أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني
المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
والوجه الرابع ؛ / الأكل : الابتلاع (١) ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ)(٢) ، أى يبتلعهنّ (٣).
والوجه الخامس ؛ الأكل يعنى : الاستئصال ؛ قوله تعالى : (ثُمَّ يَأْتِي بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَ)(٤) أى يستأصلن (٥).
والوجه السادس ؛ الأكل يعنى : الافتراس (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ)(٧) يعنى : يفترسه.
والوجه السابع ؛ «الأكل يعنى» (٨) : أخذ الأموال ظلما بغير حقّ ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً)(٩) يريد : يأخذون أموال اليتامى ظلما سواء أكلوها ، أو لم يأكلوها ؛ وكقوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ)(١٠) ، أى : لا تأخذوا.
والوجه الثامن ؛ الأكل يعنى : الانتفاع بالأكل والشّرب واللّباس ؛ كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً)(١١) يعنى : انتفعوا «بالأكل» (١٢) واقنعوا بالحلال.
والوجه التاسع ؛ الأكل يعنى : الرّزق ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ)(١٣) يعنى : يرزقون ؛ من فوقهم المطر ، ومن تحت أرجلهم النّبات.
* * *
__________________
(١) فى م : «الاتباع».
(٢) الآية ٤٣.
(٣) فى م : «أى اتباعهن». كما فى (تنوير المقباس ١٥٠).
(٤) سورة يوسف / ٤٨.
(٥) وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٠٤) (يأكلن) مجاز ، والمعنى : يأكلن أهلهن (ما قدمتم لهن) أى : ما ادخرتم لهنّ.
(٦) فى م : «الافتراس».
(٧) الآية ١٣.
(٨) الإثبات عن م.
(٩) الآية العاشرة.
(١٠) سورة النساء / ٢.
(١١) سورة البقرة / ١٦٨.
(١٢) الإثبات عن م.
(١٣) الآية ٦٦.
تفسير الأسف على وجهين
الحزن* الغضب*
فوجه منهما ؛ الأسف يعنى : الحزن ؛ قوله تعالى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ)(١) معناه : يا حزناه (٢). وكقوله تعالى فى قصّة موسى : (غَضْبانَ أَسِفاً)(٣) يعنى : محزونا مغتاظا (٤).
والوجه الثانى ؛ الأسف بمعنى : الغضب ؛ كقوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا)(٥) يعنى : أغضبونا (٦).
* * *
__________________
(١) سورة يوسف / ٨٤.
(٢) كما فى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٤٨) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣١٦) و «الأسف : أشد الحسرة» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٢١).
(٣) سورة الأعراف / ١٥٠ ، وسورة طه / ٨٦.
(٤) انظر (تنوير المقباس ١٠٨) و (غريب القرآن للسجستانى ١٢) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٧٣) و (تفسير الطبرى ١٣ : ١٢٠) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢٢٨) و (تفسير القرطبى ٧ : ٢٨٧) و (مراح لبيد ١ : ٢٨١).
(٥) سورة الزخرف / ٥٥.
(٦) روى ذلك المعنى عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسّدّى وابن زيد (تفسير الطبرى ٢٥ : ٥٠) و (تفسير القرطبى ١٦ : ١٠١) و (الدر المنثور ٦ : ١٩). و «الأسف : الغضب. يقال : أسفت آسف أسفا ، أى : غضبت». (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٩).
تفسير ألقى على عشرة أوجه (١)
وسوس* خلق* وضع* أنزل* أقرع* «كسا» (٢) * أدخل* رمى* كلّم* أجلس*
فوجه منها ؛ ألقى : وسوس ؛ قوله تعالى فى سورة الحج : (أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)(٣) يعنى : وسوس فى قراءته (٤).
والوجه (٥) الثانى ؛ ألقى (٦) ؛ أى خلق ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)(٧) أى : خلق ؛ مثلها فى سورة ق : (وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ)(٨) ونظائرها كثيرة (٩).
والوجه الثالث ؛ ألقى ؛ أى وضع ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً)(١٠) ، أى ضعوه ؛ وقوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً)(١١) أى وضعه ؛ ونحوه كثير.
__________________
(١) وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) «على ثلاثة أوجه».
(٢) فى ل : «كسوة» والإثبات عن م.
(٣) الآية رقم ٥٢.
(٤) فى (تنوير المقباس : ٢٠٩) «فى قراءة الرسول وحديث النبى» ونحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٤) وانظر : (تفسير الطبرى ١٧ : ١٣٥) ، و (تفسير القرطبى ١٢ : ٨٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٥٨).
(٥) من أول هنا ينتهى الخرم الذى أشرنا إليه فى أول هذا الكتاب عند تعليق رقم (١) من صفحة (٣) وسيكون جلّ اعتمادى فى التحقيق على النسخة (ص) المعتبرة أصلا لهذا الكتاب ، والنسختين : «ل وم».
(٦) فى م : «ألقى الشيطان ...».
(٧) الآية ١٥. وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٤٢) «أى جبالا ثوابت لا تبرح. وكلّ شىء ثبت فقد رسا». ومثله ؛ كما فى سورة لقمان / ١٠ ؛ وسورة القيامة / ١٥.
(٨) الآية ٧.
(٩) كما فى سورة المائدة / ٦٤ ، وسورة الحجر / ١٩ ، وسورة ص / ٦٤.
(١٠) الآية ٩٣.
(١١) سورة يوسف / ٩٦.
والوجه الرابع ؛ ألقى أى : أنزل ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ)(١) يعنى : ينزل (٢) ؛ وكقوله تعالى : (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً)(٣) يعنى : المنزلات بالوحى ، «وكقوله تعالى» (٤)(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ)(٥) ؛ أى سننزل عليك.
والوجه الخامس ؛ ألقى : أقرع (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ) : يقرعونها : يجرونها فى الماء الجارى (أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ)(٧).
والوجه السّادس ؛ ألقى يعنى : كسا ؛ كقوله تعالى فى سورة طه : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي)(٨) ، أى كسوتك جمالا ، «وخلفتك» (٩) على أختك.
والوجه السابع ؛ ألقى أى أدخل ؛ قوله تعالى فى سورة «حم السّجدة» (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً)؟ (١٠) يعنى : أفمن يدخل فى النّار ؛ وكقوله تعالى : (فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ)(١١) ؛ أى أدخلوه فى النّار.
والوجه الثامن ؛ ألقى : رمى ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ)(١٢) ، أى رماها من يده (١٣) ؛ مثلها فى سورة الأعراف (١٤) ؛ ونظائره كثيرة (١٥).
والوجه التاسع ؛ ألقى : أى كلّم ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)(١٦).
والوجه العاشر ؛ ألقى يعنى : أجلس ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً)(١٧) يعنى : أجلسنا الشّيطان على كرسىّ سليمان.
* * *
__________________
(١) الآية ١٥ ، وتسمى سورة غافر.
(٢) فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٨) «ينزل الوحى».
(٣) سورة المرسلات / ٥.
(٤) سقط من ص ، م ، والإثبات عن ل.
(٥) سورة المزمل / ٥.
(٦) فى ل : «ألقى بمعنى القرعة».
(٧) الآية ٤٤.
(٨) الآية ٣٩.
(٩) ص ، ل : «وخلعت على أختك» ، والمثبت عن م.
(١٠) الآية رقم ٤٠. وتسمى سورة فصلت.
(١١) سورة الصافات / ٩٧.
(١٢) الآية ٤٥.
(١٣) فى م : «أى رمى من يده» وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى : الورقة : ٨) «أى : رمى موسى عصاه».
(١٤) فى م : «ومثلها فى سورة الشعراء : (فألقى موسى عصاه)» ؛ وفى الأعراف كما فى الآية ١٠٧.
(١٥) كما فى سورة طه / ١٩ ، ٢٠ ، ٦٥ ، وسورة الشعراء / ٣٢ ، ٤٤.
(١٦) الآية ١٧١.
(١٧) الآية ٣٤.
تفسير استوى (١) على ستة أوجه
قصد (٢) * استقرّ* ركب* قوى وعلا* أشبه (٣) * «قهر واقتدر» (٤)
فوجه منها ؛ استوى بمعنى : قصد ؛ كقوله تعالى فى سورة الفرقان : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ)(٥) ، أى عمد (٦) ؛ وكقوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ)(٧) ، أى عمد ؛ ونحوه (٨).
والوجه الثانى ؛ «استوى بمعنى» (٩) استقرّ (١٠) ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ)(١١) يعنى : استقرّت السّفينة على جبل الجودىّ (١٢).
والوجه الثالث ؛ استوى ؛ أى ركب ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ)(١٣) يعنى : إذا ركبتم الأنعام ؛ ومثله فى سورة «المؤمنون» (١٤) : (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ)(١٥) يعنى : ركبت السّفينة.
__________________
(١) فى ص : «الاستوى».
(٢) فى م «عمد».
(٣) فى ص : «الشبه».
(٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٥) الآية ٥٩.
(٦) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) وفى (تنوير المقباس : ٢٢٧) «استقرّ على العرش».
(٧) سورة البقرة / ٢٩ ، وسورة فصلت / ١١.
(٨) فى م : «ونحوه كثير» كما فى سورة الأعراف / ٥٤ ، وسورة يونس / ٣ ، وسورة الرعد ٢ / ، وسورة طه / ٥ ، وسورة السجدة / ٢ ، وسورة الحديد / ٤.
(٩) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(١٠) فى ص وم : «استقرت» وما أثبت عن ل.
(١١) الآية ٤٤.
(١٢) الجودى : جبل ببلاد جزيرة ابن عمر بالموصل ، وبينه وبين دجلة ثمانية فراسخ (المسعودى. مروج الذهب ١ : ٤٠).
(١٣) الآية ١٣.
(١٤) فى ص وم «هود» والصواب ما أثبت عن ل.
(١٥) الآية ٢٨.
والوجه الرّابع ؛ استوى يعنى : قوى واشتدّ ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى)(١) ، أى استوى خلقه أربعين سنة (٢).
والوجه الخامس ؛ يستوى هذا وذاك ، أى يشبه (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة فاطر : (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ)(٤) ، (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ)(٥) «أى وما يشبه» (٦). ونحوه كثير (٧).
والوجه السادس ؛ «الاستواء» (٨) ، بمعنى : القهر والقدرة ؛ قوله تعالى فى سورة طه. (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)(٩) ، أى قدر وقهر (١٠).
* * *
__________________
(١) الآية ١٤.
(٢) كما فى (تنوير المقباس : ٢٤٠) وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٧) «أى بلغ نهاية الشباب» وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٢٩) «أى استحكم وانتهى شبابه واستقر ، فلم تكن فيه زيادة» ، وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ١٦).
(٣) فى ل : «استوى بمعنى : أشبه».
(٤) الآية ١٢.
(٥) سورة فاطر / ١٩
(٦) سقط من ص وم ، والإثبات عن ل. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٧) «أى : وما يعادل» وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٦١) «مثل المؤمن والكافر» ومثله فى (تنوير المقباس : ٢٧٠) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢١٥).
(٧) كما فى سورة الأنعام / ٥٠ ، وسورة الرعد / ١٦ ، وسورة غافر / ٥٨.
(٨) فى ص : «الاستوى» والإثبات عن ل وم.
(٩) الآية ٥.
(١٠) فى ل : «.. وغلب» وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٧) «يعنى : استولى» وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٧٧) «وقال أبو عبيدة : علا. قال : وتقول : استويت فوق الدّابة ، واستويت على الدابة» وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٦٩) «والذى ذهب إليه الشيخ أبو الحسن وغيره أنه مستو على عرشه بغير حدّ ولا كيف ، كما يكون استواء المخلوقين».
باب الباء (١)
بلدة* برج* بهتان* بعث* بيوت* بيع* بقيّة* باب* باءوا* بلاء* برهان* بإذن الله* بصير* بعل* بنيان* بضاعة* بسط* بأس* برّ* بغى* باطل* بطش* بدن* برق* بحر* [بدّل](٢) * براح* بخس.
__________________
(١) فى م : «حرف الباء».
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة عن صفحة (١٨١) من هذا الكتاب.
تفسير البلد على أربعة أوجه
((١) مكة* البقعة النّامية* سبأ* السّبخة) (٢) *
فوجه منها ؛ البلد يعنى : مكّة ؛ قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ)(٣) «يعنى : مكّة» (٤) ؛ وكقوله تعالى : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)(٥) يعنى : مكّة ؛ وقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً)(٦) ، وقوله تعالى (هَذَا الْبَلَدَ آمِناً)(٧) يعنى : مكّة. ونحوه كثير (٨).
والوجه (٩) الثانى ؛ البلد يعنى : البقعة النّامية ؛ قوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ)(١٠) يعنى : الفراخ الزّاكى (١١) ؛ وكذلك فى سورة «المؤمن» (١٢)
والوجه الثالث ؛ بلدة يعنى : سبأ ؛ وذلك قوله تعالى : (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)(١٣) يعنى : سبأ.
والوجه الرابع ؛ البلد : مكان سبخ لا نبات فيه ؛ قوله تعالى : (فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ)(١٤) يعنى : [إلى مكان](١٥) لا نبات فيه.
* * *
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) سورة البلد / ١.
(٤) سقط من ص ، والإثبات عن م.
(٥) سورة التين / ٣.
(٦) الآية ١٢٦.
(٧) سورة إبراهيم / ٣٥.
(٨) سورة البلد / ٢.
(٩) فى ص «والقسم الثانى» والإثبات عن م ول.
(١٠) سورة الأعراف / ٥٨.
(١١) فى (تنوير المقباس ١٠٣) «المكان الزاكى الذى ليس بسبخة» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٦٦) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٠٢).
(١٢) سورة غافر / ٤.
(١٣) سورة سبأ / ١٥ ، قال مجاهد : هى صنعاء (تفسير القرطبى ١٤ : ٢٨٤).
(١٤) سورة فاطر / ٩ ، ونحوه كما فى سورة الأعراف / ١٥٧.
(١٥) ما بين الحاصرتين إضافة عن (تنوير المقباس : ٢٦٩) وانظر (تفسير القرطبى ٧ : ٢٣٠ ، ١٤ : ٣٢٧) و (مختصر من تفسير الطبرى ٢ : ١٣٠).
تفسير البرج (١) على ثلاثة أوجه
النّجم* القصر* الوسع*
فوجه منها ؛ البرج (٢) : النّجم ؛ قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ)(٣) ، أى ذات النّجوم (٤) ؛ كقوله تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً)(٥) يعنى : النّجوم.
والوجه الثانى ؛ البروج يعنى : القصور العالية ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)(٦) يعنى : القصور العالية السّامية (٧).
والوجه الثّالث ؛ التّبرّج يعنى : التّوسّع ، قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى)(٨) أى / لا تتوسّعن فى المشى (٩).
__________________
(١) فى م : «البروج».
(٢) فى م : «البروج».
(٣) سورة البروج / ١.
(٤) فى ص ول : «النجم» وما أثبته تصويب عن م. «وهو قول الحسن وقتادة ومجاهد والضحاك» (تفسير القرطبى : ٢٠ : ٢٨١) و (تفسير الطبرى ٣٠ : ١٢٧) وفيه : «البروج جمع برج ، وهى منازل تتخذ عالية عن الأرض مرتفعة» وانظر : (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٦٢).
(٥) سورة الفرقان / ٦١.
(٦) الآية ٧٨.
(٧) فى م : «.. القصور فى السماء» «والبروج فى كلام العرب : القصور» (تفسير القرطبى ٥ : ٨٢ ، ٢٠ : ٢٨١) و (تفسير الطبرى ٢٠ : ١٢٧) و (اللسان ـ مادة : ب. ر. ج).
(٨) الآية ٣٣.
(٩) وفى (تنوير المقباس : ٢٦١) «ولا تتزيّن زينة الكفار فى الثياب الرقاق الملوّنة» وفى (مختصر من تفسير الطبرى ٢ : ١١٠) «التبرّج : إظهار الزينة ومحاسن المرأة للرجال» وبنحوه فى (تفسير القرطبى ١٤ : ١٧٩) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٨٨) و (تفسير ابن كثير ٣ : ٤٨٥).
تفسير البهتان على أربعة أوجه
الزنى* الكذب* الحرام من المال* الدّهش
فوجه منها ؛ البهتان : الزّنى ؛ قوله تعالى : (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ)(١) يعنى : الزّنى (٢).
والوجه الثانى ؛ البهتان : الكذب ؛ قوله تعالى فى سورة النّور (سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ)(٣) : يعنى : هذا كذب صريح.
والوجه الثالث ؛ البهتان : الحرام «من المال» (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(٥) يعنى : حراما (٦).
والوجه الرابع ؛ البهت (٧) ؛ الدّهش والخسران ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)(٨) ، أى خصم وخسر ودهش (٩) ؛ «والمبهوت» المدهوش.
* * *
__________________
(١) سورة الممتحنة / ١٢.
(٢) وفى (تفسير الطبرى ٢٨ : ٧٧) «عن علىّ ، عن ابن عباس ، يقول ، لا يلحقن بأزواجهنّ غير أولادهم» وكذا فى (تفسير القرطبى ١٨ : ٧٢) و (الدر المنثور للسيوطى ٦ : ٢١٠) و (البحر المحيط ٨ : ٢٥٨) وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٩٢) «كانت المرأة تلتقط المولود ، فتقول لزوجها : هو ولدى منك. كنى بالبهتان المفترى بين يديها ورجليها عن الولد الذى تلصقه بزوجها كذبا ، لأن بطنها الذى تحمله فيه بين اليدين وفرجها الذى تلده بين الرجلين».
(٣) الآية ١٦. وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ب. ه. ت) «البهتان : الكذب والافتراء الذى يحير سامعه».
(٤) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٥) الآية ٢٠.
(٦) كما فى (تنوير المقباس : ٥٤) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٢٢) «أى ظلما».
(٧) فى ل وم : «البهتان يعنى ...».
(٨) الآية ٢٥٨.
(٩) وفى (تنوير المقباس : ٣٠) «خصم وقصم (الذى كفر) أى سكت بغير الحجة» وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٦٣) «انقطع وذهبت حجته» وكذلك فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٩٤).
تفسير البعث على سبعة أوجه
الإلهام* «الإحياء» (١) فى الدنيا* اليقظة من النّوم* التّسليط* الإرسال* البيان والنّصب* النّشور من القبور*
فوجه منها ؛ البعث يعنى : الإلهام ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المائدة :
: (فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ)(٢) يعنى : فألهم الله غرابا (٣).
والوجه الثانى ؛ البعث : «الإحياء» (٤) فى الدّنيا ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ)(٥) ؛ وكقوله تعالى فيها : (فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ)(٦) يعنى : ثمّ أحياه فى الدّنيا.
والوجه الثّالث ؛ البعث : اليقظة من النّوم ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ) ؛ أى من النّوم (لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى)(٧).
والوجه الرّابع ؛ البعث : التّسليط ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)(٨) ، أى سلّطنا عليكم عبادا لنا (٩).
والوجه الخامس ؛ البعث يعنى : «إرسال الرّسول» (١٠) ؛ قوله تعالى فى سورة الجمعة :
__________________
(١) فى م : «الحياة».
(٢) الآية رقم ٣١.
(٣) فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ١٧٩) «أراد فبعث الله غرابا يبحث التراب على غراب ميت ليواريه ...» وبنحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ١٤١) وفى (المفردات فى غريب القرآن : ٥٣) «أى : قيّضه».
(٤) فى م : «الحياة».
(٥) الآية ٥٦.
(٦) سورة البقرة / ٢٥٩.
(٧) الآية ٦٠. «أى يبعثكم فى النهار من نومكم» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٥٤) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ١١ : ٤٠٨) و (تفسير القرطبى ٧ : ٥) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ١٩٤).
(٨) وتسمى سورة الإسراء / ٥.
(٩) «قال قتادة : أرسل عليهم جالوت فقتلهم ...» (تفسير القرطبى ١٠ : ٢١٥).
(١٠) فى م : «الإرسال للرسول».
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ)(١) يعنى : أرسل رسولا ؛ مثلها فى سورة البقرة : (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ)(٢) ؛ وكقوله تعالى ـ مذكور ذلك ـ فى سورة الكهف : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ)(٣) يعنى : أرسلوا.
والوجه السّادس ؛ البعث بمعنى : النّصب والبيان ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (فَابْعَثُوا حَكَماً) : انصبوا حكما (مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً)(٥) ، أى بيّن لنا ملكا (٦) ؛ ومثلها فيها : (إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً)(٧) ((٨) يعنى : قد نصب وبيّن موضعه (٩))
/ والوجه السّابع ؛ البعث يعنى : النّشور من القبور ، قوله تعالى : فى سورة الحج : (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)(١٠) يعنى : ينشر (١١) من فى القبور ؛ ونظائرها كثير (١٢).
* * *
__________________
(١) الآية ٢.
(٢) الآية ١٢٩.
(٣) الآية ١٩.
(٤) الآية ٣٥.
(٥) الآية ٢٤٦.
(٦) فى ل : «وبين ذكره».
(٧) سورة البقرة / ٢٤٧.
(٨) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.
(٩) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.
(١٠) الآية رقم ٧.
(١١) «نشر الميت : أحياه بعد الموت» (اللسان ـ مادة : ن. ش. ر). وبنحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٩٥).
(١٢) فى ل : «ومثله كثير» كما فى سورة البقرة / ٥٦ ، وسورة الأنعام / ٣٦ ، وسورة يس / ٥٢ ، وسورة المجادلة / ٦ ، ١٨.
تفسير البيت والبيوت على ثلاثة عشر وجها
المنازل* المساجد* السّفينة* الكعبة* المنزل «فى» (١) الجنّة* الحجر (٢) * السّجن* العشّ* الخيام* الكهف* البيت بعينه* الملك (٣) * الخانات*
فوجه منها ؛ البيوت بمعنى : المنازل ؛ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ)(٤) يعنى : المنازل ؛ وقال تعالى : (بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ)(٥) : وقال تعالى : (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ)(٦) ؛ وكقوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ)(٧) ؛ وكقوله تعالى : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً)(٨).
والوجه الثانى ؛ البيوت يعنى : المساجد ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة يونس : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً)(٩) يعنى : مساجد (١٠) ؛ مثلها فيها : (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)(١١) يعنى : مساجدكم ((١٢) قبلة إلى الكعبة (١٣)) ؛ وكقوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ)(١٤).
__________________
(١) سقط من ص : والإثبات عن ل وم.
(٢) فى ص : «الحجرة» والإثبات عن ل وم.
(٣) سقط من ص. والإثبات عن م. وفى ل : «الملائكة» وهو خطأ.
(٤) سورة النور / ٢٧
(٥) سورة النور / ٦١
(٦) سورة الأحزاب / ٥٣ «انتظرنا إنى الطعام ، أى إدراكه» (أساس البلاغة ـ مادة : أ. ن. ى).
(٧) سورة النور / ٢٩
(٨) سورة النور / ٦١
(٩) الآية ٧٨.
(١٠) فى ص : «مساجدا» والتصويب ما أثبته عن ل وم ، وفى (تنوير المقباس : ١٣٦) «مساجد فى جوف البيت».
(١١) سورة يونس / ٧٨.
(١٢) (١٢ ـ ١٢) سقط من ص. والإثبات عن ل وم.
(١٣) (١٢ ـ ١٢) سقط من ص. والإثبات عن ل وم.
(١٤) سورة النور / ٣٦.
والوجه الثالث ؛ البيت يعنى : السّفينة ؛ قوله تعالى فى سورة نوح : (وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً)(١) يعنى : سفينتى ، ويقال : دينى (٢).
والوجه الرابع ؛ البيت يعنى : «الكعبة (٣)» ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ)(٤). مثلها فى سورة البقرة : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً)(٥) يعنى : الكعبة (٦).
والوجه الخامس ؛ البيت : «المنزل (٧)» فى الجنّة ؛ قوله تعالى فى سورة التّحريم : (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ)(٨) تريد منزلا فى الجنّة.
والوجه السادس ؛ البيوت يعنى : الحجر ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَ) أى : فى حجركنّ (مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ)(٩) ؛ وكقوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ)(١٠) يعنى : فى حجركنّ.
والوجه السابع ؛ البيوت بمعنى : السّجون ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ)(١١) يعنى : فاحبسوهنّ فى السّجون (١٢).
والوجه الثامن ؛ البيت بمعنى : العشّ ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ
__________________
(١) الآية رقم ٢٨.
(٢) كما فى (تنوير المقباس : ٣٦٩) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٨٩). والمعنى الأول روى عن الضحاك (تفسير الطبرى ٢٩ : ٤٢٦).
(٣) فى ص «كعبة» وما أثبت عن ل وم.
(٤) الآية رقم ٢٦.
(٥) الآية رقم ١٢٥.
(٦) وفى (الوسيط للواحدى ١ : ١٨٧) «يعنى : الكعبة التى هى القبلة. والمثابة هاهنا : الموضع الذى يثاب إليه».
(٧) فى ص : «المبيت» وفى م : «البيت فى الجنة» ، وما أثبت عن ل.
(٨) الآية رقم ١١.
(٩) الآية رقم ٣٤.
(١٠) سورة الأحزاب / ٣٣.
(١١) الآية رقم ١٥.
(١٢) كما فى (تنوير المقباس : ٥٤) كان هذا عقاب للمرأة الحرة المتزوجة إذا زنت ، ثم نسخ بالرجم.
الْجِبالِ بُيُوتاً)(١) يعنى : المساكن و «الأعشاش» (٢) ؛ / وكقوله تعالى فى سورة العنكبوت : (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً)(٣) أى : نسجت عشّا.
والوجه التّاسع ؛ البيوت بمعنى : الخيام «والفساطيط» (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً)(٥) يعنى : الخيام.
والوجه العاشر ؛ البيوت بمعنى : الكهوف والغيران (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة الحجر (٧) : (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً)(٨) يعنى : كهوفا وغيرانا.
والوجه الحادى عشر ؛ البيت هو بيت بعينه ؛ قوله تعالى : (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)(٩) ؛ وقوله تعالى : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ)(١٠).
والوجه الثّانى عشر ؛ البيت : الملك (١١) ؛ قوله تعالى : (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ)(١٢) يعنى : فى ملكها وحرمتها (١٣).
والوجه الثّالث عشر ؛ البيوت بمعنى : الخانات ؛ قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ)(١٤) يعنى : الخانات.
* * *
__________________
(١) الآية رقم ٦٨.
(٢) فى ص وم : «والعش» والإثبات عن ل. وفى (تنوير المقباس : ١٧١) «فى الجبال مسكنا».
(٣) الآية رقم ٤١.
(٤) فى ص وم : «الخيام الفساطيط» وما أثبت عن ل ، و (تنوير المقباس : ١٧٣)
(٥) الآية رقم ٨٠.
(٦) «الكهف كالمغارة فى الجبل إلا أنه أوسع منها ، فإذا صغر فهو غار. وفى الصحاح : الكهف كالبيت المنقور فى الجبل ، وجمعه كهوف. والغيران : جمع غار» (اللسان ـ مادة : ك. ه. ف).
(٧) فى ص ول وم : «فى سورة الشعراء» والصواب ما أثبت.
(٨) الآية رقم ٨٢.
(٩) سورة الطور / ٤. قال الطبرى : «يقول : والبيت الذى يعمر بكثرة غاشيته ، وهو بيت فيما ذكر فى السماء بحيال الكعبة من الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ، ثم لا يعودون فيه أبدا» (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٦). وقريب منه فى (غريب القرآن للسجستانى : ٦١).
(١٠) سورة النساء / ١٠٠.
(١١) فى ل : «الملائكة».
(١٢) سورة يوسف / ٢٣.
(١٣) فى ل : «... وقبضتها».
(١٤) سورة النور / ٢٩.
تفسير البيع على أربعة أوجه
الفداء* البيعة* البيع بعينه* البيعة*
فوجه منها ؛ البيع بمعنى : الفداء ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ)(١) يعنى : الفداء (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة إبراهيم (٣).
والوجه الثّانى ؛ البيعة : أخذ المواثيق ؛ قوله تعالى فى سورة الفتح : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ)(٤).
والوجه الثّالث ؛ البيع بعينه» (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا)(٦).
والوجه الرابع ؛ البيعة (٧) : بيعة النّصارى ؛ قوله تعالى : (وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ)(٨).
* * *
__________________
(١) الآية رقم ٢٥٤.
(٢) (فى تنوير المقباس : ١٦٢) «أى لا فداء فيه».
(٣) كما فى الآية ٣١ من هذه السورة. وفى م : «مثله فى إبراهيم».
(٤) الآية العاشرة.
(٥) فى ص «نفسه» والمثبت عن ل وم.
(٦) الآية رقم ٢٧٥.
(٧) فى ل وم : «البيع»
(٨) سورة الحج / ٤٠. «وبيع. جمع : بيعة للنصارى» (غريب القرآن للسجستانى : ٦٥) ، و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٣).
تفسير بقيّة على خمسة أوجه
الثّواب* الصّلوات الخمس* الباقى من الذّاهب* الدّوام* القلّة*
فوجه منها ؛ البقيّة بمعنى : الثّواب ؛ «قوله تعالى» (١) فى سورة هود : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ)(٢) أى : ثواب الله (٣).
والوجه الثّانى ؛ البقيّة : الصّلوات الخمس ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف ، ومريم : (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ)(٤) يعنى : الصّلوات الخمس (٥).
والوجه الثالث ؛ البقيّة : هو الباقى من الذّاهب ؛ كقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ)(٦) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(٧).
والوجه الرابع ؛ البقاء : الدّوام ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ
__________________
(١) سقط من ص وم. والإثبات عن ل.
(٢) الآية رقم ٨٦.
(٣) وفى (اللسان ـ مادة : ب. ق. ى) «أى انتظار ثوابه ، وهو تفسير أبو على. وقال الزجاج : معناه الحال التى تبقى لكم من الخير خير لكم .... وقال الفراء : يا قوم ما أبقى لكم من الحلال خير لكم» وبنحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٠٨)
(٤) سورة الكهف / ٤٦ ، وسورة مريم / ٧٦.
(٥) هذا قول ابن عباس وابن جبير وأبى ميسرة وعمرو بن شرحبيل. وعن ابن عباس أيضا : أنها كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة. ، وقاله ابن زيد ، واختاره الطبرى ، وهو الصحيح. (تفسير القرطبى ١٠ : ٤١٤) و (تفسير الطبرى ١٥ : ١٦٥ ـ ١٦٧) وقريب من ذلك فى (اللسان ـ مادة : ب. ق. ى) و (غريب القرآن للسجستانى : ٦٠) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٦٨).
(٦) الآية رقم ٢٤٨.
(٧) الآية رقم ٢٨. «(وجعلها) يعنى : «لا إله إلا الله» (كلمة باقية) : ثابتة (فى عقبه) : فى نسله : نسل إبراهيم» (تنوير المقباس : ٣٠٥) ومثله فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٧)
وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ)(١) يعنى : دائم (٢) ؛ وكقوله تعالى : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى)(٣) أى : أدوم ؛ ونحوه كثير (٤).
والوجه الخامس / ؛ البقيّة بمعنى (٥) : القلّة ؛ «قوله تعالى» (٦) فى سورة هود : (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ)(٧) يعنى : القليل (٨).
* * *
__________________
(١) الآية رقم ٩٦.
(٢) انظر (تفسير القرطبى ١٠ : ١٧٣).
(٣) سورة القصص / ٦٠ ، وسورة الشورى / ٣٦.
(٤) كما فى سورة طه / ٧١ ، ٧٣ ، ١٣١ ، وسورة الأعلى / ١٧
(٥) قوله : «البقية بمعنى» غير مقروءة فى ص وتصويبها عن ل وم.
(٦) سقط فى ص ، والإثبات عن ل وم.
(٧) الآية رقم ١١٦
(٨) فى ل وم : «يعنى قليلا». «قال ابن سيدة : فسر بأنه الإبقاء ، وفسر بأنه الفهم ومعنى البقية إذا قلت فلان بقية فمعناه : فيه فضل فيما يمدح به ، وجمع البقية بقايا» (اللسان ـ مادة : ب. ق. ى) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢١٠) «أى : أولو بقية من دين» وفى (تفسير القرطبى ٩ : ١١٣) «أى أصحاب طاعة ودين وعقل».
تفسير الباب على سبعة أوجه
المنزل* السّكّة* الباب بعينه* الدّرب* المدخل والمخرج* مستفتح الأمر* الطّريق*
فوجه منها ؛ الباب يعنى : المنزل ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الحجر : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ)(١) يعنى : سبع منازل (٢).
والوجه الثانى ؛ الباب يعنى : السّكّة ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ) يعنى سكّة واحدة (وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ)(٣) يعنى : «سكك» (٤) متفرّقة.
والوجه الثالث ؛ الباب بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ)(٥) ؛ و «كقوله تعالى» (٦) : (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها)(٧) ؛ مثلها فى سورة البقرة قوله تعالى : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً)(٨).
والوجه الرابع ؛ الباب يعنى : الدّرب (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ)(١٠) يعنى : الدّرب.
__________________
(١) الآية رقم ٤٤.
(٢) وفى (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٠) «أى : أطباق ، طبق فوق طبق» وفى (تنوير المقباس : ١٦٥) «بعضها أسفل من بعض أعلاها جهنم ، وأسفلها الهاوية» ، وانظر : (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٢٦)
(٣) الآية رقم ٦٧.
(٤) فى ص : «سكة» وما أثبت عن م ، وفى ل : «يعنى : السكك». وذلك هو (فى تنوير المقباس : ١٥٢). وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٩) «يريد إذا دخلتم مصر ، فادخلوا من أبواب متفرقة. يقال : خاف عليهم العين إذا دخلوا جملة» وذكر بنحوه فى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٢٦).
(٥) الآية الخمسون
(٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٧) سورة الزمر / ٧٣.
(٨) الآية رقم ٥٨. «يعنى بابا من أبوابها سجدا» (الوسيط للواحدى ١ : ١١٣) وفى (تفسير الطبرى ٢ : ٥٨) «أما الباب الذى أمروا أن يدخلوه ، فإنه قيل : هو باب الحطّة من بيت المقدس».
(٩) فى م : «يعنى : الدروب».
(١٠) الآية رقم ٢٣. وفى م : «الدروب» ـ الآتى.
والوجه الخامس ؛ الباب بمعنى : المدخل والمخرج ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها)(١) يعنى : من المدخل والمخرج (٢).
والوجه السادس ؛ الباب يعنى : مستفتح الأمر ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المؤمنون (٣) : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ)(٤) يعنى : مستفتح العذاب (٥) ؛ مثلها : (فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ)(٦).
الوجه السّابع ؛ الباب يعنى : الطّريق ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ)(٧) يعنى : طرق السماء (٨) ؛ مثلها : (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ)(٩).
* * *
__________________
(١) الآية رقم ١٨٩.
(٢) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٨٠) «أى : وباشروا الأمور من وجوهها التى يجب أن تباشر عليها ولا تعكسوا».
(٣) فى ص : «المؤمن» والتصويب عن ل وم.
(٤) الآية رقم ٧٧.
(٥) فى م : «مستفتح الأمر» ، وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٩) «يعنى : الجوع»
(٦) سورة الأنعام / ٤٤.
(٧) الآية الأربعون.
(٨) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٦٧) «أى ليس لهم عمل صالح تفتح لهم به أبواب السماء. ويقال : لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء إذا ماتوا». وقد اختلف أهل التأويل فى معنى ذلك ، فانظره فى (تفسير الطبرى ٨ : ١٢٨ ـ ١٢٩) و (تفسير القرطبى ٧ : ٢٠٦).
(٩) سورة الحجر / ١٤.