أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]
المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢
__________________
ـ تراجم الرواة :
محمد بن أحمد : هو ابن راشد بن معدان ، ترجمه المؤلف في «الطبقات» ٢٣١ / ٣ ، وقال الذهبي : الحافظ الرّحال المصنف. انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٨١٤.
الحجاج بن يوسف : هو ابن قتيبة ، سيأتي بترجمة ١٥٧. لا يعرف.
أبو أميّة : هو المترجم له ثقة.
ابن إسحاق : هو محمد بن إسحاق بن يسار. تقدم في ت ٣ ح ٩. صدوق ، يدلس.
هشام بن حسان : هو الأزدي القردوسي ـ بضم القاف والدال ـ أبو عبد الله البصري. ثقة ، من أثبت الناس في ابن سيرين. مات سنة ١٤٨ ه. انظر : «التهذيب» ١١ / ٣٤ ، و «التقريب» ص ٣٦٤.
ابن سيرين : هو محمد بن سيرين الأنصاري. تقدم في ت ٧٩. ثقة.
تخريج الحديث :
في إسناده من لم أعرفه ، والحديث صحيح بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٧ / ٢٠٠ ـ ٢٠١ مع الفتح ط ـ ح الأنبياء ، باب قول الله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) من طريق ابن سيرين ، عن أبي هريرة مرفوعا مثله مع ذكر تمام القصة ، وذكر ابن حجر أن رواية هشام بن حسان عند النسائي ، والبزار ، وابن حبان. وأخرجه البخاري في النكاح أيضا باب رقم ١٣ (٩ / ١٢٦) مع الفتح ط ـ س ، ومسلم في «صحيحه» (٤ / ١٨٤٠) الفضائل حديث ١٥٤ ، وأبو داود في «سننه» ٢ / ٦٥٩ ـ ٦٦٠ الطلاق ، من طريق هشام بن حسان بإسناده ، والترمذي في التفسير سورة الأنبياء حديث ٣١٦٥ وصححه ، والطيالسي في «مسنده» حديث ٢٧١١ ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٢٨١ و ٢ / ٤٠٣ و ٣ / ٢٤٤ ، وابن الأعرابي في «معجمه» حديث ٢٤٥ ، وكذا الطبري في «تفسيره» (٢٣ / ٧١) ، وفي «التاريخ» (١ / ١٢٥ و ١٢٦). والبيهقي في «سننه» (٧ / ٣٦٦) ، وانظر «الدر المنثور» ٤ / ٣٢١ ، وقال : أخرجه أبو حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة مرفوعا ، فذكر الحديث بتمامه.
١١٥ ٥ / ٣٣ غالب بن فرقد الأصبهاني (*) :
يكنى أبا خالد ، يروي عن مبارك بن فضالة ، ومنزله بخشينان (١).
(١٤٧) حدثنا إبراهيم بن مالك القطان (٢) ، قال : ثنا إسماعيل بن يزيد ،
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٩ ، وفيه : كنيته أبو يحيى ، وقيل : أبو خالد ، وسكن محلة خوشينان ، ويروي عن عمر بن صبح ومبارك ... وعنه إسماعيل بن يزيد القطان ، وعقيل بن يحيى ، وروح بن جبر. وفي «معجم البلدان» ٢ / ٣٧٤ للحموي ، وفي «اللباب» ١ / ٤٤٨.
(١) خشينان ـ بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ـ ... وقد يزيدون واوا ، فيقولون : خوشينان : هي محلة بأصبهان. المصدرين السابقين للحموي وابن الأثير.
(٢) تراجم الرواة :
إبراهيم بن مالك القطان : هو إبراهيم بن محمد بن مالك القطان. تقدم في ت ٣ ح ١٢.
ثقة.
إسماعيل بن يزيد : سيأتي بترجمة ١٧٠ ، حسن الحديث ، غير أنّه اختلط عليه بعض حديثه في آخر أيّامه.
مبارك بن فضالة : تقدم بترجمة ٥٤. صدوق ، يدلّس ويسوي.
وأيّوب هو السختياني. تقدم في ت ١٦. ثقة ، ثبت.
نافع : هو مولى ابن عمر. تقدم في ت ٤٧. ثقة.
تخريج الحديث (١٤٧) :
في إسناده غالب بن فرقد. لم أعرفه ، ولكن الحديث ورد بأسانيد صحيحة ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٢ / ١٦١ الزكاة ، ومسلم في «صحيحه» ٢ / ٦٧٧ الزكاة ، حديث ٩٨٤ بطرق عدة ، وأبو داود في «سننه» ٢ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦ الزكاة ، باب كم يؤدي في صدقة الفطر ، والترمذي في «سننه» ٢ / ٩٢ الزكاة باب زكاة الفطر ، وقال : حسن صحيح.
والنسائي في الزكاة باب فرض زكاة رمضان على المملوك ٥ / ٤٧ و ٤٨ ، وباب فرض زكاة ـ
قال : ثنا غالب بن فرقد ، قال : ثنا المبارك بن فضالة ، عن أيّوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فرض صدقة الفطر على الذكر والأنثى ، والعبد والحر ، صاعا من طعام ، أو صاعا من برّ.
وروى عنه روح بن جبّر ، وعقيل ، وغيرهم.
(١٤٨) وذكر إبراهيم بن نائلة (١) ، قال : ثنا مسور مؤذن مسجد جامع المدينة ، قال : ثنا غالب بن فرقد ، قال : ثنا كثير بن سليم ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «عليكم بأمّهات الأولاد ، فإنّهنّ مباركات الأرحام» (٢).
__________________
ـ رمضان على المسلمين دون المعاهدين ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٥٨٤ باب صدقة الفطر ، كلّهم من طريق نافع عن ابن عمر مرفوعا نحوه.
(١) تراجم الرواة :
إبراهيم بن نائلة : هو إبراهيم بن محمد بن الحارث أبو إسحاق ، يعرف بابن نائلة ، وهي أمّه ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ١٨٨) ، وكذا المؤلف في «الطبقات» (٢٠٣ / ٣).
ومسور هو ابن يزيد أبو حامد مؤذن مسجد جامع المدينة بأصبهان انظر «أخبار اصبهان» ٢ / ٣٢٤. لم أعرف حاله.
وكثير بن سليم الضبي أبو سلمة المدائني. متروك الحديث ، وقال بعض : واهي الحديث ، لا يحتج بحديثه ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، لا يروي عن أنس حديثا له أصل من رواية غيره ، مات بعد سنة ١٧٠ ه. انظر «التهذيب» ٨ / ٤١٧ ، و «المغني في الضعفاء» ٢ / ٥٣٠.
(٢) تخريجه :
رواه المؤلف معلقا ، في سنده متروك ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٤ به مثله ، وله شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه عند الطبراني في «الأوسط» ، كما في «المجمع» ٤ / ٢٥٩ ، ولكنه قال الهيثمي : فيه عمرو بن محمد العقيلي ، وهو متروك ، وأخرجه من حديث أبي الدرداء ابن الجوزي في «الموضوعات» ٢ / ٢٥٩ ، وو قال : لا يصح عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أعله بعثمان بن عطاء بقول أبي حاتم : لا يحتجّ به ، وبقول علي بن جنيد : إنه متروك ، وكذا بمحمد بن علائة ، وعمرو بن الحصين ، وكذا أخرجه العقيلي ، ومن طريقه ابن الجوزي في نفس المصدر ، وقال : لا يصحّ ، ونقل عن العقيلي أنه قال : لا يصح في السراري عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ شيء ، وتعقبه السيوطي في ـ
١١٦ ٥ / ٣٤ عمرو بن صالح الثقفي يكنى أبا عثمان (*) :
(١٤٩) روى عنه عامر بن إبراهيم ، قال (١) : حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، قال : ثنا أبي وعمّي ، قالا : حدثنا أبي ، قال : ثنا عمرو بن صالح ، عن أبي حرة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله ـ صلى الله عليه
__________________
ـ «اللآلىء» ٢ / ١٦٢ ، وكذا ابن عراق في «التنزيه» ٢ / ٢٠٦ بشواهد وطرقه التي ساقها في كتابيهما ، وأخرجه ابن أبي عمر في «مسنده» كما في «المطالب العالية» ٢ / ٧١ ، وقال ابن حجر : هذا مرسل لا بأس بإسناده. قلت : فيه من لم يسمّ ، وقد روي موصولا من حديث أبي الدرداء. أخرجه الحاكم وإسناده واه جدا حتى أخرجه ابن الجوزي في موضوعاته.
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٨ ، وذكر أنه بصري الأصل ، قدم أصبهان. يروي عن البصريين ، أبي حرة ، وإسماعيل بن مسلم ، وأشعث الحمراني ، وابن عون.
(١) يبدو لي أن لفظة «قال» زائدة ، أو يكون قائله المؤلف ، وهذا خلاف عادته ، والله أعلم.
تراجم الرواة :
محمد بن إبراهيم بن عامر : تقدم هذا السند في ت ١.
وعمرو بن صالح : لم أعرف حاله.
وأبو حرّة ـ بضم المهملة ، وتشديد الراء ـ هو واصل بن عبد الرحمن ، صدوق عابد يدلس.
تقدم في ت ٤ ح ١٧.
وحديثه عن الحسن ضعيف.
والحسن : هو البصري. تقدم في ت ٣.
تخريج الحديث :
في إسناده من لم أعرفه ، وأبو حرّة حديثه عن الحسن ضعيف ، كما قال ابن معين ، وهو مدلس ، وقد عنعن ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٨ به مثله.
وذكره المنذري في «الترغيب» ٢ / ٥٧٣ ـ ٥٧٤ عن أبي هريرة مرفوعا ، وقال : «رواه البيهقي ، ولا أعلم في رواته مجروحا. وروي عن الحسن مرسلا مع تفاوت في الألفاظ».
وسلم ـ قال : «كان فيمن كان قبلكم رجل اشترى خمرا ، فمزجها ، فجعل نصفها ماء ، ثمّ انطلق بها ، فباعها ، وأخذ دنانير فجعلها في كيس (١) ، فركب سفينة في البحر ، وحمل معه قردا ، فلمّا كانوا في البحر ، أخذ القرد الكيس ، فترقّى (٢) وصعد على الدّقل (٣) ، ثمّ جاء القرد فجعل دينارا في البحر ودينارا في السّفينة حتّى أتى على ما في الكيس».
__________________
(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٨ : فاشترى قردا.
(٢) في المصدر السابق : «حتى قعد على رأس».
(٣) الدقل والدوقل : خشبة طويلة تشد في وسط السفينة يمد عليها الشراع. وأشار في «لسان العرب» إلى لفظ هذا الحديث. انظر «لسان العرب» ١ / ١٤٦.
١١٧ ٥ / ٣٥ عذار بن عبد الله يكنى أبا عبيد الله (*) :
يحدث عنه عامر بن إبراهيم.
حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، قال : ثنا عمي ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو عبيد الله عذار بن عبد الله ، قال : سمعت أبا روق (١) الهمداني في هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ)(٢). قال : أبو جهل وأصحابه ، وفي قوله تعالى :
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٦ ، إلّا أنّه ذكره عذار بن عبيد الله ، بدل عبد الله.
تخريجه :
فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٦ به مثله بلفظه ، وأورد السيوطي في «الدر المنثور» ٤ / ٨٥ ، وابن كثير في «تفسيره» ٢ / ٥٣٨ في تفسير قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا) ... الخ عدة روايات : أنهم كفار قريش ، وفي بعض الروايات : منافقو قريش ، وكذا ذكر السيوطي وابن كثير في «تفسيريهما» في قوله : «صالح المؤمنين» عدة روايات : أنهم أبو بكر وعمر ، وذكر هذا ابن كثير ، عن سعيد بن جبير ، وعكرمة ، ومقاتل بن حيان ، والضحاك ، وغيرهم ، وزاد الحسن البصري عثمان ، وزاد مقاتل بن سليمان عليا ، وروى الطبراني بسنده ، ولكن فيه متروك ، كما قال الهيثمي عن ابن مسعود مرفوعا ، كما في «المجمع» ٧ / ١٢٧ ، فقال : أبو بكر وعمر.
انظر : «تفسير ابن كثير» ٤ / ٣٨٩ ، و «الدر المنثور» ٦ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ وذكر ابن كثير في تفسير قوله : (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً ...) الخ .. عدة روايات نحو ما هنا وبمثله ، وكذا السيوطي في «الدر» ٥ / ١٥٦ ، وانظر : «تفسير ابن كثير» ٣ / ٤٣٤.
(١) أبو روق : هو عطية بن الحارث ، وروق : بفتح الراء ، وسكون الواو بعدها قاف. الهمداني الكوفي ، صاحب التفسير ، صدوق من الخامسة.
انظر «التهذيب» ٧ / ٢٢٤ ، و «التقريب» ص ٢٤٠.
(٢) سورة إبراهيم ، آية «٢٨».
(وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)(١) قال : أبو بكر ، وفي قوله تعالى : (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ)(٢). قال : يهدي الهدية يلتمس بها أكثر منها.
__________________
(١) سورة التحريم ، آية «٤». وما قبل الآية : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ).
(٢) سورة الروم ، آية «٣٩».
١١٨ ٥ / ٣٦ عامر بن حمدويه الزّاهد (*) :
كان مسكنه بمشتلة (١) ، يحدث عن سفيان الثوري.
حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، قال : ثنا أحمد بن معاوية بن الهذيل ، قال : ثنا عامر بن حمدويه ، قال : سمعت سفيان الثوري يحدث عن منصور ، عن إبراهيم ، قال : لا تعطوا السؤال في المساجد ، فإنّكم تعينوهم على أذى الناس (٢).
سمعت أبا صالح محمد بن يعقوب يقول : سمعت الحسن بن عبد الرحمن بن رسته يقول : لما قدم أبو داود الطيالسي أصبهان ، قال عامر بن حمدويه : عمن يحدث أبو داود؟ قالوا : عن شعبة. قال : سمعته أنا أيضا ، قد كتبت عنه ، إلّا أنّي من مشتلة ، وذا (٣) من البصرة.
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٦ ـ ٣٧ ، وقال أبو نعيم : سمع ابن المبارك وشعبة وعامر بن سياف ، وفي «الحلية» لأبي نعيم ١٠ / ٣٩٠ ترجمة قصيرة جدا ، وفي «اللباب» ٣ / ٣١٥ ، وفي «معجم البلدان» ٥ / ١٣٢.
(١) مشتلة : بالفتح ثم السكون ، وتاء فوقها نقطتان ولام : قرية من قرى أصبهان ، وينسب إليها عامر ـ المذكور هنا ـ انظر «معجم البلدان» ٥ / ١٣٢ ، و «اللباب» ٣ / ٢١٥.
(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٧.
(٣) في الأصل : دار في ن ـ أ ـ ه «دارة» الظاهر أنه تصحيف ، والصواب ذا كما أثبته. والله أعلم.
١١٩ ٥ / ٣٧ ابن سالم مؤذن الجامع (١) :
حدثنا أبو العباس الجمّال ، قال : ثنا علي بن رستم ، قال : ثنا أحمد بن معاوية بن الهذيل ، قال : ثنا أبو محمد ، قال : ثني ابن سالم مؤذن مسجد الجامع ، قال : كنت في المسجد الحرام ، فرأيت سفيان يحدث الناس ، فلما فرغ استلقى ، فجعلت أنظر إليه ، فقال لي : تعال ، فذهبت إليه ، فقال : من (؟؟؟؟؟؟؟؟) (٢) اصبهان. قال : وددت أنّي دخلت أصبهان.
__________________
(١) أي : الجامع بأصبهان.
(٢) زدت بين الحاجزين ، لما وجدت من نقص في العبارة ، وإن كان يفهم.
١٢٠ ٥ / ٣٨ عصام بن يزيد بن عجلان (*) :
يلقب جبر مولى مرة الطيب ، يكنى أبا سعيد ، روى عنه النعمان (١) : سمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى يقول : سمعت محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الهمداني يقول : سبي عجلان جدي (٢). سباه الديالمة ، فحمل إلى الكوفة ، فاشتراه (٣) مرّة الهمداني ، وهم من موالي مرة. وعصام يروي عن الثوري ، وشعبة ، وابن عيينة ، ويعقوب القمي. وحدث عنه موسى بن المساور ، حدثنا سلم بن عصام ، قال : ثنا رسته ، عن موسى بن المساور (٤) ، قال : سمعت جبر يقول : سمعت سفيان (٥) يقول : أبو حنيفة ضال مضل (٦).
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٣٨.
(١) هو النعمان بن عبد السلام الاصبهاني.
(٢) في النسختين «حري» ، والصواب ما أثبته ، وجاء التصريح عند أبي نعيم ، وسبى الدّيلم جدّه عجلان. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٦.
(٣) في المصدر السابق : وسبى الديلم جده عجلان ، فلما وقع أصحاب أبي موسى الأشعري على الديلم ، فسبوهم وسبوا هؤلاء معهم ، فوقع في سهم مرة بن همدان ، فأسلم معهم ، وتبنى بالكوفة ، فولد له يزيد ومزيد جميعا بالكوفة ... الخ.
(٤) في النسختين : «مسافر» ، والصواب ما أثبته ، لأنّ موسى بن المساور هو الذي حدث عنه ، لا ابن المسافر.
(٥) سفيان : هو الثوري ، وكان بينهما نزاع شديد كما سيأتي.
(٦) كذا ذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٣٩ ، وفي سنده من لا يعرف ، وهذا إن ثبت لا يلتفت إليه ؛ لأنّ الجرح إذا صدر من تعصب أو عداوة أو منافرة أو نحو ذلك ، فهو جرح مردود كما ذكر السبكي في «قاعدة في الجرح والتعديل» ص ٩ و ٢٣ «المطبوعة مستقلا عن مقدمة «الطبقات» له» وذكر في ص ٦٢ و ٦٣ : فإيّاك ثم إيّاك أن تصغي إلى ما اتفق بين أبي حنيفة ـ
حدثنا الحسن بن أبي علي الزعفراني ، قال : ثنا رسته ، قال : ثنا عصام بن يزيد جبر ، قال : كنت عند حمزة الزيات جالسا ، فجاء رجل يسأله عن أصحاب محمد ، فسكت ساعة ، ثم قرأ (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ)(١).
__________________
ـ وسفيان الثوري ، أو بين مالك وابن أبي ذئب ، أو بين أحمد بن صالح والنسائي ، أو بين أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي ، وهلمّ جرا ، ثم قال : فإنك إذا اشتغلت بذلك خشيت عليك الهلاك ، فالقوم أئمة أعلام ... ثم قال : فليس لنا إلّا الترضي عنهم ، والسكوت عمّا جرى بينهم ، كما يفعل فيما جرى بين الصحابة. ا ـ ه.
وانظر : «الرفع والتكميل» ٢٦٦ و ٢٦٨ ، وانظر : «تذكرة الحفاظ» للذهبي ٢ / ٧٧٢ للمزيد.
(١) سورة البقرة ، آية ١٤١.
١٢١ ـ ١٢٢ ٥ / ٣٩ ، ٤٠ وابناه محمد بن عصام وروح بن عصام (*)
وروح أسنّ من محمد ، وسمع روح من هشيم ، وابن علية ، ومن عباد بن عباد ، ومن ابنه ، ويكنى أبا يعلى.
١٢٣ ٥ / ٤١ وسبطه إسماعيل بن محمد بن جبّر. يكنى أبا مالك (**) :
يحدث عن أبيه ، وعمه ، وعن جده بأحاديث غرائب. وذكرت عافية بنت يزيد بن عجلان ، قالت : كان عند عصام أربعون (١) صحيفة ، وإن محمدا (٢) لم يسمع منها إلّا أربع صحائف (٣) ، ولا يعلم روى محمد بن عصام من غرائبه شيئا.
ثنا محمد بن أحمد الزهري ، قال : ثنا محمد بن عاصم ، قال : ثنا أبو سفيان ، عن جبر ، عن سفيان ، قال : من كره عمله كره دينه ، ومن كره دينه كره ربه.
حدثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب ، قال : ثنا محمد بن المغيرة ، قال : ثنا النعمان ، قال : ثنا محدث ـ يعني جبر ـ عن يونس بن حبيب ـ يعني النحوي ـ
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٤ ، وقال : أبو يعلى ، وقيل : أبو يزيد.
(**) له ترجمة في المصدر السابق ١ / ٢١٠ ، وزاد بعد عن جده بغرائب من «حديث الثوري».
(١) في الأصل : «أربعين» والجادة ما أثبتنا.
(٢) انظر ترجمته في المصدر السابق ٢ / ١٨٦.
(٣) انظر المصدر السابق ٢ / ١٨٦.
في قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)(١) ، قال : نجعلك على نجوة من الأرض ، كي ينظروا فيعرفوا أنك مت (٢)(٣).
حكى ابن أبي عاصم ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن الحسين بن حفص ، قال : ثنا عبد الله بن أيّوب ـ وكان شيخا فاضلا ، من خيار من كان ها هنا ـ قال : سمعت أبا سفيان صالح بن مهران يحكي عن عصام جبر صاحب سفيان ، قال : سمعت سفيان الثوري (يقول) (٤) : لقد غيّر الدّين ، وبدّل السنّة ، أو قال : ترك الدّين ، وغيّر السنّة وأراه حلف عليه ، يعني أبا حنيفة (٥) ، وبلغني أن جبر كان من برخوار من قرية بلومية (٦).
وسبى الديلم عجلان ، فلما وقع أصحاب أبي موسى على الديلم فسبوهم ، سبوا هؤلاء معهم ، فوقع في سهم مرة بن همدان ، فأسلم معهم ، وتبنك (٧) بالكوفة ، فولد يزيد ومزيدا جميعا بالكوفة ، ثم رجع بعد مدة طويلة الى بلده (٨) ونعمته ، وكانت نعمته باقية ، وسمع بالكوفة من سفيان الثوري ، وزائدة ، وشريك ، وأبي الأحوص ، ومالك ، وابن أبي ذئب ، ومبارك بن فضالة ، ويعقوب القمي ، والفرج بن فضالة ، ويقال : إنّه صحب سفيان الثوري
__________________
(١) يونس ، آية «٩٢» وتمام الآية(لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ).
(٢) في أ ـ ه «ميت».
(٣) أورده السيوطي في «الدر المنثور» ٣ / ٣١٦ ، وقال : أخرجه ابن الأنباري وأبو الشيخ.
(٤) بين الحاجزين زدته تكملة للعبارة.
(٥) تقدم قبل قليل أنّه كان بينهما شيء من المنافرة والنزاع ، ولا يلتفت إلى مثل هذه الأقوال إن صح نسبتها إلى قائليها.
(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٦ ، وبرخوار بالضم ، ثم السكون ، وخاء معجمة مضمومة ، وواو وألف وراء من نواحي أصبهان ، تشتمل على عدة قرى منها : ـ بلومية ـ بتخفيف اللام ، وكسر الميم ، وياء خفيفة. انظر «معجم البلدان» ١ / ٣٧٤ و ٤٩٢.
(٧) تبنك : أي أقام.
(٨) كذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٦ ، وعند الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٤٩٢.
ثلاث عشرة سنة ، وبعث به الثوري إلى المهدي في رسالة ، فعرض عليه المهدي تبرا (١) ، فلم يقبله ، وكان من أجلة أصحاب الثوري ، وكان لعصام امرأة يقال لها : عافية ، وكانت تحدث وتقول : هذا مما أهداه إليّ سفيان بيدي زوجي عصام جبر ، وكانت متعبدة (٢).
حدثني محمد بن يحيى ، قال : سمعت محمد بن جبر يقول : سمعت أبي يقول : لما أراد سفيان الثوري أن يكتب إلى المهدي ، قال لي : احمل كتابي. قال : قلت : يا أبا عبد الله ، أنا رجل جبليّ ، ولعلّي أسقط بحرف ، فيدخل عليك من ذاك ، فقال لي : لا تقل إلّا بما تعلم ، فرأى هؤلاء الذين بحولي ـ يعني أصحاب الحديث ـ يودّ أحدهم أنّي وجهته ، فيرى أنّي قد أسديت إليه معروفا. قال : فكتب الكتاب ، فحملته ، فصرت إلى باب المهدي ، فقلت : صاحب سفيان ، فقالوا : كذبت. سفيان مطلوبا في الدنيا لا نقدر عليه. قال : فجاء أبو عبيد الله ، فأنزلني ، وسأل عني حتى عرفت ، ثم جاء أبو عبد الله ، فقال : أجب. قال : فأدخلني على المهدي ، وإذا هو جالس ، فقال لي : اقرب ، وقال لي : ممن الرّجل؟ قلت : من همدان. فقال : من أنفسهم أم من مواليهم؟ فقلت : أمّا من حديث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فمن أنفسهم. قال : فجرى كلام ، ثم قال : لو أنّ أبا عبد الله جاء بالكتاب اتزر بإزار ، وارتدى بأخرى ، فأضع كفي في كفه ، ثم خرجنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، ثم قال : أما إنّه قد جاء أصحاب الحديث ، فوعظوني فاتعظت ، وبكوا فبكيت معهم ، فما كان بأسرع أن أخرج كلّ رجل منهم رقعة ، حاجتي كذا وكذا. قال أبو عبد الله : وزادني غيره ، قال لسفيان : لو أتيتهم يا أبا عبد الله. قال : حتى يعملوا بما يعلموا ، فإذا عملوا بما تعلّموا لم يسعني إلّا أن آتيهم ، ثم قال لي : أترى أنّي أخاف هوانهم. إنّما أخاف كرامتهم. قال : ثم قدمت على سفيان بالبصرة ، فقال لي : الحق بأهلك ، والحقني بالكوفة ، فقدمت
__________________
(١) في ن ـ أ ـ ه «برا» (والتصحيح من «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٧).
(٢) انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٧.
أصبهان ، فما كان بأسرع أن استقبلني رجل ، فقال : آجرك الله في سفيان (١)(٢).
__________________
(١) يوجد بمقابل اسم سفيان على اليسار هذه العبارة : «بلغ معارضة» وبلغ علي بن مسعود في الثالث «سمع جميع هذا الجزء على أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكرّاني سماعه من أبي طاهر الراشتياني ، عن أبي القاسم بن أبي بكر الذكواني ، عن المصنف. يقرأه صاحبه أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي ، وجماعة : منهم أبو رشيد محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم بن محمد الغزال ، وهذا خطه ، وذلك في شهر جمادى الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. نقله مختصرا عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن العجمي.
(٢) بعد قوله : «آجرك الله في سفيان» توجد هذه العبارة في ن ـ أ ـ ه : «انتهى هذا الجزء من نسخة قديمة ، فمن رأى خللا فليحرره ويعذر الناسخ ، لكون النسخة مهملة وقديمة الكتابة ، كما هي عليه أكثر الخطوط الصعبة.
(نهاية الجزء الأول)
الجزء الثاني
بقية الطبقة الخامسة
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي ، قال : أنبا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكرّاني ، قال : أنبا أبو طاهر إسحاق بن أحمد بن جعفر الرّاشتياني ، قال : أنبا أبو المحاسن محمد بن الحسن بن الحسين الأصبهاني ، قال : أنبا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي قال (١) : أنبأ أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني ، قال : أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان المعروف بأبي الشيخ قال :
١٢٤ ٥ / ٤٢ م سهل بن عثمان بن فارس العسكري (*) :
أبو مسعود ، قدم أصبهان سنة ثلاثين ومائتين ، وخرج عنها سنة اثنتين وثلاثين ومائتين إلى الرّي ، ثم رجع إلى العراق ، ومات بعسكر (٢) مكرم ، وكان يروي عن شريك ، وأبي الأحوص ، وحفص ، وحماد بن زيد ، والأئمة. كثير الفوائد.
__________________
(١) في الأصل : قالا ، والصواب ما ذكرنا.
(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٤ / ١٠٢ للبخاري ، وفي «الجرح والتعديل» ٤ / ٢٠٣ ، وقال أبو حاتم : «صدوق» ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٨ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٤٥٢ ـ ٤٥٣ ، وفي «التهذيب» ٤ / ٢٥٥ ، وفيه عن ابن أبي عاصم ، مات سنة ٢٣٥ ه ، وفي «الكاشف» ١ / ٤٠٧ ، وقال الذهبي : «ثقة صاحب غرائب».
(٢) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٨ ، وفيه كثير الحديث والفوائد ، وباختصار في «التهذيب» ٤ / ٢٥٦ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٤٥٣ نقلا عن أبي الشيخ.
سمعت عبدان (١) يقول : قدم علي سهل بن عثمان ، وعمرو بن العباس أبو بكر الأعين ، وجماعة من أصحابه ، فقالوا في أحاديث ثنا بها (٢) : إنّه خطأ ، فقيل له ، فقال : هكذا ثنا بها فلان وفلان ، فسكتوا ، وله غرائب بكثرة (٣) ، ومن غرائب حديثه :
(١٥٠) حدثنا عبد الله (٤) بن محمد بن زكريا ، قال : ثنا سهل بن عثمان ، قال : ثنا حفص ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا سمع المؤذّن (يتشهّد) (٥) قال : «وأنا وأنا» (٦).
__________________
(١) عبدان : هو عبد الله بن أحمد الأهوازي ، أحد الحفاظ المجودين. تقدم في ت ٩. ثقة إمام.
(٢) في النسختين : «به» ، والتصحيح من مقتضى القواعد ، وكذا رأيت في «التهذيب» ٤ / ٢٥٦.
(٣) كذا في «التهذيب» ٤ / ٢٥٦ نقلا عن أبي الشيخ ، وفي «تهذيب الكمال» أتم منه. انظر ورقة ٢٨٠ / ٣.
(٤) تراجم الرواة :
عبد الله بن محمد بن زكريا : تقدم في ت ٩١. من الثقات. وسهل بن عثمان : هو المترجم له ثقة.
وحفص : هو ابن غياث أبو عمر الكوفي. تقدم في ت ٦ ح ١٧. ثقة ، فقيه ، تغير حفظه قليلا في الآخر.
هشام بن عروة ، وأبوه : تقدما في ت ٢ بعد ح ٣ وت ٤٨. كلاهما ثقتان.
(٥) الزيادة بين الحاجزين من «سنن أبي داود» ١ / ٣٦١.
(٦) تخريج الحديث :
إسناده صحيح ، فقد أخرجه ابن حبان في «صحيحه» كما في «الإحسان تقريب صحيح ابن حبان» ٣ / ١٤٥ ، والحاكم في «المستدرك» ١ / ٢٠٤ كلاهما من طريق سهل بن عثمان العسكري به مثله ، وقال الحاكم : «صحيح الإسناد».
وأبو داود في «سننه» ١ / ٣٦٠ الصلاة ، باب ما يقول إذا سمع المؤذن بسنده عن هشام به مثله ، وله شاهد من حديث معاوية أخرجه ابن حبان في المصدر السابق ، ومن حديث أمّ حبيبة عند الحاكم في المصدر المذكور ، وقال : «صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وسكت عليه الذهبي».
وتقدير العبارة : وأنا أشهد ، والتكرير باعتبار الشهادتين.