مشكل إعراب القرآن

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني

مشكل إعراب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني


المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣

الظرف ضمير ، وهو صفة ، والصفة لا بدّ لها من الضمير ، يعود على الموصوف ، فهو رفع بالظرف ، والظرف لا يرفع فاعلين (١).

١٨٩٠ ـ قوله تعالى : (ما لَنا لا نَرى) ـ ٦٢ ـ [«ما» ابتداء استفهام](٢) ، و (لَنا) الخبر. و (لا نَرى) في موضع نصب على الحال من المضمر في (لَنا).

١٨٩١ ـ [قوله تعالى : (أَتَّخَذْناهُمْ) ـ ٦٣ ـ من قرأه (٣) على الخبر ، أضمر استفهاما يعادله ، تقديره : أتفقدونهم أم زاغت عنهم الأبصار؟. ويجوز أن تكون «أم» معادلة ل (ما) في قوله : (ما لَنا لا نَرى) ، لأن «أم» إنما تأتي معادلة للاستفهام ، وقد قيل ذلك. ومن قرأ بلفظ الاستفهام جعل «أم» معادلة ، والمضمر كالأول. ويجوز أن تكون «أم» معادلة لما في الموضعين ؛ قال الله عزوجل : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ)(٤) ، وقال : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ)(٥). وقد وقعت «أم» معادلة ل (مِنَ) ، قال الله تعالى : (فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)(٦)](٧).

١٨٩٢ ـ قوله تعالى : (لَحَقٌّ تَخاصُمُ) ـ ٦٤ ـ «حقّ» خبر (إِنَّ) ، و (تَخاصُمُ) رفع على تقدير : هو تخاصم ، وقيل : هو بدل من «حق»

__________________

(١) الكشف ٢٣٣/٢ ؛ والبيان ٣١٨/٢ ؛ والعكبري ١١٤/٢ ، وتفسير القرطبي ٢٢٢/١٥.

(٢) ما بين قوسين ساقط في الأصل ، وكتب مكانه : «معناها : أي شيء لنا».

(٣) قرأ ابن كثير والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي «من الأشرار اتخذناهم» بحذف الألف في الوصل ، ولا يوقف في هذه القراءة على «الأشرار». وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وابن عامر بقطع الألف على الاستفهام. انظر تفسير القرطبي ٢٢٥/١٥.

(٤) سورة النمل : الآية ٢٠.

(٥) سورة القلم : الآيتان ٣٦ ، ٣٧.

(٦) سورة النساء : الآية ١٠٩.

(٧) ما بين قوسين زيادة من(ح)فقط.

٥٨١

[بمعنى : إنّ ذلك لتخاصم](١). وقيل : هو خبر بعد خبر ل (إِنَّ). وقيل : هو بدل من (ذلِكَ) ، على الموضع.

١٨٩٣ ـ قوله تعالى : (إِلَّا أَنَّما) ـ ٧٠ ـ «أنّ» في موضع رفع ب (يُوحى) ، مفعول [ما] لم يسمّ فاعله. وقيل : هي في موضع نصب على حذف الخافض ، أي يوحى إليّ بأنّما أو لأنّما [أنا نذير]. و (إِلَيَّ) تقوم مقام الفاعل ل (يُوحى) ، والأول أجود.

١٨٩٤ ـ قوله تعالى : (قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ) ـ ٨٤ ـ انتصب (الْحَقَّ) الأوّل على الإغراء ، أي اتبعوا الحقّ ، واسمعوا الحقّ ، أو الزموا الحقّ. وقيل : هو نصب على القسم ، كما تقول : الله لأفعلنّ ، فتنصب حين حذفت حرف الجر ، ودلّ على أنّه قسم قوله : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ) ـ ٨٥ ـ وهو قول الفراء (٢) وغيره.

ومن رفع (٣) الأول جعله خبر ابتداء محذوف تقديره : أنا الحقّ [والحق أنا](٤) ، كما قال : (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ)(٥). وقيل : هو مبتدأ ، والخبر مضمر تقديره : فالحقّ منّي ، كما قال : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ)(٦). وانتصب (الْحَقَّ) الثاني ب «أقول» ، [تقول : قلت الحقّ ، فتعمل القول](٧).

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) معاني القرآن ٤١٢/٢ ، ٤١٣.

(٣) الرفع قراءة عاصم وحمزة وخلف ، وقرأ الباقون بالنصب. التيسير ص ١٨٨ ؛ والنشر ٣٤٦/٢.

(٤) زيادة في الأصل.

(٥) سورة الأنعام : الآية ٦٢.

(٦) سورة البقرة : الآية ١٤٧.

(٧) زيادة في الأصل.

٥٨٢

مشكل إعراب سورة

«الزّمر»

١٨٩٥ ـ قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) ـ ١ ـ ابتداء ، وخبره (مِنَ اللهِ). وقيل : (تَنْزِيلُ) رفع ، خبر مبتدأ مضمر ، معناه (١) : هذا القرآن تنزيل. وأجاز الكسائي النصب على تقدير : اقرءوا تنزيل ، أو اتبعوا تنزيل. وقال الفراء (٢) : نصبه على الإغراء.

١٨٩٦ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) ـ ٣ ـ ابتداء ، وخبره محذوف ، تقديره : [والذين اتخذوا من دونه أولياء](٣) ، قالوا : ما نعبدهم ([إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى]). وقيل : (وَالَّذِينَ) رفع بفعل مضمر تقديره : وقال الذين اتخذوا.

١٨٩٧ ـ وقوله تعالى : (زُلْفى) ـ ٣ ـ في موضع نصب على المصدر ، [معناه : إلا ليقربونا إلى الله تقريبا].

١٨٩٨ ـ قوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) ـ ٩ ـ من خفّف (٤) (أَمَّنْ) جعله

__________________

(١) في(ح ، ق ، ك) : «تقديره : هذا تنزيل». وفي(ظ) : «تقديره : هذا تنزيل الكتاب».

(٢) معاني القرآن ٤١٤/٢.

(٣) زيادة في الأصل.

(٤) التخفيف قراءة ابن كثير ونافع وحمزة ، وقرأ الباقون بتشديد الميم. التيسير ص ١٨٩ ؛ والنشر ٣٤٧/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٧٥.

٥٨٣

نداء ، ولا حذف في الكلام. [ولا يجوز عند سيبويه (١) حذف حرف النداء من المبهم ؛ وأجازه الكوفيون. وقيل : هو استفهام بمعنى التنبيه ، وأضمر معادلا للألف تقديره : أمن هو قانت يفعل كذا كمن هو بخلاف ذلك ، ودلّ على المحذوف قوله : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ، وهذا أقوى]. ومن شدّد (أَمَّنْ) فإنما أدخل «أم» على «من» ، وأضمر لها معادلا أيضا قبلها ، والتقدير : العاصون ربّهم خير أم من هو قانت آناء الليل ، و «من» بمعنى الذي ، وليست باستفهام ؛ لأن «أم» لا تدخل على ما هو استفهام ؛ لأنها للاستفهام ، [ولا يدخل استفهام على استفهام](٢) ، ودلّ على هذا الحذف حاجة «أم» (٣) إلى المعادلة ، ودلّ عليه أيضا قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(٤).

١٨٩٩ ـ قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) ـ ١٠ ـ ابتداء ، و (لِلَّذِينَ) الخبر ، و (فِي هذِهِ) متعلقة ب (أَحْسَنُوا) ، على أنّ «حسنة» هي الجنة ، والجزاء في الآخرة ، أو متعلقة ب «حسنة» ، على أنّ الحسنة ما يعطى العبد في الدنيا مما يستحبّ فيها. وقيل : هي ما يعطى من موالاة الله تعالى إياه ومحبته له ، والجزاء في الدنيا ؛ والأول أحسن ، لأنّ الدنيا ليست بدار جزاء.

١٩٠٠ ـ قوله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا) ـ ٢٨ ـ (قُرْآناً) توطئة للحال ، و (عَرَبِيًّا) حال. وقيل : (قُرْآناً) توكيد لما قبله ، و «عربي» حال من القرآن.

١٩٠١ ـ قوله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) ـ ٤٤ ـ (جَمِيعاً) نصب على الحال ، وجاء «جميع» وليس قبله إلا لفظ واحد ، لأنّ «الشفاعة» مصدر يدل على القليل والكثير ، فحمل «جميع» على المعنى.

__________________

(١) الكتاب لسيبويه ٣٢٥/١.

(٢) زيادة في الأصل.

(٣) في الأصل : «حاجته» بغير أم.

(٤) انظر : الكشف ٢٣٧/٢ ؛ والبيان ٣٢٢/٢ ؛ والعكبري ١١٥/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٣٨/١٥.

٥٨٤

١٩٠٢ ـ قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ) ـ ٤٥ ـ (وَحْدَهُ) نصب على المصدر عند سيبويه والخليل (١) ، وهو حال عند يونس (٢) [أي موحدا ، ومعنى المصدر : إيحادا](٣).

١٩٠٣ ـ وقوله تعالى : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ) ـ ٥٦ ـ [«أَنْ»] مفعول من أجله ؛ [لأن تقول ، أو من أجل أن تقول](٤).

١٩٠٤ ـ قوله تعالى : (أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ) ـ ٦٤ ـ «غير» نصب ب (أَعْبُدُ) ، أي : قل أعبد غير الله فيما تأمرونّي. وقيل : هو نصب ب (تَأْمُرُونِّي) على حذف حرف الجر ، تقديره : قل أتأمرونّي بعبادة غير الله ، لأن (أَعْبُدُ) أصله : أن أعبد ، ولكن حذفت «أن» فارتفع (٥) ، وهي في الكلام مقدرة ، وهي بدل من «غير» ، فوجب أن تحلّ محلّه في التقدير ، وهي مع الفعل مصدر ، فلذلك كان التقدير : قل أتامروني بعبادة غير الله. ولو ظهرت «أن» لم يجز نصب «غير» ب (أَعْبُدُ) ؛ لأنّه يصير في الصلة ، وقد قدمته على الموصول. ولكن نصبه ب «أعبد» أبين من نصبه ب (تَأْمُرُونِّي)(٦).

__________________

(١) الكتاب ١٨٧/١.

(٢) كذا في تفسير القرطبي ٣٦٤/١٥. وفي التاج «وحد» : أهل البصرة ينصبونه على الحال ، وهو عندهم اسم واقع موقع المصدر المنتصب على الحال ، مثل : جاء زيد ركضا ، أي راكضا ، والكوفيون ومعهم يونس من البصريين ينصبونه على الظرف.

وذكر ابن الأنباري في البيان ٣٢٤/٢ أنه منصوب على ثلاثة أوجه : على المصدر ، أو على الحال ، أو على الظرف ، ونسب النصب على الظرف إلى يونس أيضا ، ورجح نصبه على الوجه الأول ، بحذف الزيادة ، وأصله : أوحد بالذكر إيحادا.

(٣) زيادة في الأصل.

(٤) زيادة في الأصل.

(٥) في هامش(ح) : «والفعل».

(٦) البيان ٣٢٥/٢ ؛ والعكبري ١١٦/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٧٦/١٥.

٥٨٥

١٩٠٥ ـ وقوله تعالى : (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ) ـ ٦٦ ـ اسم الله تعالى نصب بقوله : (فَاعْبُدْ). وقال الكسائي والفراء : هو نصب بإضمار فعل تقديره : بل اعبد الله فاعبد. والفاء للمجازاة عند أبي إسحاق (١) ، وزائدة عند الأخفش (٢).

١٩٠٦ ـ وقوله تعالى : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ) ـ ٦٧ ـ ابتداء وخبر ، و (جَمِيعاً) نصب على الحال. وأجاز الفراء في الكلام (قَبْضَتُهُ) بالنصب على تقدير حذف الخافض ، أي : في قبضته ، ولا يجوز ذلك عند البصريين ؛ ولو قلت : زيد قبضتك ، أي في قبضتك ، لم يجز (٣).

١٩٠٧ ـ قوله تعالى : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) ـ ٦٧ ـ ابتداء وخبر. ويجوز في الكلام (مَطْوِيَّاتٌ) بالنصب على الحال ، ويكون (بِيَمِينِهِ) الخبر.

١٩٠٨ ـ قوله تعالى : (إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) ـ ٧١ ـ (زُمَراً) نصب على الحال.

١٩٠٩ ـ وقوله تعالى : (جاؤُها وَفُتِحَتْ) ـ ٧٣ ـ قيل : الواو زائدة ، و (فُتِحَتْ) جواب (إِذا). وقيل : الواو تدلّ على فتح أبواب الجنّة قبل إتيان الذين اتقوا [الله] إليها ، والجواب محذوف ، أي حتى إذا جاءوها آمنوا. وقيل الجواب : (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) ، والواو زائدة (٤).

١٩١٠ ـ قوله تعالى : (حَافِّينَ) ـ ٧٥ ـ نصب على الحال ؛ لأنّ (تَرَى) من رؤية العين [يتعدّى إلى مفعول واحد](٥). وواحد (حَافِّينَ) : حافّ. وقال الفراء : لا واحد ل (حَافِّينَ) ؛ لأن هذا الاسم لا يقع لهم إلّا مجتمعين.

__________________

(١) معاني القرآن لزجاج ٣٦١/٤.

(٢) معاني القرآن ٤٢٤/٢ ؛ والبيان ٣٢٦/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٧٧/١٥.

(٣) معاني القرآن ٤٢٥/٢ ؛ والبيان ٣٢٦/٢ ؛ والعكبري ١١٦/٢.

(٤) البيان ٣٢٧/٢ ؛ وقد رجح أن يكون الجواب محذوفا ، وانظر : تفسير القرطبي ٢٨٥/١٥.

(٥) زيادة في الأصل.

٥٨٦

مشكل إعراب سورة

«المؤمن» (١)

١٩١١ ـ قرأ (٢) عيسى بن عمر «حميم» بفتح الميم لالتقاء الساكنين ، أراد الوصل ولم يرد الوقف ؛ والوقف هو الأصل في الحروف المقطّعة وذكر الأعداد (٣) ، إذا قلت : واحد اثنان (٤) ثلاثه أربعة ، فإن عطفت بعضها على بعض أو أخبرت عنها أعربت ، وكذلك الحروف. وقيل : انتصب «حميم» على إضمار فعل تقديره : اتل حميم ، واقرأ حميم ، ولكن لم ينصرف لأنّه اسم للسورة ، فهو اسم مؤنث ، ولأنه على وزن الاسم الأعجمي ، نحو : هابيل.

١٩١٢ ـ قوله تعالى : (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ) ـ ١٠ ـ العامل في (إِذْ) فعل مضمر ، تقديره : واذكروا (٥) إذ تدعون إلى الإيمان. ولا يجوز أن يعمل فيه (لَمَقْتُ) ؛ لأنّ خبر الابتداء قد تقدّم قبله ، وليس بداخل في الصلة ، و (إِذْ) داخلة في صلة «لمقت» إذا أعملته فيها ، فتكون قد فرقت

__________________

(١) هي سورة غافر.

(٢) قرأ به أيضا ابن أبي إسحاق. تفسير القرطبي ٢٩٠/١٥ ؛ والبحر المحيط ٤٦٦/٧.

(٣) في الأصل : «وإذا ذكرت العدد».

(٤) في الأصل : «اثنين».

(٥) في الأصل : «اذكر».

٥٨٧

بين الصلة والموصول بخبر الابتداء. ولا يحسن أن يعمل في «إِذْ» «تُدْعَوْنَ» ؛ لأنّها مضافة إليه ، ولا يعمل المضاف إليه في المضاف. ولا يجوز أن يعمل في «إذ» «مقتكم» ؛ لأنّ المعنى ليس عليه ؛ لأنّهم لم يكونوا ماقتين لأنفسهم (١) وقت أن دعوا إلى الإيمان فكفروا.

١٩١٣ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) ـ ١٦ ـ (هُمْ بارِزُونَ) ابتداء وخبر ، في موضع خفض بإضافة (يَوْمَ) إليها (٢).

وظروف الزمان إذا كانت بمعنى «إذ» أضيفت إلى الجمل ؛ إلى الفعل والفاعل ، وإلى الابتداء والخبر ، كما يفعل (٣) ب «إذ» ، فإذا كانت بمعنى «إذا» لم تضف إلّا إلى الفعل والفاعل ، كما يفعل ب «إذا» ، فإن وقع بعد «إذا» اسم مرفوع ، فبإضمار فعل ارتفع ؛ لأنّ «إذا» فيها معنى الشرط ، وهي لما يستقبل. والشرط لا يكون إلا بمستقبل في اللفظ أو في المعنى ، والشرط لا يكون إلّا بفعل ، فهي بالفعل أولى ، فلذلك وليها الفعل مضمرا أو مظهرا. وليست «إذ» كذلك ، لأنه لا معنى للشرط فيها ؛ إذ هي تعبّر عما مضى من الزمان ، ولا يكون الشرط لما مضى ؛ فافهم [ذلك].

١٩١٤ ـ قوله تعالى : (وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) ـ ١٨ ـ (يُطاعُ) نعت للشفيع ، وهو في موضع خفض على لفظ (شَفِيعٍ) ، أو في موضع رفع على موضع (شَفِيعٍ) ؛ لأنّه مرفوع في المعنى. و (مِنْ) زائدة للتوكيد ، والمعنى : ما للظالمين حميم ولا شفيع مطاع.

١٩١٥ ـ قوله تعالى : (فَيَنْظُرُوا) ـ ٢١ ـ في موضع نصب على جواب الاستفهام. وإن شئت في موضع جزم على العطف على (يَسِيرُوا).

١٩١٦ ـ قوله تعالى : (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) ـ ٢١ ـ (كَيْفَ) خبر (كانَ) ، و (عاقِبَةُ) اسمها. وفي (كَيْفَ) ضمير يعود على «العاقبة» ، كما تقول : أين

__________________

(١) في الأصل : «لأنفسكم».

(٢) في الأصل : «إليهم».

(٣) في الأصل : «يعمل».

٥٨٨

زيد؟ وكيف عمرو؟ ففي «كيف» و «أين» ضميران يعودان على المبتدأ ، وهما خبران مقدمان ، لهما صدر الكلام. ويجوز أن تكون (كانَ) بمعنى حدث ، فلا يحتاج إلى خبر. فتكون (كَيْفَ) ظرفا ملغى لا ضمير فيه. وكذلك : (الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ) فيه الوجهان. وكذلك : (كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ) فيه الوجهان. ويكون (أَشَدَّ) ، إذا جعلت (كانَ) بمعنى حدث ، حالا مقدّرة.

١٩١٧ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ يَكُ كاذِباً) ـ ٢٨ ـ إنما حذفت النون من (يَكُ) على قوله سيبويه لكثرة الاستعمال. وقال المبرد : إنما حذفت لأنها أشبهت نون الإعراب ؛ يريد في قولك : تدخلين وتدخلون وتدخلان (١).

١٩١٨ ـ قوله تعالى : (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ) ـ ٣١ ـ هو بدل من (مِثْلَ) الأول (٢).

١٩١٩ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ تُوَلُّونَ) ـ ٣٣ ـ (يَوْمَ) بدل من (يَوْمَ) الأول (٣).

١٩٢٠ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يُجادِلُونَ) ـ ٣٥ ـ (الَّذِينَ) في موضع نصب على البدل من «من» ، أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أي هم الذين.

١٩٢١ ـ قوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها) ـ ٤٦ ـ (النَّارُ) بدل من (سُوءُ الْعَذابِ) ، أو على إضمار مبتدأ ، أو على الابتداء ، و (يُعْرَضُونَ) الخبر. ويجوز في الكلام النصب على إضمار فعل تقديره : يأتون النّار يعرضون عليها. ويجوز الخفض على البدل من (الْعَذابِ).

__________________

(١) الكتاب ٨/١ و ٣١٠ ؛ والمقتضب ١٦٧/٣ ؛ والبيان ٣٣٠/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٣٠٧/١٥.

(٢) أي في قوله تعالى : (مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزٰابِ) الآية : ٣٠.

(٣) في قوله تعالى : (إِنِّي أَخٰافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنٰادِ) الآية : ٣٢.

٥٨٩

١٩٢٢ ـ قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) ـ ٤٦ ـ (يَوْمَ) نصب ب (أَدْخِلُوا) إذا وصلت الألف. ومن قطع الألف (١) وكسر الخاء نصب (آلَ فِرْعَوْنَ) ب (أَدْخِلُوا). ومن قرأه (٢) بوصل الألف وضم الخاء نصب (آلَ فِرْعَوْنَ) على النداء المضاف ، [معناه : يا آل فرعون ادخلوا](٣).

١٩٢٣ ـ قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) ـ ٤٧ ـ (تَبَعاً) مصدر في موضع خبر «كان» ، ولذلك لم يجمع.

١٩٢٤ ـ قوله تعالى : (إِنَّا كُلٌّ فِيها) ـ ٤٨ ـ ابتداء وخبر في موضع خبر «إنّ». وأجاز الكسائي والفراء نصب «كل» على النعت للمضمر المنصوب ب «إنّ». ولا يجوز النصب عند البصريين ؛ لأنّ المضمر لا ينعت ، ولأنّ «كلا» نكرة في اللفظ ، والمضمر معرفة ؛ ووجه قولهما أنه تأكيد للمضمر. والكوفيون يسمون التأكيد نعتا. و «كل» وإن كان لفظه نكرة فهو معرفة عند سيبويه ، على تقدير الإضافة والحذف. ولا يجوز البدل ؛ لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره (٤).

١٩٢٥ ـ قوله تعالى : (هُدىً) ـ ٥٤ ـ في موضع نصب على الحال ، و (ذِكْرى) عطف عليه.

١٩٢٦ ـ قوله تعالى : (وَالْإِبْكارِ)(٥) ـ ٥٥ ـ من فتح الهمزة فهو جمع بكر (٦).

١٩٢٧ ـ قوله تعالى : (ما هُمْ بِبالِغِيهِ) ـ ٥٦ ـ الهاء تعود على

__________________

(١) في سائر النسخ : «ومن قطع ألف أدخلوا».

(٢) وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عامر وأبي بكر ، وقرأ الباقون بقطع الألف وكسر الخاء. التيسير ، ص ١٩٢ ؛ والنشر ٣٥٠/٢.

(٣) زيادة في الأصل.

(٤) الكتاب ٢٧٣/١ ؛ ومعاني القرآن ؛ للفراء ١٠/٣ ؛ وتفسير القرطبي ٣٢١/١٥.

(٥) في المصحف : «والإبكار» بالكسر.

(٦) في الأصل : «بكرة» ، وفي البيان : «ومن فتحها جعله جمع بكر ، وبكر وأبكار ، كقولهم : سحر وأسحار» ، وفي الصحاح : البكر البكرة ، بضم الباء.

٥٩٠

ما يريدون ، أي ما هم ببالغي إرادتهم فيه. وقيل : الهاء تعود على «الكبر».

١٩٢٨ ـ قوله تعالى : (يُسْحَبُونَ) ـ ٧١ ـ حال من الهاء والميم التي في (أَعْناقِهِمْ). وقيل : هو مرفوع على الاستئناف. وروي (١) عن ابن عبّاس أنه قرأ : «والسلاسل يسحبون» بفتح الياء ، ونصب «السلاسل» بقوله : «يسحبون».

وقد قرئ (٢) : «والسلاسل» بالخفض على العطف على «الأعناق» ؛ وهو غلط ؛ لأنّه يصير : الأغلال في الأعناق وفي السلاسل ، ولا معنى للغلّ في السلسلة.

وقيل : هو معطوف على «الحميم» ، وهو أيضا لا يجوز ؛ لأنّ المعطوف المخفوض لا يتقدم على المعطوف عليه ؛ لا يجوز : مررت وزيد بعمرو ، ويجوز في المرفوع ؛ تقول : قام وزيد عمرو ، ويبعد في المنصوب ؛ لا يحسن : رأيت وزيدا عمرا ، ولم يجزه أحد في المخفوض.

١٩٢٩ ـ قوله تعالى : (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ) ـ ٧٥ ـ (ذلِكُمْ) ابتداء ، والخبر محذوف تقديره : ذلكم العذاب يفرحكم في الدنيا بالمعاصي ، وهو معنى قوله تعالى : (بِغَيْرِ الْحَقِّ.)

١٩٣٠ ـ قوله تعالى : (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) ـ ٨١ ـ «أيّ» نصب ب (تُنْكِرُونَ). ولو كان مع الفعل هاء لكان الاختيار الرفع في «أي» ؛ بخلاف ألف الاستفهام ؛ تدخل [على] الاسم وبعدها فعل واقع على ضمير الاسم ، هذا يختار فيه النصب ، كقولك : أزيدا ضربته ؛ هذا مذهب سيبويه ؛ فرّق بين «أيّ» وبين الألف.

__________________

(١) قرأ به أيضا أبو الجوزاء وعكرمة وابن مسعود. تفسير القرطبي ٣٣٢/١٥ ؛ والبحر المحيط ٤٧٤/٧ ؛ وفي المحتسب ٢٤٤/٢ : قرأ به ابن عباس وابن مسعود.

(٢) قرأت به فرقة منهم ابن عباس. البحر المحيط : ٤٧٥/٧.

٥٩١

مشكل إعراب سورة

«السّجدة» (١)

١٩٣١ ـ قوله تعالى : (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ـ ٢ ـ (تَنْزِيلٌ) رفع بالابتداء ، و (مِنَ الرَّحْمنِ) نعته ، و (الرَّحِيمِ) نعت ثان ، و (كِتابٌ) خبره. وقال الفراء : رفعه على إضمار مبتدأ ، تقديره : هذا تنزيل.

١٩٣٢ ـ قوله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا) ـ ٣ ـ نصب على الحال ، وقيل : نصبه على المدح. ولم يجز الكسائي والفراء نصبه على الحال ، ولكنّ نصبه عندهما ب (فُصِّلَتْ) ، أي فصّلت آياته كذلك. وأجازا في الكلام (٢) الرفع على النعت ل «الكتاب».

١٩٣٣ ـ قوله تعالى : (بَشِيراً وَنَذِيراً) ـ ٤ ـ حالان من «الآيات» ، والعامل في الأحوال كلها (فُصِّلَتْ). ويجوز أن تكون (بَشِيراً وَنَذِيراً) حالين من «كتاب» ؛ لأنّه قد نعت ، والعامل في الحال معنى التنبيه المضمر أو معنى الإشارة ، إذا قدّرته : هذا كتاب فصّلت آياته.

١٩٣٤ ـ قوله تعالى : (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما) ـ ٦ ـ «أنّ» في موضع رفع ب (يُوحى).

١٩٣٥ ـ قوله تعالى : (سَواءً) ـ ١٠ ـ نصب على المصدر بمعنى

__________________

(١) وهي سورة فصلت.

(٢) أي في غير القرآن ، وانظر : معاني القرآن ١١/٣.

٥٩٢

«استواء» ، أي : استوت استواء ؛ [لجميع السائلين عنها](١). ومن رفعه فعلى الابتداء ، و (لِلسَّائِلِينَ) الخبر ، بمعنى : مستويات لمن سأل فقال : في كم خلقت؟ وقيل : لمن سأل ؛ لجميع الخلق ؛ لأنّهم يسألون القوت وغيره من عند الله جلّ ذكره. ومن (٢) خفض جعله نعتا للأيام أو لأربعة (٣) ، والقراء المشهورون على النصب لا غير.

١٩٣٦ ـ قوله تعالى : (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) ـ ١١ ـ إنما أخبر عن السماوات والأرضين بالياء والنون عند الكسائي ، لأن معناه : أتينا بمن فينا طائعين ، فوقع الخبر عمّن يعقل بالياء والنون ، وهو الأصل. وقيل : لما أخبر عنها بالقول الذي هو لمن يعقل ، أخبر عنها خبر من يعقل بالياء والنون.

١٩٣٧ ـ قوله تعالى : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) ـ ١٢ ـ (سَبْعَ) بدل من الهاء والنون ، أي : فقضى سبع سماوات. والسماء تذكّر على معنى السقف ، وتؤنث أيضا ، والقرآن جاء على التأنيث فقال : (سَبْعَ سَماواتٍ) ، ولو أتى على التذكير لقال : سبعة سماوات (٤).

١٩٣٨ ـ قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ) ـ ١٩ ـ العامل في (يَوْمَ) فعل يدلّ عليه (يُوزَعُونَ) ، تقديره : ويساق الناس يوم يحشر ، أو واذكر يوم يحشر ، ولا يعمل فيه (يُحْشَرُ) ؛ لأن «يوما» مضاف إليه ، ولا يعمل المضاف إليه في المضاف.

١٩٣٩ ـ قوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) ـ ١٧ ـ [أي بينّا لهم ما يهتدون به](٥). (ثَمُودُ) رفع بالابتداء ، ولم ينصرف ؛ لأنه معرفة اسم

__________________

(١) زيادة في الأصل.

(٢) قرأ بالخفض يعقوب ، وبالرفع أبو جعفر ، وبالنصب باقي العشرة. النشر ٣٥١/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٨٠.

(٣) في الأصل : «للأيام الأربعة ، أو لأربعة».

(٤) في الأصل : «ولم يقل سبعة ، على التذكير».

(٥) زيادة في الأصل.

٥٩٣

للقبيلة ، وقد قرأه (١) الأعمش بالصرف ، جعله اسما للحيّ. وكذلك روي عن الأعمش وعاصم أنهما قرءاه بالنصب وترك الصرف ، ونصبه على إضمار فعل يفسره ما بعده : (فَهَدَيْناهُمْ) ؛ لأن (أَمَّا) فيها معنى الشرط ، فهي بالفعل أولى. فالنصب عنده أقوى ، والرفع حسن بالغ ، وهو الاختيار عند سيبويه (٢) ، وتقديره بالنصب : مهما يكن من شيء فهدينا ثمود هديناهم (٣).

١٩٤٠ ـ قوله تعالى : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ) ـ ٢٢ ـ (أَنْ) في موضع نصب على حذف الخافض ، تقديره : عن أن يشهد ، ومن أن يشهد.

١٩٤١ ـ قوله تعالى : (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ) ـ ٢٣ ـ ابتداء وخبر ، و (أَرْداكُمْ) خبر ثان. وقيل : (ظَنُّكُمُ) بدل من «ذلك» ، و (أَرْداكُمْ) الخبر. وقال الفراء (٤) : (أَرْداكُمْ) حال ؛ والماضي لا يحسن أن يكون حالا عند البصريين ، إلّا على إضمار «قد».

١٩٤٢ ـ قوله تعالى : (ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ) ٢٨ ـ (ذلِكَ) مبتدأ ، وخبره (جَزاءُ) ، و (النَّارُ) بدل من (جَزاءُ). وقيل : ارتفعت (النَّارُ) على إضمار مبتدأ ، وتكون الجملة في موضع البيان للجملة الأولى.

١٩٤٣ ـ قوله تعالى : (نُزُلاً) ـ ٣٢ ـ مصدر ، وقيل : هو في موضع الحال.

١٩٤٤ ـ قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ) ـ ٣٩ ـ «أنّ» رفع بالابتداء ، والمجرور قبلها خبر الابتداء. وقيل : «أنّ» رفع بالاستقرار ، وجاز الابتداء بالمفتوحة لتقدّم المخفوض عليها.

__________________

(١) الإتحاف ص ٣٨١ ؛ والقراءات الشاذة ص ٨٤ ؛ والبحر المحيط ٤٩١/٧.

(٢) الكتاب ، لسيبويه ٤١/١ ، ٤٢ ، ٧٤.

(٣) المقتضب ٢٧/٣ ؛ ومعاني الحروف للرماني ص ١٢٩ ؛ والأزهية ص ١٤٤ ؛ ومغني اللبيب ص ٢٥٥ ؛ ورصف المباني ص ٩٧.

(٤) معاني القرآن ١٦/٣.

٥٩٤

١٩٤٥ ـ قوله تعالى : (خاشِعَةً) ـ ٣٩ ـ نصب على الحال من (الْأَرْضَ) ؛ لأن (تَرَى) من رؤية العين.

١٩٤٦ ـ قوله تعالى : (وَرَبَتْ) ـ ٣٩ ـ حذفت لام الفعل لسكونها وسكون تاء التأنيث ، وهو من : ربا يربو ، إذا زاد ، ومنه «الرّبا» في الدّين المحرّم (١). وقرأ أبو جعفر (٢) : «وربأت» بالهمز ، من الرّبيئة ، وهو الارتفاع ، فمعناه : ارتفعت ، يقال : ربأ يربأ ، وربأ يربؤ ، إذا ارتفع.

١٩٤٧ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ) ـ ٤١ ـ خبر «إِنَّ» (أُولئِكَ يُنادَوْنَ) ـ ٤٤ ـ ، وقيل : الخبر محذوف تقديره : إنّ الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم خسروا ، أو هلكوا ، أو نحو ذلك.

١٩٤٨ ـ [قوله تعالى : (إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ) ـ ٤٣ ـ ما والفعل مصدر ، في موضع رفع مفعول لم يسمّ فاعله ل «يقال» ؛ لأنّ الفعل يتعدّى إلى المصدر ، فيقام المصدر مقام الفاعل ، وإن كان لا يتعدّى إلى مفعول ، فهو يتعدى إلى المصدر والظرف].

١٩٤٩ ـ قوله تعالى : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ) ـ ٤٥ ـ (كَلِمَةٌ) رفع بالابتداء ، والخبر محذوف لا يظهر عند سيبويه (٣).

١٩٥٠ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ) ـ ٤٤ ـ (الَّذِينَ) رفع بالابتداء ، وما بعده خبره. [و] (وَقْرٌ) مبتدأ ، و (فِي آذانِهِمْ) الخبر ، و (لا يُؤْمِنُونَ) صلة (الَّذِينَ).

١٩٥١ ـ قوله تعالى : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) ـ ٥٣ ـ الهاء في (أَنَّهُ) تعود على «الله» ، وقيل : على القرآن ، وقيل : على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. و «أنّ» في موضع رفع ب (يَتَبَيَّنَ) ؛ لأنّه فاعل.

__________________

(١) في الأصل : «في النسية المحرمة».

(٢) الإتحاف ص ٣٨١ ؛ وتفسير القرطبي ٣٦٥/١٥ ؛ والمحتسب ٢٤٧/٢.

(٣) الكتاب ٢٧٩/١.

٥٩٥

١٩٥٢ ـ قوله تعالى : (مِنْ أَكْمامِها) ـ ٤٧ ـ هو جمع «كم» ، ومن قال : «أكمّة» جعله جمع «كمام».

١٩٥٣ ـ قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ) ـ ٥٣ ـ (بِرَبِّكَ) في موضع رفع ؛ لأنه فاعل «يكفي» ، و (أَنَّهُ) بدل من «ربك» على الموضع ، فهي في موضع رفع ، أو تكون في موضع خفض على البدل من اللفظ. وقيل : هي في موضع نصب على حذف اللام ، أي : لأنه على كل [شيء].

٥٩٦

مشكل إعراب سورة

«الشورى» (١)

١٩٥٤ ـ قوله تعالى : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ) ـ ٣ ـ الكاف من (كَذلِكَ) في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره : وحيا مثل ذلك يوحي الله إليك ، [والتقدير فيه التأخير بعد (يُوحِي)] ، واسم (٢) الله تعالى فاعل. ومن قرأ (٣) «يوحى» على ما لم يسمّ فاعله ، فالاسم مرفوع بالابتداء ، أو على إضمار مبتدأ ، أو بإضمار فعل ، كأنّه قال : يوحيه الله ، أو الله يوحيه ، أو هو الله. ويجوز أن يكون (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) خبرين عن (اللهُ) جلّ ذكره ، ويجوز أن يكونا نعتين ، و (لَهُ ما فِي السَّماواتِ) الخبر.

١٩٥٥ ـ قوله تعالى : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ) ـ ٧ ـ ابتداء وخبر ، وكذلك : (فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ.) وأجاز الكسائي والفراء (٤) النصب في (فَرِيقٌ) في الكلام على معنى : وتنذر فريقا في الجنّة وفريقا في السعير يوم الجمع.

١٩٥٦ ـ قوله تعالى : (فاطِرُ السَّماواتِ) ـ ١١ ـ هو نعت لله جلّ ذكره ،

__________________

(١) في(ح ، ظ) : «حم عسق» وفي(ق ، د ، ك) «عسق».

(٢) في الأصل : «واسم الفاعل هو اسم اللّه».

(٣) وهي قراءة ابن محيصن وابن كثير ومجاهد ، وقرأ الباقون : «يوحي إليك» بكسر الحاء. تفسير القرطبي ٣/١٦ ؛ وانظر : الكشف ٢٥٠/٢.

(٤) معاني القرآن ٢٢/٣.

٥٩٧

أو على إضمار مبتدأ ، أي : هو فاطر. وأجاز الكسائي «فاطر السماوات» بالنصب على النداء (١). وقال غيره : على المدح. ويجوز في الكلام الخفض على البدل من الهاء في «عليه».

١٩٥٧ ـ قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ـ ١١ ـ الكاف حرف جر ، و (شَيْءٌ) اسم (لَيْسَ) ، و (كَمِثْلِهِ) الخبر.

١٩٥٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ أَقِيمُوا) ـ ١٣ ـ (أَنْ) في موضع نصب على البدل من «ما» في قوله تعالى (ما وَصَّى).

١٩٥٩ ـ قوله تعالى : (بَغْياً بَيْنَهُمْ) ـ ١٤ ـ (بَغْياً) مفعول من أجله.

١٩٦٠ ـ قوله تعالى : (حُجَّتُهُمْ) ـ ١٦ ـ رفع على البدل من (الَّذِينَ) ، وهو بدل الاشتمال ، و (داحِضَةٌ) الخبر. وقيل : هي رفع بالابتداء ، و (داحِضَةٌ) الخبر ، والجملة خبر (الَّذِينَ).

١٩٦١ ـ قوله تعالى : (مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ) ـ ١٦ ـ الهاء في (لَهُ) لله جلّ ذكره ، وقيل : للنبي عليه‌السلام. (٢)

١٩٦٢ ـ قوله تعالى : (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ـ ٢٣ ـ استثناء ليس من الأول.

١٩٦٣ ـ قوله تعالى : (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) ـ ١٧ ـ إنما ذكّر (قَرِيبٌ) لأنّ التقدير : لعلّ وقت الساعة قريب ، أو قيام الساعة قريب ، ونحوه. وقيل : ذكّر على النسب ، أي ذات قرب. وقيل : ذكّر للفرق بينه وبين قرابة النسب. وقيل : ذكّر لأن التأنيث غير حقيقي. وقيل : ذكّر لأنّه حمل على المعنى ؛ لأنّ الساعة بمعنى البعث والحشر ، فذكّر لتذكير البعث والحشر.

١٩٦٤ ـ قوله تعالى : (مُشْفِقِينَ) ـ ٢٢ ـ نصب على الحال ، لأن (تَرَى) من رؤية العين.

__________________

(١) في الأصل : «على النداء بالنصب».

٥٩٨

١٩٦٥ ـ قوله تعالى : (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا) ـ ٢٦ ـ (الَّذِينَ) في موضع نصب ، لأن المعنى : ويجيب الله الذين آمنوا. وقيل : هو على حذف اللام ، أي : يستجيب الله للذين آمنوا إذا دعوا.

١٩٦٦ ـ قوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ـ ٣٠ ـ من قرأ [«فيما»] بالفاء جعلها جواب الشرط ؛ لأنّ «ما» للشرط. ومن قرأ (١) بغير فاء فعلى حذف الفاء وإرادتها ، وحسن ذلك ؛ لأنّ (ما) لم تعمل في اللفظ شيئا ؛ لأنها دخلت على لفظ الماضي. وقيل : بل جعل (ما) بمعنى الذي ، فاستغنى عن الفاء ، لكنه جعله مخصوصا. وإذا كانت (ما) للشرط كان عاما في كل مصيبة ، فهو أولى وأقوى في المعنى ، وقد قال الله تعالى : (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)(٢) ، فلم يأت بالفاء في الجواب.

١٩٦٧ ـ وقوله تعالى : (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ) ـ ٣٥ ـ من نصب الميم فعلى إضمار «أن» ، لأنّه مصروف عن العطف على ما قبله ؛ لأنّ الذي قبله شرط وجزاء ، وذلك غير واجب (٣) ، فصرفه عن العطف على اللفظ ، وعطفه على مصدر الفعل الذي قبله ، والمصدر اسم ، فلم يمكن عطف فعل على اسم ، فأضمر «أن» لتكون مع الفعل مصدرا ، فيعطف حينئذ مصدر على مصدر ، فلذلك أضمر «أن» ونصب بها الفعل. فأمّا من رفعه (٤) فإنه على الاستئناف ، لمّا لم يحسن العطف على ما قبله ؛ وهو الشرط.

__________________

(١) وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر ، وقرأ الباقون بالفاء. التيسير ص ١٩٥ ؛ والنشر ٣٥٢/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٨٣.

(٢) سورة الأنعام : الآية ١٢١.

(٣) في الكشف ٢٥١/٢ : «... ومعنى الصرف أنه لما كان قبله شرط وجواب ، وعطف عليه «وَيَعْلَمَ» لم يحسن في المعنى ، لأن علم اللّه واجب ، وما قبله غير واجب ....».

(٤) قرأ بالرفع نافع وابن عامر وأبو جعفر ، وقرأ الباقون بنصب الميم. التيسير ص ١٩٥ ؛ والنشر ٣٥٢/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٨٣.

٥٩٩

١٩٦٨ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا) ـ ٣٨ ـ (الَّذِينَ) في موضع خفض عطف على «للذين» في قوله تعالى : (خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا) ـ ٣٦ ـ

١٩٦٩ ـ وقوله تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ) ـ ٤٣ ـ ابتداء ، والخبر (إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ، والعائد محذوف والتقدير : إنّ ذلك لمن عزم الأمور منه أو له.

١٩٧٠ ـ قوله تعالى : (يَقُولُونَ هَلْ) ـ ٤٤ ـ في موضع نصب على الحال من (الظَّالِمِينَ) ؛ لأنّ (تَرَى) من رؤية العين ، وكذلك : «يعرضون وخاشعين وينظرون» ، كلّها أحوال من (الظَّالِمِينَ) ومن ضمير «هم» في «تراهم» الثاني ، وفي «يعرضون» و «خاشعين».

١٩٧١ ـ قوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً) ـ ٥١ ـ (أَنْ يُكَلِّمَهُ) في موضع رفع لأنّه اسم (كانَ) ، و (لِبَشَرٍ) الخبر.

١٩٧٢ ـ قوله تعالى : (إِلَّا وَحْياً) ـ ٥١ ـ هو مصدر ، في موضع الحال من اسم الله جلّ ذكره.

١٩٧٣ ـ قوله تعالى : (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ) ـ ٥١ ـ من نصب (يُرْسِلَ) و «يوحي» عطفهما على معنى [قوله] : (إِلَّا وَحْياً) لأنّه بمعنى : إلا أن يوحي. ولا يجوز العطف على (أَنْ يُكَلِّمَهُ) ؛ لأنّه يلزم منه (١) نفي الرسل ، أو نفي المرسل إليهم ، وذلك لا يجوز. ومن رفعه (٢) فعلى الابتداء ، كأنّه قال : أو هو يرسل ويوحي. ويجوز أن يكون (٣) حالا عطفه على (إِلَّا وَحْياً) ، على قول من جعله في موضع الحال (٤).

__________________

(١) في الأصل : «فيه».

(٢) الرفع قراءة نافع ، واختلف عن ابن ذكوان عن ابن عامر ، فحكي عنه الوجهان. وقرأ باقي العشرة بالنصب. النشر ٣٥٢/٢ ؛ والتيسير ص ١٩٥ ؛ والإتحاف ص ٣٨٤.

(٣) أي يكون «يرسل» مرفوعا في موضع الحال ، والتقدير : إلا موحيا أو مرسلا.

(٤) الكشف ٢٥٣/٢ ؛ والبيان ٣٥١/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٥٣/١٦.

٦٠٠