اعتقادات فرق المسلمين والمشركين

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]

اعتقادات فرق المسلمين والمشركين

المؤلف:

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]


المحقق: الدكتور محمّد زينهم محمّد عزب
الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: مكتبة مدبولي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٣٠

الرابعة : الفورفوريوسية

وهم أتباع فرفوريوس (١) الفيلسوف وقد أخرج أكثر دين النصارى على قواعد الفلسفة.

الخامسة : الأرمنوسية

يقولون إن الله تعالى دعا عيسى ابنا على سبيل التشريف (٢).

__________________

(١) كان فرفوريوس يدافع عن فكرة قدم العالم وأنه ليس له بداية زمنية. وزعم أن كل جسم إما ساكن وإما متحرك ، وهاهنا شيء يكون ما يتكون ويحرك الأجسام ، وكل ما كان واحدا بسيطا ففعله واحد بسيط وما كان كثيرا مركبا فأفعاله كثيرة ومركبة ، وكل موجود ففعله مثل طبيعته ، ففعل الله بذاته فعل واحد بسيط ، وما فى أفعاله يفعلها بمتوسط فمركب.

(٢) لم تذكر هاتان الفرقتان بين فرق النصارى ، فلم يذكر هما الشهرستانى فى «الملل والنحل» بل ولم يشر إليهما ، وكذلك الأسفراييني فى «التبصير فى الدين». وأيضا لم يذكرا فى «الفرق بين الفرق». ويبدو أن كليهما كان مجرد بعض الآراء المنسوبة إلى «فرفوريوس ، وأرمنيوس». إذ لا زيادة فى أى منهما عما قاله أصحاب الفرق السابقة من النصارى.

١٠١

الفصل الثالث

فى فرق المجوس (١)

الأولى : الزرادشتية (٢)

أتباع زرادشت. وهو رجل من أهل أذربيجان. ظهر فى أيام

__________________

(١) المجوس. هم عبدة النار ، ويقولون إن للعالم أصلين : النور والظلمة. وقيل الأصل أنهم : النجوس. وذلك لأنهم كانوا يستعملون النجاسات فى تدينهم. والمجوس هم أقدم الطوائف. وقد نشأت المجوسية فى بلاد الفرس ، وكانوا نابغين فى علم التنجيم. ويقال للمجوسية الدين الأكبر والملة العظمى ، إذ كانت دعوة الأنبياء بعد الخليل عليه‌السلام لم تكن فى العموم كالدعوة الخليلية ، ولم يثبت لها من القوة مثل الملة الحنيفية ، إذ كان ملوك العجم كلهم على ملة إبراهيم ، ورعاياهم على أديانهم.

(٢) يقول أهل الكتاب : إن زرادشت من أهل فلسطين ، وكان خادما لبعض تلاميذ النبي أرميا. فخانه فى بعض الأمور ، فدعا عليه أرميا ، فأصابه البرص ، وخرج إلى آذربيجان ، وهناك رشح دين المجوسية.

ويقال : إن زرادشت من نسل منوشهر الملك ، وأن نبيا من بنى إسرائيل بعث إلى كيستاسف وهو ببلخ ، فكان زرادشت وجاماسب وهو من نسل منوشهر أيضا ، يكنبان بالفارسية ما يقول ذلك النبي بالعبرانية. ويقول علماء الفرس : إن هذا كان لثلاثين سنة من دولة كهيراسف ، وأن زرادشت جاء بكتاب ادعاه وحيا ، وكتب بنقش الذهب ، فوضعه كيستاسف فى هيكل باصطخر ، ووكل به بعض الهرابذة ، ومنع أن يتعلمه العامة ، وهو كتاب الزمزمة ، وفسره زرادشت وسمى تفسيره «زندة» ثم عاد وفسر التفسير وسماه «زندية» وهى الكلمة التى عربها العرب إلى زنديق.

١٠٢

بشتاسف (١) بن لهراسف (٢). وادعى النبوة ، فآمن به بشتاسف. وأظهر اسبنديار بن بشتاسف دين زرادشت فى العالم. وبين المجوس خلاف كثير إلا أن الكل.

__________________

(١) بشتاسف وقيل كيستاسف ، قيل هو الّذي بنى مدينة «فسا» بفارس وأرسى دعائم الملك ، ورتب سبعة من العظماء فى دولته مراتب وجعلهم ملوكا كل على حسب مرتبته. واصطلح مع ملك الترك على أن يكون له دابة تقف على باب ملك الترك. فلما وفد إليه زرادشت دفع إلى نقض الصلح وقال له : أنا أعين لك طالعا تسير فيه إلى الحرب فتظفر. وسار كل من الملكين إلى الحرب مع الآخر ، ودارت بينهما موقعة عظيمة انهزم فيها الترك. وكان أعظم قواد بشتاسف ابنه اسفنديار ، فسعى الساعون بعد انهزام الترك إلى الإيقاع بين بشتاسف وابنه اسفنديار وقامت بينهما حروب. ثم سار بشتاسف إلى ناحية كرمان وسجستان ودخل إلى جبل (طميدر) لدراسة دينه والتنسك ، وذلك بعد أن حبس ابنه اسفنديار مقيدا. وانتهز ملك الترك الفرصة ودخل إلى بلخ ، وقتل لخراسب والد بشتاسف ـ وكان رجلا كبير السن.

(٢) لهراسف ، وقيل كي هراسف ، وقيل كي لهراسف ، أو لهراسب. ملك الفرس ، وكان ملكا محمود السيرة. وكانت ملوك زمانه شرقا وغربا يعظمونه يتفقون على أن الله تعالى حارب مع الشيطان ألوف سنين. ولما طال الأمر توسطت الملائكة بينه وبين الشيطان ، على أن الله تعالى يسلم العالم إلى الشيطان سبعة آلاف سنة يحكم ويفعل ما يريد. وبعد ذلك عهد أن يقتل الشيطان. ثم أخذت الملائكة سيفهما منهما وقرروا بينهما أنه من خالف منهما ذلك العهد قتل بسيفه. وكان هذا الكلام غير لائق بالعقلاء.

١٠٣

الفصل الرابع

فى الثنوية (١)

وهم أربع فرق :

الفرقة الأول : المانوية

أتباع مانى (٢). وقد كان رجلا نقاشا خفيف اليد ظهر فى زمن

__________________

(١) الفرق بين المجوس وبين الثنوية ، أن المجوس يقولون إن النور قديم أزلى ، والظلام مخلوق حادث. أما الثنوية فيقولون بأزلية النور والظلام وبتساويهما فى القدم ، واختلافهما فى الجوهر والطبع والفعل والخير والمكان والأجناس والأبدان والأرواح .. وسموا ثنوية لقولهم باثنين أزليين.

(٢) أتباع مانى بن فتق بابك. وقد ظهر أيام سابور بن أزدشير الّذي ملك بعد أبيه أزدشير ، وقد أفاض سابور فى عطاء أهل دولته ، وذهب إلى خراسان فأصلح من أمرها ، وملك نصيبين فتحا ، وفتح مدنا من الشام ، وحاصر أنطاكية وأسر ملكها ، ويعتبر سابور أول ملك من ساسان يملك الحيرة وقد هلك سابور بعد ثلاثين سنة من ملكه. وقد اتبع سابور مانى قليلا ثم رجع إلى المجوسية. وقيل إن (فتق) وهو من همدان ، نزل فى موضع بالمدائن اسمه طيسفون وكان بها بيت للأصنام. وقد سمع فتق من الهيكل هاتفا يأمره بألا يأكل لحما وألا يشرب خمرا وألا ينكح بشرا. وكانت زوجته حاملا بمانى ، وزعموا أنها كانت ترى منامات حسنة وكذلك فى يقظتها كانت ترى آخذا يأخذه إلى الجو ثم يرده. ونشأ مانى على دين أبيه ، وكان ينطق بالحكمة ، فلما بلغ الثانية عشرة أتاه الوحى كما زعم ، وكان يزعم أن الملك الّذي يأتيه يقول له : اعتزل هذه الملة فلست من أهلها

١٠٤

سابور بن أزدشير بن بابك وادعى النبوة وقال إن للعالم أصلين : نور وظلمة ـ وكلاهما قديمان ، فقبل سابور قوله ، فلما انتهت نوبة الملك إلى بهرام أخذ مانى وسلخه وحشا جلده تبنا وعلقه. وقتل أصحابه إلا من هرب والتحق بالصين ودعوا إلى دين مانى فقبل أهل الصين منه. وأهل الصين إلى زماننا هذا على دين مانى.

الثانية : الديصانية

وهم يقولون بالنور والظلمة أيضا. والفرق بينهم وبين المانوية أن المانوية يقولون إن النور والظلمة حيان ، والديصانية يقولون إن النور حي والظلمة ميتة (١).

__________________

وعليك بالنزاهة وترك الشهوات ولم يأن لك أن تظهر لحداثتك. فلما بلغ الرابعة والعشرين أتاه الملك بأن قد حان له أن يخرج فينادى قومه وقال له : عليك السلام مانى منى ومن الرب الّذي أرسلنى إليك واختارنى لرسالته. وقد زعم مانى أنه الفارقليط المبشر به عيسى.

(١) أتباع ديصان. وهو مسمى باسم نهر. وقد ولد على هذا النهر. وديصان كان قبل مانى. ومذهب ديصان قريب من مذهب مانى. وبينهما اختلاف ؛ فالديصانية اختلفت على فرقتين. فرقة زعمت أن النور خالط الظلام باختياره ليصلها فلما حصل عليها وأراد أن يخرج امتنع ذلك عليه. وفرقة زعمت أن النور أراد أن يرفع الظلمة عنه ولما أحس منها بالخشونة والنتانة شابكها بغير اختيار منه. وزعم أن الظلام أصل للنور. وأن النور حي حساس عالم والظلام ضد ذلك ، لذلك تكارها.

١٠٥

الثالثة : المرقونية (١)

وهم يثبتون متوسطا بين النور والظلمة. ويسمون ذلك المتوسط (المعدل).

الرابعة : المزدكية (٢)

أتباع مزدك بن نامدان كان موبذ موبذان فى زمن قباذ بن فيروز

__________________

(١) وهم أصحاب مرقيون. وهم طائفة من النصارى أقرب إلى المنانية والديصانية. ويقول المرقيون : إن النور والظلمة هما الأصلان القديمان. وبينهما يتوسط كون ثالث يمزجها ويخالطها : وينزهون الله عزوجل عن الشرور وأن خلق جميع الأشياء لا يخلو من ضر ، وهو سبحانه مجلى عن هذا. والكون الثالث عندهم اختلفوا فيه. فقالت طائفة : إن الكون الثالث هو الحياة وإنه عيسى عليه‌السلام. وقالت طائفة أخرى إن عيسى هو رسول هذا الكون الثالث وهو الصانع بأمره وقدرته للأشياء.

(٢) مزدك كان إباحيا زنديقا ، يقول باستباحة أموال الناس ويعتبرها فيئا وليس لأحد ملك شيء ولا حجزه ؛ لأن الأشياء كلها ملك لله. واتبع مزدك لقوله هذا كثيرون ، واجتمع أهل دولة الفرس وخلعوا قباذ بن فيروز ، وملكوا بدلا منه أخاه جاماساب ، ولكن خرج (زرمهر) شاكيا ، داعيا ، وتقرب إلى الناس بقتل المزدكية ، واستطاع أن يعيد قباذ إلى الحكم. وانتقم المزدكية من زرمهر لقتله إياهم. فسعوا عند قباذ يتهمون زرمهر بأنه يعتقد المزدكية. فقامت الفتن والقلاقل ، وفسد الملك ، فخلع قباذ وحبس ، وأعيد أخوه إلى الحكم. أما مزدك نفسه فقد قتله أنوشروان بن قباذ هو وأصحابه.

وكان مزدك يرى أن النور يفعل بالقصد والاختيار ، أما الظلمة فإنها تقوم

١٠٦

والد أنوشروان العادل. ثم ادعى النبوة وأظهر دين الإباحة. وانتهى أمره إلى أن الزم قباذ إلى أن يبعث امرأته ليمتع بها غيره. فتأذى أنوشروان من ذلك الكلام غاية التأذى. وقال لوالده اترك بينى وبينه لأناظره فإن قطعنى طاوعته وإلا قتلته. فلما ناظر مع أنوشروان انقطع مزدك وظهر عليه أنوشروان فقتله وأتباعه. وكل من هو على دين الإباحة فى زماننا هذا ، فهم بقية أولئك القوم.

__________________

ـ على الخبط والانفاق. وأن النور عالم حساس ، لكن الظلام جاهل أعمى. وقد أحل النساء ، وأباح الأشياء كلها ، وحكى عنه أنه كان يأمر بقتل الأنفس لتتخلص من الشر ومن مزاج الظلمة. وكان يرى أن الأصول والأركان ثلاثة هى : الماء ، والنار ، والأرض.

١٠٧

الفصل الخامس

فى الصبائية (١)

قوم يقولون إن مدبر هذا العالم وخالقه هذه الكواكب السبعة والنجوم فهم عبدة الكواكب. ولما بعث الله إبراهيم عليه‌السلام كان الناس على دين الصبائية فاستدل إبراهيم عليه‌السلام عليهم فى حدوث الكواكب ، كما حكى الله تعالى عنه فى قوله : (لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) ، واعلم ـ أن عبادة الأصنام أحدث من هذا الدين لأنهم كانوا يعبدون النجوم عند ظهورها ولما أرادوا أن يعبدوها عند غروبها لم يكن لهم بد من أن يوروا الكواكب صورا ومثلا. فصنعوا أصناما واشتغلوا بعبادتها فظهر من هنا عبادة الأوثان (٢).

__________________

(١) ويقال لهم : الصبائية ، والصابئون. وكلها بمعنى واحد. والصابى هو التارك لدينه الّذي شرع له إلى دين غيره. والصائبون سموا بذلك لأنهم فارقوا دين الوحيد ، وعبدوا النجوم وعظموها. ولهم مذهب ينفردون به ، ويقرون بالصانع وبالمعاد ، وببعض الأنبياء. والحق أنه لا دين لهم ؛ لأنهم بين اليهود والمجوس. ويكادون يشبهون النصارى ، وقبلتهم نحو مهب الجنوب عند منتصف النهار.

(٢) والصائبون كانوا فى مبدأ أمرهم يسجدون للكواكب ، لكن لما كانت الشمس قد تغيب أو تختفى وراء الغيوم ، لذلك اخترعوا صورا للكواكب ، وسموها بأسماء الكواكب. والأوثان المشهورة بين قدامهم هى : المشترى ، وزحل ، والمريخ ، وعطارد ، وأرطاميس ، ويونون ، والزهرة. ثم عادوا يزعمون بأن نفوس العظماء من الموتى هى واسطة بين الله وبين خلقه ، لذلك اتخذوا صورا لهؤلاء العظماء ، وسجدوا لها. ويروى أن أول من اتخذ صورا للعظماء ودعا للسجود لها

١٠٨

الفصل السادس

فى أحوال الفلاسفة (١)

مذهبهم أن العالم قديم وعلته مؤثرة بالإيجاب وليست فاعلة

__________________

ـ هو : نينوس بن نمروذ بن نوح ، وكان ملكا لآشور وقد بنى مدينة نينوى ، وقد صنع تمثالا لأبيه فى عام (٥٩. ق. م) وأمر قومه بعبادته. وقيل إن الصائبة من ولد صابئ بن لامك أخى نوح. وقيل : إن صابئ متوشلح جده وأول من ملك الأرض من ولد نوح كنعان بن كوش بن حلم ، وورث ابنه النمروذ الملك من بعده ، وعظم سلطانه ، وأخذ بدين الصائبة. ولما عاد إبراهيم إلى أرض كنعان نزل بيت المقدس ، والّذي كانت الصابئة تعظمه ، وتزعم أنه هيكل المشترى والزهرة ؛ لذا سماه العبرانيون إيلياء ، ومعناه بيت الله. وقيل إن يونس بن متى عليه‌السلام بعث إلى زان ملك بابل فآمن به. وجاء كنعان بن فالغ فأظهر بدعته وهى الصائبة ، واتبعها ، وهو الّذي لقب النمروذ ، وهو نمروذ إبراهيم عليه‌السلام وقد جرت بين إبراهيم والنمروذ حوادث القصة المذكورة فى القرآن الكريم ، من تكسير الأصنام ، إلى نهاية القصة.

(١) كلمة فلسفة ، تتكون من مقطعين هما : فيلو. وسوفيا. و «فيلو» فى اليونانية معناها : محب. و «سوفيا» معناه : الحكمة. فمعنى الفلسفة : حب الحكمة. والفيلسوف : محب الحكمة. وقد نشأت الفلسفة فطرية ، كما يقول أفلاطون وأرسطو ـ لأن الإنسان فطر على حب الاستطلاع. وشعور الإنسان بالدهشة هو ما يدفعه إلى حل ألغاز هذا الكون ، وأحاجى هذا العالم المتعدد الظواهر. وقد سارت الفلسفة فى كل حقبة متطورة بتطور الفكر الإنسانى. مطبوعة بطابع كل أمة ، أما موضوع الفلسفة فهو موضوع خلاف. فمن قائل : إن دائرة الفلسفة تتسع فتشمل كل علم أو فروع من فروع العلوم. إلى قائل بأنها تختص فقط

١٠٩

بالاختبار. وأكثرهم ينكرون علم الله تعالى وينكرون حشر الأجساد وكان أعظمهم قدرا ارسطاطاليس (١). وله كتب كثيرة. ولم ينقل تلك الكتب أحد أحسن مما نقله الشيخ الرئيس أو على بن سينا الّذي كان فى زمن

__________________

بالبحث فيما وراء الطبيعة وما يتصل به كالمنطق. وعموما تشتمل الفلسفة المجالات الآتية :

١ ـ الوحدة .. أى علة العلل القادرة على كل شيء .. وهذا النوع يسمى ما وراء الطبيعة أو ما وراء المادة.

٢ ـ الكثرة .. أى المظاهر المتنوعة لهذا العالم .. وهى ما يسمى بالفلسفة الطبيعية.

٣ ـ مسألة أفراد المخلوقات وأهمها الإنسان وتشمل الأنواع الآتية :

(أ) علم النفس.

(ب) علم المنطق.

(ج) علم الجمال.

(د) علم الأخلاق.

(١) هو أرسطو طاليس بن نيقوماخوس. المقدم المشهور ، والمعلم الأول ، والحكيم المطلق. ولد فى مدينة أسطاغيرا فى سنة ٣٨٤ ق. م. وأسطاغيرا مدينة يونانية قديمة وميناء من موانئ مقدونيا على بحر إيجة. وأبوه نيقوماخوس طبيب ملك مقدونيا امتناس الثانى جد الإسكندر الأكبر ، وكان هذا هو السبب فى توثيق صلة أرسطو بالبلاط المقدونى. وقد نشأ أرسطو بالبلاط وتعلم مع فيليب والد الإسكندر. وقد مات أبوه وهو ما زال فتى. ولما بلغ السابعة عشرة من عمره أرسله ولى أمره برقسانس إلى إثينا ليكمل تعليمه. ومكث بها نيفا وعشرين سنة ، وكانت أثينا فى ذلك الوقت مركزا للحياة الفكرية فى العالم ، وتتلمذ على يدى أفلاطون حتى مات أفلاطون. ويتهم البعض أرسطو بأنه جحد فضل أفلاطون

١١٠

محمود بن سبكتكين ، وجميع الفلاسفة يعتقدون فى تلك الكتب اعتقادات عظيمة ، وكنا نحن فى ابتداء اشتغالنا بتحصيل علم الكلام تشوقنا إلى معرفة كتبهم لنرد عليهم فصرفنا شطرا صالحا من العمر فى ذلك. حتى وفقنا الله تعالى فى تصنيف كتب تتضمن الرد عليهم ككتاب نهاية العقول ، وكتاب المباحث المشرقية ، وكتاب الملخص ، وكتاب شرح الإشارات ، وكتاب جوابات المسائل النجارية ، وكتاب البيان والبرهان فى الرد على أهل الزيغ والطغيان ، وكتاب المباحث العمادية فى المطالب المعادية ، وكتاب إشارة النظار إلى لطائف الأسرار. وهذه الكتب بأسرها تتضمن شرح أصول الدين وإبطال شبهات الفلاسفة وسائر المخالفين. وقد اعترف الموافقون والمخالفون بصنف أحد من المتقدمين والمتأخرين مثل هذه المصنفات.

__________________

ـ عليه ، وأنه كان دائم الجدل والمخاصمات والمنازعات بمدرسة أفلاطون ، ونغص حياة أستاذه فى سنوات عمره الأخيرة. ويظهر أن سبب اتهامه هذا هى قولته الشهيرة : أحب الحق وأحب أفلاطون ، وأوثر الحق على أفلاطون. وأنه كان ينقد ويحلل آراء أفلاطون ، ولكنه لم يسئ إليه ، وإنما كان ينشد الوصول إلى الحق. ولقد توفى أفلاطون عام ٣٤٧ ق. م. ومن بعده انتخب ابن أخيه سيمبوس رئيسا لأكاديمية أفلاطون ، وعندها ترك أرسطو أثينا متوجها إلى أثرنوس فى آسيا الصغرى حيث كان ملكها هرمياس زميلا له فى مدرسة أفلاطون. وقد رحب بزميله أرسطو وأحله من نفسه ومملكته منزلة عالية ، وزوجه أخته وبقى عنده ثلاث سنين حتى قتل هرمياس ، فذهب أرسطو إلى ميتيلين وأقام بها بضع سنين ، حتى استدعاه فيليب المقدونى ليتولى تربية ابنه الإسكندر الّذي كان فى الثالثة عشرة من عمره ، وظل يعلمه ما يقرب من خمس سنوات. وقد لقى من الملك فيليب ومن ولى العهد الإسكندر كل تبجيل واحترام ومساعدة ، وأعانه على بحثه فى سبيل المعرفة. ـ

١١١

تمت الرسالة والحمد لله وحده (١)

__________________

ـ ولما عاد إلى أثينا بعد مقتل فيليب وتولى ابنه الإسكندر ، وجد المدرسة الأفلاطونية مزدهرة ، فأنشأ مدرسة فى ملعب رياضى اسمه لوقيون ، وكان يلقى دروسه وهو يمشى وتلاميذه من حوله ، ولذلك سمى تلاميذه بالمشائين. وأنشأ مكتبة هى الأولى من نوعها فى العالم ، ومعملا للتاريخ الطبيعى.

ولما مات الإسكندر عام ٣٢٣ ق. م فى بابل ، دبر أعداء أرسطو له تهمة الإلحاد فخاف القتل وترك أثينا إلى خلسيس حيث أصيب بمرض ومات وعمره ٦٣ سنة فى عام ٣٢٢ ق. م. وقد روى أن أرسطو ألف ما يقرب من أربعمائة كتاب. وقد ضاع من مؤلفاته أكثرها ، وقد كتب فى المنطق ، والعلوم الطبيعية ، والأخلاق ، والسياسة ، وما وراء الطبيعة. وكان شغوفا بعلم الحيوان ، حتى أنه يروى عنه أنه كان يعرف من الحيوان خمسمائة نوع.

(١) هذا ما وجده فى النص المطبوع.

١١٢

الكشاف العام

١ ـ الأعلام

إبراهيم بن سيار................................................................ ١٣

أحشد بن أبى بكر.............................................................. ٥٢

أحمد (الكيال)................................................................. ٥٢

أحمد بن حنبل................................................................. ٦٢

أخنس بن قيس................................................................ ٢٨

ارسطاطاليس................................................................. ١١٠

ارسطو....................................................................... ١١٢

أبو إسحاق الأسفرائني............................................................ ٣

إسحاق بن راهويه.............................................................. ٦٢

الإسكندر................................................................... ١١٢

إسماعيل بن جعفر الصادق............................... ٤٠ ، ٧ ، ٨٨ ، ٩٥ ، ١٠٠

إسماعيل بن محمد بن جعفر الصادق.............................................. ٤٠

اطراف........................................................................ ٢٥

أنوشروان.................................................................... ١٠٧

بابك......................................................................... ٩١

بشتاسف.................................................................... ١٠٣

بشر.......................................................................... ١٤

١١٣

أبو بكر الصديق............................................. ٢١ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٨

بكر (ابن اخت) عبد الواحد..................................................... ٧٢

بنان بن إسماعيل................................................................ ٤٦

بنان بن سمعان................................................................. ٥٩

أبو بيهش..................................................................... ٢٢

تغلب بن عامر................................................................. ٢٧

ثمامة بن أشرس................................................................. ١٤

أبو الجارود..................................................................... ٧٠

جعفر الصادق................................... ٣٥ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦

جعفر بن الحارث............................................. ٤٧ ، ٤٨ ، ٨٧ ، ٨٨

جعفر بن المبشر................................................................ ١٤

جهم بن صفوان................................................................ ١٤

حازم.......................................................................... ٦٩

أبو الحسن الباهلى.............................................................. ٢٦

أبو الحسن البصرى............................................................... ٣

الحسن الزكى............................................................... ٣ ، ١٠

الحسن العسكرى............................................................... ٤٣

الحسن بن صباح........................................................ ٨٨٢ ، ٨٩

الحسين الزكى........................................................ ٤ ، ٤٣ ، ٤٤

١١٤

الحسين (الشهيد)............................................................... ٤٣

الحسين بن صالح............................................................... ٤٣

حسين بن محمد النجار.......................................................... ٣٦

.............................................................................. ٧٠

حفص بن أبى المقدام............................................................ ٣٢

حمدان القرمطى................................................................. ٢٤

حمزة بن ادرك.................................................................. ٢٤

خديجة الكبرى................................................................. ٤٣

خلف......................................................................... ٢٥

داود الحوارى................................................................... ٦٢

الرازى (فخر)................................................ ٣ ، ٤ ، ١١١ ، ١١٢

الزبير.................................................................... ١٢ ، ٢١

زرادشت..................................................................... ١٠٢

رياد بن الأصفر................................................................ ٣١

زيد بن على........................................................ ٣٥ ، ٨٧ ، ٨٨

زين العابدين................................................. ٤٣ ، ٤٦ ، ٨٧ ، ٨٨

سابور بن أردشير............................................................. ١٠٦

سراح الدين يوسف............................................................... ٤

سليمان بن جرير............................................................... ٣٦

سليمان بن ناصر (أبو القاسم)..................................................... ٣

١١٥

السمنانى........................................................................ ٣

السيد الحميرى................................................................. ٥٤

ابن سينا..................................................................... ١١٠

ابن شريح....................................................................... ٣

شعيب بن محمد................................................................ ٢٦

ضرار بن عمر.................................................................. ٧٢

ضياء الدين عمر................................................................. ٣

طلحة............................................................. ١١ ، ١٢ ، ٢١

عائشة........................................................................ ٢١

عبد الله بن أباض............................................................... ٣٠

عبد الله بن الجناحين............................................................ ٤٨

عبد الله بن سبأ................................................................ ٤٥

عبد الله بن محمد (أبو هاشم).................................................... ٥٥

عبد الجبار (القاضى)...................................................... ١٠ ، ١٧

عبد الرحمن بن ملجم............................................................ ٣٧

عبد الرحيم الخياط.............................................................. ٣٧

عبد الكريم بن عجرد............................................................ ٢٣

عثمان.................................................................. ٢١ ، ٣٦

عثمان بن أبى الصلت........................................................... ٢٢

على بن أبى طالب.......................................... ١١ ، ١٣ ، ٢١ ، ٣٨ ،

١١٦

.......................................... ٤٤ ، ٤٦ ، ٥٢ ، ٥٣ ، ٤٥ ، ٥٤ ، ٨٨

على بن محمد البصرى.......................................................... ١٧

على بن محمد بن عبد الوهاب الجبائى............................................. ١٥

على بن موسى الرضا............................................................ ٤٢

عمار......................................................................... ٤٤

عمر بن الخطاب............................................. ٢١ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٨

عمرو بن بحر الجاحظ........................................................... ١٥

عمرو بن عبيد..................................................... ١٠ ، ١٢ ، ٨٧

عنان بن داود.................................................................. ٩٦

ابن عنين........................................................................ ٤

أبو عيسى بن يعقوب........................................................... ٩٧

الغزالى.......................................................................... ٣

غسان الحرمى.................................................................. ٧٥

غيلان الدمشقى................................................................ ١١

فاطمة الزهراء.................................................................. ٤٣

فرفوديوس الفيلسوف.......................................................... ١٠١

أبو القاسم الأنماطى.............................................................. ٣

أبو القاسم الكعبى........................................................ ١٦ ، ١٧

قباذ بن ميروز................................................................ ١٠٦

١١٧

القفال المروزي.................................................................... ٣

لوقيون...................................................................... ١١٢

أبو كامل...................................................................... ٥١

أبو كرب الضرير................................................................ ٥٣

المأمون........................................................................ ١٤

مانى......................................................................... ١٠٤

المجد الجيلى...................................................................... ٣

محمد بن الحسن العسكرى....................................................... ٤٣

محمد بن الحنفية.......................................................... ٥٣ ، ٥٤

محمد بن على الباقر............................................................. ٣٨

محمد بن عمر الصيمرى......................................................... ١٦

محمد بن كرام.................................................................. ٦٥

محمود بن سبكتكين........................................................... ١١١

مروان بن محمد................................................................... ٣

مزدك بن نامتان............................................................... ١٠٦

ابن مسعود الفراء................................................................. ٣

أبو مسلم...................................................................... ٥٥

معبد.......................................................................... ٢٨

المعتصم....................................................................... ٩١

مغيرة بن سعيد................................................................. ٤٧

١١٨

مكرم......................................................................... ٢٩

أبو منصور العجلى............................................................. ٤٨

موسى بن جعفر الصادق............................................ ٣٩ ، ٤١ ، ٤٢

موسى بن عيسى بن مسيح...................................................... ١٤

ميمون القداح............................................................ ٨٧ ، ٨٨

ميمون بن عمران............................................................... ٢٤

ناصر بن خسرون............................................................... ٨٩

نجدة بن عامر النخعي........................................................... ٢٢

أبو هريرة الراوندي.............................................................. ٥٥

أبو الهزيل...................................................................... ١٢

هشام بن الحكم................................................................ ٥٩

هشام بن سالم........................................................... ٥٩ ، ٦٠

هشام بن عبد الملك....................................................... ١١ ، ٣٥

هشام بن عمرو القوطى......................................................... ١٥

واصل بن عطاء..................................................... ١٠ ، ١١ ، ٧٢

يحيى بن معين.................................................................. ٦٢

يونس بن عبد الرحمن...................................................... ٥٩ ، ٦١

يونس بن عون................................................................. ٧٥

١١٩

٢ ـ الأماكن الجغرافية

أثينا......................................................................... ١١٢

أذربيجان.............................................................. ٩١ ، ١٠٢

الإسكندرية.................................................................... ٨٨

الأهواز.................................................................. ٨٧ ، ٨٨

باب خبير..................................................................... ٥١

بابل......................................................................... ١١٢

ترمذ.......................................................................... ٦٩

خليس....................................................................... ١١٢

الرى....................................................................... ٣ ، ٤

سجستان................................................................ ٢٢ ، ٦٥

الصين....................................................................... ١٠٦

كربلاء........................................................................ ٤٣

مزداخان.............................................................. ٤ (اسم قرية)

مصر......................................................................... ٨٨

المغرب........................................................................ ٨٨

مكة.......................................................................... ٤٧

هراة............................................................................ ٤

همدان......................................................................... ٩٧

١٢٠