الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
[١٤٢٩٧] ١٥ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « اذا صنع اليك معروف فاذكره ، اذا صنعت معروفاً فانسه » .
٩ ـ ( باب استحباب تصغير المعروف ، وستره ، وتعجيله ، وكراهة ترك ذلك )
[١٤٢٩٨] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه قال : « رأيت المعروف لا يتمّ الّا بثلاث خصال : تصغيره وتيسيره وتعجيله ، فاذا صغّرته فقد عظّمته عند من تصنعه اليه ، واذا يسرته فقد تممته ، واذا عجّلته فقد هنأته ، فان كان غير ذلك محقته(١) » .
[١٤٢٩٩] ٢ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق : عن الصادق عليه السلام ، انه قال لسفيان الثوري : « احفظ عنّي ثلاثاً : اذا صنعت معروفاً فعجله فان تهنئته تعجيله ، فاذا فعلته فاستره فانه ان ظهر من غيرك كان اعظم لعذرك ، فاذا نويته فاقصد به وجه الله دون رياء الناس ، فانك اذا قصدت به وجه الله كان احسن لذكره في الناس» .
[١٤٣٠٠] ٣ ـ الجعفريات : [ أخبرنا عبد الله ](١) أخبرنا محمد ، حدّثني موسى قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لكلّ شيء انف ، وانف المعروف تعجيل السراح (٢) » .
____________________________
١٥ ـ غرر الحكم ج ١ ص ٣١٠ ح ٢٨ و٢٩ .
الباب ٩
١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢١ ح ١٢١٢ .
(١) في المصدر : فقد محقته ونكدته .
٢ ـ الأخلاق : مخطوط .
٣ ـ الجعفريات ص ١٥٢ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) السراح : الإِرسال ، والمراد هنا : تعجيل المعروف ( انظر لسان العرب ج ٢ ص ٤٧٩ ) .
[١٤٣٠١] ٤ ـ الشيخ الطوسي في أماليه ، عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن هوذة(١) [ عن ابراهيم بن اسحاق بن ابي عمير الاحمري ](٢) عن عبد الله بن حماد الانصاري ، عن عبد العزيز بن محمد ، قال : دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام وانا عنده ، فقال له جعفر عليه السلام : « يا سفيان انك رجل مطلوب ، وأنا رجل تسرع اليّ الالسن ، فاسأل عمّا بدا لك » فقال : ما أتيتك يابن رسول الله ، الّا لاستفيد (٣)منك خيراً ، قال : « يا سفيان ، اني رأيت المعروف لا يتم الّا بثلاثة : تعجيله وستره وتصغيره ، فانك اذا عجلته هنأته ، واذا سترته اتممته ، واذا صغرته عظم عند من تسديه اليه » . الخبر .
[١٤٣٠٢] ٥ ـ فقه الرضا عليه السلام : « روي : لا يتم المعروف الّا بثلاث خصال : تعجيله وتصغيره وستره ، فاذا عجلته هنأته ، واذا صغرته عظمته ، واذا سترته اتممته » .
[١٤٣٠٣] ٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « المعروف لا يتمّ الّا بثلاث : بتصغيره وتعجيله وستره ، فانك اذا صغرته فقد عظمته ، واذا عجلته فقد هنأته ، واذا سترته فقد تمّمته » .
وقال عليه السلام : « اذا صنعت معروفاً فاستره ، اذا صنع اليك معروف فانشره »(١) .
____________________________
٤ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٩٤ .
(١) في الطبعة الحجرية : هوزه ، والظاهر انّ ما أثبتناه هو الصحيح انظر : « معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٤٨ و٣٦٠ » .
(٢) أثبتناه من المصدر .
(٣) في الحجرية : لأفيد .
٥ ـ فقه الرضا عليه السلام ص ٥١ .
٦ ـ غرر الحكم ج ١ ص ١٠٠ ح ٢١٥٨ .
(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٠٩ ح ٩ و١٠ .
وقال عليه السلام : « تعجيل المعروف ملاك المعروف »(٢) .
١٠ ـ ( باب انه يكره للانسان ان يدخل في امر مضرته له اكثر من منفعته لاخيه )
[١٤٣٠٤] ١ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق : عن الصادق عليه السلام ، انه قال : « ابذل لاخيك المؤمن ما تكون منفعته له اكثر من ضرره عليك ، ولا تبذل له ما يكون ضرره عليك اكثر من منفعته لأخيك » .
[١٤٣٠٥] ٢ ـ الشيخ المفيد في اماليه : عن جعفر بن محمد رحمه الله ، عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن العلاء ، عن محمد بن الحسن بن شمّون ، عن حماد بن عيسى ، عن اسماعيل بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : « جمعنا أبو جعفر عليه السلام فقال : يا بنيّ إيّاكم والتعرض للحقوق ، واصبروا على النوائب ، وان دعاكم بعض قومكم الى امر ضرره عليكم اكثر من نفعه [ لكم ](١) فلا تجيبوه » .
[١٤٣٠٦] ٣ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : عن العتبي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام ، انه قال لابنه : « يا بني ، اصبر على النوائب ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب اخاك الى الامر الذي مضرّته عليك اكثر من منفعته له » .
١١ ـ ( باب استحباب قرض المؤمن )
[١٤٣٠٧] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله بن محمد قال : أخبرنا محمد بن محمد
____________________________
(٢) غرر الحكم ج ١ ص ٣٤٧ ح ٨ .
الباب ١٠
١ ـ كتاب الاخلاق : مخطوط .
٢ ـ أمالي المفيد ص ٣٠٠ .
(١) أثبتناه من المصدر .
٣ ـ المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٦٥ .
الباب ١١
١ ـ الجعفريات ص ١٨٨ .
قال : حدّثني موسى بن اسماعيل قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : الصدقة بعشر ، والقرض بثمانية عشر ، (١) وصلة الرحم بأربعة وعشرين » .
[١٤٣٠٨] ٢ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال لعبد الرحمن بن عوف : « سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله انه قال : الصدقة عشرة اضعاف ، والقرض ثمانية عشر ضعفاً » . الخبر .
[١٤٣٠٩] ٣ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : قال : قال الصادق عليه السلام : « على باب الجنة مكتوب : القرض بثمانية عشر ، والصدقة بعشرة ، وذلك ان القرض لا يكون الّا لمحتاج ، والصدقة ربمّا وقعت(١) في يد غير محتاج » .
[١٤٣١٠] ٤ ـ فقه الرضا عليه السلام : « روي ان اجر القرض ثمانية عشر ضعفاً من اجر الصدقة ، لأنّ القرض يصل الى من لا يضع نفسه للصدقة لأخذ الصدقة » .
[١٤٣١١] ٥ ـ الصدوق في الهداية : قال الصادق عليه السلام : « مكتوب على باب الجنّة : الصدقة بعشرة ، والقرض بثمانية عشر ، وانما صار القرض أفضل من الصدقة ، لان المستقرض لا يستقرض الّا من حاجة ، وقد يطلب الصدقة من لا يحتاج إليها » .
[١٤٣١٢] ٦ ـ تفسير الامام عليه السلام : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « امّا القرض فقرض درهم كصدقة درهمين ، سمعته من رسول الله صلّى الله عليه
____________________________
(١) في المصدر زيادة : وصلة الإِخوان بعشرين .
٢ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ٤٦٣ .
٣ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٠ .
(١) في المصدر : وضعت .
٤ ـ فقه الرضا عليه السلام ص ٣٤ .
٥ ـ هداية الصدوق ص ٤٤ .
٦ ـ تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص ٢٩ .
وآله ، فقال : هو الصدقة على الأغنياء » .
[١٤٣١٣] ٧ ـ المفيد في الاختصاص : عن الصادق عليه السلام ، انه قال : « ما من مؤمن يقرض مؤمناً يلتمس به وجه الله ، الّا حسب الله له اجره بحسنات الصدقة » .
الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن : عنه عليه السلام ، مثله(١) .
[١٤٣١٤] ٨ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح : عن حميد بن شعيب ، عن جابر بن يزيد ، عن جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : « ما من مسلم اقرض مسلماً يطلب به وجه الله ، الّا كان له من الاجر حسنات الصدقة حتى يردّه عليه » .
١٢ ـ ( باب وجوب انظار المعسر ، واستحباب ابرائه )
[١٤٣١٥] ١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « يبعث الله قوماً من تحت العرش يوم القيامة ، وجوههم من نور ، ولباسهم من نور ، ورياشهم من نور ، جلوس على كراسي من نور ، قال : فيشرف الله لهم(١) الخلق فيقولون : هؤلاء الأنبياء ، فينادي مناد من تحت العرش : هؤلاء ليسوا بأنبياء ، قال : فيقولون : هؤلاء شهداء ، قال : فينادي مناد من تحت العرش : ليس هؤلاء شهداء ، ولكن هؤلاء قوم ييسّرون على المؤمنين ، وينظرون المعسر حتى ييسر » .
[١٤٣١٦] ٢ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي ، عن أبي
____________________________
٧ ـ الاختصاص ص ٢٧ .
(١) كتاب المؤمن ص ٥٤ ح ١٤٠ .
٨ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٧٤ .
الباب ١٢
١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٥٤ ح ٥١٨ .
(١) في المصدر زيادة : على .
٢ ـ أمالي المفيد ص ٣١٦ .
العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، [ عن عبد الله بن خراش ، عن أحمد بن برد ](١) عن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ابن علي ، عن أبي لبابة بن عبد المنذر : انه جاء يتقاضى أبا اليسر ديناً له عليه ، فسمعه يقول : قولوا له : ليس هو هنا ، فصاح أبو لبابة : يا أبا اليسر اخرج اليّ ، فخرج اليه ، قال : فقال : ما حملك على هذا ؟ قال : العسر ياأبا لبابة ، قال : الله الله ، قال : الله الله ، قال أبو لبابة : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، يقول : « من احب ان يستظل من فور جهنم » ؟ قلنا : كلنا نحب ذلك يا رسول الله ، قال : « فلينظر غريماً له أو فليدع لمعسر » .
[١٤٣١٧] ٣ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه قال : « واياكم واعسار احد من اخوانكم المؤمنين ، ان تعسروه بالشيء يكون لكم قبله وهو معسر ، فان ابانا رسول الله صلّى الله عليه وآله ، كان يقول : ليس للمسلم ان يعسر مسلماً ، ومن انظر معسراً ، أظلّه الله بظلّه يوم لا ظلّ الّا ظلّه » .
[١٤٣١٨] ٤ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن حميد بن شعيب [ عن جابر ](١) قال : قال سمعته ـ أي جعفراً عليه السلام ـ يقول : « ان نبيّ الله صلّى الله عليه وآله ، اطلع ذات يوم من غرفة له ، فاذا هو برجل يلزم رجلاً ، ثم اطلع العشي فاذا هو ملازمه ، ثم ان النبيّ صلّى الله عليه وآله نزل اليهما فقال : ما يصعدكما(٢) هاهنا ؟ قال احدهما : يا رسول الله ، ان لي قبل هذا حقّ قد غلبني عليه ، فقال الآخر : يا نبيّ الله ، له عليّ حقّ وانا معسر ، ولا والله ما عندي ،
____________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
٣ ـ الكافي ج ٨ ص ٩ .
٤ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٦٩ .
(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٩٣ ) .
(٢) في الحجرية : « ما يفعلكما » وما أثبتناه من المصدر .
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلى أهل بيته : من أراد أن يظلّه الله من فوح(٣) جهنم يوم لا ظلّ الّا ظلّه ، فلينظر معسراً أو ليدع له ، فقال الرجل عند ذلك : قد وهبت لك ثلثاً ، واخرتك بثلث الى سنة ، وتعطيني ثلثاً ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : ما أحسن هذا ! » .
١٣ ـ ( باب استحباب تحليل الميت والحيّ من الدين )
[١٤٣١٩] ١ ـ الشيخ المفيد في الروضة : على [ ما ](١) في مجموعة الشهيد ـ عن الحسين بن المختار ، عن زيد الشحام قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ، اذ سأل عن رجل من أهل الكوفة ، فقيل له : مات ، فقال : « رحمه الله ولقاه نضرة وسروراً » فقال رجل من القوم : اخذ منّي دنانير فرزق ولاية فغلبني عليها ، فتغير لذلك وجه أبي عبد الله عليه السلام ، وقال : « اترى الله يأخذ وليّاً فيلقيه في النار لاجل دنانيرك ؟ فقال : انه كان يحسن الى اخوانه » فقال الرجل : هو من ذلك في حلّ ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « فألّا كان ذلك قبل الآن » .
قلت : ويأتي باقي الأخبار في أبواب الدين والقرض من كتاب التجارة .
١٤ ـ ( باب استحباب استدامة النعمة باحتمال المؤونة )
[١٤٣٢٠] ١ ـ الحميري في قرب الاسناد : عن الحسن(١) بن ظريف ، عن الحسين(٢) ابن علوان ، عن الصادق عليه السلام ، قال : « قال النبيّ صلّى الله عليه وآله :
____________________________
(٣) فوح جهنم : شدة غليانها وحرها ( لسان العرب « فوح » ج ٢ ص ٥٥٠ ) .
الباب ١٣
١ ـ روضة المفيد :
(١) أثبتناه لإِتمام المعنى ، والظاهر أنّه هو الصواب .
الباب ١٤
١ ـ قرب الاسناد ص ٥٥ .
(١) في الطبعة الحجرية : « سعد » وما أثبتناه من المصدر ومعجم رجال الحديث ج ٤ ص ٣٦٦ و٣٦٨ .
(٢) في الطبعة الحجرية : « الحسن » وما أثبتناه من المصدر .
تنزل المعونة على قدر المؤونة » .
[١٤٣٢١] ٢ ـ القطب الراوندي في القصص : باسناده الى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال : « كان في بني اسرائيل رجل صالح ، وكانت له امرأة صالحة ، فرأى في النوم ان الله تعالى قد وقّت لك من العمر(١) كذا وكذا سنة ، وجعل نصف عمرك في سعة ، ( وجعل النصف )(٢) الآخر في ضيق ، فاختر لنفسك امّا النصف الأول وامّا النصف الآخر ، فقال الرجل : ان لي زوجة صالحة ، وهي شريكتي في المعاش ، فاشاورها في ذلك ، فتعود اليّ فاخبرك .
فلما اصبح الرجل قال لزوجته : رأيت في النوم كذا وكذا ، فقالت : يا فلان اختر النصف الأول وتعجل العافية : لعل الله سيرحمنا ويتمّ لنا النعمة ، فلمّا كان في الليلة الثانية اتى الآتي فقال : ما اخترت ؟ قال(٣) : النصف الأول ، فقال : ذلك لك ، فأقبلت الدنيا عليه من كلّ وجه ، ولمّا ظهرت نعمته(٤) قالت له زوجته : قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم ، وجارك واخوك فهبهم ، فلمّا مضى نصف العمر وجاز حدّ الوقت ، رأى الرجل [ مثل ](٥) الذي رآه(٦) أولا في النوم ، فقال : ان الله تبارك وتعالى قد شكر لك ذلك ، ولك تمام عمرك سعة مثل ما مضى » .
____________________________
٢ ـ قصص الأنبياء ص ١٨٣ .
(١) ليس في المصدر .
(٢) في المصدر : ونصفه .
(٣) في المصدر زيادة : اخترت .
(٤) في المصدر : النعمة .
(٥) أثبتناه من المصدر .
(٦) في المصدر : رأى .
١٥ ـ ( باب وجوب حسن جوار النعم ، بالشكر واداء الحقوق )
[١٤٣٢٢] ١ ـ البحار ، عن اعلام الدين للديلمي : عن الحسين بن علي عليهما السلام ، انه قال : « اعلموا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم ، فلا تملّوا النعم فتتحول الى غيركم » .
ورواه في كشف الغمة عنه عليه السلام ، مثله ، وفيه ، « فتحول نقما »(١) .
[١٤٣٢٣] ٢ ـ وعن الهادي عليه السلام ، انه قال : « القوا النعم بحسن مجاورتها ، والتمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها » .
[١٤٣٢٤] ٣ ـ المفيد في العيون والمحاسن : عن الباقر عليه السلام ، قال : « ما انعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه ، الّا استوجب المزيد بها قبل أن يظهر شكره على لسانه » .
[١٤٣٢٥] ٤ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبي صلّى الله عليه وآله ، قال : « احقّ الناس بالنعم اشكرهم لها ، ونعمة لا تشكر خطيئة لا تغفر » .
[١٤٣٢٦] ٥ ـ الكراجكي في كنز الفوائد : عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « احسنوا مجاورة النعم ، لا تملّوها ولا تنفروها ، فانّها قلّما نفرت من قوم فعادت اليهم » .
____________________________
الباب ١٥
١ ـ البحار ج ٧٨ ص ١٢٧ ح ١١ عن اعلام الدين ص ٩٥ .
(١) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٢ .
٢ ـ البحار ج ٧٨ ح ٣٧٠ عن اعلام الدين ص ٩٩ .
٣ ـ العيون والمحاسن للمفيد ص ٢٨٨ .
٤ ـ لب اللباب : مخطوط .
٥ ـ كنز الفوائد ص ٢٧١ .
[١٤٣٢٧] ٦ ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « ما زالت نعمة عن قوم ولا غضارة عيش ، الّا بذنوب اجترحوها ، ان الله ليس بظلّام للعبيد » .
[١٤٣٢٨] ٧ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « اذا وصلت اليكم اطراف النعم ، فلا تنفروا اقصاها بقلّة الشكر » .
وقال عليه السلام : « لن يقدر احد ان يحصن النعم بمثل شكرها »(١) .
وقال عليه السلام : « لن يستطيع احد ان يشكر النعم بمثل الاحسان(٢) بها »(٣) .
وقال عليه السلام : « لن يقدر احد ان يستديم النعمة بمثل شكرها ، ولا يزيّنها بمثل بذلها »(٤) .
وقال عليه السلام : « النعم تدوم بالشكر » (٥) .
وقال عليه السلام : « النعمة موصولة بالشكر ، والشكر موصول بالمزيد ، وهما مقرونان في قرن ، فلن ينقطع المزيد من الله سبحانه حتى ينقطع الشكر من الشاكر »(٦) .
وقال عليه السلام : « استدم الشكر تدم عليك النعمة »(٧) .
وقال عليه السلام : « احسنوا جوار نعم الدين والدنيا ، بالشكر لمن دلّكم
____________________________
٦ ـ كنز الفوائد ص ٢٧١ .
٧ ـ غرر الحكم ج ١ ص ٣١٩ ح ١٣٢ .
(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩١ ح ٣٣ .
(٢) في المصدر : الانعام .
(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩١ ح ٣٤ .
(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٢ ح ٤٢ .
(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣٦ ح ١١٣٠ .
(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٩٥ ح ٢١١٢ .
(٧) نفس المصدر ج ١ ص ١١ ح ٥١ .
عليها » (٨) .
وقال عليه السلام : « احسن الناس [ حالاً ](٩) في النعم ، من استدام حاضرها بالشكر ، وارتجع فائتها بالصبر » (١٠) .
وقال عليه السلام : « من انعم عليه فشكر ، كمن ابتلي فصبر » (١١) .
وقال عليه السلام : « من لم يحط النعم بالشكر لها ، فقد عرّضها لزوالها »(١٢) .
وقال عليه السلام : « من شكر النعم(١٣) بجنانه ، استحق المزيد قبل ان يظهر على لسانه »(١٤) .
١٦ ـ ( باب استحباب اطعام الطعام )
[١٤٣٢٩] ١ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : روي عن العالم عليه السلام ، انه قال : « اطعموا الطعام ، وافشوا السلام ، وصلّوا والناس نيام ، وادخلوا الجنّة بسلام » .
وروي : « ما من شيء يتقرب به الى الله جلّ وعلا احبّ اليه ، من اطعام الطعام ، واراقة الدماء » .
____________________________
(٨) غرر الحكم ج ١ ص ١٣٤ ح ٤٢ .
(٩) أثبتناه من المصدر .
(١٠) نفس المصدر ج ١ ص ٢٠٢ ح ٤٥٦ .
(١١) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٥٦ ح ٧٩٤ .
(١٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٠١ ح ١٣١٩ .
(١٣) في المصدر : الله .
(١٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١٣ ح ١٤٣٩ .
الباب ١٦
١ ـ الاختصاص ص ٢٥٣ .
[١٤٣٣٠] ٢ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب اليقين : نقلاً عن تفسير محمد بن العباس ، عن محمد بن همام ، عن محمد بن اسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى ، عن أبيه ، عن جدّه عليهما السلام ـ في حديث ـ انه قال : « قال تعالى : فهل تعلم يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : يا رب انت اعلم واحكم ، وانت علّام الغيوب ، قال : اختصموا في الدرجات والحسنات ، فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟ قلت : أنت اعلم يا سيدي واحكم ، قال : اسباغ الوضوء ـ الى ان قال ـ وافشاء السلام ، واطعام الطعام ، والتهجد بالليل والناس نيام » .
ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عنه صلّى الله عليه وآله ، مثله(١) .
[١٤٣٣١] ٣ ـ الصدوق في كمال الدين : عن احمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن جعفر بن أحمد العلوي ، عن أبي الحسن علي بن أحمد العقيقي ، عن أبي نعيم الانصاري ـ في حديث طويل ـ انه رأى الحجة عليه السلام في عشيّة عرفة بعرفات ولم يعرفه ، فسأله [ ممن هو ](١) قال : [ من الناس ](٢) فقلت : من أيّ الناس من عربها أو مواليها ؟ فقال عليه السلام : « من عربها » فقلت : من أي عربها ؟ فقال : « من اشرفها واسمحها » ، فقلت : من هم ؟ فقال : « بنو هاشم » فقلت : من أي بني هاشم ؟ فقال : « من اعلاها ذروة ، وأسناها رفعة » فقلت : ممن(٣) ؟ فقال : « ممّن فلق الهام ، واطعم الطعام ، وصلّى بالليل والناس نيّام » . الخبر .
ورواه بسند آخر(٤) ، وغيره بأسانيد كثيرة(٥) .
____________________________
٢ ـ كتاب اليقين ص ٩٠ .
(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٤ ص ٦١ ، وفيه مثل الحديث الأول .
٣ ـ كمال الدين ص ٤٧٢ .
(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .
(٣) في المصدر : وممن هم .
(٤) نفس المصدر : ص ٤٧٢ و٤٧٣ .
(٥) غيبة الطوسي ص ١٥٦ .
١٧ ـ ( باب تأكد استحباب اصطناع المعروف الى العلويين والسادات )
[١٤٣٣٢] ١ ـ صحيفة الرضا عليه السلام : عن آبائه ، قال : « قال علي بن أبي طالب عليهم السلام : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من اصطنع صنيعة الى واحد من ولد عبد المطلب ، ولم يجازه عليها ( في الدنيا )(١) ، فأنا اجازيه غداً اذا لقيني يوم القيامة » .
[١٤٣٣٣] ٢ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : عن هشام بن الحكم قال : كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الصادق عليه السلام في حجّته(١) كلّ سنة ، فينزله أبو عبد الله عليه السلام في دار من دوره في المدينة ، وطال حجّه ونزوله ، فاعطى أبا عبد الله عليه السلام عشرة آلاف درهم ، ليشتري له داراً ، وخرج الى الحج ، فلما انصرف قال : جعلت فداك اشتريت الدار ، قال : « نعم » واتى بصك(٢) فيه : « بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي ، اشترى له داراً في الفردوس ، حدّها الأول رسول الله صلّى الله عليه وآله ، والحدّ الثاني أمير المؤمنين عليه السلام ، والحدّ الثالث الحسن بن عليّ ، والحدّ الرابع الحسين بن علي عليهما السلام » فلما قرأ الرجل ذلك قال : قد رضيت جعلني الله فداك ، قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : « اني اخذت ذلك المال ، ففرقته في ولد الحسن والحسين عليهما السلام ، وأرجو أن يتقبل الله ذلك ويثيبك به الجنّة » قال : فانصرف الرجل الى منزله وكان الصك معه ، ثم اعتلّ
____________________________
الباب ١٧
١ ـ صحيفة الرضا عليه السلام ص ٨٠ ح ٢٠١ .
(١) ليس في المصدر .
٢ ـ المناقب ج ٤ ص ٢٣٣ .
(١) في المصدر : حجه .
(٢) الصك : الكتاب الذي تكتب فيه العهود والمواثيق فارسي معرّب ( لسان العرب ( صكك ) ج ١٠ ص ٤٥٧ ) .
علّة الموت ، فلما حضرته الوفاة جمع أهله وحلّفهم ان يجعلوا الصك معه ، ففعلوا
ذلك ، فلما اصبح القوم غدوا الى قبره ، فوجدوا الصك على ظهر القبر ، مكتوب عليه : « وفى اليّ(٣) وليّ الله جعفر بن محمّد ( بما قال )(٤) » . ورواه القطب
الراوندي في الخرائج : عنه ، مثله(٥) . [١٤٣٣٤] ٣
ـ وعن الحاكم أبي عبد الله الحافظ ، باسناده [ عن محمد بن
عيسى ] (١) عن ابي حبيب النباحي
[١٤٣٣٥] ٤ ـ الشيخ الاقدم الحسن بن محمد القمي في كتاب قم : رويت عن مشايخ
____________________________
(٣ ، ٤) ليس في المصدر .
(٥) خرائج الراوندي ج ١ ص ٨٠ .
٣ ـ المناقب ج ٤ ص ٣٤٢ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في الطبعة الحجرية : « الساجي » وفي المصدر « النباجي » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ١٠٦ ورجال النجاشي ص ٣١٧ ) .
٤ ـ كتاب قم ص ٢١١ .
قم : انّ الحسين بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام ، كان بقم يشرب علانية ، فقصد يوماً الحاجة الى باب أحمد ابن اسحاق الاشعري ، وكان وكيلاً في الأوقاف بقم ، فلم يأذن له ، فرجع الى بيته مهموماً ، فتوجه احمد بن اسحاق الى الحج ، فلما بلغ سرّ من رأى ، فاستأذن على أبي محمد العسكري عليه السلام فلم يأذن له ، فبكى احمد طويلاً وتضرّع حتى اذن له ، فلما دخل قال : يابن رسول الله ، لم منعتني الدخول عليك ، وأنا من شيعتك ومواليك ؟ قال عليه السلام : « لانّك طردت ابن عمّنا عن بابك » فبكى احمد وحلف بالله انه لم يمنعه من الدخول عليه الّا لان يتوب من شرب الخمر ، قال : « صدقت ، ولكن لا بدّ من اكرامهم واحترامهم على كلّ حال ، وأن لا تحقّرهم ولا تستهين بهم لانتسابهم الينا ، فتكون من الخاسرين ، فلما رجع احمد الى قم ، أتاه اشرافهم وكان الحسين معهم ، فلما رآه احمد وثب اليه واستقبله وأكرمه واجلسه في صدر المجلس ، فاستغرب الحسين ذلك منه واستبدعه ، وسأله عن سببه ، فذكر له ما جرى بينه وبين العسكري عليه السلام في ذلك ، فلمّا سمع ذلك ندم من افعاله القبيحة وتاب منه ، ورجع الى بيته واهرق الخمور وكسر آلاتها ، وصار من الاتقياء المتورعين والصلحاء المتعبدين ، وكان ملازماً للمساجد ومعتكفاً فيها حتى أدركه الموت .
[١٤٣٣٦] ٥ ـ وعن يعقوب بن يزيد : عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه قال : « قال جدّنا محمد صلّى الله عليه وآله : اني سأشفع في يوم القيامة لاربع طوائف ، ولو كان لهم مثل ذنوب أهل الدنيا : الأول : من سلّ سيفه لذرّيتي ونصرهم ، الثانية : من أعانهم في حال فقرهم وفاقتهم ، بما يقدر عليه من المال ، الثالثة : من احبّهم بقلبه ولسانه ، والرابعة : من قضى حوائجهم اذا اضطروا اليها ، وسعى فيها » .
[١٤٣٣٧] ٦ ـ وعن أحمد بن محمد ، عن ابراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي بن
____________________________
٥ ـ كتاب قم ص ٢٠٦ .
٦ ـ المصدر السابق ص ٢٠٦ .
معلى ، عن هذيل بن حنان ، عن أخيه قال : قلت للصادق عليه السلام : كان لي عند أحد من آل محمد عليهم السلام حق لا يوفيه ويماطلني فيه ، فأغلظت عليه القول ، وأنا نادم مما صنعت ، فقال الصادق عليه السلام : « احبب آل محمد وابرىء ذممهم ، واجعلهم في حلّ ، وبالغ في اكرامهم ، واذا خالطت بهم وعاملتهم ، فلا تغلظ عليهم القول ولا تسبّهم » .
[١٤٣٣٨] ٧ ـ وعن يوسف بن الحارث ، عن محمد بن جعفر الاحمر ، عن اسماعيل ابن عباس ، عن زيد بن جبيرة ، عن داود بن الحصين ، عن أبي رافع ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من لم يحبّ عترتي والعرب ، فهو من احدى الثلاث : امّا منافق ، أو ولد من زنى ، أو حملته امه وهي حائض » .
[١٤٣٣٩] ٨ ـ جامع الأخبار : عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « حقّت شفاعتي لمن أعان ذرّيتي بيده ولسانه وماله » .
وقال صلّى الله عليه وآله : « أكرموا أولادي وحسّنوا آدابي »(١) .
وقال صلّى الله عليه وآله : « احبّوا(٢) أولادي ، الصالحون لله ، والطالحون لي »(٣) .
الشهيد في الدرّة الباهرة : عنه صلّى الله عليه وآله ، مثله(٤) .
وعنه صلّى الله عليه وآله قال : « من أكرم أولادي فقد أكرمني »(٥) .
____________________________
٧ ـ كتاب قم ص ٢٠٧ .
٨ ـ جامع الأخبار ص ١٦٣ .
(١) نفس المصدر ص ١٦٤ .
(٢) في المصدر : اكرموا .
(٣) نفس المصدر ص ١٦٤ .
(٤) الدرة الباهرة :
(٥) نفس المصدر .
[١٤٣٤٠] ٩ ـ تفسير الامام عليه السلام : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال في حديث : « أو تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمن ومن قطعها قطعه ؟ فقيل : يا أمير المؤمنين ، حثّ بهذا كلّ قوم على أن يكرموا أقرباءهم ويصلوا أرحامهم ، فقال لهم : ايحثهم على ان يصلوا أرحامهم الكافرين !(١) قالوا : لا ، ولكنه حثّهم على صلة أرحامهم المؤمنين ، قال : فقال : أوجب حقوق أرحامهم لاتصالهم بآبائهم وامّهاتهم ، قلت : بلى ، يا أخا رسول الله ، قال : فهم اذا انّما يقضون فيهم حقوق الآباء والامهات ، قلت : بلى ، يا أخا رسول الله ، قال : فآباؤهم وامّهاتهم انّما غذوهم من الدنيا ، ووقوهم مكارهها ، وهي نعمة زائلة ، ومكروه ينقضي ، ورسول ربّهم ساقهم الى نعمة دائمة ، ووقاهم مكروهاً مؤبّداً لا يبيد ، فأيّ النعمتين اعظم ؟ قلت : نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله اعظم وأجلّ وأكبر ، قال : فكيف يجوز أن يحثّ على قضاء حقّ من صغر حقه ، ولا يحثّ على قضاء [ حق ](٢) من كبر حقّه ! قلت : لا يجوز ذلك ، قال : فاذا حقّ رسول الله صلّى الله عليه وآله اعظم من حقّ الوالدين ، وحقّ رحمه أيضاً أعظم من حقّ رحمهما ، فرحم رسول الله صلّى الله عليه وآله أولى بالصلة ، واعظم في القطيعة ، فالويل كلّ الويل لمن قطعها ، والويل كلّ الويل لمن لم يعظم حرمتها ، أوما علمت ان حرمة رحم رسول الله صلّى الله عليه وآله حرمة رسول الله صلّى الله عليه وآله ! وان حرمة رسول الله صلّى الله عليه وآله حرمه الله تعالى ! وان الله تعالى أعظم حقّاً من كلّ منعم سواه ! وان كلّ منعم سواه انّما انعم حيث قيضه لذلك(٣) ربّه ووفّقه له » .
[١٤٣٤١] ١٠ ـ وقال عليه السلام في قوله تعالى : ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )(١) الآية : « قال
____________________________
٩ ـ تفسير الإِمام العسكري عليه السلام ص ١٢ .
(١) في المصدر زيادة : وان يعظموا من حقره الله واوجب احتقاره من الكافرين .
(٢) أثبتناه من المصدر .
(٣) في المصدر : له ذلك .
١٠ ـ المصدر السابق ص ١٣٣ ـ ١٣٤ .
(١) البقرة ٢ آية ٨٣ .
رسول الله صلّى الله عليه وآله : من رعى حقّ قرابات أبويه ، اعطي في الجنّة ألف درجة ، بعد ما بين كلّ درجتين حضر(٢) الفرس الجواد المضمر مائة [ ألف ](٣) سنة ، احدى الدرجات من فضّة ، والاخرى من ذهب ، والاخرى من لؤلؤ ، والاخرى من زمرد ، ( والاخرى من زبرجد )(٤) ، والاخرى من مسك ، واخرى من عنبر ، واخرى من كافور ، وتلك الدرجات من هذه الاصناف ، ومن رعى حقّ قربى محمد وعليّ صلوات الله عليهما ، اُوتي من فضل(٥) الدرجات وزيادة(٦) المثوبات ، على قدر [ زيادة ](٧) فضل محمد وعلي صلوات الله عليهما على أبوي نسبه » .
[١٤٣٤٢] ١١ ـ وقال الحسن بن علي عليهما السلام : « عليك بالاحسان الى قرابات أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما ، وان اضعت قرابات أبوي نسبك(١) ، فان شكر هؤلاء الى أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما ، اثمر لك من شكر هؤلاء الى أبوي نسبك ، ان قرابات أبوي دينك ( اذا شكرك )(٢) عندهما بأقل قليل يظهرهما لك ، يحطّ عنك ذنوبك ولو كانت ملء ما بين الثرى الى العرش ، وان قرابات أبوي نسبك ان شكروك عندهما ، وقد ضيّعت قرابات أبوي دينك ، لم يغنيا عنك فتيلا » .
____________________________
(٢) حُضر الفرس : سرعته في جريه ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٠١ ) .
(٣) أثبتناه من المصدر .
(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر .
(٥) في المصدر : « فضائل » .
(٦) في المصدر : « وزيادات » .
(٧) أثبتناه من المصدر .
١١ ـ تفسير الإِمام العسكري عليه السلام ص ١٣٤ .
(١) في المصدر زيادة : « واياك واضاعة قرابات ابوي دينك محمد وعلي فانه يتلافى قرابات أبوي نسبك » .
(٢) في المصدر : « ان شكروك » .
[١٤٣٤٣] ١٢ ـ وقال علي بن الحسين عليهما السلام : « حق قرابات أبوي ديننا محمد وعلي صلوات الله عليهما وأوليائهما ، احقّ من قرابات نسبنا ، ان أبوي ديننا يرضيان عنّا أبوي نسبنا ، وأبوي نسبنا لا يقدران ان يرضيا عنّا أبوي ديننا محمد وعلي صلوات الله عليهما وقراباتهما(١) » .
[١٤٣٤٤] ١٣ ـ وقال محمد بن علي عليهما السلام : « من كان أبوا دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما وقراباتهما ، آثر لديه وأكرم [ عليه ](١) من أبوي نسبه(٢) وقراباتهما ، قال الله عزّ وجلّ : فضّلت الأفضل ، وآثرت الأولى بالإِيثار ، لاجعلنك بدار قراري ومنادمة أوليائي أولى » .
[١٤٣٤٥] ١٤ ـ وقال جعفر بن محمد عليهما السلام : « من ضاق عن قضاء حقّ قرابة أبوي دينه وأبوي نسبه ، وقدح كلّ واحد منهما في الآخر ، فقدّم قرابة أبوي دينه على قرابة(١) أبوي نسبه ، قال الله عزّ وجلّ يوم القيامة : كما قدّم قرابات(٢) أبوي دينه ، فقدّموه الى جناني ، فيزداد فوق ما كان اعدّ له من الدرجات ، ألف ألف ضعفها » .
[١٤٣٤٦] ١٥ ـ وقال موسى بن جعفر عليهما السلام : « وقد قيل له : ان فلاناً كان له ألف درهم ، عرضت عليه بضاعتان يشتريهما لا تتسع بضاعته لهما ، فقال : أيّهما أربح لي ؟ فقيل له : هذا يفضل ربحه على هذا بألف ضعف ، قال : « أليس
____________________________
١٢ ـ تفسير الامام العسكري عليه السلام ص ١٣٤ .
(١) ليست في المصدر .
١٣ ـ المصدر السابق ص ١٣٤ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : « نفسه » .
١٤ ـ المصدر السابق ص ١٣٤ .
(١) في المصدر : قرابات .
(٢) في المصدر : قرابة .
١٥ ـ المصدر السابق ص ١٣٤ .
يلزمه(١) في عقله ان يؤثر الأفضل ؟ ، قالوا : بلى ، قال : فهكذا ايثار قرابة أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما ، أفضل ثواباً بأكثر من ذلك ، لان فضله على قدر فضل محمد وعلي صلوات الله عليهما على أبوي نسبه » .
[١٤٣٤٧] ١٦ ـ وقيل للرضا عليه السلام : ألا نخبرك بالخاسر المتخلف ؟ قال : « من هو ؟ قالوا : فلان ، باع دنانيره بدراهم ، أخذها فرد ماله من عشرة آلاف دينار الى عشرة آلاف درهم ، قال : بدرة باعها بألف درهم ، ألم يكن أعظم تخلّفاً وحسرة ؟ قالوا : بلى ، قال : ألا انبئكم بأعظم من هذا تخلّفاً وحسرة ؟ قالوا : بلى ، قال : أرأيتم لو كان له ألف جبل من ذهب ، باعها بألف حبّة من زيف ، ألم يكن اعظم تخلّفاً واعظم من هذا حسرة ؟ قالوا : بلى ، قال : أفلا انبئكم ( بأشدّ من هذا )(١) تخلّفاً ، واعظم من هذا حسرة ؟ قالوا : بلى ، قال : من آثر في البرّ والمعروف قرابة أبوي نسبه على قرابة أبوي دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما ، لان فضل قرابات محمد وعلي صلوات الله عليهما أبوي دينه ، على قرابات أبوي نسبه ، أفضل من فضل ألف جبل ذهب على ألف حبّة زيف » .
[١٤٣٤٨] ١٧ ـ وقال محمد بن علي الرضا عليهما السلام : « من اختار قرابات أبوي دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما ، على قرابات أبوي نسبه ، اختاره الله تعالى على رؤوس الاشهاد يوم التناد ، وشهره بخلع كراماته ، وشرفه بها على العباد ، الّا من ساواه في فضائله أو فضله » .
[١٤٣٤٩] ١٨ ـ وقال علي بن محمد عليهما السلام : « انّ من اعظام جلال الله ، ايثار قرابة أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما ، على قرابات(١) أبوي نسبك ،
____________________________
(١) في المصدر : يلزم .
١٦ ـ تفسير الامام العسكري عليه السلام ص ١٣٤ .
(١) في المصدر : بمن هو أشد من هذا .
١٧ ـ المصدر السابق ص ١٣٥ .
١٨ ـ المصدر السابق ص ١٣٥ .
(١) في المصدر : قرابة .