أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني
المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣
القياس ؛ إذ ليس في «آية» طول يجب الحذف معه كما في «كينونة».
١١٦٧ ـ قوله تعالى : (كَما أَتَمَّها) ـ ٦ ـ الكاف في موضع نصب نعت (١) لمصدر محذوف تقديره : إتماما كما أتمها.
١١٦٨ ـ قوله تعالى : (أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ) ـ ٩ ـ (أَرْضاً) ظرف. وذكر النحاس (٢) أنه غير مبهم ، وكان حق الفعل ألا يتعدى إليه إلا بحرف ، لكن حذف الحرف ، كما قال [الشاعر](٣) :
* كما عسل الطريق الثّعلب (٤) *
وفي قوله نظر.
١١٦٩ ـ قوله تعالى : (تَأْمَنَّا) ـ ١١ ـ أصله : تأمننا ، [ثم](٥) أدغمت النون الأولى في الثانية ، وبقي الإشمام يدل على ضمة النون الأولى. والإشمام هو ضمك شفتيك من غير صوت يسمع ، فهو بعد (٦) الإدغام وقبل (٧) فتحة النون الثانية. و [ابن كيسان](٨) يسمي «الإشمام» الإشارة ،
__________________
(١) في(ح ، د) : «نعتا» وأثبت ما في : (ظ ، ق).
(٢) إعراب القرآن ١٢٥/٢.
(٣) تكملة من : (ق ، د).
(٤) جزء من بيت قاله ساعدة بن جؤيّة الهذلي في وصف رمح لين الهز. وتمامه :
لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه |
|
فيه كما عسل الطريق الثعلب |
والعسلان ، اضطراب متن الثعلب في جريه ، واللدان : الناعم اللين. وأصله : كما عسل في الطريق الثعلب ، ولكنه حذف الجار ونصب «الطريق» بالفعل «عسل» اتساعا.
والبيت في الخزانة ٤٧٤/١ ؛ ومن شواهد سيبويه ١٦/١ ، ١٠٩ ؛ وإعراب القرآن للنحاس ٦٠٢/١ و ١٢٥/٢ ؛ وديوان الهذليين ص ١٦ و ١٩ ؛ وإعراب القرآن المنسوب للزجاج ١١٩/١ ؛ والكامل ٢١٦/١ ؛ والمخصص ٧٨/١٤ عجزه ؛ والتاج واللسان : (عسل).
(٥) من : (ق ، ظ).
(٦) كذا في(ق) ، وفي(ح) : «بغير» ، وفي (ظ) : «بعيد».
(٧) في(ح ، ظ) : «وقيل» وأثبت ما في : (ق).
(٨) من : (ق ، ظ).
ويسمي «الرّوم» إشماما. والرّوم : صوت ضعيف [يسمع خفيا](١) ، يكون في المرفوع والمخفوض والمنصوب الذي لا تنوين فيه. والإشمام لا يكون إلا في المرفوع.
١١٧٠ ـ قوله تعالى : (يَرْتَعْ) ـ ١٢ ـ من كسر (٢) العين من القراء جعله من «رعى» فحذف الياء علم الجزم ، فهو «يفتعل» ، والتاء زائدة من رعي الغنم. وقيل : هو من قولهم : رعاك الله ، أي حرسك ، فمعناه على هذا : التحارس (٣). ومن قرأه بإسكان العين ، أسكنها للجزم ، وجعلها من «رتع» ، وهو يفعل ، والتاء أصلية (٤).
١١٧١ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) و (أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) ـ ١٣ ـ (أَنْ) الأولى في موضع رفع ل «يحزنني» ، و «أن» الثانية في موضع نصب ب (أَخافُ).
١١٧٢ ـ وقوله تعالى : (عِشاءً) ـ ١٦ ـ نصب على الظرف ، وهو في موضع الحال من المضمر في (جاؤُ).
١١٧٣ ـ قوله تعالى : (وَلَوْ كُنَّا) ـ ١٧ ـ قال المبرد (٥) : (لَوْ) بمعنى «إن».
١١٧٤ ـ قوله تعالى : (بِدَمٍ كَذِبٍ) ـ ١٨ ـ أي ذي كذب.
١١٧٥ ـ قوله تعالى : (فَصَبْرٌ) ـ ١٨ ـ رفع على إضمار مبتدأ تقديره :
__________________
(١) تكملة من : (ق). وانظر : «باب علل الروم والإشمام» في كتاب الكشف ١٢٢/١.
(٢) قرأ نافع وأبو جعفر «يرتع» بياء وكسر العين ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بالياء كذلك ، ولكن مع سكون العين «يرتع» ، وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون وسكون العين «يَرْتَعْ». النشر ٢٨٢/٢ ؛ والإتحاف ص ٢٦٢.
(٣) في ق ، ظ : «نتحارس».
(٤) الكشف ٥/٢ ؛ والبيان ٣٤/٢ ؛ والعكبري ٢٧/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٣٨/٩.
(٥) تفسير القرطبي ١٤٨/٩.
فأمري صبر ، أو : فشأني صبر وقال قطرب : [تقديره](١) : فصبري صبر ، و «جميل» نعت للصبر. ويجوز النصب على المصدر ، ولم يقرأ (٢) به ، على تقدير (٣) : فأنا أصبر صبرا ، والرفع الاختيار فيه ، لأنّه ليس بأمر ، ولو كان أمرا لكان الاختيار فيه النصب (٤).
١١٧٦ ـ قوله تعالى : (يا بُشْرى) ـ ١٩ ـ قرأه (٥) ابن أبي إسحاق وغيره بياء مشددة من غير ألف ، وعلة ذلك أن ياء الإضافة حقها أن ينكسر ما قبلها ، فلما لم يمكن ذلك في الألف قلبت ياء ، وأدغمت في ياء الإضافة ، ومثله (هُدايَ)(٦). وقد قرأه (٧) الكوفيون بغير ياء ، كأنهم جعلوا (بُشْرى) اسما للمنادى ، فيكون في موضع ضم ، وقيل : إنه إنما نادى البشرى ، كأنه قال : يا أيتها البشرى هذا زمانك ، وعلى هذا المعنى قرأ القرّاء (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ)(٨) ، بالتنوين ، كأنه نادى الحسرة (٩).
١١٧٧ ـ قوله تعالى : (وَأَسَرُّوهُ) ـ ١٩ ـ الهاء ليوسف عليهالسلام ،
__________________
(١) زيادة من : (د).
(٢) جاء في البحر ٢٨٩/٥ : «قيل : وهي قراءة ضعيفة عند سيبويه ؛ ولا يصلح النصب في مثل هذا إلا مع الأمر ...».
(٣) (ح) : «ويجوز النصب ، ولم يقرأ به ، على المصدر ، على تقدير» وأثبت ما في : (د).
(٤) انظر : تفسير القرطبي ١٥١/٩.
(٥) قرأ ابن أبي إسحاق «يا بشريّ» كما في تفسير القرطبي ١٥٣/٩ ؛ وجاء في المحتسب أنه قد قرأ به أبو الطفيل ؛ والجحدري وابن أبي إسحاق ؛ كما رويت عن الحسن.
(٦) وهي الآية : ١٢٣ من سورة طه ، وقبلها : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدٰايَ.) وفي(د) : «ومثله هداي ومثواي ومحياي».
(٧) قراءة الكوفيين : «يا بشرى» وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الألف «يا بشراي». النشر ٢٨٢/٢ ؛ والإتحاف ص ٢٦٣.
(٨) سورة يس : الآية ٣٠ ، وانظر فقرة(١٨٢٠).
(٩) الكشف ٧/٢ ؛ والبيان ٣٦/٢ ؛ والعكبري ٢٨/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٥٣/٩.
والضمير لإخوته ، وقيل : الضمير للتجار. و (بِضاعَةً) نصب على الحال من (يُوسُفَ) معناه : مبضوعا.
١١٧٨ ـ قوله تعالى : (دَراهِمَ) ـ ٢٠ ـ في موضع خفض على البدل من «ثمن».
١١٧٩ ـ قوله تعالى : (هَيْتَ لَكَ) ـ ٢٣ ـ هي لفظة مبنية غير مهموزة ، يجوز فيها فتح التاء وكسرها وضمها ، والكسر فيه بعد ؛ لاستثقال الكسرة بعد الياء. ومعناها : الاستجلاب ليوسف إلى نفسها ، بمعنى : هلمّ لك. ومنه قولهم : هيّت فلان بفلان ، إذا دعاه. فأمّا من همزه (١) فإنه جعله من «تهيّأت لك» ، وفيه بعد في المعنى ، لأنها لم تخبره بحالها أنها تهيأت له ، إنما دعته إلى نفسه. فأما من همز (٢) ، وضم التاء ، فهو حسن ، لأنه جعله من : تهيّأت لك ، جعله فعلا ، أجراه على الإخبار له (٣) عن نفسها بحالها وهي تاء المتكلم. ويبعد الهمز مع كسر التاء ، لأن يوسف ـ عليهالسلام ـ لم يخاطبها ، فتكون التاء للخطاب لها ، إنما هي دعته وخاطبته ، فلا يحسن مع الهمز إلا الضم للتاء (٤). ولو كان الخطاب من يوسف لقال : هئت لي ، على الإخبار عن نفسه ، وذلك لا يقرأ به. فأما فتح الهاء وكسرها فلغتان. و (لَكَ) في (هَيْتَ لَكَ) تبيين ، مثل : سقيا لك (٥).
١١٨٠ ـ قوله تعالى : (مَعاذَ اللهِ) ـ ٢٣ ـ نصب على المصدر ، تقول : عاذ به معاذا ومعاذة وعياذا وعياذة.
١١٨١ ـ قوله تعالى : (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ) ـ ٢٣ ـ (رَبِّي) في موضع نصب على البدل من الهاء ، و (أَحْسَنَ) خبر «إنّ». وإن شئت جعلت الهاء
__________________
(١) روي الهمز عن هشام بخلاف. النشر ٢٨٣/٢ ؛ والإتحاف ص ٢٦٣.
(٢) وهي قراءة مروية عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة. تفسير القرطبي ١٦٣/٩ ؛ وانظر : البحر المحيط ٢٩٤/٥.
(٣) في(ح) : «به».
(٤) في(ظ ، ق ، د) : «ضم التاء».
(٥) الكشف ٨/٢ ؛ والبيان ٣٧/٢ ؛ والعكبري ٢٨/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٦٣/٩.
للحديث (١) ، اسم «إنّ» و (رَبِّي) في موضع رفع بالابتداء ، و (أَحْسَنَ) خبره ، والجملة في موضع خبر «إنّ».
١١٨٢ ـ قوله تعالى : (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ) ـ ٢٣ ـ الهاء للحديث ، وهي اسم «إن» وما بعدها الخبر.
١١٨٣ ـ قوله تعالى : (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) ـ ٢٤ ـ (أَنْ) في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف. وحكم (لَوْ) أن تدخل على الأفعال ؛ لما فيها من معنى الشرط ، ولا يجزم بها الأفعال ، وإن كان فيها معنى الشرط ؛ لأنها لا تغير معنى الماضي إلى الاستقبال ، كما تفعل حروف الشرط ، ومعناها : امتناع الشيء لامتناع غيره. فإن وقع بعدها الاسم ارتفع على إضمار فعل ، إلا «إن» فإنها يرتفع ما بعدها بالابتداء ، لأن الفعل الذي في صلتها يغني عن إضمار فعل قبلها ، فإن زدت (لا) معها زال منها معنى الشرط ، ووقع بعدها الابتداء ، والخبر مضمر في أكثر الكلام ، ولا بد لها من جواب مضمر أو مظهر ، ولا يليها إلا الأسماء ، ويصير معناها : امتناع الشيء لوجود غيره ، فتقدير الآية : لو لا أن رأى برهان ربه في ذلك الوقت لكان منه كذا وكذا ، فالخبر (٢) والجواب محذوفان. فإن كانت (لَوْ لا) بمعنى «هلّا» وقع بعدها الفعل نحو قوله : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ)(٣) ، وهو كثير ، ومعناها في هذا الموضع : التحضيض على الشيء ، ولك أن تضمر الفعل بعدها فتقول : لو لا فعلت خيرا ، وإن شئت قلت : لو لا خيرا. ونظيرها في هذا المعنى «لو ما». فهذا تصرف (لَوْ) و (لَوْ لا) ، فاعرفه ، فإنه مشكل كثير التكرر.
١١٨٤ ـ قوله تعالى : (كَذلِكَ لِنَصْرِفَ) ـ ٢٤ ـ الكاف في موضع رفع على إضمار مبتدأ تقديره : أمر البراهين كذلك. ويجوز أن يكون في
__________________
(١) في(ح) : «ليحدث».
(٢) في(ح) : «لكان منه كذا ، والخبر» وأثبت ما في : (ق ، د).
(٣) سورة يونس : الآية ٩٨.
موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره : أريناه البراهين رؤية كذلك.
١١٨٥ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ)(١) (كانَ قَمِيصُهُ) ـ ٢٧ ـ (إِنْ) للشرط ، وهي تردّ جميع الأفعال الماضية إلى معنى الاستقبال ، إلا (كانَ) لقوّة (كانَ) وكثرة تصرفها ، وذلك أنها يعبّر بها عن جميع الأفعال.
١١٨٦ ـ قوله تعالى : (٢) (حاشَ لِلَّهِ) ـ ٣١ ـ الأصل في (حاشَ) أن تكون بالألف ، لكن وقعت في المصحف بغير ألف اكتفاء بالفتحة من الألف ، كما حذفت النون في «لم يك». و «حاشا» فعل على «فاعل» ، مأخوذ من الحشا ، وهو الناحية ، كما قال الهذلي :
* بأيّ الحشا صار الخليط المباين (٣) *
أي بأي ناحية صار الخليط. ولا يحسن أن يكون حرفا عند أهل النظر ، وأجاز ذلك سيبويه (٤) ، ومنعه الكوفيون ؛ لأنه (٥) لو كان حرف جر ما دخل على حرف الجر ، ولأن الحروف لا يحذف منها إلا إذا كان فيها تضعيف ، نحو : «لعلّ» و «علّ» (٦). ومعنى (حاشَ لِلَّهِ) : بعد يوسف عن هذا الذي رمي به لله ، أي لخوفه لله (٧) ، ومراقبته له. وقال المبرّد : (٨) تكون «حاشا»
__________________
(١) في(ح) : «فإن» وهو تحريف.
(٢) هو المعطل الهذلي كما في ديوان الهذليين ٤٥/٣ ، وتمامه فيه :
يقول الذي أمسى إلى الحرز أهله بأيّ الحشا أمسى الخليط المباين وتجده في شرح أشعار الهذليين ٤٤٦/١ من قصيدة تنسب إلى مالك بن خالد الخناعي ، كما تنسب إلى المعطل الهذلي ، والبيت في التاج واللسان : (حشا) ، والمقاييس ٦٥/٢ ؛ والمجمل ٢١٣/١ عجزه.
(٣) الكتاب ٣٧٧/١.
(٤) في(ح) : «ومنعه الكوفيون ، ولا يحسن أن يكون حرفا ، لأنه» وأثبت ما في : (ظ ، ق ، د).
(٥) في(ح ، ظ) : «على» وفي(ق) : «ربّ» وأثبت ما في : (د).
(٦) في(ح) : «لخوف اللّه» وأثبت ما في(ق ، ظ) ، وكتاب الكشف.
(٧) المقتضب ٣٩١/٤.
حرفا ، وتكون فعلا ، واستدل على أنها تكون فعلا بقول النابغة (١) :
* ولا أحاشي من الأقوام من أحد*
ف «من أحد» في موضع نصب ب «أحاشي». وقال غيره : «حاشا» حرف ، و «أحاشي» فعل أخذ من الحرف ، وبني من حروفه ، كما قالوا : لا إله إلا الله ، ثم اشتقّ من حروف هذه الجملة فعل ، فقالوا : هلّل فلان ، ومثله : بسمل فلان ، إذا قال : بسم الله ، وحوقل (٢) فلان ، إذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ وهو كثير. وقال الزجّاج (٣) : معنى (حاشَ لِلَّهِ) : برّأه الله تعالى (٤) ، فمعناه : قد تنحّى (٥) يوسف من هذا [الأمر](٦) الذي رمي به. وحكى أهل اللغة «حشا لله» بحذف الألف الأولى ، وهي لغة. والنصب ب «حاشا» عند المبرد (٧) في الاستثناء أحسن ، لأنها فعل في أكثر أحوالها ، وسيبويه (٨) يرى الخفض بها ، لأنها حرف جر (٩).
١١٨٧ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ) ـ ٣٥ ـ فاعل (بَدا)(١٠) عند سيبويه (١١) محذوف ، قام مقامه (لَيَسْجُنُنَّهُ.) وقال المبرد : فاعله
__________________
(١) هو عجز بيت للنابغة الذبياني ، وصدره : ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه. والبيت في ديوانه ص ٤٢ طبعة دار صادر ؛ وفي الخزانة ٤٤/٢.
(٢) (ق) : «حولق».
(٣) معاني القرآن وإعرابه ١٠٧/٣.
(٤) (ق ، د) : «براءة للّه تعالى».
(٥) في(ح)غير واضحة ، وأثبت ما في : (ق ، د).
(٦) زيادة من : (ق ، ظ).
(٧) (ح) : «عنده» بغير لفظ «المبرد» وصححت من : (ظ ، ق ، د). وانظر المقتضب ٣٩١/٤.
(٨) الكتاب ٣٧٧/١.
(٩) الكشف ١٠/٢ ؛ وإعراب القرآن للنحاس ١٣٨/٢ ؛ والبيان ٣٨/٢ وما بعده ؛ والإنصاف ١٦١/١ ـ ١٦٤ ؛ والعكبري ٢٩/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٨١/٩.
(١٠) لفظ «بدا» ساقط في(ح)وأكمل من : (ظ ، ق ، د).
(١١) الكتاب ، لسيبويه ٤٥٦/١.
المصدر الذي يدل عليه (بَدا)(١). وقيل : الفاعل محذوف لم يعوّض منه شيء ، تقديره : ثم بدا لهم رأي.
١١٨٨ ـ [قوله تعالى : (ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ) ـ ٣٨ ـ (أَنْ) اسم (كانَ) ، و (لَنا) خبر (كانَ) ، و (مِنْ شَيْءٍ) ، في موضع نصب مفعول ، و (مِنْ) زائدة ، توكيد النفي](٢).
١١٨٩ ـ قوله تعالى : (سَمَّيْتُمُوها) ـ ٤٠ ـ أصل «سمّى» أن يتعدى إلى مفعولين ، يجوز حذف أحدهما ، فالثاني هاهنا محذوف ، تقديره : سميتموها آلهة. و (أَنْتُمْ) تأكيد للتاء في (سَمَّيْتُمُوها) ، ليحسن العطف عليها.
١١٩٠ ـ قوله تعالى : (فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً) ـ ٤١ ـ «سقى» و «أسقى» لغتان ، وقيل : «سقى» معناه : ناول الماء ، وأسقى : جعل له سقيا (٣) ، ومنه قوله : (وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً)(٤) أي جعلنا لكم ذلك.
١١٩١ ـ قوله تعالى : (سِمانٍ) ـ ٤٣ ـ الخفض على النعت للبقرات ؛ وكذلك (خُضْرٍ) خفضت على النعت ل (سُنْبُلاتٍ). ويجوز النصب في (سِمانٍ) وفي (خُضْرٍ) على النعت ل (سَبْعَ) ، كما قال تعالى : (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً)(٥) على النعت ل (سَبْعَ.) ويجوز خفض «طباق» على النعت ل «سماوات» ، ولكن لا يقرأ إلا بما صحّت روايته ، ووافق خطّ المصحف (٦).
١١٩٢ ـ قوله تعالى : (دَأَباً) ـ ٤٧ ـ نصب على المصدر ، لأن
__________________
(١) تقديره : ثم بدا لهم البداء.
(٢) في البيان ٤١/٢ : رجح ابن الأنباري ما قاله المبرد ، وانظر : العكبري ٢٩/٢ ، وتفسير القرطبي ١٨٦/٩.
(٣) زيادة من : (ق ، ظ).
(٤) (ح ، د) : «سقاء».
(٥) سورة المرسلات الآية : ٢٧.
(٦) سورة الملك الآية : ٣.
(٧) (ح) : «صحت الرواية ووافق المصحف» وأثبت ما في : (ظ ، ق ، د).
[معنى](١) (تَزْرَعُونَ) يدل على تدأبون. قال أبو حاتم (٢) : من فتح الهمزة في «دأبا» ، وهي قراءة حفص عن عاصم (٣) ، جعله مصدر «دئب». ومن أسكن جعله مصدر «دأبت» ، وفتح الهمزة في الفعل هو المشهور عند أهل اللغة ، والفتح والإسكان في المصدر لغتان ، كقولهم : النّهر والنّهر ، والشمع (٤) والشمع. وقيل : إنما حرّك وأسكن لأجل حرف الحلق.
١١٩٣ ـ قوله تعالى : (خَيْرٌ حافِظاً)(٥) ـ ٦٤ ـ انتصب (حافِظاً) على (٦) البيان ، لأنهم (٧) نسبوا إلى أنفسهم حفظ أخي يوسف فقالوا : (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ـ ٦٣ ـ فردّ عليهم يعقوب ذلك ، فقال : الله خير حفظا من حفظكم. فأما من قرأه (حافِظاً) فنصبه على الحال عند النحاس (٨) ، حال من الله عزوجل ، على أنّ يعقوب ردّ لفظهم بعينه إذ قالوا : (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ، فأخبرهم أنّ الله هو الحافظ ، فجرى اللفظان على سياق واحد ، والإضافة في هذه القراءة جائزة ، تقول (٩) : الله خير حافظ ، كما قال (أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.) ولا يجوز الإضافة في القراءة الأولى ، لا تقول : الله خير حفظ ، لأنّ الله ليس هو الحفظ ، وهو تعالى الحافظ. وقال بعض أهل النظر : إن (حافِظاً) لا ينتصب على الحال ؛ لأنّ «أفعل» لا بدّ له من بيان ،
__________________
(١) تكملة من : (ظ ، ق ، د).
(٢) في إعراب القرآن للنحاس ١٤٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٠٣/٩ «حكى أبو حاتم عن يعقوب ...».
(٣) وقرأ الباقون بإسكان الهمزة من «دأبا». الكشف ١١/٢ ؛ والنشر ٢٨٤/٢ ؛ والتيسير ص ١٢٩ ؛ والإتحاف ص ٢٦٥.
(٤) في(ظ) : «والسّمع والسّمع».
(٥) في المصحف : (حٰافِظاً) وهي قراءة حفص وحمزة والكسائي وخلف ، وقرأ الباقون «حفظا» بكسر الحاء وإسكان الفاء من غير ألف. النشر ٢٨٤/٢ ؛ والتيسير ص ١٢٩ ؛ والإتحاف ص ٢٦٦.
(٦) في(ح) : «عن».
(٧) أي إخوة يوسف.
(٨) إعراب القرآن ١٤٧/٢.
(٩) في(ح ، ظ) : «لقول» وصحح من : (ق ، د).
ولو جاز نصبه على الحال لجاز حذفه ، ولو حذف لنقص بيان الكلام ، ولصار اللفظ : فالله خير ، فلا يدرى معنى الخير ، في أي نوع هو. وجواز الإضافة يدلّ على أنه ليس بحال ، ونصبه على البيان أحسن ، كنصب «حفظ» ، وهو قول الزجاج وغيره (١).
١١٩٤ ـ قوله تعالى : (ما نَبْغِي) ـ ٦٥ ـ (ما) في موضع نصب ب (نَبْغِي) ، وهي استفهام ، ويجوز أن تكون نفيا ، فحسن الوقف على (نَبْغِي). ولا يحسن في الاستفهام الوقف على (نَبْغِي) ؛ لأنّ الجملة التي بعده في موضع الحال.
١١٩٥ ـ قوله تعالى : (قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ) ـ ٧٥ ـ (جَزاؤُهُ)(٢) الأوّل مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : قال (٣) إخوة يوسف : جزاء السّارق عندنا كجزائه عندكم ، وقيل التقدير : جزاء السّرق عندنا كجزائه عندكم ، فالهاء تعود على السارق أو على السّرق ، ثم ارتفعت (مَنْ) بالابتداء ، وهي بمعنى الذي أو الشرط.
١١٩٦ ـ وقوله تعالى : (فَهُوَ جَزاؤُهُ) ـ ٧٥ ـ ابتداء وخبر في موضع خبر (مَنْ) ، والفاء جواب الشرط أو جواب الإبهام الذي في «الذي» ، والهاء في (فَهُوَ) تعود على الاستعباد ، والهاء في جزائه الآخر (٤) تعود على السارق أو على السّرق. وقيل : إن (جَزاؤُهُ) [الأول](٥) ابتداء ، و (مَنْ) خبره ، على تقدير حذف مضاف (٦) تقديره : قال إخوة يوسف : جزاء السارق (٧)
__________________
(١) انظر : معاني القرآن للفراء ٤٩/٢ ؛ ومعاني القرآن للزجاج ١١٨/٣ ؛ وإعراب القرآن للنحاس ١٤٧/٢ ؛ والكشف ١٣/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٢٤/٩.
(٢) في(ح) : «وجزاؤه».
(٣) في(ح) : «ما قال».
(٤) في(ظ ، ق) : «الأخير».
(٥) تكملة من : (ق ، د).
(٦) في(ح) : «المضاف».
(٧) في(ظ ، د) : «السّرق».
استعباد من وجد في رحله فهو جزاؤه ، [أي](١) : فالاستعباد جزاء السّرق ، والهاءات تعود على السّرق لا غير في هذا القول. وقيل : إنّ (جَزاؤُهُ) الأول مبتدأ ، و (مَنْ) ابتداء ثان ، وهي شرط أو بمعنى الذي ، و (فَهُوَ جَزاؤُهُ) خبر الثاني ، والثاني وخبره خبر عن الأول ، و (جَزاؤُهُ) الثاني يعود على الابتداء الأوّل ؛ لأنه موضوع موضع المضمر ، كأنك قلت : فهو هو.
١١٩٧ ـ قوله تعالى : (اسْتَيْأَسُوا) ـ ٨٠ ـ و (يَيْأَسُ) ـ ٨٧ ـ هو كلّه من : يئس ييأس. فأما ما رواه البزي عن ابن كثير من تأخير الياء بعد الألف (٢) ، فهو على القلب ، قدّم الهمزة قبل الياء فصارت : يأيس (٣) ، ثم خفّف الهمزة فأبدل منها ألفا.
١١٩٨ ـ قوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) ـ ٩٠ ـ (مَنَّ) شرط ، رفع بالابتداء ، و (فَإِنَّ اللهَ) وما بعده الخبر ، والجملة خبر «إنّ» الأولى ، والهاء للحديث. و (يَصْبِرْ) عطف على (يَتَّقِ.) فأما ما رواه (٤) قنبل عن ابن كثير أنه قرأ «يتقي» بياء ، فإنّ مجازه أنه جعل «من» بمعنى الذي ، فرفع «يتقي» ، لأنّه صلة ل «من» ، وعطف «ويصبر» على معنى الكلام ؛ لأنّ «من» وإن كانت بمعنى الذي ففيها معنى الشرط ، ولذلك تدخل الفاء في خبرها في أكثر المواضع ، فلما كان فيها معنى الشرط عطف (وَيَصْبِرْ) على ذلك المعنى فجزمه ، كما قال تعالى : (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ)(٥) فجزم «وأكن» ، حمله على معنى (فَأَصَّدَّقَ) ، لأنه بمعنى : «أصدّق» مجزوما ، لأنه جواب التمني. وقد قيل : إن (مَنَّ) في هذه القراءة (٦) للشرط ، والضمّة مقدّرة في
__________________
(١) تكملة من : (ظ ، ق ، د).
(٢) أي استأيسوا. انظر : النشر ٢٨٤/٢ ؛ والتيسير ص ١٢٩ ؛ والإتحاف ص ٢٦٦.
(٣) في(ق) : «فصارت : استأيسوا ويأيس».
(٤) الإتحاف ص ٢٦٧ ؛ وتفسير القرطبي ٢٥٦/٩.
(٥) سورة المنافقون : الآية ١٠.
(٦) أي بإثبات الياء من «يتقي».
الياء من «يتقي» حذفت (١) للجزم ، كما قال : (٢)
ألم يأتيك والأنباء تنمي |
|
[بما لاقت لبون بني زياد](٣) |
وفيها ضعف ؛ لأنّه أكثر ما يجوز هذا التقدير في الشعر. وقد قيل : إنّ (مَنَّ) بمعنى الذي و (يَصْبِرْ) مرفوع على العطف على «يتقي» ، لكن حذفت الضمة استخفافا ؛ وفيه بعد أيضا. وقد حكى الأخفش أنه سمع من العرب «رسلنا» بإسكان اللام تخفيفا. وإثبات الياء في «يتقي» مع جزم (يَصْبِرْ) ليس بالقوي ، على أي وجه تأوّلته.
١١٩٩ ـ قوله تعالى : (كَذلِكَ نَجْزِي) ـ ٧٥ ـ الكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف ، أي : جزاء كذلك نجزي الظالمين.
١٢٠٠ ـ قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) ـ ٧٦ ـ (أَنْ) في موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، أي إلا بأن يشاء الله.
١٢٠١ ـ قوله تعالى : (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ) ـ ٧٦ ـ قرأه (٤) الكوفيون بتنوين (دَرَجاتٍ) ، فيكون في موضع نصب ب (نَرْفَعُ) ، وحرف الجر محذوف مع (دَرَجاتٍ) ، تقديره : نرفع من نشاء إلى درجات. ومن لم ينوّن (دَرَجاتٍ) نصبها ب (نَرْفَعُ) وأضافها إلى (مِنْ).
١٢٠٢ ـ قوله تعالى : (فَقَدْ سَرَقَ) ـ ٧٧ ـ (سَرَقَ) فعل ماض محكي ، تقديره : فقد قيل : سرق أخ له ؛ إذ لا يجوز أن يقطعوا بالسّرق
__________________
(١) أي حذفت الضمة للجزم وبقيت الياء. انظر : البيان ٤٥/٢ ؛ والكشف ١٨/٢.
(٢) وهو من أبيات لقيس بن زهير ، تجدها مع قصتها في شرح الشواهد للسيوطي ص ١١٣ ؛ والبيت من شواهد سيبويه ٥٩/٢ ؛ وفي الخزانة ٥٣٤/٣ ؛ وسر صناعة الإعراب ص ٨٨ ؛ وفي شرح الشافية للرضي ص ٤٠٨ ؛ وفي أمالي ابن الشجري ٧٢/١ ، ١٩٢ ؛ وشرح التبريزي ٣٤٢/٤ صدره.
وتنمي : تبلغ. واللبون : جماعة الإبل ذات اللبن.
(٣) زيادة في هامش(ح) ، وفي هذا الهامش أيضا عبارة «بلغ».
(٤) وهي قراءة خلف أيضا ، وقرأ أبو عمرو وأهل الحرمين بغير تنوين. النشر ٢٥١/٢ ؛ والإتحاف ص ٢١٢ و ٢٦٦.
على يوسف ؛ لأنّ أنبياء الله أجلّ من ذلك ؛ إنما حكوا أمرا قد قيل ، ولم يقطعوا بذلك.
١٢٠٣ ـ قوله تعالى : (مَكاناً) ـ ٧٧ ـ نصب على البيان (١).
١٢٠٤ ـ قوله تعالى : (أَنْ نَأْخُذَ) ـ ٧٩ ـ (أَنْ) في موضع نصب على تقدير حذف حرف الجرّ ، أي أعوذ بالله معاذا من أن نأخذ.
١٢٠٥ ـ قوله تعالى : (نَجِيًّا) ـ ٨٠ ـ نصب على الحال من المضمر في (خَلَصُوا) ، وهو واحد يؤدى عن معنى الجمع (٢).
١٢٠٦ ـ قوله تعالى : (وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ) ـ ٨٠ ـ يجوز أن تكون (ما) زائدة ، وتكون (مِنَ) متعلقة ب (فَرَّطْتُمْ) تقديره : وفرّطتم من قبل في يوسف ، وفيه بعد ؛ للتفريق بين حرف العطف والمعطوف. و (قَبْلُ) مبنية بحذف ما أضيف إليه ، تقديره : ومن قبل هذا الوقت فرطتم في يوسف. فإن جعلت (ما) والفعل مصدرا لم تتعلق (مِنَ) بفرطتم ؛ لأنّك تقدّم الصلة على الموصول ، لكن تتعلق بالاستقرار ؛ لأن المصدر مرفوع بالابتداء ، وما قبله خبره ، وفيه نظر. ويجوز أن تكون (مِنَ) متعلقة ب (تَعْلَمُوا) في قوله : (أَلَمْ تَعْلَمُوا)(٣) ، ويكون (ما فَرَّطْتُمْ) مصدرا في موضع نصب على العطف على (أَنَّ) ، والعامل (تَعْلَمُوا)(٤) ، وفيه قبح ؛ للتفريق بين حرف العطف والمعطوف ب (مِنْ قَبْلُ) ، وهو حسن عند الكوفيين ، وقبيح عند البصريين.
١٢٠٧ ـ قوله تعالى : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) ـ ٩٢ ـ لا يجوز أن يكون العامل في (الْيَوْمَ) : (لا تَثْرِيبَ) ، لأنّه يصير من تمامه. وقد بني (٥)
__________________
(١) في هامش(ح) : «أي على التمييز».
(٢) أي لفظه لفظ المفرد ، والمراد به الجمع ، وهو نظير «عدو» و «صديق» ، فإنهما يوصف بهما الجمع على لفظ المفرد.
(٣) في(ح) : «بيعلم في قوله : ألم» وأثبت ما في : (ظ).
(٤) في(ح) : «تعلم» وأثبت ما في : (ظ ، ق).
(٥) في(ح) : «يبنى» وأثبت ما في : (ظ ، ق ، د).
(تَثْرِيبَ) على الفتح ، ولا يجوز بناء الاسم قبل تمامه ، لكن تنصب (الْيَوْمَ) على الظرف ، وتجعله خبرا ل (تَثْرِيبَ) ، و (عَلَيْكُمُ) صفة ل (تَثْرِيبَ) ، و «على» متعلقة بمضمر ، هو صفة ل (تَثْرِيبَ) في الأصل ، تقديره : لا تثريب ثابت عليكم اليوم ، فتنصب (الْيَوْمَ) على الاستقرار. ويجوز أن تنصب (الْيَوْمَ) ب (عَلَيْكُمُ) ، وتضمر خبرا ل (تَثْرِيبَ) ، لأن (عَلَيْكُمُ) وما عملت فيه صفة ل (تَثْرِيبَ). ويجوز أن تجعل (عَلَيْكُمُ) خبر (تَثْرِيبَ) ، وتنصب (الْيَوْمَ) ب (عَلَيْكُمُ) ، والنّاصب ل (الْيَوْمَ) في الأصل هو : ما تعلقت به «على» المحذوفة (١).
١٢٠٨ ـ قوله تعالى : (فَارْتَدَّ بَصِيراً) ـ ٩٦ ـ نصب على الحال.
١٢٠٩ ـ قوله تعالى : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) ـ ١٠٠ ـ حال من المضمر في (خَرُّوا) ، وهي حال مقدّرة.
١٢١٠ ـ قوله تعالى : (بَغْتَةً) ـ ١٠٧ ـ حال ، وأصلها المصدر.
١٢١١ ـ قوله تعالى : (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) ـ ١٠٩ ـ هذا الكلام فيه حذف مضاف تقديره : ولدار الحال الآخرة. وقد قال الفرّاء (٢) : إنّ هذا من إضافة الشيء إلى نفسه ، لأنّ الدار هي الآخرة. وقيل : إنه من إضافة الموصوف إلى صفته ؛ لأنّ الدار وصفت بالآخرة كما قال في موضع آخر : (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ)(٣) على الصفة.
١٢١٢ ـ قوله تعالى : (وَلكِنْ تَصْدِيقَ) ـ ١١١ ـ انتصب (تَصْدِيقَ) على خبر «كان» مضمرة ، تقديره : ولكن كان ذلك تصديق. ويجوز الرفع على تقدير : ولكن هو تصديق ، ولم يقرأ به أحد.
__________________
(١) كذا في(د) ، وفي(ح ، ق ، ظ) : «المحذوف».
(٢) معاني القرآن ٥٥/٢.
(٣) سورة الأنعام : الآية ٣٢.
مشكل إعراب سورة
«الرعد»
١٢١٣ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِي أُنْزِلَ) ـ ١ ـ (الَّذِي) في موضع رفع على العطف على (آياتُ) ، أو على إضمار «هو» ، و (الْحَقُّ) نعت ل (الَّذِي). ويجوز أن تكون (الَّذِي) في موضع خفض على العطف على (الْكِتابِ) ، ويكون (الْحَقُّ) رفعا على إضمار مبتدأ.
١٢١٤ ـ قوله تعالى : (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) ـ ٢ ـ يجوز أن تكون (تَرَوْنَها)(١) في موضع خفض على النعت ل (عَمَدٍ) ، ويكون المعنى : أنّ ثمّ عمدا ولكن لا ترى. ويجوز أن تكون (تَرَوْنَها) في موضع نصب على الحال من (السَّماواتِ) ، والمعنى : أنه ليس ثمّ عمد البتّة. ويجوز أن تكون (تَرَوْنَها) لا موضع لها من الإعراب ، على معنى : وأنتم ترونها ، فلا يكون أيضا ثمّ عمد.
١٢١٥ ـ قوله تعالى : (أَإِذا كُنَّا) ـ ٥ ـ العامل في (إِذا) فعل محذوف دلّ عليه معنى الكلام ، تقديره : أنبعث إذا. ومن قرأه على لفظ الخبر كان تقديره : لا نبعث إذا كنا ترابا (٢) ، لأنهم أنكروا البعث ، فدلّ إنكارهم على هذا الحذف. ولا يجوز أن يعمل (كُنَّا) ، في (إِذا) ، لأن القوم لم ينكروا
__________________
(١) أي جملة «تَرَوْنَهٰا».
(٢) لفظ «تُرٰاباً» ساقط في : (ظ ، ق ، د).
كونهم ترابا ، إنما أنكروا البعث بعد كونهم ترابا ، فلا بدّ من إضمار فعل يعمل في (إِذا) ، به يتم المعنى. وقيل : لا يعمل (كُنَّا) في (إِذا) ، لأن (إِذا) مضافة إلى (كُنَّا) ، والمضاف لا يعمل في المضاف إليه. ولا يجوز أن يعمل في (إِذا) (مبعوثون) (١) ، لأن ما بعد (إِنْ) لا يعمل فيما قبلها.
١٢١٦ ـ قوله تعالى : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ـ ٧ ـ (هادٍ) ابتداء ، وما قبله خبره ، وهو (وَلِكُلِّ قَوْمٍ) ، واللام متعلقة بالاستقرار أو بالثبات. ويجوز أن يكون (هادٍ) عطفا على (مُنْذِرٌ) ، فتكون اللام متعلقة ب (مُنْذِرٌ) ، أو ب (هادٍ) ، تقديره : إنما أنت منذر وهاد لكل قوم.
١٢١٧ ـ قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) ـ ٨ ـ إن جعلت (ما) بمعنى الذي كانت في موضع نصب ب (يَعْلَمُ) ، والهاء محذوفة من (تَحْمِلُ) تقديره : تحمله. وإن جعلت «ما» استفهاما كانت في موضع رفع بالابتداء ، و (تَحْمِلُ) خبره ، وتقدر هاء (٢) محذوفة ، والجملة في موضع نصب ب (يَعْلَمُ) ، وفيه بعد ؛ لحذف الهاء من الخبر ، وأكثر ما يجوز في الشعر. والأحسن أن تكون «ما» في موضع نصب ب (تَحْمِلُ) ، وهي استفهام.
١٢١٨ ـ قوله تعالى : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ) ـ ١٠ ـ (مَنْ) رفع بالابتداء ، و (سَواءٌ) خبر مقدم ، والتقدير : ذو سواء منكم من أسرّ. ويجوز أن تكون (سَواءٌ) بمعنى مستو ، فلا تحتاج إلى تقدير حذف «ذو».
١٢١٩ ـ قوله تعالى : (خَوْفاً وَطَمَعاً) ـ ١٢ ـ مصدران.
١٢٢٠ ـ قوله تعالى : (زَبَدٌ مِثْلُهُ) ـ ١٧ ـ ابتداء وخبر. وقال الكسائي : (زَبَدٌ) مبتدأ و (مِثْلُهُ) نعته ، والخبر (وَمِمَّا يُوقِدُونَ) ؛ الجملة. وقيل : خبر (زَبَدٌ) قوله : (فِي النَّارِ).
__________________
(١) كلمة «مبعوثون» ليست في هذه الآية ، ولكنها في سورة الإسراء : الآية ٤٩ ، وهي : (أَإِذٰا كُنّٰا عِظٰاماً وَرُفٰاتاً أَإِنّٰا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً).
(٢) في(ح) : «ولا تقدر هاء» وأثبت ما في : (ق ، د).
١٢٢١ ـ قوله تعالى : (جُفاءً) ـ ١٧ ـ نصب على الحال من المضمر في (فَيَذْهَبُ) وهو ضمير «الزبد» (١).
١٢٢٢ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ صَلَحَ) ـ ٢٣ ـ (مَنْ) في موضع نصب مفعول معه ، أو في موضع رفع على العطف على «أولئك» أو على العطف المضمر المرفوع في (يَدْخُلُونَها) ، وحسن العطف على المضمر المرفوع بغير تأكيد ، لأجل ضمير المنصوب الذي حال بينهما ، فقام مقام التأكيد.
١٢٢٣ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ـ ٢٩ ـ ابتداء ، و (طُوبى) ابتداء ثان ، و (لَهُمْ) خبر (طُوبى) ، والجملة خبر عن (الَّذِينَ). ويجوز أن تكون (الَّذِينَ) في موضع نصب على البدل من «من» (٢) ، أو على إضمار «أعني». ويجوز أن تكون «طوبى» في موضع نصب على إضمار : جعل لهم طوبى ، وينصب (وَحُسْنُ مَآبٍ) ؛ ولم يقرأ به أحد.
١٢٢٤ ـ قوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) ـ ٣٥ ـ (مَثَلُ) ابتداء ، والخبر محذوف عند سيبويه (٣) تقديره : وفيما يتلى عليكم مثل الجنّة ، أو فيما يقصّ عليكم مثل الجنة. وقال الفرّاء (٤) : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) الخبر ، تقدر (٥) حذف (مَثَلُ) وزيادتها ، وأنّ الخبر إنما هو عما أضيف إليه (مَثَلُ) ، لا عن (مَثَلُ) بعينه ، فهو ملغى ، والخبر عمّا بعده ، فكأنه قال : الجنّة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ؛ كما يقال : حلية فلان أسمر ، على تقدير حذف الحلية.
١٢٢٥ ـ قوله تعالى : (كَفى بِاللهِ شَهِيداً) ـ ٤٣ ـ انتصب (شَهِيداً)
__________________
(١) في هامش(ظ)/٧٢أ : «جفاء : حال ، وهمزته منقلبة عن واو ، وقيل : هي أصل. تبيان». انظر : العكبري ٣٥/٢.
(٢) في قوله تعالى : «من أناب» الآية : ٢٧.
(٣) الكتاب ٧١/١.
(٤) معاني القرآن ٦٥/٢.
(٥) في(ظ) : «تقديره».
على البيان ، و «بالله» ، في موضع رفع.
١٢٢٦ ـ [قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ) ـ ٤٣ ـ (مَنْ) في موضع رفع](١) عطف على موضع (بِاللهِ) ، أو في موضع خفض على العطف على اللفظ.
__________________
(١) ما بين قوسين ساقط في(ح)وأكمل من : (ظ ، ق ، د).
مشكل إعراب سورة
«إبراهيم» عليهالسلام
١٢٢٧ ـ قوله تعالى : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ) ـ ١ ـ (كِتابٌ) رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هذا كتاب. و (أَنْزَلْناهُ) في موضع النعت للكتاب.
١٢٢٨ ـ قوله تعالى : (عِوَجاً) ـ ٣ ـ مصدر في موضع الحال. وقال علي بن سليمان : (١) هو مفعول ب «يبغون» ، واللام محذوفة من المفعول الأوّل ، تقديره : ويبغون لها عوجا.
١٢٢٩ ـ قوله تعالى : (فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ) ـ ٤ ـ رفع (فَيُضِلُّ) لأنه مستأنف ، ويبعد عطفه على ما قبله ؛ لأنه يصير المعنى : أنّ الرسول إنما أرسله الله للبيان والضلال. وقد أجاز (٢) الزجّاج نصبه على أن يحمله على مثل قوله تعالى : (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً)(٣) ، لأنه لما آل أمرهم إلى الضلال مع بيان الرسول لهم ، صار كأنه إنما أرسل لذلك.
١٢٣٠ ـ قوله تعالى : (أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ) ـ ٥ ـ (أَنْ) في موضع نصب تقديره : بأن أخرج. وقيل : هي لا موضع لها من الإعراب بمعنى «أي» التي تكون للتفسير (٤).
__________________
(١) إعراب القرآن ، للنحاس ١٧٧/٢.
(٢) أجازه على وجه بعيد ، كما في معاني القرآن وإعرابه ١٥٤/٣.
(٣) سورة القصص : الآية ٨.
(٤) ومنه قوله تعالى : (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلىٰ آلِهَتِكُمْ) .
١٢٣١ ـ قوله تعالى : (وَيُذَبِّحُونَ) ـ ٦ ـ إنّما زيدت الواو لتدلّ على أنّ الثاني غير الأوّل ، وحذف الواو في غير هذا الموضع إنّما هو على البدل ، والثاني بعض الأوّل.
١٢٣٢ ـ قوله تعالى : (وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ) ـ ١١ ـ (إِنْ) في موضع رفع ، لأنها اسم كان ، و (بِإِذْنِ اللهِ) الخبر. ويجوز أن تكون (لَنا)(١) الخبر ، والأوّل أحسن.
١٢٣٣ ـ قوله تعالى : (وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ) ـ ١٢ ـ «أن» في موضع نصب على حذف الجار ، تقديره : وما لنا في ألا نتوكل على الله. و (ما) استفهام في موضع رفع بالابتداء ، و (لَنا) الخبر ، وما بعد (لَنا) في موضع الحال ، كما تقول : ما لك قائما ، ومالك في أن لا تقوم.
١٢٣٤ ـ قوله تعالى : (وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ) ـ ١٧ ـ أي : من قدّامه ، وقيل تقديره : ومن وراء ما يعذّب به عذاب غليظ ، فالهاء على القول الأول تعود على الكافر ، وفي القول الثاني تعود على العذاب.
١٢٣٥ ـ قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ ١٨ ـ (مَثَلُ)(٢) رفع بالابتداء ، والخبر محذوف تقديره عند سيبويه (٣) : وفيما يقصّ عليكم مثل أعمال (٤) الذين كفروا. وقال الكسائيّ : (كَرَمادٍ) الخبر ، على حذف مضاف تقديره : مثل أعمال الذين كفروا مثل رماد هذه صفته. وقيل : (أَعْمالُهُمْ) بدل من (مَثَلُ) ، و (كَرَمادٍ) الخبر. وقيل : (أَعْمالُهُمْ) ابتداء ثان ، و (كَرَمادٍ) خبره ، والجملة خبر [عن (مَثَلُ). ولو كان في الكلام (٥) لحسن خفض «الأعمال» على البدل من (الَّذِينَ) ، وهو بدل الاشتمال. وقيل : هو محمول على المعنى ؛ لأن (الَّذِينَ) هم المخبر عنهم ، فالقصد إلى
__________________
(١) في(ح) : «لما» وهو تحريف.
(٢) في(ظ ، ق ، د) : المثل.
(٣) الكتاب لسيبويه ٧١/١.
(٤) لفظ «أعمال» ساقط في : (ظ ، ق ، د).
(٥) أي في غير القرآن.