نفحات القرآن - ج ٤

آية الله ناصر مكارم الشيرازي

نفحات القرآن - ج ٤

المؤلف:

آية الله ناصر مكارم الشيرازي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 964-8139-98-9
ISBN الدورة:
964-8139-75-X

الصفحات: ٤٠٠

وقد فسّر بعض المفسّرين (الشّر) هنا بمعنى : الشياطين أو جهنّم ، أو أنواع الحيوانات المؤذية ، أو الناس والشياطين الأشرار ، وأنواع الأمراض والآلام والمتاعب والقحط والبلايا.

ولكن كما ذكرنا فإنّ الآية ذات مفهوم عام ، ونحن نعلم بأنّ أي واحدة من هذه الأمور ليست شرّاً مطلقاً أو شراً غالباً ، كما شرحنا ذلك في البحوث السابقة ، ولكن يُمكن أن تصير سبباً للشّر ، فيعوذ الإنسان بالله من شرّها.

ومن هنا يتضح جواب السؤال الثاني أيضاً وهو أنّ جميع ما خلق الباري سبحانه خيراً ، «إما مطلقاً أو غالباً» ، وما نُسميه نحن بالشّر إما هو ذو صبغة عدميّة لا يسعه مفهوم الخلق ، وإمّا ذو صبغة نسبيةّ أو من الأمور الوجوديّة التي تُسبب العدم ، كالسموم القاتلة التي لها استعمالات طبيّة كثيرة أيضاً في نفس الوقت.

وبهذا تتضح جميع التعابير القرآنية في الخير والشّر ، ويتضح ردّ الإشكالات الاخرى المختلفة المطروحة في هذا المجال ، ومن جملتها الإشكالات التي نقلها الفخر الرازي عن بعض الملحدين والماديين وتركها دون جواب.

٥ ـ الخير والشّر في الروايات الإسلاميّة

وردت هاتان الكلمتان في الروايات الإسلامية الواردة عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأئمّة المعصومين عليه‌السلام ، بشكل واسع وفي صَيغٍ مُختلفة.

ما يتناسب مع موضوع بحثنا أولاً هو تصريح الكثير من الروايات بكون الخير والشر مخلوقين إلهيّين ، من جملتها :

ورد عن الإمام الباقر ، عليه‌السلام : «إنّ الله يقول أنا الله لا إله إلّاأنا ، خالق الخير والشّر ، وهما خلقان من خلقي ...» (١).

وقد ورد نفس هذا المعنى في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، حيث قال : «إنّي أنا

__________________

(١) بحارالانوار ، ج ٥ ، ص ١٦٠ ، ح ٢٠.

٣٨١

الله لاإله إلّاأنا ، خلقت الخلق ، وخلقت الخير وأجريته على يدي من أُحبّ ، فطوبى لمن أجريته على يديه ، وأنا الله لا إله إلّاأنا ، خلقت الخلق وخلقت الشّر وأجريته على يدي من أريده ، فويلُ لمن أجريتهُ على يديه» (١).

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام ، أيضاً : «الخير والشّر كُلّه من الله» (٢) وهنالك أحاديث عديدة اخرى في المصادر الإسلامية ، وذكرها بأجمعها يخرجنا عن صُلب الموضوع(٣).

وقد طُرحَتْ أسئلة مختلفة بصدد هذه الأحاديث أهمها السؤال التالي :

أولاً : إذا كان الشر أمراً عدميّاً فكيف عُبّر عنه بالخلق هنا؟

يمُكن العثور على جواب هذا السؤال في البحوث السابقة ، وهو كثيراً ما يحدث أن تُطلق لفظه الشّر على الأمور الوجوديّة التي تُسبب العدم ، كأنواع المكروبات والمواد السّامة والأسلحة المخرّبة والتي تعتبر جميعها أموراً وجودية لكنها مصدر «الأمراض» و «الموت» و «الخراب» ، التي هي أمور عدميّة ، «دقق جيّداً».

علاوةً على هذا فإنّه يُحتمل أن يكون التعبير الوارد يشير إلى الشرور النسبية ذات الصبغة الوجوديّة والتي يغلب خيرها على الرغم من تركها أثاراً سلبيّة لبعض الأفراد.

يقول العلّامة المرحوم المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) في «مرآة العقول» عن المحقق الشيخ الطوسي ، في شرح أمثال هذه الروايات : المقصود من الشّر هو الأمور التي لا تناسب طبع الإنسان على الرغم من وجود مصلحة معينة فيها.

ثم أضاف في توضيحه عن كلام المحقق : «للشر معنيان».

١ ـ الشيء الذي يخالف الطبع ولا يتناسب معه كالحيوانات المؤذية.

٢ ـ الشيء المؤدي إلى الفساد وليس فيه مصلحة ما.

وما يُنفى عن الله سبحانه هو الشّر بالمعنى الثاني لا الأول ، ثم أضاف قائلاً : يعتقد

__________________

(١) اصول الكافي ، ج ١ ، ص ١٥٤ ، باب الخير والشر ، ح ١.

(٢) بحارالانوار ، ج ٥ ، ص ١٦١ ، ح ٢١.

(٣) لزيادة الإطلاع راجع المجلد الأول من اصول الكافي : باب الخير والشر ، والمجلد الثاني من كتاب الدعاء : باب ما يمجد به الرب ، الحديث الأول والثانى ، ص ٥١٥ و ٥١٦ ، وبحارالانوار ، ج ٥ ، باب السعادة والشقاوة.

٣٨٢

الفلاسفة بأنّ الأمور على خمسة أنواع : الأشياء التامّة الخير والتي يُستلزم صدورها من الله عزوجل ، والأشياء التامّة الشر التي يستحيل صدورها من الله عزوجل ، والأشياء التي يغلب خيرها وهي ضرورية الصدور من الله أيضاً ، والأشياء الغالبة الشّر أو التي تساوى خيرها وشرّها ، فكلاهما لا يصدران من الله تعالى ، وما نراه من الحيوانات المؤذية في عالمنا فانَّ فوائده الوجوديّة أكثر من شره ، «ولذلك خُلقوا» (١). لذا يُحتمل أن يكون المقصود من خلق الشّر من قبل الله تعالى هو الأمور التي فيها نسبة من الشّر ، لكن خيرها غالب في المجموع.

والسؤال الآخر المطروح بصدد هذه الرواية هو : أنّ الرواية تقول بأنّ الله يجري الخير والشّر على يد فئات مُختلفة من الناس ، أفلا تُعطي هذه المسألة رائحة الجبر؟ وكيف يمكن للخالق الحكيم أن يجعل أفراداً وسيلة للشرّ والفساد؟ والجواب على هذا السؤال أيضاً ، بالنظر لما مضى سابقاً ، ليس بأمر مُعقّد ، لأنّ هذه التعابير تُشير إلى التوحيد الأفعالي الإلهي ، أي أنّ ذاته منتهى كُلّ شيء ولكن الله قد منح الإنسان حرّية الإرادة وخيارها ومكّنه من أسباب الخير والشّر والصلاح والفساد ليبتليه ، فالبشر هم الذين يُصمِّمون التصميم النهائي في انتخاب نوع الطريق ، ونوع البرنامج السلوكي ، ومُسلّماً أنّ الله يجري أنواع الخير على يد الذين ينتهجون طريق الإيمان والعمل الصالح.

ومن هنا يتضح تفسير الآيات التي تقول : (فَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ* وَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ). (الزلزال / ٧ ـ ٨)

وخلاصة الكلام هو أنّ الشر بمفهومه العدمي ليس بمخلوقٍ إلهيّ ، وما هو مخلوق شيئان :

١ ـ الأمور الوجوديّة الأصل لكنها أسباب الأمور العدميّة ، وقد ذكرنا أمثلتها.

٢ ـ الأمور التي خيرها يغلب شرّها ، أو بتعبير أخر شرها نِسْبي ، كالكثير من سموم الحيوانات التي تؤدي إلى موت وهلاك الإنسان في حالات معينة ، لكنها وكما نعلم مادّة صناعة الكثير من العقاقير الشافية من جهة اخرى ، ويوجد في مراكز صناعة الأدوية أقسام لحفظ الثعابين الخطرة وذلك للاستفادة من سمومها ، علاوةً على هذا فإنّ أنياب وسُمّ هذه

__________________

(١) مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٧١ ، باب الخير والشر ، ح ١.

٣٨٣

الحيوانات هي وسيلتها الدفاعية لمواجهة الأعداء ، أو جمع الغذاء من أجل البقاء.

وكذا المكروبات المعروفة بالشّر هي امور وجوديّة ، فبالإضافة إلى آثارها السلبية فانَّ لها أثاراً إيجابية أيضاً ، وتعمل الكثير من هذه الموجودات المجهرّية على تفسيخ أجساد الموتى وجثث الحيوانات ، ولولاها لما مضت إلّامدّة وجيزة حتْى تمتلىء الأرض بالأجساد المتعفّنة وتتلّوث بسببها ، وَلَحَلَّ الدمار الشديد بالبيئة الإنسانية.

وأيضاً تعمل مجموعة منها على إحداث افعال وانفعالات معينة داخل التربة لتهيّأها للزرع.

وحتى المكروبات المؤذية المسببة للأمراض فإنّ هجماتها المستمرة على بدن الأنسان ، عن طريق الغذاء والماء والهواء ، تُنشّط جميع خلاياه وتجعلها في حالة دفاعية دائماً وتكون سبباً في اقتدارها ، إلى الدرجة التي يعتقد البعض بأنّه لو لم تكن هذه المكروبات الهجوميّة لكان بدن الإنسان ضعيفاً جدّاً ولكان أطول إنسان لا يتجاوز طول قامته الثمانين سنتمتراً!

والسؤال الأخير المطروح بصدد خلق الشّر هو : لم لا تنحصر مخلوقات الله بالخير المحض؟ وتوجد أشياء غالبة الخير ، فمثلاً نجد أنّ النار مادّة حارقة ينتج منها الكثير من شؤون الحضارة الإنسانية ، والمواد الحياتية والأشياء المفيدة ، لكنها أحياناً قد تُحرق أفراداً ، أو تحول بيتاً بأكمله إلى رماد بسبب سوء استخدامها.

ولكن يجب الإنتباه في مثل هذه الموارد إلى أنّها لو جُرّدت عن صيغة الشّر فقدت محتواها ، أي أن لا يخلق الله ناراً ، لأنّ النار التي تُحرق أحياناً ولا تُحرق أحياناً اخرى ليست بنار.

وبتعبير آخر : يحتوي عالم المادّة بطبيعته على مثل هذه النقائص إلى جنب كمالاته ، وإذا كان من المقرر حذف هذه النقائص لصار معناه نقض خلق عالم المادّة أساساً ، «أي أن لا يُخلَقْ» ، في حين أنّه ذو خيرٍ غالب وكمال نسْبي ، وخلقه عين الحكمة (تأمل جيداً).

* * *

٣٨٤

«سؤالان مُهمّان عن العدل الإلهي» في نهاية هذه المباحث بقي هنالك سؤالان جديران بالإهتمام والإلتفات :

١ ـ لماذا طُرِحَ العدل كواحد من أصول الدين؟

كما نعلم ووفق تقسيم الصفات الإلهيّة ، تقع صفة العدل في قسم الصفات الفعلية ، وتُعتبر واحدة منها ، لأنهّا صفة للفعل الإلهي ، ويخطر هنا السؤال الثاني : لأي الخصوصّيات فُصلتْ هذه الصفة عن سائر الصفات ، وأخذت مكانها كأصل مُستقل من أصول الدين الخمسة ؛ وأحياناً توصف مع ، «الإمامة» ، كأصلين خاصّين في المذهب الشيعي؟

للاجابة عن هذا السؤال يجب الإلتفات إلى عدّة أمور :

١ ـ الظرف الزماني لهذه المسألة ، التي مرّت علينا في بداية البحوث من ناحية أصل ظهورها التاريخي هي من أوضح أسباب انفصال هذه الصفة عن بقية الصفات الإلهيّة.

لأنّه كما ذكرنا فقد شهد القرن الأول الهجري نزاعاً شديداً بين علماء العقائد الإسلاميّة ، حيث كان في أحد طرفيه جماعة الأشاعرة الذين كانوا يعتقدون بعدم إمكانية وصف الأفعال الإلهيّة بالعدل والظلم ، فهي فوق هذه الأمور ، وكل ما يصدر من الله هو عين العدل ، حتى وإن أدخل جميع الأنبياء في النار ، وجميع الأشقياء في الجنّة ؛ وكان طرفه الأخر جماعة الشيعة وجماعة المعتزلة ، «جماعة كانت تعتبر العقل كأحد المصادر الإسلاميّة» ، الذين كانوا يقولون ويعتقدون بحكمة الله وعدله وعدم صدور شيء منه خلاف ذلك ، فلن يثيب الظالم ولن يعاقب المظلوم ، وعقلنا يدرك الحسن والقبيح بمقدار واسع ، ولا يصدر من الله العادل والحكيم إلّاالفعل الحسن.

وكما لاحظنا فإنّ كثيراً من الآيات القرآنية أيدت هذه الحقيقة أيضاً.

وأدّى هذا الإختلاف إلى ظهور جماعة عُرفت باسم «العدلية» ، وعُرف أصل العدل ، وأصل الإمامة كأصلين خاصّين في المذهب الشيعي.

٢ ـ علاوةً على هذا ، فإنّ الكثير من صفات الفعل الإلهي تعود بالحقيقة إلى أصل العدل ،

٣٨٥

فمثلاً حكمة الله ورازقيته ورحمانيته ورحيميته جميعاً واقعة في ظلّ عدالته ، وبالأساس إنّ العدالة بمفهومها الحقيقي الواسع ، أي وضع كل شيء في موضعه المناسب ، تشمل جميع الصفات الفعلية ، والأهم من الجميع هو أنّ مسألة «المعاد» ، و «مالكية الله ليوم الدين» ، تنشأ بالحقيقة من عدالته سبحانه ، وهذه الخصوصّية تستلزم الإلتفات إلى هذا الأصل بصورة مستقلّة.

٣ ـ للعدل مفهوم واسع بحيث يشمل كُلًّا من العدالة العقائديّة ، والعدالة الأخلاقية ، والعدالة الاجتماعيّة ، وبذلك سينعكس من مسألة العدل الإلهي نورٌ على الملكيات الأخلاقية الإنسانية ، وعلى كافة القوانين الاجتماعيّة ، وكم لائقٌ بمثل هذا الاصل العقائدي الذي له مثل هذا الانعكاس الواسع أن يُعرّف كأحد أركان الإسلام ، ولو أنّنا لم نعثر في المصادر الإسلامية على آية أو رواية تدل بوضوح على صدور هذا الإنتخاب من قبل الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ، ويبدو انه انتخاب صادرٌ من قبل علماء الكلام والعقائد ، ولكن الدافع الأساسي له هو التأكيد والإهتمام الكثير الذي أولته الآيات والروايات لهذه المسألة بشكل كُلّي (١).

٢ ـ هل تتعارض هذه الأمور مع العدل الإلهي؟

يلاحظ وجود مواضيع مختلفة في القرآن والروايات الإسلاميّة تبدو بأنّها غير متناغمة مع مسألة العدل الإلهي من الناحية الإسلامية أحياناً ، ومن وجهة نظر بعض العلماء أحياناً اخرى ، مثل :

١ ـ مسألة الشفاعة.

٢ ـ مسألة الجبر والتفويض.

٣ ـ مسألة القضاء والقدر.

٤ ـ تفاوت تقسيم الأرزاق ، ووجود الغنى والفقر معاً في المجتمات الإنسانية.

__________________

(١) ورد تأييد ضمني فقط لهذا الكلام في الرواية المنقولة عن الإمام الصادق عليه‌السلام عندما سأله رجل : «إنّ أساس الدين التوحيد والعدل» وطلب منه توضيحاً أكثر حول ذلك. (راجع بحار الأنوار ، ج ٥ ، ص ١٧).

٣٨٦

ومن المسلّم أنّ لكل واحدة من هذه المسائل من حيث الماهيّة والمحتوى بحثاً خاصاً ومفصلاً سنتطرق إليها جميعاً في محلّها الخاص ، ولكن يتوجّب هنا فقط أن نبحثها من ناحية عدم وجود تضاد فيما بينها وبين مسألة العدل الإلهي.

أمّا بالنسبة للشفاعة فالذين يعتقدون بأنّ الشفاعة معناها أن يشفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو إمام معصوم عليه‌السلام ، أو ملك مقرب في دخول مذنب معين الجنّة ، في حين من المقرر أن يدخل نظيره في الذنب والظروف النار ، يحق لهم أن يعتقدوا بتضاد مثل هذه الشفاعة مع أصل العدل.

ولكن نظراً لكون الشفاعة تخص الذين أبدوا من ناحيتهم لياقة خاصّة في هذا المجال ، وحازوا على حق شفاعة الشافعين بالأعمال الصالحة ، بحيث صار وعد الشفاعة من الناحية العملية درساً تربوياً لإصلاح المذنبين وسوقهم نحو الصراط المستقيم أو مانعاً لهم على الأقل من زيادة التلوث بالذنوب ، يتضح جيداً عدم انتفاء مسألة الشفاعة مع عدالة الله وحكمته ، بل تؤكّدها كذلك (١).

وأمّا مسألة «الجبر والتفويض» ، فالذي يتنافي مع العدل هو مسألة «الجبر» ، فإمّا أن نقول بالجبر وننكر العدالة ، وإمّا الاقرار «بالعدل» وترك «الجبر» وكما لاحظتم في البحوث السابقة فقد اضطرّ المعتقدون بالجبر إلى مسألة العدالة ، وهذه إحدى أكبر الإشكالات على مذهبهم.

نكرر بأن ليس الهدف هو طرح مسألة الجبر والتفويض ودلائل بُطلان الجبر ، فلها محل أخر خاص بها ، والهدف الوحيد هنا هو النظر إليها بمنظار مسألة العدالة لنرى هل يمكن أن يُجبر أحدٌ على ذنبٍ معين ثم يُعاقبُ عليه ، فمن الواضح أنّ هذا السؤال يجاب عنه بالنفي ، وأمّا بالنسبة إلى مسألة «القضاء والقدر» و «مصير الإنسان» بالشكل الذي سيمر علينا في بحث القضاء والقدر ، فإنّ المفهوم الواقعي والمنطقي «للقضاء والقدر» ، ليس بمعنى التقدير المُسبق لمصير الإنسان ، من حيث السعادة والشقاء ، والطاعة والمعصية ، بشكل إجباري

__________________

(١) لزيادة الإطلاع راجع التفسير الأمثل ، ذيل الآيتين ٤٧ و ٤٨ من سورة البقرة.

٣٨٧

وحتمي وغير قابل للتغيير ، فليست هذه المسألة بأكثر من خرافة ، أي حمل بعض الجهلاء مسألة «القضاء والقدر الإلهي» ، على هذا المعنى ، فالقضاء والقدر الإلهي يشير من جهة إلى قانون العلية ، أي أنّ الله قدّر نجاح وتوفيق الساعين العاملين ، وأفشل الكسالى والخاملين «ووجود بعض الإستثناءات المحدودة لا تُلغي كُليّة هذه المسألة».

وكذا تعلق القضاء والقدر الإلهي بعمل الإنسان بأن يسعد المطيعون ، ويشقى العاصون ويهزم الذين يَسلكون طريق الفرقة والاختلاف.

والقضاء والقدر الإلهي هكذا دائماً ، ومن المُسلّم تناغمه الكامل مع مسألة العدل الإلهي إن فُسّر بهذا الشكل ، وإن حملناه على ما فسّره بعض الجهلاء فسوف يتنافى مع العدل الإلهي ، وليس هنالك طريق لحل هذه المعضلة (١).

وأمّا مسألة تفاوت الناس من حيث الفقر والغنى ، فهي أيضاً مسألة من قبيل القضاء والقدر الإلهي المشروط ، أي أنّ الأفراد أو الشعوب المثابرة ، المنظمة ، والمتحدة أغنى من الأفراد والشعوب الكسولة العديمة النظم والإتحاد عادة ، ونحن نلاحظ نماذج عينية لها في مجتمعنا والمجتمعات العالمية ، ولا يُمكن للموارد الاستثنائنة أن تُلغي هذا الأصل الكلّي.

أجل ، فهنالك موارد أيضاً يفرض الفقر فيها على فرد أو مجتمع معين من الخارج ، ويؤدّي الاستعمار والاستثمار من قبل جماعة إلى فقر واستضعاف جماعة اخرى ، وهذه المسألة أيضاً لا تفسح المجال للتشكيك بمسألة العدل الإلهي ، فلا ريب في أنّ الله قد منح الإنسان الحرّية ، لأنّه تعالى لو لم يفعل لما أمكن سلوك طريق التكامل تحت ظروف الجبر ، ولا ريب أيضاً في قيام جماعة باستغلال هذه المسألة بصورة سيئة ، وطبعاً سينتصر الله للمظلوم من الظالم ، ولكن إذا كان من المقرر أن تؤدّي الإستغلالات السيئة إلى سلب الله الناس الحرّية بصورة تامّة لتعطلت قافلة السير التكاملي الإنساني ، هذا من جهة ومن جهة اخرى ، إن سوء استغلال العباد لنعمة الحرية لا تخدش عدالة الله أصلاً (٢).

__________________

(١) ولتمام التوضيح حول مسألة القضاء والقدر والمصير راجع كتاب دوافع ظهور المذاهب ، ص ١٧ ـ ٤١ ، والتفسير الامثل ذيل الآية ٤٩ من سورة القمر.

(٢) ورد توضيح أكثر حول هذا البحث في نفحات القرآن ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ ـ ٢٩٤.

٣٨٨

آخر الكلام حول مسألة العدل الإلهي : انعكاس العدل الإلهي في «الأخلاق» و «العمل». فقد أشرنا سابقاً إلى عدم انفصال «المسائل العقائدية» عن «المسائل العلميّة» في الإسلام ، وإلى كون التفكّر بالصفات الإلهيّة يؤدّي إلى تفتُّح بصيرة الإنسان ، وربطها بذلك الكمال المطلق ، والسعي للتقرب إليه تعالى بالسير الظاهري والباطني ، وهذا القرب سيؤدّي بالنتيجة إلى تخلق الإنسان بالأخلاق الإلهيّة ، وانعكاس صفاته تعالى في أخلاقه واعماله.

لذا فكلما تقرب الإنسان إليه أكثر ، تأصلت هذه الصفات فيه أكثر ، لا سيما في مسألة العدل الإلهي ، «سواءً أفسّرنا العدالة بمفهومها الواسع أي وضع كل شيء في محلّه المناسب ، أم بمعنى أداء الحقوق ومحاربة كل ألوان التبعيض والإجحاف» ، فهذه العقيدة تترك أثراً في الفرد المسلم والمجتمعات الإسلامية ، وتدعوهم نحو إدارة الأعمال بصورة صحيحة ، ورفع راية العدل ليس فقط في المجتمعات الإسلاميّة ، بل في العالم أجمع.

ومسألة العدالة في الإسلام بدرجة من الأهميّة بحيث لا يحول دونها شيء ، فلا أثر للحب والعداوة والقرابة والأرحام ، البعد والقرب فيها وأي انحراف عنها يُعدّ اتباعاً للهوى ، كما ورد في قوله تعالى : (يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِى الأَرضِ فَاحكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ) (ص / ٢٦)

قوله تعالى : (وَلَا يَجْرِمَنَّكُم شَنَئَانُ قَومٍ عَلَى أَلَّا تَعدِلُوا). (المائدة / ٨)

وهذا الموضوع بدرجة من الأهميّة بحيث لو لم يتيسّرْ تطبيق العدالة بالطرق السلميّة لجاز تعبئة المظلومين ودعوتهم إلى الثورة العامة من جهة ، ومقاتلة الظالم للدفاع عن حقهم من جهة اخرى ، كما ورد في الآية : (وَمَا لَكُم لَاتُقاتِلُونَ فِى سِبيلِ اللهِ وَالمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجَالِ وَالنّسَاءِ وِالوِلْدانِ). (النساء / ٧٥)

* * *

٣٨٩

نختم هذا البحث بعدة روايات موثوقة تزين خاتمة هذا المجلّد :

١ ـ قال الإمام علي عليه‌السلام في كلامٍ مختصرٍ وبتعبيرٍ لطيف غني : «العدل حياة» (١)

٢ ـ في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «العدل أحلى من الماء يُصيبه الظّمآن» (٢).

٣ ـ وعن الإمام علي عليه‌السلام أيضاً : «جعل الله العدل قواماً للأنام وتنزيهاً من المظالم والاثام وتسنية للاسلام».

٤ ـ وعنه عليه‌السلام أيضاً : «العدل رأس الإيمان وجماع الاحسان وأعلى مراتب الإيمان».

وأخيراً ورد تعبير سامٍ عن نبي الإسلام محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عدل ساعة خيرٌ من عبادة سبعين سنة ، قيام ليلها وصيامُ نهارها ، وجورُ ساعة أشدّ وأعظم عند الله من معاصي ستين سنة».

اللهمّ! أنر قلوبنا بنور معرفة ذاتك ، وصفات جمالك وجلالك ، لكي لا نعبد سواك ، ولا نسلك إلّاسبيلك.

اللهمّ! نَوِّر أرواحنا وقلوبنا بعشق جمالك لتصطبغ أعمالنا وأخلاقنا بصبغتك وتقترن بها (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنَ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً). (البقرة / ١٣٨)

اللهمّ! هب لنا تقوىً مقرونة بالإيمان بأسمائك الحسنى ، تصوننا عن الإفتراق عن خط العدالة ، وسلوك خط الانحراف ، ولو بمقدار رأس إبرة.

آمين ربّ العالمين

١٥ ـ ربيع الثاني ـ ١٤١

__________________

(١) غررالحكم نقل عنه ميزان الحكمة ، ج ٦ ، ص ٨١.

(٢) بحارالانوار ، ج ٧٢ ، ص ٣٦ ، ح ٣٢ ، وقد نقل نفس هذا المضمون بشكل آخر عنه عليه‌السلام حيث قال : «العدل أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأطيب ريحاً من المسك».

٣٩٠

الفهرس

معرفة صفات جمال وجلال الله سبحانه........................................... ٥

طريق مملوء بالورود والأشواك..................................................... ٨

شرح المفردات................................................................. ٩

جمع الآیات وتفسیرها........................................................ ١١

لیس کمثله شیء............................................................ ١١

نتيجة البحث............................................................... ١٦

توضيحات.................................................................. ١٧

١ ـ لا تشبيه ولا تعطيل....................................................... ١٧

٢ ـ لم لا يصل العقل إلى كُنه ذاته وصفاته....................................... ١٩

٣ ـ النهي عن التشبيه في الروايات الإسلامية..................................... ٢٠

٤ ـ هل إنَّ أسماء الله توقيفيّة................................................... ٢١

أسماء الله الحسنى والاسم الأعظم............................................. ٢٥

جمع الآیات وتفسیرها........................................................ ٢٧

أسماء الله الخاصّة............................................................. ٢٧

توضيحات.................................................................. ٢٩

١ ـ ما هي حقيقة الأسماء الحسنى............................................... ٢٩

٣٩١

٢ ـ عدد الأسماء الحسنى وتفسيرها.............................................. ٣٠

٣ ـ أي واحد منها اسم الله الأعظم............................................. ٣٩

صفات الله تعالى.............................................................. ٤٣

أقسام صفات الله تعالى....................................................... ٤٥

كما هو المتعارف فإنّ صفات الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى قسمين................. ٤٥

أ) صفات جمال الله........................................................... ٤٧

١ ـ علم الله المطلق........................................................... ٤٩

شرح المفردات............................................................... ٥٠

جمع الآیات وتفسیرها........................................................ ٥١

الله عزوجل عالم بكل شيء.................................................... ٥١

يعلَمُ نيّاتكم................................................................. ٥٢

يلعم السر والجهر............................................................ ٥٣

وعنده مفاتح الغيب.......................................................... ٥٤

إنّه علّام الغيوب............................................................. ٥٦

موجودُ في كل مكان.......................................................... ٥٦

وهو معكم اينما كنتم......................................................... ٥٨

الخالق عليم بخلقه............................................................ ٥٩

ولو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام و......................................... ٦١

عنده مفاتح الغيب الخمسة.................................................... ٦٢

وكل شيء في كتاب مبين..................................................... ٦٥

ونحن أقرب اليكم............................................................ ٦٦

توضيحات.................................................................. ٦٨

١ ـ تأثير علم الله في بُعدي العرفان والتربية....................................... ٦٨

٣٩٢

٢ ـ الأدلة علىى علم الله...................................................... ٦٩

أ) برهان الخلق والنظم........................................................ ٦٩

ب) برهان الإمكان والوجوب.................................................. ٧٠

ج) برهان اللّاتناهي.......................................................... ٧٠

٣ ـ إنّ علم الله حضوري...................................................... ٧١

٤ ـ لا حصر ولا نهاية لعلم الله................................................. ٧١

٥ ـ أسئلة مهمة حول علم الله................................................. ٧١

٦ ـ علم الله في الروايات الإسلامية............................................. ٧٧

أقسام علم الله............................................................... ٧٩

أوب) إنّ الله سميع وبصير..................................................... ٧٩

شرح المفردات............................................................... ٨٠

جمع الآیات وتفسیرها........................................................ ٨١

هو السمیع البصیر........................................................... ٨١

یعلم ما تعلمون.............................................................. ٨٢

هو السمیع والعلیم........................................................... ٨٣

جهادکم.................................................................... ٨٤

إنّه قريب منكم.............................................................. ٨٥

إنّه سميع الدعاء.............................................................. ٨٦

إنّه تعالى بصير.............................................................. ٨٦

إنّ الله خبير بأحوال العباد..................................................... ٨٧

إنّه بصير بالمشاكل التي تواجه عباده............................................ ٨٧

الطَّير فَوقَهُمْ صنافّاتٍ......................................................... ٨٨

نتيجة البحوث.............................................................. ٨٩

توضيحات.................................................................. ٩٠

١ ـ معنى كون الله سمعياً بصيراً.................................................. ٩٠

٣٩٣

٢ ـ السميع والبصير الواردة في نهج البلاغة والروايات.............................. ٩٠

٣ ـ الأثر التربوي للإيمان بكون الله سميعاً بصيراً................................... ٩١

٤ ـ الله المدرك............................................................... ٩٣

ج) إنّ الله حكيم............................................................ ٩٥

شرح المفردات............................................................... ٩٦

جمع الآیات وتفسیرها........................................................ ٩٧

قدرته مقرونة بحكمته......................................................... ٩٧

جميع أفعاله تتسم بالحكمة.................................................... ٩٨

هو الحكيم الخبير........................................................... ١٠٠

حكيم لأنّه وضع طريقاً للرجعة............................................... ١٠٠

هو الحكيم الحميد.......................................................... ١٠١

إنّهُ عليُّ حَكيِم............................................................ ١٠١

الطلاق نابع من الحكمة الإلهيّة............................................... ١٠٢

نتيجة البحث.............................................................. ١٠٢

توضيحان................................................................. ١٠٣

١ ـ الأدلة على حكمة الله تعالى.............................................. ١٠٢

٢ ـ الآثار التربویّة لمعرفة حكمة الله تعالى....................................... ١٠٤

د) إرادة الله ومشيئته........................................................ ١٠٧

شرح المفردات.............................................................. ١٠٨

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ١٠٩

إرادته نافذة في كل شيء.................................................... ١٠٩

لا شيء يحول بينه وبين إرادته تعالى........................................... ١١٠

إرادته سبحانه في نُصره المستضعفين........................................... ١١١

يريد الله بكم اليسر......................................................... ١١٢

إنّ الله يخلق ما يشاء........................................................ ١١٢

٣٩٤

المشيئة الإلهیّة.............................................................. ١١٣

الوحي والمشيئة الإلهيّة....................................................... ١١٤

توضيحات................................................................ ١١٥

١ ـ الدلائل العقلية على الإرادة الإلهيّة......................................... ١١٥

٢ ـ ما معنى إرادة الله سبحانه................................................ ١١٦

٣ ـ الإرادة الإلهيّة التكوينية والتشريعية......................................... ١١٧

٤ ـ الإرادة الإلهيّة في الروايات الإسلامية....................................... ١١٧

٢ ـ القدرة الإلهيّة المطلقة..................................................... ١١٩

شرح المفردات.............................................................. ١٢٠

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ١٢٢

إنّهُ على كُلَّ شيء قَدير..................................................... ١٢٢

الهدف من خلق الكون هو معرفة قدرته سبحانه................................ ١٢٣

بيده الحياة والموت.......................................................... ١٢٣

تطورات الحياة دليل على قدرته تعالى.......................................... ١٢٤

المالكية والقدرة............................................................. ١٢٥

قدرته تعالى على اعادة الخَلق................................................. ١٢٦

قدرته تعالى على إحياء الموتى................................................ ١٢٦

قدرته تعالى على تبديل الأقوام................................................ ١٢٧

وما كان الله ليعجزه من شيء................................................ ١٢٨

هو الوهاب القدير.......................................................... ١٢٨

نتيجة البحث.............................................................. ١٢٩

توضيح: الأدلة على القدرة الإلهيّة المطلقة...................................... ١٢٩

٣ و ٤ ـ أزليّة وأبديّة الله تعالى................................................ ١٣٩

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ١٣٩

توضیحات................................................................ ١٤٤

٣٩٥

١ ـ النظرة الفلسفية لأزلية وأبديّة الله تعالى..................................... ١٤٤

٢ ـ أزلية الله تعالى وأبديته في الروايات الإسلامية................................ ١٤٥

٣ ـ الإجابة عن سؤال....................................................... ١٤٦

الله الحي القيّوم............................................................. ١٤٩

شرح المفردات.............................................................. ١٥٠

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ١٥١

الله قائم بذاته والإنسان قائم بالله............................................. ١٥١

توضيحان................................................................. ١٥٣

١ ـ حقيقة الحياة........................................................... ١٥٣

٢ ـ الأدلة على حياته سبحانه................................................ ١٥٤

ب) صفات الجلال لله سبحانه وتعالى (الصفات السلبية)....................... ١٥٧

شرح المفردات.............................................................. ١٦٠

جمع الآیات وتفسيرها....................................................... ١٦١

كل الخلائق تسج لله........................................................ ١٦١

توضيح : «التشبيه» من أعظم الذنوب....................................... ١٦٤

١ و ٢ ـ نفي الرؤية والجسميّة................................................ ١٦٧

جمع الآیات وتفسيرها....................................................... ١٦٨

العين لا تُطيق مشاهدة جماله................................................ ١٦٨

يا موسى ارنا الله جهرة...................................................... ١٧١

عدم امكانية رؤية الله....................................................... ١٧٤

النتيجة................................................................... ١٧٥

توضيحات................................................................ ١٧٥

١ ـ لماذا تستحيل رؤية الله تعالى.............................................. ١٧٥

٣٩٦

٢ ـ منطق القائلين بامكانية الرؤية............................................. ١٧٦

٣ ـ الروايات الدالّة على انتفاء رؤية الله........................................ ١٧٩

٤ ـ أدلّة القائلين بالرؤية الظاهريّة............................................. ١٨١

٥ ـ الله عزّوجلّ ليس جسماً.................................................. ١٩٠

٣ ـ ليس له محل وهو موجود في كُلّ مكان..................................... ١٩٣

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ١٩٤

أينما تُولوا فتم وجه الله...................................................... ١٩٤

وهو معكم أينما كنتم....................................................... ١٩٦

نتيجة البحث.............................................................. ٢٠٠

توضيحات................................................................ ٢٠١

١ ـ الله عزوجل فوق المكان والزمان........................................... ٢٠١

٢ ـ لا يحلُّ الله في شيء..................................................... ٢٠٢

٣ ـ معنى حضور الله تعالى في كُلّ مكان....................................... ٢٠٣

٤ ـ لماذا نرفع أيدينا إلى السماء أثناء الدعاء.................................... ٢٠٤

٥ ـ نفي المكانية عن الله في الروايات الإسلامية................................. ٢٠٦

٦ ـ تبريرات المخالفين....................................................... ٢٠٩

٧ ـ المتصوّفة ومسألة الحلول.................................................. ٢١٣

٢ صفات فعل الله........................................................... ٢١٧

١ ـ الخالق ٢ ـ الخلّاق ٣ ـ أحسن الخالقين..................................... ٢٢٠

٤ ـ الفاطر ٥ ـ الباري ٦ ـ الخالق ٧ ـ البديع ٨ ـ المصوّر.......................... ٢٢٢

٩ ـ المالك ١٠ ـ الملك ١١ ـ الحاكم ١٢ ـ الحكيم ١٣ ـ الرّب..................... ٢٢٦

١٤ ـ الولي ١٥ ـ الوالي ١٦ ـ المولى ١٧ ـ الحافظ ١٨ ـ الحفيظ ١٩ ـ الرقيب........ ٢٢٩

٢٠ ـ المهيمن.............................................................. ٢٢٩

٢١ ـ الرزاق ٢٢ ـ الرزّاق ٢٣ ـ الكريم ٢٤ ـ الحميد ٢٥ ـ الفتّأح.................. ٢٣٤

٣٩٧

٢٦ ـ الرحمن ٢٧ ـ الرحيم ٢٨ ـ أرحم الراحمين ٢٩ ـ الودود ٣٠ ـ الرؤوف.......... ٢٤١

٣١ ـ اللطيف ٣٢ ـ الحفيّ................................................... ٢٤١

الرحمة الإلهيّة الواسعة في الأحاديث الإسلاميّة.................................. ٢٤٣

٣٣ ـ الغافر ٣٤ ـ الغفور ٣٥ ـ الغفّار ٣٦ ـ العفوّ ٣٧ ـ التواب ٣٨ ـ الجبّار......... ٢٤٩

٣٩ ـ الشكور ٤٠ ـ الشاكر ٤١ ـ الشفيع ٤٢ ـ الوكيل ٤٣ ـ الكافي............... ٢٥٤

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ٢٥٥

٤٤ ـ الحسیب ٤٥ ـ سریع الحساب ٤٦ ـ أسرع الحاسبين ٤٧ ـ سريع العقاب....... ٢٦٠

٤٨ ـ شديد العقاب........................................................ ٢٦٠

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ٢٦١

٤٩ ـ نصیر ٥٠ ـ نعم النصیر ٥١ ـ خیر الناصرین............................... ٢٦٥

٥٢ ـ القاهر ٥٣ ـ القهّار ٥٤ ـ الغالب........................................ ٢٦٧

٥٥ ـ السلام ٥٦ ـ المؤمن.................................................... ٢٦٩

٥٧ ـ المحيي................................................................ ٢٧٢

٥٨ ـ الشهيد.............................................................. ٢٧٥

٥٩ ـ الهادي............................................................... ٢٧٦

٦٠ ـ خَير................................................................. ٢٧٩

الله خير من كل شيء....................................................... ٢٨٧

جمع الآیات وتفسيرها....................................................... ٢٨٨

١ ـ العالم مظهر لصفاته وأسمائه.............................................. ٢٨٨

٢ ـ الصفات الأخرى التي تعتبر من زمرة الصفات الفعلية......................... ٢٨٩

أ) الله المتكلّم.............................................................. ٢٩١

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ٢٩١

١ ـ ما المقصود من كلام الله................................................. ٢٩١

٢ ـ الإستنتاج النهائي....................................................... ٢٩٢

٣ ـ (التكلُّم) في الروايات الإسلامية........................................... ٢٩٥

٣٩٨

ب) الله عزّوجلّ صادق..................................................... ٢٩٧

شرح المفردات.............................................................. ٢٩٨

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ٢٩٩

توضیح: دلائل صدق الله................................................... ٣٠١

آخر الکلام حول الصفات الإلهيّة............................................ ٣٠٢

العدل الإلهي............................................................... ٣٠٥

شرح المفردات.............................................................. ٣٠٨

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ٣١١

إنّ الله لا يظلم أحداً........................................................ ٣١١

ما الله بظلاّم............................................................... ٣٢٠

كيف يُمكن أن يُساوي بين المحسن والمسميء................................... ٣٢٢

ثمرة البحث................................................................ ٣٢٢

توضيحات................................................................ ٣٢٣

١ ـ مسألة العدل الإلهي لدى المذاهب والفرق الإسلامية......................... ٣٢٣

٢ ـ الأدلّة العقليّة على مسألة العدل الإلهي.................................... ٣٢٥

٣ ـ ملاحظتان مهمتان...................................................... ٣٢٨

٤ ـ الرجوع إلى أدلّة العدل الإلهي............................................. ٣٣٠

٥ ـ العدل في الروايات الإسلاميّة............................................. ٣٣٣

٦ ـ أدلّة منكري العدل الإلهي................................................ ٣٣٤

نقد وتحليل................................................................ ٣٣٦

لنتطرّق الآن إلى نقد وتحليل هذه الإشكالات.................................. ٣٣٦

الجواب الإجمالي المختصر.................................................... ٣٤٣

القرآن والجواب الإجمالي على مسألة الآفات والبلایا............................. ٣٤٥

الحوادث الأليمة في الروايات الإسلامية........................................ ٣٤٩

٣٩٩

تحذير..................................................................... ٣٤٩

الجواب التفصيلي عن الحوادث الأليمة......................................... ٣٥٠

١ ـ فلسفة التفاوت......................................................... ٣٥٠

٢ ـ المشاكل هي من صنع الإنسان........................................... ٣٥٤

القرآن والمصائب الذاتية الصنع............................................... ٣٥٥

٣ ـ مصائب العقوبات الإلهيّة................................................ ٣٥٨

العلاقة بين الذنوب والبلاء في الروايات الإسلامية............................... ٣٦٢

٤ ـ المصائب الموقظة........................................................ ٣٦٤

القرآن والمصائب الموقظة..................................................... ٣٦٦

وبخصوص آل فرعون وردما يلي.............................................. ٣٦٧

الحوادث الموقظة في الروايات الإسلامية........................................ ٣٦٨

٥ ـ الإبتلاء عن طريق المشاكل............................................... ٣٦٩

القرآن والإبتلاءات العصيبة.................................................. ٣٧٠

٦ ـ معرفة النعم في المصائب.................................................. ٣٧٣

٧ ـ موقع الخير والشّر في عالم الوجود.......................................... ٣٧٤

١ ـ ما معنى الخير والشّر..................................................... ٣٧٥

٢ ـ هل للشرور حالة عدميّة................................................. ٣٧٦

٣ ـ الخيرات التي تأتي من الشرور.............................................. ٣٧٨

٤ ـ الخير والشّر في القرآن الکریم.............................................. ٣٧٩

٥ ـ الخیر والشّر في الروايات الإسلامية......................................... ٣٨١

١ ـ لماذا طُرِحَ العدل كواحد من أصول الدين................................... ٣٨٥

٢ ـ هل تتعارض هذه الأمور مع العدل الإلهي.................................. ٣٨٦

٤٠٠