محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-15-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٩٠
اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١) وقال جل ثناؤه : ( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) (٢) وقال تبارك وتعالى : ( وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) (٣) قال : وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ حبّ الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب.
[ ٢٠٣٢٧ ] ٩ ـ محمّد بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : من ألفاظ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : رأس الحكم مخافة الله عزّ وجلّ.
[ ٢٠٣٢٨ ] ١٠ ـ وبإسناده عن الحسين بن زيد (١) ، عن علي بن غراب قال : قال الصادق جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) : من خلا بذنب فراقب الله تعالى فيه واستحيى من الحفظة غفر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه وإن كانت مثل ذنوب الثقلين.
[ ٢٠٣٢٩ ] ١١ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن علي بن محمّد القاساني ، عمّن ذكره ، عن عبدالله بن القاسم الجعفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : الخائف من لم تدع له الرهبة لساناً ينطق به.
[ ٢٠٣٣٠ ] ١٢ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن أحمد بن
__________________
(١) فاطر ٣٥ : ٢٨.
(٢) المائدة ٥ : ٤٤.
(٣) الطلاق ٦٥ : ٢.
٩ ـ الفقيه ٤ : ٢٧١ / ٨٢٨.
١٠ ـ الفقيه ٤ : ٢٩٤ / ٨٩١.
(١) في المصدر : الحسين بن يزيد.
١١ ـ معاني الأخبار : ٢٣٨ / ١.
١٢ ـ معاني الأخبار : ٣١٤ / ١ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٣ من الباب ٢٣ من أبواب مقدّمة العبادات ، وأخرى في الحديث ٧ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.
محمّد ، عن البرقي ، عن هارون بن الجهم ، عن المفضل بن صالح ، عن سعد الإِسكاف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : وأمّا المنجيات فخوف الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط.
ورواه البرقي في ( المحاسن ) بالإِسناد (١).
[ ٢٠٣٣١ ] ١٣ ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن ابن عباس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ قوما أصابوا ذنوباً فخافوا منها وأشفقوا فجاءهم قوم آخرون فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : إنا أصبنا ذنوبا فخفنا منها وأشفقنا ، فقالوا لهم : نحن نحملها عنكم. فقال الله تعالى يخافون وتجترئون عليّ ؟! فأنزل الله عليهم العذاب.
وفي ( عقاب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حفص بن البختري قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) وذكر نحوه (١).
ورواه البرقى في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله (٢).
[ ٢٠٣٣٢ ] ١٤ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد ، عن محمّد بن عمر الجعابي ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن عمّ أبيه الحسين بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام )
__________________
(١) المحاسن : ٤ / ٤.
١٣ ـ علل الشرائع : ٥٢٢ / ٥.
(١) عقاب الأعمال : ٢٨٨ / ١.
(٢) المحاسن : ١١٦ / ١٢٠.
٤ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢١١.
قال : إن المؤمن لا يصبح إلاّ خائفاً وإن كان محسناً ، ولا يمسي إلاّ خائفاً وإن كان محسناً ، لأنّه بين أمرين : بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به ؟ وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات ؟ ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، صلوا أرحامكم وإن قطعوكم ، وعودوا بالفضل على من حرمكم ، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم ، وأوفوا بعهد من عاهدتم ، وإذا حكمتم فاعدلوا.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).
١٥ ـ باب استحباب كثرة البكاء من خشية الله
[ ٢٠٣٣٣ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ـ في حديث المناهي ـ قال : ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكلّ قطرة قطرت من دموعه ، قصر في الجنة مكلّل بالدر والجوهر ، فيه ما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
وفي ( عقاب الأعمال ) بإسناد تقدّم في عيادة المريض (١) عن رسول الله
__________________
|
(١) تقدم في الحديثين ٢ ، ١٢ من الباب ٤ ، وفي الحديثين ٢ ، ٤ من الباب ٧ ، وفي الحديث ١ من الباب ٩ ، وفي الباب ١٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١٣ من الباب ١١ من أبواب آداب الصائم ، وفي الحديث ٢ من الباب ١٣٥ من أبواب أحكام العشرة. (٢) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٢٠ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٢٣ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٦ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٤٣ ، وفي الحديث ١٤ من الباب ٦٢ ، وفي الحديثين ٣ ، ٦ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٨ من الباب ١٤ من أبواب الأمر بالمعروف. |
الباب ١٥
فيه ١٥ حديثاً
١ ـ الفقيه ٤ : ١٠ / ١.
(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.
( صلّى الله عليه وآله ) نحوه (٢).
[ ٢٠٣٣٤ ] ٢ ـ وفي ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (١) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) قال : كان فيما وعظ الله به عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ان قال : يا عيسى أنا ربّك ورب آبائك الأولين ـ إلى أن قال : ـ يا عيسى ابن البكر البتول ابك على نفسك بكاء من قد ودع الأهل ، قلى الدنيا ، وتركها لأهلها وصارت رغبته فيما عند الله.
[ ٢٠٣٣٥ ] ٣ ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان اسم نوح ( عليه السلام ) عبدالغفار (١) ، وإنّما سمي نوحاً لأنّه كان ينوح على نفسه.
[ ٢٠٣٣٦ ] ٤ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نجران ، عن سعيد بن جناح ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : اسم نوح عبدالملك ، وإنّما سمي نوحاً لأنّه بكى خمسمائة سنة.
[ ٢٠٣٣٧ ] ٥ ـ وعن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن
__________________
(٢) عقاب الأعمال : ٣٤٤.
٢ ـ أمالي الصدوق : ٤١٦ / ١ ، وأورد مثله عن عدّة الداعي في الحديث ١٣ من الباب ٢٩ من أبواب الدعاء.
(١) في المصدر زيادة : عن علي بن أسباط.
٣ ـ علل الشرائع : ٢٨ / ١.
(١) فيه دلالة على أن نوحاً عربي. ( منه. قدّه ).
٤ ـ علل الشرائع : ٢٨ / ٢.
٥ ـ علل الشرائع : ٢٨ / ٣.
الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أُرومة ، عمّن ذكره ، عن سعيد بن جناح ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان اسم نوح عبدالأعلى ، وإنّما سمّي نوحاً لأنّه بكى خمسمائة عام.
قال الصدوق : هذه الأخبار متّفقة تثبت له التسمية بالعبودية وهو عبدالغفار والملك والأعلى.
[ ٢٠٣٣٨ ] ٦ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم والحسن بن علي الكوفي ، عن الحسين بن سيف (١) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ليس شيء إلاّ وله شيء يعدله إلاّ الله فإنّه لا يعدله شيء ، ولا إله إلاّ الله لا يعدله شيء ، ودمعة من خوف الله فإنّه ليس لها مثقال ، فإن سالت على وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلّة بعدها أبداً.
[ ٢٠٣٣٩ ] ٧ ـ وعن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله لم يطلع على ذلك الذنب غيره.
وعن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالله بن المغيرة مثله (١).
__________________
٦ ـ ثواب الأعمال : ١٧ / ٦ ، واورد صدره في الحديث ٥ من الباب ٤٤ من أبواب الذكر.
(١) « الحسن بن سيف » ليس في المصدر.
٧ ـ ثواب الأعمال : ٢٠٠ / ٢.
(١) ثواب الأعمال : ٢١١ / ٢.
[ ٢٠٣٤٠ ] ٨ ـ وبهذا الإِسناد قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : كلّ عين باكية يوم القيامة إلاّ ثلاثة أعين : عين بكت من خشية الله ، وعين غضت عن محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.
[ ٢٠٣٤١ ] ٩ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن الرضا ( عليه السلام ) (١) قال : كان فيما ناجى الله به موسى ( عليه السلام ) أنّه ما تقرب إليّ المتقربون بمثل البكاء من خشيتي ، وما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي ، ولا تزيّن لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا عمّا يهمّ الغنى عنه ، فقال موسى : يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك ؟ فقال : يا موسى أمّا المتقربون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد ، وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي فإنّي أُفتش الناس عن أعمالهم ولا أُفتشهم حياء منهم ، وأما المتزينون لي (٢) بالزهد في الدنيا فإني أُبيحهم (٣) الجنّة بحذافيرها يتبوؤن منها حيث يشاؤون.
[ ٢٠٣٤٢ ] ١٠ ـ وفي ( عيون الأخبار ) عن محمّد بن القاسم المفسر الجرجاني ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : إن الرجل ليكون بينه وبين الجنّة أكثر مما بين الثرى إلى العرش لكثرة ذنوبه فما
__________________
٨ ـ ثواب الأعمال : ٢١١ / ١ ، وأورده عن الخصال في الحديث ٧ من الباب ٢٩ من أبواب الدعاء ، وعن الفقيه في الحديث ٣ من الباب ٥ من أبواب قواطع الصلاة.
٩ ـ ثواب الأعمال : ٢٠٥ / ١.
(١) في المصدر : عن أبي أيوب ، عن الوصافي ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ).
(٢) في نسخة : المتقربون إلي ( هامش المخطوط ).
(٣) في نسخة : أمنحهم ( هامش المخطوط ).
١٠ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٣ / ٤.
هو إلاّ أن يبكي من خشية الله عزّ وجلّ ندماً عليها حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته.
[ ٢٠٣٤٣ ] ١١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما من شيء إلاّ وله كيل ووزن إلاّ الدموع ، فإن القطرة تطفىء بحاراً من نار فإذا أغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة ، فإذا فاضت حرّمها الله على النار ، ولو أن باكياً بكى في اُمّة لرحموا.
وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، ودرست ، عن محمّد بن مروان مثله (١).
ورواه الصدوق مرسلاً (٢).
ورواه في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه عن الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس مثله (٣).
[ ٢٠٣٤٤ ] ١٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ومنصور بن يونس ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه ، وزاد في أوّله : ما من عين إلاّ وهي باكية يوم القيامة إلاّ عيناً بكت من خوف الله ، وما أغرورقت عين بمائها من خشية الله عزّ وجلّ إلاّ حرّم الله سائر جسده على النار.
[ ٢٠٣٤٥ ] ١٣ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن
__________________
١١ ـ الكافي ٢ : ٣٤٩ / ١.
(١) الكافي ٢ : ٣٥٠ / ٥.
(٢) الفقيه ١ : ٢٠٨ / ٩٤٢.
(٣) ثواب الأعمال : ٢٠٠ / ١.
١٢ ـ الكافي ٢ : ٣٤٩ / ٢.
١٣ ـ الكافي ٢ : ٣٤٩ / ٣ ، والزهد : ٧٦ / ٢٠٤ ، وأورد نحوه عن المحاسن في الحديث ٧ من الباب ١١٤ من أبواب العشرة.
مثنى الحناط ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من قطرة أحب إلى الله عزّ وجلّ من قطرة دموع في سواد الليل مخافة من الله لا يراد بها غيره.
[ ٢٠٣٤٦ ] ١٤ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن صالح بن رزين ، ومحمّد بن مروان وغيرهما ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كلّ عين باكية يوم القيامة إلاّ ثلاثة (١) : عين غضّت عن محارم الله ، وعين سهرت في طاعة الله ، وعين بكت في جوف الليل من خشية الله.
[ ٢٠٣٤٧ ] ١٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل من أصحابه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : أوحى الله إلى موسى ( عليه السلام ) أن عبادي لم يتقرّبوا إليّ بشيء أحبّ إليّ من ثلاث خصال ، قال موسى : يا رب وما هي ؟ قال : يا موسى الزهد في الدنيا ، والورع عن معاصي ، والبكاء من خشيتي ، قال موسى : يا رب فما لمن صنع ذا ؟ فأوحى الله إليه يا موسى أمّا الزاهدون في الدنيا ففي الجنّة ، وأمّا البكاؤون (١) من خشيتي ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم فيه احد ، وأمّا الورعون عن معاصي فإنّي أُفتش الناس ولا أُفتّشهم.
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن ابن أبي عمير ، نحوه (٢) ، وكذا الذي قبله والذي قبلهما عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن غيلان رفعه عن أبي جعفر ( عليه السلام ).
__________________
١٤ ـ الكافي ٢ : ٣٥٠ / ٤ ، والزهد : ٧٧ / ٢٠٦.
(١) في نسخة زيادة : أعين ( هامش المخطوط ).
١٥ ـ الكافي ٢ : ٣٥٠ / ٦.
(١) في نسخة زيادة : في الدنيا ( هامش المخطوط ).
(٢) الزهد : ٧٧ / ٢٠٧.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدعاء (٣) ، وفي قواطع الصلاة (٤) ، وغير ذلك (٥).
١٦ ـ باب وجوب حسن الظن بالله ، وتحريم سوء الظنّ به
[ ٢٠٣٤٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : أحسن الظن بالله ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : أنا عند ظنّ عبدي (١) بي إن خيراً فخيراً وإن شرّاً فشرّاً.
[ ٢٠٣٤٩ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد (١) ، عن أحمد بن عمر ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : فأحسن الظن بالله ، فإنّ أبا عبدالله ( عليه السلام ) كان يقول : من حسن ظنّه بالله كان الله عند ظنه به ، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل.
__________________
|
(٣) تقدم في الحديثين ٣ ، ٦ من الباب ٢٨ ، وفي الباب ٢٩ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٠ من أبواب الدعاء. (٤) تقدم في الباب ٥ من أبواب قواطع الصلاة. (٥) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٢٩ من أبواب قراءة القرآن ، وفي الحديث ٣١ من الباب ٤٥ من أبواب وجوب الحج ، وفي الحديث ٢١ من الباب ١١٩ ، وفي الحديث ٦ من الباب ١٢٠ من أبواب العشرة. ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ٤٨ ، وفي الحديثين ٥ ، ٦ من الباب ٥١ من هذه الأبواب. |
الباب ١٦
فيه ٩ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٥٨ / ٣.
(١) في نسخة زيادة : المؤمن ( هامش المخطوط ).
٢ ـ الكافي ٨ : ٣٤٦ / ٥٤٦.
(١) في المصدر زيادة : عن عبيدالله.
[ ٢٠٣٥٠ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال على منبره : والذي لا إله إلاّ هو ما أُعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلاّ بحسن ظنه بالله ، ورجائه له ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين ، والذي لا إله إلاّ هو لا يعذّب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلاّ بسوء ظنه بالله وتقصير من رجائه له ، وسوء خلقه ، واغتياب المؤمنين ، والذي لا إله إلاّ هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلاّ كان الله عند ظن عبده المؤمن ، لأنّ الله كريم بيده الخير يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه.
[ ٢٠٣٥١ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : حسن الظنّ بالله أن لا ترجو إلاّ الله ، ولا تخاف إلاّ ذنبك.
[ ٢٠٣٥٢ ] ٥ ـ وعن محمّد بن أحمد ، عن عبدالله بن الصلت ، عن يونس ، عن سنان بن طريف قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفاً كأنّه مشرف على النار ، ويرجوه رجاءً كأنّه من أهل الجنّة ، ثمّ قال : إنّ الله تبارك وتعالى عند ظنّ عبده به إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.
[ ٢٠٣٥٣ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية علي ( عليه السلام ) لمحمّد بن الحنفية ، قال : ولا يغلبنّ عليك سوء الظنّ بالله عزّ وجلّ
__________________
٣ ـ الكافي ٢ : ٥٨ / ٢.
٤ ـ الكافي ٢ : ٥٨ / ٤.
٥ ـ الكافي ٨ : ٣٠٢ / ٤٦٢.
٦ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٦ / ٨٣٠.
فإنّه لن يدع بينك وبين خليلك صلحاً.
[ ٢٠٣٥٤ ] ٧ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار فيلتفت فيقول الله جلّ جلاله : أعجلوه ، فإذا أُتي به قال له : عبدي لم التفتّ ؟ فيقول : يا ربّ ما كان ظنّي بك هذا فيقول الله جلّ جلاله : عبدي ما كان ظنك بي ؟ فيقول : يا ربّ كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي وتدخلني جنتك ، قال : فيقول الله جلّ جلاله : ملائكتي وعزّتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيراً قطّ ولو ظنّ بي ساعة من حياته خيراً ما روعته بالنار ، أجيزوا له كذبه وادخلوه الجنة ، ثمّ قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ما ظنّ عبد بالله خيراً إلاّ كان له عند ظنّه ، وما ظن به سوء إلاّ كان الله عند ظنّه به ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : ( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الخَاسِرِينَ ) (١).
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) نحوه (٢).
[ ٢٠٣٥٥ ] ٨ ـ وفي ( عيون الأخبار ) عن جعفر بن نعيم بن شاذان ، عن محمّد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : قال لي : أحسِن الظنّ بالله فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : أنا عند ظنّ عبدي بي فلا يظنّ بي إلاّ خيراً.
__________________
٧ ـ ثواب الأعمال : ٢٠٦ / ١.
(١) فصّلت ٤١ : ٢٣.
(٢) المحاسن : ٢٥ / ٣.
٨ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٨ / ٤٤ ( ضمن حديث طويل ).
[ ٢٠٣٥٦ ] ٩ ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول الله : ألم آمرك بطاعتي ؟ ألم أنهك عن معصيتي ؟ فيقول : بلى يا رب ، ولكن غلبت عليّ شهوتي فإن تعذبني فبذنبي ، لم تظلمني ، فيأمر الله به إلى النار ، فيقول : ما كان هذا ظنّي بك ، فيقول : ما كان ظنك بي ؟ قال : كان ظني بك أحسن الظن ، فيأمر الله به إلى الجنة ، فيقول الله تبارك وتعالى : لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الاحتضار (١).
١٧ ـ باب استحباب ذمّ النفس وتأديبها ومقتها
[ ٢٠٣٥٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : إنّ رجلاً في بني إسرائيل عبدالله أربعين سنة ، ثمّ قرب قرباناً فلم يُقبل منه فقال لنفسه : ما أتيت إلاّ منك ، وما الذنب إلاّ لك ، قال : فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة.
[ ٢٠٣٥٨ ] ٢ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير
__________________
٩ ـ المحاسن : ٢٥ / ٤.
|
(١) تقدم في الباب ٣١ من أبواب الاحتضار ، وفي الحديث ٨ من الباب ٣٨ من أبواب وجوب الحج. |
ويأتي ما يدل عليه في الحديثين ١ و ٢ من الباب ١٠ من أبواب مقدّمات النكاح.
الباب ١٧
فيه ٣ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٥٩ / ٣.
٢ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣٨ / ٣٥٩.
المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : يا أسرى الرغبة أقصروا ، فإن المعرج (١) على الدنيا ما لا يروعه منها إلاّ صريف أنياب (٢) الحدثان أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها وأعدلوا بها عن ضراوة عاداتها.
[ ٢٠٣٥٩ ] ٣ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن حمزة بن يعلي ، عن عبدالله بن الحسن (١) بإسناده قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من مقت نفسه دون مقت الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة.
وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن حمزة بن يعلى يرفعه بإسناده وذكر مثله (٢).
١٨ ـ باب وجوب طاعة الله
[ ٢٠٣٦٠ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد أخي عرام ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لا تذهب بكم المذاهب فوالله ما شيعتنا
__________________
|
(١) التعريج على الشيء : الإِقامة عليه يقال عرج على المنزل إذا حبس مطيّته عليه وأقام ( الصحاح ـ عرج ـ ١ : ٣٢٨ ). |
(٢) صريف الأنياب : صوتها عند الأكل ، أنظر ( الصحاح ـ صرف ـ ٤ : ١٣٨٥ ).
٣ ـ ثواب الأعمال : ٢١٦ / ١.
(١) في المصدر : عبيدالله بن الحسن.
(٢) الخصال : ١٥ / ٥٤.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٣ من الباب ٨١ من هذه الأبواب.
الباب ١٨
فيه ٨ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٥٩ / ١.
إلاّ من أطاع الله عزّ وجل.
[ ٢٠٣٦١ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : إنّه لا يدرك ما عند الله إلاّ بطاعته.
[ ٢٠٣٦٢ ] ٣ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن سالم وأحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، جميعاً ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال لي : يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فوالله ما شيعتنا إلاّ من اتّقى الله وأطاعه ، وما كانوا يعرفون يا جابر إلاّ بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة ، والبرّ بالوالدين ، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث وتلاوة القرآن ، وكف الألسن عن الناس إلاّ من خير وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء ـ إلى أن قال : ـ أحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ أتقاهم وأعملهم بطاعته ، يا جابر والله ما نتقرّب إلى الله عز وجلّ : إلاّ بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة ، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع.
[ ٢٠٣٦٣ ] ٤ ـ وعن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن بعض أصحابه ، عن أبان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال ـ في حديث ـ والله ما معنا من الله براءة ، ولا بيننا وبين الله
__________________
٢ ـ الكافي ٢ : ٦٠ / ٢ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ١٢ من أبواب مقدّمات التجارة.
٣ ـ الكافي ٢ : ٦٠ / ٣.
٤ ـ الكافي ٢ : ٦١ / ٦.
قرابة ، ولا لنا على الله حجة ، ولا نتقرب إلى الله إلاّ بالطاعة فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا ، ومن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا ، ويحكم لا تغتروا ، ويحكم لا تغتروا.
[ ٢٠٣٦٤ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن وهب بن وهب ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال الله جلّ جلاله : يابن آدم أطعني فيما أمرتك ، ولا تعلمني ما يصلحك.
[ ٢٠٣٦٥ ] ٦ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : قال الله عزّ وجلّ : أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري ، وأيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ، ثمّ لم أُبال في أي وادٍ هلك.
[ ٢٠٣٦٦ ] ٧ ـ الحسين بن سعيد في ( كتاب الزهد ) عن النضر بن سويد ، عن حسن ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) (١) قال : يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر.
ورواه الصدوق في ( معاني الأخبار ) عن محمّد بن الحسن ، عن
__________________
٥ ـ أمالي الصدوق : ٢٦٣ / ٧.
٦ ـ أمالي الصدوق : ٣٩٥ / ٢.
٧ ـ الزهد : ١٧ / ٣٧.
(١) آل عمران ٣ : ١٠٢.
الصفار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن النضر ، عن أبي الحسين ، عن أبي بصير مثله (٢).
[ ٢٠٣٦٧ ] ٨ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : إن الله جعل الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).
١٩ ـ باب وجوب الصبر على طاعة الله والصبر عن معصيته
[ ٢٠٣٦٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال : من أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الصبر فيقال لهم : على ما صبرتم ؟ فيقولون : كنا نصبر على طاعة الله ، ونصبر عن معاصي الله ، فيقول الله عزّ وجلّ : صدقوا أدخلوهم الجنة ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (١).
[ ٢٠٣٦٩ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن
__________________
(٢) معاني الأخبار : ٢٤٠ / ١.
٨ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣٢ / ٣٣١.
(١) تقدم في الباب ٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٩ من الباب ٥ من أبواب الذكر.
(٢) يأتي في الأبواب ١٩ ، ٢٠ ، ٢١ ، ٢٣ ، ٢٤ من هذه الأبواب.
الباب ١٩
فيه ١٥ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ٦٠ / ٤.
(١) الزمر ٣٩ : ١٠.
٢ ـ الكافي ٢ : ٧٤ / ١١.
سنان ، عن أبي الجارود ، عن الأصبغ قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الصبر صبران : صبر عند المصيبة حسن جميل ، وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عليك ، والذكر ذكران : ذكر الله عزّ وجلّ عند المصيبة ، وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حرم الله عليك فيكون حاجزاً.
[ ٢٠٣٧٠ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن إسماعيل بن مهران عن درست ، عن عيسى بن بشير ، عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ( عليه السلام ) لما حضرت علي بن الحسين ( عليه السلام ) الوفاة ضمّني إلى صدره ، وقال : يا بني أُوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة ، وبما ذكر أن أباه أوصاه به : يا بني اصبر على الحق وإن كان مرّاً.
[ ٢٠٣٧١ ] ٤ ـ وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه رفعه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : الصبر صبران ، صبر على البلاء حسن جميل ، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم.
[ ٢٠٣٧٢ ] ٥ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : اصبروا على الدنيا فإنّما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألماً ولا سروراً ، وما لم يجيء فلا تدري ما هو ، وإنّما هي ساعتك التي أنت فيها ، فاصبر فيها على طاعة الله ، واصبر فيها عن معصية الله.
[ ٢٠٣٧٣ ] ٦ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن يحيى بن سليم الطائفي ، عن عمرو بن شمر اليماني ، يرفع الحديث
__________________
٣ ـ الكافي ٢ : ٧٤ / ١٣.
٤ ـ الكافي ٢ : ٧٤ / ١٤.
٥ ـ الكافي ٢ : ٣٢٨ / ٤.
٦ ـ الكافي ٢ : ٧٥ / ١٥ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٧ من الباب ٧٦ من أبواب الدفن.
إلى علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : الصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة ، وصبر عند الطاعة ، وصبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتّى يردّها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض ، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش ، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين درجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش.
[ ٢٠٣٧٤ ] ٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن سعد بن أبي خلف ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) أنّه قال لبعض ولده : يا بني إيّاك أن يراك الله في معصية نهاك عنها ، وإيّاك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها ... الحديث.
[ ٢٠٣٧٥ ] ٨ ـ وبإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : لما حضرت أبي الوفاة ضمّني إلى صدره وقال يا بني اصبر على الحق وإن كان مرّاً توفّ أجرك بغير حساب.
[ ٢٠٣٧٦ ] ٩ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : الصبر صبران : صبر على ما تحب ، وصبر على ما تكره ، ثمّ قال ( عليه السلام ) إنّ وليّ محمّد من أطاع الله وإن بعدت لحمته ، وإنّ عدو محمّد من عصى الله وان قربت قرابته.
[ ٢٠٣٧٧ ] ١٠ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : شتان بين عملين : عمل
__________________
٧ ـ الفقيه ٤ : ٢٩٢ / ٨٨٢ ، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٦٦ من هذه الأبواب ، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٨٣ من أبواب أحكام العشرة ، وذيله في الحديث ٥ من الباب ١٨ من أبواب مقدمات التجارة.
٨ ـ الفقيه ٤ : ٢٩٣ / ٨٨٨.
٩ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٤ / ٥٥ و ٩٦.
١٠ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٧٩ / ١٢١.
تذهب لذّته وتبقى تبعته ، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره.
[ ٢٠٣٧٨ ] ١١ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : اتّقوا معاصي الله في الخلوات فإنّ الشاهد هو الحاكم.
[ ٢٠٣٧٩ ] ١٢ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : إنّ الله وضع الثواب على طاعته ، والعقاب على معصيته ذيادة (١) لعباده من نقمته وحياشة (٢) لهم إلى جنّته.
[ ٢٠٣٨٠ ] ١٣ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : احذر أن يراك الله عند معصيته ، أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين ، فإذا قويت فاقو على طاعة الله ، فإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله.
[ ٢٠٣٨١ ] ١٤ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب ( العيون والمحاسن ) للمفيد قال : أتى رجل أبا عبدالله ( عليه السلام ) فقال له : يا بن رسول الله أوصني ، فقال : لا يفقدك الله حيث أمرك ، ولا يراك حيث نهاك ، قال : زدني ، قال : لا أجد.
[ ٢٠٣٨٢ ] ١٥ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد المفيد ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن
__________________
١١ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣١ / ٣٢٤.
١٢ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٤١ / ٣٦٨.
(١) الذياد : الطرد ( الصحاح ـ ذود ـ ٢ : ٤٧١ ).
(٢) حاش الصيد : جمعه ووجهه إلى المكان المقصود ، أُنظر ( الصحاح ـ حوش ـ ٣ : ١٠٠٢ ).
١٣ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٤٦ / ٣٨٣.
١٤ ـ مستطرفات السرائر : ١٦٤ / ٥.
١٥ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٠٠ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٠ من الباب ١١٢ من أبواب أحكام العشرة ، وذيله في الحديث ١٥ من الباب ١٥ من أبواب الأمر بالمعروف.
صباح الحذاء ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد عن الله يقول : اين اهل الصبر ؟ قال : فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة ، فيقولون لهم : ما كان صبركم هذا الذي صبرتم ؟ فيقولون : صبّرنا أنفسنا على طاعة الله وصبّرناها عن معصية الله ، قال : فينادي مناد من عند الله : صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).
٢٠ ـ باب وجوب تقوى الله
[ ٢٠٣٨٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : لا يقلّ عمل مع تقوى ، وكيف يقلّ ما يتقبّل.
ورواه الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمّد بن عمر الجعابي ، عن أحمد بن محمّد بن عقدة ، عن محمّد بن هارون بن عبدالرحمن الحجازي ، عن أبيه ، عن عيسى بن أبي الورد ، عن أحمد بن عبدالعزيز ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (١).
__________________
|
(١) تقدم في الأحاديث ١ ، ٩ ، ١١ ، ١٤ ، ٢٤ ، ٢٨ ، ٣١ من الباب ٤ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٧ من الباب ١ من أبواب ما تجب فيه الزكاة. |
(٢) يأتي في البابين ٢٤ ، ٢٥ من هذه الأبواب.
الباب ٢٠
فيه ٨ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٦١ / ٥.
(١) أمالي الطوسي ١ : ٦٠.