اللّباب في علوم الكتاب - ج ١٣

أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي

اللّباب في علوم الكتاب - ج ١٣

المؤلف:

أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2298-3

الصفحات: ٦٤٠

قوله : «بلسانك» يجوز أن يكون متعلقا بمحذوف على أنه حال (١) ، واللسان هنا (٢) اللغة (٣) ، أي : أنزلناه كائنا بلسانك.

وقيل : هي (٤) بمعنى «على (٥)» (٦) ، وهذا لا حاجة إليه ، بل لا يظهر له معنى ، «و«لدّا» جمع «ألدّ» ، وهو الشديد الخصومة كالحمر جمع أحمر (٧).

قال أهل اللغة : اللّدّ جمع الألدّ ، وهو المعوج في المناظرة الرواغ من الحق الميال عنه ، وفي الحديث «إنّ أبغض الرّجال إلى الله الخصم الألدّ» (٨) أي المعوج (٩)» (١٠) قوله : «يسّرناه» سهلناه يعني القرآن «بلسانك» (١١) يا محمد «لنبشّر (بِهِ الْمُتَّقِينَ) يعني المؤمنين ، وهذا كلام مستأنف (١٢) «بيّن به عظيم» (١٣) موقع (١٤) هذه السورة لما فيها من ذكر التوحيد والنبوة والحشر ، والرد على فرق المبطلين ، فبين (١٥) ـ تعالى ـ أنّه يسّر ذلك بلسانه ، ليبشر وينذر ، ولو لا أنه ـ تعالى ـ نقل قصصهم إلى اللغة العربية لما تيسّر ذلك على الرسول. وكما ذكر أنه يبشر به المتقين (١٦) ذكر في مقابلته من هو في مخالفة التقوى أبلغ (١٧) ، وهو الألد الذي يتمسك بالباطل ويجادل فيه (١٨) فقال : «وينذر (بِهِ قَوْماً لُدًّا) ، وهو جمع الألد ، «وهو الشديد الخصومة. وقال مجاهد : هو الظالم الذي لا يستقيم (١٩). وقال أبو عبيدة (٢٠) الألد» (٢١) الذي لا يقبل الحقّ ويدّعي الباطل (٢٢). وقال الحسن : الألد الأصم عن الحق (٢٣).

__________________

(١) التبيان ٢ / ٨٨٣.

(٢) في ب : هو. وهو تحريف.

(٣) تفسير غريب القرآن (٢٧٦) ، الكشاف ٢ / ٤٢٥.

(٤) في ب : هو. والمراد الباء.

(٥) في ب : إلى. وهو تحريف.

(٦) التبيان ٢ / ٨٨٣.

(٧) وذلك أن ما كان على (أفعل) صفة مؤنثه (فعلاء) يطرد جمعه على (فعل) نحو أحمر فإنه يجمع على حمر ، لأن مؤنثه حمراء. شرح الأشموني ٤ / ١٢٧.

(٨) أخرجه البخاري (تفسير) ٣ / ١٠٦ ، (الأحكام) ٤ / ٢٤٢ ، مسلم (العلم) ٤ / ٢٠٥٤ ، الترمذي (تفسير) ٤ / ٢٨٢ ، النسائي (قضاة) ٨ / ٢٤٨ ، أحمد ٦ / ٥٥ ، ٦٣ ، ٢٠٥ ، الألد : شديد الخصومة. الخصم : الحاذق بالخصومة ، والمذموم هو الخصومة بالباطل في دفع حق أو إثبات باطل.

(٩) اللسان (لدد).

(١٠) ما بين القوسين سقط من ب.

(١١) بلسانك : سقط من ب.

(١٢) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٥٧. بتصرف.

(١٣) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٤) في ب : لوقوع.

(١٥) فبين : مكتوب في ذيل الصفحة من (ب) لبيان بداية الصفحة الأخرى ، وهو ساقط منها.

(١٦) في ب : المؤمنين والمتقين.

(١٧) أبلغ : سقط من ب.

(١٨) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٥٧.

(١٩) البغوي ٥ / ٤٠٧.

(٢٠) هو معمر بن المثنى اللغوي البصري ، أبو عبيدة ، من مصنفاته : المجاز في غريب القرآن ، الأمثال في غريب الحديث ، معاني القرآن ، وغير ذلك. مات سنة ٢١٠ ه‍. بغية الوعاة ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٦.

(٢١) ما بين القوسين سقط من ب.

(٢٢) مجاز القرآن ٢ / ١٣.

(٢٣) انظر البغوي ٥ / ٤٠٧.

١٦١

ثم ختم السورة بموعظة بليغة فقال : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ) ، لأنهم إذا تأملوا وعلموا أنه لا بد من زوال الدنيا ، وأنه لا بد فيها من الموت خافوا سوء العاقبة في الآخرة فكانوا إلى الحذر من المعاصي أقرب ، ثم أكد تعالى ذلك فقال (١) : (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ)(٢). قرأ الناس (٣) بضم التاء وكسر الحاء من أحسّ (٤).

وقرأ أبو حيوة ، وأبو جعفر (٥) ، وابن أبي عبلة (٦) «نحسّ» «بفتح التاء وضم الحاء (٧)» (٨) وقرأ بعضهم : «تحس» بالفتح والكسر ، من حسّه : أي شعر به ، ومنه الحواس الخمس (٩). و«منهم» (١٠) حال من «أحد» ، إذ هو في الأصل صفة له. و«من أحد» مفعول زيدت فيه «من. وقرأ حنظلة (١١) «تسمع» بضم التاء وفتح الميم مبنيا للمفعول (١٢). و«ركزا» مفعول على كلتا القراءتين ، إلا أنه مفعول ثان في القراءة «الشاذة» (١٣). والرّكز : الصوت الخفي دون نطق بحروف ولا فم (١٤) ، «ومنه ركز الرمح»(١٣) أي غيب طرفه في الأرض وأخفاه ، ومنه الرّكاز ، وهو المال المدفون لخفائه واستتاره (١٥) ، وأنشدوأ :

٣٦٣٦ ـ فتوجّست ركز الأنيس فراعها

عن ظهر غيب ، والأنيس سقامها (١٦)

__________________

(١) في ب : بقوله.

(٢) الفخر الرازي ٢١ / ٢٥٧.

(٣) في ب : العامة.

(٤) البحر المحيط ٦ / ٢٢١.

(٥) هو يزيد بن القعقاع أبو جعفر المخزومي ، المدني ، أحد القراء العشرة ، تابعي مشهور ، عرض القراءة على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، وابن عباس ، وأبي هريرة. وروى عنهم ، وروى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم ، وغيره ، مات سنة ١٣٠ ه‍. طبقات القراء ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٤.

(٦) تقدم.

(٧) المختصر (٨٦) ، البحر المحيط ٦ / ٢٢١.

(٨) ما بين القوسين في ب : بضم التاء وفتح الحاء. وهو تحريف.

(٩) الكشاف ٢ / ٤٢٦ ، البحر المحيط ٦ / ٢٢١.

(١٠) في ب : قوله : أحد. وهو تحريف.

(١١) في ب : حنظل. وهو حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية المكي ، أخذ عن طاوس ، وسالم ، والقاسم ، ومجاهد ، وأخذ عنه الثوري ، ويحيى القطان ووكيع ، مات سنة ١٥١ ه‍.

خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ٢٦٣.

(١٢) المختصر (٨٦) ، الكشاف ٢ / ٤٢٦ ، البحر المحيط ٦ / ٢٢١.

(١٣) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٤) لعله على حذف مضاف أي : ولا تحريك فم.

(١٣) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٥) اللسان (ركز).

(١٦) البيت من بحر الكامل من معلقة لبيد وهو في ديوانه (١٧٣) ، ومجاز القرآن ٢ / ١٤ ، الطبري ١٦ / ١٠٢ ، تفسير ابن عطية ٩ / ٥٤٧ ، القرطبي ١١ / ١٦٢ ، البحر المحيط ٦ / ١٩٨.

التوجس : التسمع إلى الصوت الخفي ، الركز : الصوت الخفي ، وهو محل الشاهد. عن ظهر غيب : من وراء حجاب. سقامها : هلاكها.

١٦٢

فصل (١)

قال المفسرون : (هَلْ تُحِسُّ) هل ترى ، وقيل : هل تجد (٢).

(مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ) ، لأنّ الرسول ـ عليه‌السلام (٣) ـ إذا لم يحسّ منهم أحدا برؤية وإدراك ووجدان ، ولا يسمع لهم ركزا ، أي : صوتا خفيا دلّ ذلك على انقراضهم وفنائهم بالكلية (٤).

قال الحسن : بادوا جميعا ، فلم (٥) يبق عين ولا أثر (٦).

روى الثعلبي (٧) عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من قرأ سورة مريم أعطي من الأجر بعدد من صدق بزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، وموسى ، وهارون ، وإبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، وإسماعيل عشر حسنات ، وبعدد من دعا لله ولدا ، وبعدد من لم يدع له ولدا (٨)» (٩).

__________________

(١) فصل : سقط من ب.

(٢) البغوي : ٥ / ٤٠٧.

(٣) في ب : عليه الصلاة.

(٤) الفخر الرازي ٢١ / ٢٥٧.

(٥) في ب : ولم.

(٦) البغوي ٥ / ٤٠٧.

(٧) تقدم.

(٨) انظر الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (١٠٨).

(٩) في «ب» زيادة قوله «تمت وبالخير عمت. آمين» وهو نهاية الجزء الخامس من تقسيمها.

١٦٣

سورة طه (١)

(مكية وهي مائة وخمس وثلاثون آية ، وعدد كلماتها ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعون كلمة ، وعدد حروفها خمسة آلاف ومائتان واثنان وأربعون حرفا) (٢).

عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أعطيت السّورة التي ذكرت فيها البقرة من الذّكر الأوّل (٣) ، وأعطيت طه والطّواسين (من ألواح موسى ، وأعطيت فواتح القرآن وخواتم السّورة التي ذكرت فيها البقرة من تحت العرش ، وأعطيت المفصّل نافلة») (٤).

قوله تعالى : (طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (٣) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤) الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (٦) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (٧) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(٨)

(بسم الله الرّحمن الرّحيم) (٥). قوله تعالى (٦) : «طه» قرأ أبو عمرو بفتح الطاء وكسر الهاء (٧) ، وكسرهما (٨) جميعا حمزة والكسائي وأبو بكر والباقون بفتحهما (٩). قال الزجاج : وتقرأ : «طه» بفتح الطاء وسكون الهاء (١٠) ، وكلها لغات. قال الزجاج : من فتح

__________________

(١) في ب : تفسيره سورة طه عليه‌السلام.

(٢) ما بين القوسين سقط في ب. وفيه : بسم الله الرّحمن الرّحيم.

(٣) الأول : سقط في ب.

(٤) انظر البغوي ٥ / ٤٠٨.

(٥) ما بين القوسين سقط في ب ، وفيه : والطواسين الحديث.

(٦) تعالى : سقط في ب.

(٧) في غير رواية عباس ، وروى عباس عن أبي عمرو «طه» بكسر الطاء والهاء مثل حمزة. انظر السبعة : ٤١٦.

(٨) في ب : وكسرها. وهو تحريف.

(٩) السبعة (٤١٦) ، الحجة لابن خالويه (٢٤٠) ، الكشف ١ / ١٨٧. النشر ٢ / ٦٨ ، الاتحاف (٣٠٢).

(١٠) معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٤٩ ، وهي قراءة الحسن ، وعكرمة وأبي حنيفة وورش في اختياره.

المختصر (٨٧) ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٤ وسيأتي توجيه هذه القراءة.

١٦٤

الطاء والهاء (١) ، فلأن ما قبل الألف مفتوح. ومن كسر الطاء والهاء أمال إلى الكسر (٢) ، لأن الحرف (٣) مقصور ، والمقصور يغلب عليه الإمالة إلى الكسر (٤).

فصل

قد تقدم الكلام في الحروف المقطعة أول الكتاب ، وفي هذه ، وفي هنا (٥) قولان ، الصحيح أنها من ذاك (٦).

وقيل : إنه مفيد. فقال الثعلبي : (طا) شجرة طوبى (والهاء) (٧) الهاوية. فكأنه أقسم بالجنة والنار(٨). وقال سعيد بن جبير : هو افتتاح اسمه الطيب الطاهر الهادي (٨). وقيل : يا مطمع الشفاعة للأمة ، ويا هادي الخلق إلى الملة.

وقيل : (الطاء) تسعة في الحساب ، و(الهاء) خمسة يكون أربعة عشر ، ومعناه يا أيها البدر(٨) ، وقيل غير ذلك.

فصل

قيل : معنى (طه) يا رجل ، وهو مرويّ عن ابن عباس والحسن ومجاهد وسعيد ابن جبير ، وقتادة ، وعكرمة ، والكلبي ، ثم قال سعيد بن جبير : بالنبطية ، وقال قتادة : بالسريانية ، (وقال عكرمة) (٩) : بالحبشية (١٠) ، وقال الكلبي : بلغة عك (١١) ، وقيل : عكل ، وهي (١٢) لغة يمانية (١٣).

وقال (١٤) الكلبي : إنك لو قلت في عك : يا رجل لم تجب حتى تقول : طه (١٥).

وقال الطّبري : طه في عك بمعنى يا رجل ، وأنشد قول شاعرهم :

٣٦٣٧ ـ دعوت بطه في القتال (١٦) فلم يجب

فخفت (١٧) عليه أن يكون موائلا (١٨)

__________________

(١) والهاء : سقط في ب.

(٢) في ب : أمالي الحرف. وهو تحريف.

(٣) في ب : الكسر. وهو تحريف.

(٤) معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٤٩.

(٥) في ب : ها هنا.

(٦) أي : أنها من حروف التهجي ولا محل لها من الإعراب والإشارة هنا راجعة إلى إعراب حروف التهجي الموجود في أول البقرة.

(٧) الهاء : سقط في ب.

(٨) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٣.

(٨) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٣.

(٨) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٣.

(٩) ما بين القوسين سقط في ب.

(١٠) في ب : أو بالحبشية. وهو تحريف.

(١١) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٣.

(١٢) في ب : وقيل.

(١٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(١٤) في ب : وحكى.

(١٥) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(١٦) في ب : العقال. وهو تحريف.

(١٧) في ب : لحفت. وهو تحريف.

(١٨) البيت من بحر الطويل ، قاله متمّم بن نويرة ، وهو في الطبري ١٦ / ١٠٣ ، وتفسير ابن عطية ١٠ / ٢ ، القرطبي ١١ / ١٦٥ ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٤ ، الموائل : طالب النجاة الذي يلجأ إلى الشيء لينجو بنفسه. والشاهد أنّ (طه) هنا بمعنى : يا رجل.

١٦٥

وقول الآخر :

٣٦٣٨ ـ إنّ السّفاهة طه في خلائقكم

لا قدّس الله أرواح الملاعين (١)(٢)

قال الزمخشري : وأثر الصنعة ظاهر في البيت المستشهد به (٣).

وقال السّدّي : معناه يا فلان (٤). وقال الزمخشري أيضا : ولعل عكّا (٥) تصرفوا في «يا هذا» كأنهم في لغتهم قالبون (٦) الياء طاء ، فقالوا في (٧) (يا هذا) : طا هذا ، واختصروا (هذا) (٨) (فاقتصروا على ها) (٩)(١٠).

فكأنّه (١١) قيل في الآية الكريمة : يا هذا ، وفيه بعد كبير. واعترض عليه بعضهم فقال : لو كان كذلك لوجب أن يكتب أربعة أحرف طاها (١٢).

قال أبو حيّان : ثم تخرص وحرز على عكّ ما لم يقله نحوي ، وهو أنهم يقلبون «ياء» التي للنداء (طاء) (١٣) ، ويحذفون اسم الإشارة ويقتصرون منه (١٤) على (ها) التي للتنبيه (١٥) وقيل : (طه أصله) (١٦) : طأها بهمزة ، (طأ) (١٧) أمر ، من وطىء يطأ ، و(ها) ضمير مفعول يعود على الأرض ، ثم أبدل الهمزة لسكونها ألفا (١٨) ولم يحذفها في الأمر نظرا إلى أصلها ، أي : طأ الأرض بقدميك (١٩) ، وقد جاء في الحديث : «أنّه قام حتّى تورّمت قدماه» (٢٠). وقرأ الحسن ، وعكرمة ، وأبو حنيفة (٢١) ، وورش في اختياره(٢٢)

__________________

(١) البيت من بحر البسيط قاله يزيد بن المهلهل ، وهو في الطبري ١٦ / ١٠٣ ، الكشاف ٢ / ٤٢٦ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٢ ، القرطبي ١١ / ١٦٦ ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٤ السفاهة : الجهل والخفة. الخلائق : الطبائع والشاهد فيه كالشاهد في البيت السابق.

(٢) جامع البيان ١٦ / ١٠٣.

(٣) الكشاف ٢ / ٤٢٦.

(٤) البحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(٥) عك : قبيلة. اللسان (عكك).

(٦) في ب : يقلبون.

(٧) في : سقط في ب.

(٨) في ب : في هذا.

(٩) الكشاف ٢ / ٤٢٦.

(١٠) ما بين القوسين سقط في ب.

(١١) في ب : يعني فكأنه.

(١٢) الفخر الرازي ٢٢ / ٣.

(١٣) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٤) في ب : عنه. وهو تحريف.

(١٥) البحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(١٦) ما بين القوسين على هامش الأصل.

(١٧) في ب : طأها.

(١٨) قال سيبويه : (وإذا كانت الهمزة ساكنة وقبلها فتحة فأردت أن تخفف أبدلت مكانها ألفا ، وذلك قولك في رأس وبأس وقرأت راس ، باس ، قرات) الكتاب : ٣ / ٥٤٣.

(١٩) انظر التبيان ٢ / ٨٨٤ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(٢٠) أخرجه النسائي (قيام الليل) ٣ / ٢١٩ ، ابن ماجه (إقامة) ١ / ٤٥٦ ، أحمد ٤ / ٢٥١.

(٢١) هو الإمام أبو حنيفة النعمان ، الكوفي فقيه العراق ، روى القراءة عرضا عن الأعمش وعاصم ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، رأى أنس بن مالك وحدث عن عطاء والأعرج ونافع. مات سنة ١٥٠ ه‍ طبقات القراء ٢ / ٢٤٢.

(٢٢) في الأصل : باختياره.

١٦٦

«طه» (١) بإسقاط الألف بعد الطاء ، و(هاء) ساكنة (٢) وفيها وجهان :

أحدهما : أن الأصل (طأ) بالهمزة ، أمرا أيضا من وطىء يطأ ، ثم أبدلت الهمزة هاء (٣) كإبدالهم لها (٤) في (٥) : هرقت ، وهرحت ، وهنرت ، والأصل : أرقت ، وأرحت ، وأنرت (٦).

والثاني : أنه أبدل الهمزة ألفا ، كأنه أخذه (٧) من وطىء يطأ بالبدل كقوله :

٣٦٣٩ ـ ...........

 ..... لا هناك المرتع(٨)

ثم حذف (٩) الألف حملا للأمر على المجزوم ، وتناسبا لأصل الهمز (١٠) ثم ألحق هاء السكت ، وأجرى الوصل مجرى الوقف (١١) وقد تقدم في أول يونس الكلام على إمالة «طا» و«ها». قوله : «أنزلنا» هذه قراءة العامة (١٢)(١٣).

وقرأ طلحة : «ما نزّل» (١٤) مبنيا للمفعول «القرآن» رفع لقيامه مقام فاعله (١٥).

وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة إن جعلت «طه» تعديدا لأسماء الحروف. ويجوز أن تكون خبرا ل (طه) إن جعلتها اسما للسورة ، ويكون القرآن ظاهرا (١٦) واقعا (١٧) موقع المضمر ؛ لأنّ (طه) قرآن أيضا ، ويجوز أن تكون (جواب قسم) (١٨) إن جعلت (طه) مقسما به (١٩). وقد تقدّم تفصيل ذلك.

__________________

(١) في ب : طاها.

(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(٣) في ب : ثم أبدل الهمزة با.

(٤) تبدل الهمزة هاء على سبيل التخفيف ، إذ الهمزة حرف شديد مستفل ، والهاء حرف مهموس خفيف ، ومخرجهما متقاربان إلا أن الهمزة أدخل منها في الحلق. قالوا : (هرقت الماء) أي أرقته ، فأبدلوا الهاء من الهمزة الزائدة. وقالوا : (هرحت الدابة) أي أرحتها ، و(هنرت الثوب) أي أنرته. انظر شرح المفصل ١٠ / ٤٢.

(٥) ما بين القوسين في ب : كإبدال همزتها.

(٦) انظر التبيان ٢ / ٨٨٤ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(٧) في ب : أخذ.

(٨) جزء بيت من بحر الكامل قاله الفرزدق وتمامه :

راحت بمسلمة البغال عشية

فارعي فزارة لا هناك المرتع

(٩) في ب : ثم حذفت.

(١٠) في ب : الهمزة.

(١١) انظر التبيان ٢ / ٨٨٤ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(١٢) البحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(١٣) ما بين القوسين سقط في ب.

(١٤) في ب : نزّلنا.

(١٥) المختصر : (٨٧) ، والبحر المحيط ٦ / ٢٢٤.

(١٦) في ب : وطاوها. وهو تحريف.

(١٧) في ب : واقع. وهو تحريف.

(١٨) في ب : جوابا.

(١٩) قال الزمخشري : (ما أنزلنا إن جعلت «طه» تعديدا لأسماء الحروف على الوجه السابق ذكره فهو ابتداء ـ

١٦٧

فصل

قال الكلبي (١) : لمّا أنزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الوحي بمكة (٢) اجتهد في العبادة حتى كان (٣) يراوح بين قدميه في الصلاة لطول قيامه ، وكان يصلي الليل كله ، فأنزل الله هذه الآية ، وأمره أن يخفف على نفسه فقال : (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) [طه : ٢].

وقيل : لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة قالوا : إنّك لتشقى حين تركت دين آبائك أي : لتتعنّى وتتعب وما أنزل عليك القرآن يا محمد لشقائك ، فنزلت : (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى). وأصل الشقاء في اللغة العناء (٤).

وقيل المعنى (٥) : إنّك لا تلام على كفر قومك كقوله : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ) بمسيطر» (٦) وقوله (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) [الأنعام : ١٠٦] ، أي : إنك لا تؤاخذ بذنبهم.

وقيل : إنّ هذه السورة من أوائل ما نزل بمكة ، وكان عليه‌السلام في ذلك الوقت مقهورا (٧) تحت ذل الأعداء ، فكأنه تعالى قال : لا تظن أنّك تبقى أبدا على هذه الحالة ، بل يعلو أمرك ويظهر قدرك فإنا ما أنزلنا عليك مثل هذا القرآن لتبقى شقيّا فيما بينهم بل لتصير معظما مكرما (٨).

قوله : (إِلَّا تَذْكِرَةً) في نصبه أوجه :

أحدها : أن يكون مفعولا من أجله ، والعامل فيه فعل الإنزال ، وكذلك «لتشقى» علة له أيضا ، ووجب مجيء الأول مع اللام ، لأنه ليس لفاعل الفعل المعلل ففاته شريطة الانتصاب على المفعولية (٩).

والثاني : جاز قطع اللام عنه ونصبه ، لاستجماعه الشرائط (١٠) هذا كلام

__________________

ـ كلام ، وإن جعلتها اسما للسورة احتملت أن تكون خبرا عنها ، وهي في موضع المبتدأ و«القرآن» ظاهر أوقع موقع الضمير ، لأنها قرآن ، وأن يكون جوابا لها وهي قسم) الكشاف ٢ / ٤٢٦.

(١) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٥ / ٤٠٩ ـ ٤١٠.

(٢) بمكة : سقط في الأصل.

(٣) كان : سقط في ب.

(٤) آخر ما نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٥ / ٤٠٩ ـ ٤١٠.

(٥) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٤.

(٦) الآية : (٢٢) من سورة الغاشية.

(٧) في الأصل : كان مقهورا.

(٨) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٤.

(٩) لأن من شروط المفعول من أجله : اتحاده بالمعلل به فاعلا وذلك بأن يكون فاعل الفعل وفاعل المصدر واحدا. وهنا فاعل «أنزلنا» هو الله تعالى ، وفاعل لتشقى هو الرسول ، فقد شرط انتصابه على المفعول لأجله وهو اتحاده بالمعلل به فاعلا ، فوجب جره باللام. انظر شرح التصريح ١ / ٣٣٥.

(١٠) شروط المفعول من أجله خمسة أمور : الأول : كونه مصدرا. الثاني : كونه قلبيا. الثالث : كونه علة.

الرابع : اتحاده بالمعلل به وقتا. الخامس : اتحاده بالمعلل به فاعلا. فهذه الشروط متحققة في «تذكرة» فنصب على المفعول من أجله. انظر شرح التصريح ١ / ٣٣٤ ـ ٣٣٥.

١٦٨

الزمخشري (١) ، ثم قال (٢) : فإن قلت (٣) : هل يجوز أن تقول : «ما أنزلنا أن تشقى» ، كقوله : (أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ)(٤) قلت (٥) : بلى ولكنها نصبة طارئة كالنصبة (٦) في (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ)(٧) ، وأما النصبة (٨) في «تذكرة» فهي كالتي في ضربت زيدا (٩) ، لأنه (١٠) أحد المفاعيل الخمسة التي هي أصول وقوانين لغيرها (١١).

قال شهاب الدين : قد منع أبو البقاء أن يكون «تذكرة» ، مفعولا له ل «أنزلنا» المذكورة لأنها قد تعدت إلى مفعول له وهو (١٢) «لتشقى» فلا تتعدى إلى آخر من جنسه (١٣).

وهذا المنع ليس بشيء ، لأنه يجوز أن يعلل الفعل بعلتين فأكثر ، وإنما هذا بناء منه على أنه لا يقتضي (١٤) العامل من هذه الفضلات إلا شيئا (١٥) واحدا إلا بالبدلية أو (١٦) العطف (١٧).

الثاني : أن تكون «تذكرة» بدلا من محل «لتشقى» وهو رأي الزجاج (١٨) ، وتبعه ابن عطية (١٩) ، واستبعده أبو جعفر (٢٠) ، ورده الفارسي (٢١) بأن التذكرة ليست بشقاء وهو

__________________

(١) الكشاف ٢ / ٤٢٦.

(٢) أي الزمخشري.

(٣) في ب : فإن قيل.

(٤) من قوله تعالى : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ» [الحجرات : ٢].

(٥) في ب : قيل.

(٦) في ب : ولكن نصبه طارىء كالنصب.

(٧) من قوله تعالى : «وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا» [الأعراف : ١٥٥]. والاستشهاد بالآيتين على أن النصب في قوله : «أَنْ تَحْبَطَ» وقوله :«قَوْمَهُ»نصب طارىء ، وذلك لأن قوله : «أَنْ تَحْبَطَ» في موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر والتقدير : لأن تحبط. وقوله : اختار يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف الجر وقد حذف ههنا والتقدير : من قومه. انظر البيان ١ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦ ، ٢ / ٣٨٢ ، التبيان ١ / ٥٩٧ ، ٢ / ١١٧٠.

(٨) في ب : النصب.

(٩) أي نصب أصلي.

(١٠) في ب : لأنّ.

(١١) الكشاف ٢ / ٤٢٦. والمفاعيل الخمسة هي : المفعول به ، المفعول المطلق ، المفعول له ، المفعول فيه ، المفعول معه.

فالمفعول له أحد هذه المفاعيل فالنصب فيه أصلي.

(١٢) وهو : سقط في ب.

(١٣) التبيان ٢ / ٨٨٤.

(١٤) في ب : لا يقضى.

(١٥) في ب : للأشياء. وهو تحريف.

(١٦) في ب : و.

(١٧) الدر المصون ٥ / ١٩.

(١٨) لم أعثر على هذا الوجه في معاني القرآن وإعرابه للزجاج ، وفي إعراب القرآن للنحاس (قال أبو إسحاق : هو بدل من «تشقى» أي : ما أنزلناه إلا تذكرة) ٣ / ٣٢.

(١٩) قال ابن عطية : وقوله تعالى : «إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى» يصح أن ينصب على البدل من موضع «لتشقى» تفسير ابن عطية ١٠ / ٤.

(٢٠) هو النحاس. فإنه قال ردا على ما قال الزجاج (وهذا وجه بعيد ، والقريب أنه منصوب على المصدر أو مفعول من أجله) إعراب القرآن : ٣ / ٣٢.

(٢١) البحر المحيط ٦ / ٢٢٥.

١٦٩

رد (١) واضح. وقد أوضح الزمخشري هذا فقال : فإن قلت (٢) هل يجوز أن تكون «تذكرة» بدلا من محل «لتشقى» (٣)؟ قلت (٤) : لا لاختلاف الجنسين ولكنها نصب (٥) على الاستثناء المنقطع الذي (إلّا) فيه بمعنى (لكن) (٦).

قال أبو حيان : يعني باختلاف الجنسين أن نصبه «تذكرة» نصبة صحيحة ليست بعارضة (٧) ، والنصبة التي تكون في «لتشقى» (٨) بعد نزع الخافض نصبة عارضة ، والذي نقول إنه ليس له محل ألبتة فيتوهم البدل منه (٩).

قال شهاب الدين : ليس مراد الزمخشري باختلاف الجنسين إلا ما نقل عن الفارسي ردا على الزجاج ، وأي أثر لاختلاف النصبتين في ذلك (١٠).

الثالث : أن يكون نصبا على الاستثناء المنقطع أي : لكن أنزلنا تذكرة (١١).

الرابع : أنه مصدر مؤكد لفعل مقدر ، أي : لكن ذكرنا ، أو : تذكرته أنت تذكرة (١٢).

وقيل التقدير : ما أنزلنا عليك القرآن لتحمل متاعب التبليغ إلا ليكون تذكرة ، كما يقال : (ما شافهناك بهذا الكلام لتتأذّى إلّا ليعتبر بك غيرك) (١٣)(١٤).

الخامس : أنه مصدر في موضع الحال ، أي إلا مذكّرا (١٥).

السادس : أنه بدل من القرآن ، ويكون القرآن هو التذكرة. قاله الحوفي (١٦).

السابع : أنه مفعول له أيضا ، ولكن العامل فيه «لتشقى» ، ويكون المعنى (١٧) كما قال (١٨)

__________________

(١) رد : سقط في ب.

(٢) في ب : فإن قيل.

(٣) في ب : «تشقى».

(٤) في ب : قلنا.

(٥) في ب : نصبت.

(٦) الكشاف ٢ / ٤٢٧. وبهذا رد الزمخشري تخريج الزجاج وابن عطية في أنه يجوز أن تكون «تذكرة» بدلا من محل «لتشقى» ، وجعل «تذكرة» منصوبة على الاستثناء المنقطع.

(٧) في ب : معارضة. وهو تحريف.

(٨) في ب : تشقى.

(٩) البحر المحيط ٦ / ٢٢٥. منهم أبو حيان مراد الزمخشري من قوله : لاختلاف الجنسين. أنه اختلاف النصبتين ، وقد رد شهاب الدين هذا وقال : مراد الزمخشري باختلاف الجنسين أن التذكرة ليست بشقاء.

كما يتضح من النص الآتي لشهاب الدين. وأرى أن القول ما قال شهاب الدين.

(١٠) الدر المصون ٥ / ١٩.

(١١) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٧ ، البيان ٢ / ١٣٥ ، التبيان ٢ / ٨٨٤.

(١٢) أي أنه مفعول مطلق مؤكد لعامله. التبيان ٢ / ٨٨٤.

(١٣) الفخر الرازي ٢٢ / ٤.

(١٤) ما بين القوسين في ب : ما شاهداك فهذا الكلام للتتأذى إلا ليعتبر.

(١٥) انظر التبيان ٢ / ٨٨٤.

(١٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٥.

(١٧) في ب : العامل. وهو تحريف.

(١٨) في ب : قاله. وهو تحريف.

١٧٠

الزمخشري : إنّا أنزلنا عليك القرآن لتتحمّل متاعب التبليغ ، ومقاومة (١) العتاة من أعداء الإسلام ومقابلتهم ، وغير ذلك من أنواع المشاق ، وتكاليف النبوة وما أنزلنا هذا المتعب (٢) الشاق إلّا ليكون تذكرة. وعلى هذا الوجه يجوز أن تكون تذكرة حالا ومفعولا له (٣). انتهى.

فإن قيل : من أين أخذت (٤) أنه لمّا جعله حالا ومفعولا له أن العامل فيه «لتشقى» ، وما (٥) المانع أن يريد بالعامل فيه فعل الإنزال؟

فالجواب (٦) : أن هذا الوجه قد تقدّم له (٧) في قوله : وكل واحد من «لتشقى» و«تذكرة» ، علة للفعل ، وأيضا فإن تفسيره للمعنى المذكور منصبّ (٨) على تسلط «لتشقى» على «تذكرة» إلا أنّ أبا البقاء لما لم يظهر له هذا المعنى الذي ظهر للزمخشري منع من عمل «لتشقى» في «تذكرة» ، فقال : ولا يصح أن يعمل فيها «لتشقى» لفساد المعنى (٩) وجوابه : ما تقدّم (١٠).

(ولا غرو في تسمية التعب شقاء) (١١) ، قال الزمخشري (١٢) : والشقاء يجيء في معنى التعب ، ومنه المثل : أتعب من رائض مهر ، وأشقى من رائض مهر (١٣).

و (لِمَنْ يَخْشى) متصل ب «تذكرة» وزيدت اللام في المفعول ، تقوية للعامل لكونه فرعا(١٤). ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف على أنه صفة ل «تذكرة».

__________________

(١) في الأصل : مقاولة.

(٢) في ب : التعب.

(٣) الكشاف : ٢ / ٤٢٧.

(٤) في ب : يحدث. وهو تحريف.

(٥) في ب : وأما. وهو تحريف.

(٦) في ب : الجواب.

(٧) كرر في ب بعد (قد تقدم له) قوله : إذا جعله حالا ومفعولا له أن العامل فيه لتشقى ، وأما المانع أن يريد بالعامل فيه فعل الإنزال.

(٨) في ب : ومنتصب.

(٩) التبيان ٢ / ٨٨٤. وكرر في ب بعد (لفساد المعنى) قوله : الذي ظهر للزمخشري منع من عمل «لتشقى» في «تذكرة».

(١٠) في ب : وجوابه ما تقدم قال الزمخشري : منع من عمل لتشقى في تذكرة وجوابه ما تقدم. وانظر كلام الزمخشري في الوجه الأول ، وهذا الوجه أيضا.

(١١) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٢) الكشاف ٢ / ٤٢٦.

(١٣) هذا كقولهم : (لا يعدم شقي مهرا) يعني أن معالجة المهارة شقاوة لما فيها من تعب انظر مجمع الأمثال للميداني ١ / ٢٦٠.

(١٤) وهذه اللام تسمى لام التقوية ، وهي المزيدة لتقوية عامل ضعف إما بتأخير نحو : «هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ» [الأعراف : ١٥٤] ونحو : «إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ» [يوسف : ٤٣] ، أو بكونه فرعا في العمل ، كما في الآية «إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى» وذلك لأن «تذكرة» مصدر والمصدر فرع في العمل. ونحو «مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ» [البقرة : ٩١] ونحو «فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ» [هود : ١٠٧][البروج : ١٦] ونحو : ضربي لزيد حسن. وقد اجتمع التأخير والفرعية في قوله : «وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ» [الأنبياء : ٧٨] ، المغني ١ / ٢١٧.

١٧١

وخصّ من يخشى بالتذكر ، لأنهم المنتفعون بها ، كقوله : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(١).

قوله : «تنزيلا» في نصبه أوجه :

أحدها : أن يكون بدلا من «تذكرة» إذا جعل حالا لا إذا (٢) كان مفعولا ، لأن الشيء لا يعلّل بنفسه ، لأنه يصير التقدير : ما أنزلنا القرآن إلّا للتّنزيل.

الثاني : أن ينتصب ب «نزل» مضمرا.

الثالث : أن ينتصب ب «أنزلنا» ، لأن معنى ما أنزلنا إلّا تذكرة : أنزلناه تذكرة.

الرابع : أن ينتصب على المدح والاختصاص.

الخامس : أن ينتصب ب «يخشى» مفعولا به ، أي أنزله للتذكرة لمن يخشى تنزيل الله ، وهو معنى حسن وإعراب بيّن (٣). قال أبو حيان : والأحسن ما قدّمناه أولا من أنّه منصوب ب «نزل» مضمرة (٤) ، وما ذكره الزمخشري من نصبه على غيره (٥) فمتكلف : أما الأول ففيه جعل «تذكرة» و«تنزيلا» (٦) حالين وهما مصدران ، وجعل المصدر حالا لا ينقاس (٧). وأيضا فمدلول «تذكرة» ليس مدلول «تنزيلا» ، ولا «تنزيلا» (٨) بعض «تذكرة» فإن كان بدلا فيكون بدل

__________________

(١) من قوله تعالى : «ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» [البقرة : ٢].

(٢) في ب : لاذا.

(٣) ذكر الزمخشري هذه الأوجه في الكشاف ٢ / ٤٢٧.

(٤) فإنه قال : (وانتصب «تنزيلا» على أنه مصدر لفعل محذوف أي نزل تنزيلا ممن خلق) البحر المحيط ٦ / ٢٢٥. أي أنه مفعول مطلق مؤكد لعامله.

(٥) في ب : خبره. وهو تحريف.

(٦) في ب : تنزيل.

(٧) يكثر مجيء المصدر المنكر حالا مثل طلع زيد بغتة ، وجاء ركضا وقتلته صبرا ، وذلك على التأويل بالوصف ، فيؤول بغتة بوصف أي مباغتا ، وركضا أي راكضا ، وصبرا أي : مصبورا. قال ابن مالك :

ومصدر منكّر حالا يقع

بكثرة كبغتة زيد طلع

ومع كثرته فقال سيبويه والجمهور لا ينقاس مطلقا سواء أكان نوعا من العامل أم لا ، كما لا ينقاس المصدر الواقع نعتا أو خبرا بجامع الصفة المعنوية. وقاسه المبرد فيما كان نوعا من العامل فيه لأنه حينئذ يدل على الهيئة بنفسه ، فأجاز قياسا : جاء زيد سرعة ، لأن السرعة نوع من المجيء. ومنع : جاء ضحكا ، لأن الضحك ليس نوعا من المجيء. وقاسه الناظم في التسهيل وابنه في شرح النظم بعد (أمّا) بفتح الهمزة وتشديد الميم نحو : أمّا علما فعالم ، أي مهما يذكر شخص في حال علم فالمذكور عالم وأيضا : بعد خبر شبّه به مبتدؤه مثل : زيد زهير شعرا. والعامل فيها ما في زهير من معنى الفعل إذ معناه مجيد ، وصاحب الحال ضمير مستتر في زهير لما تقرر من أن الجامد المؤول بالمشتق يتحمل الضمير. وأيضا : إذا كان الخبر مقرونا ب (أل) الدالة على الكمال ، مثل : أنت الرجل علما. فعلما حال والعامل فيها ما في الرجل من معنى الفعل إذ معناه الكامل. وذهب الكوفيون إلى أن المصدر منصوب بفعل محذوف أي أنه مفعول مطلق. انظر شرح التصريح ١ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ ، شرح الأشموني ٢ / ١٧٢ ، ١٧٤.

(٨) في ب : تنزيل.

١٧٢

اشتمال على مذهب من يرى أن الثاني مشتمل على الأول ؛ لأن التنزيل مشتمل على التذكرة ، وغيرها (١). وأما قوله : لأن معنى ما أنزلناه إلا تذكرة أنزلناه تذكرة ، فليس كذلك ، لأن معنى الحصر يفوت في قوله : أنزلناه تذكرة. وأما (٢) نصبه على المدح فبعيد.

وأمّا نصبه على «يخشى» ففي غاية البعد ، لأن «يخشى» رأس آية وفاصلة فلا يناسب أن يكون «تنزيلا» منصوبا ب «يخشى» ، وقوله : وهو معنى حسن وإعراب بيّن عجمة وبعد عن إدراك الفصاحة(٣). قال شهاب الدين : ويكفيه رده الشيء الواضح من غير دليل ونسبة هذا الرجل إلى عدم الفصاحة ووجود العجمة (٤).

قوله : (مِمَّنْ خَلَقَ)(٥). يجوز في (من) أن يتعلق ب «تنزيلا» (٦) ، وأن يتعلق بمحذوف على أنه صفة ل «تنزيلا» (٧).

وفي «خلق» (التفات) (٨) من تكلّم في قوله : (ما أَنْزَلْنا)(٩) إلى الغيبة (١٠) وجوز الزمخشري أن يكون (ما أَنْزَلْنا) حكاية لكلام جبريل عليه‌السلام (١١) وبعض الملائكة فلا التفات على (١٢) هذا (١٣).

قوله (١٤) «العلى» جمع عليا ، نحو دنيا ودنى ، ونظيره في الصحيح (١٥) كبرى وكبر ،

__________________

(١) اختلف في المشتمل في بدل الاشتمال هل هو الأول ، أو الثاني ، أو العامل؟ فقال الرماني هو الأول واختاره في التسهيل ، وعلله الجزولي بأن الثاني إما صفة للأول كأعجبتني الجارية حسنها ، أو مكتسب من صفة نحو سلب زيد ماله فإن الأول اكتسب من الثاني كونه مالكا. ورد بأنه يلزم منه أن يجيز ضربت زيدا عبده على الاشتمال ، وهم قد منعوا ذلك. وقال الفارسي في الحجة المشتمل هو الثاني ، قال : بدليل سرق زيد ثوبه ، ورد بسرق زيد فرسه. وقيل المشتمل هو المسند ، قال ذلك المبرد والسيرافي وابن جني وابن الباذش وابن أبي العافية وابن الأبرش ، بمعنى أن الفعل يستدعيهما ، أحدهما على سبيل الحقيقة والقصد والآخر على سبيل المجاز والتبع ، فنحو سلب زيد ثوبه الإسناد فيه حقيقة إلى الثاني مجازا في الأول إذ المسلوب هو الثوب. وقيل بمعنى أنه اشتمل عى التابع والمتبوع معا ، إذ الإعجاب في : أعجبتني الجارية حسنها مشتمل على الجارية وعلى حسنها. انظر شرح التصريح ٢ / ١٥٧ ، والهمع ٢ / ١٢٦.

(٢) في ب : وهما. وهو تحريف.

(٣) البحر المحيط ٦ / ٢٢٥.

(٤) الدر المصون ٥ / ٢٠.

(٥) في ب : ممّن خلق الأرض والسموات.

(٦) انظر التبيان ٢ / ٨٨٤ ، والكشاف ٢ / ٤٢٧ ، والمحيط ٦ / ٢٢٥.

(٧) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٧ ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٥.

(٨) ما بين القوسين سقط من ب.

(٩) في ب : أنا أنزلنا. وهو تحريف.

(١٠) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٧ ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٥ ، ٢٢٦.

(١١) عليه‌السلام : سقط من ب.

(١٢) في ب : إلى وهو تحريف.

(١٣) قال الزمخشري (ويجوز أن يكون «أنزلنا» حكاية لكلام جبريل والملائكة النازلين معه) الكشاف ٢ / ٤٢٧. وقد استبعد أبو حيان ما جوزه الزمخشري فإنه قال : (وهذا تجويز بعيد بل الظاهر أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه) البحر المحيط ٦ / ٢٢٦.

(١٤) في الأصل : و.

(١٥) في ب : الفصيح. وهو تحريف.

١٧٣

وفضلى وفضل ، يقال سماء عليا وسموات على (١).

ومعنى الآية : (تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ)(٢) أي : (من الله الذي خلق الأرض والسّموات العلى) (٣) يعني العالية (٤) الرفيعة (٥).

وفائدة وصف السّموات بالعلى : الدلالة (٦) على عظم قدرة من يخلق مثلها في علوها (وبعد مرتقاها) (٧)(٨).

قوله : «الرّحمن» العامة على رفعه ، وفيه أوجه :

أحدها : أنه بدل من الضمير المستكن في «خلق» ذكره ابن عطية (٩) ، ورده أبو حيان بأن البدل يحل محل المبدل منه ، ولو حل محله لم يجز لخلو الجملة الموصولة بها من رابط يربطها به (١٠).

الثاني : أن يرتفع على خبر مبتدأ مضمر تقديره : هو الرّحمن (١١).

الثالث : أن يرتفع على الابتداء مشارا بلامه إلى «من خلق» والجملة بعده خبر. وقرأ جناح بن حبيش : «الرّحمن» مجرورا (١٢) ، وفيه وجهان :

أحدهما : أنه بدل من الموصول. لا يقال : إنه يؤدي إلى البدل بالمشتق وهو قليل ، لأن (الرحمن) يجري مجرى الجوامد لكثرة إيلائه العوامل (١٣).

__________________

(١) لأن ما كان على وزن (فعلى) أنثى (أفعل) صفة يجمع على (فعل) كالكبرى أنثى الأكبر ، والوسطى أنثى الأوسط والصغرى أنثى الأصغر ، فتقول في الجمع كبر ـ وسط ـ صغر. انظر شرح التصريح ٢ / ٣٠٦.

(٢) في ب : تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى.

(٣) ما بين القوسين سقط في ب.

(٤) في ب : العاليات.

(٥) انظر البغوي ٥ / ٤١٠.

(٦) في ب : للدلالة. وهو تحريف.

(٧) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٧ ، والفخر الرازي ٢٢ / ٥.

(٨) ما بين القوسين في ب : وارتفاعها.

(٩) تفسير ابن عطية ١٠ / ٤.

(١٠) قال أبو حيان : (وأرى أن مثل هذا لا يجوز ، لأن البدل يحل محل المبدل منه و(الرّحمن) لا يمكن أن يحل محل الضمير ، لأن الضمير عائد على (من) الموصولة ، و(خلق) صلة ، والرابط هو الضمير فلا محل محله الظاهر لعدم الرابط). البحر المحيط ٦ / ٢٢٦.

(١١) قال الزمخشري : والرفع أحسن لأنه إما أن يكون رفعا على المدح على تقدير هو الرحمن ، وإما أن يكون مبتدأ مشارا بلامه إلى «من خلق» الكشاف ٢ / ٤٢٧.

(١٢) المختصر (٨٧) ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٦.

(١٣) أي أنه بدل من الموصول في قوله «مِمَّنْ خَلَقَ» في الآية السابقة. قاله الزجاج. معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٥٠ ، وانظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٦.

١٧٤

والثاني : أن يكون صفة للموصول أيضا (١).

قال أبو حيان : ومذهب الكوفيين أن الأسماء النواقص ك (من) و(ما) لا يوصف منها إلّا الذي وحده ، فعلى مذهبهم لا يجوز أن يكون صفة (٢). قال ذلك كالراد على الزمخشري.

والجملة في قوله (٣) : (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) خبر لقوله «الرّحمن» على القول : بأنه مبتدأ ، أو خبر مبتدأ مضمر ، إن قيل : إنه مرفوع على خبر مبتدأ مضمر (٤) ، وكذلك في قراءة من جرّه (٥). وفاعل «استوى» ضمير يعود على «الرّحمن».

وقيل : بل فاعله «ما» الموصولة (٦) بعده (٧) ، أي : استوى الذي له ما في السموات قال أبو البقاء : وقال بعض الغلاة (٨) : «ما» (٩) فاعل «استوى» ، وهذا بعيد ، ثم هو غير نافع له في التأويل ، إذ يبقى قوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) كلاما تامّا ومنه هرب (١٠).

قال شهاب الدين : هذا يروى (١١) عن ابن عبّاس ، وأنّه كان يقف على لفظ «العرش» ثم يبتدىء ب (١٢)(اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ) ، وهذا لا يصح عنه (١٣).

قوله : الثّرى : هو التراب النّدي (١٤) ، ولامه ياء بدليل تثنيته على ثريين ، وقولهم : ثريت الأرض تثرى ثرى (١٥). والثّرى يستعمل في انقطاع المودة ، قال جرير :

٣٦٤٠ ـ فلا تنبشوا بيني وبينكم الثّرى

فإنّ (١٦) الّذي بيني وبينكم مثري (١٧)

__________________

(١) أي أنه صفة للموصول في قوله مِمَّنْ خَلَقَ في الآية السابقة. قاله الزمخشري. الكشاف ٢ / ٤٢٧.

(٢) وهو كما في البحر المحيط (ومذهب الكوفيين أن الأسماء النواقص التي لا تتم إلا بصلاتها نحن (من) و(ما) لا يجوز نعتها إلا (الذي) و(التي) فيجوز نعتها فعلى مذهبهم لا يجوز أن يكون «الرحمن» صفة ل «من») ٦ / ٢٢٦.

بناء منه على أن الموصول لا ينعت ، لأنه كجزء الكلمة ولا يتم إلّا بصلته وجزء الكلمة لا ينعت ، إلا المقرون بأل منه كالذي والتي ، لأنه يوصف به ويصغر ويثنى ويجمع ، وقد جوز السيوطي أيضا نعت (من) و(ما) تقول : جاءني من في الدار العاقل ، ونظرت إلى ما اشتريت الحسن. انظر الهمع ٢ / ١١٨.

(٣) في ب : قولك. وهو تحريف.

(٤) في ب : أو مضمر. وهو تحريف.

(٥) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٧.

(٦) في ب : وقيل بل لا فاعله الموصول. وهو تحريف.

(٧) من قوله تعالى : «لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ» من الآية التي بعدها.

(٨) في ب : الغلا. وهو تحريف.

(٩) ما : سقط من ب.

(١٠) التبيان ٢ / ٨٨٥.

(١١) في ب : مروى.

(١٢) ب : سقط في ب.

(١٣) الدر المصون ٥ / ٢٠.

(١٤) الندى : سقط في ب.

(١٥) اللسان (ثرا).

(١٦) في ب : وإن.

(١٧) البيت من بحر الطويل قاله جرير ، وهو في ديوانه ١ / ٤٢١ واللسان (ثرا) والبحر المحيط ٦ / ٢٢٢.

ورواية الديوان : فلا توبسوا. ـ

١٧٥

والثّراء بالمد : كثرة المال (١) ، قال :

٣٦٤١ ـ أماويّ ما يغني الثّراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر (٢)

وما أحسن قول ابن دريد (٣) في قصيدته التي جمع فيها بين الممدود والمقصور باختلاف معنى (٤).

فصل (٥)

قال المفسرون : معنى (٦)(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) لما شرح ملكه بقوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) ، والملك لا ينتظم إلا بالقدرة والعلم لا جرم عقبه بالقدرة (٧) ثم بالعلم. أما القدرة فهي هذه الآية ، والمعنى : أنه تعالى مالك لهذه الأقسام الأربعة فهو مالك لما في السموات من ملك ونجم وغيرهما ، ومالك لما في الأرض من المعادن والفلزات (٨) ، ومالك لما بينهما (٩) من الهواء ، ومالك لما تحت الثرى (١٠). قال الضحاك :

__________________

ـ فلا توبسوا : أي لا تجعلوه يابسا.

لا توبس بيني وبينك الثرى : أي لا تذهب المودة بيني وبينك والشاهد فيه استعمال (الثرى) في انقطاع المودة.

(١) في ب : والثرى بالمد ذكر المال. وهو تحريف.

(٢) البيت من بحر الطويل قاله حاتم الطائي برواية : أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى : إذا حشرجت نفس وضاق بها الصّدر. اللسان (حشر ـ قرن).

أماويّ : الهمزة للنداء ، وماوي : منادى مرخم ماوية ، وهي زوجة حاتم ، والماوية في اللغة : المرآة التي يرى فيها الوجه ، كأنها منسوبة إلى الماء ، فإن النسبة إلى الماء مائي وماوي. الحشرجة : الغرغرة عند الموت وتردد الصوت.

والشاهد فيه أن (الثراء) بالمد كثرة المال. وقد أتى به بعض النحويين شاهدا على أن ضمير الغائب فاعل (حشرجت) يعود على النفس التي هي بعض (الفتى). وعلى رواية الديوان ففاعل (حشرجت) (نفس) وليس ضميرا. وقد تقدم.

(٣) تقدم.

(٤) وهو قوله :

يوما تصير إلى الثّرى

ويفوز غيرك بالثّراء

وهو البيت الثاني من قصيدته في المقصور والممدود يعني ما يفتح أوله فيقصر ويمد والمعنى مختلف ، ومطلع القصيدة :

لا تركننّ إلى الهوى

واذكر مفارقه الهواء

ديوان ابن دريد (١٣٨).

(٥) فصل : سقط من ب.

(٦) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٨.

(٧) بالقدرة : سقط من ب.

(٨) كذا في الفخر الرازي وفي الأصل : الفلوات ، وفي ب : الحيوانات. وهو تحريف. وفي هامش الفخر الرازي : في الأصل الأميري : والفلوات جمع فلاة وهي الخلاء والفضاء في الأرض كالصحاري لا نبات بها. وهي محرفة عن الفلزات وهي جواهر الأرض وعناصرها المكونة منها.

(٩) في ب : فيها.

(١٠) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٨.

١٧٦

يعني ما روى الثرى من شيء (١).

وقال ابن عباس : إن الأرضين على ظهر النون ، والنون (٢) على بحر ورأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش، والبحر على صخرة خضراء اخضرت السموات (٣) منها. وهي الصخرة التي ذكر الله تعالى (٤) في قصة لقمان (فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ)(٥) ، والصخرة على قرن ثور ، والثور على الثرى ، و (ما تَحْتَ الثَّرى) لا يعلمه إلا الله تعالى (٦). وذلك الثور فاتح فاه ، فإذا جعل الله البحار بحرا واحدا سالت في جوف الثور فإذا وقعت في جوفه يبست (٧).

وأما العلم فقوله : (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) قال الحسن (٨) السر (٩) : ما أسر الرجل إلى غيره ، وأخفى من ذلك ما أسر في نفسه. وعن ابن عباس وسعيد بن جبير : السر ما تسر في نفسك ، وأخفى من السر : ما يلقيه الله في قلبك من بعد ، ولا تعلم أنك ستحدث به نفسك لأنك تعلم ما تسر اليوم ولا تعلم ما تسر غدا ، والله يعلم ما أسررت اليوم وما تسر غدا.

وقال عليّ بن أبي طلحة (١٠) عن ابن عباس : السّرّ ما أسر ابن آدم في نفسه ، وأخفى : ما خفي عليه مما هو فاعله قبل أن يعلمه.

وقال مجاهد : السّرّ العمل الذي يسرّ من الناس وأخفى : الوسوسة وقيل : السّرّ هو العزيمة (وأخفى: ما يخطر على القلب ولم يعزم عليه. وقال زيد بن أسلم : (يَعْلَمُ السِّرَّ ١١) وَأَخْفى) أي : يعلم أسرار العباد ، وأخفى سره من (١٢) عباده فلا يعلمه أحد (١٣).

قوله : (وَأَخْفى) جوزوا فيه وجهين :

أحدهما : أنه أفعل تفضيل ، أي : وأخفى من السر (١٤).

__________________

(١) انظر البغوي ٥ / ٤١٠.

(٢) في ب : على ظهر الثور والثور.

(٣) في ب : السماء.

(٤) تعالى : سقط من ب.

(٥) من قوله تعالى : «يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ» [لقمان : ١٦].

(٦) في ب : إلا الله عزوجل.

(٧) انظر البغوي ٥ / ٤١٠ ـ ٤١١.»

(٨) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٥ / ٤١١ ـ ٤١٢.

(٩) السر : سقط في الأصل.

(١٠) هو علي بن أبي طلحة سالم الهاشمي. مولاهم أبو الحسن الجزري ثم الحمصي ، أخذ عن ابن عباس ، وعن مجاهد والقاسم ، وأخذ عنه ثور بن يزيد ، ومعمر والثوري. مات سنة ١٤٣ ه‍ خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ٢ / ٢٥.

(١١) ما بين القوسين سقط في ب.

(١٢) في ب : عن.

(١٣) آخر ما نقله هنا عن البغوي ٥ / ٤١١ ـ ٤١٢.

(١٤) انظر البيان ٢ / ١٣٨ ، التبيان ٢ / ٨٨٥ ، البحر المحيط ٢ / ٢٢٦.

١٧٧

والثاني : أنه فعل ماض ، أي : وأخفى الله عن (١) عباده غيبه كقوله : (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)(٢).

قوله : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)(٣) الجلالة إما مبتدأ والجملة المنفية خبرها ، وإما خبر (٤) لمبتدأ محذوف ، أي هو الله. والحسنى تأنيث الأحسن ، وقد تقدم أن جمع التكسير في غير (٥) العقلاء يعامل معاملة المؤنثة الواحدة (٦).

ولما ذكر صفاته وحّد نفسه فقال : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى).

فصل

قالوا (٧) : كلمة «لا» ههنا دخلت على الماهية ، فانتفت الماهية ، وإذا انتفت الماهية تنتفي كل أفرادها. وإنما «الله» اسم علم للذات المعينة ، إذ لو كان اسم معنى لكان كلها محتملا للكثرة فلم تكن هذه الكلمة مفيدة للتوحيد.

وقالوا : «لا» استحقت عمل «إنّ» (٨) لمشابهتها لها من وجهين :

الأول : ملازمة الأسماء (٩).

والآخر : تناقضهما. فإن أحدهما لتأكيد الثبوت (١٠) ، والآخر لتأكيد النفي ، ومن عادتهم تشبيه أحد الضدين بالآخر في الحكم (١١) ، وإذا كان كذلك ، فنقول : لمّا قالوا : إنّ زيدا ذاهب كان يجب أن يقولوا : (لا رجلا ذاهب) (١٢) إلّا أنهم بنوا «لا» مع ما دخل عليه من الاسم المفرد على الفتح : أما البناء فلشدة اتصال حرف النفي بما (١٣) دخل عليه كأنهما صارا مفردا واحدا (١٤) وأما الفتح فلأنهم قصدوا البناء على الحركة المستحقة توفيقا

__________________

(١) في ب : من.

(٢) من قوله تعالى : «يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً» [طه : ١١٠]. انظر التبيان ٢ / ٨٨٥ ـ البحر المحيط ٦ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧.

(٣) في ب : «الله لا إله إلّا هو له الأسماء الحسنى».

(٤) في ب : خبر. وهو تحريف.

(٥) في ب : عن. وهو تحريف.

(٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٧.

(٧) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١١.

(٨) في ب : استحقت عملا. وهو تحريف.

(٩) في ب : الأول عمل الأسماء وملازمتها.

(١٠) في ب : النبوة. وهو تحريف.

(١١) في شرح التصريح : (قال أبو البقاء : وإنما عملت (لا) عمل (إنّ) لمشابهتها من أربعة أوجه : أحدها : أن كلّا منهما يدخل على الجملة الاسمية. الثاني : أن كلّا منهما للتأكيد ف (لا) لتأكيد النفي و(إنّ) لتأكيد الإثبات. والثالث : أن (لا) نقيضة (إنّ) والشيء يحمل على نقيضه كما يحمل على نظيره.

والرابع : أن كلّا منهما له صدر الكلام. ١ / ٢٣٥.

(١٢) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٣) في ب : ما. وهو تحريف.

(١٤) في ب : كأنما مما دخلا مفردا. وهو تحريف.

١٧٨

بين الدليل الموجب للإعراب ، والدليل الموجب للبناء (١). وخبره محذوف (٢) تقديره : لا إله في الوجود ، ولا حول ولا قوة لنا ، وهذا يدل على أن الوجود زائد على الماهية. فإن قيل : تصور الثبوت مقدم (٣) على تصور السلب ، فإنّ السلب ما لم يضف إلى الثبوت لا يمكن تصوره ، فكيف قدم هنا السلب على الثبوت؟

فالجواب (٤) : لما كان هذا السلب من مؤكدات الثبوت لا جرم قدم عليه (٥).

فصل (٦)

ينبغي لأهل لا إله إلّا الله أن يحصلوا أربعة أشياء حتى يكونوا من أهل لا إله إلا الله : التصديق ، والتعظيم والحلاوة والحرية (٧) ، فمن ليس له التصديق فهو منافق ، ومن

__________________

(١) والمراد بالمفرد هنا ما ليس مضافا ولا شبيها به فيشمل المفرد والمثنى وجمع المذكر السالم ، والمؤنث السالم ، وجمع التكسير. واختلف في علة البناء : فقيل : لتضمنه معنى (من) كأن قائلا قال هل من رجل في الدار ، فقال مجيبه : لا رجل في الدار. لأن نفي (لا) عام ، بدليل ظهورها في قوله:

فقام يذود الناس عنها بسيفه

وقال ألا لا من سبيل إلى هند

واختار هذا القول ابن عصفور وعلله بأن تركيب الاسم مع الحرف قليل والبناء للتضمن كثير. وقيل : تركيب الاسم مع الحرف تركيب خمسة عشر ، هذا قول سيبويه والجماعة ويؤيده أنهم إذا فصلوا أعربوا فقالوا : لا فيها رجل ولا امرأة. والمفرد وجمع التكسير يبنيان على الفتح لخفته ، وجمع المؤنث السالم يبنى على الكسر ، وقيل على الفتح كقول الشاعر :

إنّ الشباب الذي مجد عواقبه

فيه نلذّ ولا لذّات للشّيب

والمثنى وجمع المذكر السالم يبنيان على ما ينصبان به وهو الياء كقول الشاعر :

تعزّ فلا إلفين بالعيش متعا

ولكن لورّاد المنون تتابع

وقول الآخر :

يحشر النّاس لا بنين ولا آ

باء إلا وقد عنتهم شؤون

وذهب المبرد إلى أنهما معربان.

انظر شرح التصريح ١ / ٣٣٨ ـ ٢٤٠ ، الهمع ١ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ، شرح الأشموني ٢ / ٦ ـ ٨.

(٢) خبر (لا) النافية للجنس يحذف عند العلم به ، وهذا الحذف غالب في لغة الحجاز ملتزم في لغة تميم وطيىء فلم يلفظوا به أصلا نحو : لا ضير فلا فوت ولا ضرر ، لا عدوى ولا طيرة لا بأس. وإنما كثر أو وجب ، لأن (لا) وما دخلت عليه جواب استفهام عام ، والأجوبة يقع فيها الحذف والاختصار كثيرا ، ولهذا يكتفون فيها ب (لا) و(نعم) ويحذفون الجملة بعدها رأسا. وأكثر ما يحذفه الحجازيون مع (إلا) نحو لا إله إلا الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وإن لم يعلم بقرينة قالية أو حالية لم يجز الحذف عند أحد. انظر الهمع ١ / ١٤٦.

(٣) في ب : يقدم.

(٤) في ب : الجواب.

(٥) آخر ما نقله ابن عادل هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ١١.

(٦) هذه الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٠ ـ ١١.

(٧) في النسختين : الجلالة والحرمة.

١٧٩

ليس له التعظيم فهو مبتدع ، ومن ليس له الحلاوة (١) فهو مراء ومن ليس له الحرية (٢) فهو فاجر.

فصل

(قال بعضهم (٣)) (٤) قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ)(٥) أنّه لا إله إلّا الله. (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)(٦) لا إله إلّا الله (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ)(٧) لا إله إلّا الله. (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ)(٨) بلا (٩) إله إلّا الله. (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)(١٠) عن قول لا إله إلّا الله. (بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)(١١) هو لا إله إلّا الله. (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(١٢) هو لا إله إلّا الله.

(وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ)(١٢) عن قول : لا إله إلّا الله (١٣).

فصل (١٤)

قال عليه‌السلام (١٥) : «أفضل الذكر لا إله إلّا الله ، وأفضل الدعاء أستغفر الله» ، ثمّ تلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فاعلم أنّه لا إله إلّا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات» (١٦) وقال عليه‌السلام (١٧) : «إنّ الله تعالى خلق ملكا من الملائكة قبل أن خلق (١٨) السموات والأرض وهو يقول : أشهد (١٩) أن لا إله إلّا الله مادّا بها صوته لا يقطعها ، ولا يتنفس

__________________

(١) في النسختين : الجلالة.

(٢) في النسختين : الحرمة.

(٣) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١١.

(٤) ما بين القوسين سقط من ب.

(٥) وتكملة الآية : «أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ» [إبراهيم : ٢٤].

(٦) من قوله تعالى : «مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» [فاطر : ١٠].

(٧) من قوله تعالى :«إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ» [العصر : ٣].

(٨) من قوله تعالى :«قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ» [سبأ : ٤٦].

(٩) في ب : لا.

(١٠) [الصافات : ٢٤].

(١١) [الصافات : ٣٧].

(١٢) من قوله تعالى :«يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ» [إبراهيم : ٢٧].

(١٢) من قوله تعالى : «يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ» [إبراهيم : ٢٧].

(١٣) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ١١.

(١٤) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٠ ـ ١١.

(١٥) في ب : قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(١٦) من الآية [١٩] من سورة محمد. أخرجه ابن ماجه (أدب) ٢ / ١٢٤٩ والترمذي (دعوات) ٥ / ١٣٠.

(١٧) في ب : عليه الصلاة والسلام.

(١٨) في ب : يخلق.

(١٩) أشهد : سقط من ب.

١٨٠