محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]
المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٤
الحلبة ، أنبأنا أبو أحمد عبد الحميد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد المحمودي ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدباس ، أنبأنا علي بن محمد بن عيسى ، أنبأنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني عروة ، عن عائشة رضياللهعنها قالت : أعتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالعشاء حتى ناداه عمر «نام النساء والصبيان» فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم ولا يصلي يومئذ إلا بالمدينة».
قرأت في كتاب أبي الفضل بن ناصر بخطه ، وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال : حدثني الإمام أبو المعالي محمد بن عبد الواسع بن عبد الرحمن الديلكي ـ بلد من أعمال هراة ـ أن السيد أبا القاسم بن يعلى بن عوض الواعظ العلوي الذي قدم علينا بغداد توفى بمرو الروذ في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : توفي السيد أبو القاسم علي بن يعلى العلوي بمرو الروذ في سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
١٠٥٣ ـ علي بن يعيش بن سعد بن الحسن بن القواريري ، أبو الحسن بن أبي محمد :
من أهل باب البصرة ، سمع في صباه بإفادة والده من أبي القاسم بن الحصين وأبي السعود بن المجلي ، وأبي الفضل محمد بن الحسين الإسكاف وغيرهم ، ثم طلب هو بنفسه وقرأ على المشايخ ، وسمع الكثير من أبوي الفضل الأرموي ، وابن ناصر ، وأبي الفتح الكروخي وسعد الخير بن محمد الأنصاري ومن خلق كثير ، وكتب بخطه كثيرا وصحب الشيخ عبد القادر الجيلي ـ رضياللهعنه ، وكان شابا صالحا متدينا أديبا فاضلا حسن الخط ، حدث بيسير ، ورحل في طلب الحديث إلى خراسان فأدركه أجله.
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن وهب البزاز ، أنبأنا أبو الحسن علي بن يعيش بن القواريري ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد الإسكاف ، أنبأنا أبو بكر محمد ابن علي بن محمد بن موسى الخياط ، حدّثنا أبو الحسن بن رزقويه ، حدّثنا أبو عمرو ابن السماك ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الجبلي ، حدّثنا الحسن بن أخي عيسى بن أخي معروف قال : سمعت عمي معروفا يقول : إذا آوى الرجل إلى فراشه فقال : «اللهم لا تنسنا ذكرك ولا تؤمنّا مكرك ولا تهتك عنا سترك ولا تجعلنا مع الغافلين ، ونبهني
لأحب الساعات إليك أسألك فتعطيني واستغفرك فتغفر لي وأدعوك فتستجيب لي» أتاه ملك فأيقظه ، فإن قام فسبيل ذلك وإلا عرج الملك يصلي ، ويكتب ذلك لقائل الكلام.
ذكر أبو محمد ابن سويدة التكريتي : أن علي بن يعيش رحل إلى هراة يسمع من أبي الوقت فأدركه أجله بهمدان في سنة خمسين وخمسمائة.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال : توفى صديقنا أبو الحسن بن القواريري فبلغنا خبر موته في شوال سنة سبع وأربعين.
١٠٥٤ ـ علي بن يقطين بن موسى ، أبو الحسن مولى بني أسد :
ولد بالكوفة في سنة أربع وعشرين ومائة ، وكان أبوه من وجوه دعاة الإمامية ، فطلبه مروان بن محمد فهرب واستتر وهربت به أمه وبأخيه عبيد بن يقطين ـ وكان ولد بعد علي بسنتين ـ إلى المدينة ، وكانت له وصلة بعيال جعفر بن محمد الصادق فأتت منزله بابنيها فاستدنى جعفر عليا وأقعده على حجره ومسح على رأسه فلما ظهر بنو العباس ظهر يقطين ، وعادت أم علي بعلي وعبيد ، فلم يزل يقطين في خدمة أبي العباس وأبي جعفر ، ومع ذلك يرى رأى ابن أبي طالب ويقول بإمامتهم وكذلك ولده وكان يحمل الأموال إلى جعفر الصادق والألطاف ، ثم [وصل] (١) خبره إلى المنصور والمهدي فلم يكيداه ، ولما نقل المهدي إلى الرصافة صبر في حجر يقطين فنشأ المهدي وعلي بن يقطين كأنهما أخوان ، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي استوزر علي ابن يقطين وقدمه وجعله على ديوان الزمام وديوان البسر والخاتم ، فلم يزل في يده حتى توفى المهدي وأفضى الأمر إلى الهادي فأقره على وزارته ولم يشرك معه أحدا من أمره إلى أن توفى الهادي ، وصار الأمر إلى الرشيد فأقره شهرا ثم صرفه بيحيى بن خالد البرمكي.
أنبأنا ذاكر بن كامل ، ويحيى بن أسعد قالا : أنبأنا أحمد بن عبد الجبار الصّيرفيّ إذنا ، عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري ، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد ، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي ، حدّثنا علي بن سعيد بن بشير ، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثني علي بن الحسن بن موسى ، عن أبي عدنان بن صالح الناجي ، عن علي بن يقطين قال :
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
أخبرنا لمع المهدي يوما إذ قال : أصبحت جائعا فأتى بخبز ولحم مبرد فأكل ، ثم قال : إني داخل هذا البهو وأنام فلا تنبهوني حتى أكون أنا الذي أنتبه قال : فدخل فنام ونمنا ، قال علي بن يقطين : فو الله ما انتبهنا إلا بندائه ، قال : رأيتم ما رأيت؟ قلنا : ما رأينا شيئا ، قال : رأيت شيخا قائما على باب البهو لو كان في كذا وكذا لعرفته وهو يقول :
كأني بهذا القصر [قد] (١) باد أهله |
|
وأوحش منه ركنه ومنازله |
وصار عميد القصر من بعد بهجة |
|
ومال إلى قبر عليه جنادله |
ولم يبق إلا ذكره وحديثه |
|
تنادي بليل معولات حلائله |
قال : فما أتت عليه إلا عشرة أيام حتى مات.
حدث محمد بن عبد الغفار أبو عبيد الله عمن أسنده إليه من وجوه الكتاب قال : قال موسى أمير المؤمنين لعلي بن يقطين وهارون يراه : إن أبي كان يسر إليك أشياء يسترها عمن دونك فحدثني بها! فماطله على بذلك حتى أحفظه موسى ، فقال له : لتخبرني بما أسألك عنه وإلا فما لك ذمة ، فقال له علي : أفعل ذاك يا أمير المؤمنين ، إنا عبيد نحمل على السر يا أمير المؤمنين ولكن تؤخرني يومي ، قال : فإني قد أخرتك ، فلما كان من غد غدا علي في ثياب جدد وجد منها رائحة أنكرها موسى فقال : ما هذا؟ قال : يا أمير المؤمنين إنا عبيد نحمل على السر ، فإذا أفشيناه عمن يمضي لم يسكن إلينا من بقي ، وقد حملتني على أن أحدثك بما رأيت بذل دمي دونه ، فإن أعفيتني من ذلك وإلا فأنا بين يديك ، قال له موسى : فإنك لباذل دمك دون أن تخبرني بما سألتك عنه ، قال : أجل يا أمير المؤمنين ، قال : فإني قد أعفيتك من ذلك.
حدث محمد بن عمر الجرجاني ، عن الفضل بن دكين قال : قال علي بن يقطين : ما سقط غبار موكبي على لحية رجل إلا أوجبت حقه. روى أبو محلم قال : كان الرقاشي ، وأبو العتاهية متصلين بعلي بن يقطين فتوفى بعض أهل علي فوافاه المعزون وتأخر الرقاشي أياما ، ثم أتاه معزيا فقال علي : التعزية بعد ثلاثة تجدد للمصيبة ، والتهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودة ، فقال أبو العتاهية :
يا رقاشي تعلم واعترف بالحق تسلم |
|
إن ذكراك التعازي بعد طول العهد مغرم |
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد بخطه
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
قال : سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات علي بن يقطين بن موسى الكوفي مولى بني أسد ويكنى أبا الحسن ببغداد ، وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وأبوه يومئذ حي.
قرأت في كتاب محمد بن إسحاق النديم بخطه قال : توفي علي بن يقطين بمدينة السلام سنة اثنتين وثمانين ومائة وسنه سبع وخمسون سنة ، وصلى عليه ولي العهد محمد بن الرشيد ، وتوفي أبوه بعده في سنة خمس وثمانين ومائة ، ولعلي بن يقطين كتاب ما سأل عنه الصادق من أمور الملاحم ، وكتاب مناظرته للشاك بحضرة جعفر.
١٠٥٥ ـ علي بن يلدرك بن أرسلان التركي ، أبو الثناء بن أبي منصور الكاتب(١) :
من ساكني دار الخلافة المعظمة ، كان شاعرا لطيف الشعر ومترسلا مليح النثر ، روى عنه [أبو] (٢) الوفاء بن عقيل الفقيه في كتاب «الفنون» من جمعه وأبو الفضل بن ناصر.
وأنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه قال : حدثني الرئيس أبو الثناء بن يلدرك وهو ممن خبر به بالصدق أنه كان في سوق [نهر] (٣) المعلى وبين يديه رجل على رأسه قفص زجاج وذلك الرجل مضطرب المشي فظهر منه عدم المعرفة بالحمل ، فما زلت أترقب منه سقطة لما رأيت من اضطراب مشيه ، فما لبث أن زلق زلقة طاح منها القفص فتكسر جميع ما كان فيه ، فبهت الرجل ثم أخذ عند (٤) الإفاقة من البكاء يقول : هذا والله! جميع بضاعتي ، والله! لقد أصابني بمكة مصيبة عظيمة توفى على هذه ما دخل قلبي مثل هذه ، واجتمع حوله جماعة يرثون له ويبكون عليه ، فقالوا : ما الذي أصابك بمكة؟ فقال : دخلت قبة زمزم وتجردت لاغتسال وكان في يدي دملج فيه ثمانون مثقالا فخلفته واغتسلت وأنسيته وخرجت ، فقال رجل من الجماعة : هذا دملجك ، له معي سنين ، فدهش الناس من إسراع جبر مصيبته.
أنشدنا الزنبيل الأديب علي بن أبي منصور ويلدرك الكاتب رفيقنا في سماع الفقه عند أبي الوفاء بن عقيل في مجلسه من لفظه وحفظه قال : أنشدني بعض من أثق إليه للأحنف العكبري :
__________________
(١) انظر ترجمته في : مرآة الزمان ٨ / ٩٩. والمستفاد للدمياطي ص ٢٠٤. والمنتظم.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(٤) في الأصل : «عنه».
من أراد الملك والراحة من هم طويل |
|
فليكن فردا من الناس ويرضى بالقليل |
ويرى أن قليلا نافعا غير قليل |
|
ويرى بالحزم أن الحزم في ترك الفضول |
ويداوى [...] (١) بالوحدة بالصبر الجميل |
|
لا يماري أحدا ما عاش في قال وقيل |
يلزم الصمت فإن الصمت تهذيب العقول |
|
يذر الكبر لأهليه ويرضى بالخمول |
أيّ عيش لأمرى يصبح في حال ذليل |
|
بين قصد من عدو ومداراة جهول |
واعتلال من صديق ونحن من ملول |
|
واحتراس من عدو السوء أو عذل عذول |
ومماشاة بغيض ومقاساة ثقيل |
|
إن من معرفة الناس على كل سبيل |
وتمام الأمر لا يعرف سمحا من بخيل |
|
فإذا أكمل هذا كان في ملك جليل |
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان ، عن أبي الفضل بن ناصر ، وأخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، أنشدنا أبو سعد بن السمعاني ، أنشدنا أبو الفضل بن ناصر ، أنشدنا أبو الثناء بن يلدرك صديقنا لنفسه :
ومدلّه علق الغرام يقلبه |
|
فمواقد النيران من نيرانه |
إن جن ليل جن لاعج حبه |
|
أو مد سبل كان من أجفانه |
عذب العذاب من الهوى بمذاقه |
|
وحلا مرير الجور من سلطانه |
يرتاح ما حدر الرياح لثامه |
|
أو ناح قمري على أغصانه |
ما لج عاذله عليه بعذله |
|
إلا ولج عليه في عصيانه |
بغداد موطنه ولكن الهوى |
|
نجد وأين هواه من أوطانه |
لو كان قيس العامري بعصره |
|
دعى الخلى من الهوى لعنانه |
أنبأنا أبو بكر الجيلي ، عن محمد بن ناصر قال : أنشدني الرئيس أبو الثناء علي بن يلدرك بن أرسلان الكاتب صديقنا لنفسه من قصيدة :
رقت حواشي الحب بعدك رقة |
|
غارت لها ببلادنا الصهباء |
وحفت علينا بعد ذاك خشونة |
|
فكأنها التفريق والقرباء |
وأنشدنا أبو الثناء بن يلدرك لنفسه :
وبتنا نسقاها بكف مهفهف |
|
كخديه بل خدي كالورد والورس |
فأفواهنا عرت لها وأكفنا |
|
مشارقها والفجر من بيعة القس |
أذاعتها الندمان خلف بروقنا |
|
بخديه ما يحكى به شقق الشمس |
__________________
(١) مكان النقط بياض في الأصل
قرأت في كتاب أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين بخطه قال : أنشدنا أبو الثناء علي بن يلدرك بن أرسلان لنفسه :
يا ناظرا من سحر بابل |
|
ومذيب جسمي بالبلابل |
صلني فقد هجر الرقاد |
|
وملني عذل العواذل |
لا تأس صل إن الوصال |
|
كمثل هذا الهجر قاتل |
بمضيق معترك الأساور |
|
والدمالج والخلاخل |
وتخال بلبلة الضفائر |
|
بين ألوان العلائل |
ويلطف تنفيذ الرسائل |
|
أثر ألطاف الوسائل |
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال : توفي علي بن يلدرك الكاتب في صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة ودفن بباب حرب.
١٠٥٦ ـ علي بن يوسف بن الحسن بن علي المحولي ، أبو الحسن :
أخو أبي علي الحسن الذي تقدم ذكره ، وعلي هو الأكبر ، قرأ الأدب وسمع الكثير من أبي محمد المقرئ سبط الشيخ أبي منصور الخياط ، والقاضي أبي الفضل الأرموي ، وأبي سعد بن البغدادي ، وجماعة من هذه الطبقة ، وقرأ بنفسه وكتب بخطه وكان فاضلا ، وما أظنه روى شيئا ، وكان يتولى سوق الحطب.
توفي سنة ثمانين وخمسمائة ، ولعله جاوز الستين.
١٠٥٧ ـ علي بن يوسف بن سعد بن علي الخطيري الكتبي :
تقدم ذكر جده ، اشتغل بتجويد الخط منذ صباه ، وكتب على خطوط الكتاب حتى بلغ الغاية في حسن الخط وتجويد الكتابة ، وخط كثيرا من جوامع القرآن ودواوين الشعر ، وكتب عليه خلق كثير ، وصار أكتب أهل زمانه ، ورتب خازنا بدار الكتب بالمدرسة الشريفة المستنصرية ، وهو حسن الأخلاق ، لطيف الطبع ، متودد حسن العشرة متواضع ، علقت عنه شيئا من شعر جده.
أنشدني علي بن يوسف الكاتب لجده أبي المعالي الكتبي :
لا غرو أن أثرى الجهول على |
|
نقص وأعدم كل ذي فهم |
إن اليد اليسرى وتفضلها |
|
اليمنى تفوز بمعلم الكم |
وأنشدني أيضا لجده :
وقالوا لم بكيت دماً ودمعاً |
|
وقد أولاك بعد العسر يسرا |
فقلت بفرحتي برضاه عني |
|
نثرت عليه ياقوتاً ودرا |
١٠٥٨ ـ علي بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي ، أبو الحسن بن أبي المحاسن :
كان والده مدرسا بالمدرسة ببغداد ، وسيأتي ذكره إن شاء الله ، ولد على هذا ببغداد ونشأ بها وتفقه على والده ، وسمع مسند أبي عبد الله الشافعي من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، ثم أنه سافر إلى الشام وهو شاب وتوجه إلى ديار مصر واستوطنها إلى حين وفاته ، وولى بها قضاء القضاة مرتين ثم عزل ، وكان شيخا حسن الأخلاق محبا للعلم وأهله ، متواضعا لطلابه ، كريم الأخلاق متوددا كيّسا ، وكانت بضاعته في العلم مزجاة ، لقيته بمصر ، وقرأت عليه مسند الشافعي عند قبره بالقرافة ، وكان صدوقا جليلا.
أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن يوسف الدمشقي بقراءتي عليه عند قبر الشافعي بمصر قلت له : أخبرك أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد؟ فأقر به أنبأنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرخي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم ، أنبأنا الربيع بن سليمان ، أنبأنا الشافعي ، أنبأنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة» (١).
سألت القاضي علي بن يوسف عن مولده فقال : ولدت ببغداد في درب السلسلة في رجب سنة خمسين وخمسمائة ، وخرجت من بغداد في سنة سبع وسبعين.
وتوفي يوم الأحد الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستمائة في داره بالقاهرة ، ودفن من الغد بالقرافة ، وكنت هناك فلم يتفق لي الصّلاة عليه.
١٠٥٩ ـ علي بن يوسف بن علي الصّيرفيّ ، أبو الحسن الحنبلي :
ذكر أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات أنه توفى في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، قال : ومولده سنة ثمانين ومائتين.
سمعت منه مصنفات أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال وغير ذلك ، ولم يسمع منه إلا نفر يسير.
__________________
(١) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٢ / ٩٨
١٠٦٠ ـ علي بن يوسف بن أبي الكرم بن أبي الحسن الحمامي ، أبو القاسم :
جارنا بالظفرية ، سمع بإفادة خاله أبي الكرم بن صبوحا من أبي الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي ، والوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة ، وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي ، وغيرهم ، كتبت عنه وكان حسن الطريقة ، طيب الأخلاق ، له معرفة ونباهة.
أخبرنا علي بن يوسف أبو القاسم ، أنبأنا عبد الأول بن عيسى أبو الوقت ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز الفارسي أبو عبد الله ، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدّثنا إسحاق بن شاهين أبو بشر الواسطي ، حدّثنا عبد الحكيم بن منصور الخزاعي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ بن جبل رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاته وحده بخمس وعشرين صلاة» (١).
سألت أبا القاسم بن الحمامي عن مولده فقال : في يوم الاثنين ثالث شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وتوفي في يوم الأربعاء السادس والعشرين من رجب سنة إحدى وعشرين وستمائة ، ودفن بالحديدة بباب أبرز.
١٠٦١ ـ علي بن يوسف بن محمد بن حبيش الرباحي ، أبو القاسم المقرئ :
نزل البصرة ، وحدث بها عن : أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، والقاضي أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ، روى عنه : أبو ذر عبد (٢) بن أحمد الهروي في معجم شيوخه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي ، عن أبي القاسم بن السّمرقندي قال : كتب إلى هياج ابن عبيد الحطيني الزاهد [أنبأنا] (٣) أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه قراءة عليه ، أنبأنا علي بن يوسف بن محمد بن حبيش الرباحي أبو القاسم المقرئ البغدادي نزيل البصرة بها أرجو أن ليس به بأس ، قرأت عليه ، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدّثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ، حدّثنا عبد الله بن داود ، حدّثنا محمد بن
__________________
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٨٩. ومسند الإمام أحمد ١ / ٣٧٦.
(٢) في الأصل : «عبد الواحد».
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (١).
١٠٦٢ ـ علي بن يوسف بن نصر بن أحمد ، أبو الحسن :
سكن تنيس ، من ديار مصر ، وحدث بها هو وأخوه عبد الله بن يوسف ، وقد ذكره الخطيب في «التاريخ» ، كتب إليّ أبو عبد الله محمد بن محمد الأرباحي : أن أبا الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء أخبره ، أنبأنا أبو القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي قراءة عليه ، حدّثنا الشيخان أبو محمد عبد الله ، وأبو الحسن علي ابنا يوسف بن نصر بن أحمد البغدادي بتنيس قراءة عليهما قالا : حدّثنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش ، حدّثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي ، حدّثنا علي ابن الجعد ، حدّثنا سعيد ، عن قتادة قال : سمعت أنس بن مالك رضياللهعنه قال : لما أراد رسول اللهصلىاللهعليهوسلم أن يكتب إلى الروم قال : «إنهم لا يقرءون كتابا إلا أن يكون مختوما» ، قال : فاتخذ خاتما من فضة فكأني أنظر إلى بياضه في يده ، ونقش فيه «محمد رسول الله» (٢).
١٠٦٣ ـ علي بن يوسف بن يعقوب ، أبو القاسم الكناني الواسطي :
شهد ببغداد عند أبي محمد بن الأكفاني القاضي في يوم السبت لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول في سنة أربعمائة فقيل شهادته ، ذكره هلال بن الصابي ، ونقلته من خطه.
١٠٦٤ ـ علي بن يوسف ، أبو الحسن ، المعروف بابن البقال (٣) :
ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتاب «أخبار الشعراء» من جماعة ، وقال : شاعر مجود ، قال لي أبو عبد الله الخالع : هذا الرجل من أهل بغداد ، وكان ممن نادم المهلبي ونفق عليه ، وكانت محاضرة حسنة ، وبضاعة في الأدب صالحة ، وطبقة في الشعر جيدة ، يذهب مذهب الباقي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة ، وكان منظره مستكرها ، ومخبره بكثرة نوادره مستطابا مستقبلا ، وكان حسن اليسار ، جميل الزي ، يلبس الدراعة ، وخلف لما توفى ما يزيد عن مائة ألف درهم ، وكانت
__________________
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٨٠.
(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٨٧٣. ومسند الإمام أحمد ٢ / ١٨.
(٣) انظر ترجمته في : معجم الأدباء ١٥ / ٢٢٩.
وفاته في أيام شرف الدولة ، ومنزله في سكة العجم من الزبيدية من الجانب الغربي من مدينة السلام ، وكان بخيلا جشعا.
أنشدني الخالع له يعاتب بعض أصدقائه :
وإني في استعطاف رأي محمد |
|
عليّ ومدى نحو معروفه يدي |
لكالمبتغى ـ من بعد تسعين حجة |
|
تقمصها ـ رجع الشباب المجدد |
سأشكو اعتداء منك لولاه مادرت |
|
صروف الليالي في الهوى كيف تعتدى |
فلله قلبي حين أدعو إلى الهوى |
|
وأعلم حقا أنه غير مهتدى |
قال : وأنشدني له أيضا :
ولما وقفنا للوداع ودوننا |
|
عيون ترامي بالظنون ضميرها |
أماطت عن الشمس المنيرة برقعا |
|
فغيبنا عن أعين الناس نورها |
قال : وأنشدني له :
يا خائبا متخيبا |
|
ألزمتني ذنبا بذنبك |
شتان بين صنيع قلبي |
|
في الهوى وصنيع قلبك |
قال : وأنشدني له أبو الحسن البتي :
يا طرفها هب لطرفي لذة الوسن |
|
واستبق ما لا يفل الثوب عن بدني |
حاشاك فيّ من الشكوى وإن ذهبت |
|
عيني من الدمع أو قلبي من الحزن |
ولا أقول وإن أتلفتني أسفا |
|
يا ليت ما كان من حبيك لم يكن |
وحدثني أبو طالب الحاتمي قال : كان ابن البقال يترفع من الاختلاط بالشعراء ويتكبر ، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل عليهم ، وكان ابن العميد يقدمه على الناس كلهم ويعظمه ، وأحضره المهلبي فأنشده ، فحضر المتنبي قصيدة ، قال : فحدثني ابن الإمام الهاشمي قال قال لي المتنبي : لما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع هذا الاسم إلا ابن البقال. وحدثني الأستاذ أبو الحسن بن محفوظ وقد جرى ذكر ابن البقال فقال : كان أقل ما في أبي الحسن الشعر فغلب عليه وعرف به ، فإنه كان يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام وكان قويّا فيه مقدما في المعرفة به وكان يقول :بتكافؤ الأدلة وهو بئس المذهب.
١٠٦٥ ـ علي بن يوسف ، أبو الحسن ابن الذهبية الزاهد :
هكذا سماه ، ونسبه أبو الحسين محمد بن أبي يعلى بن الفراء في كتاب «الطبقات» ونقلته من خطه.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب ، عن أبي غالب أحمد بن أبي علي بن البناء ، أنبأنا والدي قراءة عليه في كتاب «طبقات الفقهاء» من جمعه قال : أبو الحسن ابن الذهبية الزاهد الحنبلي فشاهدته ، وكان ورعا يخضب بالحناء.
توفي يوم الجمعة لست بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
١٠٦٦ ـ علي بن يونس بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله بن أبي القاسم :
من أهل باب الأزج ، وهو أخو الوزير عبد الله بن يونس الذي تقدم ذكره ، وكان الأصغر ، سمع مع أخيه من أبي محمد صالح بن المبارك بن الرخلة الكرخي وغيره ، كتبت عنه شيئا يسيرا ، وكان متدينا كثير العبادة صالحا جميل الطريقة.
أخبرني علي بن يونس بقراءتي عليه في مسجد بانس ، أنبأنا صالح بن المبارك الكرخي ، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي ، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدّثنا إبراهيم بن هانئ ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، حدّثني الليث (١) ، حدّثني إبراهيم بن نشيط ، حدّثني كعب بن علقمة قال : سمعت أبا الهيثم يذكر عن مولى لعقبة بن عامر قال : قلت لعقبة : إن لنا جيرانا يشربون الخمر ، قال : دعهم ثم جاءه الثانية فقال : ألا ندعو عليهم الشرط ، فقال له عقبة : ويحك عدهم ، فإني سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول : «من رأى عورة فسترها كان كمن استحيا موءودة من قبرها» (٢).
توفي علي بن يونس يوم الاثنين الرابع والعشرين من ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وستمائة ، ودفن بباب حرب وقد نيف على الستين.
١٠٦٧ ـ علي بن يونس بن السكن الصفار :
حدث عن : سليمان بن بويه النهرواني عن سلام بن سليمان المدائني ، روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري.
أنبأنا أبو بكر الجيلي ، عن أبي الفضل الفارسي قال : كتب إلى أبو عبيد علي بن
__________________
(١) في الأصل : «الكب».
(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ١٤٧ ، ١٥٨ ..
مالك البخاري ، حدّثنا أبو شعيب صالح بن محمد الحجازي ، حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري بأنطاكية ، حدّثنا علي بن يونس بن السكن الصفار ببغداد، حدّثنا سليمان بن بويه ، حدّثنا سلام ، حدّثنا عمر بن عبد الرحمن بن يزيد ، عن محمد بن واسع ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم عزوجل» (١).
١٠٦٨ ـ علي بن الجرجرائي الزاهد :
أستاذ بشر الحافي ، سكن جبل لبنان بالشام ، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في «تاريخ الصوفية».
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني ، أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال : سمعت عبد الواحد بن علي يقول : سمعت القاسم بن القاسم يقول : بلغني أن بشر الحافي لقي عليّا الجرجرائي بجبل لبنان على عين ماه قال : فلما أبصرني قال : نذهب متى لقيت اليوم إنسيّا ، فعدوت خلفه وقلت : أوصني! فالتفت إليّ فقال : أمستوص أنت ، عانق الفقر ، وعاشر الصبر ، وعاد الهوى ، وخالف الشهوات ، واجعل بيتك أحلى من لحدك يوم تنتقل إليه على هذا طاف المسير إلى الله.
كتب إلى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد الأصبهاني ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحداد قراءة عليه ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبيد الله الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ببغداد قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن حمدان النيسابوري يقول : سمعت إسماعيل الشامي يقول : سمعت سريّا السقطي يقول : خرجت من بغداد أريد الرباط إلى عبادان لأصوم بها رجبا وشعبان ورمضان ، فاتفق لي في طريقي على الجرجرائي وكان من الزهاد الكبار فدنا وقت إفطاري وكان معي ملح مدقوق وأقراص ، فقلت : هلم رحمك [الله] (٢)! فقال : ملحك مدقوق ومعك ألوان الطعام لن تفلح ولن تدخل بستان المحبين ، فنظرت إلى مزود كان معه فيه سويق الشعير يسف منه ، فقلت : ما دعاك إلى هذا؟ فقال : إني حسبت ما بين المضغ إلى الاستفاف سبعين تسبيحة ، فما مضغت الخبز منذ أربعين سنة ، فلما دخلنا عبادان
__________________
(١) انظر الحديث في : الجامع الصغير ١ / ٨.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من الحلية ١٠ / ١١٠.
قلت : موعظة أحفظها عنك! قال : نعم إن شاء الله ، احفظ عني خمس خصال إنك إن حفظتها لا تبالي ما أضعت بعدها ، قلت : [نعم ، قال] (١) عانق الفقر وتوسد الصبر وعاد الشهوات وخالف الهوى وأفزع إلى الله في جميع أمورك ، قلت : فإذا كنت كذلك؟ قال : يهب الله لك خمسا : الزهد ومع الزهد القنوع ومع القنوع الرضا ومع الرضا المعرفة ومع المعرفة الشوق ، ثم يهب لك خمسا : السباق والبدار والتخفف وحسن البشارة وحسن المنقلب إلى الله ، أولئك أحباء الله ، قلت : فأين ترى لي أن أسكن؟ قال : ارحل نحو لكام ، قلت : فهل شيء أعيش به؟ قال : فمقت في وجهي فقال : تفر إلى الله بذنبك وتستبطئه في رزقك ، فلا والله ما أدري دخل البحر أم لا.
١٠٦٩ ـ علي المسوحي الصوفي :
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه ، وذكر أنه بغدادي من أستاذي الجنيد ، كان الجنيد يثنى عليه.
١٠٧٠ ـ علي ، أبو الحسن النصيبي :
أحد شيوخ الصوفية ، صاحب أسفار كثيرة على التجريد وقطع البادية ، ذكره أبو العباس النسوي في «تاريخ الصوفية» من جمعه.
كتب إليّ أبو الفتوح العجلي : أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره ، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن الفضل الباطرقاني قراءة عليه ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي بمكة قال : سمعت أبا عثمان مسعود بن صدقة النصيبي يقول : سمعت أبا بكر المصري يقول : قلت لأبي الحسن النصيبي : دخلت بغداد؟ نعم ، قلت : كيف رأيت البغداديين؟ فقال : رأيت النساء تنطق بغرائب العلوم ، قال : فلما وقعت بيني وبينهم المؤانسة ، فقال لي أبو القاسم جنيد : لو جلست الساعة عن السفر فإنك قد ضعفت عنه ، فقلت : يا أبا القاسم ما اختلف الفقهاء في الماء الجاري دائما وإنما اختلفوا في الماء الواقف ، فقال : يا أبا الحسن إذا كنت واقفا فكن بحرا لا يغيرك شيء.
١٠٧١ ـ علي الهاشمي الواسطي الأعرج :
كان من أعيان الصوفية ، مات ببغداد في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، حدث عنه أبو عبد الله بن باكويه.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين زيد من الحلية ١٠ / ١١١.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني قال : كتب إلى عبد الله بن محمد الأنصاري قال : سمعت أبا عبد الله بن باكويه الصوفي يقول : كنا في دعوة ببغداد فيها علي الأعرج الهاشمي فأخذ القوال يقول :
يا مظهر الشوق باللسان |
|
ليس لدعواك من بيان |
لو كان ما تدعيه حقا |
|
لم تذق الغمض أو تراني |
فقام علي فرقص على رجلين صحيحين ثم جلس أعرج.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال : كتب إلى أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد المحمي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن باكويه الشيرازي قال : رأيت عليا الأعرج الهاشمي الواسطي ببغداد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة في دار مكي القزويني ، وكان في المجلس حدود من ستين رجلا والقوال يقول :
يا مدعى الشوق باللسان |
|
ما لدعواك من بيان |
إن كان ما تدعيه حقاً |
|
لم تطعم الغمض أو تراني |
فقام ومشى عرجته وشهق شهقة خر مغشيا عليه ، ودفنوه بعد ثلاثة أيام.
١٠٧٢ ـ علي بن الطستاني الأنباري :
شاعر حسن الشعر ، سافر إلى الموصل واستوطنها ، ودخل ديار بكر ، وروى عنه أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون المنجم شيئا من شعره.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ، عن محمد بن ظفر المغازلي ، أنشدنا أبو الفضل ابن عيشون قال : أنشدني علي بن الطستاني لنفسه ونحن نتراءى الهلال ليلة عيد الفطر :
لو تراني في ليلة العيد والنا |
|
س لأبصرت أعجب الأشياء |
كل عين ترنو إلى مغرب الشم |
|
س وعيني ترنو إلى البطحاء |
مقلتي تطلب الهلال على الأر |
|
ض وهم يطلبونه في السماء |
قرأت بخط أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين ، أنشدنا أبو الفضل محمد بن محمد ابن عيشون قال : أنشدني علي بن الطستاني الأنباري لنفسه :
وفاتر الطرف في ألحاظه مرض |
|
بها من السقم ما عندي من السقم |
تدمى بإيماء ألحاظي وما ألمت |
|
وبين جنبي منها غاية الألم |
أسكنته (١) حيث لا يدري الوشاة به |
|
فما أمنت عليه القذف بالتهم |
بححنا (٢) في السويداء غير أن له |
|
محجة بين صدري واختلاف فمي |
وأنشدني علي بن الطستاني لنفسه :
لا رأت عيني إن كانت رأت |
|
صورة أحسن من صورته |
وهو يصطاد الكرى عن جفنه |
|
قاعدا أذهب من رقدته |
شيم الليل فأبدى وجهه |
|
فأضاء الأفق من بهجته |
وانجلى عنه الدجى محتشما |
|
فارتقى يعرج في وفرته |
قرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال : قال أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون : توفي علي بن الطستاني الشاعر الأنباري سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
١٠٧٣ ـ علي المدير الزاهد (٣) :
كان يسكن بدار بطيخ بالجانب الغربي ، له مسجد هناك معروف به اليوم ، وكان بيته إلى جانبه ، كان من عباد الله الصالحين المنقطعين إلى العبادة والاشتغال بالله عزوجل مشهورا بذلك.
ذكر شيخنا أبو الفرج بن الجوزي أنه مات في شهر ربيع الآخر من سنة خمس عشرة وخمسمائة ، ودفن في بيته إلى جانب ، وكان يوما مشهودا.
١٠٧٤ ـ علي البديهي الضرير ، المعروف ببختر :
من ساكني أوانا ، ذكره أبو عبد الله الكاتب الأصبهاني.
أنبأني الكاتب أبو عبد الله ونقلته من خطه ، قال : أنشدني أبو هاشم عمرو لعلي ابن المأمون قال : كتب إلى علي البديهي :
يا موحشي وخياله عندي |
|
لا ذقت ما ألقى من البعد |
فارقت شخصك والفراق له |
|
وقع كوقع الصارم الهندي |
__________________
(١) في الأصل : «أسكه».
(٢) هكذا في الأصل.
(٣) انظر ترجمته في : المنتظم ٩ / ٢٣٠.
١٠٧٥ ـ علي ، أبو الحسن الموصلي ، الملقب بالنجم :
ذكره العماد أبو عبد الله الكاتب الأصبهاني في «كتاب الخريدة» وقال : كان فقيها معنا بالنظامية ببغداد ، مات بها ، وله نظم حسن وشعر رائق.
كتب إليّ أبو عبد الله الأصبهاني ونقلته من خطه قال : أنشدني أبو المعالي الكتبي قال : أنشدني النجم الموصلي لنفسه مما يكتب على كمران أمرد :
لما استدرت بحضرة |
|
حزت الكمال بأسره |
أضحى أسيري شادن |
|
كل الورى في أسره |
وأنشدني لنفسه :
سموه باسم جند |
|
وفعله فعل جندي |
وقال أبو المعالي الكتبي في كتاب «ملح الملح» من جمعه النجم أبو الحسن الفقيه على الموصلي وأنشدنيه :
سموه باسم جنيد |
|
وفعله فعل جندي |
١٠٧٦ ـ عمار بن أحمد بن عمار العلوي الحسيني :
من أهل الكوفة ، تقدم ذكر والده ونسبه ، قدم بغداد في سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، وروى بها شيئا من شعر أبيه ، سمعه منه وكتبه عنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني.
كتب إليّ أبو عبد الله الأصبهاني ونقلته من خطه ، أنشدنا عمار بن أحمد بن عمار قال : أنشدني أبي لنفسه في التجنيس :
قالوا ترى قوية مصفرة |
|
وما دروا ما بك على قوته |
قد كنت لنا بالأمس درة |
|
فصرت فينا اليوم ياقوتة |
أنت حياة القلب بل قوته |
|
فكيف يسلو عنك ياقوتة |
وأنشدني أبي لنفسه :
لئن بسط الزمان يدي كريم |
|
فصبرا للذي فعل الزمان |
فكم في الأرض من عبد هجين |
|
يقبل كفه حر هجان |
وقد يعلو على الرأس الزباني |
|
كما يعلو على النار الدخان |
وأنشدني أبي لنفسه :
لئن غدوت مقيما في ربوعكم |
|
وقد دعتني ربوع المجد والشرف |
فالماء في حجر والتبر في ثوب |
|
والبدر في سدف والدر في صدف |
وأنشدني أبي لنفسه :
ولقد نظرت إلى الزمان بمقلة |
|
نظري إلى أهل الزمان فذاتها |
وعجبت من أكل الحوادث للورى |
|
وهم بنو الدنيا وهن بناتها |
نيشوا جسومهم بلحم أخيهم |
|
منذ الرمال غداتها أخواتها |
١٠٧٧ ـ عمار بن أحمد بن محمد ، أبو مسعر الوراق :
حدث عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، روى عنه أبو محمد عبد الله بن جعفر الخياري المقرئ النيسابوري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن عبد الله الساوي في كتابه ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الخياري قال : سمعت أبا مسعر البغدادي يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبي يقول : الأبدال خير الناس وهم الذين يطلبون الحديث ويتبعون السنّة.
١٠٧٨ ـ عمار بن محمد بن الحسن بن قطاع الكناني ، أبو البقاء التاجر :
من أهل حران ، سكن بغداد ، وكان من أعيان التجار ، صاحب ثروة واسعة موصوفا بالأمانة والعدالة ، سمع شيئا من الحديث من أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وابنه عبد الله ، وشيخنا أبو الفتوح نصر بن محمد الحصري الحافظ ، وأبو الحسن علي بن المبارك بن الوارث ، وروى لنا عنه.
أخبرني أبو الحسن بن الوراث ، أنبأنا عمار بن محمد التاجر قراءة عليه ، وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين بقراءتي عليه قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور ، حدّثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن شمعون ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود ، حدّثنا يحيى ابن حكيم ، والحسن بن محمد الزعفراني قالا : حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ،
حدّثنا عبد الوهاب بن مجاهد قال : سمعت مجاهدا يحدث عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تستعجلن إلى شيء ترى أنك إذا استعجلت إليه أنك مدركه ، وإن كان الله عزوجل لم يقدر ذلك ، ولا تستأخرن عن أمر ترى أنك إن استأخرت عنه أنه مدفوع عنك ، وإن كان الله عزوجل قد قدره عليك» (١).
ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أنه سأل عمارا عن مولده فقال : سنة تسع وخمسمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن يحيى بن الطراح بخطه قال : مات عمار الحراني ليلة الأحد ثالث عشر محرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
١٠٧٩ ـ عمارة بن محمد بن عمارة ، أبو الدلف الباجسرائي :
أخو أبي البدر سعد المقدم ذكره ، سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن شاكر ، وحدث باليسير ، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي ، وأبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا أبو الفتوح نصر ابن محمد بن علي الحصري الحافظ.
أنبأنا أبو الفتوح ابن الحصري ، أنبأنا أبو الدلف عمارة بن محمد بن عمارة الباجسرائي قراءة عليه ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن شاكر قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن القزويني الزاهد ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار ، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن سليمان بن عيسى الفامي ، حدّثنا إبراهيم بن هانئ ، حدّثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأنا الأوزاعي ، عن قرة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع» (٢).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال : توفي عمارة بن محمد الباجسرائي في يوم الأحد خامس عشري رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
١٠٨٠ ـ عمارة بن هارون بن محمد بن الحسن بن إسحاق بن عمارة بن حمزة ، مولى بني هاشم :
__________________
(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير ١ / ٨٩٨.
(٢) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ص ١٣٧. والجامع الصغير ١ / ٧٨.
أحد قراء القرآن ، قرأ على محمد بن أحمد بن محمد بن واصل ، وقرأ ابن واصل على محمد بن سعدان النحوي ، قرأ عليه ولده حمزة بن عمارة ، وروى القراءات ، وقد ذكر الخطيب ولده حمزة في «تاريخ بغداد».
١٠٨١ ـ عمران بن أحمد بن عمران ، أبو همام الطبري :
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه ، روى عنه : حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الحيري بأصبهان إملاء ، حدّثنا أبو همام عمران بن أحمد بن عمران الطبري قدم بغداد ، حدّثنا أبي أحمد بن عمران ، حدّثنا إبراهيم بن زهير الحلواني ، حدّثنا مكي بن إبراهيم ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «بنى الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا» (١).
١٠٨٢ ـ عمران بن عامر ، أبو عيسى الضبي الطبري :
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه ونقلته من خطه ، وذكر أنه بغدادي ، كان يجتمع مع أبي أحمد القلانسي ، ورويم في مسجد أبي الفتح الجمال ببغداد.
١٠٨٣ ـ عمران بن محمد ، أبو عاصم الأنصاري ، يعرف بالمسجدي والعسكري :
سكن سامراء ، سمع أبا عثمان محمد بن بكر البرساني ، وأبا العباس وهب بن جرير ابن حازم الأزدي ، روى عنه : أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، وأبو عبد الله بن المسيب الأرغياني ، ذكره الحاكم أبو أحمد النيسابوري في كتاب «الكنى».
قرأت على الحو بنت عبد الرحمن بنيسابور ، عن أبي المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف ، حدّثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، حدّثنا أبو عاصم عمران بن محمد العسكري ، حدّثنا أبو بكر الحنفي ، حدّثنا كثير بن زيد ، عن مسلم بن أبي مريم ،
__________________
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٦. ومسند أحمد ٢ / ٢٦.
عن نافع قال : كان ابن عمر إذا صلى وضع يديه على ركبتيه وقال : بإصبعه السبابة يمدها يشير بها ولا يحركها وقال : [قال] رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هي مذعرة الشيطان» (١).
١٠٨٤ ـ عمران بن منصور بن عمران بن ربيعة الباقلاني ، أبو نعيم المقرئ :
من أهل واسط ، وهو أخو أبي بكر عبد الله الذي قدمنا ذكره ، سمع بإفادة أخيه من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي ، وأبي عبد الله محمد بن علي بن الجلابي ، وأبي الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن الغندجاني ، وأبي منصور عبد الملك بن محمد بن خالويه الطيبي ، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وغيرهم ، وأخذ له أخوه إجازة من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب ابن البناء ، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وقدم بغداد مرات وروى بها شيئا يسيرا ، ولم يتفق لي لقاؤه ولي منه إجازة كتبها إليّ من واسط.
أنشدني عبد الله بن محمد بن سعيد الحافظ قال : أنشدني أبو نعيم عمران بن منصور الباقلاني ببغداد على شاطئ دجلة قال : أنشدني أبو الفرج العلاء بن علي بن السوادي الواسطي لنفسه :
أدور مع الزمان كما يدور |
|
وأصبر والشجاع هو الصبور |
وألقاه بصدر ذي اتساع |
|
إذا جرحت بلقياه الصدور |
وأبصر ما يحدده بعيني |
|
وما عندي سوى صدق الأمير |
سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سألت أبا نعيم بن الباقلاني ، عن مولده ، فقال : في شعبان سنة عشرين وخمسمائة ، ثم سأله غيري فقال : في سنة إحدى وعشرين.
وتوفي بواسط في سنة إحدى وستمائة فيما بلغنا.
١٠٨٥ ـ عمران بن موسى بن إبراهيم البغدادي :
ذكره أبو إسحاق المستملي البلخي في كتاب «طبقات البلخيين» من جمعه ، وروى عنه أن إبراهيم بن الهيثم الكندي نزيل بغداد.
قرأت على ست الشرف بنت شعبان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة بأصبهان ، عن أبي نصر محمد بن أبي الرجاء الصائغ ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة عليه ، أنبأنا أبو الفضل عبد الصمد بن
__________________
(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٧ / ٣٣٩.