الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
خواص ليقتدي بهم من لم يخصصهم بذلك ، فافهم ذلك إنشاء الله.
وإياك وتلاوة القرآن (١) برأيك فان الناس غير مشتركين في علمه كاشترا كهم فيما سواه من الامور ، ولا قادرين عليه ولا على تأويله إلا من حده وبابه الذي جعله الله له فافهم إنشاء الله ، واطلب الامر من مكانه تجده إنشاء الله (٢).
٧٣ ـ شى عن زرارة وحمران ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام في قوله : ( واوحي إلى هذا القرآن لا نذركم به ومن بلغ ) يعني الائمة من بعده ، وهم ينذرون به الناس (٣).
٧٤ ـ شى : عن أبي خالد الكابلي قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام ( واوحي إلى هذا القرآن لا نذركم به ومن بلغ ) حقيقة أيِّ عنى بقوله ( ومن بلغ ) قال : فقال من بلغ أن يكون إماما من ذرية الاوصياء فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله صلىاللهعليهوآله (٤).
٧٥ ـ شى : عن ابن بكير ، عن محمد ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله ( لا نذركم به ومن بلغ ) قال : علي عليهالسلام ممن بلغ (٥).
٧٦ ـ شى : عن يونس ، عن عدة من أصحابنا قالوا : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إني لاعلم خبر السماء وخبر الارض ، وخبرما كان وما هو كائن ، كأنه في كفي ثم قال : من كتاب الله أعلمه ، إن الله يقول : فيه تبيان كل شئ (٦).
٧٧ ـ شى : عن منصور ، عن حماد اللحام قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الارض ، وما في الجنة وما في النار ، وما بين ذلك قال : فبهت أنظر إليه ، فقال : يا حماد إن ذلك في كتاب الله ثلاث مرات ، قال : ثم تلاهذه الاية ( يوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنابك شهيدا على
____________________
(١) تأويل القرآن ظ.
(٢) المحاسن ص ٢٦٨.
(٣ ـ ٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٥٦ ، والاية في الانعام : ١٩.
(٦) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٦٦.
هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) (١) إنه من كتاب الله ، فيه تبيان كل شئ (٢).
٧٨ ـ شى : عن عبدالله بن الوليد قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : قال الله الموسى : ( وكتبنا له في الالواح من كل شئ ) (٣) فعلمنا أنه لم يكتبه لموسى الشئ كله وقال الله لعيسى ( ليبين لهم الذي يختلفون فيه ) (٤) وقال الله لمحمد صلىاللهعليهوآله ( وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ (٥).
٧٩ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إنما الشفاء في علم القرآن لقوله : ( ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) (٦) لاهله ، لا شك فيه ولا مرية ، وأهله أئمة الهدى الذين قال الله ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) (٧).
٨٠ ـ نى : قال النبي صلىاللهعليهوآله في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجة الوداع : إني وإنكم واردون على الحوض ، حوضا عرضه ما بين بصرى إلى صنعاء فيه فدحان عدد نجوم السماء وإني مخلف فيكم الثقلين الثقل الاكبر القرآن والثقل الاصغر عترتي وأهل بيتي ، هما حبل الله ممدود بينكم وبين الله عزوجل ما إن تمسكتم به لم تضلوا ، سبب منه بيدالله وسبب بأيديكم وفي رواية اخرى
____________________
(١) النحل : ٨٤.
(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٦٦.
(٣) الاعراف : ١٤٥.
(٤) الاية المذكورة في المتن في صورة النحل : ٣٩ ، وليس يتعلق ببعثة عيسى على نبينا وآله وعليهالسلام ، والمستشهد بها لذلك كما في سائر الاخبار هو قوله تعالى في سورة الزخرف : ٦٣ ( ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولا بين لكم بعض الذى تختلفون فيه ، فاتقوا الله وأطيعون ).
(٥) المصدر نفسه ج ٢ ص ٢٦٦.
(٦) أسرى : ٨٢.
(٧) فاطر : ٣٢ ، راجع تفسير العياشى ج ٢ ص ٣١٥.
طرف بيدالله وطرف بأيديكم إن اللطيف الخبير قد نبأني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض ، كأصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه ولا أقول : كهاتين وجمع بين سبابتيه والوسطى فتفضل هذه على هذه.
أخبرنا بذلك عبدالواحد بن عبدالله بن يونس الموصلي قال : أخبرنا محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد ابن عيسى ، عن حريز ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : خطب رسول الله صلىاللهعليهوآله وذكر الخطبة بطولها وفيها هذا الكلام.
وبه حدثنا عبدالواحد ، عن عبدالله بن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن الحسن ابن محبوب والحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام.
حدثنا عبدالواحد ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام بمثله (١).
٨١ ـ الدرة الباهرة : قال الصادق عليهالسلام : كتاب الله عزوجل على أربعة أشياء على العبارة ، والاشارة ، واللطائف ، والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والاشارة للخواص ، واللطائف للاولياء ، والحقائق للانبيآء.
٨٢ ـ اسرار الصلاة : قال علي عليهالسلام : لو شئت لاوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب.
٨٣ ـ قال السيد بن طاوس رحمه الله في كتاب سعد السعود : روى يوسف ابن عبدالله بن محمد بن عبدالبر في كتاب الاستيعاب عن معمر ، وهب بن عبدالله عن أبي الطفيل قال : شهدت عليا عليهالسلام يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسئلوني عن شئ إلا أخبرتكم ، واسألوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم
____________________
(١) غيبة النعمانى ص ١٧ ، ورواه القمى في تفسيره ص ٤ و ٥.
بليل نزلت ، أم في سهل أم في جبل (١).
أقول : وقال أبوحامد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب عليهالسلام ما هذا لفظه : وقال أميرالمؤمنين علي عليهالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله دخل لسانه في فمي ، فانفتح في قلبي ألف باب من العلم ، مع كل باب ألف باب ، وقال صلوات الله عليه : لو ثنيت لي وسادة وجلست عليها لحكمت لاهل التوراة بتوراتهم ، ولاهل الانجيل بانجيلهم ، ولاهل القرآن بقرآنهم ، وهذه المرتبة لا تنال بمجرد العلم ، بل يتمكن المرء في هذه الرتبة بقوة العلم اللدني.
وقال علي عليهالسلام : لما حكى عهد موسى عليهالسلام أن شرح كتابه كان أربعين جملا : لو أذن الله ورسوله لي لا تسرع بي شرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ مثل ذلك يعني أربعين وقرا أو جملا ، وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم لا يكون إلا لدنيا سماويا إليها ، هذا آخر لفظ محمد بن محمد الغزالي.
أقول : وذكر أبوعمر الزاهد واسمه محمد بن عبدالواحد في كتابه باسناده أن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : يا با عباس إذا صليت العشاء الاخرة فالحقني إلى الجبان ، قال : فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير الالف من الحمد؟ قال : فما علمت حرفا اجيبه قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، قال : ثم قال لي : فما تفسر اللام من الحمد؟ قال : فقلت : لا أعلم ، فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، قال ثم قال : فما تفسير الميم من الحمد؟ فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم فيها ساعة تامة ، قال : ثم قال : ما تفسير الدال من الحمد؟ قال : قلت : لا أدري قال : فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر ، قال : فقال لي : قم أبا عباس إلى منزلك وتأهب لفرضك.
قال أبوالعباس عبدالله بن العباس : فقمت وقد وعيت كل ما قال ، ثم تفكرت فاذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر.
____________________
(١) الاستيعاب بذيل الاصابة ج ٣ ص ٤٣.
وقال أبوعمر الزاهد : قال لنا عبدالله بن مسعود ذات يوم : لو علمت أن أحدا هو أعلم مني بكتاب الله عزوجل لضربت إليه آباط الابل ، قال علقمة : فقال رجل من الحلقة : ألقيت عليا عليهالسلام؟ قال : نعم ، قد لقيته وأخذت عنه واستفدت منه ، وقرأت عليه ، وكان خير الناس وأعلمهم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولقد رأيته ثبج بحر يسيل سيلا.
يقول علي بن موسى بن طاووس : وذكر محمد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلد الاول من تفسير القرآن الذي سماه شفاء الصدور ما هذا لفظه : وقال ابن عباس : جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وقال النقاش أيضا في تعظيم ابن عباس لمولانا على عليهالسلام ما هذا لفظه : أخبرنا أبوبكر قال : حدثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان ، قال : حدثنا محمد بن على قال : حدثنا سويد قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، عن أبيه ، عن الكلبي قال ابن عياش : ومما وجدت في أصله : وذهب بصر ابن عباس من كثرة بكائه على علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وذكر النقاش ما هذا الفظه : وقال ابن عباس : علي عليهالسلام علم علما علمه رسول الله صلىاللهعليهوآله ورسول الله (ص) علمة الله ، فعلم النبي (ص) من علم الله ، وعلم علي من علم النبي (ص) وسلم وعلمي من علم علي عليهالسلام وما علمي وعلم أصحاب محمد (ص) وسلم في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.
فصل : وروى النقاش أيضا حديث تفسير لفظة الحمد فقال بعد إسناده عن ابن عباس : قال : قال لي علي عليهالسلام : يا أبا عباس إذا صليت العشاء الاخرة فالحقني إلى الجبان ، قال : فصليت ولحقته ، وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير الالف من الحمد ، والحمد جميعا ، قال : فما علمت حرفا منها اجيبه ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال لي : فما تفسير اللام من الحمد؟ قال : فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال : فما تفسير الحاء من الحمد؟
قال : فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال لي : فما تفسير الميم من الحمد؟ قال : فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال فما تفسير الدال من الحمد؟ قال : قلت : لا أدري فتكلم فيها إلى أن برق عمود الثعنجر ، قال : فقال لي : قم يا أبا عباس إلى منزلك ، فتأهب لفرضك ، فقمت وقد وعيت كل ما قال ، قال : ثم تفكرت فاذا علمي بالقرآن في علم علي عليهالسلام كالقرارة في المثعنجر قال : القرارة الغدير ، المثعنجر البحر.
٨٤ ـ العلل : لمحمد بن علي بن إبراهيم : العلة في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ( لن يفترقا حتى يردا على الحوض ) أن القرآن معهم في قلوبهم في الدنيا ، فاذا صاروا إلى عندالله عزوجل ، كان معهم ، ويوم القيامة يردون الحوض وهو معهم.
٩
* ( باب ) *
* ( ( فضل التدبر في القرآن ) ) *
١ ـ منية المريد : روي عن ابن عباس مرفوعا في قوله تعالى ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ) (١) قال : الحكمة القرآن.
وعنه في تفسير الاية قال : الحكمة المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله ، وقال النبي صلىاللهعليهوآله : اعربوا القرآن والتمسوا غرائبه.
وعن أبي عبدالرحمن السلمي قال : حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة أنهم كانوا يأخذون من رسول الله صلىاللهعليهوآله عشر آيات ، فلا يأخذون في العشر الاخر حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل.
وعن ابن عباس قال : الذي يقرأ القرآن ولا يحسن تفسيره كالاعرابي يهذا الشعر هذا.
____________________
(١) البقرة : ٢٦٩.
٢ ـ أسرار الصلاة : روي أن رجلا جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله ليعلمه القرآن فانتهى إلى قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) فقال : يكفيني هذا ، وانصرف فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : انصرف الرجل وهو فقيه.
وقال الصادق عليهالسلام : لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ، ولكنهم لا يبصرون.
١٠
* ( باب) *
* ( ( تفسير القرآن بالرأى وتغييره ) ) *
١ ـ ن (١) لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الله جل جلاله : ما آمن بي من فسر برأيه كلامي ، وما عرفني من شبهني بخلقي ، وما على ديني من استعمل القياس في ديني (٢).
ج : مرسلا مثله.
٢ ـ يد : في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : إياك أن تفسر القرآن برأيك ، حتى تفقهه عن العلماء ، فانه رب تنزيل يشبه بكلام البشر ، وهو كلام الله ، ونأويله لا يشه كلام البشر ، كما ليس شئ من خلقه يشبهه ، كذلك لا يشبه فعله تعالى شيئا من أفعال البشر ولا يشبه شئ من كلامه بكلام البشر ، فكلام الله تبارك وتعالى صفته وكلام البشر أفعالهم فلا تشبه كلام الله بكلام البشر ، فتهلك وتضل (٣).
٣ ـ يد ، ن (٤) لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن القاسم بن محمد
____________________
(١) عيون الاخبار ج ١ ص ١١٦ وتراه في التوحيد أيضا الباب ١ ص ٣٧.
(٢) أمالى الصدوق ص ٥.
(٣) التوحيد : الباب ٣٦.
(٤) عيون الاخبار ج ١ ص ١٩٢.
البرمكي ، عن الهروي قال : قال الرضا عليهالسلام لعلي بن محمد بن الجهم : لا تتأول كتاب الله عزوجل برأيك فان الله عزوجل يقول : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) (١).
٤ ـ ل : العسكري ، عن أحمد بن محمد بن أسيد ، عن أحمد بن يحيى الصوفي عن أبي غسان ، عن مسعود بن سعد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أشد ما يتخوف على امتي ثلاث : زلة عالم ، أو جدال منافق بالقرآن ، أو دنيا تقطع رقابكم ، فاتهموها على أنفسكم (٢).
٥ ـ ل : علي بن عبدالله الاسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس ، عن أبي يعقوب ، عن علي بن خشرم ، عن عيسى ، عن ابن عبيدة ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنما أتخوف على امتي من بعدي ثلاث خلال : أن يتأولوا القرآن على غير تأويله ، ويتبعوا زلة العالم ، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا ، وسانبئكم المخرج من ذلك ، أما القرآن فاعلموا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وأما العالم فانتظروا فئته ، ولا تتبعوا زلته ، وأما المال فان المخرج منه شكر النعمة وأداء حقه (٣).
٦ ـ ل : حمزة العلوي ، عن أحمد الهمداني ، عن يحيى بن الحسن بن جعفر ، عن محمد بن ميمون الخزاز ، عن عبدالله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ستة لعنهم الله (٤) وكل
____________________
(١) أمالى الصدوق ص ٥٦.
(٢) الخصال ج ١ ص ٧٨.
(٣) المصدر ج ١ ص ٧٨.
(٤) في نسخة الكافى ج ٢ ص ٢٩٣ ، ( خمسة لعنتهم وكل نبى مجاب الزائد في كتاب الله ) الخ ، وهو الصحيح والمعنى ان هؤلاء الطوائف لعنتهم أنا ، وكل نبى مجاب الدعوة يتحقق دعاؤه على الناس باذن الله ، فكيف بدعائى وأنا أفضل النبيين على الله وأو جههم عنده ، واما على نسخة الخصال فالمعنى أن هؤلاء ملعونون على لسان الله ولسان أنبيائه
نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والتارك لسنتي ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله ، ويعز من أذله الله ، والمستأثر بفئ المسلمين المستحل له (١).
٧ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أحمد بن محمد عن أبي القاسم الكوفي ، عن عبدالمؤمن الانصاري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إني لعنت سبعة لعنهم الله وكل نبي مجاب قبلي ، فقيل : ومن هم يا رسول الله؟ فقال : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمخالف لسنتي والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمتسلط بالجبرية ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله ، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له ، والمحرم ما أحل الله عزوجل (٢).
أقول : قد مضى باسناد آخر في باب شرار الناس ، وفيه المغير لكتاب الله (٣).
٨ ـ يد (٤) : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن علي بن العباس ، عن إسماعيل بن مهران ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن فرج بن فروة ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق عليهالسلام عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهما في خطبة طويلة قال في آخره : فما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليوصل بينك وبين معرفته ، وائتم به ، واستضئ بنور هدايته ، فانها نعمة وحكمة اوتيتها ، فخذ ما اوتيت وكن من الشاكرين ، وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ، ولا في سنة الرسول وأئمة الهدى أثره ، فكل علمه إلى الله عزوجل ، فان ذلك منتهى حق الله عليك.
____________________
لكنه لا يناسب الاوصاف المذكورة فيها ، فانها من خصائص شرعه صلىاللهعليهوآله خصوصا قوله ( التارك لسنتى ) وقوله : ( المستأثر بفئ المسلمين ) والمغانم انما احل في هذه الشريعة.
(١) الخصال ج ١ ص ١٦٤.
(٢) الخصال ج ٢ ص ٦.
(٣) راجع ج ٧٢ ص ٢٠٢ ٢٠٨.
(٤) التوحيد الباب الاول.
واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب ، فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فقالوا : آمنا به كل من عند ربنا ، فمدح الله عزوجل اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق في حاله ، ما لم يكلفهم البحث عنه منهم رسوخا ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك ، فتكون من الهالكين (١).
٩ ـ شى : عن أبي عبدالرحمن السلمي أن عليا عليهالسلام مر على قاض ، فقال : هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال : لا ، فقال : هلكت وأهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه (٢).
١٠ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن إن الاية تنزل أولها في شئ ، وأوسطها في شئ ، وآخرها في شئ ، ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) من ميلاد الجاهلية (٣).
١١ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يوجر ، وإن أخطأ كان إثمه عليه (٤).
١٢ ـ شى : عن أبي الجارود قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم ، فان الرجل ينزع بالاية فيخر بها أبعد ما بين السماء والارض (٥).
١٣ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يوجر ، وإن أخطأ فهو أبعد من السماء (٦).
____________________
(١) روى هذه الخطبة في النهج تحت الرقم ٨٩ من الخطب مع اختلاف.
(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٢.
(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧ ، والاية في سورة الاحزاب : ٣٣.
(٤ ـ ٦) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧.
١٤ ـ شى : عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : ليس أبعد من عقول الرجال من القرآن (١).
١٥ ـ شى : عن عمار بن موسى ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألت عن الحكومة قال : من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ، ومن فسر آية من كتاب الله فقد كفر (٢).
١٦ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إياكم والخصومة فانها تحبط العمل ، وتمحق الدين ، وإن أحدكم لينزع بالاية يقع فيها أبعد من السماء (٣).
١٧ ـ شى : عن يعقوب بن يزيد ، عن ياسر ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام يقول : المراء في كتاب الله كفر (٤).
١٨ ـ شى : عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لا تقولوا لكل آية هذه رجل وهذه رجل ، إن من القرآن حلالا ، ومنه حراما ، وفيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم ، وحكم ما بينكم ، فهكذا هو ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآله مفوض فيه إن شاء فعل الشئ وإن شاء تذكر ، حتى إذا فرضت فرائضه ، وخمست أخماسه ، حق على الناس أن يأخذوا به ، لان الله قال : ( ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ) (٥).
١٩ ـ شى : عن ربعي ، عمن ذكره ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله الله : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ) قال : الكلام في الله ، والجدال في القرآن ( فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) قال : منهم القصاص (٦).
٢٠ ـ منية المريد : عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.
____________________
(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧.
(٢ ـ ٥) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨ ، والاية الاخيرة في سورة الحشر : ٧.
(٦) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٦٢ ، والاية في سورة الانعام : ٦٨.
وقال صلىاللهعليهوآله : من قال في القرآن بغير ما علم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار.
وقال صلىاللهعليهوآله : أكثر ما أخاف على امتي من بعدي رجل يناول القرآن يضعه على غير مواضعه.
١١
( باب)
* ( ( كيفية التوسل بالقرآن ) ) *
أقول : وأما الاستخارة والتفأل بالقرآن فقد أوردنا هما في تاب الصلاة وأما أدعية التوسل بالقرآن في ليالي القدر ، فقد أوردناها في كتاب الصيام وفي أبواب عمل السنة كما ستقف إنشاء الله تعالى.
١ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن سهل بن يعقوب بن إسحاق ، عن الحسن بن عبدالله بن مطهر ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : جاء رجل إلى سيدنا الصادق عليهالسلام فقال له : يا سيدي أشكو إليك دينا ركبني ، وسلطانا غشمني ، واريد أن تعلمني دعاء أغنم بها غنيمة أقضي بها ديني ، واكفى بها ظلم سلطاني ، فقال : إذا جنك الليل فصل ركعتين واقرأ في الركعة الاولى منهما الحمد وآية الكرسي ، وفي الركعة الثانية الحمد وآخر الحشر : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ) إلى خاتمة السورة ، ثم خذ المصحف فدعه على رأسك وقل : [ اللهم ] بهذا القرآن وبحق من أرسلته ، وبحق كل مؤمن مدحته فيه ، وبحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك ، بك يا الله عشر مرات ، ثم تقول : يا محمد عشر مرات يا علي عشر مرات ، يا فاطمة عشر مرات ، يا حسن عشر مرات ، يا حسين عشر مرات ، يا علي بن الحسين عشر مرات ، يا محمد بن علي عشر مرات ، يا جعفر بن محمد عشر مرات ، يا موسى بن جعفر عشر مرات ، يا علي بن موسى عشر مرات يا محمد بن علي عشرا ، يا علي بن محمد عشرا ، يا حسن بن علي عشرا ، يا أيها الحجة
عشرا ثم تسأل الله تعالى حاجتك.
قال : فمضى الرجل وعاد إليه بعد مدة قد قضى دينه ، وصلح له سلطانه وعظم يساره.
٢ ـ ووجدت بخط بعض الافاضل نقلا من خط السيد علي بن طاووس قدس الله روحهما : اللهم إني أسألك بكتابك المنزل ، على نبيك المرسل ، وفيه اسمك الاعظم وأسماؤك الحسنى ، وما يخاف ويرجى ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وتجعل عبدك فلان بن فلان ممن أغنيته بعلمك عن المقال ، وبكرمك عن السؤال ، تكرما منك وتفضلا ، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين عشر مرات.
٣ ـ دعوات الراوندى : روي عن الائمة عليهمالسلام إذا حزنك أمر فصل ركعتين تقرأ في الركعة الاولى الحمد وآية الكرسي ، وفي الثانية الحمد وإنا أنزلناه ثم خذ المصحف وارفعه فوق رأسك وقل : اللهم إني أسألك بحق ما أرسلته إلى خلقك ، وبحق كل آية هي لك في القرآن ، وبحق كل مؤمن ومؤمنة مدحتهما في القرآن ، وبحقك عليك ، ولا أحد أعرف بحقك منك ، وتقول : يا سيدي يا الله عشرا بحق محمد وآل محمد صلىاللهعليهوآله عشرا بحق علي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه عشرا ، ثم تقول : اللهم إني أسألك بحق نبيك المصطفى ، وبحق وليك ووصي رسولك المرتضى ، وبحق الزهراء مريم الكبرى ، سيدة نساء العالمين ، وبحق الحسن والحسين سبطي نبي الهدى ، ورضيعي ثدي التقى ، وبحق زين العابدين وقرة عين الناظرين ، وبحق باقر علم النبيين ، والخلف من آل يس ، وبحق الراضي من المرضيين ، وبحق الخير من الخيرين ، وبحق الصابر من الصابرين وبحق التقي والسجاد الاصغر ، وببكائه ليلة المقام بالسهر ، وبحق النفس الزكية والروح الطيبة ، سمي نبيك ، والمظهر لدينك ، اللهم إني أسألك بحقهم وحرمتهم عليك ، إلا قضيت بهم حوائجي ، وتذكر ما شئت.
وعن زرارة قال : قال الصادق عليهالسلام : تأخذ المصحف في ثلاث ليال من شهر
____________________
(١) أمالي الطوسى ج ١ ص ٢٩٨.
رمضان ، فتنشره وتضعه بين يديك ، وتقول : اللهم إني أسألك بكتابك المنزل وما فيه وفيه اسمك الاكبر ، وأسماؤك الحسنى ، وما يخاف ويرجى ، أن تجعلني من عتقائك من النار ، وتدعو بما بدالك من حاجة.
٤ ـ عدة الداعى : روي عن أبي جعفر عليهالسلام في الثلث الباقي (١) من شهر رمضان تأخذ المصحف وتنشره وتقول : وذكر نحوه.
١٢
* ( باب) *
* ( ( أنواع آيات القرآن ، وناسخها ومنسوخها ) ) *
* ( ( وما نزل في الائمة عليهمالسلام منها ) ) *
الايات : البقرة : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثله ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير (٢).
النحل : وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون * قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين (٣).
أقول : قد مضى ويأتي في الابواب السابقة واللاحقة ما يتعلق بهذا الباب فلا تغفل.
١ ـ شى : عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : نزل القرآن على أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع في فرائض وأحكام ، وربع سنن وأمثال ، ولناكرائم القرآن (٤).
٢ ـ شى : عن ابن نباتة قال : سمعت أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول : نزل القرآن أثلاثا ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام (٥).
____________________
(١) الليالى ظ.
(٢) البقرة : ١٠٦.
(٣) النحل : ١٠١ ١٠٣.
(٤ ـ ٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٩.
٣ ـ شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إن القرآن زاجر وآمر ، يأمر بالجنة ، ويزجر عن النار (١).
٤ ـ شى : عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي ، عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : يا خيثمة القرآن نزل أثلاثا : ثلث فينا وفي أحبائنا ، وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا ، وثلث سنة ومثل ، ولو أن الاية إذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الاية ، لما بقي من القرآن شئ ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والارض ، ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر (٢).
٥ ـ شى : عن ابن مسكان قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن (٣).
٦ ـ شى : عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : يا أبا الفضل لنا حق في كتاب الله المحكم من الله ، لو محوه فقالوا : ليس من عندالله ، أو لم يعلموا ، لكان سواء (٤).
٧ ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : يا محمد إذا سمعت الله ذكر أحدا من هذه الامة بخير فنحن هم ، وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا (٥).
٨ ـ شى : عن داود بن فرقد ، عمن أخبره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لو قد قرئ القرآن كما انزل لالفيتنا فيه مسمين ، وقال سعيد بن الحسين الكندي عن أبي جعفر عليهالسلام بعد مسمين : ( كما سمي من قبلنا ) (٦).
٩ ـ شى : عن ميسر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ، ما خفي حقنا على ذي حجى ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن (٧).
١٠ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده قال :
____________________
(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٠.
(٣ ـ ٧) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣.
قال أمير المؤمنين عليهمالسلام : سموهم بأحسن أمثال القرآن ، يعني عترة النبي صلىاللهعليهوآله ( هذا عذب فرات ) فاشربوا ( وهذا ملح اجاج ) فاجتنبوا (١).
١١ ـ شى : عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام عن قول الله : قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) (٢) فلما رآني أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب ، قال : حسبك كل شئ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الائمة عنى به (٣).
١٣
* ( باب) *
* ( ( ما عاتب الله تعالى به اليهود ) ) *
البقرة : قال الله تعالى : أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون * وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون * أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون * ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون * فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عندالله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون * وقالوا لن تمسنا [ النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عندالله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ] (٤).
____________________
(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣.
(٢) الرعد : ٤٣.
(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣.
(٤) البقرة : ٧٥ ٨٠ ، وما بين العلامتين أضفناه من المصحف الشريف لتكون الايات المربوطة ، المتعلقة بعنوان الباب كاملة. ونسخة الاصل كنسخة الكمبانى ينتهى إلى
١٤
* ( باب) *
* ( ( أن القرآن مخلوق ) ) *
١ ـ يد (١) لى : المهداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معبد ، عن ابن خالد قال : قلت للرضا عليهالسلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق؟ فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله عزوجل (٢).
٢ ـ يد (٣) ن (٤) لى : ابن مسرور ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن هاشم ، عن الريان قال : قلت للرضا عليهالسلام : ما تقول في القرآن؟ فقال : كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا (٥).
٣ ـ يد (٦) لى : المكتب ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن أحمد بن داهر ، عن الفضل بن إسماعيل ، عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : سألت الصادق عليهالسلام فقلت له : يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن؟ فقال : هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله ، وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي
____________________
قوله تعالى ( لن تمسنا ) وبعده بياض. وكيف كان الظاهر من سيرة المؤلف العلامة رضوان الله عليه أن يكتب بعد ذلك ما يتعلق بتفسير الايات الكريمة من التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليهالسلام ، ولما كان الايات مع تفسيرها منقولة مستخرجة في ج ٧٠ ص ١٦٦ ١٧٠ ، لم ننقلها هنا ، من أرادها فليراجع هناك.
(١) التوحيد : الباب الثلاثون ص ١٥٦.
(٢) أمالى الصدوق ص ٣٢٦.
(٣) التوحيد : ١٥٧.
(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٦.
(٥) أمالى الصدوق ص ٣٢٦.
(٦) التوحيد : ١٥٧ وفيه عن البرمكى ، عن على بن سالم.
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (١).
٤ ـ يد (٢) لى : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني قال : كتب أبوالحسن الثالث عليهالسلام إلى بعض شيعته ببغداد ( بسم الله الرحمن الرحيم ، عصمنا الله وإياك من الفتنة ، فان يفعل فأعظم بها نعمة ، وإلا يفعل فهي الهلكة ، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة ، اشترك فيها السائل والمجيب ، فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه ، وليس الخالق إلا الله ، وما سواه مخلوق ، والقرآن كلام الله ، لا تجعل له اسما من عندك ، فتكون من الضالين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب ، وهم من الساعة مشفقون ) (٣).
٥ ـ يد (٤) لى : المكتب ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن أحمد ، عن الجعفري قال : قلت لابي الحسن موسى عليهالسلام : يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن : فقد اختلف فيه من قبلنا فقال قوم : إنه مخلوق ، وقال قوم : إنه غير مخلوق ، فقال عليهالسلام : أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون ، ولكني أقول : إنه كلام الله عزوجل (٥).
٦ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن أبي نجران عن حماد بن عثمان ، عن عبدالرحيم قال : كتبت على يدي عبدالملك بن أعين إلى أبي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك اختلف الناس في القرآن فزعم قوم أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وقال آخرون : كلام الله مخلوق ، فكتب عليهالسلام : القرآن كلام الله محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره ، وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، كان الله عزوجل ولا شئ غير الله ، معروف ولا مجهول ، كان عزوجل
____________________
(١) أمالى الصدوق ٣٢٦.
(٢) التوحيد : ١٥٧.
(٣) أمالى الصدوق ص ٣٢٦.
(٤) التوحيد : ١٥٧.
(٥) أمالى الصدوق ص ٣٣٠.
ولا متكلم ولا مريد ولا متحرك ولا فاعل ، عزوجل ربنا.
فجميع هذه الصفات محدثه غير حدوث الفعل منه ، عزوجل ربنا ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، فيه خبر من كان قبلكم ، وخبر ما يكون بعدكم ، انزل من عندالله على محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
قال الصادق رحمه الله : كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره وقال أيضا : قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق ، وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لان المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا ، ويقال : كلام مخلوق أي مكذوب قال الله تبارك وتعالى : ( إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا ) (٢) أي كذبا ، وقال عزوجل حكاية عن منكري التوحيد : ( ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة إن هذا إلا اختلاق ) (٣) أي افتعال وكذب ، فمن زعم أن القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كذب ، ومن قال : إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب ، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ ، فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب.
وقد أجمع أهل الاسلام على أن القرآن كلام الله عزوجل على الحقيقة دون المجاز ، وأن من قال غير ذلك فقد قال منكرا وزورا ، ووجدنا القرآن مفصلا وموصلا ، وبعضه غير بعض ، وبعضه قبل بعض ، كالناسخ التي يتأخر عن المنسوخ ، فلولم يكن ما هذه صفته حادثا بطلت الدلالة على حدوث المحدثات ، وتعذر إثبات محدثها ، بتناهيها وتفرقها واجتماعها.
وشئ آخر : وهو أن العقول قد شهدت ، والامة قد أجمعت : أن الله
____________________
(١) التوحيد : ١٥٨.
(٢) العنكبوت : ١٧.
(٣) سورة ص ١.
عزوجل صادق في أخباره ، وقد علم أن الكذب هو أن يخبر بكون ما لم يكن وقد أخبر الله عزوجل عن فرعون وقوله : ( أنا ربكم الاعلى ) (١) وعن نوح أنه ( نادى ابنه وهو في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) (٢) فان كان هذا القول وهذا الخبر قديما فهو قبل فرعون وقبل قوله ما أخبر عنه وهذا هو الكذب ، وإن لم يوجد إلا بعد أن قال فرعون ذلك ، فهو حادث لانه كان بعد أن لم يكن.
وآمر آخر وهو أن الله عزوجل قال : ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) (٣) وقوله : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) (٤) وما له مثل أو جاز أن يعدم بعد وجوده ، فحادث لا محالة (٥).
٧ ـ شى : عن فضيل بن يسار قال : سألت الرضا عليهالسلام عن القرآن فقال لي : هو كلام الله (٦).
٨ ـ شى : عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن القرآن فقال لي : لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الخالق (٧).
٩ ـ شى : عن زرارة قال : سألته عن القرآن أخالق هو؟ قال : لا ، قلت : مخلوق؟ قال : [ لا ] ولكنه كلام الخالق (٨).
١٠ ـ شى : عن ياسر الخادم ، عن الرضا عليهالسلام أنه سئل عن القرآن فقال : لعن الله المرجئة ولعن الله أبا حنيفة ، إنه كلام الله غى مخلوق ، حيث ما تكلمت به وحيث ما قرأت ونطقت ، فهو كلام وخبر وقصص (٩).
____________________
(١) النازعات : ٢٤.
(٢) هود : ٤٢.
(٣) أسرى : ٨٦.
(٤) البقرة : ١٠٦.
(٥) التوحيد : ١٥٨ ١٥٩.
(٦ ـ ٧) تفسير العياشى ج ١ ص ٦.
(٨) تفسير العياشى ج ١ ص ٧.
(٩) تفسير العياشى ج ١ ص ٨.