السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الثاني والثمانون وسبعمائة : إنّه السبيل ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا ، عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(١).
١١٦٦ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم : نزلت في أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) الّذين ارتدّوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وغصبوا أهل بيته حقّهم ، وصدّوا عن أمير المؤمنين عليهالسلام وعن ولايته (٣) ، (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) أي أبطل ما كان تقدّم منهم مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الجهاد والنّصرة (٤).
١١٦٧ / ٢ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : أخبرنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن العبّاس الحريشيّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «قال
__________________
(١) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ١.
(٢) (أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم) ليس في المصدر.
(٣) في المصدر : وعن ولاية الأئمّة عليهمالسلام.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ٣٠٠.
أمير المؤمنين عليهالسلام ، بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) ، فقال له : ابن عبّاس : يا أبا الحسن ، لم قلت ما قلت؟ قال : قرأت شيئا من القرآن. قال : لقد قلته لأمر. قال : نعم إنّ الله تعالى يقول في كتابه : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(١) ، أفتشهد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه استخلف أبا بكر؟ قال : ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى إلّا إليك. قال : فهلّا بايعتني؟ قال : اجتمع الناس على أبي بكر ، فكنت منهم. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : كما اجتمع أهل العجل على العجل ، هاهنا فتنتم ، ومثلكم : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ* صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(٢)» (٣).
١١٦٨ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن حصين بن مخارق ، عن سعد بن طريف ؛ وأبي حمزة ، عن الأصبغ ، عن عليّ عليهالسلام ، أنّه قال : «سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم آية فينا ، وآية في بني أميّة» (٤).
١١٦٩ / ٤ ـ عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الكاتب ، عن حميد بن الربيع ، عن عبيد بن موسى ، قال : أخبرنا قطر بن (٥) إبراهيم ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام ، أنّه قال : «من أراد أن يعلم فضلنا على عدوّنا ، فليقرأ هذه السورة الّتي يذكر فيها
__________________
(١) الحشر ٥٩ : ٧.
(٢) البقرة ٢ : ١٧ ، ١٨.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ٣٠١.
(٤) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٢ / ١.
(٥) في المصدر : عن.
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) فينا آية ، وفيهم آية ، إلى آخرها» (١).
١١٧٠ / ٥ ـ وعنه ، قال : حدّثنا عليّ بن العبّاس البجليّ ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن عليّ بن هاشم ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم آية فينا ، وآية في بني أميّة» (٢).
١١٧١ / ٦ ـ ابن شهر آشوب : عن جعفر ، وأبي جعفر عليهماالسلام ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا) : «يعني بني أميّة (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٣).
الإسم الثالث والثمانون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ)(٤) الآية.
١١٧٢ / ٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : أخبرنا الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد بإسناده ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : («وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) في عليّ (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) ، هكذا نزلت» (٥).
الإسم الرابع والثمانون وسبعمائة : انّه الحقّ ، في قوله تعالى : (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ)(٦).
١١٧٣ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم : يعني أمير المؤمنين عليهالسلام (٧).
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٣ / ٣.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٢ / ٢.
(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٧٢.
(٤) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٢.
(٥) تفسير القمّي ٢ : ٣٠١.
(٦) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٣.
(٧) تفسير القمّي ٢ : ٣٠١.
الإسم الخامس والثمانون وسبعمائة : انّه المخاطب ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الآية.
الإسم السادس والثمانون وسبعمائة : (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ).
[الإسم] السابع والثمانون وسبعمائة : (يَنْصُرْكُمْ).
[الإسم] الثامن والثمانون وسبعمائة : (وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).
[الإسم] التاسع والثمانون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)(١).
١١٧٤ / ٩ ـ عليّ بن ابراهيم في تفسيره ، قال : ثمّ خاطب الله أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) ، ثمّ قال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) في عليّ (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)(٢).
١١٧٥ / ١٠ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : حدّثنا جعفر بن أحمد ، قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «نزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الآية هكذا : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) في عليّ (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ»)(٣).
الإسم التسعون وسبعمائة : انّه على بيّنة من ربّه ، في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ)(٤).
١١٧٦ / ١١ ـ عليّ بن إبراهيم : يعني أمير المؤمنين عليهالسلام (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ
__________________
(١) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٩.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ٣٠٢.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ٣٠٢.
(٤) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ١٤.
عَمَلِهِ) يعني الذي غصبوه (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ)(١).
الإسم الحادي والتسعون وسبعمائة : انّه من الذين أوتوا العلم ، في قوله تعالى : (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً)(٢).
١١٧٧ / ١٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد النوفلي ، عن محمّد بن عيسى العبيدي ، عن أبي محمّد الأنصاري ـ وكان خيّرا ـ عن صبّاح المزنيّ ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عليّ عليهالسلام ، أنّه قال : «كنّا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيخبرنا بالوحي ، فأعيه أنا دونهم والله وما يعونه ، وإذا خرجوا قالوا لي : ماذا قال آنفا» (٣).
الإسم الثاني والستعون وسبعمائة : إنّه من الذين يسيرون في الأرض ، في قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ)(٤).
١١٧٨ / ١٣ ـ شرف الدين النجفي ، قال جابر : قال أبو جعفر عليهالسلام : «نزل جبرئيل بهذه الآية على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم هكذا : ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل الله في عليّ فأحبط أعمالهم» وقال جابر : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ). فقرأ أبو جعفر عليهالسلام (الَّذِينَ كَفَرُوا) حتى بلغ (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ثمّ قال : هل لك في رجل يسير بك فيبلغ بك من المطلع إلى المغرب يوم واحد؟ قال : فقلت : يابن رسول الله ، جعلني الله فداك ، ومن لي بهذا؟ فقال : ذاك أمير المؤمنين ، ألم تسمع قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لتبلغن الأسباب والله لتركبن السحاب ، والله لتؤتن عصا موسى ، ولتعطن خاتم سليمان. ثمّ قال : هذا قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٠٢.
(٢) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ١٦.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٤ / ١٠.
(٤) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ١٠.
[صلاة باقية إلى يوم الدين](١).
الإسم الثالث والتسعون وسبعمائة : إنّه من الأرحام ، في قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ)(٢).
١١٧٩ / ١٤ ـ محمّد بن العبّاس رحمهالله ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب ، عن حسين بن خزيمة الرازيّ ، عن عبد الله بن بشير ، عن أبي هوذة ، عن إسماعيل بن عيّاش ، عن جويبر ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) ، قال نزلت في بني هاشم وبني أميّة (٣).
١١٨٠ / ١٥ ـ شرف الدين النجفي ، قال : روي مرفوعا عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عيسى ، عن محمّد الحلبي ، قال : قرأ أبو عبد الله عليهالسلام : «فهل عسيتم إن تولّيتم وسلطتم وملكتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم». ثمّ قال : نزلت هذه الآية في بني عمنا بني العبّاس وبني أميّة. ثمّ قرأ : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) عن الوصيّ. ثمّ قرأ : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) بعد ولاية عليّ عليهالسلام (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) ثمّ قرأ : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) بولاية عليّ (زادَهُمْ هُدىً) حيث عرفهم الأئمّة من بعده والقائم عليهالسلام (وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) [أي ثواب تقواهم] أمانا من النار.
وقال عليهالسلام : وقوله عزوجل : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) وهم عليّ عليهالسلام وأصحابه ، (وَالْمُؤْمِناتِ) وهنّ خديجة وصويحباتها.
وقال عليهالسلام : وقوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٤ / ٩.
(٢) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٢٢.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٥ / ١٢.
مُحَمَّدٍ) ـ في عليّ ـ (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) ثمّ قال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بولاية عليّ (يَتَمَتَّعُونَ) ـ بدنياهم ـ (وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) ثمّ قال عليهالسلام : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) وهم آل محمّد وأشياعهم.
ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : أمّا قوله : (فِيها أَنْهارٌ) والأنهار رجال. فقوله : (ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) فهو عليّ عليهالسلام في الباطن. وقوله : (وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) فإنّه الإمام. وأمّا قوله تعالى : (وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) فإنّه علمهم يتلذّذ منه شيعتهم.
وإنّما كنى عن الرجال بالأنهار على سبيل المجاز أي أصحاب الأنهار ، ومثله (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(١) الأئمّة (٢) عليهمالسلام هم أصحاب الجنّة وملاكها.
ثمّ قال عليهالسلام : وأمّا قوله : (وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) فإنّها ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ، أي من والى أمير المؤمنين له مغفرة فذلك قوله (وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ). ثمّ قال عليهالسلام : وأمّا قوله : (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) أي إنّ المتّقين كمن هو خالد داخل في ولاية عدوّ آل محمّد. وولاية عدوّ آل محمّد هي في النار ، كمن هو خالد داخل في ولاية عدوّ آل محمّد. وولاية عدوّ آل محمّد هي في النار ، من دخلها فقد دخل النار. ثمّ أخبر سبحانه عنهم [وقال :](وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ)» (٣).
الإسم الرابع والتسعون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً).
[الإسم] السادس والتسعون وسبعمائة : انّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
__________________
(١) يوسف ١٢ : ٨٢.
(٢) في المصدر : فالأئمّة.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٦ / ١٣.
[الإسم] السابع والتسعون وسبعمائة : انّه مراد ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ).
و [الإسم] الثامن والتسعون وسبعمائة : انّه من المتّقين ، في قوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ).
[الإسم] التاسع والتسعون وسبعمائة : انّه من الأنهار ، في قوله تعالى : (فِيها أَنْهارٌ).
الإسم الثمانمائة : انّه من أنهار لم يتغير طعمه.
[الإسم] الحادي والثمانمائة : انّه مراد في قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ)(١).
١١٨١ / ١٦ ـ محمّد بن يعقوب : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن أورمة ، وعليّ بن عبد الله ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) : «فلان وفلان وفلان ارتدّوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام».
قلت : قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ)؟
قال : «نزلت فيهما وفي أتباعهما ، وهو قول الله عزوجل الذي نزل به جبرئيل على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ) ، في عليّ عليهالسلام : (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ)» قال : «دعوا بني أميّة إلى ميثاقهم ألا يصيروا الأمر فينا بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يعطونا من الخمس شيئا ، وقالوا : إن أعطيناهم إيّاه لم يحتاجوا إلى شيء ، ولم يبالوا أن لا (٢) يكون الأمر فيهم ، فقالوا :
__________________
(١) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٢٦.
(٢) في النسخة : إلّا أن.
سنطيعكم في بعض الأمر الّذي دعوتمونا إليه ، وهو الخمس ، أن لا نعطيهم منه شيئا ، وقوله تعالى : (كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) ، والّذي نزل الله عزوجل ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان معهم أبو عبيدة ، وكان كاتبهم ، فأنزل الله عزوجل : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ* أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ)(١) الآية» (٢).
١١٨٢ / ١٧ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، عن عبد الكريم (٣) ، عن عبيد الكنديّ ، قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الفارس ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) : «عن الإيمان بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) ، يعني الثاني (٤).
قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ) ، وهو ما افترض الله على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام : (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) ـ قال ـ : دعوا بني أميّة إلى ميثاقهم أن لا يصيّروا الأمر لنا بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يعطونا من الخمس شيئا ، وقالوا : إن أعطيناهم الخمس استغنوا به ، فقالوا : سنطيعكم في بعض الأمر ، أي لا تعطوهم من الخمس شيئا ، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ* أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٥)» (٦).
__________________
(١) الزخرف ٤٣ : ٧٩ ، ٨٠.
(٢) الكافي ١ : ٤٢٠ / ٤٣.
(٣) (عن عبد الكريم) ليس في المصدر.
(٤) في المصدر : (الشيطان) يعني فلانا (سول لهم) يعني بني فلان وبني فلان وبني أميّة.
(٥) الزخرف ٤٣ : ٧٩ ، ٨٠.
(٦) تفسير القمّي ٢ : ٣٠٨.
١١٨٣ / ١٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن سليمان الرازيّ (١) ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) ، قال : «الهدى هو سبيل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٢).
الإسم الثاني والثمانمائة : انّه رضوان الله تعالى ، في قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)(٣).
١١٨٤ / ١٩ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن إسماعيل بن يسار (٤) ، عن عليّ بن جعفر الحضرميّ ، عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) ، قال : «كرهوا عليّا ، وكان عليّ رضا الله ورضا رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أمر الله بولايته يوم بدر ، ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التّروية ، نزلت فيه اثنتان وعشرون آية في الحجّة الّتي صدّ فيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخمّ» (٥).
١١٨٥ / ٢٠ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر عليهالسلام ، في معنى الآية ، قال : «كرهوا عليّا ، وكان أمر الله بولايته يوم بدر وحنين ويوم بطن نخلة ويوم التروية ويوم عرفة ، نزلت فيه خمسة عشرة آية في الحجّة الّتي صدّ فيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن المسجد الحرام بالجحفة وبخمّ» (٦).
__________________
(١) في المصدر : الزراري.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٧ / ١٤.
(٣) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٢٨.
(٤) في المصدر : بشّار.
(٥) تأويل الآيات ٢ : ٥٨٩ / ١٧.
(٦) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٠٠.
الإسم الثالث والثمانمائة : انّه من الذين ، في قوله تعالى : (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ)(١).
١١٨٦ / ٢١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال (٢) : «في سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم آية فينا وآية في عدوّنا ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ»)(٣).
الإسم الرابع والثمانمائة : انّه سبيل الله ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى)(٤).
١١٨٧ / ٢٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : عن أمير المؤمنين عليهالسلام : (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ) ، أي قطعوه في أهل بيته بعد أخذ الميثاق عليهم له (٥).
١١٨٨ / ٢٣ ـ ابن شهر آشوب : عن أبي الورد ، عن أبي جعفر عليهالسلام : (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى) ، قال : «في أمر عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٦).
__________________
(١) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٣.
(٢) في المصدر زيادة : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ٣٠١.
(٤) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٣٢.
(٥) تفسير القمّي ٢ : ٣٠٩.
(٦) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٨٣.
سورة الفتح
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الخامس والثمانمائة : انّه من المؤمنين ، في قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) الآية.
الإسم السادس والثمانمائة : في قوله تعالى : (إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ).
[الإسم] السابع والثمانمائة : في قوله تعالى : (فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ).
[الإسم] الثامن والثمانمائة : في قوله تعالى : (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ).
[الإسم] التاسع والثمانمائة : في قوله تعالى : (وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)(١).
١١٨٩ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني الحسين بن عبد الله السكيني ، عن أبي السعيد البجليّ ، عن عبد الملك بن هارون ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام ، قال : «أنا الّذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بمؤازرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنا أوّل من بايع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحت الشجرة في قوله تعالى :
__________________
(١) الفتح ٤٨ : ١٨.
(رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»)(١).
١١٩٠ / ٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد (٢) الواسطي ، عن زكريّا بن يحيى ، عن إسماعيل بن عثمان ، عن عمّار الدّهنيّ ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قلت : قول الله عزوجل : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) كم كانوا؟ قال : «ألفا ومائتين» قلت : هل فيهم عليّ عليهالسلام؟ قال : «نعم [عليّ] سيّدهم وشريفهم» (٣).
١١٩١ / ٣ ـ ومن طريق المخالفين : ما رواه موفّق بن أحمد ، في قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) نزلت هذه الآية في أهل الحديبية. قال جابر : كنّا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة ، فقال لنا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنتم خيار أهل الأرض» فبايعنا تحت الشجرة على الموت ، فما نكث أصلا أحد إلّا ابن قيس ، وكان منافقا (٤) ، وأولى الناس بهذه الآية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، لأنّه قال : (وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) يعني [فتح] خيبر ، وكان ذلك على يد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٥).
الإسم العاشر والثمانمائة : إنّه كلمة التقوى ، في قوله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها)(٦).
١١٩٢ / ٤ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٢٦٨.
(٢) في المصدر : محمّد بن أحمد.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٥٩٥ / ٧.
(٤) (فما نكث ... وكان منافقا) ليس في المصدر.
(٥) مناقب الخوارزمي : ١٩٥.
(٦) الفتح ٤٨ : ٢٦.
المظفر البلخي ، قال حدّثنا محمّد بن جبير (١) ، قال حدّثنا عيسى ، قال : أخبرنا محوّل (٢) بن إبراهيم ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن الأسود ، عن محمّد بن عبيد الله (٣) ، عن عمر بن عليّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله عهد إليّ عهدا ، فقلت : يا ربّ بينه لي : قال : اسمع. قلت : سمعت. قال : يا محمّد ، إنّ عليّا راية الهدى بعدك ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمها الله المتّقين ، فمن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشّره بذلك» (٤).
١١٩٣ / ٥ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره ، [قال :] قال أبو جعفر عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا عرج بي إلى السّماء فسح في بصري غلوة (٥) ، كما يرى الراكب خرق الإبرة من مسيرة يوم ، فعهد إليّ ربّي في عليّ كلمات ، فقال : اسمع يا محمّد ، إنّ عليّا إمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين ، وكانوا أحقّ بها وأهلها فبشّره بذلك». قال : «فبشّره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، فألقى عليّ عليهالسلام ساجدا شكرا لله تعالى ، ثمّ قال : يا رسول الله ، وإنّي لأذكر هناك؟ فقال : نعم ، إنّ الله ليعرفك هناك ، وإنّك لتذكر في الرّفيق الأعلى» (٦).
١١٩٤ / ٦ ـ والّذي رواه الشيخ المفيد في كتاب (الاختصاص) : «لمّا أسرى بي
__________________
(١) في المصدر : جرير.
(٢) في المصدر : مخول.
(٣) في النسخة : عبد الله.
(٤) أمالي الطوسي : ٢٤٥ / ٢٠.
(٥) الغلوة : مقدار رمية سهم.
(٦) تأويل الآيات ٢ : ٥٩٥ / ٩ ، ولم نجده في تفسير القمّي.
إلى السّماء فسح لي في بصري غلوة ، كمثال ما يرى الراكب خرق الإبرة من مسيرة يوم ، وعهد إليّ في عليّ كلمات ، فقال : يا محمّد ، قلت : لبّيك ربّي ، فقال : إنّ عليّا أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهي الكلمة التي ألزمتها المتّقين ، فكانوا أحقّ بها وأهلها فبشّره بذلك». قال : «فبشّره النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، فقال عليّ : يا رسول الله ، فإنّي أذكر هناك؟ فقال : نعم ، إنّك لتذكر في الرفيع الأعلى» (١).
١١٩٥ / ٧ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن هارون ، عن محمّد بن مالك ، عن محمّد بن فضيل ، عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليهمالسلام ، قال : «قال لي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا أسري بي إلى السّماء ، ثمّ إلى سدرة المنتهى ، أوقفت بين يدي الله عزوجل ، فقال لي : يا محمّد. فقلت : لبّيك [يا ربّ] وسعديك ، قال : قد بلوت خلقي ، فأيّهم وجدت أطوع لك؟ قلت : ربّ عليّا. قال : صدقت يا محمّد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك ، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : لا ، فاختر لي ، فإنّ خيرتك خير لي ، قال : قد اخترت لك عليّا ، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّا ، وقد نحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقّا ، لم ينلها أحد قبله ، وليست لأحد بعده.
يا محمّد ، عليّ راية الهدى ، وإمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين. من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشّره بذلك ، يا محمّد. قال : فبشّرته بذلك ، فقال عليّ عليهالسلام : أنا عبد الله ، وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني ، وإن يتمّ لي ما وعدني فالله أولى بي.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم اجل قلبه ، واجعل ربيعه الإيمان بك. قال الله
__________________
(١) الإختصاص : ٥٣.
سبحانه : قد فعلت ذلك به يا محمّد ، غير أنّي مختصّه بالبلاء بما لا اختصّ به أحدا من أوليائي. قال : قلت : ربّ أخي وصاحبي؟ قال : إنّه [قد] سبق في علمي أنّه مبتلى ومبتلى به ، ولو لا عليّ لم تعرف أوليائي ، ولا أولياء رسولي» (١).
١١٩٦ / ٨ ـ ورواه الشيخ في (أماليه) ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصّلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، يعني أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : أخبرنا محمّد بن هارون الهاشمي ، قراءة عليه ، قال : أخبرنا محمّد بن مالك الأبرد النّخعيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن الفضيل بن غزوان الضّبّيّ ، قال : حدّثنا غالب الجهنيّ ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا أسري بي إلى السّماء». وساق الحديث إلى آخره.
وفي آخر الحديث : قال محمّد بن مالك : لقيت نصر بن مزاحم المنقري ، فحدّثني عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليهمالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا أسري بي إلى السّماء». وذكر مثله سواء.
قال محمّد بن مالك : فلقيت عليّ بن موسى بن جعفر [فذكرت له هذا الحديث ، فقال : «حدّثني به أبي موسى بن جعفر] ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسين بن عليّ ، عن عليّ عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا أسري بي إلى السّماء ، ثمّ من السّماء إلى السّماء ، ثمّ إلى سدرة المنتهى». وذكر الحديث بعينه (٢).
١١٩٧ / ٩ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن منذر ، عن مسكين الرجال العابد ـ وقال ابن منذر عنه : وبلغني أنّه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة ـ قال : حدّثنا فضل (٣) الرسّان ، عن أبي داود ؛ عن أبي برزة ؛ قال :
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٩٦ / ١٠.
(٢) أمالي الطوسي : ٣٤٣ / ٤٥ ـ ٤٧.
(٣) في المصدر : فضيل.
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إنّ الله عهد إليّ في عليّ عهدا ، فقلت : اللهمّ بيّن لي. فقال : اسمع. فقلت : اللهمّ قد سمعت. فقال الله عزوجل : أخبر عليّا بأنّه أمير المؤمنين ؛ وسيّد أوصياء المرسلين ، وأولى الناس بالناس ، والكلمة التي ألزمتها المتّقين» (١).
وغير ذلك من الروايات تؤخذ من كتاب البرهان في مواضع.
الإسم الحادي عشر والثمانمائة : انّه الزراع ، في قوله تعالى : (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (٢).
١١٩٨ / ١٠ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عيسى بن إسحاق ، عن الحسن بن الحارث بن طلبة (٣) ، عن أبيه ، عن داود بن أبي هند ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) ، قال : قوله تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) ، أصل الزرع عبد المطّلب ، وشطأه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، و (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) ، قال : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
الإسم الثاني وثمانمائة : انّه من الذين آمنوا في الآية ، في قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا).
[الإسم] الثالث عشر وثمانمائة : (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).
[الإسم] الرابع عشر وثمانمائة : (وَأَجْراً عَظِيماً)(٥).
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٩٧ / ١١.
(٢) الفتح ٤٨ : ٢٩.
(٣) في المصدر : طليب.
(٤) تأويل الآيات ٢ : ٦٠٠ / ١٣.
(٥) الفتح ٤٨ : ٢٩.
١١٩٩ / ١١ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : أخبرنا الحفّار ، قال : حدّثنا إسماعيل ، قال : حدّثنا أبي جندل (١) ، قال : حدّثنا دعبل ، قال حدّثنا مجاشع بن عمرو ، عن ميسرة بن عبيد الله ، عن عبد الكريم الجزريّ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، أنّه سئل عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) ، قال : سأل قوم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبيّ الله؟
قال : «إذا كان يوم القيامة ، عقد لواء من نور أبيض ، ونادى مناد : ليقم سيّد المؤمنين [ومعه الّذين آمنوا بعد بعث محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم] ، فيقوم عليّ بن أبي طالب ، فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده ، تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ، لا يخالطهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه ، رجلا رجلا ، فيعطى أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم ، قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة ، إنّ ربّكم يقول : عندي لكم مغفرة وأجر عظيم ـ يعني الجنّة ـ فيقوم عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتى يدخل الجنّة ، ثم يرجع إلى منبره ، ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة ويترك أقواما على النار ، فذلك قوله عزوجل : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم (٢) ، يعني السابقين الأوّلين ، والمؤمنين ، وأهل الولاية له ، وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(٣) ، هم الذين قاسم عليهم النّار فاستحقّوا الجحيم» (٤).
__________________
(١) (أبي جندل) ليس في المصدر.
(٢) الّذي في سورة الحديد ٥٧ : ١٩ (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ).
(٣) الحديد ٥٧ : ١٩.
(٤) أمالي الطوسي : ٣٧٨ / ٦١.
١٢٠٠ / ١٢ ـ وروى هذا الحديث من طريق المخالفين : موفّق بن أحمد ، يرفعه إلى ابن عبّاس ، قال : سأل قوم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : فيمن نزلت هذه الآية؟
قال : «إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ، ونادى مناد : ليقم سيّد المؤمنين ومعه الّذين آمنوا قد بعث محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. فيقوم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فيطعي اللواء بيده ، ... وساق الحديث بعينه إلّا أن في آخر الحديث ويترك أقواما على النّار ، فذلك قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) ، يعني السابقين الأوّلين ، والمؤمنين ، وأهل الولاية له : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(١) ، يعني كفروا وكذّبوا بالولاية وبحقّ عليّ عليهالسلام» (٢).
__________________
(١) الحديد ٥٧ : ١٩.
(٢) ... مناقب ابن المغازلي : ٣٢٢ / ٣٦٩.
سورة الحجرات
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم السادس عشر وثمانمائة : انّه ممّن امتحن قلبه للتقوى ، في قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى) الآية.
[الإسم] السابع عشر وثمانمائة : (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ).
[الإسم] الثامن عشر وثمانمائة : (وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)(١).
١٢٠١ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن أحمد ، عن مبتد بن خنفر ، قال : حدّثني أبي خنفر بن الحكم ، عن منصور بن المضمر ، عن ربعي بن جواش (٢) ، قال : خطبنا عليّ عليهالسلام في الرّحبة ، ثمّ قال : «لمّا كان في زمان الحديبية ، خرج إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أناس من قريش ، من أشراف أهل مكّة ، فيهم سهيل بن عمرو ، فقالوا : يا محمّد ، أنت جارنا وحليفنا وابن عمّنا ،
__________________
(١) الحجرات ٤٩ : ٣.
(٢) في المصدر : عن المنذر بن جفير ، قال : حدّثني أبي جفير بن الحكيم ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن خراش.