إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٨

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

النماء والانجبار والاستيصال والبوار.

أوصافه عليه‌السلام الجسمانية

رواها جماعة من القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج ٨ ص ٦٦٥ الى ص ٦٦٧) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٣٤ مخطوط)

روى من طريق الحافظ أبى نعيم عن حذيفة رضي‌الله‌عنه قال : كان علي أشبه الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى صدره ، فقلت لعلي : هلم أزوجك. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هو أحق به. أخرجه الحافظ ابو نعيم.

ومنهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١١ مخطوط) قال : حدثنا معاذ بن المثنى ، نا مسدد ، نا يحيى بن سعيد وحدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري قالا : نا أبو صالح الحراني قال : قال وكيع : كلاهما عن اسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي قال : رأيت عليا رضي‌الله‌عنه على المنبر أبيض اللحية قد ملئت ما بين منكبيه ، زاد يحيى بن سعيد في حديثه : على رأسه رغيبات. نا عبد الله بن الصقر السكري نا ابراهيم بن المنذر الحزامي عن الواقدي قال : يقال : كان علي بن أبي طالب آدم ربعة مسمنا ضخم المنكبين ، طويل اللحية أصلع ، عظيم البطن ، غليظ العينين ، أبيض الرأس واللحية.

ومنهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٥ مخطوط) قال : وكان علي رضي‌الله‌عنه عظيم المنكبين لمنكبه مشاش كمشاش السبع

٢٤١

الضاري لا يبين عضده من ساعده قد أدمج إدماجا شئن الكفين عظيم الكراديس أغيد كأن عنقه إبريق فضة ، أصلع ليس في رأسه شعر الا من خلفه.

وكان كثير شعر اللحية ، وروى أنه كان أصفر اللحية ، والمشهور أنه كان أبيضها ويشبه ان يكون خضب مرة ثم ترك.

وعن الشعبي أنه قال : رأيت علي بن أبي طالب ورأسه ولحيته قطنة بيضاء وكان إذا مشى تكفأ وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس وهو قريب الى السمن شديد الساعد واليد وإذا مشى الى الحرب هرول ثبت الجنان قوي ما صارع أحدا قط الا صرعه شجاع منصور على من لاقاه.

ومنهم العلامة المحدث الفقيه الشيخ على بن محمد بن أحمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ المتوفى سنة ٨٥٥ في «الفصول المهمة» (ص ١١٠ ط الغرى) قال :

ومما رواه العز المحدث في صفته وذلك عند سؤال بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل له عند صفته له فقال : كان ربعة من الرجال أدعج العينين حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا ضخم البطن عريض المنكبين شئن الكفين كأن عنقه إبريق فضة أصلع كث اللحية له مشاش كمشاش السبع الضاري لا يتبين عضده من ساعده وقد أدمجت إدماجا.

ومنهم العلامة ابن قتيبة في «غريب الحديث» (ص ٤٧٣ ط العاني في بغداد) قال :

وفي وصف علي عليه‌السلام له «انه أهدب الأشفار». أي : طويلها.

٢٤٢

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل في عد مناقب الال» (ص ١٤٦ مخطوط)

ذكر في توصيفه ما تقدم عن «الفصول المهمة» وزاد :

شئن الكفين عظيم الكراديس أغيد كأن عنقه إبريق فضة أصلع ليس في شعر الا من خلفه كثير شعر اللحية وكان لا يخضب وقد جاء عنه الخضاب والمشهور ابيض اللحية ، وكان إذا مشى تكفأ شديد الساعدين واليد إذا مشى للحرب هرول ، ثبت الجنان قوي الأركان ما صارع أحدا الا صرعه.

ومنهم العلامة الصفورى في «نزهة المجالس» (ج ٢ ص ٢٠٤ ط مطبعة الازهرية بمصر) قال :

كان (أي علي بن أبي طالب) مربوع القامة ، أدعج العينين عظيمهما ، حسن الوجه ، كأن وجهه القمر ليلة البدر ، عظيم البطن أعلاه علم وأسفله طعام ، وكان كثير شعر اللحية ، قليل شعر الرأس ، كأن عنقه إبريق فضة رضي‌الله‌عنه وعن أمه ، وأخويه جعفر وعقيل ، وعميه حمزة والعباس.

ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلى القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في «تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب» (ص ٣٤٨ ط دهلي) قال :

وكان علي شيخا أصلع كثير الشعر ربعة الى القصر أقرب عظيم البطن عظيم اللحية جدا قد ملئت ما بين منكبيه بيضاء كأنهما قطن آدم شديد الادمة.

٢٤٣

ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في «أهل البيت» (ص ١٩٦ ط القاهرة سنة ١٣٩٠ ه‍) قال :

وكان عليه‌السلام (أي علي «ع») ربعة من الرجال الى القصر أقرب والى السمن أنجل (النجل سعة العين مع حسنها يقال رجل أنجل وامرأة نجلاء) أسمر ، أصلع مبيض الرأس واللحية طويلها ، ثقيل العينين أزج الحاجبين حسن الوجه واضح البشاشة ، أغيد كأنما عنقه إبريق فضة ، عريض المنكبين لهما مشاش كمشاش (المشاش رأس العظم) السبع الضاري لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجا ، وكان أبجر ، أي كبير البطن ، يتكفأ في مشيته على نحو يقارب مشية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وكان يتمتع بقوة جسدية بالغة في المكانة والصلابة والصبر على العوارض والآفات ، ومن قوة تركيبه رضي‌الله‌عنه أنه كان لا يبالي الحر والبرد ولا يحفل الطوارئ الجوية في صيف ولا شتاء(١).

__________________

(١) قال الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني المتوفى سنة ٢١١ والمولود سنة ١٢٦ في كتابة «المصنف» (ج ١ ص ٣٤٦ ط بيروت) روى عن عبد الرزاق عن معمر عن جابر عن أبي جعفر قال : كان في خاتم علي «تعالى الله الملك».

روى عن عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن أبي جعفر قال : كان في خاتم علي «تعالى الله الملك».

وقال الحافظ ابن عساكر الدمشقي في «ترجمة الامام علي من تاريخ

٢٤٤

............

__________________

دمشق» (ج ١ ص ١٧ ط بيروت) قال :

ويقال انه (أي علي) كان ربعة آدم ، وقد قيل : أحمر ضخم المنكبين طويل اللحية أصلع عظيم البطن أبيض الرأس واللحية.

٢٤٥

الباب الحادى والعشرون

في تاريخ شهادته عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١١ مخطوط) قال : حدثنا أحمد بن زيد ، نا ابراهيم بن المنذر ، نا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : توفي علي وهو ابن ثمان وخمسين.

وقال : حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ، نا يحيى بن بكير قال : قتل علي بن أبي طالب يوم الجمعة يوم سبعة عشرين شهر رمضان سنة أربعين.

قال : وحدثنا المقدام بن داود نا علي بن معبد نا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله ابن محمد بن عقيل قال : قتل علي رضي‌الله‌عنه سنة أربعين.

قال : وحدثنا عبيد بن غنام نا أبو بكر بن أبى شيبة قال : قتل علي سنة أربعين وكانت خلافته خمس سنن وستة أشهر.

٢٤٦

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام على من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٣٠٠ ط دار التعارف في بيروت) قال :

قال ابن سعد : ومكث علي يوم الجمعة وليلة السبت وتوفى ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين.

ومنهم العلامة الشيخ احمد بن الفضل بن باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل في عد مناقب الال» (ص ١٥٨) قال :

ومدة عمره رضي‌الله‌عنه ثلاث وستون سنة وقيل خمس وستون وقيل تسع وخمسون ، ولم يذكر أبو بكر احمد بن الدراع في كتاب مواليد اهل البيت غير خمس وستين ، صحب منها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة ثلاث عشر سنة وبالمدينة عشر سنين وعاش بعد النبي «ص» ثلاثين سنة ، وكانت مدة خلافته اربع سنين وتسعة أشهر وستة ايام وقيل ثلاثة ايام وقيل ثمانية ايام.

ومنهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام على من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٣٤٠ ط بيروت)

روى بتسعة أسانيد أن عليا «ع» قتل في سنة أربعين بعد الهجرة.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد رؤف الموقت في «مجموعة اليواقيت المصرية» (ص ٢١٥) قال :

وقتل رضي‌الله‌عنه ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة أربعين هجرية

٢٤٧

ودفن بالكوفة أو بالبقيع وعمره ثلاث وستون سنة (١).

__________________

(١) روى في «ترجمة الامام على عليه‌السلام من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٣١٧ الى ص ٣٢٥ ط بيروت) :

في سني عمر أمير المؤمنين علي عليه‌السلام حين استشهد سبع روايات «الاولى» سبع وخمسين سنة رواها بخمسة أسانيد ، «الثانية» ثمان وخمسين سنة رواها بعشرة أسانيد ، «الثالثة» سبع او ثمان وخمسين سنة رواها بسند واحد ، «الرابعة» ثلاث وستين سنة رواها بأربعة أسانيد «الخامسة» اربع وستين سنة ، رواها بسند واحد ، «السادسة» خمس وستين سنة رواها بأربعة أسانيد.

٢٤٨

الباب الثانى والعشرون

في كيفية شهادته عليه‌السلام

تقدم جملة من الأحاديث الواردة في ذلك في (ج ٨ ص ٧٧٩ الى ص ٨٠٤) ونروى هاهنا ما لم نرو هناك من غير الكتب المروية هاهنا :

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ الشهير بابن عساكر في «ترجمة الامام على من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٢٩٣ ط دار التعارف ببيروت) قال :

أخبرنا أبو محمد السلمى أنبأنا أبو بكر الخطيب حيلولة : وأخبرنا ابو القاسم اسماعيل بن احمد أنبأنا ابو بكر بن الطبري قالا : أنبأنا ابو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان أنبأنا أبو نعيم أنبأنا عبد الجبار بن العباس الهمداني عن عثمان بن المغيرة قال : لما أن دخل شهر رمضان كان علي يتعشى ليلة عند الحسن والحسين وابن عباس ولا يزيد على ثلاث لقم يقول :

٢٤٩

يأتينى أمر الله وأنا خميص ـ وفي نسخة وأنا أخمص ـ انما هي ليلة او ليلتين. قال : فأصيب من الليل.

ومنهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٤٩ مخطوط) روى من طريق البغوي في معجمه عن الليث بن سعد : ان ابن ملجم ضرب عليا في صلاة الصبح على دهش بسيف سممه بسم ، ومات من يومه ودفن بالكوفة ليلا.

ومنهم العلامة الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (ص ١٢ مخطوط) قال : حدثنا احمد بن على الأبار ، نا أبو أمية عمر بن هشام الحراني نا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي نا اسماعيل بن راشد فروى عن محمد بن حنيف في حديث قال : فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم فأدخل على علي رضي‌الله‌عنه فدخلت فيمن دخل من الناس فسمعت عليا يقول : النفس بالنفس ان هلكت فاقتلوه كما قتلني وان بقيت رأيت فيه رأيى (الى ان قال) وكان ابن ملجم مكتوفا بين يدي الحسن إذ نادته ام كلثوم بنت علي وهي تبكي : يا عدو الله انه لا بأس على أبي والله مخزيك. قال : فعلى م تبكين ، والله لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع اهل المصر ما بقي منهم أحد. فقال علي للحسن رضي‌الله‌عنهما : ان بقيت رأيت فيه رأيي وان هلكت من ضربتي هذه فاضربه ضربة ولا تمثل به فانى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينهى عن المثلة ولو بالكلب العقور (الى أن قال) وقد كان علي رضي‌الله‌عنه قال : يا بنى عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون : قتل امير المؤمنين قتل

٢٥٠

أمير المؤمنين ألا لا يقتل بى الا قاتلي (الى ان قال):

قال علي للحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما : أي بني أوصيكما بتقوى الله واقام الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها وحسن الوضوء ، فانه لا يقبل صلاة الا بطهور ، وأوصيكم بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمر وتعاهد القرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش. قال : ثم نظر الى محمد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال : نعم. قال : فاني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك وتزيين أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما ، ثم قال لهما : أوصيكما به ، فانه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه. ثم أوصى فكانت وصيته : فذكر الوصية بطولها فقال : ثم لم ينطق الا بلا اله الا الله حتى قبض في شهر رمضان في سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ، وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات ، وولى الحسن رضي‌الله‌عنه عمله ستة أشهر ، وكان ابن ملجم قبل أن يضرب عليا قاعدا في بنى بكر بن وائل إذ مر عليه بجنازة أبجر بن جابر العجلي أبي حجار وكان نصرانيا والنصارى حوله وأناس مع حجار بمنزلته فيهم يمشون في جانب امامهم شقيق بن ثور السلمي ، فلما رآهم قال : ما هؤلاء ، فأخبر ثم أنشأ يقول :

لئن كان حجار بن أبجر مسلما

لقد بوعدت منه جنازة أبجر

وان كان حجار بن أبجر كافرا

فما مثل هذا من كفور بمنكر

أترضون هذا ان قسا ومسلما

لدى نعش فيا قبح منظر

وقال ابن عياش المرادي :

٢٥١

لم أر مهرا ساقه ذو سماحة

كمهر قطام بينا غير معجم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة

وضرب علي بالحسام المصمم

ولا مهر أغلى من علي وان غلى

ولا قتل الا دون قتل ابن ملجم

وقال أبو الأسود الدؤلي :

ألا أبلغ معاوية بن حرب

ولا قرت عيون الشامتينا

أفي الشهر الحرام فجعتمونا

بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا

وخيسها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها

ومن قرء المثاني والمئينا

لقد علمت قريش حيث كانت

بأنك خيرها حسنا ودينا

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٥٧ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

قال علي «ع» : يا حسن ان أنا مت لا تغالي في كفني فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا تغالوا في الأكفان وامشوا بين المشيتين فان كان خيرا عجلتموني اليه وان كان شرا لقيتموه عن أكتافكم يا بني عبد المطلب لا ألفيتكم تريقون دماء المسلمين بعدي تقولون قتلتم أمير المؤمنين ألا لا يقتلن بي الا قاتلي ثم لم ينطق الا بلا اله الا الله حتى قبض وذلك ليلة الأحد التاسع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر ومحمد بن الحنفية يصب الماء وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص وحنط بفضل حنوط النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فانه كان محفوظا عنده وأوصى أن يحنط به وصلى عليه الحسن وكبر أربع تكبيرات.

٢٥٢

ومنهم العلامة الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٣٩ ط مكتبة القدسي بمصر) قال :

أخذ ابن ملجم فأدخل على علي فدخلت فيمن دخل من الناس فسمعت عليا يقول : النفس بالنفس ان هلكت فاقتلوه كما قتلني وان بقيت رأيت فيه رأيي ولما أدخل ابن ملجم على علي قال له : يا عدو الله ألم أحسن إليك ألم أفعل بك. قال : بلى.

ومنهم العلامة القاضي حسين الديار بكرى المكي في «تاريخ الخميس» (ج ٢ ص ٢٨٢ ط الوهبية بمصر) قال :

وفي ذخائر العقبى قال علي : احبسوه فان أمت فاقتلوه ولا تمثلوا به وان لم أمت فالأمر الي في العفو والقصاص. أخرجه أبو عمرو فقالت أم كلثوم يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين. قال ما قتلت الا أباك قالت والله اني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس. قال فلم تبكين إذا ، ثم قال والله لقد سممته شهرا يعني سيفه فان أخلفني أبعده الله وأسحقه. قال : فمكث علي يوم الجمعة وليلة السبت وتوفي ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان من سنة أربعين.

ومنهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في «الامامة والسياسة» (ج ١ ص ١٣٥ ط مطبعة الفتوح الادبية) قال :

قيل : ولما ضرب علي دعا أولاده وقال لهم : عليكم بتقوى الله وطاعته وألا تأسوا على ما صرف عنكم منها وانهضوا الى عبادة ربكم وشمروا عن ساق الجد ولا تثاقلوا الى الأرض وتقروا بالخف وتبوؤا بالذل ، اللهم اجمعنا وإياهم

٢٥٣

على الهدى وزهدنا وإياهم في الدنيا واجعل الآخرة خيرا لنا ولهم من الاولى والسّلام.

ومنهم العلامة الزبيدي في «الإتحاف» (ج ١٠ ص ٣١٩ ط المطبعة الميمنية بمصر) قال :

عن ابى جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي أنه رضي‌الله‌عنه قال : لما ضرب أوصى بنيه ثم لم ينطق الا بلا اله الا الله حتى قبض. رواه ابن أبى الدنيا عن عبد الله بن يونس بن بكير عن أبيه عن أبي عبد الله الجعفي عن جعفر بن محمد بن علي ـ ولم يقل عن أبيه.

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ١٨٨ ط گلشن فيض لكهنو) قال :

ثم توفي عليه‌السلام في الكوفة ليلة الأحد التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة. وقالوا : ولما فرغ علي من وصيته قال السّلام عليكم ورحمته وبركاته. ثم لم يتكلم الا بلا اله الا الله حتى توفى ودفن في السحر وصلى عليه ابنه الحسن. وقيل كان عنده فضل من حنوط رسول الله أوصى ان يحنط به وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الأصح وهو قول الأكثر ودفن بالكوفة ورثاه الناس فأكثروا فيه المراثي.

ومنهم العلامة ابو عبد الله محمد عبد الله بن عبد العلى القرشي الهاشمي في «تفريح الأحباب» (ص ٣٦٤ ط دهلي) قال :

واخرج ابن أبى داود عن محمد بن سيرين قال : لما توفي رسول الله «ص»

٢٥٤

ابطأ علي عن بيعة أبى بكر فلقيه أبى بكر فقال : أكرهت امارتى. فقال : لا ولكن آليت لا أرتدى بردائي الا الى الصلاة حتى اجمع القرآن فزعموا انه كتبه على تنزيله وقال : يأتي على الناس زمان المؤمن فيه أذل من الامة. أخرجه سعيد بن منصور ولأبي الأسود الدئلي يرثى عليا رضي‌الله‌عنه :

ألا يا عين ويحك تسعدينا

ألا تبكى أمير المؤمنينا

وتبكى ام كلثوم عليه

بعبرتها وقد رأت اليقينا

ألا قل للخوارج حيث كانوا

فلا قرت عيون الحاسدينا

أفي الشهر الصيام فجعتمونا

بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا

وذللها ومن ركب السفينا ـ إلخ

ومنهم العلامة المولوى محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ١٨٩ ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو)

نقل عن الحاكم أبى عبد الله الحافظ بإسناده رفعه الى بعضهم انه قال : لما حضرت وفاة علي قال للحسن والحسين إذا انا مت فاحملانى على سرير ثم أخرجاني ثم أتيا في الغريين فإنكما تريان صخرة بيضاء يلمع نورا فأحضرا فإنكما تجدان فيها ساحة فادفناني فيها. رواية لابن أبي الدنيا قال بعضهم : خرج الرشيد من الكوفة متصيدا بناحية الغريين فجاءت الضباء الى ناحية الغريين فأرسلنا عليه الصقور ورجعت الكلاب فأخبرنا بها الرشيد فأحضر شيخا من مشايخ الغريين وسأله فقال : أخبرنا عن آبائنا انه قبر علي ، فاستبق الرشيد وكان يزوره في كل عام الى أن مات.

٢٥٥

ومنهم العلامة المولى حمد الله الهندي الداجوى الحنفي في «البصائر لمنكر التوسل بأهل المقابر» (ص ٤٤ ط اسلامبول)

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني عبد الله بن يونس بن بكير ، حدثني أبي ، عن أبي عبد الله الجعفي ، عن جابر : عن محمد بن علي : ان عليا لما ضربه [ابن ملجم] أوصى بنيه ثم لم ينطق الا لا الا الله حتى قبضه الله.

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد ، وابو علي الحسن بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد ، أنبأنا محمد بن بشر أخي خطاب ، أنبأنا عمر بن زرارة الحدثي أنبأنا الفياض بن محمد الرقي ، عن عمرو بن عيسى الانصاري ، عن أبي مخنف عن عبد الرحمن بن جندب بن عبد الله ، عن أبيه قال : لما فرغ علي من وصيته قال : أقرأ عليكم السّلام ورحمه‌الله وبركاته. ثم لم يتكلم بشيء الا لا اله الا الله حتى قبضه الله رحمة الله ورضوانه عليه.

وغسله ابناه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر ، وصلى عليه الحسن وكبر عليه أربعا وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ودفن في السحر.

وفي (٣٠٩ ، الطبع المذكور):

أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمد ، أنبأنا إسحاق بن ابراهيم ، أنبأنا حميد ابن عبد الرحمن ، عن حسن بن صالح ، عن هارون بن سعد قال :

كان عند علي مسك أوصى أن يحنط به ، وقال : فضل من رسول الله صلى

٢٥٦

الله عليه وسلم.

وفي (ص ٣٢٩ ، الطبع المذكور) قال :

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمد المؤدب ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، قال :

سنة أربعين فيها قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت من شهر رمضان ، ودفن بالكوفة عند مسجد الجماعة في قصر الامارة ، وكان حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم الواعظ ، أنبأنا أبو الحسن نعمة الله ابن محمد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله ، أنبأنا محمد بن أحمد بن سليمان ، أنبأنا سفيان بن محمد بن سفيان ، حدثني الحسن بن سفيان ، أنبأنا محمد بن علي ، عن محمد بن إسحاق : قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : علي بن أبي طالب أبو الحسن ، وكانت ولاية علي بن أبي طالب أربع سنين وثمانية أيام ، وقتل يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين من يومه ودفن ليلا.

ومنهم الشيخ جمال الدين ابو الفضل محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري المصري المتوفى سنة ٧١١ في كتابه «مهذب الأغاني» (ج ٢ ط الدار المصرية بالقاهرة) قال :

ولما اتى ابا الأسود نعي علي بن أبي طالب ومعه الحسن قام على المنبر فخطب الناس ونعى لهم عليا فقال في خطبته : وان رجلا من اعداء الله المارقة عن دينه قتل أمير المؤمنين في مسجده وهو خارج لتهجده في ليلة يرجى فيها مصادفة ليلة القدر فقتله فالله هو من قتيل وأكرم به وبمقتله وروحه من روحي عرجت الى الله عزوجل بالبر والتقى والايمان والإحسان لقد اطفأ منه نور الله في ارضه لا تتبين بعده وهدم ركنا من اركان الله عزوجل لا يشاد مثله فانا لله وانا

٢٥٧

اليه راجعون وعند الله نحتسب مصيبتنا بأمير المؤمنين عليه‌السلام ورحمه‌الله يوم ولد ويوم قتل ويوم يبعث حيا. ثم بكى حتى اختلفت أضلاعه ثم قال : وقد وصى بعده بالامامة الى ابن رسول الله «ص» وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه واني لأرجو أن يجبر الله به ما وهي ويسد ما انثلم ويجمع به الشمل ويطفئ به نيران الفتنة فبايعوه ترشدوا. فبايعت الشيعة كلها وتوقف من يرى رأي العثمانية ولم يظهروا أنفسهم بذلك وهربوا الى معاوية فكتب اليه معاوية مع رسول دسه اليه يعلمه أن الحسن راسله في الصلح فقال ابو الأسود :

الا أبلغ معاوية بن حرب

فلا قرت عيون الشامتينا

أفي شهر الصيام فجعتمونا

بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا

وخيسها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها

ومن قرأ المثاني والمئينا

إذا استقبلت وجه ابى حسين

رأيت البدر راق لناظرينا

لقد علمت قريش حيث حلت

بأنك خيرها حسبا ودينا

ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسنى بك المصري المتوفى بعد سنة ١٣٢٧ بقليل في كتابه «حلى الأيام في سيرة سيد الأنام وخلفاء الإسلام» (ص ٢١٦ الطبعة القديمة بمصر) قال :

لما قتل علي «ع» رثاه كثيرون من الشعراء وأفاضوا في وصف أعماله وشمائله وما أوتي من صفات الكمالات وكمالات الصفات فنأتي هنا على بعض ما يسعه المقام في هذا الصدد. قال أبو الأسود الدؤلي يرثي عليا رضي‌الله‌عنه :

ألا يا عين ويحك أسعدينا

ألا تبكى أمير المؤمنينا

وتبكى أم كلثوم عليه

بعبرتها وقد رأت البغينا

٢٥٨

الا قل للخوارج حيث كانوا

فلا قرت عيون الحاسدينا

أفي الشهر الصيام فجعتمونا

بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا

وذللها ومن ركب السفينا

وكل مناقب الخيرات فيه

وحب رسول رب العالمينا

لقد علمت قريش حيث كانت

بأنك خيرهم حسبا ودينا

إذا استقبلت وجه أبى حسين

رأيت البدر فوق الناظرينا

وكنا قبل مقتله بخير

نرى مولى رسول الله فينا

يقيم الحق لا يرتاب فيه

ويعدل في العدى والاقربينا

وليس بكاتم علما لديه

ولم يخلق من المتكبرينا

كأن الناس إذ فقدوا عليا

نعام حار في بلد سنينا

فلا تشمت معاوية بن حجر

فان بقية الخلفاء فينا

ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص ١٨٨ ط گلشن فيض في لكهنو)

روى الأبيات المتقدمة عن «حلى الأيام» لكنه أسقط البيت المبدو بقوله «وكل مناقب الخيرات» والبيت المبدو بقوله «لقد علمت قريش» وزاد :

ومن لبس النعال ومن حذاها

ومن قرأ المثاني والمئينا

٢٥٩

فضائل اهل البيت

بيت العصمة والطهارة عليهم‌السلام

قد تقدمت الأحاديث المأثورة من فضائل اهل البيت في كتب اهل السنة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في (ج ٩) من كتابنا هذا من أوله الى آخره ، ونستدرك هاهنا جملة مما لم نوردها هناك أو نقلناها عن غير الكتب المنقولة عنها هاهنا :

٢٦٠