أقل الجمع

__________________

(١) البحر المحيط ٦ / ٢٥٤.

(٢) ما بين القوسين سقط من ب.

(٣) في ب : في أنت. وهو تحريف.

(٤) في ب : أو أن.

(٥) البحر المحيط ٦ / ٢٥٤.

(٦) ما بين القوسين سقط من ب.

(٧) منهم الزمخشري في الكشاف ٢ / ٤٣٨ ، والفخر الرازي في تفسيره ٢٢ / ٧٣.

(٨) في ب : انتسب.

(٩) في ب : ينتصب.

(١٠) البحر المحيط ٦ / ٢٥٤.

(١١) لهم : سقط من ب.

(١٢) انظر : البغوي ٥ / ٤٣٨.

(١٢) انظر : البغوي ٥ / ٤٣٨.

(١٢) انظر : البغوي ٥ / ٤٣٨.

(١٣) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٢.

(١٤) وقد استظهره أيضا أبو حيان ٦ / ٢٥٤.

(١٥) في ب : اقتضى.

(١٦) في ب : إنما يليق بالذي يعرف.

(١٧) في الأصل : الذي. وهو تحريف.

(١٨) في ب : وذلك لا يليق به لا يليق بحال فرعون. وهو تحريف.

٢٨٩

اثنان وهو غير جائز ، أما لو جعلناه من موسى إلى فرعون وقومه استقام الكلام (١).

وإنما أوعدهم (٢) ذلك اليوم ، ليكون علو كلمة الله ، وظهور (٣) دينه وكبت الكافرين ، وزهوق الباطل على رؤوس الأشهاد في المجمع العام (٤) ليكثر المحدث بذلك الأمر العجيب في كل بدو وحضر ، ويشيع في جميع أهل الوبر والمدر. قال القاضي : إنه (٥) عين (٦) اليوم بقوله «يوم الزّينة» ، ثم عين من اليوم وقتا معينا بقوله : (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى)(٧) أي : وقت الضحوة نهارا جهارا.

قوله تعالى : (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (٦٠) قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (٦١) فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى)(٦٢)

قوله : (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى) التّولّي (٨) : قد يكون إعراضا وقد يكون انصرافا ، والظاهر أنه هنا بمعنى الانصراف ، وهو مفارقة موسى عن الحق «فجمع كيده» مكره ، وقومه ، وحيله ، وسحرته ، وآلاته «ثمّ أتى» الموضع بما جمعه.

قال ابن عباس : كانوا اثنين وسبعين (٩) ساحرا مع كل واحد منهم حبل وعصا (١٠).

وقيل : كانوا أربعمائة (١٠). وقال كعب : اثني عشر ألفا (١١). وقيل : أكثر من ذلك (١٠). ثم ضربت (١٢) لفرعون قبة فجلس فيها ينظر إليها ، وكان طول القبة (١٣) سبعون ذراعا. فقال لهم موسى عند ذلك يعني للسحرة (١٤) الذين (١٥) جمعهم فرعون (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ) أي لا تزعموا أن الذي جئت به ليس بحق ، وأنه سحر ، وأنكم متمكنون من معارضتي ، فيسحتكم الله بعذاب أي : فيهلككم ، قاله مقاتل والكلبي (١٦).

وقال قتادة : فيستأصلكم (١٦)(وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى).

__________________

(١) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٢.

(٢) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٣.

(٣) في الأصل : وإظهار.

(٤) في الأصل : الغاص. وفي ب : الخاص. والصواب ما أثبته.

(٥) أنه : مكرر في ب.

(٦) في ب : غير. وهو تحريف.

(٧) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٣.

(٨) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٣.

(٩) في ب : اثنين وعشرين. وهو تحريف.

(١٠) البغوي ٥ / ٤٣٩.

(١٠) البغوي ٥ / ٤٣٩.

(١١) ألفا : سقط من ب.

(١٠) البغوي ٥ / ٤٣٩.

(١٢) في ب : ضرب.

(١٣) في ب : البقعة. وهو تحريف.

(١٤) في ب : السحرة. وهو تحريف.

(١٥) في ب : التي. وهو تحريف.

(١٦) انظر البغوي ٥ / ٤٣٩.

(١٦) انظر البغوي ٥ / ٤٣٩.

٢٩٠

الخيبة : الحرمان والخسران (١)(٢).

قوله : «ويلكم» قال الزجاج : يجوز في انتصاب «ويلكم» أن يكون المعنى ألزمهم الله ويلا إن افتروا على الله ، ويجوز على (٣) النداء كقوله : (يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ)(٤) و (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)(٥)(٦).

قوله : «فيسحتكم» قرأ الأخوان (٧) وحفص عن (عاصم «فيسحتكم» بضم الياء وكسر الحاء. والباقون بفتحهما (٨).

فقراءة الأخوين من أسحت رباعيا وهي لغة نجد وتميم (٩).

قال) (١٠) الفرزدق التميمي (١١) :

٣٦٦٤ ـ وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع

من المال إلّا مسحتا أو مجلّف (١٢)

وقراءة الباقين من سحته ثلاثيا وهي لغة الحجاز (١٣) ، وأصل هذه المادة الدلالة على الاستقصاء والنفاد ، ومنه سحت الحالق الشعر أي استقصاه ، فلم يترك منه شيئا ، ويستعمل في الإهلاك والإذهاب ، ونصبه بإضمار أن في جواب النهي (١٤).

ولمّا أنشد الزمخشري قول الفرزدق :

 ..........

 ... (إلّا مسحتا أو مجلّف) (١٥)

قال بعد ذلك (١٦) : في بيت لم تزل الرّكب تصطك (١٧) في تسوية إعرابه (١٨).

__________________

(١) في ب : الخسران والحرمان.

(٢) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٣.

(٣) على : سقط من ب.

(٤) [هود : ٧٢].

(٥) [يس : ٥٢].

(٦) معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٦٠.

(٧) حمزة والكسائي.

(٨) السبعة (٤١٩) الحجة لابن خالويه (٢٤٢) ، الكشف ٢ / ٩٨ ، النشر ٢ / ٣٢٠ الاتحاف (٣٠٤).

(٩) انظر الكشاف ٢ / ٤٣٨ ، القرطبي ١١ / ٢١٥. البحر المحيط ٦ / ٢٤٤.

(١٠) ما بين القوسين سقط من ب.

(١١) تقدم.

(١٢) البيت من الطويل قاله الفرزدق ، اللسان (جلف ، سحت).

(١٣) انظر الكشاف ٢ / ٤٣٨ ، القرطبي ١١ / ٢١٥. والبحر المحيط ٦ / ٢٤٤.

(١٤) وذلك أن الفعل المضارع ينصب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد فاء جواب نفي أو جواب طلب ، وهو إما أمر أو نهي أو دعاء أو استفهام ، أو عرض أو تحضيض ، أو تمن ، وفي ذلك يقول ابن مالك :

وبعدها جواب نفي أو طلب

محضين أن وسترها حتم نصب

انظر شرح الأشموني ٣ / ٣٠١ ـ ٣٠٢.

(١٥) ما بني القوسين سقط من ب.

(١٦) في ب : قال بعده.

(١٧) في ب : لم تزل العرب تصطك في الركب.

(١٨) انظر الكشاف ٢ / ٤٣٨.

٢٩١

قال شهاب الدين : يعني (١) : أن هذا البيت صعب الإعراب ، وإذ (٢) قد ذكر ذلك فلنذكر ما ورد في هذا البيت من الروايات ، وما قاله (٣) الناس في ذلك على حسب ما يليق بهذا الموضوع (٤) ، فأقول وبالله الحول (٥) : روي هذا البيت بثلاث روايات كل واحدة لا تخلو (٦) من ضرورة. الأولى : (لم يدع) (٧) بفتح الياء والدال ، ونصب مسحت وفي هذه خمسة أوجه :

الأول : (٨) أن معنى (لم يدع من المال إلّا مسحتا) لم يبق إلا مسحت ، فلما كان هذا في قوة الفاعل عطف عليه قوله : (أو مجلّف) (٩) (بالرفع (١٠)) (١١) ، وبهذا البيت استشهد الزمخشري على قراءة أبيّ والأعمش «فشربوا منه إلا قليل» (١٢) (برفع قليل (١٣)) (١٤) وقد تقدم.

الثاني : أنه مرفوع بفعل مقدر دل عليه (لم يدع) والتقدير : أو بقي مجلّف (١٥).

الثالث : أن (مجلّف) (١٦) مبتدأ وخبره مضمر ، تقديره : أو مجلّف كذلك وهو تخريج الفراء.

__________________

(١) يعني : سقط من ب.

(٢) في ب : وإن.

(٣) في ب : وما قال.

(٤) في ب : الموضع.

(٥) في ب : الحول والقوة.

(٦) في ب : لا تخلوا.

(٧) في ب : الأول : يدع. وهو تحريف.

(٨) في ب : الأولى. وهو تحريف.

(٩) في ب : أو مختلف. وهو تحريف.

(١٠) هذا الوجه ذكره أبو علي في (إيضاح الشعر) قال : (فمن نصبه كان (يدع) من التّرك. و(مسحت) مفعول ، وحمل (مجلّف) بعده على المعنى ، لأن معنى (لم يدع من المال إلا مسحتا) تقديره : لم يبق من المال إلا مسحت ، فحمل (مجلف) على ذلك) إيضاح الشعر (٥٧٧) ونسبه إلى الخليل حيث قال بعد ذلك : (فكذلك قوله : (لم يدع من المال إلا مسحتا) معناه بقي مسحت ، قال أبو عمر : وهذا قول الخليل) إيضاح الشعر (٥٧٨ ـ ٥٧٩).

(١١) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٢) [البقرة : ٢٤٩].

(١٣) قال الزمخشري : (وقرأ أبيّ والأعمش «إلّا قليل» بالرفع ، وهذا من ميلهم من المعنى وإعراض عن اللفظ جانبا ، وهو باب جليل من علم العربية فلما كان معنى «فَشَرِبُوا مِنْهُ» في معنى فلم يطيعوه حمل عليه كأنه قيل : فلم يطيعوه إلّا قليل منهم ، ونحوه قول الفرزدق :

 .......... لم يدع

من المال إلّا مسحت أو مجلف

كأنه قال : لم يبق من المال إلا مسحت أو مجلف) الكشاف ١ / ١٥٠. انظر اللباب ٢ / ٨٤ ـ ٨٥.

(١٤) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٥) وإليه ذهب ابن جني في المحتسب في سورة والضحى ٢ / ٣٦٥.

وقد ذكر ابن عصفور في شرح جمل الزجاجي هذا الوجه ، والوجه الذي بعده ، ثم قال بعدهما : (وكلاهما حسن) ٢ / ١٨٤.

(١٦) في ب : مخلف. وهو تصحيف.

٢٩٢

الرابع : أنه معطوف على الضمير المستتر في (مسحتا) ، وكان من حق هذا أن يفصل بينهما بتأكيد ما إلا أنّ القائل (١) بذلك وهو الكسائي لا يشترط (٢) ، وأيضا : فهو جائز (في الضرورة) (٣) عند الكل (٤).

الخامس : أن يكون (مجلّف) (٥) مصدرا بزنة اسم المفعول ، كقوله تعالى : (كُلَّ مُمَزَّقٍ)(٦) أي تجليف وتمزيق ، وعلى هذا فهو نسق على (٧) (عضّ زمان) إذ التقدير : رمت بنا هموم المنى (٨) وعضّ زمان أو تجليف فهو فاعل لعطفه على الفاعل ، وهو قول الفارسي ، وهو أحسنها (٩).

الرواية الثانية : فتح الياء وكسر الدال ورفع مسحت ، وتخريجها واضح ، وهو أن يكون من ودع في بيته يدع فهو وادع بمعنى بقي يبقى فهو باق ، فيرتفع «مسحت» بالفاعلية ، ويرفع (مجلّف) بالعطف عليه (١٠) ولا بد حينئذ من ضمير محذوف (١١) تقديره : من أجله أو بسببه ليرتبط الكلام.

__________________

(١) في ب : أن يفصل بينهما تأكيدا أو فاصلا إما لأن القائل.

(٢) وذلك لأن الكوفيين يجيزون العطف على الضمير المرفوع المتصل بدون فاصل ، حكي : مررت برجل سواء والعدم برفع العدم عطفا على الضمير المستتر في سواء ، لأنه مؤول بمشتق أي مستو هو والعدم ، وليس بينهما فاصل ، انظر الهمع ٢ / ١٣٨ ، وشرح الأشموني وحاشية الصبان ٣ / ١١٤.

(٣) ما بين القوسين سقط من ب.

(٤) وذلك أن العطف على الضمير المرفوع المتصل بلا فصل كثير في الشعر عند البصريين والكوفيين من ذلك قول جرير :

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه

ما لم يكن وأب له لينالا

وقول الآخر :

قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الفلا تعسفن رملا

وفي ذلك يقول ابن مالك :

وبلا فصل يرد

في النظم فاشيا وضعفه اعتقد

انظر شرح التصريح ٢ / ١٥١ ، وشرح الأشموني ٣ / ١١٤.

(٥) في ب : مختلفا. وهو تحريف.

(٦) من قوله :«وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» [سبأ : ٧].

(٧) في ب : كل.

(٨) في البيت الذي قبله :

إليك أمير المؤمنين رمت بنا

هموم المنى والهوجل المتعسف

الخزانة ٥ / ١٥٢.

(٩) انظر الخزانة ٥ / ١٤٧.

(١٠) في ب : بالفتح والعطف عليه. وهو تحريف.

(١١) في ب : من ضمير مرفوع محذوف. وهو تحريف.

٢٩٣

الرواية الثالثة : (يدع) بضم الياء وفتح الدال (١) على ما لم يسمّ فاعله و(مسحت) بالرفع لقيامه مقام الفاعل و(مجلّف) (٢) عطف عليه ، وكان من حق الواو أن لا تحذف بل تثبت ، لأنها لم تقع بين ياء وكسرة ، وإنما حذفت حملا للمبني للمفعول على المبني للفاعل.

وفي البيت كلام أطول من هذا تركته اختصارا ، وهذا لبّه ، وقد ذكرته في البقرة ، وفسرت معناه ولغته ، وصلته (٣) بما قبله فعليك بالالتفات إليه (٤).

قوله : (فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ)(٥) أي (٦) : تفاوضوا وتشاوروا واستقروا على شيء واحد.

وقال مقاتل : اختلفوا فيما بينهم.

قال محمد (٧) بن إسحاق ووهب (٨) : لما قال لهم موسى (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً) قال بعضهم لبعض : ما هذا بقول ساحر.

قال بعض المفسرين إن فرعون وقومه دخلوا مع السحرة (٩) في التنازع.

وقال آخرون : إنما تنازع السحرة وحدهم ، أي تناظروا (١٠) وتشاوروا في أمر موسى سرّا من فرعون.

قال الكلبي : قالوا سرّا إن غلبنا موسى اتبعناه. وهو قول ابن عباس.

قوله : (وَأَسَرُّوا النَّجْوى) أي المناجاة يكون مصدرا واسما ، أي : أسروا النجوى من فرعون.

قال ابن عباس : إنّ نجواهم (١١) إن غلبنا موسى اتبعناه.

وقال قتادة : إن كان ساحرا فسنغلبه وإن كان من السماء فله أمر.

وقال السدي : نجواهم هو قولهم : (إِنْ هذانِ (١٢) لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ)(١٣)(١٤).

قوله تعالى : (قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى)(٦٣)

قوله : (إِنْ هذانِ) اختلف القراء في هذه الآية الكريمة فقرأ ابن كثير وحده : «إن

__________________

(١) في ب : الرواية الثالثة فتح الياء وكسر الدال. وهو تحريف.

(٢) في ب : مختلف وهو تحريف.

(٣) في ب : ووصلته ولغته.

(٤) الدر المصون : ٥ / ٣٠.

(٥) في الأصل : فتنازعوا بينهم أمرهم.

(٦) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٣ ـ ٧٤ بتصرف.

(٧) ابن سقط من الأصل.

(٨) وهب سقط من ب.

(٩) في ب : أن بعض السحرة تعلق مع فرعون وقومه. وهو تحريف.

(١٠) في ب : تنازعوا وهو تحريف.

(١١) في ب : أن نجواهم قالوا.

(١٢) في الأصل : هذين. وهو تحريف.

(١٣) [طه : ٦٣].

(١٤) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٣ ـ ٧٤.

٢٩٤

هذانّ» بتخفيف «إن» والألف وتشديد النون. وحفص (١) كذلك إلا أنه خفف نون «هذان». وقرأ أبو عمرو «إنّ» (٢) بالتشديد «هذين» بالياء وتخفيف النون. والباقون كذلك إلا أنهم قرءوا «هذان» بالألف (٣).

فأما القراءة الأولى ، وهي قراءة ابن كثير وحفص فأوضح (٤) القراءات معنى ولفظا وخطا ، وذلك أنهما جعلا (إن) المخففة من الثقيلة فأهملت ، ولما أهملت كما هو الأفصح من وجهها خيف التباسها بالنافية فجيء باللام فارقة في الخبر (٥) ، ف «هذان» مبتدأ ، و«لساحران» خبره ، ووافقت خط المصحف ، فإن الرسم «هذان» دون ألف ولا (٦) ياء (وسيأتي بيان ذلك) (٧).

وأما تشديد نون «هذانّ» فعلى ما تقدم في سورة النساء (٨) متقنا ، وأما الكوفيون فيزعمون أنّ «أن» نافية (بمعنى (ما)) (٩) واللام (بمعنى) (٩) (إلا) (١٠) وهو خلاف مشهور (١١) ، وقد وافق تخريجهم هنا قراءة بعضهم «ما هذان إلا ساحران» (١٢).

وأما قراءة أبي عمرو فواضحة من حيث الإعراب والمعنى ، أما الإعراب ف «هذين» اسم «إنّ» وعلامة نصبه (١٣) الياء ، و«لساحران» خبرها ، ودخلت اللام توكيدا ، وأما من حيث المعنى فإنهم أثبتوا لهما السحر بطريق تأكيدي من طرفيه (١٤) ، ولكنهم استشكلوها

__________________

(١) في روايته عن عاصم.

(٢) إن : سقط من ب.

(٣) السبعة (٤١٩) ، الحجة لابن خالويه (٢٤٢) ، الكشف ٢ / ٩٩ ، النشر ٢ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ الإتحاف (٣٠٤).

(٤) في ب : فهي أوضح.

(٥) وذلك لأن (إن) المكسورة إذا خففت جاز إهمالها نحو إن زيد لقائم وإعمالها نحو أن زيدا قائم.

والإهمال أكثر من الإعمال لزوال اختصاصها بالأسماء ، وجاز إعمالها استصحابا بالأصل ، وإذا أهملت لزمها اللام لتفرق بينها وبين (إن) النافية ، وإذا أعملت لم تلزمها اللام ، لأن الغرض من اللام الفصل بين (إن) النافية وبين التي للإيجاب ، وبالإعمال يحصل الفرق وإن شئت أدخلت اللام مع الإعمال فقلت : إن زيدا لقائم. انظر شرح المفصل ٨ / ٧١ ، ٧٢ ـ شرح الأشموني ١ / ٢٨٨.

(٦) لا : سقط من ب.

(٧) ما بين القوسين سقط من ب.

(٨) عند قوله تعالى : «وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً» [النساء : ١٦] انظر اللباب ٣ / ٣٧.

(٩) ما بين القوسين سقط من ب.

(٩) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٠) انظر مشكل إعراب القرآن ١٧١ ، البيان ٢ / ١٤٦ ، شرح المفصل ٨ / ٧٢.

(١١) والصواب مذهب البصريين ، لأنه وإن ساعدهم المعنى في أنّ «إن» نافية واللام بمعنى (إلا) فإنه لا عهد لنا باللام تكون بمعنى إلا ، ولو ساغ ذلك لجاز أن يقال : نام القوم لزيدا على معنى إلا زيدا وذلك غير صحيح ، فاللام هنا المؤكدة دخلت لمعنى التأكيد ولزمت للفصل بين «إن» المخففة وبين النافية ، والذي يدل على ذلك أنها تدخل مع الإعمال في نحو إن زيدا لقائم. انظر شرح المفصل ٨ / ٧٢.

(١٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٥.

(١٣) في ب : وعلامتها نصب. وهو تحريف.

(١٤) في ب : ظرفية. وهو تحريف.

٢٩٥

من حيث (١) خط المصحف ، وذلك أنه رسم «هذان» بدون ألف ولا ياء ، فإتيانه بالياء زيادة على خط المصحف.

قال أبو إسحاق (٢) : لا أجيز قراءة أبي عمرو لأنها خلاف المصحف (٣).

وقال أبو عبيد : رأيتها في الإمام مصحف عثمان (٤) «هذان» ليس فيها ألف وهكذا رأيت رفع الاثنين في ذلك المصحف بإسقاط الألف ، وإذا كتبوا النصب والخفض كتبوه بالياء ولا يسقطونها (٥).

قال (٦) شهاب الدين : وهذا لا ينبغي أن يرد به على أبي عمرو ، وكم جاء في الرسم أشياء خارجة عن القياس ، وقد نصّوا على أنه لا يجوز القراءة بها ، فليكن هذا منها (٧) أعني : مما خرج عن القياس ، فإن قلت (٨) ما نقلته عن أبي عبيد مشترك الإلزام بين أبي عمرو وغيره ، فإنهم كما اعترضوا عليه بزيادة الياء يعترض عليهم بزيادة الألف ، فإن الألف ثابتة في قراءتهم ساقطة (٩) من خط المصحف.

فالجواب ما تقدم من قول أبي عبيد إنه رآهم يسقطون الألف من رفع الاثنين فإذا كتبوا النصب والخفض كتبوه بالياء ، وذهب جماعة منهم عائشة ـ رضي الله عنها ـ وأبو عمرو إلى أن هذا مما لحن فيه الكاتب وأفهم بالصواب (١٠) يعنون أنه كان من حقه أن يكتبه بالياء فلم (١١) يفعل ، فلم يقرأه الناس إلا بالياء على الصواب (١٢). وأما قراءة الباقين ففيها أوجه :

أحدها (١٣) : أنّ «إنّ» بمعنى نعم ، و«هذان» (١٤) مبتدأ ، و«لساحران» خبره ، ومن ورود «إنّ» بمعنى نعم قوله :

٣٦٦٥ ـ بكر العواذل في المشي

ب يلمنني وألومهنّه

ويقلن شيب قد علا

ك وقد كبرت فقلت إنّه (١٥)

__________________

(١) في ب : ولكنهم ظنوا ذلك واستشكلوه على. وهو تحريف.

(٢) في ب : قال أبو زيد. وهو تحريف.

(٣) معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٦٤.

(٤) في ب : في مصحف الإمام عثمان.

(٥) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٥.

(٦) في ب : فصل قال.

(٧) في ب : فنذكر منها. وهو تحريف.

(٨) في ب : فإن قيل.

(٩) ساقطة : سقط من ب.

(١٠) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٥.

(١١) في ب : على. وهو تحريف.

(١٢) الدر المصون : ٥ / ٣٠ ـ ٣١.

(١٣) في ب : الأول.

(١٤) في ب : وهذا. وهو تحريف.

(١٥) البيتان من مجزوء الكامل قالهما عبيد الله بن قيس الرقيات وهما في اللسان (أنس). بكر : أصل معناه جاء بكرة ، ثم استعمل في كل وقت. العواذل : جمع عاذلة. والشاهد فيهما ورود (إنّ) بمعنى نعم ، أي فقلت : نعم ، والهاء للسكت وقد تقدم.

٢٩٦

أي فقلت : نعم ، والهاء للسكت ، وقال رجل لابن الزبير : لعن الله ناقة حملتني (١) إليك. فقال : إنّ صاحبها. أي نعم ولعن صاحبها (٢).

وهذا رأي المبرد (٣) وعلي بن سليمان.

وهو مردود من وجهين :

أحدهما (٤) : عدم ثبوت «إنّ» بمعنى «نعم» (٥) وما أوردوه (٦) يؤول ، أما البيت فإن الهاء اسمها ، والخبر محذوف لفهم المعنى تقديره : إنّه (٧) كذلك ، وأما قول ابن الزبير فذاك (٨) من حذف المعطوف عليه وإبقاء المعطوف ، وحذف خبر «إنّ» للدلالة عليه تقديره : إنها وصاحبها ملعونان وفيه تكلف لا يخفى.

والثاني : دخول اللام على خبر المبتدأ دون المؤكد بإنّ المكسورة ، لأن مثله لا يقع إلا ضرورة ، كقوله:

٣٦٦٦ ـ أمّ الحليس لعجوز شهربه

ترضى من اللّحم بعظم الرّقبه (٩)

وقد يجاب عنه بأنّ «لساحران» يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف دخلت عليه هذه اللام تقديره لهما ساحران ، وقد فعل ذلك الزجاج كما (١٠) سيأتي حكايته عنه (١١).

الثاني : أنّ اسمها ضمير القصة وهو «ها» التي قبل «ذان» ، وليست ب «ها» التي (١٢) للتنبيه الداخلة على أسماء الإشارة ، والتقدير : إنها (١٣) القصة ذان لساحران (١٤).

__________________

(١) في ب : ناقتي. وهو تحريف.

(٢) انظر كشف المشكل ١ / ٢٢٠ ، البيان ٢ / ١٤٥ ، المغني ١ / ٣٨ ، شذور الذهب ٤٨ ـ ٤٩.

(٣) لم أعثر على هذا الرأي للمبرد في المقتضب أو الكامل. ووجد هذا منسوبا إليه في المغني ١ / ٣٨ ، البحر المحيط ٦ / ٢٥٥.

(٤) في ب : الأول.

(٥) انظر المغني ١ / ٣٨.

(٦) في ب : وإنما أورده. وهو تحريف.

(٧) في ب : إن. وهو تحريف.

(٨) في ب : فذلك.

(٩) من الرجز نسب إلى عنترة بن عروس مولى ثقيف ، وقيل لرؤبة وهما في ملحقات ديوانه (١٧٠) ، مجاز القرآن ٢ / ٢٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٦٣ ، سر صناعة الإعراب ١ / ٣٧٨ ، ٣٨١ ، مشكل إعراب القرآن ٢ / ٧٠ البيان ٢ / ١٤٥ ، ابن يعيش ٣ / ١٣٠ ، ٧ / ٥٧ ، ٨ / ٢٣ ، المغني ١ / ٢٣٠ ، ٢٣٣ اللسان (شهرب) ، القرطبي ١١ / ٢١٩ ، شرح التصريح ١ / ١٧٤ ، الهمع ١ / ١٤٠ ، الخزانة ١٠ / ٣٢٢ ، ٣٦٣ ، الدرر ١ / ١١٧.

أم الحليس : كنية امرأة ، الشهربة : العجوز الكبيرة. والشاهد دخول اللام على خبر المبتدأ ، وهو ضرورة ، لأن لام الابتداء لها الصدارة.

وقيل : اللام زائدة ، أو داخلة على مبتدأ محذوف والتقدير : لهي عجوز.

(١٠) في ب : مما. وهو تحريف.

(١١) بعد قليل.

(١٢) التي : سقط من ب.

(١٣) في ب : إن.

(١٤) في ب : الساحران. وهو تحريف.

٢٩٧

وقد ردوا (١) هذا من وجهين :

أحدهما : من جهة الخط (وهو أنه) (٢) لو (٣) كان كذلك لكان ينبغي أن يكتب إنها ، فيصلوا الضمير بالحرف قبله كقوله تعالى : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ)(٤) فكتبهم إياها مفصولة من «إنّ» (٥) متصلة باسم الإشارة يمنع كونها ضميرا وهو أوضح.

الثاني : أنه يؤدي (٦) إلى دخول لام الابتداء في الخبر غير (٧) المنسوخ وقد يجاب عنه بما تقدم(٨).

الثالث : أن اسمها (٩) ضمير الشأن محذوف والجملة من المبتدأ والخبر بعده في محل رفع (١٠) خبر (١١) لأن التقدير : إنه أي : الأمر والشأن. وقد ضعف هذا بوجهين :

أحدهما : حذف اسم «إنّ» وهو غير جائز إلا في شعر بشرط أن لا تباشر «إنّ» فعلا ، كقوله :

٣٦٦٧ ـ إنّ(١٢)من يدخل الكنيسة يوما

يلق فيها جآذرا وظباءا (١٣)

والثاني : دخول اللام في الخبر ، وقد أجاب الزجاج بأنها داخلة على مبتدأ محذوف تقديره : لهما ساحران ، وهذا قد استحسنه شيخه المبرد أعني جوابه بذلك (١٤).

__________________

(١) في ب : وردوا.

(٢) ما بين القوسين سقط من ب.

(٣) في ب : فلو. وهو تحريف.

(٤) [الحج : ٤٦]. والاستشهاد بها على أن (ها) في «أنّها» ضمير القصة. انظر التبيان ٢ / ٩٤٥.

(٥) في ب : وكتبها إياها متصلة من أنها. وهو تحريف.

(٦) في ب : إنها تودي. وهو تحريف.

(٧) في : عن وهو تحريف.

(٨) وذلك لأن اللام لا تدخل على خبر المبتدأ غير المنسوخ إلا ضرورة وقيل : إن اللام داخلة على مبتدأ محذوف التقدير لهما ساحران.

(٩) في ب : إنها. وهو تحريف.

(١٠) رفع : على هامش الأصل.

(١١) في الأصل : خبرا.

(١٢) في ب : بإن. وهو تحريف.

(١٣) البيت من بحر الخفيف قاله الأخطل التغلبي النصراني وقد تقدم.

(١٤) حيث قال الزجاج : (والذي عندي ـ والله أعلم ـ وكنت عرضته على عالمينا محمد بن يزيد ، وعليّ بن إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي فقبلاه وذكرا أنه أجود ما سمعاه في هذا ، وهو «إنّ» قد وقعت موقع «نعم» وأنّ اللام وقعت موقعها ، وأن المعنى هذان لهما ساحران) معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٦٣. والذي ذهب إليه الزجاج لم يرتضه ابن جني ففي كتابه : سر صناعة الإعراب (١ / ٣٨٠ ـ ٣٨١) أخذ يرد كلامه بأنّ حذف المبتدأ وهو (هما) لا يحذف إلا بعد العلم به والمعرفة بموضعه ، وإذا كان كذلك استغني بمعرفته عن تأكيده باللام. وبأنّ أصحابنا يمنعون تأكيد المضمر المحذوف العائد على المبتدأ ، فلا يجيزون زيد ضربت نفسه ، على أن تجعل النفس توكيدا للهاء المرادة في ضربته وإذا كان كذلك استغني عن تأكيده.

وأنّ أبا عثمان وغيره من النحويين حملوا قول الشاعر : أمّ الحليس لعجوز شهربة على أن الشاعر أدخل اللام على الخبر ضرورة ، فلو كان ما ذهب إليه أبو إسحاق وجها جائزا لما عدل عنه النحويون ، ولا حملوا الكلام على الإضرار إذا وجدوا له وجها ظاهرا قويا.

٢٩٨

الرابع : أنّ «هذان» اسمها و«لساحران» خبرها.

وقد رد هذا بأنه كان ينبغي أن يكون «هذين» بالياء كقراءة أبي عمرو ، وقد أجيب عن ذلك بأنه على لغة (١) بني الحرث وبني الصّخم وبني العنبر وزبيد وعذرة وسراة وخثعم وكنانة (٢) ، وحكى هذه اللغة (٣) الأئمة الكبار كأبي الخطاب (٤) وأبي زيد الأنصاري (والكسائي (٥)) (٦).

قال أبو زيد : سمعت من العرب من يقلب كل ياء ينفتح (٧) ما قبلها ألفا ، يجعلون المثنى كالمقصور ، فيثبتون ألفا في جميع أحواله ، ويقدرون إعرابه بالحركات (٨) ، وأنشدوا قوله :

٣٦٦٨ ـ فأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى

مساغا لناباه الشّجاع لصمّما (٩)

أي لنابيه.

وقوله :

٣٦٦٩ ـ إنّ أباها وأبا أباها

قد بلغا في المجد غايتاها (١٠)

أي غايتيها.

__________________

(١) وهي لزوم المثنى الألف رفعا ونصبا وجرا. الأشموني ١٠ / ٧٩.

(٢) في ب : بني الحرث وبني العنبر وزبيد وعذرة ومراد وخثعم وكنانة.

(٣) في ب : الرواية. وهو تحريف.

(٤) قال أبو عبيدة : (وزعم أمير الخطاب أنّه سمع قوما من بني كنانة وغيرهم يرفعون الاثنين في موضع الجر والنصب) مجاز القرآن ٢ / ٢١.

(٥) البحر المحيط : ٦ / ٢٥٥.

(٦) ما بين القوسين سقط من ب.

(٧) في ب : وبفتح. وهو تحريف.

(٨) قال أبو زيد : (ولغة بني الحارث بن كعب قلب الياء الساكنة إذا انفتح ما قبلها ألفا ، يقولون : أخذت الدرهمان واشتريت الثوبان والسلام علاكم) النوادر (٢٥٩).

(٩) البيت من بحر الطويل قاله المتلمس ، وهو في ديوانه (٣٤) ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ١٨٤ ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣ / ٣٦٢ ، سر صناعة الإعراب ٢ / ٧٠٤ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٥٠ ، ابن يعيش ٣ / ١٢٨ ، القرطبي ١١ / ٢١٧ اللسان (صمم) الأشموني ١ / ٧٩.

(١٠) بيتان من مشطور الرجز ينسبهما قوم إلى أبي النجم الفضل بن قدامة العجلي ، ونسبهما آخرون إلى رؤبة بن العجاج. وهما في سر صناعة الإعراب ٢ / ٧٠٥ ، الإنصاف ١ / ١٨ ، ابن يعيش ١ / ٥٣ ، ٣ / ١٢٩ ، المغني ١ / ٣٨ ، ١٢٢ ، ٢١٦ ، المقرب ٤٠٠ ، القرطبي ١١ / ٢١٧ ، المقاصد النحوية ١ / ١٣٣ ، ٣٤٦ ، التصريح ١ / ٦٥ ، الهمع ١ / ٣٩ ، شرح شواهد المغني ١ / ١٢٧ ، ٢ / ٥٨٥ ، شرح الأشموني ١ / ٧٠ ، الدرر ١ / ١٢ والشاهد فيه كالشاهد في البيت السابق حيث قال : غايتاها. على لغة بعض العرب ، وكان من حق الكلام أن يقول : غايتيها لأنه مفعول به ل «بلغا» وفيه شاهد آخر وهو إعراب الأسماء الستة إعراب المقصور حيث قال إن أباها وأبا أباها.

٢٩٩

قال الفراء (١) : وحكى بعض بني أسد (٢) قال : هذا خطّ يدا أخي أعرفه (٣) وقال قطرب : هؤلاء يقولون : رأيت رجلان ، واشتريت ثوبان قال : وقال رجل من بني ضبة جاهليّ :

٣٦٧٠ ـ (أعرف منها الأنف والعينانا

ومنخرين أشبها ظبيانا (٤)) (٥)

وقال آخر :

٣٦٧١ ـ كأنّ صريف ناباه إذا ما

أمرّهما قديم الخطبان (٦)

(الخطبان : ذكر الصّردان) (٧).

وروى ابن جني عن قطرب (٨) :

٣٦٧٢ ـ هيّاك أن تبكي بشعشعان

خبّ الفؤاد (٩) مائل اليدان (١٠)

قال الفراء : وذلك ـ وإن كان قليلا ـ أقيس (١١). لأن ما قبل حرف التثنية مفتوح فينبغي أن يكون ما بعده ألفا (١٢) لانفتاح ما قبلها. وذكر (١٣) قطرب أنهم يفعلون ذلك فرارا (١٤) إلى الألف التي هي أخف حروف المد (١٥) ويقولون : كسرت يداه ، وركبت علاه ، يعني يديه (١٦) وعليه ، وقال شاعرهم(١٧) :

__________________

(١) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٥.

(٢) في ب : وحكى الفراء عن بعض بني أسد.

(٣) انظر معاني القرآن ٢ / ١٨٤.

(٤) رجز لرجل من بين ضبة وقيل لرؤبة ، وهو في النوادر (١٦٨) سر صناعة الإعراب ٢ / ٤٨٩ ، ٧٠٥ ، ابن يعيش ٣ / ١٢٩ ، ٤ / ٦٧ ، ١٤٣ ، شرح الملوكي ١٧٦ ، المقرب ٤٠٠ ، المقاصد النحوية ١ / ١٨٤ ، شرح التصريح ١ / ٧٨ ، الهمع ١ / ٤٩ ، الأشموني ١ / ٩ ، الخزانة ٧ / ٤٥٢ ، الدرر ١ / ٢١.

(٥) ما بين القوسين في ب : أعرف منها الجيد والعينان. وقال آخر :

رأيت منها غايتا بناها

ومنخرين أشبها ظبيانا

آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٥.

(٦) البيت من بحر الوافر قاله زهير ، وهو في شرح الديوان (٣٥٤) ، ومجاز القرآن ٢ / ٢٢ ورواية شرح الديوان :

كأنّ صريف نابيه إذا ما

أمرهما ترنّم أخطبان

وعلى هذه الرواية فلا شاهد حيث جر (نابيه) بالياء.

(٧) ما بين القوسين سقط من ب.

(٨) انظر سر صناعة الإعراب ٢ / ٥٥٢ ، ٧٠٥.

(٩) في ب : خب بذي الفؤاد. وهو تحريف.

(١٠) من الرجز لم أهتد إلى قائله ، وهو في سر صناعة الإعراب ٢ / ٥٥٢ ، ٧٠٥ ، والإيضاح ٣٧٧ الشعشعان : الطويل الحسن الخفيف اللحم شبه بالخمر المشعشعة لرقتها الخب : الخبيث الماكر.

والشاهد فيهما كالشاهد فيما سبق حيث جر (اليدان) بالألف وعلى اللغة الفاشية (مائل اليدين).

(١١) معاني القرآن ٢ / ١٨٤.

(١٢) في ب : أن يكون ما قبله ألفا أو ما بعده. وهو تحريف.

(١٣) في ب : وذهب. وهو تحريف.

(١٤) في ب : إقرارا. وهو تحريف.

(١٥) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٧٦.

(١٦) يديه : مكرر في ب.

(١٧) انظر القرطبي ١١ / ٢١٧.

٣٠٠