مشكل إعراب القرآن

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني

مشكل إعراب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني


المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣

مخفف من الضم ، وسكونه أصل ؛ على أن يكون مصدرا بمنزلة «شكر» (١).

٢٤٣٨ ـ قوله تعالى : (إِنَّمٰا تُوعَدُونَ لَوٰاقِعٌ) ـ ٧ ـ «ما» اسم «إنّ» ، و «لَوٰاقِعٌ» الخبر ، والهاء محذوفة من «تُوعَدُونَ» ، وبها تتم صلة «ما» ، تقديره : إنّ ما توعدونه لواقع ؛ وحذفها من الصلة حسن كثير ؛ لطول الاسم. وقريب منه حذفها من الصفة (٢) ، ولا يجوز حذفها من الخبر ، إلاّ في شعر ، و «إنّ» جواب القسم المتقدم.

٢٤٣٩ ـ قوله تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) ـ ٨ ـ «النجوم» عند البصريين ، رفع بإضمار فعل ، لأنّ «إذا» فيها[معنى]المجازاة ، فهي بالفعل أولى. ومثله : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (٣) و (إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ) (٤) و (إِذَا السَّمٰاءُ انْفَطَرَتْ) (٥) ، وهو كثير في القرآن. وقال الكوفيون : ما[بعد إذا] رفع بالابتداء ، وما بعده الخبر. وجواب «إذا» في قوله تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ) محذوف ، تقديره : وقع الفصل ، وقيل جوابها : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) ـ ١٥ ـ

٢٤٤٠ ـ قوله تعالى : (لِيَوْمِ الْفَصْلِ) ـ ١٣ ـ اللام تتعلق بفعل مضمر تقديره : أجّلت ليوم الفصل. وقيل : هو بدل من «أيّ» بإعادة الخافض. وقيل : اللام بمعنى «إلى».

__________________

ـ الملك ، والآية : ٤٤ من سورة الحج.

(١) الكشف ٣٥٧/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٢٢/٣ ؛ والبيان ٤٨٦/٢ ؛ والعكبري ١٤٩/٢ ، وتفسير القرطبي ١٥٦/١٩.

(٢) في(ح ، ظ) : «من الصلة».

(٣) سورة التكوير : الآية ١.

(٤) سورة الانشقاق : الآية ١.

(٥) سورة الانفطار : الآية ١.

٧٤١

٢٤٤١ ـ قوله تعالى : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا يَوْمُ الْفَصْلِ) ـ ١٤ ـ قد تقدّم ذكره في (اَلْحَاقَّةُ) (١) وغيرها.

٢٤٤٢ ـ قوله تعالى : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) ـ ١٥ ـ «ويل» حيث وقع في هذه السورة وما شابهها ، ابتداء ، و «يومئذ» ظرف عمل فيه معنى «ويل» ، و «للمكذّبين» الخبر (٢)

٢٤٤٣ ـ قوله تعالى : (كِفٰاتاً) ـ ٢٥ ـ مفعول ثان ل‍ «نَجْعَلِ» ، لأنه بمعنى «نصير»

٢٤٤٤ ـ قوله تعالى : أَحْيٰاءً وَأَمْوٰاتاً ـ ٢٦ ـ حالان ، أي تجمعهم الأرض في هاتين الحالين. و «الكفت» : الجمع (٣). وقيل : هو نصب ب‍ «كفات» ، أي : تكفت الأحياء والأموات ، [أي تضمهم أحياء على ظهرها ، وأمواتا على بطنها].

٢٤٤٥ ـ قوله تعالى : (هٰذٰا يَوْمُ لاٰ يَنْطِقُونَ) ـ ٣٥ ـ ابتداء وخبر ، والإشارة إلى «اليوم» (٤). وقرأه الأعمش وغيره «يوم» بالفتح (٥) ، فيجوز أن يكون مبنيا عند الكوفيين لإضافته إلى الفعل ، وهو مرفوع في المعنى. ويجوز أن يكون في موضع نصب ، والإشارة إلى غير «اليوم». ويجوز أن تكون الفتحة إعرابا ، وهو مذهب البصريين ، لأن الفعل معرب ؛ وإنما يبنى عند البصريين إذا أضيف إلى مبني ، فتكون الإشارة إلى غير اليوم ، وهو خبر الابتداء ، على كل حال.

__________________

(١) تقدم في الآية : ٣ من سورة الحاقة ، وانظر الفقرة(٢٣٢٠).

(٢) في هامش(ك) «قوله : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ) ١٦ ، ١٧ ـ لم يجزم العين بالعطف على(نهلك) ، بل استأنف ، والتقدير : ثم نحن نتبعهم».

(٣) في الأصل : «والكفت : أن يجمعهم فيها».

(٤) في الأصل : «والإشارة عملت في اليوم».

(٥) قرأ بالفتح أيضا المطوعي ، كما في الإتحاف ، ص ٤٣١ ؛ وفي تفسير القرطبي ١٦٦/١٩ ؛ روى الفتح يحيى بن سلطان عن أبي بكر عن عاصم.

٧٤٢

٢٤٤٦ ـ قوله تعالى : (كَذٰلِكَ نَجْزِي) ـ ٤٤ ـ الكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف ، أي : جزاء كذلك نجزي.

٢٤٤٧ ـ قوله تعالى : (وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً) ـ ٤٦ ـ «قَلِيلاً» نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف تقديره : تمتّعوا تمتّعا قليلا أو وقتا قليلا ، وهو منصوب ب‍ «تَمَتَّعُوا» في الوجهين ، إلاّ أنه يكون مرّة مفعولا فيه ، ومرّة مفعولا مطلقا.

٧٤٣

مشكل إعراب سورة

«عمّ يتساءلون»

٢٤٤٨ ـ قوله تعالى : (عَمَّ) ـ ١ ـ أصله «عن ما» ، فحذفت الألف لدخول (١) «عن» على «ما» ، وهي استفهام ، وذلك للفرق بين الاستفهام والخبر ، والفتحة تدلّ على الألف. ووقف عليه ابن كثير في رواية البزّي [عن أصحابه] (٢) عنه ، بالهاء ؛ (٣) لبيان الحركة ، لئلا تحذف الألف ، ويحذف ما يدل عليها من الحركة. ووقف جماعة القراء غيره بالإسكان ، وكذا ما شابهه من «ما» التي للاستفهام ؛ إذا دخل عليها حرف جر (٤) هذا حكمها. ولا يجوز إثبات الألف إلاّ في شعر ، كما لا يجوز حذف الألف إذا كانت «ما» خبرا ، نحو : (وَمَا اللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ) (٥).

٢٤٤٩ ـ قوله تعالى : (عَنِ النَّبَإِ) ـ ٢ ـ [«النبأ»]بدل من «ما» بإعادة الخافض. وقيل التقدير : يتساءلون عن النبأ ، ثم حذف الفعل الثاني لدلالة

__________________

(١) في سائر النسخ : «لدخول حرف الجر على ما».

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) وقف بهاء السكت عوضا عن ألف «ما» الاستفهامية البزي ويعقوب. انظر : الإتحاف ص ٤٣١ ؛ وفي البحر المحيط ٤١٠/٨ : قرأ به الضحاك وابن كثير.

(٤) ومنه : فيم ، ومم.

(٥) سورة البقرة : الآيات ٧٤ ، ٨٥ ، ١٤٠ ، ١٤٩ ؛ وآل عمران : الآية ٩٩.

٧٤٤

الأول عليه ، ف‍ «عن» الأولى متعلقة ب‍ «يتساءلون» الظاهر ، والثانية بالمضمر.

٢٤٥٠ ـ قوله تعالى : (مِهٰاداً) ـ ٦ ـ مفعول ثان ل‍ «جعل» ؛ [مهد الأرض مهدا ومهادا ، ودهق الشيء دهقا ودهاقا ، وأرض مهاد ، وكأس دهاق ، أي مملوءة مترعة ، أي ذات دهاق وذات مهاد] ١ ، ومثله : (أَوْتٰاداً) ـ ٧ ـ ، ومثله : (سُبٰاتاً) ـ ٩ ـ ، لأنّ «جعل» بمعنى صيّر ، ومثله : (لِبٰاساً) ـ ١٠ ـ و (مَعٰاشاً) ـ ١١ ـ.

٢٤٥١ ـ قوله تعالى : (وَخَلَقْنٰاكُمْ أَزْوٰاجاً) ـ ٨ ـ «أَزْوٰاجاً» نصب على الحال ، أي : ابتدعناكم مختلفين ؛ [الألسنة والألوان ، وغير ذلك ، و] (١)ذكورا وإناثا. وقصارا وطوالا. و «خلق» بمعنى ابتدع ، فلذلك لا يتعدّى إلاّ إلى مفعول واحد.

٢٤٥٢ ـ قوله تعالى : (سِرٰاجاً) ـ ١٣ ـ مفعول ل‍ «جعلنا» ، وهي بمعنى خلقنا ، يتعدّى إلى مفعول واحد أيضا ، وليست بمعنى صيّرنا مثل ما تقدّم.

٢٤٥٣ ـ قوله تعالى : (وَجَنّٰاتٍ أَلْفٰافاً) ـ ١٦ ـ «ألفافا» جمع «لفّ» ، يقال : نبات لفّ ولفيف ، إذا كان مجتمعا. وقيل : هو جمع الجمع ، كأنّ الواحد لفّاء وألفّ ، مثل حمراء وأحمر ، ثم تجمع «لفّاء» على «لفّ» ، كما تقول : حمراء وحمر ، ثم تجمع «لفّ» على «ألفاف». كما تقول : قفل وأقفال.

٢٤٥٤ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ يُنْفَخُ) ـ ١٨ ـ «يَوْمَ» بدل من «يَوْمَ» الأول.

٢٤٥٥ ـ قوله تعالى : (أَفْوٰاجاً) ـ ١٨ ـ حال من المضمر في «تأتون».

٢٤٥٦ ـ قوله تعالى : (لاٰبِثِينَ فِيهٰا أَحْقٰاباً) ـ ٢٣ ـ «أَحْقٰاباً» ظرف زمان. ومن قرأ (٢) «لبثين» شبّهه بما هو خلقة في الإنسان ، نحو : حذر وفرق ،

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) قرأ حمزة وروح «لبثين» بغير ألف ، وقرأ الباقون بالألف. النشر ٣٨٠/٢ ؛ التيسير ص ٢١٩ ؛ والإتحاف ص ٤٣١.

٧٤٥

وهو بعيد ؛ لأنّ «اللبث» ليس مما يكون خلقة في الإنسان ؛ وباب «فعل» إنما هو لما يكون خلقة في الشيء ، وليس اللبث بخلقة.

و «أحقاب» ظرف زمان في الوجهين (١).

٢٤٥٧ ـ قوله تعالى : (لاٰ يَذُوقُونَ) ـ ٢٤ ـ في موضع الحال من المضمر في «لاٰبِثِينَ».

وقيل : هو نعت ل‍ «أحقاب» ، واحتمل الضمير لأنّه فعل ، فلم يجب إظهاره ، وإن كان قد جرى صفة على غير من هو له ، وإنما جاز أن يكون نعتا ل‍ «أحقاب» من أجل الضمير العائد على «الأحقاب» في «فيها». ولو كان في موضع «لا يذوقون» اسم فاعل لم يكن بدّ من إظهار الضمير ، إذا جعلته وصفا ل‍ «أحقاب».

٢٤٥٨ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ حَمِيماً) ـ ٢٥ ـ بدل من «برد» إذا جعلت «البرد» من البرودة ، فإن جعلته «النوم» كان «إلاّ حميما» استثناء ليس من الأوّل.

٢٤٥٩ ـ قوله تعالى : (جَزٰاءً) ـ ٢٦ ـ نصب على المصدر. (وِفٰاقاً) : نعت للمصدر تقديره : وافق الجزاء العمل وفاقا وموافقة.

٢٤٦٠ ـ قوله تعالى : (كِذّٰاباً) ـ ٢٨ ـ من (٢) شدده جعله مصدر «كذّب» ، زيدت فيه الألف ، كما زيدت في «إكراما». وقولهم : «تكذيبا» جعلوا التاء عوضا من تشديد العين ، والياء بدلا (٣) من الألف ، غيّروا أوّله كما غيّروا آخره. وأصل مصدر (٤) الرباعي أن يأتي على[عدد]حروف الماضي بزيادة ألف مع تغيير الحركات ، وقد قالوا : «تكلّما» ، فأتى

__________________

(١) الكشف ٣٥٩/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٢٨/٣ ؛ وتفسير القرطبي ١٧٨/١٩.

(٢) التشديد قراءة الجمهور ، وقرأ الكسائي بالتخفيف. النشر ٣٨٠/٢ ؛ والإتحاف ص ٤٣١.

(٣) في الأصل : «بدل».

(٤) في الأصل و (د) : «وأصل المصدر».

٧٤٦

المصدر على عدد حروف الماضي ، بغير زيادة الألف ، وذلك لكثرة حروفه ، وضمّت اللام ولم تكسر لأنه ليس في الكلام اسم على «تفعّل». ولم يفتحوا لئلاّ يشبه الماضي. وقرأه الكسائي : «كذابا» بالتخفيف ؛ جعله مصدر : كاذب (١) كذابا ، وقيل : هو مصدر «كذب» كقولك : كتبت كتابا (٢).

٢٤٦١ ـ قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنٰاهُ كِتٰاباً) ـ ٢٩ ـ «كِتٰاباً» مصدر ، لأن «أَحْصَيْنٰاهُ» بمنزلة «كتبناه» ، و «كل» نصب بإضمار فعل ، أي : وأحصينا كلّ شيء أحصيناه. ويجوز الرفع بالابتداء.

٢٤٦٢ ـ قوله تعالى : (جَزٰاءً وعَطٰاءً) ـ ٣٦ ـ مصدران ، و «حسابا» نعت ل‍ «عطاء».

٢٤٦٣ ـ قوله تعالى : (رَبِّ السَّمٰاوٰاتِ) ـ ٣٧ ـ من رفعه[وخفض «الرحمن»]فعلى إضمار : هو ربّ ، و «الرحمن» نعت ل‍ «ربك». ومن خفضه (٣) جعله بدلا من «ربك». ومن رفعه ورفع «الرحمن» جعله مبتدأ ، و «الرحمن» خبره ، أو نعتا له ، و «لا يملكون» الخبر. ومن خفض (٤) «الرحمن» ورفع «رب» جعله نعتا ل‍ «ربك». ومن خفض «الرحمن» وخفض «ربّ» جعله نعتا ل‍ «ربّ» ، و «ربّ السماوات» بدل من «ربّك». ومن خفض «ربّ» ورفع «الرحمن» رفعه على إضمار مبتدأ ، أي : هو الرحمن ، وإن شئت على الابتداء ، و (لا يملكون)الخبر (٥).

__________________

(١) في الأصل : «كاذبه».

(٢) الكشف ٣٥٩/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٢٩/٣ ؛ والبيان ٤٩١/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٨١/١٩.

(٣) الخفض قراءة ابن عامر ويعقوب والكوفيين ، وقرأ الباقون بالرفع. النشر ٣٨٠/٢ والتيسير ص ٢١٩.

(٤) وهي قراءة ابن عامر ويعقوب وعاصم ، والباقون برفع النون. النشر ٣٨٠/٢ ؛ والتيسير ص ٢١٩.

(٥) الكشف ٣٥٩/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٢٩/٢ ؛ والبيان ٤٩١/٢ ؛ والعكبري ١٥٠/٢ ـ

٧٤٧

٢٤٦٤ ـ قوله تعالى : (صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ) ـ ٣٨ ـ حالان.

٢٤٦٥ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ) ـ ٣٨ ـ «من» في موضع رفع على البدل من المضمر في «يتكلمون» ، أو في موضع نصب على الاستثناء.

__________________

ـ وتفسير القرطبي ١٨٥/١٩ ؛ والبحر المحيط ٤١٥/٨.

٧٤٨

مشكل إعراب سورة

«والنّازعات»

٢٤٦٦ ـ قوله تعالى : (وَالنّٰازِعٰاتِ غَرْقاً) ـ ١ ـ مصدر ، ومثله : (نَشْطاً) ـ ٢ ـ و (سَبْحاً) ـ ٣ ـ و (سَبْقاً) ـ ٤ ـ.

٢٤٦٧ ـ قوله تعالى : (أَمْراً) ـ ٥ ـ مفعول به ب‍ «المدبّرات». وقيل : هو مصدر ، وقيل : نصب بإسقاط حرف الجر ، أي : بأمر ؛ وإنما بعد نصبه ب‍ «المدبرات» ؛ لأنّ التدبير ليس إلى الملائكة ، إنما هو إلى اللّه عزّ وجلّ ، فهي مرسلة بما يدبّره اللّه ويريده ، ليس التدبير لها ، [إلاّ أن تحمله على معنى : تدبّر بأمر لها]. وجواب القسم محذوف ، تقديره : وربّ هذه المذكورات لتبعثنّ ، ودلّ على ذلك إنكارهم للبعث في قوله تعالى : (يَقُولُونَ أَإِنّٰا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحٰافِرَةِ) ـ ١٠ ـ. وقيل الجواب : (إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً) ـ ٢٦ ـ ، وقيل جوابه : (يَوْمَ تَرْجُفُ) ـ ٦ ـ على تقدير حذف اللام ، أي : ليوم ترجف.

٢٤٦٨ ـ قوله تعالى : (طُوىً) ـ ١٦ ـ (اِذْهَبْ) ـ ١٧ ـ «طوى» في موضع خفض على البدل من «الوادي». ومن كسر الطاء[من «طوى»] (٢) ، وهي قراءة الحسن (٢) ، فهو في موضع نصب على أنه مصدر ، مثل : ثنى

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) وقرأ بكسر الطاء أيضا عكرمة. تفسير القرطبي ٢٠١/١٩.

٧٤٩

وعدى وسوى ، تقديره ، بالوادي المقدّس مرّتين. ومن ترك صرفه جعله معدولا عن «طاو» ، كعمر وزفر ، وهو معرفة. ومن صرفه (١) جعله [كحطم]غير معدول. وقيل : إنما ترك صرفه لأنه اسم للبقعة ، وهو معرفة.

٢٤٦٩ ـ قوله تعالى : (نَكٰالَ الْآخِرَةِ) ـ ٢٥ ـ مصدر. وقيل : مفعول من أجله.

٢٤٧٠ ـ قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ) ـ ٣٠ ـ نصب «الأرض» (٢) بإضمار فعل يفسره «دحاها». والرفع جائز على الابتداء. والنصب عند البصرين الاختيار. وقال الفراء (٣) : النصب والرفع سواء فيه. ومثله : (وَالْجِبٰالَ أَرْسٰاهٰا) ـ ٣٢ ـ.

٢٤٧١ ـ قوله تعالى : (مَتٰاعاً لَكُمْ) ـ ٣٣ ـ نصب على المصدر.

٢٤٧٢ ـ قوله تعالى : (فَأَمّٰا مَنْ طَغىٰ) ـ ٣٧ ـ «مَنْ» ابتداء ، والخبر فَإِنَّ الْجَحِيمَ ـ ٣٩ ـ وما بعده. ومثله : (وَأَمّٰا مَنْ خٰافَ) ـ ٤٠ ـ لكن في الخبر حذف عائد ، به يتم الخبر ، تقديره : فإن الجحيم هي المأوى له ، [وفإنّ الجنّة هي المأوى له] ، وقيل تقديره : هي مأواه ، والألف واللام عوض من المحذوف.

٢٤٧٣ ـ قوله تعالى : (أَيّٰانَ مُرْسٰاهٰا) ـ ٤٢ ـ «مُرْسٰاهٰا» ابتداء ، و «أَيّٰانَ» الخبر ، وهو ظرف زمان مبني بمعنى «متى» ، وإنما بني لتضمنه معنى الاستفهام الذي هو للحرف ، فلما قام مقام الحرف واستفهم به ، بني كما بني الحرف ، وبني على حركة ؛ لسكون ما قبل آخره.

__________________

(١) قرأ بالصرف وضم الطاء ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ، والباقون بلا تنوين. الإتحاف ص ٤٣٢.

(٢) قرأ بنصب «الأرض» و «الجبال» الجمهور ، وقرأ الحسن ، وأبو حيوة ، وعمرو بن عبيد ، وابن أبي عبلة ، وأبو السمال ، برفعهما. البحر المحيط ٤٢٣/٨ ؛ وانظر : تفسير القرطبي ٢٠٥/١٩.

(٣) معاني القرآن ٢٣٣/٣.

٧٥٠

٢٤٧٤ ـ قوله تعالى : (فِيمَ أَنْتَ) ـ ٤٣ ـ حذفت ألف «ما» كما حذفت في (عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ) وشبهه ، فهو مثله في العلة والحكم. وقد تقدّم (١) ذكره.

__________________

(١) راجع فقرة(٢٤٤٨).

٧٥١

مشكل إعراب سورة

«عبس»

٢٤٧٥ ـ قوله تعالى : (أَنْ جٰاءَهُ الْأَعْمىٰ) ـ ٢ ـ [«أن»]مفعول من أجله. وقيل : هو في موضع خفض على إضمار اللام. وقيل : هو بمعنى : إذ جاءه الأعمى.

٢٤٧٦ ـ قوله تعالى : (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرىٰ) ـ ٤ ـ من نصب (١) «فتنفعه» جعله جواب «لعل» بالفاء ، لأنّه غير موجب ، فأشبه التمني والاستفهام ، والنصب غير معروف عند البصريين. ومن رفعه عطفه على «يذّكّر» (٢).

٢٤٧٧ ـ قوله تعالى : (وَأَمّٰا مَنْ جٰاءَكَ يَسْعىٰ) ـ ٨ ـ «من» ابتداء ، و «يسعى» حال. وكذلك : (وَهُوَ يَخْشىٰ) ـ ٩ ـ ابتداء وخبر ، في موضع الحال أيضا. (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّٰى) ـ ١٠ ـ [معنى «تَلَهّٰى» : تفعّل ، وليس من اللهو] ٣ ؛ ابتداء وخبر ، في موضع خبر «من». ومثله : (أَمّٰا مَنِ اسْتَغْنىٰ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّٰى) ـ ٥ ، ٦ ـ ؛ [تتعرّض لرضاه] (٣).

__________________

(١) قرأ بنصب العين عاصم ، والباقون برفعها. التيسير ، ص ٢٢٠ ، والنشر ٣٨١/٢.

(٢) في الأصل : «أو يذكّر» ، وانظر : الكشف ٣٦٢/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٣٥/٣ ؛ والبيان ٤٩٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢١٤/١٩.

(٣) زيادة في الأصل.

٧٥٢

٢٤٧٨ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) ـ ٢٠ ـ الهاء و «السبيل» مفعولان ل‍ «يسّره» ، على حذف اللام من «لسبيل» أي : ثمّ للسبيل يسّره.

٢٤٧٩ ـ قوله تعالى : (مٰا أَكْفَرَهُ) ـ ١٧ ـ «مٰا» استفهام ، ابتداء ، [و] «أَكْفَرَهُ» الخبر ، على معنى : أيّ شيء حمله على الكفر مع ما يرى من الآيات الدالة على التوحيد. ويجوز أن تكون «مٰا» ابتداء تعجبا ، أي : هو ممن يتعجّب منه فيقال فيه : «ما أكفره» ، و «أكفره» الخبر أيضا.

٢٤٨٠ ـ قوله تعالى : (أَنّٰا صَبَبْنَا الْمٰاءَ صَبًّا) ـ ٢٥ ـ من فتح (١) «أنّا» جعلها في موضع خفض على تقدير اللام ، أي لأنّا. وقيل : في موضع نصب لعدم اللام. وقيل : في موضع خفض على البدل من «الطعام» ، لأنّ هذه الأشياء مشتملة على الطعام ، منها يتكون ؛ لأنّ معنى «إلى طعامه» : إلى حدوث طعامه كيف يتأتّى ، فالاشتمال في هذا إنما هو من الثاني على الأول ؛ لأنّ الاعتبار إنما هو في الأشياء التي يتكون منها الطعام ، لا في الطعام بعينه (٢).

٢٤٨١ ـ قوله تعالى : (مَتٰاعاً لَكُمْ) ـ ٣٢ ـ نصب على المصدر.

__________________

(١) الفتح قراءة الكوفيين ، وقرأ الباقون بكسر الهمزة. التيسير ص ٢٢٠ ؛ والنشر ٣٨١/٢.

(٢) عبارة الأصل : «التي يتكون منها الطعام ، أو تتكون هي منه. وقد قال ابن سيرين وغيره : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسٰانُ إِلىٰ طَعٰامِهِ) ، أي إلى خريه ، أي : نجيه ، أي إلى ما ينجى منه ، لا في الطعام بعينه». انظر : الكشف ٣٦٢/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٣٨/٣ ؛ وتفسير القرطبي ٢٢١/١٩.

٧٥٣

مشكل إعراب سورة

«التكوير»

٢٤٨٢ ـ قوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ـ ١ ـ قد تقدّم الكلام في رفع ما بعد «إذا» في «والمرسلات» (١) وغيرها.

٢٤٨٣ ـ قوله تعالى : (مُطٰاعٍ ثَمَّ) ـ ٢١ ـ «ثمّ» ظرف مكان.

٢٤٨٤ ـ قوله تعالى : (عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (٢) ـ ٢٤ ـ دخول «على» يدل على أنّ «ضنينا» بالضاد ، بمعنى بخيل (٣) ؛ يقال : بخلت عليه[ف‍ «ضنين» بالضاد تطلب حرف الجر] (٤). ولو كان بالظاء [المرفوعة الرأس] (١) ؛ بمعنى : متّهم ، لكان بالباء ، كما يقال : هو متّهم بكذا ، ولا يقال : على كذا ، لكن يجوز أن تكون «على» في موضع الباء ، فتحسن القراءة بالظاء (٥).

__________________

(١) راجع فقرة(٢٤٣٩).

(٢) في المصحف «بضنين» ، وقرأ بالظاء ابن كثير ، وأبو عمرو ، والكسائي ، وقرأ الباقون بالضاد. تفسير القرطبي ٢٤٢/١٩.

(٣) في الأصل : «دخول(على)يدل على(ظنين)أنه بمعنى بخيل ، يكتب بالضاد».

(٤) زيادة في الأصل.

(٥) الكشف ٣٦٤/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٤٢/٣ ؛ والبيان ٤٩٧/٢.

٧٥٤

٢٤٨٥ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ) ـ ٢٩ ـ «أن» في موضع خفض بإضمار الباء ، أو في موضع نصب بحذف الخافض.

٢٤٨٦ ـ قوله تعالى : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ـ ٢٦ ـ حقّه أن يكون بإلى ؛ لأنّ «ذهب» لا يتعدّى[بغير حرف جر] (١) ، وتقديره : فإلى أين تذهبون ؛ لكن حذفت «إلى» ، كما قالوا : ذهبت الشام ، أي إلى الشام. وحكى الفراء (٢)أنّ الحرف يحذف مع «انطلق» و «خرج» ؛ تقول : انطلقت الشام ، أي إلى الشام ، وخرجت السوق ، أي إلى السوق ؛ ولم يحك سيبويه (٣) من هذا غير : ذهبت الشام ، أي إلى الشام ، [ودخلت البيت ، أي في البيت]. و «أين» ظرف مكان.

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) معاني القرآن ٣٤٣/٣.

(٣) الكتاب ١٥/١ ـ ١٦.

٧٥٥

مشكل إعراب سورة

«الانفطار»

٢٤٨٧ ـ قوله تعالى : (مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ) ـ ٦ ـ «ما» استفهام ابتداء (١) ، و «غرّك» الخبر.

٢٤٨٨ ـ قوله تعالى : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا يَوْمُ الدِّينِ) ـ ١٧ ـ قد تقدّم الكلام فيه وفي نظيره (٢) ، في الحاقة والواقعة ، وغيرهما.

٢٤٨٩ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ لاٰ تَمْلِكُ) ـ ١٩ ـ من فتح «يوما» (٣) جعله في موضع رفع على البدل من «يوم» الذي قبله ، أو في موضع نصب على الظرف ، أو على البدل من (يَوْمَ الدِّينِ) ـ ١٥ ـ الأول. وهو [إذا فتحته] (٤) مبني عند الكوفيين ، لإضافته إلى الفعل ؛ ومعرب عند البصريين ؛ نصب على البدل من «يوم الدين» الأول. ويجوز نصبه على الظرف للجزاء ، وهو «الدين» ؛ وإنما لم يكن مبنيا عند البصريين ، لأنه أضيف إلى معرب ؛ وإنما

__________________

(١) في الأصل : «مبتدأة».

(٢) في الأصل : «نظائره» وانظر : الآية ٣ من سورة الحاقة. والآية ٨ من سورة الواقعة.

(٣) قرأ بفتح الميم من «يوم» غير ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب ، وأما هؤلاء فقرءوا برفع الميم. النشر ٣٨٢/٢ ؛ والتيسير ص ٢٢٠ ؛ والإتحاف ص ٤٣٥.

(٤) زيادة في الأصل.

٧٥٦

يبنى إذا أضيف إلى مبني مثل «يومئذ». ومن رفعه جعله بدلا من «يوم» الذي قبله. ويجوز أن يرفع على إضمار «هو» (١).

__________________

(١) الكشف ٣٦٤/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢٤٤/٣ ؛ والبيان ٤٩٨/٢ ؛ والعكبري ١٥٢/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٤٩/١٩.

٧٥٧

مشكل إعراب سورة

«المطففين»

٢٤٩٠ ـ قوله تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) ـ ١ ـ ابتداء وخبر. والمختار في «وَيْلٌ» وشبهه ، إذا لم يكن مضافا ، الرفع ، ويجوز النصب ؛ فإن كان مضافا أو معرّفا كان الاختيار فيه النصب ، نحو قوله تعالى : (وَيْلَكُمْ لاٰ تَفْتَرُوا) (١).

و «ويل» أصله مصدر مأخوذ من فعل لم يستعمل. [وقال المبرد في (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وفي (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) ـ ١٠ ـ وشبهه : لا يجوز فيه إلا الرفع ؛ لأنه ليس بدعاء عليهم ، إنما هو إخبار أن ذلك شأنهم ،] (٢). ولو كان المصدر من فعل مستعمل كان الاختيار فيه ، إذا أضيف أو عرّف بالألف واللام ، الرفع ، ويجوز النصب ؛ فإن نكّر فالاختيار فيه النصب ، ويجوز الرفع ، نحو : الحمد للّه ، والحمد للّه ، والشكر لزيد ، والشكر له ؛ الاختيار الرفع ، ونحو : حمدا للّه ، وشكرا للّه ؛ الاختيار النصب بضدّ الأول (٣). وقد ذكر ذلك كله.

٢٤٩١ ـ قوله تعالى : (كٰالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ) ـ ٣ ـ يجوز أن تكون «هم»

__________________

(١) سورة طه : الآية ٦١.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من(ح).

(٣) في الأصل : «الاختيار النصب إذا نكر».

٧٥٨

ضمير مرفوع مؤكد للواو في «كالوا» أو «وزنوا» ، فتكتب بألف. ويجوز أن تكون «هم» ضمير مفعول ، في موضع نصب ب‍ «كالوا» أو «وزنوا» فتكتب بغير ألف بعد الواو ، وهو في المصحف بغير ألف. و «على» في قوله تعالى : (عَلَى النّٰاسِ يَسْتَوْفُونَ) في موضع «من». و «كال» و «وزن» يتعدّيان (١) إلى مفعولين : أحدهما بحرف جر ، وبغير حرف ، [ومثله : شكرتك ، وشكرت لك] (٢).

٢٤٩٢ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ) ـ ٦ ـ «يوم» نصب على الظرف ، والعامل فيه فعل دلّ عليه «مبعوثون» ، أي : يبعثون يوم يقوم الناس.

ويجوز أن يكون بدلا من «ليوم» على الموضع ، وهو مبني عند الكوفيين على الفتح ، وموضعه نصب على ما ذكرنا ، ومعرب منصوب عند البصريين.

٢٤٩٣ ـ قوله تعالى : (سِجِّينٍ) (٣) ـ ٧ ـ هو (٤) «فعّيل» من السجل ، والنون بدل من اللام. وقيل : هو «فعّيل» من السجن.

٢٤٩٤ ـ قوله تعالى : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا سِجِّينٌ) ـ ٨ ـ قد تقدّم فيه الكلام ، وفي نظيره في «الحاقة» وغيرها.

٢٤٩٥ ـ قوله تعالى : (كِتٰابٌ) ـ ٩ ـ رفع على البدل من «سجين» ، أو على إضمار هو (٥).

٢٤٩٦ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ يُقٰالُ هٰذَا الَّذِي) ـ ١٧ ـ ابتداء وخبر ، في موضع المفعول الذي لم يسمّ فاعله عند سيبويه. وقال المبرد : المصدر مضمر يقوم مقام الفاعل ، ولا تقوم الجملة عنده مقام الفاعل.

__________________

(١) في الأصل : «يتعدى».

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) في الأصل : «سجيل».

(٤) في الأصل : «هي».

(٥) في(ح ، ق) : «رفع على أنه خبر إنّ ، والظرف ملغى ، أو يكون خبرا بعد خبر ، أو على إضمار هو».

٧٥٩

٢٤٩٧ ـ قوله تعالى : (قٰالَ أَسٰاطِيرُ) ـ ١٣ ـ «أَسٰاطِيرُ» رفع على إضمار «هذه».

٢٤٩٨ ـ قوله تعالى : (لَفِي عِلِّيِّينَ) ـ ١٨ ـ هو جمع لا واحد له من لفظه ك‍ «عشرين» ، فجرى مجراه. وقد قيل : إنّ «عليين» صفة للملائكة ، فلذلك جمع بالواو والنون (١).

٢٤٩٩ ـ قوله تعالى : (مِنْ تَسْنِيمٍ) ـ ٢٧ ـ (عَيْناً) ـ ٢٨ ـ انتصب «عينا» عند الأخفش ب‍(يسقون) ، وعند المبرد بإضمار «أعني» ، وعند الفراء (٢) ب‍ «تسنيم» ؛ وكان حقّه عنده الإضافة ، فلمّا نوّن «تسنيما» نصب «عينا» به. وقيل : انتصب «عينا» على الحال ، على أنها بمعنى «جارية» ، فهي حال من «تسنيم» على أنّ «تسنيما» اسم للماء الجاري من علوّ ، كأنّه يجري من علوّ الجنّة ، فهو معرفة ، تقديره : ومزاجه من الماء العالي [جاريا]من علو.

٢٥٠٠ ـ قوله تعالى : (يَشْرَبُ بِهَا) ـ ٢٨ ـ نعت للعين ، و «بها» بمعنى «منها».

__________________

(١) في تفسير القرطبي ٢٦٣/١٩ : «وقال يونس النحوي : واحدها ، عليّ وعلية ، وقال أبو الفتح : عليين جمع عليّ ، وهو فعّيل من العلو ...» ، وانظر : معاني القرآن للفراء ٢٤٧/٣.

(٢) معاني القرآن ٢٤٩/٣.

٧٦٠