مشكل إعراب القرآن

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني

مشكل إعراب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني


المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣

موضع رفع على العطف على (إِفْكُهُمْ). والإفك : الكذب ، [فأصله الانقلاب](١) ، والتقدير (٢) : وذلك كذبهم وافتراؤهم ، أي الآلهة ، كذبهم وافتراؤهم. ومن قرأ (٣) «أفكهم» جعله فعلا ماضيا ، و (ما) في موضع رفع أيضا عطف على (ذلِكَ) ؛ وقيل : على المضمر المنصوب المرفوع في «أفكهم» ، ويحسن ذلك للتفرقة بالمضمر المنصوب بينهما ، فقام مقام التأكيد.

٢٠٤٣ ـ قوله تعالى : (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) ـ ٣٣ ـ إنما دخلت الباء على أصل الكلام قبل دخول ألف الاستفهام على «لم» ، وقيل : دخلت لأن في الكلام لفظ نفي وهو : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ) ، فحمل على اللفظ دون المعنى.

٢٠٤٤ ـ قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ) ـ ٣٤ ـ انتصب (يَوْمَ) على إضمار فعل تقديره : واذكر يا محمد يوم يعرض.

٢٠٤٥ ـ قوله تعالى : (بَلاغٌ) ـ ٣٥ ـ رفع على إضمار مبتدأ ، أي : ذلك بلاغ. ولو نصب في الكلام على المصدر أو على النعت ل (ساعَةً) لجاز.

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) في الأصل : «والمعنى. وذلك إفكهم وافتراؤهم ، وذلك ، أي الآلهة ، كذبهم وافتراؤهم».

(٣) قرأ «أفكهم» بثلاث فتحات ابن عباس ، وابن الزبير ، والصباح بن العلاء الأنصاري ، وأبو عياض ، وعكرمة ، وحنظلة بن مرة ، ومجاهد. تفسير القرطبي ٢٠٩/١٦ ؛ والبحر المحيط ٦٦/٨. وانظر : المحتسب ٢٦٧/٢.

٦٢١

مشكل إعراب سورة

«محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم»

٢٠٤٦ ـ قوله تعالى : (فَضَرْبَ الرِّقابِ) ـ ٤ ـ نصب على المصدر ، أي : فاضربوا الرقاب ضربا. وليس المصدر في هذا بموصول ، فلا ينكر منكر تقديم (الرِّقابِ) عليه ؛ لأنّ المصدر إنما يكون ما بعده من صلته إذا كان بمعنى : أن فعل ، وأن يفعل ؛ فإن لم يكن كذلك فلا صلة له ؛ إنما هو توكيد للفعل لا غير.

٢٠٤٧ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ) ـ ٨ ـ (الَّذِينَ) ابتداء ، وما بعده الخبر ، و «تعسا» نصب على المصدر ، والنصب الاختيار ؛ لأنه مشتق من فعل مستعمل (١). ويجوز في الكلام الرفع على (٢) الابتداء ، و (لَهُمْ) الخبر ، والجملة خبر عن (الَّذِينَ).

٢٠٤٨ ـ قوله تعالى : (أَفَلَمْ)(٣) (يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) ـ ١٠ ـ (فَيَنْظُرُوا) في موضع جزم على العطف على (يَسِيرُوا) ، أو في موضع نصب على جواب الاستفهام.

٢٠٤٩ ـ قوله تعالى : (مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ) ـ ١٣ ـ هذا أيضا ممّا حذف فيه المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، تقديره : التي أخرجك

__________________

(١) في الأصل : «مستقبل» وهو تحريف.

(٢) في الأصل : «ويجوز في الكلام : فتعس لهم ، رفع على».

(٣) في الأصول : «أو لم».

٦٢٢

أهلها ؛ فحذف الأهل وقام ضمير القرية مقامهم ، فصار ضمير «القرية» مرفوعا ، كما كان «الأهل» مرفوعين ب «أخرجك» ، فاستتر ضمير «القرية» في «أخرجك» ، وظهرت علامة التأنيث لتأنيث «القرية» ، وهو مثل قوله تعالى : (وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ)(١) تقديره : وعقابه واقع بهم ، ثم حذف العقاب ، وقام ضمير «الكسب» مقامه ، فصار ضميرا مرفوعا ملفوظا به ، ولم يستتر لأنّ معه الواو ، لأنّ الفعل لم يكن للعقاب ، فلم يستتر ضمير ما قام مقام العقاب في الفعل ؛ واستتر ضمير «القرية» في «أخرج» ؛ لأنّه كان فعلا للأهل ، فاستتر ضمير ما قام مقام الأهل في فعل الأهل ، وجاز ذلك وحسن لتقدّم ذكر القرية ، ولأن الفعل (٢) في صلة «التي» ، و «التي» للقرية ، فلم يكن بدّ من ضمير يعود على «التي» ، وضمير المرفوع العائد على الذي ، والتي تستتر في الفعل الذي في الصلة أبدا ، إذا كان الفعل له ، فاعرفه. ومثله في الحذف : (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ)(٣) أي : عزم أصحاب الأمر ، ثم حذف «الأصحاب» ولم يستتر «الأمر» في الفعل ؛ لأنّه لم يتقدّم له ذكر ، فاعرفه.

٢٠٥٠ ـ قوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي) ـ ١٥ ـ (مَثَلُ) رفع بالابتداء ، والخبر محذوف عند سيبويه (٤) ، تقديره : وفيما يتلى عليكم مثل الجنّة. وقال يونس : معنى (مَثَلُ الْجَنَّةِ) : صفة الجنة ، ف (مَثَلُ) مبتدأ ، و (فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ) ابتداء وخبر في موضع خبر (مَثَلُ). وقال الكسائي : تقديره : مثل أصحاب الجنّة ، ف (مَثَلُ) على قوله ابتداء ، و (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ) الخبر. وقيل : (مَثَلُ) زائدة ، [والخبر] إنما هو عن (الْجَنَّةِ) ، ف (الْجَنَّةِ) في المعنى رفع بالابتداء ، و (أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ) ابتداء ، و (فِيها) الخبر ، والجملة خبر عن (الْجَنَّةِ).

__________________

(١) سورة الشورى : الآية ٢٢.

(٢) في الأصل : «لأن القرية».

(٣) سورة محمد : الآية ٢١.

(٤) الكتاب ، لسيبويه ٧١/١.

٦٢٣

٢٠٥١ ـ قوله تعالى : (مِنْ خَمْرٍ) ـ ١٥ ـ في موضع رفع نعت ل (أَنْهارٌ) ؛ وكذلك : (مِنْ عَسَلٍ.) ويجوز في الكلام (لَذَّةٍ) رفع على النعت ل (أَنْهارٌ). ويجوز النصب على المصدر ، كما تقول : هو لك هبة ؛ لأنّ «هو لك» يقوم مقام : وهبته لك هبة.

٢٠٥٢ ـ قوله تعالى : (فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) ـ ١٨ ـ (ذِكْراهُمْ) ابتداء ، و «أنّى لهم» الخبر. وفي «جاءتهم» ضمير الساعة ، والمعنى : فأنّى لهم الذكرى إذا جاءتهم الساعة ، مثل قوله : (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)(١).

٢٠٥٣ ـ قوله تعالى : (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) ـ ٢١ ـ (طاعَةٌ) رفع بالابتداء ، والخبر محذوف تقديره : طاعة وقول معروف أمثل. وقيل التقدير : منّا طاعة. وقيل : هو خبر ابتداء مضمر ، أي : قولنا طاعة ، وأمرنا طاعة ، فتقف في هذين الوجهين على «أولى لهم» [ثم تبتدئ : (طاعَةٌ)](٢). وقيل : «طاعَةٌ» نعت ل «سورة» ؛ وفي الكلام تقديم وتأخير تقديره : فإذا أنزلت سورة محكمة ذات طاعة وقول معروف ، وذكر فيه القتال ، رأيت ، فلا تقف على «أولى لهم» في هذا القول ، والقولان الأوّلان أبين وأشهر.

٢٠٥٤ ـ قوله تعالى : (أَنْ تُفْسِدُوا) ـ ٢٢ ـ (إِنْ) في موضع نصب خبر ل «عسى» ؛ تقول : عسى زيد أن يقوم. و (إِنْ) لازمة لخبر «عسى» في أشهر اللغات ، ومن العرب من يحذف (إِنْ) فيقول : عسى زيد يقوم. وأما «كاد» فهي بضدّ ذلك ؛ الأشهر فيها حذف (إِنْ) من الخبر ، تقول : كاد زيد يقوم ، ومن العرب من يقول : كاد زيد أن يقوم ؛ وهو قليل ؛ [لأن «كاد» للمقاربة](٣).

__________________

(١) سورة سبأ : الآية ٥٢.

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) زيادة في الأصل.

٦٢٤

٢٠٥٥ ـ قوله تعالى : (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) ـ ٢٧ ـ (يَضْرِبُونَ) حال من (الْمَلائِكَةُ).

٢٠٥٦ ـ قوله تعالى : (فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) ـ ٣٤ ـ خبر «إنّ» ، ودخلت الفاء في الخبر ؛ لأنّ اسم «إنّ» «الذي» ، و «الذي» فيه إبهام ، فشابه الشرط للإبهام الذي فيه.

٢٠٥٧ ـ قوله تعالى : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) ـ ٣٥ ـ ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر المرفوع في (تَدْعُوا) ، وكذلك : (وَاللهُ مَعَكُمْ) ، وكذلك : (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ.)

٢٠٥٨ ـ قوله تعالى : (يَتِرَكُمْ) و (تَهِنُوا) ـ ٣٥ ـ

قد حذفت الفاء منهما ، وهي واو ، وأصله : توهنوا ويوتركم ، ثم حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ، وأتبع سائر أمثلة الفعل المستقبل الحذف ، وإن لم يكن فيه ياء ، على الاتباع ، لئلّا يختلف الفعل ، كما حذفوا الهمزة من الفعل الرّباعي إذا أخبر المخبر به عن نفسه فقال : أنا أكرم زيدا ، أنا أحسن العلم (١) ؛ وذلك لاجتماع همزتين زائدتين ، ثم أتبع سائر المستقبل الحذف ، وإن لم تكن في تلك العلّة.

__________________

(١) في الأصل : «إليك».

٦٢٥

مشكل إعراب سورة

«الفتح»

٢٠٥٩ ـ قوله عزوجل : (وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ـ ٢ ـ أي إلى صراط ، ثم حذف «إلى» فانتصب «الصراط» ، لأنه مفعول به في المعنى.

٢٠٦٠ ـ قوله تعالى : (شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) ـ ٨ ـ انتصب الثلاثة (١) على الحال المقدّرة ، وهي أحوال من الكاف في (أَرْسَلْناكَ) ، والعامل فيها «أرسل» ، كما أنه هو العامل في صاحب الحال.

٢٠٦١ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ) ـ ١٠ ـ خبر (إِنَّ) : (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) ، ويجوز أن يكون الخبر (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) ، وهو ابتداء وخبر في موضع خبر (إِنَّ).

٢٠٦٢ ـ قوله تعالى : (تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) ـ ١٦ ـ (يُسْلِمُونَ) عند الكسائي عطف على (تُقاتِلُونَهُمْ). وقال الزجّاج (٢) : هو استئناف ، أي : أو هم يسلمون. وفي قراءة أبيّ (٣) «أو يسلموا» بالنصب على إضمار «أن» ، ومعناه عند

__________________

(١) في الأصل : «الثلاث».

(٢) معاني القرآن ٢٤/٥.

(٣) وهي قراءة زيد بن علي أيضا. البحر المحيط ٩٤/٨ ؛ وتفسير القرطبي ٢٧٣/١٦.

٦٢٦

البصريين : إلّا أن يسلموا. وقال الكسائي : معناه : حتى يسلموا.

٢٠٦٣ ـ قوله تعالى : (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) ـ ٢١ ـ (أُخْرى) في موضع نصب على العطف على «مغانم» ، وفي الكلام حذف مضاف ، تقديره : وعدكم الله ملك مغانم وملك أخرى ، لأنّ المفعول الثاني لقوله : «وعدكم» لا يكون إلّا مصدرا ؛ لأنّ الجثث لا يقع الوعد عليها ، إنما يقع على ملكها وحيازتها ، تقول : وعدتك غلاما ، فلم تعده رقبة غلام ، إنما وعدته ملك رقبة غلام.

٢٠٦٤ ـ قوله تعالى : (سُنَّةَ اللهِ) ـ ٢٣ ـ نصب على المصدر ، لأنّ معنى (لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ :) سنّ الله توليتهم الأدبار سنّة كما سنّها فيما خلا من الأمم الكافرة. ويجوز في الكلام «سنّة» بالرفع على معنى : تلك سنة ، فتضمر الابتداء ، و «سنة» خبر له.

٢٠٦٥ ـ قوله تعالى : (بِبَطْنِ مَكَّةَ) ـ ٢٤ ـ لم تنصرف (مَكَّةَ) لأنها معرفة اسم لمؤنث ، وهي المدينة.

٢٠٦٦ ـ قوله تعالى : (وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) ـ ٢٥ ـ (الْهَدْيَ) منصوب على العطف على الكاف والميم في (صَدُّوكُمْ) ، و (أَنْ يَبْلُغَ) في موضع نصب على تقدير حذف الخافض ، أي عن أن يبلغ.

٢٠٦٧ ـ قوله تعالى : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) ـ ٢٥ ـ ارتفع (رِجالٌ) بالابتداء ، و (نِساءٌ) عطف عليهم ، والخبر محذوف ، أي بالحضرة ، أو بالموضع ، أو بمكة ، ونحو ذلك.

٢٠٦٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَطَؤُهُمْ) ـ ٢٥ ـ (أَنْ) في موضع رفع على البدل من (رِجالٌ) أو (نِساءٌ) ، أو في موضع نصب على البدل من الهاء والميم في (تَعْلَمُوهُمْ) ، التقدير على القول الأول : ولو لا وطؤكم رجالا مؤمنين لم تعلموهم فتصيبكم [منهم معرّة ، وعلى القول الثاني : ولو لا رجال مؤمنون لم تعلموا وطأهم فتصيبكم] ، وهو بدل الاشتمال في الوجهين ، والقول الأول أبين وأقوى في المعنى. والوطء هنا : القتل.

٦٢٧

[وقوله] : (لَمْ تَعْلَمُوهُمْ) في موضع رفع على النعت ل «رجال» و «نساء» ، وجواب (لَوْ لا) محذوف.

٢٠٦٩ ـ قوله تعالى : (مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) ـ ٢٧ ـ حالان من المضمر المرفوع في (لَتَدْخُلُنَّ). والواو محذوفة من (لَتَدْخُلُنَّ) ، وهي واو ضمير الجماعة ، وحذفت لسكونها وسكون أول المشدّد. وكذلك «لا تخافون» حال أيضا منهم ، أي : غير خائفين.

٢٠٧٠ ـ قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) ـ ٢٩ ـ ابتداء وخبر ، (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ) ابتداء أيضا وخبر ، و (رُحَماءُ) خبر ثان ، فيكون الإخبار بالشدة والرحمة ، والركوع والسجود (١) ، وضرب الأمثال [بهم] عن الّذين مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والنبي أرفع درجة منهم ؛ لأنّهم إنما أدركوا هذه الدرجة به وعلى يديه ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقيل : (مُحَمَّدٌ) ابتداء ، و (رَسُولُ اللهِ) نعت [له] ، و (الَّذِينَ مَعَهُ) عطف على (مُحَمَّدٌ) ، و (أَشِدَّاءُ) خبر الابتداء عن الجميع ، و (رُحَماءُ) خبر ثان عنهم ، فيكون النبي ـ عليه‌السلام ـ داخلا في جميع ما أخبره عنهم ؛ من الشدة والرحمة والركوع والسجود ، وضرب الأمثال المذكورة. وتقف في القول الأول على (رَسُولُ اللهِ) ، ولا تقف عليه في القول الثاني.

٢٠٧١ ـ قوله تعالى : (رُكَّعاً سُجَّداً) ـ ٢٩ ـ حالان من الهاء والميم في (تَراهُمْ) ؛ لأنه من رؤية العين ، وكذلك : (يَبْتَغُونَ) حال منهم أيضا.

٢٠٧٢ ـ قوله تعالى : (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ) ـ ٢٩ ـ ابتداء ، و (مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) الخبر. ويجوز أن يكون الخبر (فِي وُجُوهِهِمْ) ، وهو أبين وأحسن.

٢٠٧٣ ـ قوله تعالى : (ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ) ـ ٢٩ ـ (ذلِكَ) ابتداء ، و (مَثَلُهُمْ) الخبر.

__________________

(١) في(ح ، ظ ، ق ، ك ، د) : «بالشدة والرحمة ، وما بعد ذلك من ركوعهم وسجودهم».

٦٢٨

٢٠٧٤ ـ قوله تعالى : (وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) ـ ٢٩ ـ عطف على المثل (١) الأول ، فلا تقف على (التَّوْراةِ) إذا جعلته عطفا على «مثل» الأول ، ويكون المعنى : إنهم قد وصفوا في التوراة والإنجيل بهذه الصفات المتقدمة ، وتكون [الكاف] في قوله : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) خبر ابتداء محذوف تقديره : هم كزرع ، فتبتدئ بالكاف وتقف على (الْإِنْجِيلِ).

ويجوز أن يكون (وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) [ابتداء ، و (كَزَرْعٍ) الخبر ، فتقف على (التَّوْراةِ) ، وتبتدئ : (وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ] كَزَرْعٍ) فلا تقف على الإنجيل ، ولا تبتدئ بالكاف في هذا القول ؛ لأنها خبر الابتداء ، ويكون المعنى : إنهم وصفوا في الكتابين بصفتين : وصفوا في التوراة أنهم أشدّاء على الكفار ، رحماء بينهم ؛ تراهم ركعا سجّدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، وأنّ سيماهم في وجوههم من أثر السجود. ووصفوا في الإنجيل أنّهم كزرع أخرج شطأه ، إلى تمام الصفة. والقول الأول هو قول مجاهد ، والثاني قول الضحاك وقتادة (٢).

__________________

(١) في(ح ، ق) : «مثل».

(٢) انظر : تفسير القرطبي ٢٩٤/١٦.

٦٢٩

مشكل إعراب سورة

«الحجرات»

٢٠٧٥ ـ قوله تعالى : (كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) ـ ٢ ـ الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره : جهرا كجهر.

٢٠٧٦ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ) ـ ٢ ـ (إِنَّ) في موضع نصب على حذف الجار ، تقديره : لأن تحبط ، مثل (رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ)(١).

٢٠٧٧ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ) ـ ٣ ـ خبر «إِنَّ» (أُولئِكَ الَّذِينَ) ، وقيل : هو (٢) نعت ل (الَّذِينَ) ، والخبر : (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) ، وهو ابتداء وخبر في موضع خبر (إِنَّ).

٢٠٧٨ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ) ـ ٤ ـ خبر «إِنَّ» (أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) ، وهو ابتداء وخبر في موضع خبر (إِنَّ). ويجوز في الكلام نصب (أَكْثَرُهُمْ) على البدل من (الَّذِينَ) ، وهو بدل الشيء من الشيء ، والثاني بعضه.

٢٠٧٩ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ) ـ ٩ ـ ارتفع (طائِفَتانِ) بإضمار فعل ، التقدير : وإن اقتتل طائفتان ، أو إن كان طائفتان ، لأنّ (إِنْ) للشرط ،

__________________

(١) سورة يونس : الآية ٨٨.

(٢) أي : «أولئك».

٦٣٠

والشرط لا يكون إلّا بفعل ، فلم يكن بدّ من إضمار فعل ، وهو مثل : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(١) ، ولا يجوز حذف الفعل من شيء مع (٢) حروف الشرط العاملة ، إلا مع (إِنْ) وحدها ، وذلك لقوتها وأنّها أصل حروف الشرط.

٢٠٨٠ ـ قوله تعالى : (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً) ـ ٦ ـ (إِنْ) في موضع نصب لأنه مفعول من أجله ، و (فَتُصْبِحُوا) عطف عليه.

٢٠٨١ ـ قوله تعالى : (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا) ـ ١٤ ـ إنما أتت (لَمْ) ولم تأت «لن» ؛ لأنه نفي لماض ، و «لن» إنما هي نفي لمستقبل ، فالقوم إنما أخبروا عن أنفسهم بإيمان قد مضى ، فنفى الله تعالى قولهم ب (لَمْ) ، ولو أخبروا عن أنفسهم بإيمان سيكون ، لكان النفي ب «لن» ؛ ألا ترى إلى قوله : (فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ)(٣) ، فقال : (فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً) ؛ لأنهم إنما قالوا : نخرج معك يا محمد ؛ مستأذنين (٤) في خروج مؤتنف ، فلذلك نفى ب «لن» ولم ينف ب (لَمْ).

٢٠٨٢ ـ قوله تعالى : (لا يَلِتْكُمْ)(٥) ـ ١٤ ـ من قرأ باللام تلي الياء فهو من : لات يليت ، مثل : كال يكيل. ومن قرأ بهمزة بعد الياء فهو من : ألت يألت ، وفيه لغتان : [إحداهما](٦) ألت يألت ، وبه قرأت الجماعة في سورة والطور (وَما أَلَتْناهُمْ)(٧) ، واللغة الأخرى [من : لات يليت ، وفيه لغة

__________________

(١) سورة التوبة الآية ٦ ، وانظر فقرة(١٠٤(٤).

(٢) في الأصل : «من»

(٣) سورة التوبة : الآية ٨٣.

(٤) في الأصل «يستأذنونه».

(٥) في الأصل : و (ك ، ق) : «لا يألتكم» بهمزة بعد الياء ، وهي قراءة أبي عمرو ويعقوب. وقراءة الجماعة : «لا يلتكم» بلام بعد الياء. النشر ٣٦٠/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٢ ، والإتحاف ص ٣٩٨.

(٦) زيادة في(ظ).

(٧) سورة الطور : الآية : ٢١.

٦٣١

ثالثة وهي](١) ألت يألت ، وبها قرأ ابن كثير (٢) في سورة والطور (وَما أَلَتْناهُمْ) ، وكلّه بمعنى النقص ، [أي وما نقصناهم](٣).

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) وقراءة الباقين بفتح اللام. النشر ٣٦١/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٣ ؛ والكشف ٢٨٤/٢.

(٣) زيادة في الأصل.

٦٣٢

مشكل إعراب سورة

«ق»

٢٠٨٣ ـ قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ) ـ ١ ـ قسم ، وجوابه عند الأخفش (١) : (قَدْ عَلِمْنا) ـ ٤ ـ على حذف اللام ، أي لقد علمنا. وقال الزجّاج (٢) : الجواب محذوف تقديره : والقرآن المجيد لتبعثنّ ؛ لأنّهم أنكروا البعث في الآية بعده. وقيل : ما قبل القسم يقوم مقام الجواب ، وأن (ق) بمعنى : وقضي الأمر والقرآن المجيد ، و (قُضِيَ الْأَمْرُ) هو الجواب ، ودلّت على ذلك (ق). وقيل : (ق) اسم للجبل ، فتقديره : هو ق والقرآن المجيد ، والجملة تسدّ مسدّ جواب القسم.

٢٠٨٤ ـ قوله تعالى : (أَإِذا مِتْنا) ـ ٣ ـ [العامل] في (أَإِذا) فعل محذوف دلّ عليه الكلام ؛ لأنّهم قوم أنكروا البعث ، فكأنهم قالوا : أنبعث إذا متنا ، ولا يعمل فيه (مِتْنا) ، لأن (إِذا) مضافة إلى (مِتْنا) ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف.

٢٠٨٥ ـ قوله تعالى : (وَحَبَّ الْحَصِيدِ) ـ ٩ ـ هذا عند الكوفيين (٣) من إضافة الشيء إلى نفسه ، تقديره عندهم : والحبّ الحصيد ، أي المحصود ،

__________________

(١) معاني القرآن ، ص ٤٨٣.

(٢) معاني القرآن وإعرابه ٤١/٥.

(٣) معاني القرآن ٧٦/٣.

٦٣٣

ثم حذف الألف واللام من «الحبّ» وأضافه إلى الحصيد ، وهو (١) من نعته ، والنعت من المنعوت. وهو عند البصريين إضافة صحيحة ، لكنه فيه حذف موصوف وإقامة الصفة مقامه ، [تقديره : وحبّ النبت الحصيد ، أي المحصود ، فحذف «النبت» وأقام نعته مقامه] ، فأضيف الحبّ إلى الحصيد على هذا التقدير.

٢٠٨٦ ـ قوله تعالى : (رِزْقاً لِلْعِبادِ) ـ ١١ ـ مصدر. وقيل : مفعول من أجله.

٢٠٨٧ ـ قوله تعالى : (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ)(٢) (إِنْ) بمعنى «ما» (٣) ، و (كُلٌّ) ابتداء ، و (إِلَّا) وما بعدها الخبر. و (كُلٌّ) بمعنى «كلهم» (٥) ؛ حكى سيبويه (٤) : مررت بكلّ جالسا ، فنصب «جالسا» على الحال ، لأنّ «كلّا» معرفة ، إذ تقديره : كلهم ، ولذلك أجاز بعض النحويين : كلّ منطلق ، فبنى «كلا» على الضم بحذف ما أضيف إليه ؛ جعله مثل «قبل وبعد».

٢٠٨٨ ـ قوله تعالى : (تُوَسْوِسُ بِهِ) ـ ١٦ ـ الهاء تعود على (ما) ، وقيل : على الإنسان ، والباء في موضع «إلى».

٢٠٨٩ ـ قوله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) ـ ١٧ ـ مذهب سيبويه (٦) أنّ «قعيدا» محذوف من أول الكلام ؛ لدلالة الثاني عليه. ومذهب المبرد أنّ «قعيدا» الذي في التلاوة للأوّل ، ولكن أخّره اتّساعا ، وحذف «قعيدا»

__________________

(١) في(ح ، ق) : «وهو نعته ، والنعت هو المنعوت».

(٢) هذه الآية من سورة ص ، وهي الآية : ١٤ ، أما الآية التي في هذه السورة فهي (كُلٌّ إِلاّٰ كَذَّبَ الرُّسُلَ).

(٣) في الأصل : «ما كلّ».

(٤) الكتاب ٢٧٣/١.

(٥) في الأصل : «أي مررت بكلهم جالسا».

(٦) الكتاب ٣٨/١.

٦٣٤

من الثاني ؛ لدلالة الأول عليه. ومذهب الأخفش (١) والفراء (٢) أنّ «قعيدا» الذي في التلاوة يؤدّي عن اثنين وأكثر ، ولا حذف في الكلام.

٢٠٩٠ ـ قوله تعالى : (مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) ـ ٢١ ـ ابتداء ، و (مَعَها) الخبر ، والجملة في موضع نصب (٣) على الصفة للنفس أو لكل.

٢٠٩١ ـ قوله تعالى : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ) ـ ٢٢ ـ هذا خطاب للكافر ، وقيل : للكافر والمؤمن جميعا ، وقيل : للنبي عليه‌السلام.

٢٠٩٢ ـ قوله تعالى : (هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ) ـ ٢٣ ـ (هذا) مبتدأ ، و (ما) و (عَتِيدٌ) خبران (٤) ، وقيل : (ما) هي الخبر ، و (عَتِيدٌ) بدل من (ما) ، أو نعت لها ، أو رفع على إضمار مبتدأ. ويجوز في الكلام (٥) نصب (عَتِيدٌ) على الحال.

٢٠٩٣ ـ قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) ـ ٢٤ ـ هذا مخاطبة للقرين ، وإنما ثنّى لأنّه أراد التكرير بمعنى : ألق ألق. وقيل : إنما أتى مثنّى لأنّ العرب تخاطب الواحد بلفظ الاثنين وبلفظ الجماعة. وقيل : إنما ثنّي لأنّ أقلّ أعوان من له حال وشرف اثنان فأكثر ، فثنّى على ذلك. وقيل : هو مخاطبة للسائق والحافظ.

٢٠٩٤ ـ قوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ) ـ ٢٦ ـ (الَّذِي) في موضع نصب على البدل من «كل» أو على «أعني». أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أو بالابتداء ، والخبر (فَأَلْقِياهُ).

٢٠٩٥ ـ قوله تعالى : (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ) ـ ٣٣ ـ (مَنْ) في موضع خفض

__________________

(١) معاني القرآن ص ٤٨٣.

(٢) معاني القرآن ٧٧/٣.

(٣) في هامش(ح) : «قال الكشاف : نصب على الحال» ، وبين الأسطر : «للتعرفة بالإضافة». وفي البيان لابن الأنباري : في محل جر صفة لنفس.

(٤) في الأصل : «خبر هذا».

(٥) أي في غير القرآن.

٦٣٥

على البدل من «لكل». أو في موضع رفع على الابتداء ، والخبر ادخلوها ، وجواب الشرط محذوف ، والتقدير : فيقال لهم : ادخلوها.

٢٠٩٦ ـ قوله تعالى : (سِراعاً) ـ ٤٤ ـ حال من الهاء والميم في (عَنْهُمْ) ، والعامل فيه (تَشَقَّقُ). وقيل المعنى : فيخرجون سراعا ، فيكون (سِراعاً) حالا من المضمر في «يخرجون» ، و «يخرجون» هو العامل [فيه].

٦٣٦

مشكل إعراب سورة

«الذاريات»

٢٠٩٧ ـ قوله تعالى : (وَالذَّارِياتِ) ـ ١ ـ (فَالْحامِلاتِ) ـ ٢ ـ (فَالْجارِياتِ) ـ ٣ ـ (فَالْمُقَسِّماتِ) ـ ٤ ـ. كل هذه صفات قامت مقام موصوف مقسم به على تقدير القسم بخالقه ومسيّره ، وهو الله لا إله إلا هو ، تقديره : [و] ربّ الرياح الذاريات ، والسحاب الحاملات وقرا ، فالسفن الجاريات ، فالملائكة المقسّمات ، والجواب : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) ـ ٥ ـ.

٢٠٩٨ ـ قوله تعالى : (يُسْراً) ـ ٣ ـ. نعت لمصدر محذوف تقديره : جريا يسرا.

٢٠٩٩ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) ـ ١٣ ـ. (يَوْمَ) مبني على الفتح ، لأنّ إضافته غير محضة ، لأنه أضيف إلى غير متمكن ، وموضعه نصب على معنى : الجزاء يوم هم على النار يفتنون. وقيل : موضعه رفع على البدل من (يَوْمُ الدِّينِ). وقيل : هو منصوب وليس بمبني ، ونصبه على إضمار تقديره : الجزاء يوم هم.

٢١٠٠ ـ قوله تعالى : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) ـ ١٧ ـ. اسم «كان» المضمر الذي فيها وهو الواو ، و (يَهْجَعُونَ) خبر «كان». و (قَلِيلاً) نعت لمصدر محذوف ، أو لظرف محذوف ، تقديره : كانوا وقتا قليلا يهجعون ، وهجوما قليلا يهجعون ، و (ما) زائدة [للتوكيد]. وإن شئت جعلت (ما) والفعل مصدرا في موضع رفع على البدل من المضمر في

٦٣٧

«كان» ، و (قَلِيلاً) خبر «كان» تقديره : كان هجوعهم قليلا من الليل. وإن شئت رفعت المصدر ب «قليل» ، ونصبت (قَلِيلاً) على خبر «كان». ولا يجوز أن ينتصب (قَلِيلاً)(١) ب (يَهْجَعُونَ) إلّا أن تكون (ما) زائدة ؛ لأنّك إن نصبته ب (يَهْجَعُونَ) ، و (ما) والفعل مصدر ، كنت قد قدّمت الصلة على الموصول. ويجوز أن تكون (قَلِيلاً) خبر «كان» واسمها فيها ، وتكون (ما) نافية ، وهو قول الضّحّاك ، ويكون الوقف على (قَلِيلاً) حسنا ، وهو قول يعقوب وغيره. ولا يوقف على «قليل» في الأقوال الأولى (٢).

٢١٠١ ـ قوله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ) ـ ٢٣ ـ من نصب (مِثْلَ) بناه على الفتح ، لإضافته إلى غير متمكّن وهو (أَنَّكُمْ) ، و (ما) زائدة للتوكيد. وقيل : هو مبني على الفتح لكون (مِثْلَ) و (ما) اسما واحدا ، فلما جعلا شيئا واحدا بني (مِثْلَ) على الفتح [كما يبنى العدد](٣) ، وهو قول المازنيّ. وقيل : إنّ «مثلا» منصوب على الحال من نكرة وهو (لَحَقٌّ) وهو قول الجرميّ. وقيل : هو حال من المضمر المرفوع في قوله : (لَحَقٌّ) ، و (ما) زائدة ، و (مِثْلَ) مضاف إلى (أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) ، ولم تتعرف لإضافتها إلى غير متمكن ، وهي إضافة غير محضة.

وقال بعض الكوفيين : انتصب (مِثْلَ) على حذف الكاف ، تقديره : إنه لحقّ كمثل ما أنّكم تنطقون ، و (ما) زائدة ، تقديره : كمثل نطقكم ؛ ولا يجوز هذا عند البصريين. [وقال محمد (٤) : من نصب فجائز أن يكون على التوكيد بمعنى : إنه لحقّ حقّا مثل نطقكم](٥). فأمّا من رفع (٦) «مثل»

__________________

(١) في الأصل : «قليل».

(٢) البيان ٣٨٩/٢ ؛ والعكبري ١٣١/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٣٥/١٧.

(٣) زيادة في الأصل.

(٤) لعله أبو محمد كنية المصنف ؛ وفي تفسير القرطبي ٤٣/١٧ نسب ذلك إلى الزجاج والفراء.

(٥) ما بين قوسين زيادة من : (ظ ، ق).

(٦) قرأ بالرفع حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر عن عاصم ، وقرأ باقي العشرة بفتح اللام من(مثل). النشر ٣٦١/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٣.

٦٣٨

فإنّه جعله صفة ل «حق» ؛ لأنّه نكرة ، إذ إضافته غير محضة ، ولأن الأشياء التي يقع التماثل بها بين المتماثلين كثيرة ، فلم يتعرف فإضافته إلى (أَنَّكُمْ) لذلك ، فلمّا لم يتعرف حسن وصف (لَحَقٌّ) به ، كما تقول : مررت برجل مثلك. و (أَنَّكُمْ) على هذه الأقوال في موضع خفض ب (مِثْلَ) ، وهي وما بعدها مصدر ، والتقدير : إنه لحقّ مثل نطقكم (١).

٢١٠٢ ـ قوله تعالى : (فَقالُوا سَلاماً) ـ ٢٥ ـ انتصب (سَلاماً) على المصدر ، أو بوقوع القول عليه.

٢١٠٣ ـ قوله تعالى : (قالَ سَلامٌ) ـ ٢٥ ـ ابتداء ، والخبر محذوف تقديره : قال سلام عليكم. وقيل : هو خبر لابتداء محذوف معناه : قال أمري سلام. ومن (٢) قرأ «سلم» فعلى تقدير : نحن سلم. وقيل : هو بمعنى «سلام» ، كما يقال : هو حلّ وحلال ، [وحرم وحرام](٣) ، [بمعنى].

٢١٠٤ ـ قوله تعالى : (وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) ـ ٢٩ ـ (عَجُوزٌ) خبر ابتداء محذوف تقديره : أنا عجوز.

٢١٠٥ ـ قوله تعالى : (وَقَوْمَ نُوحٍ) ـ ٤٦ ـ من خفض (٤) (قَوْمَ) عطفه على قوله : (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا) ـ ٤١ ـ. وقيل : هو معطوف على (وَفِي مُوسى) ـ ٣٨ ـ. وقيل : على (وَفِي الْأَرْضِ) ـ ٢٠ ـ. ومن نصبه عطفه على الهاء والميم في قوله : (فَأَخَذَتْهُمُ) ـ ٤٤ ـ. وقيل : تقديره : وأهلكنا قوم نوح. وقيل على معنى : واذكر يا محمد قوم نوح. وقيل : هو معطوف على

__________________

(١) الكشف ٢٨٧/٢ ، ومعاني القرآن ٨٥/٣ ؛ والبيان ٣٩١/٢ ؛ والعكبري ١٣١/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٤٣/١٧.

(٢) قرأ حمزة والكسائي «سلم» بكسر السين وسكون اللام بلا ألف ، وقرأ الباقون «سلام» بفتح السين واللام ، وألف. النشر ٢٧٩/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٩٩.

(٣) زيادة في الأصل.

(٤) وهي قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف ، وقرأ الباقون بنصب الميم. النشر ٣٦١/٢ ؛ والتيسير ص ٢٠٣.

٦٣٩

(فَأَخَذْناهُ) ـ ٤٠ ـ. وقيل : على (فَنَبَذْناهُمْ) ـ ٤٠ ـ.

٢١٠٦ ـ وقوله تعالى : (كَذلِكَ ما أَتَى) ـ ٥٢ ـ الكاف في موضع رفع (١) على إضمار مبتدأ تقديره : الأمر كذلك. وقيل : هي في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف.

٢١٠٧ ـ قوله تعالى : (الْمَتِينُ) ـ ٥٨ ـ خبر بعد خبر ل (إِنَّ). وقيل :

هو نعت للرزّاق ، أو لذي القوّة ، أو على إضمار مبتدأ ، أو نعت لاسم (إِنَّ) على الموضع. ومن خفضه (٢) جعله نعتا للقوّة ، وذكّر لأنّه تأنيث غير حقيقي.

__________________

(١) في الأصل : «نصب» وهو تحريف.

(٢) وهي قراءة الأعمش ، وقرأ الجمهور بالرفع. الإتحاف ص ٤٠٠ ، وانظر : المحتسب ٢٨٩/٢ وقد نسب الكسر إلى يحيى والأعمش.

٦٤٠