محمّد الري شهري
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧
على هذا الأساس ، تتحقّق المقدّمات الأصليّة لإجابة الدعاء بالانقطاع وتفريغ القلب من رجاء غير اللّه ، وكلّما تعزّزت هذه الحال في نفس الداعي كان دعاؤه إلى الإجابة أقرب ، بل إذا تهيّأت للإنسان هذه الحال فإنّ حاجته تُقضى بغير دعاء أيضا. من أجل ذلك فإنّ كثيرا من الاُمور التي سترد في هذه المجموعة تحت عنوان «آداب الدعاء» أو «شروط إجابته» ، هي في الحقيقة ممهِّد لظهور حال الدعاء.
٤. موانع إ جابة الدعاء
يمكننا أن نقسم ما جاء في الباب الثالث من القسم الأوّل «نهج الدعاء» تحت عنوان «موانع إجابة الدعاء» قسمين :
١. ما يمنع إجابته لحكمة ربّانيّة ، كأن يريد الداعي من اللّه سبحانه شيئا ينتهي بضرره.
٢. مطلق الذنوب. ومن الطبيعيّ أنّ لبعض الأعمال الذميمة كعقوق الوالِدَين وقطيعة الرحم تأثيرا أكثر في الحؤول دون إجابة الدعاء.
ومن الحقيق بالذكر أنّ تأثير آداب إجابة الدعاء وأسبابها في تحقّق المطلوب وأيضا تأثير موانع إجابته يتّخذ طابع الاقتضاء لا العلّيّة التامّة ، لذلك يمكن أن يُستجاب الدعاء مع وجود بعض الموانع ، وفي الحقيقة تغلب بعضُ المقتضيات بعضَ الموانع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. راجع : ص ـ (من تقضى حاجته بلا سؤال).
الفَصلُ الأَوَّلُ :
أهمّيّة الدّعاء
البابُ الأوَّلُ
الحثّ على الدّعاء
١ / ١
الاِهتِمامُ بِالدُّعاءِ
الكتاب
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
(ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الأْرْضِ بَعْدَ إِصْلَ ـ حِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. البقرة : .
٢. غافر : .
٣. الأعراف : و.
(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَ ـ هٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ).
الحديث
. رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لَمّا سُئِلَ عَن صُحُفِ إبراهيمَ عليهالسلام ـ : كانَ فيها ... : عَلَى العاقِلِ ما لَم يَكُن مَغلوبا عَلى عَقلِهِ أن يَكونَ لَهُ ساعاتٌ : ساعَةٌ يُناجي فيها رَبَّهُ عزّ وجل ، وساعَةٌ يُحاسِبُ نَفسَهُ ، وساعَةٌ يَتَفَكَّرُ فيما صَنَعَ اللّهُ عزّ وجل إلَيهِ ، وساعَةٌ يَخلو فيها بِحَظِّ نَفسِهِ مِنَ الحَلالِ ؛ فَإِنَّ هذِهِ السّاعَةَ عَونٌ لِتِلكَ السّاعاتِ ، وَاستِجمامٌ لِلقُلوبِ وتَوزيعٌ لَها.
. الإمام عليّ عليهالسلام : لِلمُؤمِنِ ثَلاثُ ساعاتٍ : فَساعَةٌ يُناجي فيها رَبَّهُ ، وساعَةٌ يَرُ مَعاشَهُ ، وساعَةٌ يُخَلّي بَينَ نَفسِهِ وبَينَ لَذَّتِها فيما يَحِلُّ ويَجمُلُ.
. الإمام الكاظم عليهالسلام : اِجتَهِدوا في أن يَكونَ زَمانُكُم أربَعَ ساعاتٍ : ساعَةً لِمُناجاةِ اللّهِ ، وساعَةً لِأَمرِ المَعاشِ ، وساعَةً لِمُعاشَرَةِ الإِخوانِ وَالثِّقاتِ الَّذينَ يُعَرِّفونَكُم عُيوبَكُم ويَخلُصونَ لَكُم فِي الباطِنِ ، وساعَةً تَخلونَ فيها لِلَذّاتِكُم في غَيرِ مُحَرَّمٍ.
. رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أربَعٌ مَن كُنَّ فيهِ أمِنَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ : ... وإذا كانَت لَهُ حاجَةٌ سَأَلَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. النمل : .
٢. أجَمَّ الإنسانُ وَاستَجَمَّ : استراح فذهب إعياؤُهُ ، يقال : اِستَجَمَّ نَفسَهُ : أراحَها (المعجم الوسيط : ج ص «جمم»).
٣. الخصال : ص ح ، معاني الأخبار : ص وفيه «وتفريغ لها» بدل «وتوزيع لها» ، بحار الأنوار : ج ص ح .
٤. م الرَّمُّ : إصلاح ما فسد ، ولمّ ما تفرّق (النهاية : ج ص «رمم»).
٥. نهج البلاغة : الحكمة ، تحف العقول : ص وفيه «يحاسب فيها نفسه» بدل «يَرُمُّ معاشه» ، بحار الأنوار : ج ص ح .
٦. تحف العقول : ص ، الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ص ، بحار الأنوار : ج ص ح .
رَبَّهُ.
. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما مِن عَبدٍ سَلَكَ وادِيا فَيَبسُطُ كَفَّيهِ فَيَذكُرُ اللّهَ ويَدعو ، إلاّ مَلَأَ اللّهُ ذلِكَ الوادِيَ حَسَناتٍ ، فَليَعظُم ذلِكَ الوادي أو لِيَصغُر.
. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ مِمّا رَأى في لَيلَةِ المِعراجِ مَكتوبا عَلى بَعضِ أبوابِ النّارِ ـ : حاسِبوا أنفُسَكُم قَبلَ أن تُحاسَبوا ، وَبِّخوا نُفوسَكُم قَبلَ أن تُوَبَّخُوا ، ادعُوا اللّهَ عزّ وجل قَبلَ أن تَرِدوا عَلَيهِ ولا تَقدِرونَ عَلى ذلِكَ.
. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَن أكثَرَ الدُّعاءَ قالَتِ المَلائِكَةُ : صَوتٌ مَعروفٌ ، ودُعاءٌ مُستَجابٌ ، وحاجَةٌ مَقضِيَّةٌ.
. الإمام عليّ عليهالسلام : قالَ اللّهُ عزّ وجل لِعِبادِهِ : أيُّهَا الفُقَراءُ إلى رَحمَتي ، إنّي قَد ألزَمتُكُمُ الحاجَةَ إلَيَّ في كُلِّ حالٍ ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ وَقتٍ ؛ فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فيهِ وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غايَتِهِ ؛ فَإِنّي إن أرَدتُ أن اُعطِيَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم ، وإن أرَدتُ أن أمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إعطائِكُم ؛ فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ وأولى مَن تُضُرِّعَ إلَيهِ.
. عنه عليهالسلام : أعلَمُ النّاسِ بِاللّهِ أكثَرُهُم لَهُ مَسأَلَةً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. تنبيه الخواطر : ج ص .
٢. ثواب الأعمال : ص ح عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهالسلام ، جامع الأحاديث للقمّي : ص ، بحار الأنوار : ج ص ح .
٣. الفضائل : ص عن ابن مسعود ، بحار الأنوار : ج ص ح .
٤. كنز العمّال : ج ص ح نقلاً عن حلية الأولياء : ج ص عن ثور يرفع الحديث.
٥. التوحيد : ص ح عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن الإمام زين العابدين عن الإمام الحسين عن الإمام الحسن عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ص ح .
٦. غرر الحكم : ح ، عيون الحكم والمواعظ : ص ح .
١٠. عنه عليهالسلام : اِعمَلوا وَالعَمَلُ يَنفَعُ ، وَالدُّعاءُ يُسمَعُ ، وَالتَّوبَةُ تُرفَعُ. ١
١١. عنه عليهالسلام ـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ : الدُّعاءُ زِيادَةٌ. ٢
١٢. الإمام الصادق عليهالسلام : ثَلاثٌ لا يَضُرُّ مَعَهُنَّ شَيءٌ : الدُّعاءُ عِندَ الكَربِ ، وَالاِستِغفارُ عِندَ الذَّنبِ ، وَالشُّكرُ عِندَ النِّعمَةِ. ٣
١٣. حلية الأولياء عن ثور بن يزيد : قَرَأتُ فِي التَّوراةِ ٤ أنَّ عيسى عليهالسلام قالَ : يا مَعشَرَ الحَوارِيّينَ ، كَلِّمُوا اللّه َ كَثيرا وكَلِّمُوا النّاسَ قَليلاً. قالوا : وكَيفَ نُكَلِّمُ اللّه َ؟ قالَ : اُخلوا بِمُناجاتِهِ ، اُخلوا بِدُعائِهِ. ٥
١٤. الإمام الصادق عليهالسلام ـ في قَولِ اللّه ِ عزّ وجل : (مَّا يَفْتَحِ الله للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها) : الدُّعاءُ. ٦
١٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَدخُلُ الجَنَّةَ رَجُلانِ كانا يَعمَلانِ عَمَلاً واحِدا ، فَيَرى أحَدُهُما صاحِبَهُ فَوقَهُ ، فَيَقولُ : يا رَبِّ ، بِما أعطَيتَهُ وكانَ عَمَلُنا واحِدا؟ فَيَقولُ اللّه ُ تَبارَكَ وتَعالى : سَأَلَني ولَم تَسأَلني. ٧
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. غرر الحكم : ح ٢٥٤٠ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٩٢ ح ٢١٦٠.
٢. شرح نهج البلاغة : ج ٢٠ ص ٢٦١ ح ٥١.
٣. الكافي : ج ٢ ص ٩٥ ح ٧ ، الأمالي للطوسي : ص ٢٠٤ ح ٣٤٩ وفيه «الكربات» بدل «الكرب» وكلاهما عن عبيد اللّه بن الوليد ، مشكاة الأنوار : ص ٦٩ ح ١١٣ ، بحار الأنوار : ج ٧١ ص ٤٦ ح ٥٣.
٤. كذا في المصدر ، والمناسب للسياق : «الإنجيل» بدل «التوراة».
٥. حلية الأولياء : ج ٦ ص ٩٤ وص ١٩٥.
٦. فاطر : .
٧. فلاح السائل : ص ح ، بحار الأنوار : ج ص ح .
٨. عدّة الداعي : ص ، بحار الأنوار : ج ص ح وج ص ح .
١ / ٢
اِهتِمامُ أولِياءِ اللّه ِ بِالدُّعاءِ
الكتاب
(إِنَّ إِبْرَهِيمَ لَأَوَّهٌ حَلِيمٌ). ١
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَ رِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَرِعُونَ فِى الْخَيْرَتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا خَشِعِينَ). ٢
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَـهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ). ٣
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا). ٤
(وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْ ءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَىْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّــلِمِينَ). ٥
الحديث
١٦. الزهد عن عبد اللّه بن شدّاد : قالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّه ِ! مَا الأَوّاهُ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. التوبة : ١١٤.
٢. الأنبياء : ٨٩ و ٩٠.
٣. السجدة : ١٦ و ١٧.
٤. الكهف : ٢٨.
٥. الأنعام : ٥٢.
قالَ : الأَوّاهُ الخاشِعُ الدَّعّاءُ المُتَضَرِّعُ ، ثُمَّ قَرَأَ (إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّهٌ حَلِيمٌ). ١
١٧. الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليهالسلام ، قال قُلتُ : (إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّهٌ حَلِيمٌ)؟ قالَ : الأَوّاهُ هُوَ الدَّعّاءُ. ٢
١٨. المعجم الكبير عن عقبة بن عامر : إنَّ رَسولَ اللّه ِصلىاللهعليهوآلهوسلم قالَ لِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ ذُو البِجادَينِ : «إنَّهُ أوّاهٌ» ، وذلِكَ أنَّهُ كانَ يُكثِرُ ذِكرَ اللّه ِ بِالقُرآنِ وَالدُّعاءِ. ٣
١٩. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ أميرُ المُؤمِنينَ رَجُلاً دَعّاءً. ٤
٢٠. رسول اللّه ِصلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ ـ : يا أباذَرٍّ ، طوبى لِلزّاهِدينَ فِي الدُّنيا ، الرّاغِبينَ فِي الآخِرَةِ ، الَّذينَ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ بِساطا ، وتُرابَها فِراشا ، وماءَها طيبا ، وَاتَّخَذُوا الكِتابَ شِعارا ٥ ، وَالدُّعاءَ للّه ِ دِثارا. ٦
٢١. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ للّه ِ عِبادا كَمَن رَأى أهلَ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ مُخَلَّدينَ ، وأهلَ النّارِ فِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الزهد لابن المبارك : ص ٤٠٥ ح ١١٥٣.
٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٦ ح ١ ، تفسير العيّاشي : ج ٢ ص ١١٤ ح ١٤٧ وص ١٥٤ ح ٥١ عن عبد الرحمن ، دعائم الإسلام : ج ١ ص ١٦٦ كلاهما عن الإمام الصادق عليهالسلام ، تفسير القمّي : ج ١ ص ٣٠٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٣ ح ٢١.
٣. المعجم الكبير : ج ١٧ ص ٢٩٥ ح ٨١٣ ، الدرّ المنثور : ج ٤ ص ٣٠٥ نقلاً عن ابن مردويه.
٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٨ ح ٨ عن ابن القدّاح ، عدّة الداعي : ص ١٩١ وص ٣٣ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٤ ح ٣٩.
٥. الشِّعار : ما تحت الدِّثار من اللباس؛ وهو ما يلي شعر الجسد؛ أي اتّخذوه لكثرة ملازمته بالقراءة بمنزلة الشّعار. ودِثارا : أي سلاحا يقي البدن كالدثار (مجمع البحرين : ج ٢ ص ٩٥٧ «شعر»).
٦. الأمالي للطوسي : ص ٥٣٢ ح ١١٦٢ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٣٧٠ ح ٢٦٦١ كلاهما عن أبي ذرّ ، نهج البلاغة : الحكمة ١٠٤ ، الأمالي للمفيد : ص ١٣٣ ح ١ ، الخصال : ص ٣٣٧ ح ٤٠ وفيه «والقرآن دثارا والدعاء شعارا» ، خصائص الأئمّة عليهالسلام : ص ٩٧ والأربعة الأخيرة عن نوف البكالي عن الإمام عليّ عليهالسلام في وصيّته له ، بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ٨١ ح ٣؛ تاريخ بغداد : ج ٧ ص ١٦٢ ، تاريخ دمشق : ج ٦٢ ص ٣٠٤ كلاهما عن نوف البكالي عن الإمام عليّ عليهالسلام.
النّارِ مُعذَّبينَ ... أمَّا اللَّيلَ فَصافّونَ أقدامَهُم ، تَجري ١ دُموعُهُم عَلى خُدودِهِم ، يَجأَرونَ ٢ إلى رَبِّهِم : رَبَّنا رَبَّنا ، يَطلُبونَ فَكاكَ رِقابِهِم. ٣
٢٢. الإمام زين العابدين عليهالسلام : صَلّى أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام الفَجرَ ، ثُمَّ لَم يَزَل في مَوضِعِهِ حَتّى صارَتِ الشَّمسُ عَلى قيدِ رُمحٍ ، وأقبَلَ عَلَى النّاسِ بِوَجهِهِ ، فَقالَ : وَاللّه ِ ، لَقَد أدرَكتُ أقواما يَبيتونَ لِرَبِّهِم سُجَّدا وقِياما ، يُخالِفونَ بَينَ جِباهِهِم ورُكَبِهِم ٤ ، كَأَنَّ زَفيرَ النّارِ في آذانِهِم ، إذا ذُكِرَ اللّه ُ عِندَهُم مادوا ٥ كَما يَميدُ الشَّجَرُ ، كَأَنَّمَا القَومُ باتوا غافِلينَ. قالَ : ثُمَّ قامَ ، فَما رُئِيَ ضاحِكا حَتّى قُبِضَ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ. ٦
٢٣. الإمام الباقر عليهالسلام : صَلّى أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام بِالنّاسِ الصُّبحَ بِالعِراقِ ، فَلَمَّا انصَرَفَ وَعَظَهُم فَبَكى وأبكاهُم مِن خَوفِ اللّه ِ ، ثُمَّ قالَ :
أما وَاللّه ِ ، لَقَد عَهِدتُ أقواما عَلى عَهدِ خَليلي رَسولِ اللّه ِصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنَّهُم لَيُصبِحونَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في المصدر : «يجري» ، وما أثبتناه من بقيّة المصادر.
٢. جأر الرجل إلى اللّه عزّ وجل : أي تضرّع بالدعاء (الصحاح : ج ٢ ص ٦٠٧ «جأر»).
٣. تاريخ دمشق : ج ٤٢ ص ٤٩٣ ، البداية والنهاية : ج ٨ ص ٦ كلاهما عن أوفى بن دلهم؛ الكافي : ج ٢ ص ١٣٢ ح ١٥ عن أبي حمزة عن الإمام الباقر عن الإمام زين العابدين عليهماالسلام ، التمحيص : ص ٧١ ح ١٧٠ ، الأمالي للصدوق : ص ٦٦٧ ح ٨٩٧ عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهالسلام وكلاهما نحوه.
٤. أي يضعون جباههم على التراب خلف ركبهم ؛ يأتون بأحدهما عقب الآخر ، وهو قريب من المراوحة (مرآة العقول : ج ٩ ص ٢٥٠).
٥. ماد يميد : إذا مال وتحرّك (النهاية : ج ٤ ص ٣٧٩ «ميد»). مادوا : أي اضطربوا وتحرّكوا من الخوف ، وهو تلميح إلى قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) (مرآة العقول : ج ٩ ص ٢٥١).
٦. الكافي : ج ٢ ص ٢٣٦ ح ٢٢ ، أعلام الدين : ص ١١١ كلاهما عن أبي حمزة ، الأمالي للمفيد : ص ١٩٦ ح ٣٠ ، الزهد للحسين بن سعيد : ص ٢٣ ح ٥٢ كلاهما عن أبي أراكة نحوه ، مشكاة الأنوار : ص ١٢٢ ح ٢٨٩ ، بحار الأنوار : ج ٤٢ ص ٢٤٧ ح ٤٩؛ تاريخ دمشق : ج ٤٢ ص ٤٩٢ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ٢ ص ٣٠١ ، البداية والنهاية : ج ٨ ص ٦ والثلاثة الأخيرة عن أبي أراكة نحوه ، كنز العمّال : ج ١٦ ص ٢٠٠ ح ٤٤٢٢٢.
ويُمسونَ شُعثا ١ غُبرا خُمصا ٢ ، بَينَ أعيُنِهِم كَرُكَبِ المِعزى ، يَبيتونَ لِرَبِّهِم سُجَّدا وقِياما ، يُراوِحونَ بَينَ أقدامِهِم وجِباهِهِم ، يُناجونَ رَبَّهُم ويَسأَلونَهُ فَكاكَ رِقابِهِم مِنَ النّارِ ، وَاللّه ِ لَقَد رَأَيتُهُم مَعَ هذا وهُم خائِفونَ مُشفِقونَ. ٣
٢٤. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في وَصفِ شيعَةِ أهلِ البَيتِ عليهالسلام ـ : صُفرُ الوُجوهِ مِنَ السَّهَرِ ، ... ذُبُلُ الشِّفاهِ مِنَ الدُّعاءِ ، عَلَيهِم غَبَرَةُ الخاشِعينَ. ٤
٢٥. الإمام الباقر عليهالسلام ـ لِعَمرِو بنِ أبِي المِقدامِ ـ : يا أبَا المِقدامِ ، إنَّما شيعَةُ عَلِيٍّ عليهالسلام الشّاحِبونَ النّاحِلونَ الذّابِلونَ ، ذابِلَةٌ شِفاهُهُم ... إذا جَنَّهُمُ اللَّيلُ اتَّخَذُوا الأَرضَ فِراشا ، وَاستَقبَلُوا الأَرضَ بِجِباهِهِم ، كَثيرٌ سُجودُهُم ، كَثيرَةٌ دُموعُهُم ، كَثيرٌ دُعاؤُهُم ، كَثيرٌ بُكاؤُهُم ، يَفرَحُ النّاسُ وهُم يَحزَنونَ. ٥
٢٦. عنه عليهالسلام : قالَ سُلَيمانُ بنُ داوُودَ عليهالسلام : اُوتينا ما اُوتِيَ النّاسُ وما لَم يُؤتَوا ، وعُلِّمنا ما عُلِّمَ النّاسُ وما لَم يُعَلَّموا ، فَلَم نَجِد شَيئا أفضَلَ مِن خَشيَةِ اللّه ِ فِي الغَيبِ وَالمَشهَدِ ، وَالقَصدِ فِي الغِنى وَالفَقرِ ، وكَلِمَةِ الحَقِّ فِي الرِّضا وَالغَضَبِ ، وَالتَّضَرُّعِ إلَى اللّه ِ عزّ وجل في كُلِّ حالٍ. ٦
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. شعِثَ الشعر : تغيّر وتلبّد لقلّة تعهُّده بالدهن (المصباح المنير : ص ٣١٤ «شعث»).
٢. يقال : خَمُصَ : إذا جاع (مجمع البحرين : ج ١ ص ٥٥٥ «خمص»).
٣. الكافي : ج ٢ ص ٢٣٦ ح ٢١ ، الأمالي للطوسي : ص ١٠٢ ح ١٥٧ كلاهما عن معروف بن خرّبوذ ، بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٣٠٦ ح ٥ وج ٦٩ ص ٣٠٣ ح ٢٥.
٤. الإرشاد : ج ١ ص ٢٣٧ ، صفات الشيعة : ص ٨٩ ح ٢٠ عن السندي بن محمّد ، الأمالي للطوسي : ص ٢١٦ ح ٣٧٧ ، نهج البلاغة : الخطبة ١٢١ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ٤٠٣ ح ٣٠؛ المعيار والموازنة : ص ٢٤١.
٥. الخصال : ص ٤٤٤ ح ٤٠ ، صفات الشيعة : ص ٨٨ ح ١٩ نحوه وكلاهما عن أبي المقدام ، مشكاة الأنوار : ص ١٥٠ ح ٣٦٣ ، روضة الواعظين : ص ٣٢٢ ، بحار الأنوار : ج ٦٨ ص ١٤٩ ح ٢.
٦. الخصال : ص ٢٤١ ح ٩١ عن سفيان بن نجيح ، مشكاة الأنوار : ص ٥٣٠ ح ١٧٨١ ، جامع الأحاديث للقمّي : ص ٢٢٣ ، روضة الواعظين : ص ٤٩٣ وفيها «المغيب» بدل «الغيب» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨١ ح ٥.
١ / ٣
التَّقَدُّمُ فِي الدُّعاءِ
٢٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : اِحفَظِ اللّه َ يَحفَظكَ ، وَاحفَظِ اللّه َ تَجِدهُ أمامَكَ ، تَعَرَّف إلَى اللّه ِ عزّ وجل فِي الرَّخاءِ يَعرِفكَ فِي الشِّدَّةِ ، إذا سَأَلتَ فَاسأَلِ اللّه َ ، وإذَا استَعَنتَ فَاستَعِن بِاللّه ِ عزّ وجل. ١
٢٨. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَن سَرَّهُ أن يَستَجيبَ اللّه ُ لَهُ عِندَ الشَّدائِدِ وَالكُرَبِ ، فَليُكثِرِ الدُّعاءَ فِي الرَّخاءِ. ٢
٢٩. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا ذَكَرَ العَبدُ رَبَّهُ عزّ وجل فِي الرَّخاءِ ، أغاثَهُ عِندَ البَلاءِ. ٣
٣٠. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلاثٌ يُدرِكُ بِهِنَّ العَبدُ رَغائِبَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ : الصَّبرُ عَلَى البَلايا ، وَالرِّضاءُ بِالقَضاءِ ، وَالدُّعاءُ فِي الرَّخاءِ. ٤
٣١. عنه : ثَلاثٌ مَن رُزِقَهُنَّ فَقَد رُزِقَ خَيرَ الدّارَينِ : الرِّضا بِالقَضاءِ ، وَالصَّبرُ عَلَى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٤١٢ ح ٥٩٠٠ عن عبد اللّه بن ميمون عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام عن الفضل بن العبّاس ، الأمالي للطوسي : ص ٥٣٦ ح ١١٦٢ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٣٧٧ ح ٢٦٦١ كلاهما عن أبي ذرّ ، عدّة الداعي : ص ١٢١ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٤ ح ١٩؛ المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ٦٢٣ ح ٦٣٠٣ وص ٦٢٤ ح ٦٣٠٤ وليس فيه من «إذا سألت ...» وكلاهما عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ١٦ ص ١٣٦ ح ٤٤١٦٥ نقلاً عن ابن بشران عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن جدّها الإمام عليّ عليهالسلام.
٢. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٤٦٢ ح ٣٣٨٢ ، مسند أبي يعلى : ج ٦ ص ٤٢ ح ٦٣٦٥ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٢٩ ح ١٩٩٧ ، تاريخ بغداد : ج ١ ص ٤١٤ وج ٨ ص ٣٩٩ كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٨ ح ٣٢٢٠ ؛ الكافي : ج ٢ ص ٤٧٢ ح ٤ عن سماعة عن الإمام الصادق عليهالسلام ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١١ ح ١٩٩٩ عن الإمام الصادق عليهالسلام وكلاهما نحوه ، الدعوات : ص ١٩ ح ٩ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٢ ح ١٧.
٣. الدعاء للطبراني : ص ٣٥ ح ٤٦ ، حلية الأولياء : ج ١ ص ٢٧٠ وفيه «أنجاه في البلاء» بدل «أغاثه عند البلاء» وكلاهما عن شدّاد بن أوس ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٤٦٤ ح ٣٥٥٥٩ نقلاً عن ابن عساكر وفيه «أعانه» بدل «أغاثه» ؛ بحار الأنوار : ج ١٥ ص ٣٩٩ ح ٢٧ عن شدّاد بن أوس وفيه «أجابه».
٤. كنز العمّال : ج ١٥ ص ٨٠٨ ح ٤٣٢١١ نقلاً عن أبي الشيخ عن عمران بن حصين.
البَلاءِ ، وَالدُّعاءُ فِي الرَّخاءِ. ١
٣٢. عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنَّ يونُسَ النَّبِيَّ عليهالسلام حينَ نادى وهُوَ في بَطنِ الحوتِ ، قالَ : اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ. فَأَقبَلَتِ الدَّعوَةُ تَحِنُّ ٢ بِالعَرشِ. فَقالَتِ المَلائِكَةُ : يا رَبِّ هذا صَوتٌ ضَعيفٌ مَعروفٌ مِن بِلادٍ غَريبَةٍ!
قالَ : أما تَعرِفونَ ذلِكَ؟ قالوا : يا رَبَّنا مَن هُوَ؟
قالَ : ذلِكَ عَبدي يونُسُ. قالوا : عَبدُكَ يونُسُ الَّذي لَم تَزَل تَرفَعُ لَهُ عَمَلاً مُتَقَبَّلاً ودَعوَةً مُجابَةً؟
قالَ : نَعَم. قالوا : يا رَبِّ ، أفَلا تَرحَمُ ما كانَ يَصنَعُ فِي الرَّخاءِ فَتُنجِيَهُ مِنَ البَلاءِ؟
قالَ : بَلى. قالَ : فَأَمَرَ الحوتَ فَطَرَحَتهُ بِالعَراءِ. ٣
٣٣. الإمام عليّ عليهالسلام : تَقَدَّموا بِالدُّعاءِ قَبلَ نُزولِ البَلاءِ. ٤
٣٤. عنه عليهالسلام : ما مِن أحَدٍ ابتُلِيَ ـ وإن عَظُمَت بَلواهُ ـ بِأَحَقَّ بِالدُّعاءِ مِنَ المُعافَى الَّذي لا يَأمَنُ البَلاءَ. ٥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. مسكّن الفؤاد : ص ٤٩ عن ابن مسعود ، الدعوات : ص ١٢١ ح ٢٨٩ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٨٢ ص ١٣٨ ح ٢٢.
٢. كذا ، وفي كتاب الفرج بعد الشدّة : «تحفّ» وفي كنز العمّال عنه : «نحو».
٣. الدعاء للطبراني : ص ٣٥ ح ٤٧ ، الفرج بعد الشدّة لابن أبي الدنيا : ص ٢٩ ح ٣٢ ، البداية والنهاية : ج ١ ص ٢٣٤ كلّها عن أنس ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٤٧٧ ح ٣٥٥٧٦.
٤. الخصال : ص ٦١٨ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، تحف العقول : ص ١٠٨ ، جامع الأخبار : ص ٣٦٥ ح ١٠١٥ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨٠ ح ١.
٥. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٣٩٩ ح ٥٨٥٧ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، الأمالي للصدوق : ص ٣٣٧ ح ٣٩٥ كلاهما عن إسحاق بن عمّار ، عدّة الداعي : ص ١٢ ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٦٦ ، روضة الواعظين : ص ٣٥٨ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٣ ح ٢٠١٤ وفيه «الذي يأمن البلاء» ، نهج البلاغة : الحكمة ٣٠٢ ، الدعوات : ص ٢١ ح ٢٣ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨٠ ح ٢
٣٥. الإمام زين العابدين عليهالسلام : لَم أرَ مِثلَ التَّقَدُّمِ فِي الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ العَبدَ لَيسَ يَحضُرُهُ الإِجابَةُ في كُلِّ وَقتٍ. ١
٣٦. عنه عليهالسلام : مَن تَقَدَّمَ فِي الدُّعاءِ قَبلَ أن يَنزِلَ بِهِ البَلاءُ استُجيبَ لَهُ إذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ ، ومَن لَم يَتَقَدَّم فِي الدُّعاءِ ثُمَّ نَزَلَ بِهِ البَلاءُ لَم يُستَجَب لَهُ. ٢
٣٧. عنه عليهالسلام : أوحَى اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ إلى داوُودَ عليهالسلام : يا داوُودُ ، اذكُرني في أيّامِ سَرّائِكَ ، كَي أستَجيبَ [لَكَ ٣] في أيّامِ ضَرّائِكَ. ٤
٣٨. عنه عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ عِندَ الشِّدَّةِ ـ : اللّهُمَّ ... اجعَلني مِمَّن يَدعوكَ مُخلِصا فِي الرَّخاءِ ، دُعاءَ المُخلِصينَ المُضطَرّينَ لَكَ فِي الدُّعاءِ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ. ٥
٣٩. الإمام الرضا عليهالسلام عليهالسلام : إنَّ أبا جَعفَرٍ عليهالسلام كانَ يَقولُ : يَنبَغي لِلمُؤمِنِ أن يَكونَ دُعاؤُهُ فِي الرَّخاءِ نَحوا مِن دُعائِهِ فِي الشِّدَّةِ ، لَيسَ إذا اُعطِيَ فَتَرَ! فَلا تَمَلَّ الدُّعاءَ ؛ فَإِنَّهُ مِنَ اللّه ِ عزّ وجل بِمَكانٍ. ٦
٤٠. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن تَخَوَّفَ مِن بَلاءٍ يُصيبُهُ فَتَقَدَّمَ فيهِ بِالدُّعاءِ ، لَم يُرِهِ اللّه ُ عزّ وجل ذلِكَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الإرشاد : ج ٢ ص ١٥١ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٣٠٠ كلاهما عن عمر بن عليّ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ١٦٤ وفيه «المقدّم» بدل «التقدّم» ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٢٢١ ح ١٩؛ تاريخ دمشق : ج ٤١ ص ٣٨٢ عن عمر بن عليّ نحوه.
٢. فلاح السائل : ص ١٠٧ ح ٤٥ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليهالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨٢ ح ٩.
٣. ما بين المعقوفين ليس فى المصدر وأثبتناه من قصص الأنبياء كما يقتضيه السّياق.
٤. الجعفريّات : ص ٢١٥ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهالسلام ، قصص الأنبياء : ص ١٩٨ ح ٢٥٢ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٠ ح ١٩٩١ عن الإمام الصادق عليهالسلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨١ ح ٦.
٥. الصحيفة السجّاديّة : ص ٩٦ الدعاء ٢٢.
٦. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٨ ح ١ ، قرب الإسناد : ص ٣٨٦ ح ١٣٥٨ وفيه «ابتلي» بدل «اُعطي» وكلاهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عدّة الداعي : ص ١٨٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦٧ ح ١
البَلاءَ أبَدا. ١
٤١. عنه عليهالسلام : إنَّ الدُّعاءَ فِي الرَّخاءِ يَستَخرِجُ الحَوائِجَ فِي البَلاءِ. ٢
|
راجع : ص ٥٥ (دفع البلاء). ص ٦٣ (ذمّ من لا يدعو إلاّ عند نزول البلاء). ص ٥٢ ح ٩١ و ٩٢. |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٢ ح ٢ ، فلاح السائل : ص ٧٧ ح ١٣ وفيه «فيقوم فيه» بدل «فتقدّم فيه» وكلاهما عن عنبسة ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٠ ح ١٩٩٢ وص ٢٣٩ ح ٢٥٧٨ ، عدّة الداعي : ص ١٢١ ، طبّ الأئمّة لابني بسطام : ص ١٥ عن محمّد بن سنان نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٩ ح ٣٤.
٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٢ ح ٣ ، عدّة الداعي : ص ١٢١ كلاهما عن هارون بن خارجة ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩ ح ١٩٩٠ وفيه «لينجز» بدل «يستخرج» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٩ ح ١١.
البابُ الثّاني :
فضل الدّعاء
٢ / ١
مُخُّ العِبادَةِ
الكتاب
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). ١
الحديث
٤٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ مُخُّ ٢ العِبادَةِ. ٣
٤٣. عنه صلىاللهعليهوآله : الدُّعاءُ مُخُّ العِبادَةِ ، ولا يَهلِكُ مَعَ الدُّعاءِ أحَدٌ. ٤
٤٤. عنه صلىاللهعليهوآله : اِفزَعوا إلَى اللّه ِ في حَوائِجِكُم ، وَالجَؤوا إلَيهِ في مُلِمّاتِكُم ٥ ، وتَضَرَّعوا إلَيهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. غافر : ٦٠. والداخِر : الذليل المهان (النهاية : ج ٢ ص ١٠٧ «دخر»).
٢. مخّ الشيء : خالصه. أي محض العبادة وخالصها (النهاية : ج ٤ ص ٣٠٥ «مخخ»).
٣. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٤٥٦ ح ٣٣٧١ ، الفردوس : ج ٢ ص ٢٢٤ ح ٣٠٨٧ كلاهما عن أنس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٢ ح ٣١١٤؛ عدّة الداعي : ص ٢٤ ، إرشاد القلوب : ص ١٤٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٢ ح ٣٩.
٤. الدعوات : ص ١٨ ح ٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٧.
٥ ـ المُلمَّةُ : النازلة من نوازل الدُّنيا (الصحاح : ج ٥ ص ٢٠٣٢ «لمم).
وَادعوهُ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ مُخُّ العِبادَةِ. ١
٤٥. سنن الترمذي عن النعمان بن بشير : سَمِعتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله يَقولُ : الدُّعاءُ ٢ هُوَ العِبادَةُ. ثُمَّ قَرَأَ : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). ٣
٢ / ٢
أفضَلُ العِبادَةِ
الكتاب
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). ٤
الحديث
٤٦. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ اللّه َ عزّ وجل يَقولُ : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) قالَ : هُوَ الدُّعاءُ ، وأفضَلُ العِبادَةِ الدُّعاءُ. ٥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. عدّة الداعي : ص ٣٤ ، أعلام الدين : ص ٢٧٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٢ ح ٣٩.
٢. في المصادر الاُخرى : «إنّ الدعاء ...».
٣. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٣٧٤ ح ٣٢٤٧ وص ٤٥٦ ح ٣٣٧٢ ، سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٧٦ ح ١٤٧٩ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٥٨ ح ٣٨٢٨ ، مسند ابن حنبل : ج ٦ ص ٣٧٣ ح ١٨٣٨٠ وص ٣٩١ ح ١٨٤٦٣ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٦٧ ح ١٨٠٢ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٢ ح ٣١١٣ وص ٦٧ ح ٣١٥١.
٤. غافر : ٦٠.
٥. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٦ ح ١ ، مجمع البيان : ج ٨ ص ٨٢٣ ، جامع الأحاديث للقمّي : ص ١٨٨ كلّها عن زرارة ، دعائم الإسلام : ج ١ ص ١٦٦ عن الإمام الصادق عليهالسلام وفيهما «وأفضل العبادة الدّعاء وإيّاه عنى» ، بحار الأنوار : ج ٧٣ ص ١٨٩
٤٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أفضَلُ العِبادَةِ الدُّعاءُ. ١
٤٨. عنه صلىاللهعليهوآله : أشرَفُ العِبادَةِ الدُّعاءُ. ٢
٤٩. عنه صلىاللهعليهوآله : لَيسَ شَيءٌ أكرَمَ عَلَى اللّه ِ تَعالى مِنَ الدُّعاءِ. ٣
٥٠. عنه صلىاللهعليهوآله : لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّه ِ عزّ وجل مِن أن يُسأَلَ. ٤
٥١. الإمام عليّ عليهالسلام : أحَبُّ الأَعمالِ إلَى اللّه ِ عزّ وجل فِي الأَرضِ الدُّعاءُ ، وأفضَلُ العِبادَةِ العَفافُ. ٥
٥٢. عنه عليهالسلام ـ لَمّا سُئِلَ : أيُّ عَمَلٍ أنجَحُ؟ ـ : طَلَبُ ما عِندَ اللّه ِ عزّ وجل. ٦
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. عدّة الداعي : ص ٣٥ ، إرشاد القلوب : ص ١٤٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٢ ح ٣٩؛ الجامع الصغير : ج ١ ص ١٧٠ ح ١١٢٩ نقلاً عن الموهبي في العلم عن يحيى بن أبي كثير ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٦٧ ح ١٨٠٥ عن ابن عبّاس من دون إسنادٍ إليه صلىاللهعليهوآله ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٤ ح ٣١٣٤.
٢. الأدب المفرد : ص ٢١٤ ح ٧١٣ عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٢ ح ٣١١٥.
٣. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٤٥٥ ح ٣٣٧٠ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٥٨ ح ٣٨٢٩ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٢٨٨ ح ٨٧٥٦ ، الأدب المفرد : ص ٢١٤ ح ٧١٢ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٦٦ ح ١٨٠١ كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٦ ح ٣١٤٣؛ الدعوات : ص ٢٠ ح ٢٠ ، جامع الأخبار : ص ٣٦٣ ح ١٠١٠ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٧ ح ١٩٧٥ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٤ ح ٢٣.
٤. الكافي : ج ٤ ص ٢١ ح ٤ عن إبراهيم بن عثمان عن الإمام الصادق عليهالسلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٧٠ ح ١٧٥٥ ، تحف العقول : ص ٢٨٢ عن الإمام زين العابدين عليهالسلام ، المحاسن : ج ١ ص ٤٥٥ ح ١٠٥١ عن أبي حمزة ، جامع الأحاديث للقمّي : ص ١٨٣ كلاهما عن الإمام الباقر عليهالسلام ، غرر الحكم : ح ٩٦٠٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٢ ح ١٦؛ حلية الأولياء : ج ٣ ص ١٨٨ ، تاريخ دمشق : ج ٥٤ ص ٢٩٣ كلاهما عن أبي حمزة عن الإمام الباقر عليهالسلام ، كنز العمّال : ج ١٦ ص ٢٥٩ ح ٤٤٣٦٤.
٥. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٧ ح ٨ ، عدّة الداعي : ص ٣٣ كلاهما عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عليهالسلام ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩ ح ١٩٨٥ ، فلاح السائل : ص ٧٢ ح ٤ عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عنه عليهمالسلام ، جامع الأخبار : ص ٣٦٤ ح ١٠١١ وزاد في آخره «ثمّ تلا هذه الآية : (قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ) ، جامع الأحاديث للقميّ : ص ١٨٣ عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عليهماالسلام وليس فيه ذيله ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٧ ح ٢٤.
٦. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٣٨٣ ح ٥٨٣٣ ، معاني الأخبار : ص ١٩٨ ح ٤ ، الأمالي للصدوق :
٥٣. الإمام الباقر عليهالسلام ـ لَمّا سُئِلَ : أيُّ العِبادَةِ أفضَلُ؟ ـ : ما مِن شَيءٍ أفضَلُ عِندَ اللّه ِ عزّ وجل مِن أن يُسأَلَ ويُطلَبَ مِمّا عِندَهُ ، وما أحَدٌ أبغَضَ إلَى اللّه ِ عزّ وجل مِمَّن يَستَكبِرُ عَن عِبادَتِهِ ولا يَسأَلُ ما عِندَهُ. ١
٢ / ٣
أفضَلُ مِن كَثرَةِ القِراءَةِ وَالصَّلاةِ
٥٤. مستطرفات السرائر عن بريد العجلي : قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليهالسلام : أيُّهُما أفضَلُ فِي الصَّلاةِ ، كَثرَةُ القِراءَةِ ، أو طولُ اللَّبثِ فِي الرُّكوعِ وَالسُّجودِ؟
قالَ : فَقالَ : كَثرَةُ اللَّبثِ فِي الرُّكوعِ وَالسُّجودِ فِي الصَّلاةِ أفضَلُ ، أما تَسمَعُ لِقَولِ اللّه ِ عزّ وجل : (فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ) ٢ ، إنَّما عَنى بِإِقامَةِ الصَّلاةِ طولَ اللَّبثِ فِي الرُّكوعِ وَالسُّجودِ. قالَ : قُلتُ : فَأَيُّهُما أفضَلُ كَثرَةُ القِراءَةِ أو كَثرَةُ الدُّعاءِ؟
فَقالَ عليهالسلام : كَثرَةُ الدُّعاءِ أفضَلُ ، أما تَسمَعُ لِقَولِ اللّه ِ تَعالى لِنَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآله : (قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ). ٣
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص ٤٧٨ ح ٦٤٤ كلّها عن عبد اللّه بن بكر المرادي عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهمالسلام ، جامع الأحاديث للقمّي : ص ١٧٥ عن الإمام الكاظم عن آبائه عنه عليهمالسلام ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٧٤ عن الإمام زين العابدين عليهالسلام ، بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ٣٧٧ ح ١.
١. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٦ ح ٢ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٧ ح ١٩٧٦ ، مجمع البيان : ج ٨ ص ٨٢٣ كلّها عن حنان بن سدير عن أبيه ، عدّة الداعي : ص ٣٣ عن حنان بن سدير وفيها «أحبّ» بدل «أفضل» ، عوالي اللآلي : ج ٤ ص ١٩ ح ٤٩ عن سدير الصيرفي ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٤ ح ٢٣.
٢. المزّمّل : ٢٠.
٣. مستطرفات السرائر : ص ٨٨ ح ٣٨ ، فلاح السائل : ص ٨٠ ح ١٧ ، عدّة الداعي : ص ١٤ وفيه من «فأيّهما أفضل» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٩ ح ٣٠.
٥٥. تهذيب الأحكام عن معاوية بن عمّار : قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليهالسلام : رَجُلانِ ١ افتَتَحَا الصَّلاةَ في ساعَةٍ واحِدَةٍ ، فَتَلا هذَا القُرآنَ فَكانَت تِلاوَتُهُ أكثَرَ مِن دُعائِهِ ، ودَعا هذا أكثَرَ فَكانَ دُعاؤُهُ أكثَرَ مِن تِلاوَتِهِ ، ثُمَّ انصَرَفا في ساعَةٍ واحِدَةٍ ، أيُّهُما أفضَلُ؟
قالَ : كُلٌّ فيهِ فَضلٌ ، كُلٌّ حَسَنٌ. قُلتُ : إنّي قَد عَلِمتُ أنَّ كُلاًّ حَسَنٌ وأنَّ كُلاًّ فيهِ فَضلٌ.
فَقالَ : الدُّعاءُ أفضَلُ ، أما سَمِعتَ قَولَ اللّه ِ عزّ وجل : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)؟! هِيَ وَاللّه ِ العِبادَةُ ، هِيَ وَاللّه ِ أفضَلُ ، هِيَ وَاللّه ِ أفضَلُ ، ألَيسَت هِيَ العِبادَةَ؟! هِيَ وَاللّه ِ العِبادَةُ ، هِيَ وَاللّه ِ العِبادَةُ ، ألَيسَت هِيَ أشَدَّهُنَّ؟! هِيَ وَاللّه ِ أشَدُّهُنَّ ، هِيَ وَاللّه ِ أشَدُّهُنَّ. ٢
٥٦. تهذيب الأحكام عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق ع ـ أنَّهُ سَأَلَهُ عَن رَجُلَينِ قامَ أحَدُهُما يُ : الدُّعاءُ أفضَلُ. ٣
٥٧. الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : قالَ لِيَ العالِمُ عليهالسلام : الدُّعاءُ أفضَلُ مِن قِراءَةِ القُرآنِ ؛ لاِنَّ اللّه َ جَلَّ وعَزَّ يَقولُ : (قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامَا). ٤
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في المصدر : «رجلين» ، والصواب ما أثبتناه.
٢. تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ١٠٤ ح ٣٩٤ ، فلاح السائل : ص ٧٩ ح ١٦ ، عدّة الداعي : ص ٣٥ ، مستطرفات السرائر : ص ٢١ ح ١ ، دعائم الإسلام : ج ١ ص ١٦٦ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٨ ح ٢٩.
٣. تهذيب الأحكام : ج ٤ ص ٣٣١ ح ١٠٣٤.
٤. الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ص ٣٤٥ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٢٣٨ ح ٢٥٧٧ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٢ ح ١٨