أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠
واستخلف ابنه عبد الله بن موسى ، وحمل الأموال على العجل والظهر ، ومعه ثلاثون ألف رأس ، فقدم على الوليد.
أنبأنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنا أبو عمر الكندي ، حدّثني عبد الوهّاب ، عن ابن قديد ، عن ابن عثمان ، عن النصيري قال : وسار موسى إلى طنجة ، وقدم طارق بن زياد ، ويقال : طارق بن عمرو مولى للصدف (١) على مقدمته ، فأجاز إلى أرض الأندلس فافتتحها وأصاب فيها المائدة التي يتحدث أهل الكتاب أنها مائدة سليمان بن داود ، وسار موسى في بلاد الأندلس ، ففتحها حتى أوغل فيها.
قال : فحدّثني أبو سلمة ، عن أحمد بن يحيى بن وزير ، نا القاسم بن كثير ، حدّثني [أبو شريح عبد الرّحمن](٢) بن شريح المعافري (٣) ، عن سعيد بن موسى بن وردان ، عن عمّه عيسى بن وردان قال :
غزونا مع موسى بن نصير الأندلس ، فلم يزل يفتح مدينة حتى بلغ سرقسطة فعظم على الجند مبلغه ، وخافوا أن يجاوز ذلك إلى غيره ، فمشوا إلى حنش بن عبد الله السّبائي ، وكان ينازلنا وننازله ، فشكوا إليه ذلك ، وأنهم يخافون أن يجتمع العدو عليهم فيهلكوهم ، فقام إليه حنش بن عبد الله بن صلاة الصبح والناس عنده فقال : أيها الأمير ، أتأذن لي في الكلام؟ قال : تكلم ، يرحمك الله أبا رشدين (٤) ، قال : قد كنت سمعتك بأفريقية تذكر عقبة بن نافع وتقول : لقد غرّر بنفسه إذ وغل في بلاد البربر حتى قتل ، وتقول : أما كان له ناصح؟ وأنا ناصحك اليوم أيها الأمير ، أتلتمس غنيمة أفضل مما غنمت؟ أو تريد أن تطأ من أرض المشركين أكثر مما قد وطئت؟ لقد بلغك الله أن جعلك أبعد المسلمين أثرا في الجهاد ، وفتح عليك ما لم يفتحه على أحد من المسلمين ، وقد أحبّ جندك السلامة ، واشتاقوا إلى الأهل والولد ، فانصرف راشدا أيها الأمير ، فقال موسى : قد قبلت النصيحة ، وشكرت عليها ، فأمر بالتجهز للرجوع ، فرجعنا من هناك إلى الأندلس.
__________________
(١) بالأصل : «التصدف» وفي م : «الصوف» ، والمثبت عن د.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن د ، و «ز» ، وم.
(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ١٨٢.
(٤) كنية حنش بن عبد الله السبائي الصنعاني ، ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٢٧٧ طبعة دار الفكر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : وفي سنة أربع وثمانين غزوة موسى بن نصير أرمونية ، وفي سنة ثلاث وتسعين غزا موسى بن نصير الأندلس فشتا فيها ، وفي سنة أربع وتسعين فتح لموسى بن نصير الأندلس ، فأخذ منها مائدة سليمان ، والتاج الذي نزل من السماء.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن موسى بن السمسار ، قالا : أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله الربعي ، أنا أبي ، أنا حمدان بن علي ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا جرير ، عن سفيان بن عبد الله بن محمّد بن زياد بن حدير.
أن عمر بن عبد العزيز سأل موسى بن نصير ـ وكانت بنو أمية تبعثه (١) على الجيوش ـ عن أعجب شيء رآه في البحر؟ قال : انتهينا مرة إلى جزيرة فيها (٢) ست عشرة جرة خضراء مختومة بخاتم سليمان بن داود ، قال : فأمرت بأربعة (٣) منها ، فأخرجت وأمرت بواحدة منها فنقبت ، قال : فإذا شيطان ينفض رأسه وهو يقول : والذي أكرمك بالنبوة لا أعود بعدها أفسد في الأرض ، قال : ثم نظر فقال : والله ما أرى بها سليمان وملكه ، فانساخ في الأرض ، فذهب ، قال : فأمرت بالثلاث البواقي فردّت إلى مكانها.
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي وغيره ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، أنا الحارث بن محمّد ، أنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر قال : وفيها ـ يعني ـ سنة ثلاث وتسعين أجدب أهل أفريقية جدبا شديدا ، فخرج موسى بن نصير بالناس ، وأمرهم بالصيام ، وأمر بالولدان فجعلوا على حدة والنساء على حدة ، وأخرج الإبل والبقر والغنم وخرج بأهل الذمّة على حدة ، فدعا يومئذ حتى انتصف النهار ، وخطب الناس ، فلمّا أراد أن ينزل قيل له : ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ قال : ليس هذا يوم ذاك ، فسقوا سقيا كفتهم حينا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، نا سعيد بن منصور ، حدّثني يعقوب بن عبد الرّحمن ،
__________________
(١) الأصل : تبعث ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٢) أقحم بعدها بالأصل : شيء رآه في البحر ، قال : انتهينا.
(٣) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والوجه : بأربع.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٠ وفيه زيادة.
عن أبيه قال : قدم قيّمه ـ يعني : عمر بن عبد العزيز ـ بغلته وسمع أهله بذلك ، فأرسلوا ابنا له صغيرا ، ثم أقبل يؤم الدنانير ، فقال : أمسكوا يديه ، ثم رفع يديه ، ثم قال : اللهم بغّضها إليه كما حببتها إلى موسى بن نصير ، ثم قال : خلّوه ، فكأنما رأى بها عقارب.
قال : ونا يعقوب ، قال : قال ابن بكير : قال الليث بن سعد : وفيها ـ يعني ـ سنة تسع وتسعين قفل (١) موسى بن نصير وافدا إلى أمير المؤمنين ، دخل الفسطاط يوم الخميس لست ليال بقين من شهر ربيع الأول.
[قال ابن عساكر :](٢) كذا فيه ، والصواب : سنة سبع.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ـ إذنا ـ أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ـ إجازة ـ أنا أبو محمّد بن النحّاس ، نا محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي ، حدّثني عبد الوهّاب ، عن ابن قديد ، عن ابن عثمان ، عن النصيري.
أن موسى بن نصير قال يومئذ : أما والله لو انقادوا لقدتهم حتى أوقفهم على رومية ، ثم ليفتحنها الله على يدي إن شاء الله ، وأقام موسى بالأندلس سنة ثلاث وتسعين وبعض سنة أربع ، وأجاز إلى أرض أفريقية في سنة أربع وتسعين ودخل إلى مصر سنة خمس وتسعين ، فيقال : إن موسى لما قدم مصر كانت أول عيره بالجيزة (٣) ، وآخرها بترنوط ، ثم سار متوجها إلى الشام حتى قدم على الوليد بن عبد الملك ، وتحيّن يوم الجمعة ، فلما جلس الوليد على المنبر أتى موسى بن نصير وقد ألبس ثلاثين رجلا تيجانا على كلّ رجل منهم تاج وثياب ملك ذلك التاج ، ثم دخلوا المسجد في هيئة الملوك ، وأمر بملوك الجزائر الروم فبهتوا ، وأبناء ملوك البربر وملوك الأشبان ، وأقبل موسى بن نصير بالثلاثين الذين ألبسهم التيجان حتى دخل بهم مسجد دمشق ، والوليد يخطب ، فلمّا رآهم بهت إليهم ، فأقبل حتى سلّم على الوليد ، ووقف الثلاثون على يمين المنبر ، وشماله بالتيجان ، فأخذ الوليد في حمد الله والثناء عليه ، والشكر بما أيّده وفتح عليه ونصره ، فأطال حتى فات وقت الجمعة فصلّى ، وانصرف ، وأجاز موسى بجائزة عظيمة ، وأقام موسى بدمشق حتى مات الوليد ، واستخلف سليمان وكان عاتبا على موسى بن نصير (٤) فحبسه عنده وطالبه بأموال عظيمة ، فلم يزل في يده حتى حجّ سليمان
__________________
(١) في م : فقال.
(٢) الزيادة منا.
(٣) الجيزة بليدة في غربي فسطاط مصر قبالتها ، ولها كورة كبيرة واسعة (معجم البلدان).
(٤) كان سليمان بن عبد الملك قد بعث إلى موسى من لقيه في الطريق قبل قدومه على الوليد يأمره بالتثبط في مسيره ، وألا يعجل ، فإن الوليد بآخر رمقه ، فلم يأبه موسى لما طلبه منه سليمان ، فأعلم سليمان بموقف موسى ، فآلى سليمان لئن ظفر بموسى ليصلبنه انظر الإمامة والسياسة ٢ / ٩٧ والحلة السيراء ٢ / ٣٣٤ والكامل لابن الأثير ٣ / ٢١٢ وفتوح البلدان ص ٢٣٢ ونفح الطيب ١ / ٢٨٠.
في سنة سبع وتسعين ، وحجّ موسى معه ، فمات موسى بن نصير بالمدينة في هذه السنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : وفيها ـ يعني ـ سنة سبع وتسعين توفي موسى بن نصير وهو حاج.
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ، وحدّثني أبو بكر المؤدّب عنهما ، قالا : أنا الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أبو سعيد بن يونس قال : قرأت في كتاب علي بن الحسن بن قديد بخطه : توفي موسى بن نصير بوادي القرى في سنة سبع وتسعين (١).
٧٧٥٩ ـ موسى بن نضير أبو عمران البعلبكي
حدّث عن عثمان بن عطاء الخراساني.
روى عنه أحمد بن أبي الحواري.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وحدّثنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد عنه ، أنا رشأ بن نظيف ـ إجازة ـ أنا أبو الحسين الميداني ، حدّثني أحمد بن عبد الوهّاب اللهبي مولى بني هاشم ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدرفس ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا أبو عمران موسى بن نضير البعلبكي عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال : ما استسقى كبير قط فشرب صغير قبله إلّا غارت عين من ماء العيون.
آخر الجزء الثامن والتسعين بعد الستمائة من تجزئة القاسم (٢).
٧٧٦٠ ـ موسى بن وردان أبو عمر القرشي (٣)
مولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامريّ المصري القاصّ (٤).
__________________
(١) في البيان المغرب ١ / ٤٦ وفاته سنة ٩٨ ، وكان عمره تسعا وسبعين سنة.
(٢) قوله : آخر ... إلى هنا ، سقط من د ، وم.
(٣) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٢٢٦ وتهذيب الكمال ١٨ / ٥١٨ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٨٣ والتاريخ الكبير ٧ / ٢٩٧ والجرح والتعديل ٨ / ١٦٥ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٠٧ وشذرات الذهب ١ / ١٥٤.
(٤) الأصل وم و «ز» : القاضي ، والمثبت عن تهذيب الكمال.
أصله من المدينة.
حدّث عن سعد بن أبي وقّاص ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وأبي الدّرداء مرسلا.
روى عنه : ابنه سعيد بن موسى ، وخالد بن يزيد ، والليث بن سعد ، والحسن بن ثوبان الهمداني ، وعبد الرّحمن بن أبي هلال ، وضمام بن إسماعيل ، وأبو شريح حيوة بن شريح الإسكندراني ، المصريون ، وعيّاش بن عباس ، وعمارة بن غزية ، وإبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى ، ومحمّد بن أبي حميد المدنيون.
ووفد على عمر بن عبد العزيز في خلافته.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ، أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان ، نا أبو شريك يحيى بن يزيد بن ضماد ، نا ضمام بن إسماعيل ، عن موسى بن وردان ، وأبي قبيل وواهب عن أبي هريرة.
أن امرأة أتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا رسول الله ، إن زوجي خرج مجاهدا في سبيل الله ، وأحب أن أعمل عمله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تبلغينه» ، قالت : بلى ، فقال : «تستطيعين أن تصومي ولا تفطري ، وتصلّي ولا تفتري»؟ قالت : لا ، قال : «لو استطعت ما بلغت عمله» [١٢٦٠٩].
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا علّان المصري علي بن أحمد بن سليمان ، نا أبو الشريك يحيى بن يزيد بن ضماد ، نا ضمام بن إسماعيل ، ويكنى أبا إسماعيل ، عن موسى بن وردان [عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أكثر من شهادة](١) أن لا إله إلّا الله ، قبل أن يحال بينكم وبينها ، ولقنوها موتاكم» [١٢٦١٠].
قال : ونا علّان ، نا يحيى ، نا ضمام ، عن موسى ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «تهادوا تحابوا» قال : وزاد فيه بشر الأنصاري : «وتصافحوا يذهب الغلّ عنكم» [١٢٦١١].
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا محمود بن جعفر بن محمّد ، ومحمّد بن أحمد بن
__________________
(١) السطر مطموس بالأصل لسوء التصوير ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
إبراهيم ، قالا : أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي ، نا عبد الله بن أخي أبي زرعة ، نا محمّد بن حمّاد الطّهراني (١) أبو عبد الله الرازي ، نا عبد الرّزّاق ، عن ابن جريج ، عن إبراهيم بن محمّد بن أبي عطاء ، عن موسى بن وردان ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتّان القبر ، وغدي عليه وريح برزقه من الجنّة» [١٢٦١٢].
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل بن سليم ، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا الباطرقاني ، أنا ابن منده ، أنا أبو سعيد بن يونس ، نا الحسن بن علي بن يوسف القناد ، نا أبو شريك المرادي ، نا ضمام ، عن موسى بن وردان قال : كنت أدخل على عمر بن عبد العزيز فأحدّثه بأحاديث عن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكنت عنده بمنزلة أدخل إذا شئت وأخرج إذا شئت ، وكنت أحدّثه عن من أدركت من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر ، أنا أبي ، أنا حمدان ابن علي ، نا سويد ـ وهو ابن سعيد ـ نا ضمام بن إسماعيل ، عن موسى بن وردان قال :
دخلت على عمر بن عبد العزيز ، فحدّثته بأحاديث عن أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، فكنت عنده بمنزلة ، فكنت أول داخل ، وآخر خارج ، وكنت أحدّثه عن من أدركت من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، فسألته كتابا إلى حيان بن شريح (٢) في عشرين ألف دينار أستوفيها من ثمن فلفل يدفعها إليّ ، فقال عمر : ولمن العشرون ألف دينار؟ فقلت : لي ، فقال : ومن أين؟ فقلت : كنت تاجرا فضرب بمخصرة (٣) في يده وقال : التاجر فاجر ، والفاجر في النار ، ثم قال : اكتبوا له إلى حيّان ، فلم أدخل عليه بعدها وأمر حاجبه أن لا يدخلني عليه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة : موسى بن وردان.
__________________
(١) الأصل : الظهراني ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٢) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، وفي المختصر : سريج.
(٣) المخصرة : كمكنسة ما يتوكأ عليه كالعصا ونحوه ، وما يأخذ الملك يشير به إذا خاطب ، والخطيب إذا خطب (القاموس المحيط).
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) : موسى بن وردان المصري ، سمع [أبا هريرة و](٢) أبا سعيد ، روى عنه عمارة بن غزية ، والحسن بن ثوبان (٣) وقال (٤) عمرو بن خالد : نا ضمام بن إسماعيل قال : سمعت موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «تهادوا تحابوا».
أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
ح قال وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) : موسى بن وردان البصري (٦) ، روى عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري ، وروى عن أبي الدّرداء مرسلا ، روى عنه عمارة بن غزية ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة ، والحسن بن ثوبان ، وأبو شريح الإسكندراني ، وضمام بن إسماعيل ، وأبو حيوة (٧) ، سمعت أبي يقول ذلك.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس :
موسى بن وردان مولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري ، يكنى أبا عمر ، سمع من سعد بن أبي وقّاص ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري وغيرهم من الصحابة ، روى عنه الحسن بن ثوبان ، وعبد الرّحمن بن أبي هلال ، وخالد بن يزيد ، والليث بن سعد ، وضمام بن إسماعيل ، وابنه سعيد وغيرهم ، وكان يقصّ بمصر ، وكان عقبة (٨) بن مسلم التّجيبي واليا على القصص فلمّا ـ يعني ـ استخلف موسى بن وردان على القصص وفد على عمر بن عبد العزيز وكان عمر صديقا له.
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٩٧.
(٢) الزيادة عن التاريخ الكبير.
(٣) في التاريخ الكبير : الحسن بن ذكوان.
(٤) إلى هنا تنتهي ترجمته في التاريخ الكبير.
(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٦٥ ـ ١٦٦.
(٦) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، ود : «البصري» وفي الجرح والتعديل : «المصري» وبهامشه عن إحدى نسخه : البصري.
(٧) الأصل وم ، و «ز» : «حيويه» والمثبت عن الجرح والتعديل.
(٨) تقرأ بالأصل وم : عتبة ، والمثبت عن د ، و «ز» ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ١٣٧.
قال أبو سعيد : توفي موسى بن وردان سنة سبع عشرة ومائة فيما قال يحيى بن بكير وقيل : إن مولده بعد الأربعين بثلاث أو أربع.
قال : وأنا ابن يونس ، نا العباس بن محمّد المصري ، نا عمرو بن سواد ، أنا ابن وهب ، عن الليث بن سعد : أنه سمع موسى بن وردان وكان قد أدرك أبا هريرة ، وأبا سعيد الخدري وغيرهما من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو القاسم ، أنا أبو علي.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) : أنا محمّد بن عوف الحمصي قال : قيل لأحمد بن حنبل : موسى بن وردان؟ فقال : لا أعلم إلّا خيرا.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس قال : سمعت يحيى بن معين يقول : موسى بن وردان مكي.
قال : وسمعت يحيى يقول : موسى بن وردان قاصّ ، وهو مدني ، كان بمصر ـ زاد ابن السّقّاء : وهو صالح (٢) ـ.
[أخبرنا (٣) أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، نا أبي ، قال : قال أبو زكريا : موسى بن وردان كان يقصّ بمصر].
أخبرنا أبو بكر الشّحّامي ، أنا أبو صالح ، أنا أبو الحسن بن السّقاء ، نا الأصم ، نا الدوري قال : سمعت يحيى بن معين يقول : موسى بن وردان كان يقصّ بمصر ، وهو صالح (٤).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٦٦.
(٢) تهذيب الكمال ١٨ / ٥١٩ طبعة دار الفكر.
(٣) الخبر التالي سقط من الأصل ، واستدرك عن د ، و «ز» ، وم ، والنص عن م.
(٤) تهذيب الكمال ١٨ / ٥١٩.
أبو أحمد بن عدي (١) ، نا محمّد بن علي ، نا عثمان بن سعيد قال.
ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد يقول (٢) : قلت ليحيى بن معين : فموسى بن وردان كيف حديثه؟ قال : ليس بالقوي.
قرأنا على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة قال : سئل يحيى عن موسى بن وردان فقال : قاصّ ، كان يكون بمصر ، ضعيف الحديث (٣).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.
وأنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، نا أبي قال : موسى بن وردان مصري ، تابعي ، ثقة (٤).
أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن منده ، أنا أحمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) : سئل أبي عن موسى بن وردان فقال : ليس به بأس.
ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الأصبهاني الكناني : أنه سأل أبا حاتم الرازي عن موسى بن وردان المدني كان بمصر؟ فقال : ليس بالمتين ، يكتب حديثه (٦).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، قال (٧) : وموسى بن وردان ، نا أبو الأسود (٨) ـ مصري ـ عن ابن لهيعة ، عن موسى بن وردان وكان فاضلا لا بأس به.
__________________
(١) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٣٤٦.
(٢) تهذيب الكمال ١٨ / ٥١٩ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٠٨.
(٣) تهذيب الكمال ١٨ / ٥١٩.
(٤) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٤٥ رقم ١٦٦٦.
(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٦٦.
(٦) تهذيب الكمال ١٨ / ٥١٩.
(٧) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٥٩.
(٨) هو النضر بن عبد الجبار المرادي ، أبو الأسود ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٦٧.
قال : ونا يعقوب ، قال (١) : وهؤلاء ثقات التابعين من أهل مصر ، منهم : موسى بن وردان.
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين ، أنا أبو بكر البرقاني ، قال : قلت له ـ يعني الدارقطني ـ موسى بن وردان عن أبي هريرة؟ قال : لا بأس به ، كان بمصر ، وعبد الرّحمن بن وردان أبو بكر الغفاري (٢) ، مدني ، صالح ، يحدّث عن أنس ، وسلمة بن وردان (٣) مدني ليس بينهم قرابة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال أبو موسى والهيثم : مات عبد الرّحمن الأعرج ، ومحمّد بن كعب أبو حمزة ، ونافع مولى ابن عمر ، وقتادة بن دعامة ، وقيس بن سعد ، وابن أبي مليكة ، وأبو بكر بن حزم ، وموسى بن وردان ، وجعفر بن دينار الضبعي سنة سبع عشرة ومائة ، وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أبيه ، [عن أبي موسى](٤) وأن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح ، عن الهيثم بذلك.
أخبرنا أبو القاسم ، أنا ابن الطبري ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب بن سفيان ، قال : سمعت ابن بكير يقول : مات موسى بن وردان سنة سبع عشرة ومائة.
٧٧٦١ ـ موسى بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان
هرب إلى المغرب حين استتب الأمر لبني العباس ، له ذكر ، تقدم ذكره في ترجمة أخويه العباس وعثمان ابني (٥) الوليد.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٦) : وفيها ـ يعني ـ سنة أربع وثلاثين ومائة قدم موسى والعباس ابنا الوليد بن يزيد المغرب.
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٩٤ وعن يعقوب بن سفيان في تهذيب الكمال ١٨ / ٥١٩.
(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ٤١٤ طبعة دار الفكر.
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٤٦٤.
(٤) زيادة عن د ، و «ز» ، وم.
(٥) الأصل : «ابن» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤١١ (ت. العمري).
٧٧٦٢ ـ موسى بن هارون بن موسى بن خلف بن عيسى بن أبي سعيد ... (١)
ابن أبي درهم أبو هارون التّجيبي الأندلسيّ الوشقي
ذكره أبو محمّد بن صابر فيما قرأته بخطه ، وذكر أن مولده بوشقة (٢) ، وأنه دخل دمشق يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
وسافر إلى القدس سنة تسعين ، وعاد إلى دمشق ، فأقام بها إلى أن توفي بها ، وسمع بها من شيخنا أبي القاسم النسيب.
وحدّث عن أبيه القاضي أبي موسى هارون بن موسى إجازة عن أبيه عن أبي الوليد حيون (٣) بن خطاب ـ إجازة ـ عن أبي العاص الحكم بن منذر بن سعيد ، عن أبيه أبي الحكم منذر بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن قاسم بن عبد الله بن نجيح البلوطي ثم الكري القرطبي ، قاضي الجماعة بالأندلس ، بكتاب التبيين عن مثال اليقين ، تأليفه ، وسمعه ابنا صابر جميعا.
وجدت بخط أبي القاسم بن صابر على ظهر جزء لحكم بن منذر القاضي :
أبديت أنه قلبي |
|
فقال من يأتينك |
ومن يكون فإني |
|
رحمت رجع حنينك |
قلت والدمع جار |
|
أنا قتيل جفونك |
وأظن هذه الأبيات مما أنشدهم ابن أبي درهم.
قرأت بخط أبي عبد الله بن قبيس : مات الفقيه المالكي المعروف بابن أبي درهم في آخر جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.
٧٧٦٣ ـ موسى بن هشام بن أحمد بن العلاء أبو عمران الورّاق الدينوري
سكن دمشق.
روى عن عبد الله بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة ، وأبي علي الحسن الموصلي ، وأحمد بن مروان المصيصي ، وعلي بن المبارك الصنعاني ، وأبي هاشم إسماعيل
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ود ، و «ز» ، وم وصورتها : «الحى».
(٢) وشقة بفتح أوله وسكون ثانية : بليدة بالأندلس (معجم البلدان).
(٣) كذا رسمها بالأصل ود ، وفي م : «حيرون» وفي «ز» : «ح؟؟؟ ون».
ابن أبي خالد المقدسي ، وأبي العبّاس محمّد بن عبد الرّحيم البغدادي المعروف ببنان ، وأبي الوليد كامل بن عبد الأعلى البويطي ، وأبي الحسن عبيد الله بن محمّد بن هارون الفريابي ، وأبي نصر محمّد بن خلف العسقلاني ، وحميدان.
روى عنه : أبو موسى هارون بن محمّد بن هارون الموصلي الطحان نزيل دمشق ، وأبو علي بن آدم ، وعمر بن علي بن سليمان الدينوري ، وأبو علي بن شعيب ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب المفيد ، وأبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، وأبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطرسوسي ، وأحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي ، وأبو عبد الله جعفر بن محمّد بن عبد الله بن عديس ، وأبو أحمد بن عدي الجرجاني.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو موسى هارون بن محمّد بن [هارون بن](١) أحمد الموصلي الطحّان ، نا أبو عمران موسى بن هشام الدينوري الورّاق ، ومسكنه دمشق ، نا عبد الله بن هانئ ، نا أبي ، نا إبراهيم بن أبي عبلة ، عن بلال بن أبي الدّرداء ، عن أبي الدّرداء ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «حبك الشيء يعمي ويصم» (٢) [١٢٦١٣]
أخبرنا أبو الحسن أيضا (٣) وأبو محمّد بن حمزة ، قالا : نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو موسى ، نا أبو عمران قال : سمعت أبا علي الحسن الموصلي مذاكرة ، نا سهل بن صالح الأنطاكي ، نا عامر بن سيّار ، عن همّام ، عن قتادة ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه [١٢٦١٤].
[قال ابن عساكر :](٤) غريب جدا.
٧٧٦٤ ـ موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي (٥)
أخو جعفر والفضل ابني يحيى.
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن د ، و «ز» ، وم.
(٢) قوله : «يعمي ويصم» غير مقروء بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٤) زيادة منا.
(٥) ترجمته في أمراء دمشق ص ١٠٦ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٢٣١.
ولاه هارون الرشيد دمشق والشام بأسره أيام عصبية أبي الهيذام فقدم دمشق وأصلح بين المضرية واليمانية.
وحكى عن أبيه يحيى ، وأخيه الفضل ، والمأمون.
حكى عنه : ابنه هارون بن موسى ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، والوليد بن أبي سعيد الحاجب ، وعلي بن محمّد المدائني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السميساطي ، نا عبد الوهّاب الكلابي ، نا عثمان بن محمّد الذهلي ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا المدائني ، عن موسى بن يحيى قال : كان يحيى بن خالد البرمكي يقول : ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها : الكتاب يدل على مقدار عقل كاتبه ، والرسول على مقدار عقل مرسله ، والهدية على مقدار عقل مهديها.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبير ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير قال (١) : وفي هذه السنة ـ يعني ـ سنة ست وسبعين ومائة هاجت العصبية بالشام ، وذلك أن هذه الفتنة هاجت بالشام وعامل السلطان بها موسى بن عيسى ، فقتل بين اليمانية والنزارية (٢) على العصبية [من](٣) بعضهم لبعض بشر كثير ، فولّى الرشيد موسى بن يحيى بن خالد الشام ، وضمّ إليه من القوّاد والأجناد ومشايخ الكتّاب جماعة ، فلمّا ورد الشام أحلّت لدخوله إلى صالح بن علي الهاشمي ، فأقام موسى بها حتى أصلح بين أهلها ، وسكنت الفتنة ، واستقام أمرها ، فانتهى الخبر إلى الرشيد بمدينة السلام ، فردّ الرشيد الحكم فيها إلى يحيى (٤) ، فعفا عنهم وعن ما كان بينهم ، وأقدمهم بغداد ، وفي ذلك يقول إسحاق بن حسّان الخريمي (٥) :
من مبلغ يحيى ودون لقائه |
|
دراب كل حدائس همهام (٦) |
ويروى : زأرات كل خنابس :
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٢٥١ (حوادث سنة ١٧٦).
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «الهراوية» والتصويب عن م ، ود ، و «ز» ، وتاريخ الطبري.
(٣) زيادة عن تاريخ الطبري.
(٤) يعني يحيى بن خالد البرمكي.
(٥) بدون إعجام بالأصل وم ود ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ الطبري ، والأبيات في الطبري ٨ / ٢٥١ ـ ٢٥٢.
(٦) كذا ورد عجزه بالأصل وم ، ود ، وليس هذه الرواية في «ز» ، وعجزه فيها كما يأتي في الرواية التالية.
يا راعي الإسلام غير مفرّط |
|
في لين محتبط وطيب مسام (١) |
تعذى مشاربه وتسقى شربة |
|
ويبيت بالربوات والأعلام |
حتى تنخنخ ضاربا بجرانه |
|
ورست مراسيه بدار سلام |
فلكلّ ثغر حارس (٢) من قلبه |
|
وشعاع طرف ما يفتر سام (٣) |
وقال في موسى غير أبي يعقوب (٤) :
قد هاجت الشام هيجا |
|
يشيب رأس وليده |
فصبّ موسى عليها |
|
بخيله وجنوده |
فدانت الشام لمّا |
|
أتى نسيج وحيده |
هو الجواد الذي |
|
بذّ كلّ جود بجوده |
أعداه جود أبيه |
|
يحيي وجود جدوده |
فجاد موسى بن يحيى |
|
بطارف وتليده |
ونال موسى ذرى المجد |
|
وهو حشو مهوده |
خصصته بمديحي |
|
منثور وقصيده |
من البرامك عود |
|
له فأكرم بعوده |
حووا على الشعر طرّا |
|
خفيفه ومديده |
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي ، قال : ذكر أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر البغدادي قال : وفي سنة ست وسبعين ومائة هاجت العصبية بالشام بين النزارية واليمانية ، وكان رئيس النزارية أبو الهيذام ، فقتل منهم بشر كثير ، قال : وولّى الرشيد موسى بن يحيى بن خالد بن برمك الشام أيام أبي الهيذام حيث هاجت العصبية بها ، وضم إليه جماعة من القوّاد والجند ومشايخ الكتاب ، فلمّا ورد الشام أحلّت لدخوله إلى صالح بن علي الهاشمي فأقام بها حتى أصلح بين أهلها ، ونفى العصبية عنها ، وسكنت الفتنة ، واستقام أمرها ، وانتهى الخبر إلى الرشيد بمدينة السلام ، فرد الرشيد إلى يحيى بن الحكم فيها ، فعفا عما كان منهم ، وأقدمهم
__________________
(١) الطبري : في لين مغتبط وطيب مشام.
(٢) الأصل : حارث ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، والطبري.
(٣) الأصل وم ، ود ، و «ز» : «نعبر سامى» والمثبت عن تاريخ الطبري : «يفتر سام».
(٤) الأبيات في تاريخ الطبري ٨ / ٢٥٢.
بغداد ، وفي ذلك يقول إسحاق بن حسّان بن قوهي الخريمي :
من مبلغ يحيى ودون لقائه |
|
زأرات كل خنافس همهام |
يا راعي الإسلام غير مفرّط |
|
في لين محتبط وطيب مسام |
تعدى مشاربه وتسقى شربة |
|
ويبيت بالرّبوات والأعلام |
حتى تنخنخ ضاربا بجرانه |
|
ورست مراسيه بدار سلام |
فلكلّ ثغر حارس من قلبه |
|
وشعاع طرف ما يفتر سامي |
وقال أيضا ـ يعني ـ غير إسحاق بن حسّان (١) :
أتى الشام موسى أخو المكرمات |
|
فأحيا من الشام ما كان ماتا |
فتى برمك في الندى واللقاء |
|
نهارا صباحا وليلا بياتا |
فجدّ سعيد به صاعد |
|
تلافى من الأمر ما كان فاتا |
فأيقظ من سنه نائما |
|
أبى في العوادة إلّا بياتا |
دعته إلى غيّه شقوة |
|
فصام عن الحقّ يوما سباتا |
دعاهم لإصلاح ما بينهم |
|
فأمسوا جميعا وكانوا شتاتا |
ولو لم يثوبوا إلى رشدهم |
|
ودعوته ما استطاعوا انفلاتا |
إذا روح الحزم عن حازم |
|
أراح فمسّى بموسى وباتا |
كذلك أنتم بنو برمك |
|
تقولون في شأوكم افتئاتا |
يرى البحر من ذاقه مالحا |
|
وبحر البرامك عذبا فراتا |
وردت على الشام مفتونة |
|
فما آب جيشك منها سماتا |
وردت وقد أحصدت هامها |
|
فأثبتها في طلاها ثباتا |
فمن متهم خاض في فضلكم |
|
على الناس أعطى عليه افتئاتا |
وردت عليهم فألفيتهم بما |
|
اجترحوا حيوانا مواتا |
فلو شئت أن تجعل الشام لما |
|
وردت لهم بابن يحيى كفاتا |
إذا لفعلت فأضحوا بها |
|
وأعظمهم عن قليل رفاتا |
ولكن أنت ذاك نعماكم |
|
معبب (٢) جميعا وحصت ثباتا |
__________________
(١) بعض الأبيات في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣ بدون نسبة.
(٢) بدون إعجام بالأصل وم ، و «ز» ، ود.
إذا علقت منكم راحة |
|
بعرف فما أن تجس افتلاتا |
تصم السامع منهم إذ ذكرتم |
|
فما يسمعون الحواتا |
فلم ترض بالصفح عن فعلهم |
|
بذاك وفاض عليهم وفاتا |
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) في تسمية عمّال المأمون على المدينة : وعزل هارون ابن المسيّب عن المدينة ، وولّى موسى بن يحيى بن خالد بن مالك.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحكيمي الكاتب ـ ببغداد ـ نا أبو العيناء ، قال : قال الأصمعي :
وأخبرني موسى بن يحيى بن خالد أن المأمون قال يوما لمحمّد بن داود : يا محمّد ، إنّي أرى إقبال هذه السنة يدل على كثرة الغلات وانحطاط الأسعار ، فاكتب إلى العمال في المبادرة ببيع الغلّات. فجلس محمّد يومه كله يعمل كتابا في ذلك ، طوّله وبالغ فيه ، فلمّا كان من غد عرضه عليه ، فقرأه حتى انتهى إلى آخره ، فأخذ المأمون قلما ، واستمدّ من دواة بين يديه ، وخطّ على أول سطر والثاني والثالث حتى انتهى إلى آخره (٢) ، وكتب في حاشيته : أمّا بعد ، فإن للأمور أوائل يستدل بها على أواخرها ، وأشياء يعرف بها ما تؤول إليه الحال منهما ، وربما أخطأت المخيلة وكذبت الدليلة ، ولا يعلم الغيب إلّا الله ، وإنّ أمير المؤمنين لما دل عليه إقبال هذه السنة [أن سعر الطعام سينزع ، فتقدم في بيع ما استباع](٣) لك من الغلات بالسعر الذي تراه صالحا ، ولا تنفق نفقة صغيرة ولا كبيرة إلّا ما أتاك به كتاب أمير المؤمنين ، والسلام.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو محمّد المزكّي ، قالا : نا عبد العزيز الكتاني ، حدّثني الميداني ، نا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر ، أخبرني أبي ، أنا عبد الله ابن عمرو بن أبي سعد ، حدّثني الوليد بن أبي سعيد الحاجب عن موسى بن يحيى أن يحيى ابن خالد أصبح مغموما مفكرا ، وكان السبب في ذلك أن هارون الرشيد دفع إليه جوهرا عظيم
__________________
(١) لم يرد الخبر في تاريخ خليفة.
(٢) بالأصل : «الخ» والمثبت : «إلى آخره» عن د ، و «ز» ، وم.
(٣) ما بين معكوفتين مطموس مكانه بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
الخطر ، وأمره بحفظه ، فجعله يحيى في مجلسه تحت نكأته إلى أن يحرزه حيث يرى ، فغلب على قلبه الشغل ، فنهض ونسيه مكانه ، فذهب وذكره يحيى فطلبه في الموضع فلم يجده ، فأبلغ ذلك منه ، فذكر له أمر أبي يعقوب الزاجر ، فأمر بإحضاره ، فلما استؤذن له قال يحيى لمن حضره : عليكم بالصمت ، ولا ينطق أحد بكلمة فيسمعها فيفسد عليه زجره ، فأذن له ، فدخل ، فقال له : مسألة حضرت وأنا سائلك عنها ، فانظر ما هي؟ قال : نعم ، أصلحك الله ، وأطرق طويلا ، ثم قال : تسألني عن ضالة؟ قال : نعم ، فانظر ما هي ، قال : فجعل يتلفّت يمينا وشمالا ، ثم لمس [البساط](١) بيده ولا يعلم ما يريد ، ثم قال : هو شيء أحمر وأخضر وأبيض ، هو سموط (٢) ، هو في وعاء جراب أو كيس ، هو جوهر ، قال : أصبت ، فمن أخذه؟ قال : أحد الفرّاشين ، ولم يقف كما وقف في المرتين الأوليين (٣) ، قال : فأين هو؟ قال : في بلاعة ، ولم يقف أيضا ، فقال يحيى : انظروا كل بلاعة في الدار فاطلبوا فيها ، فنظروا فإذا في واحدة منهن أثر (٤) قلع واصلاح ، فكشف رأسها واستخرج منها جراب فيه ذلك الجوهر ، فأتى به يحيى ، فكثر تعجبه وذهب الغمّ عنه ، وصار مكانه سرورا واستبشارا ، وقال : يدفع إليه في وقتنا هذا خمسة آلاف درهم ، ويبتاع له منزل ، في جوارنا بخمسة آلاف درهم. قال : قال أبو يعقوب : أما الخمسة آلاف فإني آخذها وأما المنزل فلن يبتاع أبدا ، قال : فازداد عجبا يحيى ، ثم سأله عن زجره في هذه المسألة ، فقال : دخلت عليك ، أصلحك الله ، وأنت تعلم أنه لا بصر لي (٥) ، وإنما يزجر الزاجر على حواسه ، وأقوى حواسه بصره ، وأكثر زجري على سمعي ، فلم أسمع شيئا ، وسألتني فأصغيت إلى كلمة ـ أو لفظة ـ أزجر عليها ، فلم أجد ، فاشتققت (٦) الزجر من الحال التي كنت فيها ، فقلت : ضالة لأنه قد ضل عني كل شيء يمكن التعلّق به ، فقلت : أصلحك الله ، ضالة؟ فقلت : نعم ، فعلمت أنّي قد أصبت ، ثم قلت : ما هو؟ فجاءت مسألة أخرى ، فجهدت أن أسمع شيئا أزجر عليه ، فلم أسمعه ، فلمست بيدي البساط ، فوجدت قمع (٧) تمرة مما لعله كان في أسفل خف بعض من دخل ، فقلت : هذا من
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز» ، وم.
(٢) السمط : خيط النظم ، والدرع يعلقهما الفارس على عجز فرسه ، والسير يعلق من السرج ، والثوب ليس له بطانة ، والجمع سموط (القاموس المحيط).
(٣) الأصل ود ، و «ز» ، وم : الأولتين.
(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٥) في م : «لا يضرك» بدلا من «لا بصر لي».
(٦) الأصل : «فاستقت» والمثبت عن م ، ود.
(٧) القمع بالفتح والكسر ، وكعنب : ما التزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما (القاموس المحيط).
النخلة ، وهو يكون أخضر وأحمر وأبيض ، وهو كالسّموط إذا كان في طلعه ، وهذه صفة الجوهر ، فقلت : جوهر في وعاء ، فقلت : أصبت ، ثم قلت : أصلحك الله : من أخذه؟ فسمعت نهيق حمار ، فزجرت عليه والحمار علج ولا يصل إلى مجلس المولى من العلوج غير الفرّاشين ، فقلت : فرّاش ، أصلحك الله ، فأين هو؟ فسمعت غلاما في الصحن يخاطب آخر ويقول : صبّه في البلاعة ، فزحرت على قوله ، فقلت هو في البلاعة ، فأصبت ، فقال له يحيى : فكيف قلت فيما أمرنا لك به؟ قال : إنك لما أمرت بدفع الخمسة آلاف العاجلة سمعت غلاما في الصحن يقول : نعم ، فقلت : هي تصل إلي ، ثم قلت : أصلحك الله يبتاع له منزل في جوارنا بخمسة آلاف ، فسمعت آخر يقول في الصحن : لا ، فقلت : إنها لا تصل إليّ.
قال : فانصرف أبو يعقوب بالخمسة آلاف معه ، وشرع الوكلاء في طلب المنزل في جوار دار يحيى ، فبعد خمسة أيام حدث في أمر البرامكة ما حدث (١) يوم السادس ، وبطل أمر المنزل.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو الحسين (٣) محمّد بن عبد الواحد بن علي البزاز (٤) ، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، نا محمّد بن أبي الأزهر النحوي (٥) ، نا الزبير بن بكّار قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : حدّثني يحيى بن أكثم أنه سمع المأمون يقول : لم يكن كيحيى بن خالد وولده في الكتابة (٦) ، والبلاغة ، والجود ، والشجاعة ، ولقد صدق القائل حيث يقول :
أولاد يحيى أربع |
|
كالأربع الطبائع |
فهم إذا اختبرتهم |
|
طبائع الصنائع |
__________________
(١) وكان ذلك في سنة ١٨٧ ه. عند ما أوقع الرشيد بالبرامكة ونكبهم.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٣٠ في ترجمة يحيى بن أكثم.
(٣) في تاريخ بغداد : «الحسن» تصحيف ، والمثبت يوافق د ، و «ز» ، وم ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥١٤.
(٤) بدون إعجام بالأصل وم ، و «ز» ، وفي د : «البزار» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٥) في تاريخ بغداد : أبو سعيد الحسن بن عبد الله ـ أبو الأزهر النحوي ـ كذا ، وهو تحريف ، والصواب ما جاء بالأصل ود ، و «ز» ، وم. راجع ترجمة الحسن بن عبد الله السيرافي في سير الأعلام ١٦ / ٢٤٧ وفيها : حدث عن ... ومحمد بن أبي الأزهر.
(٦) الأصل وم ، ود ، و «ز» : الكفاية ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
فقلت : يا أمير المؤمنين ، أما الكتابة (١) والبلاغة والسماحة فنعرفها ففيمن الشجاعة؟
فقال : في موسى بن يحيى ، وقد رأيت أن أوليه الثغر ـ ثغر السند ـ.
ذكر أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ، حدّثني علي بن أبي النجم ، قال : قال لي يحيى ابن خالد : صف لي ولدي ، فإنك خليطهم ، قال : نعم ، أما الفضل فيرضيك بفعله ، وأما جعفر فيرضيك بقوله ، وأما محمّد فيفعل بحسب ما يجد ، وأما موسى فيفعل ما لا يجد.
٧٧٦٥ ـ موسى بن يزيد بن عبد الرّحمن أبو عمران الإسفنجي ، ثم النيسابوري
رحل فسمع أبا مسهر ، وأبا اليمان الحكم بن نافع ، وآدم بن أبي إياس ، ويحيى بن يحيى ، ومكّي بن إبراهيم ، وعبدان بن عثمان ، وأبا النضر هاشم بن القاسم ، وشبابة بن سوار ، وأبا نعيم ، وأبا غسّان النهدي (٢) ، وأبا عبد الرّحمن المقرئ ، وأبا بكر الحميدي ، وأبا صالح عبد الله بن صالح ، وعمرو بن الربيع بن طارق ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم ، وأزهر بن سعد السمّان ، وعثمان بن الهيثم ، وعمر بن حفص بن غياث.
روى عنه : مكي بن عبدان ، والمؤمّل بن الحسن بن عيسى ، وأبو عمر الحيري محمّد ابن أحمد.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى ، وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي ، قالا : أنا أبو زكريا يحيى ابن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب ، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان بن محمّد ، نا موسى ابن يزيد أبو عمران الأرغياني ، نا عمرو بن طارق ، نا يحيى ـ يعني ـ ابن أيوب ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس أن رجلا قال : يا رسول الله علي بدنة وأنا موسر ولا أجدها ، قال : «اذبح شاة» [١٢٦١٥].
قال : ونا موسى بن يزيد الإسفنجي (٣) الأرغياني ، نا أزهر ، نا أبو حرة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أحب فطرتي فليستنّ بسنّتي ، وإنّ من سنّتي النكاح» [١٢٦١٦].
__________________
(١) راجع الحاشية السابقة.
(٢) تحرفت في م إلى : الهني.
(٣) هذه النسبة إلى إسفنج وهي قرية من أرغيان بناحية نيسابور ، يقال لها سبنج (بسكون السين).
رواه ابن عدي في الكامل (١) عن مكي بن عبدان.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : موسى بن يزيد بن عبد الرّحمن أبو عمران الإسفنجي النيسابوري ، وإسفنج من رستاق أرغيان ، وكان مقامه أكثره بالبلد ، وكان من الزهّاد ، ثم ذكر بعض من سمع منه وروى عنه قال : وأخبرني أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان أنه سمع أبا سعيد محمّد بن هارون المسيكي يقول : مات موسى بن يزيد الإسفنجي سنة ثلاث وستين ومائتين.
٧٧٦٦ ـ موسى بن يسار الأردنيّ (٢)(٣)
يقال : إنه من أهل دمشق.
روى عن أبي هريرة مرسلا ، وعن الزهري ، ونافع ، ومكحول ، وعطاء ، وأبي مصبّح المقرائي ، وعدي بن عدي ، وربيعة بن يزيد القصير.
روى عنه : الأوزاعي ، ويحيى بن حمزة ، وعمرو بن واقد ، وسعيد بن أبي أيوب ، وأيوب بن حسّان ، وعثمان بن حصن بن عبيدة بن علّاق ، وأبو خالد يزيد بن يحيى بن الصباغ (٤) القرشي ، وصدقة بن عبد الله السمين ، وعقبة بن علقمة البيروتي ، وعبد الله بن (٥) المبارك.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن الوضاح السمسار ، نا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني نا يحيى بن عبد الله البابلتي ، نا الأوزاعي (٦) حدّثني موسى بن يسار قال : لقي أبو هريرة امرأة يعصف ريحها فقال : يا أمة الجبار (٧) ، المسجد تريدين؟ قالت : نعم ، قال : وله تطيبت؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما من امرأة تخرج إلى المسجد يعصف ريحها فتقبل منها صلاة حتى ترجع فتغتسل» [١٢٦١٧].
__________________
(١) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٨٧ في ترجمة أبي حرة واصل بن عبد الرحمن البصري.
(٢) الأردني بضم الهمزة والدال بينهما راء ساكنة ثم نون مشددة ، كما في تقريب التقريب.
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٥٢١ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٨٤.
(٤) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والذي في تهذيب الكمال : الصباح.
(٥) من قوله : الصباغ إلى هنا سقط من م.
(٦) من قوله : الحراني إلى هنا مطموس بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٧) كذا رسمها بالأصل ود ، و «ز» ، وفي م : «الحيار» وفي المختصر : أمة الخيار.