أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨
وخمار بأربعة دراهم ، وقطيفة سوداء خيبرية ، وسرير مزمل بشريط ، وفراشان من جنس مصر ، حشو أحدهما ليف ، وحشو الاخر من جز الغنم ، وأربع مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر (١) ، وستر من صوف ، وحصير هجري ، ورحا اليد ، ومخضب (٢) من نحاس ، وسقي من أدم ، وقعب للبن ، وشئ للما ، ، ومطهرة مزفتة ، وجرة خضراء ، وكيزان خزف. حتى إذا استكمل الشراء حمل أبو بكر بعض المتاع وحمل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله الذين كانوا معه الباقي ، فلما عرضوا المتاع على رسول الله صلىاللهعليهوآله جعل يقلبه بيده ويقول : بارك الله لأهل البيت.
قال علي عليهالسلام : فأقمت بعد ذلك شهرا أصلي مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وأرجع إلى منزلي ولا أذكر شيئا من أمر فاطمة ، ثم قلن أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألا نطلب لك من رسول الله صلىاللهعليهوآله دخول فاطمة عليك؟ قلت : افعلن ، فدخلن عليه فقالت أم أيمن : يا رسول الله ، لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة ، وإن عليا يريد أهله ، فقر عين فاطمة ببعلها ، واجمع شملهما ، وقر عيوننا بذلك!
فقال : فما بال علي لا يطلب مني زوجته ، فقد كنا نتوقع منه ذلك.
قال علي عليهالسلام فقلت : الحياء يمنعني يا رسول الله ، فالتفت إلى النساء فقال : من هاهنا؟ فقالت أم سلمة : أنا أم سلمة ، وهذه زينب ، وهذه فلانة وفلانة. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هيئوا لابنتي وابن عمي في حجري بيتا. فقالت أم سلمة : في أي حجرة ، يا رسول الله؟ قال : في حجرتك. وأمر نساءه أن يزين ويصلحن من شأنها.
فقالت أم سلمة : فسألت فاطمة هل عندك طيب ادخرتيه لنفسك؟ قالت : نعم؟ فأتت بقارورة فسكبت منها في راحتي ، فشممت منها رائحة ما شممت مثلها قط ، فقلت : ما هذا؟ فقالت : كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقول لي : يا فاطمة ، هاتي الوسادة فاطرحيها لعمك ، فاطرح له الوسادة فيجلس عليها ، فإذا
__________________
(١) الإذخر : خيش طيب الرائحة ، أطول من الثيل.
(٢) المخضب : إناء تغسل فيه الثياب.
نهض سقط من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه ، فسأل علي عليهالسلام رسول الله صلىاللهعليهوآله عن ذلك فقال : هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل عليهالسلام.
قال علي عليهالسلام : ثم قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، اصنع لأهلك طعاما فاضلا. ثم قال : من عندنا اللحم والخبز ، وعليك التمر والسمن ، فاشتريت تمرا وسمنا ، فحسر رسول الله صلىاللهعليهوآله عن ذراعه وجعل يشدخ التمر في السمن حتى اتخذه خبيصا (١) وبعث إلينا كبشا سمينا فذبح وخبز لنا خبزا كثيرا ، ثم قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : ادع من أحببت ، فأتيت المسجد وهو مشحن بالصحابة ، فاستحييت أن اشخص قوما وأدع قوما ، ثم صعدت على ربوة هناك ، وناديت : أجيبوا إلى وليمة فاطمة ، فأقبل الناس أرسالا ، فاستحييت من كثرة الناس وقلة الطعام ، فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآله ما تداخلني فقال : يا علي ، إني سأدعو الله بالبركة.
قال علي عليهالسلام : وأكل القوم عن آخرهم طعامي ، وشربوا شرابي ، ودعوا لي بالبركة ، وصدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل ، ولم ينقص من الطعام شئ ، ثم دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بالصحاف (٢) فملئت ، ووجه بها إلى منازل أزواجه ، ثم أخذ صحفة وجعل فيها طعاما ، وقال : هذا لفاطمة وبعلها ، حتى إذا انصرفت الشمس للغروب قال رسول الله صلىاللهعليهوآله. يا أم سلمة ، هلمي فاطمة ، فانطلقت فأتت بها وهي تسحب أذيالها ، وقد تصببت عرقا حياء من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فعثرت فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : أقالك الله العثرة في الدنيا والآخرة ، فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي عليهالسلام ، ثم أخذ يدها فوضعها في يد علي عليهالسلام ، فقال : بارك الله لك في ابنة رسول الله ، يا علي ، نعم الزوجة فاطمة ، ويا فاطمة ، نعم البعل علي ، انطلقا إلى منزلكما ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما.
قال علي عليهالسلام : فأخذت بيد فاطمة ، وانطلقت بها حتى جلست في جانب
__________________
(١) الخبيص : الحلواء المخبوصة من التمر والسمن.
(٢) الصحاف : جمع صحفة ، القصعة الكبيرة.
الصفة (١) ، وجلست في جانبها ، وهي مطرقة إلى الأرض حياء مني ، وأنا مطرق إلى الأرض حياء منها ، ثم جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : من هاهنا؟ فقلنا : ادخل يا رسول الله ، مرحبا بك زائرا وداخلا؟ فدخل فأجلس فاطمة عليهاالسلام من جانبه وعليا عليهالسلام من جانبه. ثم قال : يا فاطمة ، إئتيني بماء ، فقامت إلى قعب (٢) في البيت فملأته ماء ، ثم أتته به ، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها ، ثم مجها في القعب ، ثم صب منها على رأسها ، ثم قال : أقبلي ، فلما أقبلت نضح منه بين ثدييها ، ثم قال : ادبري ، فلما أدبرت نضح منه بين كتفيها ، ثم قال : « اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إلي ، اللهم وهذا أخي وأحب الخلق إلي ، اللهم لك وليا ، وبك حفيا ، وبارك له في أهله » ثم قال : يا علي ، ادخل بأهلك ، بارك الله لك ، ورحمة الله وبركاته عليكم ، إنه حميد مجيد.
٤٦ / ١٥ ـ حدثني جماعة ، عن أبي غالب الزراري ، عن محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن الخيبري ، عن يونس بن ظببان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : لولا أن الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة عليهماالسلام ما كان لها كفؤ على الأرض.
٤٧ / ١٦ ـ وروي أن أمير المؤمنين عليهالسلام دخل بفاطمة عليهاالسلام بعد وفاة أختها رقية زوجة عثمان بستة عشر يوما ، وذلك بعد رجوعه من بدر ، وذلك لأيام خلت من شوال ، وروي أنه دخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة ، والله تعالى أعلم.
٤٨ / ١٧ ـ وحدثني جماعة ، عن أبي غالب ، عن خاله ، عن الأشعري ، عن أبي عبد الله ، عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن سهل الكاتب ، عن أبي طالب الغنوي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : حرم الله ( عزوجل ) النساء على علي عليهالسلام ما دامت فاطمة عليهاالسلام حية. قلت : فكيف؟
__________________
(١) الصفة : الظلة ، ومكان مظلل في مسجد المدينة.
(٢) القعب : القدح الضخم الغليظ.
قال : لأنها طاهرة لا تحيض.
٤٩ / ١٨ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا أبو عمران موسى بن الحسن بن سلمان ، قال : حدثني أبو بكر بن الحارث الباغندي ، قال : حدثني عيسى بن رعبة ، قال : حدثنا محمد بن إدريس ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كان بالمدينة أقوام لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس ، فأسكت الله عن عيوبهم الناس ، فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس ، وكان في المدينة أقوام لا عيوب لهم فتكلموا في عيوب الناس ، فأظهر اللهم عيوبا ، لم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا.
٥٠ / ١٩ ـ أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : بني الاسلام على عشرة أسهم : على شهادة أن لا إله إلا الله وهي الملة ، والصلاة وهي الفريضة ، والصوم وهي الجنة ، والزكاة وهي المطهرة ، والحج وهو الشريعة ، والجهاد وهو العز ، والأمر بالمعروف وهو الوفاء ، والنهي عن المنكر وهو الحجة ، والجماعة وهي الألفة ، والعصمة وهي الطاعة.
٥١ / ٢٠ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمهالله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام ، قال : أربع من كن فيه كمل إيمانه ، وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوب لم ينقصه ذلك ، وهي : الصدق ، وأداء الأمانة ، والحياء ، وحسن الخلق.
٥٢ / ٢١ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد رحمهالله قال : حدثني محمد بن الحسن بن مت الجوهري ، عن محمد بن
أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن كثير النواء ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام ، قال : إن نوحا عليهالسلام ركب السفينة في أول يوم من رجب ، فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم ، وقال : من صام ذلك اليوم تباعدت عنه النار مسيرة سنة ، ومن صام سبعة أيام منه غلقت عنه أبواب النار السبعة ، ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنان الثمانية ، ومن صام خمسة عشر يوما أعطي مسألته ، ومن زاد على ذلك زاده الله.
قال : وفي اليوم السابع والعشرين منه نزلت النبوة فيه على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومن صام هذا اليوم كان ثوابه ثواب من صام ستين شهرا.
٥٣ / ٢٢ ـ أخبرني محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن المغيرة ، قال : أخبرني حيدر بن محمد السمرقندي ، قال : حدثني محمد بن عمر الكشي ، قال : حدثني محمد بن مسعود العياشي ، قال : حدثني جعفر بن معروف ، قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام. يا ابن يزيد ، أنت والله منا أهل البيت.
قلت : جعلت فداك ، من آل محمد؟ قال : إي والله من أنفسهم.
قلت : من أنفسهم ، جعلت فداك؟ قال : أي والله من أنفسهم؟ يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله ( عزوجل ) : ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين ) (١) وما تقرأ قول الله ( عز اسمه ) : ( فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) (٢).
٥٤ / ٢٣ ـ أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة ، قال : أخبرني حيدر بن محمد بن نعيم ، عن محمد بن عمر ، عن محمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن أحمد النهدي ، قال : حدثني
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٦٨.
(٢) سورة إبراهيم ١٤ : ٣٦.
معاوية بن حكيم الدهني ، قال : حدثنا شريف بن سابق التفليسي ، قال : حدثنا حماد السمدري ، قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام : إني أدخل بلاد الشرك ، وإن من عندنا يقول : إن مت ثم حشرت معهم؟
قال : فقال لي : يا حماد ، إذا كنت ثم تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ قال : قلت : نعم. قال : فإذا كنت في هذه المدن ـ مدن الاسلام ـ تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ قال : قلت : لا. فقال لي : إنك إن مت ثم حشرت أمة وحدك ، وسعى نورك بين يديك.
٥٥ / ٢٤ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الحسن بن الوليد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن سعيد ، عن هشام بن الحكم ، قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام بمنى عن خمس مائة حرف من الكلام. قال : فأقبلت أقول : يقولون كذا. قال : فيقول : يقال لهم كذا.
فقلت : هذا الحلال والحرام والقران أعلم أنك صاحبه وأعلم الناس به في هذا الكلام. قال : قال لي : وتشك يا هشام ، يحتج الله ( تعالى ) على خلقه بحجة لا يكون عالما بكل ما يحتاج الناس إليه!
٥٦ / ٢٥ ـ أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد ، قال : أخبرني حيدر بن محمد بن نعيم ، عن محمد بن عمر ، عن محمد بن مسعود ، عن جعفر بن معروف ، قال : حدثني العمركي ، قال : حد ثني الحسن ابن أبي لبابة ، عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهالسلام : ما تقول جعلت فداك في هشام بن الحكم؟ فقال : رحمهالله ما كان أذبه عن هذه الناحية.
٥٧ / ٢٦ ـ أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر ابن محمد رحمهالله ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن شريف بن سابق ، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : أول عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، وأول تحفة المؤمن أن يغفر له ولمن تبع جنازته.
ثم قال : يا فضل ، لا يأتي المسجد من كل قبيلة إلا وافدها ، ومن كل أهل بيت إلا نحيبها.
يا فضل ، إنه لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : إما دعاء يدعو به يدخله الله به الجنة ، وإما دعاء يدعو به ليصرف الله به عنه بلاء الدنيا ، واما أخ يستفيده في الله ( عزوجل ).
قال : ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الاسلام مثل أخ يستفيده في الله ( عزوجل ).
ثم قال : يا فضل ، لا تزهدوا في فقراء شيعتنا ، فإن الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر.
ثم قال : يا فضل ، إنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه. ثم قال : أما سمعت الله ( تعالى ) يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة : ( فما لنا من شافعين * ولنا صديق حميم ) (١).
٥٨ / ٢٧ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد رحمهالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث القاضي ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام : من تعلم لله ( عزوجل ) وعمل لله وعلم لله ، دعي في ملكوت السماوات عظيما ، وقيل : تعلم لله وعمل لله وعلم لله (٢).
٥٩ / ٢٨ ـ أخبرنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عمن رواه ، عن داود الرقي ،
__________________
(١) سورة الشعراء ٢٦ : ١٠٠ و ١٠١.
(٢) يأتي في الحديث : ٢٨٠.
قال : قال الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهمالسلام : من زار الحسينعليهالسلامفي ليلة النصف من شعبان غفرت له ذنوبه ، ولم تكتب عليه سيئة في سنته حتى تحول عليه السنة ، فإن زاره في السنة المستقبلة غفرت له ذنوبه.
٦٠ / ٢٩ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الطيب محمد ابن أحمد الثقفي ، قال : قرأت على أبي الحسين علي بن الحجاج وهو ينظر في كتابه ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن علي بن إبراهيم العمري ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن حرب الطائي ، قال : حدثنا محمد بن الفضل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب رضياللهعنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مستبشرة ، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ فغضب النبي صلىاللهعليهوآله ثم قال : والذي نفسي بيده ، لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله.
٦١ / ٣٠ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن صالح السبيعي ، قال : حدثنا أبو الحسين صالح ابن أحمد بن أبي مقاتل البزاز ، قال : حدثني عثمان (١) بن عبد الرحمن الكوفي الخزاز ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدثنا يحيى بن علي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي داود الأنصاري ، عن الحارث الهمداني ، قال : دخلت على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام فقال : ما جاء بك؟ قال : فقلت : حتى لك يا أمير المؤمنين.
فقال : يا حارث أتحبني؟ فقلت : نعم والله ، يا أمير المؤمنين.
قال : أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل لرأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا مار على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله لرأيتني حيث تحب.
٦٢ / ٣١ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الطيب الحسن
__________________
(١) في نسخة عيسى.
ابن علي النحوي ، قال : حدثنا محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثني أبو نصر محمد ابن أحمد الطائي ، قال : حدثنا علي بن محمد الصيمري الكاتب ، قال : تزوجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب وأحببتها حبا لم يحب أحد مثله ، وأبطأ علي الولد ، فصرت إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام فذكرت ذلك له ، فتبسم وقال : اتخذ خاتما فصه فيروزج ، واكتب عليه « رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين » (١) ، قال : ففعلت ذلك ، فما أتى علي حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا.
٦٣ / ٣٢ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثني عبيد الله بن الحسن ، قال : حدثني أبو سعيد محمد بن رشيد ، قال : آخر شعر قاله السيد بن محمد رحمهالله قبل وفاته بساعة ، وذلك أنه أغمي عليه واسود لونه ، ثم أفاق وقد ابيض وجهه ، وهو يقول :
أحب الذي من مات من أهل وده |
|
تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك |
ومن مات يهوى غيره من عدوه |
|
فليس له إلا إلى النار مسلك |
أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي |
|
ومالي وما أصبحت في الأرض أملك |
أبا حسن إني بفضلك عارف |
|
وإني بحبل من هواك لممسك |
وأنت وصي المصطفى وابن عمه |
|
وإنا نعادي مبغضيك ونترك |
مواليك ناج مؤمن بين الهدى |
|
وقاليك (٢) معروف الضلالة مشرك |
ولاح لحاني في علي وحزبه |
|
وقلت لحاك الله إنك أعفك |
معنى أعفك : أحمق.
٦٤ / ٣٣ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي ، قال : حدثنا أبو الحسن بن مهرويه القزويني ، قال : حدثني داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثنا الرضا علي بن موسى عليهالسلام ، قال : حدثني أبي موسى
__________________
(١) سورة الأنبياء ٢١ : ٨٩.
(٢) القالي : المبغض.
ابن جعفر العبد الصالح ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق ، قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي الشهيد ، قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أتاه أمر يسره قال : « الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات » وإذا أتاه أمر يكرهه قال : « الحمد لله على كل حال ».
٦٥ / ٣٤ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، قال : حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا يحيى بن عيسى الرملي ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عباية الأسدي ، عن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رحمهالله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لام سلمة ( رحمها الله ) : يا أم سلمة ، علي مني ، وأنا من علي ، لحمه لحمي ، ودمه دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى؟ يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي سيد المسلمين.
٦٦ / ٣٥ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمهالله قال : حدثني أبو علي محمد بن همام الإسكافي رحمهالله قال : حدثني أحمد بن موسى النوفلي ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن مهران ، عن معاوية بن حكيم ، قال : حدثني عبد الله بن سليمان التميمي ، قال : لما قتل محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن بن الحسن صار إلى المدينة رجل يقال له « شبة بن عقال » ولاه المنصور على أهلها ، فلما قدمها وحضرت الجمعة صار إلى مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، فرقا المنبر وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، إن علي بن أبي طالب شق عصا المسلمين ، وحارب المؤمنين ، وأراد الامر لنفسه ، ومنعه من أهله ، فحرمه الله أمنيته وأماته بغصته ، وهؤلاء ولده يتبعون أثره في الفساد وطلب الامر بغير استحقاق له ، فهم في نواحي الأرض مقتلون وبالدماء مضرجون.
قال : فعظم هذا الكلام منه على الناس ، ولم يجسر أحد منهم أن ينطق بحرف ،
فقام إليه رجل عليه إزار قومسي سحق (١) فقال : فنحن نحمد الله ونصلي على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وعلى رسل الله وأنبيائه أجمعين ، أما ما قلت من خير ، فنحن أهله ، وما قلت من سوء فأنت وصاحبك به أولى وأحرى ، يا من ركب غير راحلته ، وأكل غير زاده ارجع مأزورا ، ثم أقبل على الناس فقال : ألا أنبئكم بأخف الناس يوم القيامة ميزانا ، وأبينهم خسرانا؟ من باع آخرته بدنيا غيره وهو هذا الفاسق. فأسكت الناس ، وخرج الوالي من المسجد لم ينطق بحرف ، فسألت عن الرجل فقيل لي ، هذا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ).
٦٧ / ٣٦ ـ « حدثنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد الثقفي ، قال : حدثنا إبراهيم بن ميمون ، قال : حدثنا مصعب بن سلام ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام يصلي عند الأسطوانة السابعة من باب الفيل ، إذ أقبل عليه رجل عليه بردان أخضران وله عقيصتان سوداوان ، أبيض اللحية ، فلما سلم أمير المؤمنين عليهالسلام من صلاته أكب عليه ، فقبل رأسه ، ثم أخذ بيده فأخرجه من باب كند ة.
قال : فخرجنا مسرعين خلفهما ولم نأمن عليه ، فاستقبلنا عليهالسلام في جازسوج (٢) كندة ، قد أقبل راجعا ، فقال : ما لكم؟ فقلنا : لم نأمن عليك هذا الفارس. فقال : هذا أخي الخضر ، ألم تروا حيث أكب علي. قلنا : بلى. فقال : إنه قد قال لي : إنك في مدرة (٣) لا يريدها جبار بسوء إلا قصمه الله ، واحذر الناس ، فخرجت معه لأشيعه لأنه أراد الظهر.
__________________
(١) السحق من الثياب : البالي.
(٢) في حاشية النسخة : الجارسوج ، معناه المربع.
(٣) المدرة المدينة أو القرية.
٦٨ / ٣٧ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد الثقفي ، قال : أخبرني أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن قيس بن مسلم ، قال : سمعت طارق بن شهاب يقول : لما نزل علي عليهالسلام بالربذة سألت عن قدومه إليها ، فقيل : خالف عليه طلحة والزبير وعائشة ، وصاروا إلى البصرة ، فخرج يريدهم ، فصرت إليه ، فجلست حتى صلى الظهر والعصر ، فلما فرغ من صلاته قام إليه ابنه الحسن بن علي عليهماالسلام فجلس بين يديه ، ثم بكى ، وقال : يا أمير المؤمنين ، إني لا أستطيع أن أكلمك ، وبكى.
فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : لا تبك يا بني ، وتكلم ، ولا تحن حنين الجارية.
فقال : يا أمير المؤمنين ، إن القوم حصروا عثمان يطلبونه بما يطلبونه ، إما ظالمون أو مظلومون ، فسألتك أن تعتزل الناس وتلحق بمكة حتى تؤوب العرب وتعود إليها أحلامها ، وتأتيك وفودها ، فوالله لو كنت في جحر ضب لضربت إليك العرب آباط الإبل حتى تستخرجك منه ، ثم خالفك طلحة والزبير فسألتك أن لا تتبعهما وتدعهما ، فإن اجتمعت الأمة فذاك ، وإن اختلفت رضيت بما قضى الله ، وأنا اليوم أسالك ألا تقدم العراق وأذكرك بالله أن لا تقتل بمضيعة.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أما قولك : إن عثمان حصر؟ فما ذاك وما علي منه وقد كنت بمعزل عن حصره؟ وأما قولك : ائت مكة ، فوالله ما كنت لاكون الرجل الذي تستحل به مكة ، وأما قولك : اعتزل العراق ودع طلحة والزبير؟ فوالله ما كنت لأكون كالضبع تنتظر حتى يدخل عليها طالبها ، فيضع الحبل في رجلها حتى يقطع عرقوبها (١) ، ثم يخرجها فيمزقها إربا إربا ، ولكن أباك يا بني يضرب بالمقبل إلى الحق المدبر عنه ، وبالسامع المطيع العاصي المخالف أبدا حتى يأتي علي يومي ، فوالله ما زال أبوك مدفوعا عن حقه مستأثرا عليه منذ قبض الله نبيه صلىاللهعليهوآله حتى يوم
__________________
(١) العرقوب من الدابة : ما يكون في رجلها بمنزلة الركبة في يدها.
الناس هذا. فكان طارق بن شهاب أي وقت حدث بهذا الحديث بكى.
٦٩ / ٣٨ ـ حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الله بن شبيب ، قال : حدثنا أبو العيناء ، قال : حدثنا محمد بن مسعر ، قال : كنت عند سفيان بن عيينة ، فجاءه رجل فقال له : روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : إن العبد إذا أذنب ذنبا ، ثم علم أن الله ( عز وجل ) يطلع عليه ، غفر له.
فقال ابن عيينة : هذا كتاب الله ( عزوجل ) ، قال الله ( تعالى ) : ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم ) (١) فإذا كان الظن هو المردي كان ضده هو المنجي.
٧٠ / ٣٩ ـ حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن علي بن محمد التمار ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبو نصر البزاز ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن ابن أبي الدرداء ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.
٧١ / ٤٠ ـ حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الطيب ، قال : حدثنا محمد ابن مزيد ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثنا عبد الله بن نافع ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن ابن أخي جابر بن عبد الله ، عن عمه جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس : مجلس سفك فيه دم حرام ، ومجلس استحل فيه فرج حرام ، ومجلس استحل فيه مال حرام بغير حقه.
٧٢ / ٤١ ـ حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن علي بن محمد ، قال : حدثنا علي بن ماهان ، قال : حدثنا أبو منصور نصر بن الليث ، قال : حدثنا
__________________
(١) سورة فصلت ٤١ : ٢٢ و ٢٣.
مخول ، قال : حدثنا يحيى بن سالم (١) ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي الزبير المكي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله. حق علي على هذه الأمة كحق الوالد على الولد (٢).
٧٣ / ٤٢ ـ حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد رحمهالله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي فاختة ، قال : كنت أنا وأبو سلمة السراج ويونس بن يعقوب والفضيل بن يسار عند أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام فقلت له : جعلت فداك ، إني أحضر مجالس هؤلاء القوم ، فأذكركم في نفسي ، فأي شئ أقول؟
فقال : يا حسين ، إذا حضرت مجالسهم فقل : « اللهم أرنا الرخاء والسرور » فإنك تأتي على ما تريد.
قال : فقلت : جعلت فداك ، إني أذكر الحسين بن علي عليهماالسلام فأي شئ أقول إذا ذكرته؟
فقال : قل : « صلى الله عليك يا أبا عبد الله » تكررها ثلاثا.
ثم أقبل علينا وقال : إن أبا عبد الله الحسين عليهالسلام لما قتل بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع ، وما فيهن وما بينهن ، ومن يتقلب في الجنة والنار ، وما يرى وما لا يرى ، إلا ثلاثة أشياء ، فإنها لم تبك عليه.
فقلت. جعلت فداك وما هذه الثلاثة أشياء التي لم تبك عليه؟
فقال : البصرة ، ودمشق ، وآل الحكم بن أبي العاص.
٧٤ / ٤٣ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الطيب الحسين ابن محمد النحوي ، قال : حدثني أبو الحسين أحمد بن مازن ، قال : حدثني القاسم بن
__________________
(١) في نسخة محمد بن سالم.
(٢) يأتي نحوه في الحديثين : ٥٠٣ و ٦٧٣.
سليمان البزاز ، قال : حدثني بكر بن هشام ، قال : حدثني إسماعيل بن مهران ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، قال : حدثني محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول : إن الحسين بن علي عليهماالسلام عندربه ( عزوجل ) ينظر إلى موضع معسكره ، ومن حله من الشهداء معه ، وينظر إلى زواره وهو أعرف بحالهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم ، وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله ( عزوجل ) من أحدكم بولده ، وإنه ليرى من يبكيه فيستغفر له ويسأل آباءه عليهمالسلام أن يستغفروا له ، ويقول : لو يعلم زائري ما أعد الله له لكان فرحه أكثر من جزعه ، وإن زائره لينقلب وما عليه من ذنب.
٧٥ / ٤٤ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الشافعي ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي ، قال : حدثنا عبد الله بن شبيب ، قال : حدثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب ، قال : حدثني الحسين بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان يقال : لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره.
٧٦ / ٤٥ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الطيب الحسين ابن علي التمار ، قال : حدثنا علي بن ماهان ، قال : حدثنا عمي ، قال : حدثنا صهيب بن عباد بن صهيب ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام ، قال : مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بالمقبرة ـ ويروى بالمقابر ـ فسلم ثم قال : « السلام عليكم يا أهل المقبرة والتربة ، اعلموا أن المنازل بعدكم قد سكنت ، وأن الأموال بعدكم قد قسمت ، وأن الأزواج بعدكم قد نكحت ، فهذا خبر ما عندنا ، فما خبر ما عندكم؟ ». فأجابه هاتف من المقابر يسمع صوته ولا يرى شخصه : عليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، أما خبر ما عندنا فقد وجدنا ما عملنا ، وربحنا ما قدمنا ، وخسرنا ما خلفنا.
فالتفت إلى أصحابه فقال : أسمعتم؟ قالوا : نعم يا أمير المؤمنين. قال : فتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
٧٧ / ٤٦ ـ قال : وأخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : سمعت أبا رجاء يقول : لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت ، فان جارا لنا من النجير قدم الكوفة بعد قتل هشام بن عبد الملك زيد بن علي عليهماالسلام ، ورآه مصلوبا فقال : ألا ترون إلى هذا الفاسق ، كيف قتله الله؟ قال : فرماه الله بقرحتين في عينيه ، فطمس الله بهما بصره ، فاحذروا أن تتعرضوا لأهل هذا البيت إلا بخير.
٧٨ / ٤٧ ـ قال : وأخبرني أبو حفص عمر بن محمد ، قال : حدثنا علي بن مهرويه ، عن داود بن سليمان الغازي ، قال : حد ثنا الرضا علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي عليهمالسلام قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : الملوك حكام على الناس ، والعلم حاكم عليهم ، وحسبك من العلم أن تخشى الله ، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك.
٧٩ / ٤٨ ـ وبهذا الاسناد ، قال : سمعت الرضا علي بن موسى عليهالسلام يقول : ما استودع الله عبدا عقلا إلا استنقذه به يوما.
٨٠ / ٤٩ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري رحمهالله قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الحسن بن إبراهيم ، قال : حدثنا علي ابن داود ، قال : حدثنا آدم العسقلاني ، قال : حدثنا أبو عمرو الصنعاني ، قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما تواضع أحد إلا رفعه الله.
٨١ / ٥٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد ابن علي بن رياح القرشي إجازة ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد ، قال : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهمالسلام ، قال : إن أبا ذر وسلمان خرجا في طلب
رسول الله صلىاللهعليهوآله فقيل لهما : إنه توجه إلى ناحية قبا ، فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة ، فجلسا ينتظرانه حتى ظنا أنه نائم ، فأهويا ليوقظاه ، فرفع رأسه إليهما ، ثم قال : قد رأيت مكانكما ، وسمعت مقالكما ، ولم أكن راقدا ، إن الله بعث كل نبي كان قبلي إلى أمته بلسان قومه ، وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية ، وأعطاني في أمتي خمس خصال ، لم يعطها نبيا كان قبلي : نصرني بالرعب ، يسمع بي القوم بيني وبينهم مسيرة شهر ، فيؤمنون بي ، وأحل لي المغنم ، وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا ، أينما كنت منها أتيمم من تربتها وأصلي عليها ، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا ، وأعطاني مسألة ، فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي إلى يوم القيامة ففعل ذلك ، وأعطاني جوامع العلم ومفاتيح الكلام ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي ، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقي الله لا يشرك به شيئا ، مؤمنا بي ، مواليا لوصيي ، محبا لأهل بيتي.
٨٢ / ٥١ ـ وأخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الكاتب ، قال : حدثنا محمد بن أبي الثلج ، قال : أخبرني عيسى بن مهران ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثني كثير بن طارق ، قال : سألت زيد بن علي بن الحسين عليهمالسلام عن قول الله ( تعالى ) : ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ) (١)؟
فتال : يا كثير إنك رجل صالح ، ولست بمتهم ، وإني أخاف عليك أن تهلك ، إن كل إمام جائر فإن أتباعه إذا أمر بهم إلى النار نادوا باسمه ، فقالوا : يا فلان ، يا من أهلكنا ، هلم فخلصنا مما نحن فيه ، ثم يدعون بالويل والثبور ، فعندها يقال لهم : ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ).
ثم قال زيد بن علي رحمهالله : حدثني أبي علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام. يا علي ، أنت
__________________
(١) سورة الفرقان ٢٥ : ١٤.
وأصحابك في الجنة ، أنت وأتباعك يا علي في الجنة.
٨٣ / ٥٢ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين البصير ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الحاسب ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا نصر بن نصير البحراني ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله. يا أيها الناس ، اتقوا الله واسمعوا.
قالوا : لمن السمع والطاعة بعدك يا رسول الله؟ قال : لأخي وابن عمي ووصيي علي بن أبي طالب. قال جابر بن عبد الله : فعصوه والله ، وخالفوا أمره ، وحملوا عليه السيوف.
٨٤ / ٥٣ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن علي بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد المقرئ ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق ، قال : حدثنا عمر بن عاصم ، قال : حدثنا معمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عثمان النهدي ، عن جندب الغفاري : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إن رجلا قال يوما : والله لا يغفر الله لفلان. قال الله ( عزوجل ) : « من ذا الذي تألى (١) علي أن لا أغفر لفلان ، فإني قد غفرت لفلان ، وأحبطت عمل المتألي بقوله : لا يغفر الله لفلان ».
٨٥ / ٥٤ ـ حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمهالله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد الأزدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، قال : كان علي أمير المؤمنين عليهالسلام كثيرا ما يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ، ولا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا وأنا أعلم قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة.
__________________
(١) أي حلف.
٨٦ / ٥٥ ـ حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : حدثني الحسن بن علي الزعفراني ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا محمد بن علي ، قال : حدثنا العباس بن عبد الله العنبري ، عن عبد الرحمن بن الأسود اليشكري ، عن عون بن عبيد الله ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع ، قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما وهو نائم ، وحية في جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبي صلىاللهعليهوآله وظننت أنه يوحى إليه ، فاضطجعت بينه وبين الحية ، فقلت : إن كان منها سوء كان إلي دونه ، فمكثت هنيئة فاستيقظ النبي صلىاللهعليهوآله هو يقرأ : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا ) (١) حتى أتى على اخر الآية ، ثم قال : الحمد لله الذي أتم لعلي نعمته ، وهنيئا له بفضل الله الذي آتاه.
ثم قال لي : ما لك هاهنا؟ فأخبرته خبر الحية ، فقال لي : اقتلها؟ ففعلت.
ثم قال : يا أبا رافع ، كيف أنت وقوم يقاتلون عليا ، وهو على الحق وهم على الباطل ، جهادهم حق لله ( عز اسمه ) ، فمن لم يستطع فبقلبه ليس وراءه شئ؟
فقلت. يا رسول الله ، ادع الله لي إن أدركتهم أن يقويني على قتالهم. قال : فدعا النبي صلىاللهعليهوآله وقال : إن لكل نبي أمينا ، وإن أميني أبو رافع.
قال : فلما بايع الناس عليا عليهالسلام بعد عثمان ، وسار طلحة والزبير ذكرت قول النبي صلىاللهعليهوآله فبعت داري بالمدينة وأرضا لي بخيبر ، وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنين عليهالسلام لأستشهد بين يديه ، فلم أزل معه حتى عاد من البصرة ، وخرجت معه إلى صفين ، فقاتلت بين يديه بها ، وبالنهروان ، ولم أزل معه حتى استشهد ، فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ولا أرض ، فأقطعني الحسن بن علي عليهماالسلام أرضا بينبع ، وقسم لي شطر دار أمير المؤمنين عليهالسلام ، فنزلتها وعيا لي.
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٥.
٨٧ / ٥٦ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمهالله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن شعيب العقرقوفي ، قال : حدثنا أبو عبيد ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول لأصحابه وأنا حاضر : اتقوا الله ، وكونوا أخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين مترا حمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا.
٨٨ / ٥٧ ـ وأخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد الثقفي ، قال : أخبرني عباد بن يعقوب ، قال : حدثنا الحكم بن ظهير ، عن أبي إسحاق ، عن رافع مولى أبي ذر ، قال : رأيت أبا ذر رحمهالله اخذا بحلقة باب الكعبة ، مستقبل الناس بوجهه ، وهو يقول : من عرفني فأنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني فانا أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله ( تعالى ) في الثالثة مع الدجال ، إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثل باب حطة من دخله نجا ومن لم يدخله هلك.
٨٩ / ٥٨ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، قال : سئل أبو جعفر عليهالسلام عن ليلة القدر؟ فقال : تنزل فيها الملائكة والكتبة إلى سماء الدنيا ، فيكتبون ما هو كائن في أمر السنة وما يصيب العباد فيها. قال : وأمر موقوف لله ( تعالى ) فيه المشيئة ، يقدم منه ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء ، وهو قوله ( تعالى ) : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) (١).
٩٠ / ٥٩ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر
__________________
(١) سورة الرعد ١٣ : ٣٩.