قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]
المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٥٤
[١٣٤ / ٤] ـ وبهذا الإسناد عن الحسن بن عليّ ، عن داود بن أبي يزيد (١) ، عن رجل ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا جاءت الملائكة عليهمالسلام في هلاك قوم لوط مضوا حتّى أتوا لوطا ، وهو في زراعة له قرب المدينة ، فسلّموا عليه ، فلمّا رآهم رأى هيئة حسنة وعليهم ثياب بيض وعمايم بيض ، فقال لهم : المنزل ، قالوا : نعم ، فتقدّمهم ومشوا خلفه ، فندم على عرضه عليهم المنزل ، فالتفت إليهم فقال : إنّكم تأتون شرار خلق الله ، وكان جبرئيل قال الله له : لا تعذّبهم حتّى تشهد عليهم ثلاث شهادات.
فقال جبرئيل : هذه واحدة. ثمّ مشى ساعة فقال : إنّكم تأتون شرارا من خلق الله.
فقال جبرئيل : هذه ثنتان. ثمّ مشى ساعة فلمّا بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال : إنّكم تأتون شرارا من خلق الله.
فقال جبرئيل : هذه ثلاثة (٢). ثمّ دخل ودخلوا معه منزله فلمّا بصرتهم امرأته أبصرت هيئة حسنة ، فصعدت فوق السطح ، فصفقت فلم يسمعوا ، فدخنت فلمّا رأوا الدخان أقبلوا يهرعون إليه حتّى وقفوا بالباب ، فقال لوط عليهالسلام : (فَاتَّقُوا اللهَ وَلا
__________________
ـ عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام .. وعنهما في بحار الأنوار ١٢ : ١٦١ / ١٣ وتفسير الصافي ٢ : ٢١٧ / ذيل الحديث ٨٠ وتفسير نور الثقلين ٤ : ١٥٧ / ٣٤ ، وفي بحار الأنوار ٦٠ : ٢٤٧ / ١٠٢ عن العلل.
(١) في النسخ : (داود بن يزيد) ، والصحيح ما أثبتناه. ورواية الحسن بن علي ـ وهو ابن فضّال ـ عن ابن أبي يزيد معروفة في الأسانيد.
وداود بن أبي يزيد هو داود بن فرقد مولى آل أبي السمّال الأسديّ النصري ، وفرقد يكنّى أبا يزيد ، كوفيّ ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهمالسلام ، قال ابن فضّال : داود ثقة ثقة (انظر رجال النجاشي : ١٥٤ / ٤١٨ ، فهرست الطوسي ١٨٤ / ٢٨٤ ، الكافي ٨ : ٢٨٤ / ٤٢٨ ، أمالي الصدوق : ١٣٩ / ١١ ، الخصال : ٤٠٢ / ١١١ ، الاستبصار ١ : ٢٦١ / ١١ و ٢٦٣ / ٦ ، تهذيب الأحكام ٢ : ٢٥ ...). (من إفادات العلّامة السيّد الشبيريّ الزنجانيّ).
(٢) في «ص» «م» والبحار : (ثلاث).
تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي)(١) ، ثمّ كابروه حتّى دخلوا عليه ، قال : فصاح جبرئيل : يا لوط ، دعهم يدخلوا ، قال : فدخلوا فأهوى جبرئيل بجناحه فأعمى أعينهم وهو قوله تعالى : (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ)(٢) ثمّ قال جبرئيل : (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ)(٣)(٤).
فصل
في حديث ذي القرنين عليهالسلام
[١٣٥ / ٥] ـ أخبرنا الأديب أبو عبد الله الحسين المؤدّب القميّ ، حدّثنا جعفر الدوريستيّ ، حدّثنا أبي ، عن الشّيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : إنّ ذا القرنين لم يكن نبيّا ، وإنّما (٥) كان عبدا صالحا أحبّ الله فأحبّه ، وناصح لله فناصحه الله ، أمر قومه بتقوى الله ، فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا ، ثمّ رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم من هو على سنّته ، وأنّه خيّر [بين](٦) السحاب الصعب والسحاب
__________________
(١) هود : ٧٨.
(٢) القمر : ٣٧.
(٣) هود : ٨١.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٦٣ / ١٦ وفي مستدرك الوسائل ١٤ : ٣٤٤ / ٧ إلى قوله : (هذه ثلاث).
ورواه الكلينيّ في الكافي ٥ : ٥٤٧ / ٦ باختلاف مع زيادة فيه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن داود بن فرقد ، عن أبي يزيد الحمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ...
وأورده العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٥٥ / ٥٣ : عن أبي يزيد الحمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنهما في بحار الأنوار ١٢ : ١٦٣ / ١٦.
وأخرجه الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٥ : ٣١٤ مرسلا عن الصادق عليهالسلام.
(٥) في «ص» «م» والبحار : (ولكنّه) بدلا من : (وإنّما).
(٦) قوله : (بين) من تفسير العياشي.
الذلول ، فاختار الذلول فركب الذلول ، وكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكيلا يكذّب الرسل (١).
[١٣٦ / ٦] ـ وعن ابن بابويه ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار محمّد بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن رجل ، عن خلّاد ، عن سماك بن حرب عن حبيب (٢) ، قال : أتى رجل عليّا صلوات الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن ذي القرنين ، فقال له عليّ عليهالسلام : سخّرت له السحاب ، وقرّبت (٣) له الأسباب ، وبسط له في النور (٤) وكان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار (٥).
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٧.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ٣٣٩ / ٧٢ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٧ ، وفي ص ١٩٧ / ٢٤ باختصار : عن أبي الطفيل ، عن عليّ عليهالسلام ...
ورواه في الإمامة والتبصرة : ١٢١ / ١١٦ ، وكمال الدين : ٣٩٣ / ١ إلى قوله : (على سنّته) : عن سعد بن عبد الله ـ إلى آخر السند ـ ، وعن الأخير في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٧ وتفسير نور الثقلين ٣ : ٢٩٤ / ٢٠٢.
(٢) في «ر» «ص» «س» : (سماك بن حرب بن حبيب) وفي «م» : (عن أبي حبيب) وكلاهما تصحيف لأنّ السماك هو أبو المغيرة سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة ـ الذهلي ، كان أحد علماء الكوفة توفّي سنة ١٢٣ ه (رجال الشيخ الطوسي : ١١٥ / ١١٤٣ في أصحاب علي بن الحسين عليهالسلام ، أنساب الأشراف ١ : ١٨٨ / ٢٥٦).
وحبيب هو : حبيب بن حمّاز الأسدي روى عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وروى عنه سماك المذكور (كما في تاريخ ابن معين ١ : ٢١٨ / ١٤٠٨ والتاريخ الكبير ٢ : ٣١٥ / ٢٥٩٨).
(٣) في «ر» «س» : (وقرنت).
(٤) في «ص» «م» والبحار زيادة : (فقال عليهالسلام) ، والواو سقطت من قوله : (وكان) من نسخة «ص».
(٥) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٨.
ورواه الصدوق في كمال الدين : ٣٩٣ / ٢ ، وفي طبعة أخرى : ٣٦٤ / ٢ : عن أحمد بن محمّد بن الحسن البزّاز ، عن محمّد بن يعقوب بن يوسف ، عن أحمد بن عبد الجبّار العطارديّ ، عن يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق بن يسار المدنيّ ، عن عمرو بن ثابت ، عن سماك بن حارث ، عن ـ
[عين الحياة]
[١٣٧ / ٧] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن المثنّى ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ ذا القرنين كان عبدا صالحا ولم يكن له قرن من ذهب ولا فضّة ، بعثه الله (١) في قومه فضربوه على قرنه الأيمن (٢) ، وفيكم مثله ـ قالها ثلاثا (٣) ـ وكان قد وصف له عين الحياة ، وقيل له : من شرب منها شربة لم يمت حتّى يسمع الصيحة ، وأنّه خرج في طلبها حتّى أتى موضعها وكان فيه ثمانمائة وستّون عينا (٤) ، وكان الخضر عليهالسلام على مقدّمته ، وكان من أبرّ أصحابه عنده ، فدعاه وأعطاه (٥) وأعطى قوما (٦) من أصحابه كلّ واحد منهم حوتا مملوحا.
ثمّ قال : انطلقوا إلى هذه المواضع ، فليغسل كلّ رجل منكم حوته ، وأنّ الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون ، فلمّا غمس الحوت ووجد ريح الماء حيى وانساب في الماء ، فلمّا رأى ذلك الخضر رمى ثيابه وسقط في الماء ، فجعل يرتمس في
__________________
ـ رجل من بني أسد ، عن عليّ عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٣ / ١٦.
وورد في تفسير العيّاشيّ ٢ : ٣٤١ / ٧٨ بالمضمون : عن حارث بن حبيب ، عن رجل ، عن عليّ عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٨ / ٢٨ ، وورد في تفسير مجمع البيان ٦ : ٣٨٠ بالمضمون : عن عليّ عليهالسلام ، وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ١٦٢.
(١) قوله : (الله) من «ص» «م» والبحار.
(٢) في «س» : (اليمين) ، وفي البحار زيادة : (فغاب عنهم ثمّ عاد إليهم فدعاهم فضربوه على قرنه الأيسر).
(٣) في «ص» «م» والبحار : (ثلاث مرّات).
(٤) في «ص» «م» : (موضعا كان فيه ثمانية وستّون عينا) ، وفي البحار : (موضعا كان فيه ثلاثمائة وستّون عينا).
(٥) قوله : (وأعطاه) من «ص» «م» والبحار.
(٦) في «ر» «س» : (أقواما).
الماء (١) ويشرب رجاء أن يصيبها ، فلمّا رأى ذلك رجع ورجع أصحابه ، فأمر ذو القرنين بقبض السمك ، فقال : انظروا فقد تخلّفت سمكة واحدة.
فقالوا : الخضر صاحبها فدعاه فقال : ما فعلت بسمكتك ، فأخبره الخبر ، فقال : ماذا صنعت؟ فقال : سقطت فيها أغوص وأطلبها فلم أجدها.
قال : فشربت من الماء؟ قال : نعم ، قال : فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها ، فقال للخضر : أنت صاحبها وأنت الذي خلقت لهذه العين.
وكان اسم ذي القرنين عيّاشا ، وكان أوّل الملوك بعد نوح عليهالسلام ملك ما بين المشرق والمغرب (٢).
فصل
[سفر ذي القرنين]
[١٣٨ / ٨] ـ وبإسناده عن محمّد بن أورمة ، حدّثنا محمّد بن خالد ، عمّن ذكره ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه ، قال : حجّ ذو القرنين في ستّمائة ألف فارس ،
__________________
(١) قوله : (في الماء) من «ص» «م» والبحار.
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٢٩٩ / ١٩ وفي ج ١٢ : ١٧٥ / ١ (القطعة الأخيرة من الحديث).
ورواه الصدوق في كمال الدين : ٣٨٥ / ١ باختلاف في المتن : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد العزيز بن يحيى البصريّ ، عن محمّد بن عطيّة ، عن هشام بن جعفر ، عن حمّاد ، عن عبد الله بن سليمان ، قال : قرأت في بعض كتب الله عزوجل .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٢٩٨ / ١٦.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ٣٤٠ / ٧٧ باختلاف في أوّله وآخره : عن ابن هشام ، عن أبيه ، عمّن حدّثه ، عن بعض آل محمّد صلىاللهعليهوآله .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٧ / ٢٧ وتفسير نور الثقلين ٣ : ٣٠٥ / ٢١٨.
وورد في تفسير القمّيّ ٢ : ٤٢ مثله ضمن حديث طويل : عن جعفر بن أحمد ، عن عبد الله بن موسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في قصص الأنبياء للجزائريّ : ١٦٥.
فلمّا دخل الحرم شيّعه بعض أصحابه إلى البيت ، فلمّا انصرف قال : رأيت رجلا ما رأيت أكثر نورا وأحسن (١) وجها منه ، قالوا : ذاك إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه ، قال : أسرجوا (٢) فأسرجوا ستّمائة ألف دابّة في مقدار ما يسرج دابّة واحدة ، قال : ثمّ قال ذو القرنين : لا بل نمشي إلى خليل الرحمن ، فمشى ومشى بعده أصحابه النقباء (٣).
قال إبراهيم عليهالسلام : بم قطعت الدهر؟ قال : بإحدى عشرة كلمة ، وهي : سبحان من هو باق لا يفنى ، سبحان من هو عالم لا ينسى ، سبحان من هو حافظ لا يسقط ، سبحان من هو بصير لا يرتاب ، سبحان من هو قيّوم لا ينام ، سبحان من هو ملك لا يرام ، سبحان من هو عزيز لا يضام ، سبحان من هو محتجب لا يرى ، سبحان من هو واسع لا يتكلّف ، سبحان من هو قائم لا يلهو ، سبحان من هو دائم لا يسهو (٤).
[١٣٩ / ٩] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد ابن أبي القاسم ، حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن شريف بن سابق التفليسيّ ، عن أسود بن رزين القاضي قال : دخلت على أبي الحسن الأوّل عليهالسلام ولم يكن رآني قطّ ، فقال : من أهل السدّ أنت؟
فقلت : من أهل الباب ، فقال الثانية : من أهل السدّ أنت؟ قلت : من أهل الباب ، قال : من أهل السدّ؟ قلت : نعم ، قال (٥) : ذاك السدّ الذي عمله ذو القرنين (٦).
__________________
(١) قوله : (أحسن) لم يرد في «ص» «م» والبحار.
(٢) في البحار زيادة : (وتسرجوا).
(٣) في البحار : (فمشى ومشى معه وأصحابه حتّى التقيا).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٥ / ٢٠ ومستدرك الوسائل ٥ : ٣٩٨ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٧٢.
(٥) قوله : (قال) من البحار.
(٦) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٦ / ٢٢ وج ٤٨ : ٥٠ / ٤٢.
[أخبار ذي القرنين في الكتب]
[١٤٠ / ١٠] ـ وروي عن عبد الله بن سليمان (١) ، وكان رجل قرأ الكتب : أنّ ذا القرنين كان رجلا من أهل الإسكندريّة ، وأمّه عجوز من عجائزهم ، ليس لها ولد غيره يقال له : إسكندروس ، وكان له أدب وخلق وعفّة من وقت صباه (٢) إلى أن بلغ رجلا ، وكان رأى في المنام أنّه دنا من الشمس فأخذ بقرنها في شرقها وغربها ، فلمّا قصّ رؤياه على قومه سمّوه ذا القرنين ، فلمّا رأى هذه الرؤيا بعدت همّته وعلا صوته وعزّ في قومه.
وكان أوّل ما اجتمع عليه أمره أن قال : أسلمت لله عزوجل ، ثمّ دعا قومه إلى الإسلام ، فأسلموا هيبة له ، وانطلق ذو القرنين حتّى أمعن في البلاد يؤمّ المغرب حتّى انتهى إلى الجبل الذي هو محيط بالأرض ، فإذا هو بملك قابض على الجبل ، وهو يقول : سبحان ربّي من أوّل الدنيا إلى آخرها ، سبحان ربّي من موضع كفّي إلى عرش ربّي ، سبحان ربّي من منتهى الظلمة إلى النور ، فلمّا سمع ذلك ذو القرنين خرّ ساجدا ، فلمّا رفع رأسه قال له الملك : كيف قويت يابن آدم على مبلغ هذا الموضع؟ ولم يبلغه أحد من ولد آدم قبلك؟! قال : قوّاني الله على ذلك.
فقال الملك : إنّي موكّل بهذا الجبل ، ولو لا هذا الجبل لانكفأت الأرض بأهلها ، رأس هذا الجبل ملتصق بسماء الدنيا ، وأسفله في الأرض السابعة السفلى ، وهو محيط بها كالحلقة ، وليس على وجه الأرض مدينة إلّا ولها عرق إلى هذا الجبل ، فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل مدينة أوحى إليّ ، فحرّكت العرق الذي إليها.
__________________
(١) تفصيل حال المسمّى ب : (عبد الله بن سليمان) في معجم رجال الحديث ١١ : ٢١٢ الترجمة ٦٩٠٧ إلى ص ٢٢٣ الترجمة ٦٩١٦.
(٢) في كمال الدين والبحار : (من وقت ما كان فيه غلاما).
فلمّا أراد ذو القرنين الرجوع قال للملك : أوصني ، قال : لا يهمنك رزق غد ، ولا تؤخّر عمل اليوم لغد ، ولا تحزن على ما فاتك ، وعليك بالرفق ، ولا تكن جبّارا متكبّرا.
ثمّ إنّ ذا القرنين عطف على أصحابه ، ثمّ عطف بهم نحو المشرق يستقري ما بينه وبين المشرق من الأمم ، فيفعل بهم مثل ما فعل بأمم المغرب من العدل ، فبينما هو يسير إذ وقع على الأمّة المحاكمة (١) من قوم موسى صلوات الله عليه الذين يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، فوجد أمّة عادلة فقال لهم : أخبروني إنّي درت الدنيا فلم أر مثلكم ما بال قبور موتاكم على أبواب بيوتكم؟
قالوا : لئلّا ننسى الموت ، ولا يخرج ذكره من قلوبنا.
قال : فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب؟
قالوا : ليس فينا متّهم ولا ظنين ولا لصّ ، وليس فينا إلّا أمين.
قال : فما بالكم (٢) ليس عليكم أمراء؟
قالوا : لا نتظالم.
قال : ليس بينكم حكّام؟
قالوا : لا نختصم.
قال : ليس منكم ملوك؟ قالوا : لا نتكاثر (٣).
قال : فما بالكم ليس فيكم أشراف؟
قالوا : لا نتنافس.
قال : فما بالكم لا تتفاضلون ولا تتفاوتون؟ قالوا : من قبل أنّا متواسون متراحمون.
__________________
(١) في كمال الدين : (العالمة الذين) بدلا من : (المحاكمة).
(٢) قوله : (فما بالكم) ليس في «ر» «س» «ص».
(٣) قوله : (قال : ليس بينكم حكّام) إلى هنا لم يرد في «ص» «م».
قال : فما بالكم لا تتنازعون ولا تغتالون؟
قالوا : من قبل ألفة قلوبنا وإصلاح ذات البين.
قال : فما بالكم لا تسبّون (١) ولا تقتلون؟
قالوا : من قبل أنّا غلبنا طبائعنا بالعزم وسسنا أنفسنا بالحلم (٢).
قال : فما بالكم كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة؟
قالوا : من قبل أنّا لا نتكاذب ولا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا.
قال : فأخبروني لم ليس فيكم فقير ولا مسكين؟
قالوا : من قبل أنّا نقتسم (٣) بالسويّة.
قال : فما بالكم ليس فيكم فظّ ولا غليظ؟
قالوا : من قبل الذلّ والتواضع.
قال : فلم جعلكم الله أطول الناس أعمارا؟
قالوا : من قبل أنّا نتعاطى بالحقّ ونحكم بالعدل؟
قال : فما بالكم لا تقحطون؟
قالوا : من قبل أنّا لا نغفل عن الاستغفار.
قال : فما بالكم لا تجأرون (٤)؟
قالوا : من قبل أنّا وطّنا أنفسنا على البلاء وحرصنا عليه فعزينا (٥) أنفسنا.
قال : فما بالكم لا تصيبكم الآفات؟
__________________
(١) في «ر» «س» : (تتسابّون) ، وفي البحار : (تستبون).
(٢) في البحار : (وسننا أنفسنا بالحلم).
(٣) في البحار : (نقسم).
(٤) في «س» : (تجرّون) ، وفي «ص» «م» : (تحردون) ، وفي البحار : (تحزنون).
(٥) في النسخ : (فعرينا) ، والمثبت عن البحار.
قالوا : من قبل أنّا لا نتوكّل على غير (١) الله تعالى ولا نستمطر بالأنواء والنجوم.
قال : فحدّثوني أهكذا وجدتم آبائكم يفعلون؟
قالوا : وجدنا آباءنا يرحمون مسكينهم ، ويواسون فقيرهم ، ويعفون عمّن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويستغفرون لمن سبّهم ، ويصلون أرحامهم ، ويؤدّون أمانتهم ، ويصدّقون ولا يكذبون ، فأصلح الله بذلك أمرهم.
فأقام عندهم ذو القرنين حتّى قبض ، ولم يكن له فيهم عمر ، وكان قد بلغ السنّ وأدرك الكبر ، وكان عدّة ما سار في البلاد إلى يوم قبضه الله تعالى خمسمائة عام (٢).
__________________
(١) في «ر» «س» : (إلّا على) بدلا من : (على غير).
(٢) رواه الصدوق في كمال الدين : ٣٩٤ / ٥ وفي طبعة أخرى : ٣٦٥ / ٥ بتفاوت عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد العزيز بن يحيى بن سعيد البصريّ ، عن محمّد بن عطيّة ، عن عبد الله بن عمر [و] بن سعيد البصريّ ، عن هشام بن جعفر بن حمّاد ، عن عبد الله بن سليمان وكان قارئا للكتب ، قال : قرأت في بعض كتب الله عزوجل .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٨٣ / ١٥ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٦٧.
وأيضا رواه في علل الشرائع ٢ : ٤٧٢ / ٧٣٤ والأمالي : ٢٣٥ / ٧ باختلاف في صدره : عن أبي الحسن محمّد بن هارون الريحاني (الزنجاني) ، عن معاذ بن المثنى العنبري ، عن عبد الله بن أسماء ، عن جويرية بن سفيان ، عن المنصور ، عن أبي وائل ، عن وهب ، قال : وجدت في بعض كتب الله تعالى .. وعنهما في بحار الأنوار ١٢ : ١٧٥ / ٢.
وأخرجه ابن الفتّال النيسابوري : ٤٣٦ ، عن وهب.
وانظر : جامع البيان ١٦ : ٢٣ / ١٧٥٨٥ ، تفسير الثعلبي ٦ : ١٩٤ ـ ١٩٨.
الباب السّادس :
في نبوّة يعقوب ويوسف عليهماالسلام
[إطعام السائل الفقير]
[١٤١ / ١] ـ أخبرنا الشيخ أبو سعد الحسن بن عليّ الآراباديّ (١) ، والشيخ أبو القاسم الحسن بن محمّد الحديقيّ ، عن جعفر بن محمّد بن العبّاس ، عن أبيه ، عن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثماليّ ، قال : صلّيت مع عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما الفجر يوم الجمعة ، فنهض إلى منزله وأنا معه ، فدعا مولاة له (٢) فقال : لا يقف اليوم على بابي (٣) سائل إلّا أطعمتموه ، فإنّ اليوم يوم الجمعة.
قلت : ليس كلّ سائل محقّ.
فقال : أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقا فلا نطعمه ونردّه فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله عليهمالسلام ، أطعموهم ، إنّ يعقوب كان يذبح كلّ يوم كبشا ، فيتصدّق منه ويأكل هو وعياله منه ، وإنّ سائلا مؤمنا صوّاما قوّاما محقّا له عند الله
__________________
(١) في «ر» «س» : (الأرباديّ) ، والمثبت من «ص» «م» وموافق لما في رياض العلماء ٢ : ٤٣٦.
(٢) في علل الشرائع زيادة : (تسمّى سكينة).
(٣) في «ر» «س» زيادة : (فقير ولا).
منزلة كان مجتازا غريبا أعثر بباب (١) يعقوب عشيّة الجمعة عند أوان إفطاره ، فهتف (٢) على بابه : أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم. فلمّا يئس شكا جوعه إلى الله تعالى وبات خاويا (٣) وأصبح صائما ، وبات يعقوب وآله شباعا بطانا ، وأصبحوا وعندهم فضلة من طعام ، فأوحى الله تعالى إلى يعقوب صلوات الله عليه (٤) : استوجبت بلواي ، أو ما علمت أنّ البلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي ، وذلك حسن نظر منّي لأوليائي ، استعدّوا (٥) لبلائي.
فقلت لعليّ بن الحسين صلوات الله عليهما : متى رأى الرؤيا؟
قال : في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وآله شباعا ، وبات فيها (٦) الغريب جائعا ، فلمّا قصّها على أبيه اغتمّ يعقوب لما سمع من يوسف مع ما أوحي إليه : أن استعدّ للبلاء ، وكانت أوّل بلوى نزلت بآل يعقوب الحسد ليوسف عليهالسلام ، فلمّا رأى إخوة يوسف كرامة أبيه إيّاه اشتدّ عليهم فتآمروا حتّى قالوا : (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ)(٧) ، فلمّا خرجوا به من منزله أتوا به غيضة أشجار (٨) ، فقالوا : نذبحه ونلقيه تحت شجرة يأكله الذئب.
فقال كبيرهم : لا تقتلوه ولكن ألقوه في غيابة الجبّ فألقوه فيه ، وهم يظنّون أنّه يغرق فيه.
__________________
(١) في العلل : (على باب).
(٢) في العلل : (يهتف).
(٣) في العلل : (طاويا).
(٤) في العلل كلام طويل يظهر منه أنّ اسم السائل : ذميال.
(٥) في «ر» «س» : (استعدّ).
(٦) في «ر» «س» «ص» زيادة : (ذلك).
(٧) يوسف : ١٢.
(٨) قال في المصباح المنير : ٤٥٩ : الغيضة الأجمة ، وهي الشجر الملتف ، وجمعه غياض مثله كلبة وكلاب.
فلمّا أمسوا رجعوا إلى أبيهم عشاء يبكون قالوا : (يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ)(١) ، فاسترجع وعبر فصبر وأذعن للبلوى ، وقال :
(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)(٢) ، ما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب.
قال أبو حمزة : ثمّ انقطع حديث زين العابدين صلوات الله عليه ، فلمّا كان من الغد وغدوت إليه ، فقلت : إنّك حدّثت أمس بحديث يعقوب ، فما كان من قصّة إخوة يوسف بعد ذلك؟
فقال : إنّهم لمّا أصبحوا قالوا : انطلقوا بنا حتّى ننظر ما حال يوسف أمات أم هو حيّ؟ فلمّا انتهوا إلى الجبّ وجدوا سيّارة وقد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه ، فلمّا جذب الدلو إذا هو بغلام متعلّق بدلوه ، فلمّا أخرجه قال إخوة يوسف : هذا عبدنا سقط أمس في هذا الجبّ وجئنا اليوم لنخرجه ، فانتزعوه منه وقالوا له : إمّا أن تقرّ لنا أنّك عبد لنا ، فنبيعك من بعض هذه السيّارة أو نقتلك.
قال : اصنعوا ما شئتم ، فأقبلوا إلى السيّارة وقالوا لهم : أمنكم من يشتري هذا العبد منّا؟ فاشتراه بعضهم بعشرين درهما ، وسار من اشتراه حتّى أدخله مصر.
فقلت لعليّ بن الحسين عليهماالسلام : ابن كم كان يوسف صلوات الله عليه يوم ألقي في الجبّ؟ قال : كان ابن تسع (٣) سنين.
قلت : فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر؟ قال : مسيرة اثني عشر يوما. وكان يوسف عليهالسلام من أجمل أهل زمانه ، فاشتراه العزيز وراودته امرأته ، فقال : معاذ الله أنا من أهل بيت لا يزنون ، فأفلت منها هاربا إلى الباب ، فلحقته فجذبت قميصه من خلفه (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ
__________________
(١) يوسف : ١٧.
(٢) يوسف : ١٨.
(٣) في «ر» «س» : (سبع) ، والمثبت من «ص» «م» والعلل.
يُسْجَنَ)(١) ، فهمّ الملك بعذاب يوسف عليهالسلام.
فقال يوسف عليهالسلام : هي راودتني فاسأل هذا الصبيّ ، فأنطق الله تعالى الصبيّ بفصل القضاء ، فقال : أيّها الملك ، انظروا (٢) إلى قميص يوسف ، فإن كان مقدودا من قدّامه فهو الذي راودها ، وإن كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته ، فأفزع الملك ذلك ودعا بالقميص ونظر إليه فرآه مقدودا من خلفه ، قال : إنّه من كيدكنّ ، وقال ليوسف : اكتم هذا.
فلمّا شاع أمر امرأة العزيز والنسوة اللّاتي قطعن أيديهنّ ، سجن يوسف عليهالسلام ، ودخل معه السجن فتيان ، وكان من قصّته ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز (٣).
فصل
[توسّل يوسف بمحمّد وآله عليهمالسلام]
[١٤٢ / ٢] ـ وبإسناده عن ابن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن مسمع أبي سيّار (٤) ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف في الجبّ نزل عليه جبرئيل ، فقال : يا غلام ، من طرحك في هذا الجبّ؟ فقال : إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني.
__________________
(١) يوسف : ٢٥.
(٢) في «ر» «س» : (انظر).
(٣) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٤٥ / ١ بنفس السند بإسهاب ، والمذكور هنا زبدته ومختصره وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٧١ / ٤٨ كاملا وفي ج ٨٦ : ٣٦٢ / ٤٦ ووسائل الشيعة ٧ : ٤١٢ / ١ وج ٩ : ٤١٦ / ٩ باختصار وفي تفسير نور الثقلين ٢ : ٤١١ / ١٧ كاملا أيضا.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٦٧ / ٥.
(٤) هو مسمع بن عبد الملك ، كردين ، يكنّى أبا سيّار ، كوفيّ (الرجال للطوسي : ١٤٥ / ١٥٩٢ و ٣١٢ / ٤٦٣٢).
قال : أتحبّ أن تخرج من هذا الجبّ؟ قال : ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
قال : فإنّ الله يقول لك : قل : اللهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلّا أنت (١) ، بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب (٢).
[١٤٣ / ٣] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر (٣) ، عن الرضا عليهالسلام في قوله تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ)(٤) قال : كانت عشرين درهما ، والبخس : النقص ، وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل (٥)(٦).
__________________
(١) في تفسير العيّاشيّ زيادة : (المنّان).
(٢) عنه في فلاح السائل : ١٩٥ ، بحار الأنوار ٩٢ : ١٨٩ / ١٦.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٦٩ / ٦ : عن مسمع أبي سيّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. ، والطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٥ : ٣٧٣ عن كتاب النبوّة بنفس السند المذكور في المتن ، وزادا في ذيله : فقالها يوسف ، فجعل الله له من الجبّ يومئذ فرجا ، ومن كيد المرأة مخرجا ، وآتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب.
وفي تفسير القمّيّ ١ : ٣٥٤ : عن أبيه ، عن محبوب بن الحسن بن عمارة ، عن ابن سيارة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٤٧ / ٣ وج ٩٢ : ١٨٦ / ٧.
(٣) في «ر» «س» : (أبي بصير) ، وفي «ص» : (ابن أبي بصير).
(٤) يوسف : ٢٠.
(٥) قال العلّامة المجلسيّ في البحار ١٢ : ٢٢٣ : المشهور بين الأصحاب في كلب الغنم عشرين وفي كلب الصيد أربعين أو القيمة فيهما.
(٦) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٢٢ / ذيل الحديث ٢ وج ١٠١ : ٤٣٠ / ٤ ومستدرك الوسائل ١٨ : ٣٠٦ / ١.
وورد في تفسير القمّيّ ١ : ٣٤١ بتقديم وتأخير في المتن : عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي بصير ، عن الرضا عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٢٢ / ذيل ـ
[١٤٤ / ٤] ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي إسماعيل الفرّاء ، عن طربال ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا أمر الملك بحبس يوسف عليهالسلام في السجن ألهمه الله تأويل الرؤيا ، فكان يعبّر لأهل السجن رؤياهم (١).
[١٤٥ / ٥] ـ وعن ابن أبي نصر ، عن أبي جميلة ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : كان يوسف عليهالسلام بين أبويه مكرّما ، ثمّ صار عبدا ، فصار ملكا (٢).
[١٤٦ / ٦] ـ وعن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن حمّاد ابن عثمان ، عن جميل ، عن سليمان بن عبد الله الطلحيّ قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما حال بني يعقوب؟ هل خرجوا من الإيمان؟ فقال : نعم ، قلت : فما تقول في آدم عليهالسلام؟ قال : دع آدم (٣).
__________________
ـ الحديث ٢ وج ١٠١ : ٤٣٠ / ٣ ومستدرك الوسائل ١٨ : ٣٠٦ / ١ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤١٨ / ٣٢.
وروى العيّاشيّ قطعة منه في تفسيره ٢ : ١٧٢ / ١١ : عن الحسن ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٠٠ / ٩٠ وج ١٠١ : ٤٣٠ / ٥ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤١٨ / ٢٨.
(١) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٠ / ٧٢ وج ٥٨ : ١٧٢ / ٣٠.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٧٦ / صدر الحديث ٢٣ : عن طربال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٠١ / ١٠٠ ومستدرك الوسائل ١١ : ٢٢٢ / ٣ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٢٥ / ٦٥.
ورواه القمّيّ في تفسيره ١ : ٣٥٣ : عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٤٦ / ضمن الحديث ١٢ ، وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٢٨ / ٨٠ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٩٥.
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٠ / ٧٣.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٧٢ / ١٣ بزيادة في متنه : عن عبد الله بن سليمان ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٠٠ / ٩٢ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤١٨ / ٣٧.
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٠ / ٧٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢١٠.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٩٤ / ٧٥ : عن سليمان بن عبد الله الطلحيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٨٩ / ١٦ وج ١٢ : ٢٩٠ / ٧٤ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٦٤ / ١٩٣.
[١٤٧ / ٧] ـ وعن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير قال : قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه : أكان أولاد يعقوب أنبياء؟ قال : لا ، ولكنّهم كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، ولم يفارقوا الدنيا (١) إلّا سعداء ، تابوا وتذكّروا ممّا صنعوا (٢).
فصل
[قصّة يوسف وإخوته]
[١٤٨ / ٨] ـ وأخبرنا الشيخ أبو عليّ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسيّ ، عن جعفر الدوريستيّ ، عن الشيخ المفيد ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن عليّ ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : لمّا فقد يعقوب يوسف عليهماالسلام اشتدّ حزنه وتغيّر حاله ، وكان يمتار القمح من مصر لعياله (٣) في السنة مرّتين : في الشتاء والصيف ، وإنّه بعث عدّة من ولده ببضاعة يسيرة مع رفقة خرجت ، فلمّا دخلوا على يوسف عليهالسلام عرفهم ولم يعرفوه ، فقال : هلمّوا بضاعتكم حتّى أبدأ بكم قبل الرفاق ، وقال لفتيانه : عجّلوا لهؤلاء بالكيل
__________________
(١) قوله : (الدنيا) من تفسير العياشي.
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩١ / ٧٥.
ورواه العيّاشيّ في تفسيره ١ : ٦٢ / ١٠٦ وص ١٨٤ / ٨٣ بنفس المتن : عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩١ / ٧٥ وتفسير مجمع البيان ١ : ٤٠٥ وتفسير الصافي ١ : ١٩٢ ـ ١٩٣ / ضمن الحديث ٩٨ ، والكلينيّ في الكافي ٨ : ٢٤٦ / صدر الحديث ٣٤٣ بتفاوت يسير وعنه في تفسير الصافي ٣ : ٤٦ ـ ٤٧ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٦٦ / ٢٠٠.
وأخرجه الطبرسي في مجمع البيان ٥ : ٣٦٤ وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٢٠ عن كتاب النبوّة.
(٣) في حاشية نسخة «ص» : (طعام يمتاره الإنسان أي يجلبه من بلد إلى بلد).
وأوقروهم (١) ، واجعلوا بضاعتهم في رحالهم إذا فرغتم.
وقال يوسف لهم : كان لكم أخوان من أبيكم فما فعلا؟
قالوا : أمّا الكبير منهما فإنّ الذئب أكله ، وأمّا الأصغر فخلّفناه عند أبيه ، وهو به ضنين (٢) وعليه شفيق.
قال : إنّي أحبّ أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا ، ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم فيها ، قالوا : يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ، فلمّا احتاجوا إلى (٣) الميرة بعد ستّة أشهر بعثهم وبعث معهم ابن يامين (٤) ببضاعة يسيرة ، فأخذ عليهم موثقا من الله لتأتنّني به ، فانطلقوا مع الرفاق حتّى دخلوا على يوسف ، فهيّأ لهم طعاما وقال : ليجلس كلّ بني أمّ على مائدة ، فجلسوا وبقي ابن يامين قائما.
فقال له يوسف : مالك لم تجلس؟ فقال : ليس لي فيهم ابن أمّ.
فقال يوسف : فمالك ابن أمّ؟ قال : بلى ، زعم هؤلاء أنّ الذئب أكله.
قال : فما بلغ من حزنك عليه؟ قال : ولد لي أحد عشر ابنا ، لكلّهم أشتقّ اسما من اسمه ، فقال : أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده ، فقال : إنّ لي أبا صالحا قال لي : تزوّج لعلّ الله أن يخرج منك ذرّيّة تثقّل الأرض بالتسبيح.
قال يوسف : فاجلس معي على مائدتي ، فقال إخوة يوسف : لقد فضّل الله يوسف وأخاه حتّى أنّ الملك قد أجلسه معه على مائدته ، وقال يوسف لابن يامين : إنّي أنا أخوك فلا تبتئس بما تراني أفعل واكتم ما أخبرتك ، ولا تحزن ولا تخف.
__________________
(١) من أوقر الدابّة حمّلها ثقيلا ، وفي تفسير العيّاشيّ : (وأوفوهم).
(٢) أي : به بخيل.
(٣) الميرة : الطعام الذي يدّخره الإنسان.
(٤) كذا في النسخ الأربع ، والمعروف أنّه : (بنيامين).