آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ٢

د. عمر بن إبراهيم رضوان

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ٢

المؤلف:

د. عمر بن إبراهيم رضوان


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

فمجاهد بن جبر أعلم تلاميذ ابن عباس بالتفسير حتى قال سفيان الثوري ـ رحمه‌الله ـ «إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به».

وقد أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به ، وقد خرّج له أصحاب الكتب الستة مما يدل على قبول أقواله في التفسير على عكس ما شكك به «جولد تسيهر».

ومجاهد ـ رحمه‌الله ـ هو أحد الأعلام الأثبات كان ثقة فقيها عالما (١) ورعا عابدا متقنا كثير الحديث توفي بمكة وهو ساجد سنة ١٠٤ ه‍ على الأشهر.

كما شكك «جولد تسيهر» بطريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في التفسير زاعما أنه لم يسمع منه أصلا ـ رضي الله عنهما ـ (٢).

والمعروف أن هذه الطريق من أوثق الطرق عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ وأنه قد رواها عنه معاوية بن صالح.

قال الإمام أحمد ـ رحمه‌الله ـ عن هذه الطريق : «إن بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كانت كثيرا».

وقال ابن حجر ـ رحمه‌الله ـ عن هذه الصحيفة : «.. هذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث ، رواها عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح ، وقد اعتمد عليها كثيرا هذا الإمام في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس».

كما اعتمد هذه الطريق ابن جرير الطبري ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، ومسلم ، وأصحاب السنن جميعا.

__________________

(١) التفسير والمفسرون ١ / ١٠٤ وما بعدها.

(٢) مذاهب التفسير الإسلامي ص ٩٨.

٢٤١

وكون علي بن أبي طلحة كان يرسل في هذه الطريق لا يقلل من أهميتها لأنه كان يرسل عن الإمامين مجاهد بن جبر أو سعيد بن جبير وكلاهما ثقة وروايتهما مقبولة. فهذا كله يرد دعوى «جولد تسيهر» فيما أثاره من تشكيك حول هذه الطريق.

وأما زعمه أن ترجمتهما قد أحيطت بهالة من الأساطير خاصة في عرضه القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات فقد رد الإمام الذهبي على هذه الشبهة قائلا : «إن هذا ليس بكثير على من بلغ أن يكون وعاء من أوعية العلم حتى عدّ الإمام مجاهد ـ رحمه‌الله ـ أعلم التابعين بتفسير كتاب الله سبحانه (١).

٢ ـ وهناك طريق أخرى صحيحة وهي : قيس بن مسلم الكوفي ، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين ، ويعتمدها الحاكم في «مستدركه».

٣ ـ أما الطريق الواهية الضعيفة فهي :

محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

ومحمد يروي عن الكلبي محمد بن مروان السدي الصغير. الذي سميت سلسلته بسلسلة الكذب (٢).

أما تفسير ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ المطبوع بعنوان : (تنوير المقباس من تفسير ابن عباس) والذي جمعه الفيروزآبادي صاحب (القاموس) فإن روايته كلها تدور حول محمد بن مروان السدي الصغير ، وهو أحد الكذابين من أجل ذلك فلا يطمأن بحال من الأحوال إلى ما ورد في هذا الكتاب (٣).

هكذا نجد أن علماءنا الأفاضل لم يداهنوا أحدا في دين الله حتى لو كان

__________________

(١) التفسير والمفسرون ١ / ٧٧ ـ ٧٨ ، وتذكرة الحفاظ ـ للذهبي ١ / ٩٢.

(٢) لمحات في علوم القرآن ـ الصباغ ص ١٣٣ ـ ١٣٤.

(٣) لمحات في علوم القرآن ـ الصباغ ص ١٣٤.

٢٤٢

من بيت النبوة لذا بدافع حرصهم على هذا الدين كانوا يميزون بين الرجال العادلين ومجروحيهم ، وبين الصواب والخطأ ، والصدق والكذب لذا أبانوا كل ما نسب لهذا الإمام الجليل إن كان صوابا أو خطأ معدلا أو مجرحا. مما يرد على افتراءات هؤلاء المشككين المفترين من المستشرقين وأعوانهم.

المسألة الثانية :

رواية ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن أهل الكتاب واستغلال المستشرقين لها لرد التفسير بالمأثور والتشكيك فيه :

كان من أبرز النقاط التي أبرزها كل من «جولد تسيهر» و «كتياني» و «لوث» من المستشرقين خلال طعنهم في ابن عباس أخذه عن أهل الكتاب.

فابن عباس ـ رضي الله عنه ـ كغيره من الصحابة الذين اشتهروا بالتفسير يرجعون في فهم معاني القرآن إلى ما سمعوه من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وإلى ما يفتح الله به عليهم من طريق النظر والاجتهاد ، مع الاستعانة بما عايشوه من أسباب النزول ، وملابسات الأحداث التي نزلت فيها الآيات القرآنية. وكان أخذهم عن أهل الكتاب في نطاق ضيق في مجال القصص القرآني ، لما توسعت به كتبهم دون القرآن الكريم. وذلك لأخذ العبرة والاعتبار. آخذين بقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» (١). ولم يكونوا يسألونهم في أمور العقيدة أو فروع الشريعة لكمال شرعنا وتمامه في تنزيه الله سبحانه وعصمة أنبيائه ؛ لذا جاء النهي من رسولنا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن هذا المجال حيث قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء» (٢).

أما الأمر الذي كان يحتمل الصدق والكذب ولم يقم دليل على صدقه ولا على كذبه ، لأنه ربما كان صدقا في نفس الأمر فيكون في تكذيبه حرج ، وربما

__________________

(١) صحيح البخاري ٤ / ١٤٥ كتاب الأنبياء باب ٥٠ ما ذكر عن بني إسرائيل.

(٢) نفس المرجع ٨ / ١٦٠ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ٢٥ قول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء.

٢٤٣

كان كذبا في نفس الأمر فيكون في تصديقه حرج ، ولم يرد النهي عن تكذيبهم فيما ورد شرعنا بخلافه ، ولا عن تصديقهم فيما ورد شرعنا بوفاقه كما أفاد هذا ابن حجر ونبه عليه الشافعي ـ رحمه‌الله تعالى ـ (١).

وهذا ما يوافق قوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم» (٢).

هذا هو الطريق الوسط الذي رسمه لنا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالتعامل مع أهل الكتاب وتقيد به صحابته ـ رضوان الله عليهم ـ وكان على رأسهم ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ الذي كان ينكر على من يخالف هذا الطريق بقوله : «يا معشر المسلمين تسألون أهل الكتاب ، وكتابكم الذي أنزل على نبيه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أحدث الأخبار بالله ، تقرءونه لم يشب ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيّروا ما بأيديهم من الكتاب. فقالوا هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا. أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم. ولا والله ما رأينا رجلا منهم قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم» (٣).

هذا يوضح جليا طريق ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ الذي سلكه بالأخذ عن أهل الكتاب. وأن كل ما ادعاه المستشرقون لم يكن الغرض منه إلا التشكيك برجال هذا التفسير لرده وتشكيك الناس فيه والله خير حافظا لهذا الدين حيث قيض له من يرد عنه تحريف المبطلين وزيف الجاحدين أمثال هؤلاء المبشرين والمستشرقين والملحدين على مدار العصور والدهور.

من هذه الروايات التي ذكرها «جولد تسيهر» عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في أخذه عن أهل الكتاب تفسيره للأجل الذي قضاه موسى ـ عليه‌السلام ـ عند نبي الله شعيب عند ما نزل في مدين يقصد ما جاء في قوله تعالى :

__________________

(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٨ / ١٢٠.

(٢) صحيح البخاري ٨ / ١٦٠ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ٢٥.

(٣) صحيح البخاري ٥ / ١٨٥ كتاب الشهادات انظر فتح الباري.

٢٤٤

(قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ)(١).

فقد روى تفسيرها عن ابن عباس تلميذه سعيد بن جبير حيث قال سعيد : جاءني يهودي من الكوفة وأنا أتجهز للحج فقال : إني أراك رجلا تتبع العلم ، فأخبرني أي الأجلين قضى موسى : قلت : لا أعلم. وأنا قادم على حبر العرب (يعني ابن عباس) فسائله عن ذلك. فلما قدمت مكة سألت ابن عباس عن ذلك وأخبرته بقول اليهودي ، فقال ابن عباس : قضى أكثرهما وأطيبهما ، إن النبي إذا وعد لم يخلف قال سعيد : فقدمت العراق فلقيت اليهودي فأخبرته فقال : «صدق هكذا أنزل أيضا على موسى» (٢).

والملاحظ أن هذه الرواية (٣) إن أخذ تفسيرها ابن عباس عن أهل الكتاب فتكون مما تتمشى مع منهج ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في الأخذ في مجال القصص دون مسائل العقيدة والتشريع.

ويحتمل أن تكون باجتهاد منه فوافقت ما عندهم فظن أنه أخذها عنهم والله تعالى أعلم.

وأما ما ذكر من أخذ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن أبي الجلد جيلان ابن فروي الأزدي فإنه لم يثبت أخذه عنه إلا في موضعين فقط حين سأله عن البرق والرعد.

وأما ما أخذه عن كعب الأحبار وعبد الله بن سلام فلم يكن كذلك إلا في موضعين من التفسير كذلك (٤) وكل من أشار إليهم «جولد تسيهر» من المذكورين سابقا قد أسلموا وحسن إسلامهم.

__________________

(١) سورة القصص : ٢٨.

(٢) مذاهب التفسير الإسلامي ص ٩٢ ـ ٩٣.

(٣) ذكر هذه الرواية الطبري في تفسيره ٢٠ / ٤٣ / ٤٤.

(٤) هذا التعليق لأستاذي فضيلة الشيخ منّاع القطان أثناء جلسة المناقشة للرسالة.

٢٤٥

من هنا يظهر مقدار تعسف هؤلاء المستشرقين بتضخيمهم القضايا الصغيرة وبناء نتائج خطيرة عليها كتكبيرهم مثل هذه القضية ليصموا مدرسة تفسير ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بأنها ذات مسحة يهودية.

المسألة الثالثة : ابن عباس والشعر :

شكك «جولد تسيهر» في مقدرة ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ اللغوية بانيا شبهته على ما نسب لابن عباس من إجابات لأسئلة نافع بن الأزرق الزعيم الخارجي.

جاء في كتابه مذاهب التفسير الإسلامي حول هذه الشبهة «.. وبذلك المبدأ المنهجي المنسوب إلى ابن عباس اقترنت على النمط العربي أسطورة مدرسية عظيمة الإفادة وجدت مدخلا إلى المعجم الكبير للطبراني (ت ـ ٣٦٠ ه‍) وذلك أن الزعيم الخارجي : نافع بن الأزرق سأل ابن عباس عن عدد كبير من مفردات القرآن ، طالبا إليه أن يستشهد على معانيها من الشعر القديم .. إلخ» (١).

أنزل الله سبحانه هذا القرآن الكريم باللغة العربية التي حفظت في أقوال العرب وشعرهم ؛ لذا كان أحدهم إذا استغلق عليه معنى كلمة أو عبارة فتش عن ذلك في لهجة قبيلة من القبائل أو في كلام شاعر ليصل لمعناها.

فلما نزل القرآن الكريم كان بعضه يفهمه الصحابة بأنفسهم من تفسير القرآن بالقرآن ، أو من السنة ، فإذا لم يجدوا رجعوا للغة العربية وأهلها وعلى رأس ذلك الشعر العربي «ديوان العرب» وقد بين ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أوجه وتفسير القرآن الكريم بقوله : [التفسير على أربعة أوجه : وجه تعرفه العرب في كلامها ، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى](٢).

__________________

(١) مذاهب التفسير الإسلامي ص ٩٠.

(٢) مقدمة في أصول التفسير ص ١١٥.

٢٤٦

وقد كان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ممن منّ الله سبحانه عليه بالتمكن والتبحر في هذا الجانب. فقد نقل ابن سعد ـ رضي الله عنهما ـ أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كان يسأل عن القرآن الكريم كثيرا فيقول : كذا وكذا أما سمعتم الشاعر يقول : كذا وكذا» (١).

ولأهمية هذا الجانب في فهم القرآن الكريم كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يحث الصحابة بالرجوع للشعر لفهم ما يستغلق عليهم فهمه من القرآن الكريم.

فقد روي أن ابن الخطاب سأل أصحابه عن معنى قوله تعالى : (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ)(٢). فيقوم له شيخ من هذيل فيقول له : «هذه لغتنا التخوف : التنقص فيقول له عمر : هل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ فيقول : نعم ويروي قول الشاعر :

تخوف الرحل منهما تامكا قردا

كما تخوف عود النبعة السفن )

فيقول عمر ـ رضي الله عنه ـ لأصحابه : عليكم بديوانكم لا تضلوا ، قالوا : وما ديواننا؟ قال : شعر الجاهلية ، فإن فيه تفسير كتابكم ، ومعاني كلامكم (٤).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٧.

(٢) سورة النحل : (٤٧).

(٣) انظر تفسير الطبري ١٤ / ٧٧. والبيت لزهير بن أبي سلمى.

ومعنى البيت : التامك : هو السنام المرتفع ، والقرد : أي الذي أكله القراد من كثرة أسفارها من تحت الرحل.

وعود النبعة : شجر تتخذ منه القسي ، والسفن : المبرد الحديد الذي تبرى به الخشب.

فمعنى البيت على هذا أن الشاعر قال : تنقص رحلها (سنامها) المرتفع الذي تنقر لكثرة أسفارها كما تنقص المبرد عود النبعة ، وفيه تشبيه بها بالصلابة : (هذا تعليق شيخي منّاع القطان خلال جلسة المناقشة).

(٤) التفسير والمفسرون ١ / ٤٧.

٢٤٧

وقد امتاز ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بكثرة حفظه من الشعر فقد كان يستحضر معاني الآيات القرآنية من الشعر وقد كان من تمكنه في هذا الجانب أن خصص لمن يريد الشعر من تلاميذه مجلسا من مجالسه يتلقى عنه ذلك.

قال عطاء : «كان ناس يأتون ابن عباس للشعر ، وناس للأنساب ، وناس لأيام العرب ووقائعها ، فما منهم من صنف إلا يعيل عليه بما شاء» (١).

والذي يدل على قدرته على الشعر واستدلاله على معانيه المناظرة التي حصلت بينه رضي الله عنه وبين الخارجي نافع بن الأزرق في فناء الكعبة والتي كان يريد منها هذا الخارجي إظهار عجز ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ وإفحامه أمام الحاضرين حيث سأله عن مائتي مسألة في القرآن الكريم طالبا الاستشهاد على أقواله من أشعار العرب مذهلا سامعيه بتبحره وتمكنه. وقد ذكر مبدأ الحوار الذي كان بينهما السيوطي ـ رحمه‌الله ـ في كتابه (الإتقان في علوم القرآن).

حيث قال : بينما عبد الله بن عباس جالس بفناء الكعبة قد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن الكريم.

فقال نافع بن الأزرق لنجدة بن عويمر : بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم له به ، فقاما إليه فقالا : إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله فتفسرها لنا ، وتأتينا بمصادقة ذلك من كلام العرب ، فإن الله تعالى : «إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين». فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : «سلاني عما بدا لكما» إلى آخر المسائل وأجوبتها (٢).

وقد أخرج بعضها ابن الأنباري في كتابه «الوقف والابتداء» وأخرج الطبراني بعضها الآخر في معجمه الكبير.

وسواء ثبتت هذه المناظرة بتمامها أو ببعضها برواية السيوطي وابن الأنباري

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٧.

(٢) الإتقان في تفسير القرآن ١ / ١٢٠ ، والتفسير والمفسرون ١ / ٨٢ ـ ٨٣

٢٤٨

فإنها تدل على قوة ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في معرفة بلغة العرب ، وإلمامه بغريبها إلى حد لم يصل إليه غيره (١) مما جعله يصل لمرتبة الإمامة في هذا العلم الشريف ويكون مرجعا للمفسرين الذين جاءوا بعده. وكان رحمه‌الله واضعا لنواة التفسير اللغوي.

وهذا كله يرد على تشكيكات المستشرقين في قدرة هذا الإمام الجليل بهذا الجانب ومحاولة زعزعة ثقة الناس بهذه المقدرة العالية عنده ـ رحمه‌الله ـ.

__________________

(١) التفسير والمفسرون ١ / ٧٥.

٢٤٩
٢٥٠

الفصل الثاني

التفسير بالرأي ورد شبهات المستشرقين حوله

المبحث الأول

التفسير في ضوء العقيدة ـ مذهب أهل الرأي ـ

أ ـ التعريف بالتفسير بالرأي

ب ـ حكم التفسير بالرأى

المبحث الثاني

الشبه التي أثيرت حول هذا النوع من التفسير

المبحث الثالث

جولد تسيهر وبعض كتب أهل الرأي المذموم

٢٥١
٢٥٢

الفصل الثاني

التفسير بالرأي

ورد شبهات المستشرقين حوله

توطئة :

إن تفسير القرآن بالرأي هو عبارة عن تفسير القرآن الكريم بالنظر المجرد الذي يستعين بقواعد اللغة ، وأساليب البيان من غير أن يخالف تفسيرا ورد عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو عن الصحابة ، أو دون أن يتنافى مع أسباب النزول التي صحت طرق إثباتها.

وهذا النوع من التفسير موضع خلاف بين العلماء :

فبعضهم تشدد ومنع أن يفسر القرآن بالرأي ، ويرى أنه لا بد من بيانه من علم السنة والعمل بأقوال الصحابة ، وما يجمع عليه التابعون. ومن الذين عارضوا هذا اللون من التفسير شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال : [فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام].

والإمام الغزالي ـ رحمه‌الله تعالى ـ الذي حرمه كذلك كما ذكر ذلك عنه «جولد تسيهر» في كتابه (مذاهب التفسير الإسلامي) وقد استدلوا بقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار» (١).

__________________

(١) انظر مسند الإمام أحمد ١ / ٢٦٩ ورواه الترمذي في الجامع الصحيح ج ٥ / ١٩٩ برقم (٢٩٥٠).

٢٥٣

وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قال في القرآن بالرأي فأصاب فقد أخطأ» (١).

كما استدل المانعون بموقف بعض الصحابة ـ رضوان الله عنهم ـ من نهيهم عن تفسير القرآن الكريم بهذه الطريقة.

كقول أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ : «أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم» (٢).

وقد استغل أدلة المانعين هذه المستشرقون وعلى رأسهم «جولد تسيهر» ليردوا بذلك التفسير بالرأي وسأرد على هذه النقاط التي أثارها المستشرقون لأظهر سوء نيتهم في التركيز على مثل هذه الأدلة.

وقبل الخوض في الموضوع لا بد من معرفة المراد بالرأي فبعض المفسرين اعتبر المراد «بالرأي» هو الهوى ، أو القول بالتشهي ، أو الميل النفسي من غير استناد على دليل وهذا المعنى هو الذي أخذ به المانعون.

ولا شك أن هذا النوع من التفسير هو التفسير بالرأي المذموم وهو لا يجوز ، ويحرم العمل به لأنه يخالف الحق المراد من النص القرآني.

وفريق آخر من العلماء أجاز هذا اللون من التفسير وسيأتي توضيح هذه الآراء بأدلتها بعد قليل إن شاء الله تعالى :

أما التفسير بالرأي الجائز العمل به والأخذ به هو ما استند فيه في فهم كتاب الله سبحانه للعقل مستعينا على فهم ذلك. من غير أن يخالف تفسيرا ورد عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو عن صحابته ـ رضوان الله عنهم ـ ولا يتنافى مع سبب نزول صح إسناده.

فعلى هذا يحمل النهي الذي ورد ذكره في الأحاديث والأقوال المنسوبة

__________________

(١) انظر الجامع الصحيح للترمذي ج ٥ / ٢٠٠ رقم ٢٩٥٢.

(٢) انظر تفسير الطبري ١ / ٧٨ وتفسير ابن كثير ١ / ٥.

٢٥٤

لبعض الصحابة على من قال في القرآن بهواه ، من غير دليل آخذا بظاهر اللفظ دون الرجوع لصحيح المأثور ، ولا لأقوال من شاهدوا التنزيل ، ولا لما صح عنهم من أسباب النزول. فلا شك أن هذا التفسير مذموم ، وقول في كتاب الله من غير علم ودليل.

وأما تمنع بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ من التفسير بالرأي وما اشتهر عن بعضهم في هذا الخصوص كالقول المأثور السابق الذكر المنسوب لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ أو قول عمر في تفسيره لقوله تعالى : (وَأَبًّا) فإنما كان ذلك منهم تورعا لا تحريما.

ويحتمل أن يكون ذلك منهم إحجاما مقيدا بما لم يعرفوا وجه الصواب فيه. وإلا فقد صح عنهم تفسيرهم لبعض الآيات التي استبان لهم فيها وجه الصواب كتفسير أبي بكر وموافقة عمر ـ رضي الله عنهما ـ لمعنى (الكلالة) أنه ما عدا الوالد والولد.

ويمكن أن يقال : إنما أحجم من أحجم منهم لأنه لم يكن يتعين للإجابة وكان هناك أناس يقومون بهذه المهمة ، وإلا فإن لم يكن هناك سواه لشرح كتاب الله وجب عليه التفسير حتى لا يكون كاتما للعلم خاصة إذا كان يملك أدوات التفسير (١).

المبحث الأول :

التفسير في ضوء العقيدة ـ مذهب أهل الرأي :

الجواب :

الرأي في اللغة : يطلق على الاعتقاد ، وعلى الاجتهاد ، وعلى القياس ومنه أصحاب الرأي أي أصحاب القياس.

__________________

(١) لمحات في علوم القرآن ـ الصباغ ص ١٩٥.

٢٥٥

أما الرأي في الاصطلاح :

هو تفسير القرآن بالاجتهاد اعتمادا على الأدوات التي يحتاجها المفسر من النقل من حديث رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ومن أقوال الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وبالأخذ بمطلق اللغة ومراعاة مقتضى الكلام (١).

فمن أخذ بهذه الأمور مجتمعة كان تفسيره جائزا محمودا وإلا فتفسيره مذموم مردود على صاحبه.

حكم التفسير بالرأي :

اختلف العلماء المسلمون من قديم في جواز تفسير القرآن بالرأي؟ فقوم تشددوا ولم يبيحوا تفسير شيء من القرآن ما لم يرد فيه أثر من المرفوع أو الموقوف.

وقوم لم يروا بأسا من أن يفسروا القرآن باجتهادهم (٢) وقد استدل كل من الفريقين بأدلة تدعم رأيهم.

فمن أدلة المجيزين :

١ ـ أن القرآن نفسه يأمر بالتدبر والاستنباط واستشهدوا بقوله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(٣) فهذه الآية دلت على الاجتهاد عند عدم النص لدى أولي الأمر من أهل العلم والفقه في الدين ، الذين يستخرجون المعاني بفطرتهم ، وما يؤدى إليه ذلك من العلم ، والتفسير بالرأي اجتهاد في فهم معاني القرآن ، فيدخل في عموم الآية.

__________________

(١) مناهل العرفان في علوم القرآن ١ / ٥١٩ ـ ٥٢٠.

(٢) محاضرات في علوم القرآن ص ١٥٢.

(٣) سورة النساء : ٨٣.

٢٥٦

وقوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها)(١). حث الله في هذه الآية على تدبر القرآن والاعتبار به. والتدبر يقتضي التفكير والنظر في معانيه ، وهذا معنى التفسير بالرأى ، فتكون هذه الآية قد حثت على التفسير بالرأي.

٢ ـ أن القرآن يحتوي على جميع علوم الدين ، بعضها بطريق العبارة ، وبعضها بطريق الإشارة ، والثاني يحتاج إلى التعمق في الفهم ولا يكفي الوقوف عند ظاهر الآيات والتوقف مع المأثور.

فلا بد من القول فيه بالعقل والتفكر لبيان معنى ، واستنباط حكم ، وتفسير لفظ ، وفهم مراد لم يقف عنده السابقون لعدم الحاجة إليه في عصرهم.

فإن توقفنا مع المأثور من التفسير فقط تتعطل هذه الأحكام والمعاني وهذا لا يكون إلا بالتفسير بالرأي (٢).

٣ ـ فسر الصحابة القرآن ، واختلفوا في تفسيره على وجوه ولم يسمعوا كل شيء قالوه من النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بل هناك من الأقوال ما سمعوه منه وهناك ما اجتهدوا فيه ، واختلف المفسرون في بعض الآيات فقالوا فيها أقاويل متباينة لا يمكن الجمع بينها ، وسماع جميعها من الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ محال. ولو كان بعضها مسموعا وبعضها غير مسموع لوجب رد غير المسموع ، إذا لا بد أن كل مفسر قال بما هداه إليه استنباطه ، ومن أمثلة ذلك اختلاف المفسرين في تفسير فواتح السور.

ورسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لم يبين إلا ما لا يوصل إلى علمه إلا به ، ودعت الحاجة إليه ، وترك كثيرا مما يدركه باب الاجتهاد باجتهادهم. فلم يلزم في جميع تفسير القرآن التوقيف.

__________________

(١) سورة محمد : ٢٤.

(٢) الجامع لأحكام القرآن ـ القرطبي ١ / ٣٧.

٢٥٧

٤ ـ أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ دعا لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قائلا : «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل».

ولو كان التأويل مقصورا على السماع والنقل لما كان هناك فائدة في تخصيص ابن عباس بهذا الدعاء. فدل ذلك على أن التأويل الذي دعا به الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لابن عباس أمر آخر سوى السماع والنقل وذلك هو التفسير بالرأي والاجتهاد.

٥ ـ حث القرآن على التعمق بالفهم فقال تعالى : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)(١).

قال المفسرون : إن الحكمة المقصودة في هذه الآية هي فهم القرآن الذي ينبغي أن يحرص على إدراكها القادر عليها ، لأن الآية اعتبرت فهم القرآن خيرا ينبغي الحرص على فهمه (٢).

وما أحسن قول الإمام «الراغب الأصفهاني» حيث قال : «فمن اقتصر على المنقول إليه فقد ترك كثيرا مما يحتاج إليه ، ومن أجاز لكل أحد الخوض فيه فقد عرضه للتخليط ولم يعتبر حقيقة قوله تعالى (لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ)(٣) فالتفسير بالرأي اجتهاد ، والاجتهاد جائز في الشريعة ، فالتفسير بالرأي جائز. لأن التفسير بالرأي يعني الاجتهاد في فهم القرآن وإدراك معانيه واستنباط الأحكام منه. كما أن الاجتهاد في الشريعة بضوابطه دلت عليه نصوص كثيرة ، والمجتهد مأجور أصاب أو أخطأ. وبهذا يكون الاجتهاد بفهم القرآن جائزا وهو التفسير بالرأي (٤).

هذه الأدلة بمجموعها تدل على أن التفسير بالرأي الموافق لكلام العرب

__________________

(١) سورة البقرة : (٢٦٩).

(٢) دراسات في التفسير ورجاله ص ٤٥.

(٣) سورة ص : (٢٩).

(٤) هذه من تعليقات أستاذي الشيخ مناع القطان أثناء جلسة مناقشة الرسالة.

٢٥٨

وعلى موافقة الكتاب والسنة ولم يتعارض مع المأثور بشيء نوع جديد من التفسير (١).

هذا كله يرد على تشكيكات المستشرقين في رد التفسير بالرأي. ويدل على جوازه وأن ما أثاره من أدلة «جولد تسيهر» قد رددت عليها ووجهت أدلة المانعين. وما أشرت له من أدلة المجيزين وتوجيه أدلة المانعين يدل أن التفسير بالرأي قسمان : تفسير بالرأي محمود ، وهو ما كان متقيدا بشروط التفسير من استفراغ الجهد في البحث في المأثور ، ثم بعد ذلك إعمال الفكر في الآية متقيدا بضوابط اللغة ومراعاة مقتضى الكلام (٢) وغير ذلك من الأمور المهمة لهذا التفسير.

فمن أخذ بكل ذلك كان تفسيره محمودا. أما من خرج عن هذه الضوابط سائرا في تفسيره وراء هواه ، أو قال في القرآن بغير علم لأنه ليس له أهل أو حمّل الآيات ما لا تحتمله فتفسيره مذموم كتفاسير أصحاب الفرق الضالة.

أما المانعون فقد استدلوا بعدة أدلة وهي الأدلة التي استغلها «جولد تسيهر» وزمرته من المستشرقين للطعن في هذا النوع من التفسير وذكروا عدم جوازه.

فمن هذه الأدلة والتي لم يتركها المجيزون من الرد والتوجيه :

١ ـ استدلوا بحديث رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والذي فيه أنه يخشى على مستقبل أمته من ثلاث : منها : «رجال يتأولون القرآن على غير تأويله» (٣) أو كما قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

وقد ذكر الأستاذ عبد الحليم النجار أن هذا مرسل من مراسيل أبي داود ـ رحمه‌الله ـ. فعلى هذا فالحديث ضعيف لا يحتج به.

__________________

(١) لمحات في علوم القرآن ص ١٩٦.

(٢) مناهل العرفان في علوم القرآن ١ / ٥١٩ ـ ٥٢٠.

(٣) انظر المراسيل لأبي داود السجستاني ص ٣٥٨ باب في البدع ـ مؤسسة الرسالة.

٢٥٩

٢ ـ كما استدلوا بقول أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ : [أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في القرآن برأي أو بما لا أعلم](١).

هذا القول أرسله عن أبي بكر ـ رحمه‌الله ـ التابعي الثقة أبو معمر عبد الله ابن سبرة الأزدي والحديث لا يفيد المنع لتفسير القرآن بالرأي ، وإنما أراد به التفسير الذي لم يقم عليه دليل ، أو كان المنع تخوفا أن لا يصيب هذا التفسير مراد الله سبحانه ، ويؤيد هذا التخريج أن أبا بكر نفسه لما سئل عن الكلالة قال : أقول فيها برأيي ، فإن يكن صوابا فمن الله سبحانه ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان منه : الكلالة من لا ولد له ولا والد. ولما تولى الخلافة عمر قال : إني لأستحي أن أخالف أبا بكر في رأي رآه.

ووضح الحافظ ابن كثير ـ رحمه‌الله ـ هذا المعنى بقوله : [فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تخريجهم من الكلام في التفسير بما لا علم لهم فيه ، فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه](٢).

وهذا ما وجدناه من بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بيان ما علموه من معنى كتاب الله سبحانه ، والسكوت فيما ليس لهم به علم تورعا وحيطة لأنفسهم حتى يقولوا في كتاب الله بغير علم ، وأن لا يصيبوا مراد الله وهذا هو الواجب في حق من تصدر لتفسير كتاب الله سبحانه أن لا يقول في كتاب الله سبحانه إلا بما يعلم. قال تعالى : (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)(٣) ولقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» (٤).

فمن هنا وجدنا مجموعة من الصحابة قد اشتهروا في تفسير القرآن الكريم

__________________

(١) تفسير الطبري ١ / ٧٨.

(٢) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ٨٠.

(٣) سورة آل عمران : ١٨٧.

(٤) مسند الإمام أحمد ٢ / ٢٦٣.

٢٦٠