مشكل إعراب القرآن

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني

مشكل إعراب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني


المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣

و «لَنُبِذَ» جواب «لَوْ لاٰ». وذكّر «تَدٰارَكَهُ» لأن «النعمة» و «النعم» بمعنى واحد ، فحمل على المعنى. وقيل : ذكّر لأنه فرّق بينهما بالهاء. وقيل : لأن تأنيث النعمة غير حقيقي ، إذ لا ذكر لها من لفظها. وفي قراءة ابن مسعود (١) : «لو لا أن تداركته» ، [بالتاء]على تأنيث لفظ «نعمة».

٢٣١٨ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ مَذْمُومٌ) ـ ٤٩ ـ ابتداء وخبر ، في موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع في «نبذ».

٢٣١٩ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ يَكٰادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ) ـ ٥١ ـ «إِنْ» عند الكوفيين بمعنى «ما» ، واللام بمعنى «إلا» ، معناه : وما يكاد الذين كفروا إلاّ يزلقونك. و «إن» عند البصريين مخففة من الثقيلة ، واسمها مضمر فيها (٢) ، واللام لام التأكيد ؛ لزمت هذا النوع لئلاّ تشبه «إن» التي بمعنى «ما» ، وقد مضى نظيره.

__________________

(١) وقرأ به أيضا ابن عباس. تفسير القرطبي ٢٥٣/١٨ ؛ والبحر المحيط ٣١٧/٨ ؛ وانظر : معاني القرآن ١٧٨/٣.

(٢) في سائر النسخ : «معها».

٧٠١

مشكل إعراب سورة

«الحاقة»

٢٣٢٠ ـ قوله تعالى : (اَلْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ) ـ ١ ، ٢ ـ «الحاقة» ابتداء ، و «مٰا» ابتداء ثان. و «مٰا» (١) استفهام معناه التعظيم والتعجب. و «الحاقة» الثانية خبر «مٰا» ، و «مٰا» وخبرها خبر عن «الحاقة» الأولى. وجاز أن تكون الجملة خبرا عنها ، ولا ضمير في الجملة يعود على المبتدأ (٢) ؛ لأنها محمولة على معنى : الحاقّة ما أعظمها وأهولها. وقيل المعنى : [الْحَاقَّةُ] ما هي ؛ على التعظيم لأمرها ، ثم أظهر الاسم ليكون أبين في التعظيم. وقد مضى ذكر هذا في الواقعة (٣) ، ومثله : (اَلْقٰارِعَةُ (١) مَا الْقٰارِعَةُ) (٤).

٢٣٢١ ـ وقوله تعالى : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مَا الْحَاقَّةُ) ـ ٣ ـ «مٰا» الأولى ابتداء ، و «مٰا» الثانية ابتداء ثان ، و «الْحَاقَّةُ» خبر الثاني ، والجملة في موضع نصب ب‍ «أَدْرٰاكَ» ، و «أَدْرٰاكَ» وما اتصل به خبر عن «مٰا» الأولى. وفي «أَدْرٰاكَ» ضمير فاعل يعود على «مٰا» الأولى ، و «مٰا» الأولى والثانية استفهام ، فلذلك لم يعمل «أَدْرٰاكَ» في «مٰا» الثانية ، وعمل في الجملة ، وهما استفهام فيهما معنى التعظيم والتعجب. و «أَدْرٰاكَ» فعل يتعدى إلى مفعولين : الكاف في

__________________

(١) في سائر النسخ : «وما : بمعنى الاستفهام الذي معناه».

(٢) في الأصل : «يعود عليها».

(٣) انظر فقرة(٢١٧٦).

(٤) سورة القارعة : الآية ١ ، ٢.

٧٠٢

«أَدْرٰاكَ» المفعول الأول ، والجملة في موضع الثاني. ومثله : (وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا يَوْمُ الدِّينِ) (١) و (وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا عِلِّيُّونَ) (٢) و (وَمٰا أَدْرٰاكَ مَا الْحُطَمَةُ) (٣) و (وَمٰا أَدْرٰاكَ مَا الْعَقَبَةُ) (٤) و (وَمٰا أَدْرٰاكَ مَا الْقٰارِعَةُ) (٥) كل ذلك يجري على قياس واحد ، يقاس بعضه على بعض (٦).

٢٣٢٢ ـ قوله تعالى : (فَأَمّٰا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا) ـ ٥ ـ «ثَمُودُ» رفع بالابتداء ، و «أهلكوا» الخبر. وحقّ الفاء أن تكون قبله ، والتقدير : مهما يكن من شيء فثمود أهلكوا. و «ثَمُودُ» اسم للقبيلة ، وهو معرفة ، فلذلك لم ينصرف للتأنيث والتعريف. وقيل : هو أعجمي معرفة ، فلذلك لم ينصرف. ويجوز صرفه في الكلام ؛ وقد قرئ بذلك في مواضع من القرآن [غير هذا] ، على أنه اسم للأب. ومثله : (وَأَمّٰا عٰادٌ فَأُهْلِكُوا) ـ ٦ ـ إلا أن «عادا» ينصرف لخفته ؛ لأنه على ثلاثة أحرف ، أوسطها ساكن[كهند ، ودعد ، ومصر ، ونحو ذلك] (٧).

٢٣٢٣ ـ قوله تعالى : (سَبْعَ لَيٰالٍ وَثَمٰانِيَةَ أَيّٰامٍ) ـ ٧ ـ انتصب «سَبْعَ» و «ثَمٰانِيَةَ» على الظرف. و «حُسُوماً» نعت ل‍ «الأيام» بمعنى : متتابعة. وقيل : هو نصب على المصدر بمعنى : تباع.

٢٣٢٤ ـ قوله تعالى : (فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهٰا صَرْعىٰ) ـ ٧ ـ «صَرْعىٰ» نصب على الحال ؛ لأن «ترى» من رؤية العين ، [يتعدى إلى مفعول واحد] (٨).

__________________

(١) سورة الانفطار : الآيتان ١٧ ، ١٨.

(٢) سورة المطففين : الآية ١٩.

(٣) سورة الهمزة : الآية ٥.

(٤) سورة البلد : الآية ١٢.

(٥) سورة القارعة : الآية ٣.

(٦) في الأصل : «على قياس».

(٧) زيادة في الأصل.

(٨) زيادة في الأصل.

٧٠٣

٢٣٢٥ ـ قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ أَعْجٰازُ نَخْلٍ) ـ ٧ ـ الجملة في موضع نصب على الحال من المضمر في «صَرْعىٰ» ، أي : مشبهين أعجاز نخل خاوية ؛ خوت من التأكّل.

٢٣٢٦ ـ قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوٰاقِعَةُ) ـ ١٥ ـ العامل في «يومئذ» «وَقَعَتِ».

٢٣٢٧ ـ قوله تعالى : (فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وٰاهِيَةٌ) ـ ١٦ ـ العامل في الظرف «وٰاهِيَةٌ».

٢٣٢٨ ـ قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ) ـ ١٨ ـ العامل في الظرف «تُعْرَضُونَ».

٢٣٢٩ ـ قوله تعالى : (مٰا أَغْنىٰ عَنِّي مٰالِيَهْ) ـ ٢٨ ـ «مٰا» في موضع نصب ب‍ «أَغْنىٰ». ويجوز أن تكون «مٰا» نافية على حذف مفعول «أَغْنىٰ» ، أي ما أغنى عني مالي شيئا.

٢٣٣٠ ـ قوله تعالى : (ذَرْعُهٰا سَبْعُونَ ذِرٰاعاً) ـ ٣٢ ـ ابتداء وخبر ، في موضع خفض على النعت ل‍ «سِلْسِلَةٍ».

٢٣٣١ ـ قوله تعالى : (قَلِيلاً مٰا تُؤْمِنُونَ وقَلِيلاً مٰا تَذَكَّرُونَ) ـ ٤١ ، ٤٢ ـ انتصب «قليل» في هذا الموضع ب‍ «تُؤْمِنُونَ» و «تَذَكَّرُونَ» ، و «مٰا» زائدة [للتوكيد] (١). وحقيقته أنه نعت لمصدر محذوف ، أو لظرف محذوف ، تقديره : وقتا قليلا تذكّرون ، أو : تذكرا قليلا تذكّرون. وكذلك : (قَلِيلاً مٰا تُؤْمِنُونَ). ولا يجوز أن تجعل «مٰا» والفعل مصدرا ، وتنصب «قَلِيلاً» بما بعد «مٰا» ؛ لأن فيه تقديم الصلة على الموصول ؛ لأنّ (٢) ما عمل فيه المصدر ، في صلة المصدر أبدا ، فلا يتقدم عليه.

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) في الأصل : «لا» بغير نون.

٧٠٤

٢٣٣٢ ـ قوله تعالى : (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعٰالَمِينَ) ـ ٤٣ ـ خبر ابتداء محذوف ، أي هو تنزيل.

٢٣٣٣ ـ قوله تعالى : (عَنْهُ حٰاجِزِينَ) ـ ٤٧ ـ نعت ل‍ «أَحَدٍ» ؛ لأنه بمعنى الجماعة ، فحمل النعت على معنى «أَحَدٍ» فجمع.

٧٠٥

مشكل إعراب سورة

«سأل سائل» (١)

٢٣٣٤ ـ قوله تعالى : (سَأَلَ) ـ ١ ـ من ترك (٢) همزة [«سَأَلَ»] احتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : أن يكون من السؤال ، لكن أبدل من الهمزة ألفا ، وهو بدل على غير قياس ، لكنه جائز ؛ حكاه سيبويه (٣) وغيره.

والثاني : أن تكون الألف بدلا من واو ، حكى سيبويه (٣) وغيره (٤) : سلت (٥) أسال ، لغة (٦) بمنزلة : خفت أخاف.

والوجه الثالث : أن تكون الألف بدلا من ياء من : سال يسيل ، بمنزلة : كال يكيل.

وأصل «سأل» إذا كان من السؤال أن يتعدّى إلى مفعولين نحو قوله تعالى : (فَلاٰ تَسْئَلْنِ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (٧). ويجوز أن تقتصر على مفعول واحد ، كما تقتصر في : أعطيت وكسوت. نحو قوله تعالى : (وَسْئَلُوا مٰا

__________________

(١) في د : «المعارج».

(٢) قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بألف بلا همز «سال» ، والباقون بالهمز. النشر ٣٧/٢ ؛ والتيسير ص ٢١٤ ؛ والإتحاف ص ٤٢٣.

(٣) الكتاب ١٧٠/٢.

(٤) في الأصل : «وغيره ذلك»

(٥) في سائر النسخ : «سلت تسال ، لغة بمنزلة : خفت تخاف».

(٦) أي لغة في السؤال.

(٧) سورة هود : الآية ٤٦.

٧٠٦

أَنْفَقْتُمْ) (١) ، فإذا اقتصرت على واحد ، جاز أن يتعدى بحرف جر إلى ذلك الواحد ، نحو قوله تعالى : سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ ، تقديره : سأل سائل النبيّ بعذاب ؛ [أي عن عذاب] (٢) ، والباء بمعنى «عن». وإذا جعل «سال» من (٣) «السيل» ، لم تكن الباء بمعنى «عن» ، وكانت على بابها ، وأصلها للتعدي. وأما الهمزة في «سائل» فتحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : أن تكون أصلية من السؤال.

والثاني : أن تكون بدلا من واو على لغة[من قال] : سلت أسال ، كخفت أخاف.

والثالث : أن تكون بدلا من باء ، على أن تجعل «سال» (٤) من السّيل (٥).

٢٣٣٥ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ تَكُونُ السَّمٰاءُ كَالْمُهْلِ) ـ ٨ ـ العامل في الظرف «نَرٰاهُ». ويجوز أن تكون بدلا من «قريب» ، والعامل في «قريب» «نَرٰاهُ» ، وقيل : العامل فيه (يُبَصَّرُونَهُمْ) ـ ١١ ـ والهاء والميم في «يُبَصَّرُونَهُمْ» [مفعول بها] ٢ ؛ تعود على الكفار ، والمضمر المرفوع ل‍ «المؤمنين» ، أي يبصر المؤمنون الكافرين يوم القيامة ، أي : يرونهم فينظرون إليهم في النار. وقيل : تعود على «الحميم» وهو بمعنى الجمع ، أي يبصّر الحميم حميمه. وقيل : المضمران يعودان على الكفار ، أي : يبصر التابعون المتبوعين في النار.

٢٣٣٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّهٰا لَظىٰ) ـ ١٥ ـ (نَزّٰاعَةً) ـ ١٦ ـ «لَظىٰ» خبر «إنّ» في موضع رفع ، و «نَزّٰاعَةً» خبر ثان (٦). [وقيل : إنّ «لَظىٰ» في موضع

__________________

(١) سورة الممتحنة : الآية ١٠.

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) في الأصل : «بمعنى».

(٤) في الأصل : «سال يسيل».

(٥) الكشف ٣٣٤/٢ ؛ والعكبري ١٤٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٧٨/١٨ ، وما بعده.

(٦) وذلك على قراءة من رفع «نزاعة» وهي قراءة الجمهور.

٧٠٧

نصب على البدل من الهاء (١) في «إِنَّهٰا» ، و «نَزّٰاعَةً» خبر «إنّ» (٢)]. وقيل : «لَظىٰ» خبر «إن» ، و «نَزّٰاعَةً» بدل من «لَظىٰ» ، أو رفع على إضمار مبتدأ. وقيل : المضمر في قوله «إِنَّهٰا» للقصة ، و «لَظىٰ» مبتدأ ، و «نَزّٰاعَةً» خبر «لَظىٰ» ، والجملة خبر «إنّ». ومن نصب «نَزّٰاعَةً» فعلى الحال ، وهي قراءة حفص عن عاصم (٣) ، والعامل في «نَزّٰاعَةً» ما دلّ عليه الكلام من معنى الفعل وهو التلظّي ، كأنّه قال : كلاّ إنها تتلظّى في حال نزعها للشّوى ، [و «الشوى» الأطراف ، وقيل : جلدة الرأس] (٤).

وقد منع المبرد جواز نصب «نَزّٰاعَةً» ، وقال : لا تكون «لَظىٰ» إلا «نَزّٰاعَةً لِلشَّوىٰ» ، فلا معنى للحال ؛ إنما الحال فيما يجوز أن يكون ، ويجوز ألا يكون ، هذا معنى قوله. والحال في هذا جائزة ؛ لأنّها تؤكد ما تقدّمها (٥) ، كما قال : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) (٦) ، ولا يكون الحق أبدا إلا مصدقا. وقال تعالى : (وَهٰذٰا صِرٰاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً) (٧) ، ولا يكون صراط اللّه ، جلّ ذكره ، أبدا إلاّ مستقيما ، فليس يلزم ألاّ يكون الحال إلاّ للشيء الذي يمكن أن يكون ، و [يمكن]ألاّ يكون ، هذا أصل لا يصحب (٨) في كل موضع ، فقول المبرد ليس بجيد. وقد قيل : إنّ هذا إنما هو إعلام لمن ظنّ أنه لا يكون ، فتصحّ الحال على هذا بغير اعتراض (٩).

__________________

(١) في(ح ، ق) : «ها» وأثبت ما في : (د)والكشف.

(٢) في(ح) : «خبر ثان» وهو تحريف ، وذكر مكي مثالا عليه في الكشف : إن زيدا أخاك قائم.

(٣) وقرأ الباقون بالرفع. التيسير ، ص ٢١٤ ؛ والنشر ٣٤٧/٢.

(٤) زيادة في الأصل.

(٥) في الأصل : «لأنها تؤكد ما قبلها مما تقدّمها».

(٦) سورة البقرة : الآية ٩١.

(٧) سورة الأنعام : الآية ١٢٦.

(٨) في(ظ) : «لا يصح».

(٩) الكشف ٣٣٥/٢ ؛ والبيان ٤٦٠/٢ ؛ والعكبري ١٤٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٨٦/١٨ وما بعده.

٧٠٨

٢٣٣٧ ـ قوله تعالى : (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلّٰى) ـ ١٧ ـ خبر ثالث ل‍(إنّ) ـ ١٥ ـ ، وإن شئت قطعته مما قبله.

٢٣٣٨ ـ قوله تعالى : (هَلُوعاً) ـ ١٩ ـ حال من المضمر في «خُلِقَ» وهي الحال المقدّرة ؛ لأنه إنما يحدث فيها (١) الهلع بعد خلقه ، لا في حال خلقه.

٢٣٣٩ ـ قوله تعالى : (جَزُوعاً) و (مَنُوعاًخ ـ ٢٠ ، ٢١ ـ خبر كان مضمرة ، أي يكون جزوعا ويكون منوعا ، أو يصير ، أو صار ، ونحوه. وقيل : هو نعت ل‍ «هلوع» (٢) وفيه بعد ؛ لأنك تنوي به التقديم قبل «إذا».

٢٣٤٠ ـ قوله تعالى : (فَمٰا لِ الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ ٣٦ ـ «ما» استفهام ابتداء ، و «الذين» الخبر. و (مهطعين) حال ، وهو عامل في «قِبَلَكَ» ، و «قِبَلَكَ» ظرف مكان.

[قوله] : (عِزِينَ) ـ ٣٧ ـ نصب على الحال أيضا من «الذين» وهو جمع «عزة» ؛ وإنما جمع بالواو والنون ، وهو مؤنث لا يعقل ، ليكون ذلك عوضا مما حذف منها. قيل : «أصل عزة» : عزهة ، كما أن أصل سنة : سنهة ، ثم حذفت الهاء ، فجعل جمعه بالواو والنون عوضا من الحذف.

٢٣٤١ ـ [قوله تعالى : (يَوْمَ يَخْرُجُونَ) ـ ٤٣ ـ «يَوْمَ» بدل من «يَوْمَهُمُ» ، و «يَوْمَهُمُ» نصب ب‍ «يُلاٰقُوا» مفعول به].

٢٣٤٢ ـ قوله تعالى : (سِرٰاعاً) ـ ٤٣ ـ حال من المضمر في «يَخْرُجُونَ» ، وكذا (كَأَنَّهُمْ إِلىٰ نُصُبٍ) في موضع الحال أيضا من المضمر.

[وقوله] : (خٰاشِعَةً) ـ ٤٤ ـ حال أيضا من[المضمر في]قوله : «يَخْرُجُونَ» ، وكذلك (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ).

__________________

(١) في(ح ، ظ ، ك ، ق) : «فيه».

(٢) في الأصل : «للهلوع».

٧٠٩

مشكل إعراب سورة

«نوح» عليه السّلام

٢٣٤٣ ـ قوله تعالى : (أَنْ أَنْذِرْ ـ ١ ـ «أَنْ» لا موضع لها من الإعراب ؛ إنما هي للبيان بمعنى «أي». وقيل : هي في موضع نصب على حذف حرف الجر ، أي[إنا أرسلنا نوحا إلى قومه] (١) بأن أنذر ، ومثله في الوجهين : ((أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ)) ـ ٣ ـ ، (أَنِ امْشُوا) (٢).

٢٣٤٤ ـ قوله تعالى : (لَيْلاً وَنَهٰاراً) ـ ٥ ـ ظرفا زمان ، والعامل فيهما «دعوت».

٢٣٤٥ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ فِرٰاراً) ـ ٦ ـ مفعول ثان ل‍ «يَزِدْهُمْ».

٢٣٤٦ ـ قوله تعالى : (وَإِنِّي كُلَّمٰا) ـ ٧ ـ «كُلَّمٰا» نصب على الظرف ، والعامل فيه «جَعَلُوا» (٣).

٢٣٤٧ ـ قوله تعالى : (جِهٰاراً) ـ ٨ ـ نصب على الحال ، أي مجاهرا بالدعاء لهم ، وقيل التقدير : ذا جهار. ويجوز أن يكون نصبا (٤) على المصدر.

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) سورة ص : الآية ٦ وهي في الأصل فقط.

(٣) في الأصل و (د) : «دعوتهم».

(٤) في الأصل و (د) : «نصب».

٧١٠

٢٣٤٨ ـ قوله تعالى : (مِدْرٰاراً) ـ ١١ ـ نصب على الحال[من «السماء»] ، ولم تثبت الهاء في «مفعال» ؛ لأنه للمؤنث ، بغير هاء يكون إذا كان جاريا على الفعل ، نحو : امرأة مذكار ومئناث ومطلاق.

٢٣٤٩ ـ قوله تعالى : (سَمٰاوٰاتٍ طِبٰاقاً) ـ ١٥ ـ «طِبٰاقاً» مصدر. وقيل : هو نعت ل‍ «السبع». وأجاز الفراء (١) في غير القرآن خفض «طباق» على النعت ل‍ «سَمٰاوٰاتٍ».

٢٣٥٠ ـ قوله تعالى : (نُوراً) و (سِرٰاجاً) ـ ١٦ ـ مفعولان ل‍ «جَعَلَ» ، لأنه بمعنى «صيّر» ، فهو يتعدّى إلى مفعولين ، ومثله (بِسٰاطاً) ـ ١٩ ـ

٢٣٥١ ـ قوله تعالى : مِنَ الْأَرْضِ نَبٰاتاً ـ ١٧ ـ [«نَبٰاتاً»] مصدر لفعل دلّ عليه «أَنْبَتَكُمْ» ، أي : فنبتم نباتا. وقيل : هو مصدر «أَنْبَتَكُمْ» ، على حذف الزيادة.

٢٣٥٢ ـ قوله تعالى : (وَوَلَدُهُ) ـ ٢١ ـ من قرأ (٢) بضم الواو جعله جمع «ولد» ، كوثن ووثن ، وقيل : هي لغة في الواحد ، يقال منه : ولد وولد[للواحد] ، بمنزلة : بخل وبخل (٣).

٢٣٥٣ ـ قوله تعالى : (وَلاٰ يَغُوثَ وَيَعُوقَ) ـ ٢٣ ـ انتصبا على العطف على «ود» ، وهنّ أسماء أصنام. ولم ينصرف «يَغُوثَ وَيَعُوقَ» ، لأنهما على وزن : يقوم ويقول ، وهما معرفة. وقد قرأ (٤) الأعمش (٥) بصرفهما ، وذلك بعيد ، كأنه جعلهما نكرتين (٦) ، وهذا لا معنى له ، إذ ليس كل صنم اسمه

__________________

(١) معاني القرآن ١٨٨/٣.

(٢) قرئ بضم الواو وسكون اللام ، وهي قراءة غير نافع وأبي جعفر وعاصم وابن عامر ، وقرأ هؤلاء بفتح الواو واللام. التيسير ص ٢١٥ ؛ والنشر ٣٧٤/٢.

(٣) في هامش(ح) : «وحزن وحزن ، وسقم وسقم».

(٤) قرأ المطوعي «يغوثا ويعوقا» بالتنوين مصروفين. الإتحاف ص ٤٢٥. وفي البحر المحيط ٣٤٢/٨ : قرأ بصرفهما الأعمش ، ووافقه الأشهب العقيلي.

(٥) في الأصل : «الأخفش» وهو تحريف.

(٦) في الأصل : «جعلهما أسماء نكرات».

٧١١

يَغُوثَ ويَعُوقَ ، إنما هما اسمان لصنمين معلومين مخصوصين ، فلا وجه لتنكيرهما.

٢٣٥٤ ـ قوله تعالى : (مِمّٰا خَطِيئٰاتِهِمْ) ـ ٢٥ ـ «ما» زائدة للتوكيد ، و «خَطِيئٰاتِهِمْ» خفض ب‍ «من».

٢٣٥٥ ـ قوله تعالى : (مِنَ الْكٰافِرِينَ دَيّٰاراً) ـ ٢٦ ـ «ديّار» هو «فيعال» من دار يدور ، أي لا تذر على الأرض من يدور منهم ، وأصله : ديوار ، ثم أدغمت الواو في الياء[مثل : ميّت الذي أصله : «ميوت» ، ثم أدغموا الثاني في الأول] (١). ويجوز أن يكون أبدلوا من الواو ياء ، ثم أدغموا الياء الأولى في الثانية. ولا يجوز أن تكون «ديّار» فعّالا ، لأنه يلزم أن يقال فيه (٢) : دوّار ، وليس اللفظ كذلك.

__________________

(١) ما بين قوسين جاء في الأصل بعد كلمة «الثانية» في السطر القادم ، وقد أثبت ما جاء في : (ح ، ظ ، ق ، د ، ك).

(٢) في الأصل : «منه».

٧١٢

مشكل إعراب سورة

«الجن» (١)

٢٣٥٦ ـ قوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ) ـ ١ ـ «أنّ» في موضع رفع ، اسم ما لم يسمّ فاعله ل‍ «أُوحِيَ» ، ثم عطف ما بعدها من لفظ «أنّ» عليها ، ف‍ «أنّ» في موضع رفع في ذلك كله. وقيل : فتحت «أنّ» في سائر الآي ، ردّا على الهاء في «آمنا به» ، وجاز (٢) ذلك ، وهو مضمر مخفوض ، على حذف الخافض لكثرة حذفه مع «أنّ».

والعطف في فتح «أنّ» على «آمنا به» أتمّ[في المعنى]من العطف على «أَنَّهُ اسْتَمَعَ» ، لأنك لو عطفت (وَأَنّٰا ظَنَنّٰا) ـ ٥ ـ (وَأَنّٰا لَمّٰا سَمِعْنَا الْهُدىٰ) ـ ١٣ ـ (وَأَنَّهُ كٰانَ رِجٰالٌ) ـ ٦ ـ (وَأَنّٰا لَمَسْنَا السَّمٰاءَ) ـ ٨ ـ وشبهه ، على «أَنَّهُ اسْتَمَعَ» لم يجز ، لأنه ليس ممّا أوحي إليهم ، إنما هو أمر أخبروا به عن أنفسهم. والكسر في جميع هذا أبين ، وعليه جماعة من القرّاء. والفتح (٣) في ذلك على الحمل على معنى «آمنا به» ، وفيه بعد في المعنى ، لأنهم لم يخبروا أنهم آمنوا ؛ بأنّهم لمّا سمعوا الهدى آمنوا به ، ولم يخبروا أنّهم

__________________

(١) في الأصل و (ح ، ظ ، ق) : «سورة قل أوحي» وأثبت ما جاء في : (ك ، د). وفي هامش الأصل عبارة «بلغت مقابلة».

(٢) في الأصل : «وجائز».

(٣) قرأ بالفتح ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وحفص ، والباقون بالكسر. النشر ٣٧٥/٢ ؛ والتيسير ص ٢١٥.

٧١٣

آمنوا ؛ أنّه كان رجال ، إنما حكى اللّه تعالى عنهم أنهم قالوا ذلك مخبرين [به]عن أنفسهم لأصحابهم ، فالكسر أولى بذلك (١).

٢٣٥٧ ـ قوله تعالى : (وَأَنَّهُ كٰانَ رِجٰالٌ) ـ ٦ ـ الهاء في «أَنَّهُ» اسم «أنّ» ، وهو إضمار الحديث والخبر ، و «رِجٰالٌ» اسم «كٰانَ» ، و «يَعُوذُونَ» خبر «كٰانَ» ، و «مِنَ الْإِنْسِ» نعت ل‍ «رِجٰالٌ» ، ولذلك جاز أن تكون النكرة اسما ل‍ «كٰانَ» ، لمّا نعتت قربت من المعرفة ، فجاز أن تكون اسم «كٰانَ». و «كٰانَ» واسمها وخبرها خبر عن «أنّ».

٢٣٥٨ ـ قوله تعالى : (فَوَجَدْنٰاهٰا مُلِئَتْ) ـ ٨ ـ «وجد» يتعدّى إلى مفعولين : الهاء الأول ، و «مُلِئَتْ» في موضع الثاني. ويجوز أن تعديها إلى واحد ، وتجعل «مُلِئَتْ» في موضع الحال على إضمار «قد» ، والأول أحسن. وحَرَساً نصب على التفسير ، وكذا (شُهُباً).

٢٣٥٩ ـ قوله تعالى : (وَأَنَّهُ كٰانَ يَقُولُ سَفِيهُنٰا) ـ ٤ ـ الهاء في «أنّه» تعود على الحديث ، وهي اسم «أنّ» ، وفي «كان» اسمها ، وما بعدها الخبر. وقيل : «سَفِيهُنٰا» اسم «كٰانَ» ، و «يَقُولُ» الخبر مقدّم ؛ وفيه بعد ؛ لأنّ الفعل إذا تقدّم عمل في الاسم بعده (٢). ويجوز أن تكون «كٰانَ» زائدة.

٢٣٦٠ ـ قوله تعالى : (وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً) ـ ١٢ ـ «هَرَباً» نصب على المصدر الذي في موضع الحال.

٢٣٦١ ـ قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ) ـ ١٨ ـ «أَنَّ» في موضع رفع عطف على (أَنَّهُ اسْتَمَعَ) ـ ١ ـ. وقيل : في موضع خفض على إضمار الخافض ، وهو مذهب الخليل (٣) وسيبويه والكسائي. وقيل : في موضع نصب لعدم الخافض ، وهو مذهب جماعة من النحويين.

٢٣٦٢ ـ قوله تعالى : (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نٰاصِراً) ـ ٢٤ ـ «مَنْ» في

__________________

(١) الكشف ٣٣٩/٢ ؛ والعكبري ١٤٥/٢.

(٢) في الأصل : «عمل في فاعله».

(٣) الكتاب ٤٦٤/١.

٧١٤

موضع رفع على الابتداء ، لأنه استفهام ، و «أَضْعَفُ» الخبر ، و «نٰاصِراً» نصب على البيان ، وكذا «عَدَداً» ، والجملة في موضع نصب ب‍ «سيعلمون». فإن جعلت «مَنْ» بمعنى الذي كانت في موضع نصب بالفعل ، وترفع «أَضْعَفُ» و «أَقَلُّ» على إضمار هو ؛ ابتداء وخبر ، في صلة «مَنْ» إذا كانت بمعنى الذي ، ولا صلة لها إذا كانت استفهاما.

٢٣٦٣ ـ قوله تعالى : (عَذٰاباً) (١) ـ ١٧ ـ [مفعول ل‍ «نسلكه»] ، أي : في عذاب ، يقال : سلكه وأسلكه ، لغتان بمعنى. وقد قرئ (٢) «نسلكه» بضم النون على : أسلكته في كذا.

٢٣٦٤ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ بَلاٰغاً) ـ ٢٣ ـ نصب على الاستثناء المنقطع. وقيل : هو نصب على المصدر ، على إضمار فعل ، وتكون «إِلاّٰ» على هذا القول منفصلة ، و «إن» للشرط ، و «لا» بمعنى «لم» ، والتقدير : «إنّي لن يجيرني من اللّه أحد ولن أجد من دونه ملتحدا» ؛ إن لم أبلّغ رسالات ربي بلاغا. والملتحد : الملجأ.

٢٣٦٥ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ) ـ ٢٣ ـ هذا شرط ، وجوابه الفاء ، وهو عامّ في كل من عصى اللّه ؛ إلا ما بيّنه القرآن من غفران الصغائر باجتناب الكبائر ، ومن غفران اللّه لمن تاب[وآمن]وعمل صالحا ، وما بيّنه النبيّ عليه السّلام من إخراج الموحّدين من أهل الذنوب من النار.

٢٣٦٦ ـ قوله تعالى : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ) ـ ٢٥ ـ «إِنْ» بمعنى «ما» ، و «قَرِيبٌ» رفع بالابتداء ، و «ما» بمعنى الذي ، في موضع رفع ب‍ «قَرِيبٌ» ، وتسدّ مسدّ الخبر ، وإن شئت جعلتها خبرا ل‍ «قَرِيبٌ» ، [و]الجملة في

__________________

(١) في الأصل : «نسلكه عذابا».

(٢) قرأ الكوفيون وعياش عن أبي عمرو : «يسلكه» بالياء ، والباقون «نسلكه» بالنون ، وروي عن مسلم بن جندب ضم النون وكسر اللام ، وكذلك قرأ طلحة والأعرج ؛ وهما لغتان : سلكه وأسلكه بمعنى ، أي ندخله. تفسير القرطبي ١٩/١٩ ؛ وانظر : الكشف ٣٤٢/٢ ؛ والنشر ٣٧٥/٢ ؛ والتيسير ، ص ٢١٥.

٧١٥

موضع نصب ب‍ «أَدْرِي». والهاء المحذوفة من «تُوعَدُونَ» تعود على «ما» ، والتقدير : أقريب الوقت الذي توعدونه. ولك أن تجعل «مٰا» والفعل مصدرا ، فلا يحتاج إلى عائد.

٢٣٦٧ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ مَنِ ارْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ) ـ ٢٧ ـ «مَنِ» في موضع نصب على الاستثناء من «أحد» ؛ لأنه في معنى الجماعة.

٢٣٦٨ ـ قوله تعالى : (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ) ـ ٢٨ ـ الضمير في «لِيَعْلَمَ» يعود على اللّه جلّ ذكره ، وقيل : على النبي عليه السّلام ، وقيل : على المشركين. والضمير في «أَبْلَغُوا» يعود على الأنبياء ، وقيل : على الملائكة التي تنزل بالوحي إلى الأنبياء.

٢٣٦٩ ـ قوله تعالى : (عَدَداً) ـ ٢٨ ـ نصب على البيان ، ولو كان مصدرا لقلت : «عدّا» ، مدغم (١).

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي غيره : «ولو كان مصدرا لأدغم».

٧١٦

مشكل إعراب سورة

«المزّمّل»

٢٣٧٠ ـ قوله تعالى : (يٰا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ـ ١ ـ أصل «الْمُزَّمِّلُ» المتزمّل (١) ، ثم أدغمت التاء في الزاي.

٢٣٧١ ـ قوله تعالى : (نِصْفَهُ) ـ ٣ ـ بدل من «اللَّيْلَ». وقيل : انتصب على إضمار : قم نصفه ، وهما ظرفا زمان.

٢٣٧٢ ـ قوله تعالى : (وَطْئاً) ـ ٦ ـ من فتح الواو نصبه على البيان. ومن كسرها (٢) ومدّ نصبه على المصدر.

٢٣٧٣ ـ قوله تعالى : (كَثِيباً) ـ ١٤ ـ خبر «كان» ، و «مَهِيلاً» نعته. وأصل «مَهِيلاً» : «مهيولا» ، وهو مفعول من : هلت (٣) ، فألقيت حركة الياء على الهاء ، فاجتمع ساكنان ، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وكسرت الهاء لتصحّ الياء التي بعدها ، فوزن لفظه : فعيل (٤). وقال الكسائي والفرّاء

__________________

(١) في الأصل «معناه المتزمل».

(٢) الكسر قراءة أبي عمرو وابن عامر ، وقرأ الباقون بفتح الواو وإسكان الطاء. التيسير ص ٢١٦ ؛ والنشر ٣٧٦/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٢٦ ؛ وانظر : الكشف ٣٤٤/٢.

(٣) هلت عليه التراب أهيله هيلا ، إذا صببته. يقال : مهيل ومهيول ، ومكيل ومكيول ، ومدين ومديون ، ومعين ومعيون. انظر : تفسير القرطبي ٤٧/١٩.

(٤) في الأصل : «مهيل» وفي(ح ، ظ ، ك) : «مقيل» وأثبت ما جاء في : (ق ، د).

٧١٧

والأخفش (١) : إنّ الياء هي المحذوفة ، والواو تدل على معنى ، فهي الباقية ، فكان يلزمهم أن يقولوا : «مهول» ، إلاّ أنهم قالوا : كسرت الهاء قبل حذف الياء ، لمجاورتها الياء ، فلما حذفت الياء انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ؛ فالياء في «مَهِيلاً» ، على قولهم زائدة ، وعلى القول الأول أصلية. وقد أجازوا كلّهم أن يأتي على أصله في الكلام ، فتقول : «مهيول» ، وكذا : «مبيوع» وشبهه من ذوات الياء. فإن كان من ذوات الواو لم يجز أن يأتي على أصله عند البصريين ، وأجازه الكوفيون ، نحو : مقوول ومصووع. وأجازوا كلهم : مبوع ومهول ، على لغة من قال : بوع المتاع ، وقول القول ، [وهي لغة هذيل] (٢) ؛ ويكون الاختلاف في المحذوف منه على ما تقدّم.

٢٣٧٤ ـ قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ) ـ ٩ ـ من رفعه (٣) فعلى الابتداء ، و (لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ) الخبر. ويجوز أن تضمر له مبتدأ ، أي : هو ربّ المشرق. ومن خفضه جعله بدلا من «ربك» أو نعتا ٤.

٢٣٧٥ ـ قوله تعالى : (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ) ـ ١١ ـ «الْمُكَذِّبِينَ» عطف على النون والياء ، أو مفعول معه.

٢٣٧٦ ـ قوله تعالى : (وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) ـ ١١ ـ «قليلا» نعت لمصدر محذوف ، أو لظرف محذوف.

٢٣٧٧ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ) ـ ١٤ ـ العامل في «يَوْمَ» الاستقرار الدال عليه لَدَيْنٰا ـ ١٢ ـ ، كما تقول : إنّ خلفك زيدا اليوم ، فالعامل في «اليوم» الاستقرار الدالّ عليه خلفك ، وهو العامل في خلفك أيضا. وجاز أن يعمل في ظرفين لاختلافهما ؛ لأن أحدهما ظرف مكان[وهو

__________________

(١) معاني القرآن ، ص ٥١٣.

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) الرفع قراءة غير ابن عامر ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبي بكر ، وهؤلاء قرءوا بخفض الباء. النشر ٣٧٦/٢ ؛ والتيسير ص ٢١٦ ؛ والإتحاف ص ٤٢٦.

(٤) الكشف ٣٤٥/٢ ؛ والبيان ٤٧١/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٤٥/١٩.

٧١٨

«خَلْفَكَ»] (١)ز ، والآخر ظرف زمان[وهو «اليوم»] (١) ؛ كأنّك قلت : إنّ زيدا مستقر خلفك اليوم ؛ كذلك تقدير الآية : إنّ أنكالا وجحيما مستقرة عندنا يوم ترجف.

٢٣٧٨ ـ قوله تعالى : (كَمٰا أَرْسَلْنٰا) ـ ١٥ ـ الكاف في موضع نصب نعت ل‍ «رسول» ، أو لمصدر محذوف.

٢٣٧٩ ـ قوله تعالى : (يَوْماً يَجْعَلُ) ـ ١٧ ـ «يوم» نصب ب‍ «تَتَّقُونَ» ، وليس بظرف ل‍ «كَفَرْتُمْ» ، لأنهم لا يكفرون ذلك اليوم ، إلاّ أن تجعل «يكفرون» بمعنى يجحدون ، فتنصب «اليوم» ب‍ «يكفرون» على أنه مفعول به[بمعنى الجحد] (١) ، لا ظرف. و «يَجْعَلُ» نعت (٢) ل‍ «اليوم» إن جعلت الضمير في «يَجْعَلُ» يعود على «اليوم» ، فإن جعلته يعود على اللّه جلّ ذكره ، لم يكن نعتا ل‍ «اليوم» إلاّ على إضمار الهاء ، على تقدير : يوما يجعل اللّه الولدان فيه شيبا ، فيكون نعتا ل‍ «اليوم» لأجل الضمير.

٢٣٨٠ ـ قوله تعالى : (اَلسَّمٰاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) ـ ١٨ ـ إنما جاء (٣) «مُنْفَطِرٌ» بغير هاء ، و «السَّمٰاءُ» مؤنثة ؛ لأنه بمعنى النسب (٤) ، [أي]السماء ذات انفطار به ، [والهاء تعود على اللّه تعالى] (٥). وقيل : إنما ذكّر لأنّ «السَّمٰاءُ» بمعنى السقف ، والسقف مذكر. وقال الفرّاء (٦) : «السَّمٰاءُ» تذكّر وتؤنث ، فأتى «مُنْفَطِرٌ» على التذكير.

٢٣٨١ ـ قوله تعالى : (وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ) ـ ٢٠ ـ. من خفضهما عطفهما على «ثُلُثَيِ اللَّيْلِ» ، [أي] : وأدنى من نصفه وثلثه. ومن نصبهما (٧) عطف على

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) في الأصل : «نعتا».

(٣) كذا في الأصل ، وفي غيره : «إنما أتى».

(٤) تقول : امرأة مرضع ، أي ذات إرضاع. تفسير القرطبي ٥١/١٩.

(٥) زيادة في الأصل.

(٦) معاني القرآن ١٩٩/٣.

(٧) قرأ ابن كثير والكوفيون بنصب الفاء والثاء وضم الهاءين ، وقرأ الباقون بخفضهما ـ

٧١٩

«أَدْنىٰ» ، أي : [وتقوم أدنى من ثلثي الليل] ، وتقوم نصفه وثلثه.

٢٣٨٢ ـ قوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) ـ ٢٠ ـ. إذا جعلت «تُحْصُوهُ» بمعنى : أن لن تحفظوا قدره ، يدل على قوة الخفض (١) ؛ لأنهم إذا لم يحصوه فهو غير محدود ، فهو أدنى من النصف وأدنى من الثلث غير محدود ، وإذا نصب فهو محدود محصي (٢) غير مجهول ، فالخفض أقوى في المعنى لقوله : «أن لن تحصوه» ، إلا أن تحمل «تُحْصُوهُ» على معنى :

لن تطيقوه ، فتتساوى القراءتان في القوة. وأجاز الفراء (٣) خفض «نصفه» ، عطف على «ثُلُثَيِ» ، ونصب «ثُلُثَهُ» ، عطف على «أَدْنىٰ».

٢٣٨٣ ـ قوله تعالى : (أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضىٰ) ـ ٢٠ ـ «إِنَّ» مخففة من الثقيلة ، والهاء مضمرة ، و «سَيَكُونُ» الخبر ، والسين عوض من التشديد في النون ، و «مَرْضىٰ» اسم «كان» ، و «مِنْكُمْ» الخبر ، وأتى «سَيَكُونُ» على لفظ التذكير ؛ لأنّ تأنيث «مَرْضىٰ» غير حقيقي.

٢٣٨٤ ـ قوله تعالى : (وَآخَرُونَ) ـ ٢٠ ـ عطف على «مَرْضىٰ».

٢٣٨٥ ـ قوله تعالى : (هُوَ خَيْراً) ـ ٢٠ ـ نصب على أنه مفعول ثان ل‍ «تجد» ، و «هُوَ» فاصلة لا موضع لها من الإعراب.

__________________

ـ وكسر الهاءين. النشر ٣٧٦/٢ ؛ والتيسير ص ٢١٦ ؛ والإتحاف ص ٤٢٧ ؛ وانظر : الكشف ٣٤٥/٢.

(١) في الأصل : «الحفظ».

(٢) في الأصل : «محصل».

(٣) معاني القرآن ١٩٩/٣.

٧٢٠