أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني
المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣
٥٦٢ ـ قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِهِ) و (مَنْ صَدَّ عَنْهُ) ـ ٥٥ ـ كلاهما مبتدأ ، وما قبل كلّ مبتدأ خبره.
٥٦٣ ـ قوله تعالى : (سَعِيراً) ـ ٥٥ ـ نصب على التفسير.
٥٦٤ ـ قوله تعالى : (كُلَّما نَضِجَتْ) ـ ٥٦ ـ الناصب ل (كُلَّما) قوله تعالى : (بَدَّلْناهُمْ).
٥٦٥ ـ قوله تعالى : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ـ ٥٧ ـ (تَجْرِي) في موضع نصب نعت ل (جَنَّاتٍ).
٥٦٦ ـ قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها) ـ ٥٧ ـ حال من الهاء والميم في (سَنُدْخِلُهُمْ) ، [وكذلك] : (لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ) ـ ٥٧ ـ ابتداء ، وخبره (لَهُمْ) والجملة يحتمل موضعها من الإعراب ما احتمل (خالِدِينَ فِيها).
٥٦٧ ـ قوله تعالى : (أَنْ تُؤَدُّوا) و (أَنْ تَحْكُمُوا) ـ ٥٨ ـ (إِنَّ) فيهما في موضع نصب لحذف الخافض ، أصله : بأن تؤدّوا وبأن تحكموا.
٥٦٨ ـ قوله تعالى : (وَأُولِي الْأَمْرِ) ـ ٥٩ ـ واحد «أولي» «ذا» المضاف ، لأنّه منصوب. وواحد «أولو» «ذو» من غير لفظه (١) ، كذلك واحد أولات «ذات».
٥٦٩ ـ قوله تعالى : (تَأْوِيلاً) ـ ٥٩ ـ نصب على التفسير.
٥٧٠ ـ قوله تعالى : (صُدُوداً) ـ ٦١ ـ اسم للمصدر عند الخليل ، والمصدر «الصدّ» ، فهو نصب على المصدر.
٥٧١ ـ قوله تعالى : (إِلَّا قَلِيلٌ) ـ ٦٦ ـ رفع على البدل من المضمر في (فَعَلُوهُ). وقرأ ابن عامر (٢) بالنصب على الاستثناء ، وهو بعيد في النفي ؛
__________________
(١) أي على غير قياس ، كواحد النساء والإبل والخيل ...
(٢) هو عبد الله بن عامر ، كما قرأ الباقون بالرفع. انظر : التيسير ص ٩٦ ؛ والنشر ٢ / ٢٤١ ؛ والإتحاف ص ١٩٢.
لكنّه كذلك بالألف في مصاحف أهل الشام (١).
٥٧٢ ـ قوله تعالى : (تَثْبِيتاً) ـ ٦٦ ـ نصب على التفسير.
٥٧٣ ـ قوله تعالى : (صِراطاً) ـ ٦٨ ـ مفعول ثان ل «هدينا». (رَفِيقاً) و (عَلِيماً) ـ ٦٩ ، ٧٠ ـ تفسيران. وقال الأخفش : (رَفِيقاً) حال ، و «أولئك» في موضع رفع ب «حسن».
٥٧٤ ـ قوله تعالى : (فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) ـ ٧١ ـ حالان من المضمر في «انفروا» في اللفظتين. ومعنى (ثُباتٍ) : مفترقين ، واحدها «ثبة» ، وتصغيرها «ثبيّة». فأمّا ثبة الحوض ، وهو وسطه ، فتصغيرها «ثويبة».
٥٧٥ ـ قوله تعالى : (فَأَفُوزَ فَوْزاً) ـ ٧٣ ـ نصب على جواب التمني ، في قوله : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ.) وقوله : (كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) ـ ٧٣ ـ اعتراض بين القول والمقول ، وليس هو من قول الذي أبطأ عن الجهاد ، والمراد به التأخير بعد جواب التمني. [و (مَوَدَّةٌ) اسم «يكن» ، و (بَيْنَكُمْ) الخبر ، ولا يحسن كون «يكن» بمعنى «يقع» ؛ لأن الكلام لا يتمّ معناه دون (بَيْنَكُمْ) و (بَيْنَهُ) ، فهو الخبر ، وبه يتم].
٥٧٦ ـ قوله تعالى : (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ـ ٧٥ ـ (لا تُقاتِلُونَ) في موضع نصب على الحال من (لَكُمْ) ، كما تقول : ما لك قائما ، وكما قال تعالى : (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ)(٢) و (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ)(٣) ، و «ما» في جميع ذلك مبتدأ ، والمجرور خبره.
٥٧٧ ـ قوله تعالى : (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) ـ ٧٥ ـ عطف على اسم «الله» في موضع خفض. وقيل : هو معطوف على «سبيل».
__________________
(١) الكشف ١ / ٣٩٢ ؛ والبيان ١ / ٢٥٨ ؛ والعكبري ١ / ١٠٨ ؛ وتفسير القرطبي ٥ / ٢٧٠.
(٢) سورة النساء : الآية ٨٨.
(٣) سورة المدثر : الآية ٤٩.
٥٧٨ ـ قوله تعالى : (الظَّالِمِ أَهْلُها) ـ ٧٥ ـ نعت ل (الْقَرْيَةِ) وإنما جاز ذلك ، والظالم (١) ليس للقرية ، من أجل العائد عليها من نعتها. وإنما وحّد لجريانه على موحّد (٢) ، ولأنّه لا ضمير فيه ؛ إذ قد رفع ظاهرا بعده ، وهو «الأهل» ولا ضمير فيه ، ولو كان فيه ضمير ، لم يجز استتاره ، ولظهر ؛ لأن اسم الفاعل إذا كان خبرا أو صفة أو حالا لغير من هو له ، لم يستتر فيه ضمير البتة ، ولا بدّ من إظهاره ، وكذلك إن عطف على غير من هو له. والفعل بخلاف ذلك ، يستتر فيه الضمير لقوّته ، وإن كان خبرا أو صفة أو حالا لغير من هو له ، [كقولك : مررت برجل قائما أبوه ، وجاءني زيد قائما أبوه](٣). فافهمه ، فإنه مشكل غريب لطيف المعنى.
٥٧٩ ـ قوله تعالى : (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ) ـ ٧٧ ـ «فريق» رفع بالابتداء ، و «منهم» نعت ل «فريق» في موضع رفع. و «يخشون الناس» خبر الابتداء.
٥٨٠ ـ قوله تعالى : (كَخَشْيَةِ اللهِ) ـ ٧٧ ـ الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف ، تقديره : خشية مثل خشيتهم الله.
٥٨١ ـ قوله تعالى : (أَوْ أَشَدَّ) ـ ٧٧ ـ نصب ، عطف على الكاف.
٥٨٢ ـ قوله تعالى : (أَيْنَما) ـ ٧٨ ـ «أين» ظرف مكان فيه معنى الاستفهام والشرط ، ودخلت «ما» ليتمكّن الشرط ويحسن. و «تكونوا» جزم بالشرط ، و (يُدْرِكْكُمُ) جوابه.
٥٨٣ ـ قوله تعالى : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ) ـ ٧٩ ـ (ما) فيهما بمعنى الذي ، وليست للشرط ؛ لأنّها نزلت في شيء بعينه ، وهو
__________________
(١) في (ح ، ق) : «والظلم ليس لها».
(٢) أمالي ابن الشجري ٢ / ٤٥٣ : «قوله : وحّد لجريانه على موحد ، قول فاسد ؛ لأن الصفة إذا ارتفع بها ظاهر وحّدت ، وإن جرت على مثنى أو مجموع ، نحو : مررت بالرجلين الظريف أبواهما ، وبالرجال الكريم آباؤهم ، لأن الصفة التي ترفع الظاهر تجري مجري الفعل الذي يرتفع به الظاهر ، في نحو : خرج أخواك وينطلق غلمانك».
(٣) زيادة في الأصل.
الجدب والخصب ؛ والشرط لا يكون إلا مبهما ، يجوز أن يقع ويجوز ألّا يقع ؛ وإنما دخلت الفاء للإبهام الذي في «الذي» مع أنّ صلته فعل ، فدلّ ذلك على أنّ الآية ليست في المعاصي والطاعات كما قال أهل الزّيغ (١) ؛ وأيضا فإنّ اللفظ «ما أصابك» ولم يقل : ما أصبت.
٥٨٤ ـ قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) ـ ٧٩ ـ «رسول» مصدر مؤكّد ، بمعنى : ذا رسالة. و (شَهِيداً) تفسير ، وقيل : حال. ومثله : (وَكِيلاً) ـ ٨١ ـ
٥٨٥ ـ قوله تعالى : (طاعَةٌ) ـ ٨١. رفع على خبر ابتداء محذوف تقديره : ويقولون أمرنا طاعة. ويجوز في الكلام النصب على المصدر.
٥٨٦ ـ قوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) ـ ٨٢ ـ وقوله : (لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ)(٢) وله نظائر في كتاب الله تعالى ، كلّه يدل على الحض في طلب معاني القرآن ، والبحث عن (٣) فوائده وأمثاله ، وتفسيره ومضمراته ، وعجائب مراداته وأحكامه ، وناسخه ومنسوخه ، في أشباه لذلك من علومه التي لا تحصى. وكلّ ذلك لا سبيل إلى الاطلاع على حقائقه (٤) إلا بمعرفة إعرابه وتصرّف حركاته وأبنيته.
٥٨٧ ـ قوله تعالى : (لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً) ـ ٨٣ ـ (قَلِيلاً) نصب على الاستثناء من الجمع المضمر في (أَذاعُوا). وقيل : من الجمع المضمر في (يَسْتَنْبِطُونَهُ). وقيل : من الكاف والميم في «عليكم» على تقدير : لو لا فضل الله عليكم بأن بعث فيكم رسوله به فآمنتم به لكفرتم إلا قليلا منكم ، وهم الذين كانوا على الإيمان قبل بعث الرسول عليهالسلام. و (لَوْ لا) يقع
__________________
(١) أراد القدرية وبعض جهال أهل السنة ، حيث يقولون : إن الحسنة هاهنا الطاعة ، والسيئة المعصية. انظر : تفسير القرطبي ٥ / ٢٨٥ ـ ٢٨٧ ؛ والبحر المحيط ٣ / ٣٠١ ـ ٣٠٢.
(٢) سورة ص : الآية ٢٩.
(٣) في الأصل : «على».
(٤) في الأصل : «إلى اطلاع حقائقه».
بعدها الابتداء ، والخبر محذوف ، و (فَضْلُ) مبتدأ ، والخبر محذوف ، وإظهاره لا يجوز عند سيبويه (١).
٥٨٨ ـ قوله تعالى : تحية (٢) ـ ٨٦ ـ وزنها تفعلة ، وأصلها : تحيية ، فألقيت حركة الياء على الحاء ، وأدغمت في الثانية.
٥٨٩ ـ [قوله تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ـ ٨٧ ـ (اللهُ) مبتدأ ، و (لا إِلهَ) مبتدأ (٣) ثان ، وخبره محذوف ، والجملة خبر عن (اللهُ) ، و (إِلَّا هُوَ) بدل من موضع (لا إِلهَ)].
٥٩٠ ـ قوله تعالى : (فِئَتَيْنِ) ـ ٨٨ ـ نصب على الحال من الكاف والميم في (لَكُمْ) ، كما تقول : ما لك قائما.
٥٩١ ـ قوله تعالى : (كَما كَفَرُوا) ـ ٨٩ ـ الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف ، أي كفرا مثل كفرهم.
٥٩٢ ـ قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ) ـ ٩٠ ـ (الَّذِينَ) في موضع نصب [استثناء من الهاء والميم في «واقتلوهم»](٤).
٥٩٣ ـ قوله تعالى : (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) ـ ٩٠ ـ لا تكون (حَصِرَتْ) حالا من المضمر المرفوع في (جاؤُكُمْ) إلا أن تضمر معه «قد» ، فإن لم تضمر «قد» فهو دعاء ، كما تقول : لعن الله الكافر. وقيل : (حَصِرَتْ) في موضع خفض نعت ل (قَوْمٍ). فأمّا من قرأ «حصرة» بالتنوين (٥) ، فجعله اسما ، فهو حال من المضمر المرفوع في (جاؤُكُمْ). ولو خفض على النعت ل (قَوْمٍ) جاز.
__________________
(١) الكتاب ١ / ٢٧٩.
(٢) في المصحف ٢ : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها ....)
(٣) قوله : «ولا إِلهَ مبتدأ» سقط من (ح) ؛ واستدرك من (ظ).
(٤) ما بين قوسين غامض في الأصل ؛ فصحح من (ح ، ق).
(٥) وهي قراءة يعقوب وموافقة الحسن. النشر ٢ / ٢٤٢ ؛ والإتحاف ص ١٩٣.
٥٩٤ ـ قوله تعالى : (أَنْ يُقاتِلُوكُمْ) ـ ٩٠ ـ «أن» في موضع نصب مفعول من أجله.
٥٩٥ ـ قوله تعالى : (أَنْ يَقْتُلَ) ـ ٩٢ ـ «أن» في موضع رفع اسم (كانَ). و (إِلَّا خَطَأً) استثناء منقطع. ومثله : (أَنْ) في (إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا.)
٥٩٦ ـ قوله تعالى : (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) ـ ٩٢ ـ ابتداء ، وخبره محذوف تقديره : فعليه تحرير رقبة ودية مسلّمة. ومثله : (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ) أي : فعليه صيام شهرين.
٥٩٧ ـ قوله تعالى : (تَوْبَةً مِنَ اللهِ) ـ ٩٢ ـ نصب على المصدر أو على المفعول من أجله ، والرفع في الكلام جائز على تقدير ذلك توبة.
٥٩٨ ـ قوله تعالى : (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) ـ ٩٥ ـ من نصب (١) «غيرا» فعلى الاستثناء من (الْقاعِدِينَ) ، وإن شئت من (الْمُؤْمِنِينَ) وإن شئت نصبته على الحال من (الْقاعِدِينَ) ، أي لا يستوي القاعدون في حال صحتهم. ومن رفع «غيرا» جعله نعتا ل (الْقاعِدِينَ) ؛ لأنّهم غير معيّنين ، لم يقصد بهم قوم بأعيانهم ، فصاروا كالنكرة ، فجاز أن يوصفوا ب (غَيْرُ) ، وجاز الحال منهم ، لأنّ لفظهم لفظ المعرفة ، وقد تقدم (٢) نظيره في نصب (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ) وخفضه ، والأحسن أن يكون الرفع [في (غَيْرُ)] على البدل من (الْقاعِدِينَ). وقد قرأ أبو حيوة : (غَيْرُ) بالخفض ، جعله نعتا ل (الْمُؤْمِنِينَ). وقيل : هو بدل من (الْمُؤْمِنِينَ)(٣).
__________________
(١) النصب قراءة أبي جعفر ، ونافع ، وابن عامر ، والكسائي ، وخلف. والرفع قراءة عاصم ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، ويعقوب ، وحمزة. وقد قرأ بالخفض غير أبي حيوة أيضا الأعمش كما في البحر ٣ / ٣٣٠ ؛ انظر هذه القراءات في النشر ٢ / ٢٤٣ ؛ والتيسير ص ٩٧ ؛ والإتحاف ص ١٩٣.
(٢) انظر فقرة (١١).
(٣) الكشف ١ / ٣٩٦ ؛ والبيان ١ / ٢٦٤ ؛ والعكبري ١ / ١١١ ؛ وتفسير القرطبي ٥ / ٣٤٣.
٥٩٩ ـ قوله تعالى : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) ـ ٩٥ ـ «كلّ» نصب ب «وعد» (١).
٦٠٠ ـ قوله تعالى : (أَجْراً) ـ ٩٥ ـ نصب ب (فَضَّلَ) ، وإن شئت على المصدر.
٦٠١ ـ قوله تعالى : (دَرَجاتٍ) ٩٦ ـ نصب على البدل من «أجر».
٦٠٢ ـ قوله تعالى : (٢) (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) ـ ٩٧ ـ خبر «إن» : (قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ) ، وتقديره : قالوا لهم ، فحذف «لهم» لدلالة الكلام عليها. وقيل : الخبر (فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ) الآية. ومعنى (تَوَفَّاهُمُ) فيه قولان : قيل : تتوفاهم عند الموت ، وقيل : تتوفاهم : تحشرهم إلى النار. وقول الملائكة لهم (فِيمَ كُنْتُمْ) توبيخ وتقرير ، فلما احتجّوا بالاستضعاف ، احتجّت الملائكة عليهم بالهجرة ، فحجّتهم ، وحجّة الله تعالى أقوى وأبلغ ، وحجة الكفار داحضة عند ربهم.
٦٠٣ ـ قوله تعالى : (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) ـ ٩٧ ـ نصب على الحال من الهاء والميم في (تَوَفَّاهُمُ) ، وحذفت النون للإضافة.
٦٠٤ ـ قوله تعالى : (فِيمَ كُنْتُمْ) ـ ٩٧ ـ حذفت ألف «ما» لدخول حرف الجرّ عليها ؛ للفرق بين الخبر والاستفهام ، فتحذف الألف في الاستفهام ، وتثبت في الخبر ؛ ومثله : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(٣) و (لِمَ أَذِنْتَ)(٤) و (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ)(٥) ونحوه.
٦٠٥ ـ قوله تعالى : (الْمُسْتَضْعَفِينَ) ـ ٩٨ ـ استثناء في موضع نصب من (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ.)
__________________
(١) لأن «وعد» يتعدى إلى مفعولين ، والمفعول الثاني هو : الحسنى.
(٢) هذه الفقرة بتمامها ساقطة في (ح ، ظ ، د ، ق).
(٣) سورة النبأ : الآية ١.
(٤) سورة التوبة : الآية ٤٣.
(٥) سورة الحجر : الآية ٥٤.
٦٠٦ ـ قوله تعالى : (لا يَسْتَطِيعُونَ) ـ ٩٨ ـ في موضع نصب على الحال من (الْمُسْتَضْعَفِينَ) ؛ وكذلك : (وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً.)
٦٠٧ ـ قوله تعالى : (مُهاجِراً) ـ ١٠٠ ـ نصب على الحال من المضمر في (يَخْرُجْ).
٦٠٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) ـ ١٠١ ـ (أَنْ) في موضع نصب بحذف حرف الجر ، تقديره : في أن تقصروا.
٦٠٩ ـ قوله تعالى : (عَدُوًّا) ـ ١٠١ ـ إنما وحّد ، وقبله جمع ؛ لأنّه بمعنى المصدر ، وتقديره : كانوا لكم ذوي عداوة.
٦١٠ ـ قوله تعالى : (قِياماً وَقُعُوداً) ـ ١٠٣ ـ حالان من المضمر في «اذكروا» ، وكذلك : (وَعَلى جُنُوبِكُمْ) ؛ لأنّه في موضع : ومضطجعين.
٦١١ ـ قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) ـ ١٠٥ ـ «بالحق» في موضع الحال من (الْكِتابَ) ، وهو حال مؤكّدة. ولا يجوز أن يكون تعدّى إليه (أَنْزَلْنا) بحرف ؛ لأنّه قد تعدّى إلى مفعول بغير حرف ، وإلى آخر بحرف.
٦١٢ ـ قوله تعالى : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ) ـ ١٠٩ ـ هو مثل قوله : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ)(١) ، وقد مضى شرحه والاختلاف فيه ، إلا أنك في هذا لا تجعل (جادَلْتُمْ) حالا ، إلا أن تضمر معه «قد».
٦١٣ ـ قوله تعالى : (فَمَنْ يُجادِلُ) ـ ١٠٩ ـ (مَنْ) ابتداء ، و (يُجادِلُ) الخبر. و (أَمْ مَنْ يَكُونُ) مثلها ، عطف عليها.
٦١٤ ـ قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ) ـ ١١٤ ـ (مِنْ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع ، إن جعلت (نَجْواهُمْ) اسما لما يتناجون به. ومعنى قولنا : الاستثناء المنقطع والاستثناء الذي ليس من الأول ، هما شيء واحد. وإن جعلت (نَجْواهُمْ) بمعنى جماعتهم الذين يتناجون ، كانت
__________________
(١) سورة البقرة ٨٥. وانظر فقرة (١٣٩).
[«مِنْ»] في موضع خفض على البدل من (نَجْواهُمْ) ، وهم بدل بعض من كل (١).
٦١٥ ـ قوله تعالى : (ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) ـ ١١٤ ـ (ابْتِغاءَ) مفعول من أجله.
٦١٦ ـ قوله تعالى : (وَساءَتْ مَصِيراً) ـ ١١٥ ـ نصب على التفسير.
٦١٧ ـ قوله تعالى : (قِيلاً) ـ ١٢٢ ـ نصب على التفسير أيضا ، يقال : قيلا وقولا وقالا ، بمعنى.
٦١٨ ـ قوله تعالى : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ) ـ ١٢٣ ـ اسم (لَيْسَ) فيها مضمر يعود على ما ادّعت عبدة الأوثان من أنّهم لن يبعثوا ، وعلى ما قالت اليهود والنصارى : (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى)(٢) ، فأنزل الله : ليس ذلك بأمانيكم يا عبدة الأوثان ولا بأماني أهل الكتاب ، والمعنى : ليس الكائن من أموركم يوم القيامة بما تتمنّون ، وقيل تقديره : ليس ثواب الله بأمانيكم.
٦١٩ ـ قوله تعالى : (حَنِيفاً) ـ ١٢٥ ـ حال من المضمر في (وَاتَّبَعَ).
٦٢٠ ـ قوله تعالى : (وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ) ـ ١٢٧ ـ (ما) في موضع رفع ، عطف على اسم الله ، أي : الله يفتيكم ، والمتلوّ في الكتاب يفتيكم ، وهو القرآن.
٦٢١ ـ قوله تعالى : (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) ـ ١٢٧ ـ مخفوض عطف على (يَتامَى النِّساءِ) ؛ ومثله (أَنْ) في قوله : (وَأَنْ تَقُومُوا) ، والتقدير : الله يفتيكم في النّساء ، والقرآن الذي يتلى عليكم في يتامى النساء ، وفي المستضعفين من الولدان ، وفي أن تقوموا لليتامى بالقسط ، يفتيكم أيضا ، وهو ما قصّه (٣) الله من ذكر اليتامى في أوّل السورة. وقال
__________________
(١) في الأصل : «وهو بدل البعض من الكل» وأثبت ما جاء في (ح).
(٢) سورة البقرة الآية ١١١.
(٣) في الأصل و (ح) : «وهو ما نصّه» وأثبت ما جاء في (ق ، ظ).
الفرّاء (١) : (ما) في (وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ) في موضع خفض ، عطف على الضمير في (فِيهِنَّ) ، وذلك غير جائز عند البصريين ؛ لأنه عطف ظاهر على مضمر مخفوض. وقيل : (ما) رفع بالابتداء ، والخبر (يُفْتِيكُمْ) وهو محذوف.
٦٢٢ ـ قوله تعالى : (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) ـ ١٢٧ ـ (أَنْ) في موضع نصب بحذف الخافض تقديره : في أن تنكحوهنّ.
٦٢٣ ـ قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ) ـ ١٢٨ ـ (امْرَأَةٌ) رفع عند سيبويه بفعل مضمر تقديره : وإن خافت امرأة خافت ، وقد تقدم شرحه (٢). وهي رفع بالابتداء عند غيره.
٦٢٤ ـ قوله تعالى : (أَنْ يُصْلِحا)(٣) ـ ١٢٨ ـ مثل : (أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) ـ ١٢٧ ـ ، أي : في أن يصّالحا.
٦٢٥ ـ قوله تعالى : (صُلْحاً) ـ ١٢٨ ـ مصدر على تقدير : إلا أن يصّالحا بينهما فيصلح الأمر صلحا.
٦٢٦ ـ قوله تعالى : (أَنِ اتَّقُوا اللهَ) ـ ١٣١ ـ أي : بأن اتقوا الله.
٦٢٧ ـ قوله تعالى : (شُهَداءَ) ـ ١٣٥ ـ نعت ل (قَوَّامِينَ) ، أو خبر ثان.
ويجوز أن تكون حالا من المضمر في (قَوَّامِينَ).
٦٢٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَعْدِلُوا) ـ ١٣٥ ـ (إِنْ) في موضع نصب على حذف الخافض ، أي : في أن لا تعدلوا ، ف «لا» مقدّرة.
٦٢٩ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ تَلْوُوا) ـ ١٣٥ ـ من قرأه (٤) بضم اللام وواو
__________________
(١) معاني القرآن ١ / ٢٩٠ ؛ والبيان ١ / ٢٦٧ ؛ والإنصاف ٢ / ٢٤٦ ؛ والعكبري ١ / ١١٤.
(٢) انظر فقرة (١٥٦) و (٢٤١٨).
(٣) في المصحف : (أَنْ يُصْلِحا) وهي قراءة الكوفيين ، وقرأ الباقون : «أن يصالحا». التيسير ص ٩٧ ؛ والنشر ٢ / ٢٤٢ ؛ والإتحاف ص ١٩٤ ؛ والكشف ١ / ٣٩٨.
(٤) قرأ ابن عامر وحمزة : «تلوا» بضم اللام وواو ساكنة بعدها ، وقرأ الباقون بإسكان
واحدة احتمل أن يكون من : ولي يلي ، وأصله : توليوا ، ثم أعلّ بحذف الواو ، لوقوعها بين تاء وكسرة ، ثم ألقى حركة الياء على اللام ، وحذفت الياء لسكونها ، وسكون الواو بعدها. ويحتمل أن يكون من : لوى يلوي ، فأصله : تلووا ، كقراءة الجماعة ، إلا أنه أبدل من الواو الأولى همزة ؛ لانضمامها ، وألقى حركتها على اللام فصارت مضمومة (١).
٦٣٠ ـ قوله تعالى : (أَوْلى بِهِما) ـ ١٣٥ ـ مثنّى ، وقبله الإيجاب لأحد الشيئين بأو ، و (أَوِ) عند الأخفش (٢) في موضع الواو (٣). وقيل تقديره : إن يكن الخصمان غنيين أو فقيرين ، فالله أولى بهما. وقيل : هو مثل قوله : (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا)(٤). وقيل : لمّا كان معناه : فالله أولى بغنى وفقر الفقير ، رد الضمير عليهما. وقيل : إنّما رجع الضمير إليهما لأنّه لم يقصد قصد فقير بعينه ولا غني بعينه.
٦٣١ ـ قوله تعالى : (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ) ـ ١٤٠ ـ (أَنْ) في موضع رفع مفعول لم يسمّ فاعله ، على قراءة من قرأ «نزّل» بالضم. فأمّا من قرأ (٥) بالفتح ف «أن» مفعول «نزّل» (٦).
٦٣٢ ـ قوله تعالى : (كُسالى) ـ ١٤٢ ـ حال من المضمر في (قامُوا). وكذا : (يُراؤُنَ) حال أيضا. ومثله : (وَلا يَذْكُرُونَ.) ومثله :
__________________
اللام وبعدها واوان «تلووا» ؛ أولاهما مضمومة ، والأخرى ساكنة. النشر ٢ / ٢٤٤ ؛ والإتحاف ص ١٩٥.
(١) الكشف ١ / ٣٩٩ ؛ والبيان ١ / ٢٦٩ ؛ والعكبري ١ / ١١٥ ؛ وتفسير القرطبي ٥ / ٤١٣.
(٢) معاني القرآن ، ص ٢٤٧.
(٣) وكذا هي عند الكوفيين. انظر معاني القرآن للفراء ١ / ٢٩١ ؛ والبحر المحيط ٣ / ٣٧٠ ؛ والبيان ١ / ٢٦٩.
(٤) سورة النساء الآية : ١٢.
(٥) قرأ عاصم ويعقوب بفتح النون والزاي من «نزّل» ، والباقون بضم النون وكسر الزاي. النشر ٢ / ٢٤٤ ؛ والإتحاف ص ١٩٥.
(٦) الكشف ١ / ٤٠٠ ؛ والبيان ١ / ٢٧٠ ؛ والعكبري ١ / ١١٥.
(مُذَبْذَبِينَ) حال من المضمر في (يَذْكُرُونَ.) ومعنى (مُذَبْذَبِينَ) : مضطربين ، لا مع المسلمين ولا مع الكافرين.
٦٣٣ ـ قوله تعالى : (فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ١٤٦ ـ «أولئك» ، مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : فأولئك مؤمنون مع المؤمنين.
٦٣٤ ـ قوله تعالى : (ما يَفْعَلُ اللهُ) ـ ١٤٧ ـ (ما) استفهام في موضع نصب ب (يَفْعَلُ).
٦٣٥ ـ قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) ـ ١٤٨ ـ (مِنَ) في موضع نصب استثناء ليس من الأوّل. ويجوز أن يكون في موضع رفع على البدل من المعنى ؛ لأن معنى الكلام : لا يحبّ الله أن يجهر أحد بالسوء إلا من ظلم ، فيجعل (مِنَ) بدلا من «أحد» المقدّرة.
٦٣٦ ـ قوله تعالى : (بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) ـ ١٥٠ ـ (ذلِكَ) تقع إشارة لواحد ولاثنين ولجماعة ، فلذلك أتت إشارة بعد شيئين في هذه الآية ، وهما : (نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) ، فمعناه : يريدون أن يتخذوا طريقا بين الإيمان والكفر.
٦٣٧ ـ قوله تعالى : (جَهْرَةً) ـ ١٥٣ ـ حال من المضمر في «قالوا» أي قالوا ذلك مجاهرين. ويجوز أن تكون نعتا لمصدر محذوف تقديره : رؤية جهرة.
٦٣٨ ـ قوله تعالى : (سُجَّداً) ـ ١٥٤ ـ حال من المضمر في (ادْخُلُوا).
٦٣٩ ـ قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) ـ ١٥٥ ـ «ما» زائدة للتوكيد ، و (نَقْضِهِمْ) خفض بالباء. وقيل : «ما» نكرة في موضع خفض ، و (نَقْضِهِمْ) بدل من «ما» (١).
٦٤٠ ـ قوله تعالى : (بُهْتاناً) ـ ١٥٦ ـ حال ، وقيل : مصدر.
__________________
(١) لم يأخذ ابن الأنباري بالقول الثاني ؛ لأن إدخال (ما) وإخراجها واحد. البيان ١ / ٢٧٣.
٦٤١ ـ قوله تعالى : (إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ) ـ ١٥٧ ـ نصب على الاستثناء الذي ليس من الأول. ويجوز في الكلام رفعه على البدل من موضع (مِنْ عِلْمٍ) ؛ لأن (مِنْ) زائدة ، و (عِلْمٍ) رفع بالابتداء.
٦٤٢ ـ قوله (١) تعالى : (يَقِيناً) ـ ١٥٧ ـ فيه تقديران ؛ قيل : قال الله هذا قولا يقينا ، وقيل : وما علموه علما يقينا.
٦٤٣ ـ قوله تعالى : (كَثِيراً) ـ ١٦٠ ـ نعت لمصدر محذوف ، أي : صدودا كثيرا.
٦٤٤ ـ قوله تعالى : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) ـ ١٦٢ ـ انتصب على المدح عند سيبويه (٢). وقال الكسائي : هو في موضع خفض عطف على «ما» في قوله : (بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) وهو بعيد ؛ لأنّه يصير المعنى : يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين الصلاة ؛ وإنّما يجوز على أن تجعل (الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) هم الملائكة ، فتخبر عن الراسخين في العلم ، وعن المؤمنين ، أنّهم يؤمنون بما أنزل الله على محمد ، ويؤمنون بالملائكة الذين من صفتهم إقامة الصلاة ، لقوله : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ)(٣). وقيل : (الْمُقِيمِينَ) معطوفون على الكاف في (قَبْلِكَ) ، أي : ومن قبل المقيمين الصلاة ؛ وهو بعيد ؛ لأنه عطف ظاهر على مضمر مخفوض. وقيل : هو معطوف على الكاف في (إِلَيْكَ). وقيل هو معطوف على الهاء والميم في (مِنْهُمْ) ؛ وكلا القولين فيه (٤) عطف ظاهر على مضمر مخفوض. وقيل : هو عطف على «قبل» ، كأنّه قال : وقبل المقيمين ، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. ومن جعل نصب (الْمُقِيمِينَ) على المدح جعل خبر «الراسخين» (يُؤْمِنُونَ) ، فإن جعل الخبر قوله : (أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ) لم يجز
__________________
(١) هذه الفقرة بتمامها ساقطة في (ح ، ظ ، د ، ق).
(٢) الكتاب ١ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
(٣) سورة الأنبياء : الآية ٢٠.
(٤) في الأصل : «فيها».
نصب (الْمُقِيمِينَ) على المدح ؛ لأنّ المدح لا يكون إلّا بعد تمام الكلام (١).
٦٤٥ ـ قوله تعالى : (وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) ـ ١٦٢ ـ رفع عند سيبويه على الابتداء (٢). وقيل : على إضمار مبتدأ ، أي : وهم المؤتون. وقيل : هو معطوف على المضمر في (الْمُقِيمِينَ). وقيل : على المضمر في (يُؤْمِنُونَ). وقيل : على «الراسخين».
٦٤٦ ـ وقوله تعالى : (كَما أَوْحَيْنا) ـ ١٦٣ ـ نعت لمصدر محذوف ، أي : إيحاء كما.
٦٤٧ ـ قوله تعالى : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ) ـ ١٦٤ ـ نصب بإضمار فعل ، أي وقصصنا رسلا قد قصصناهم عليك من قبل. وقيل : هو محمول على المعنى ، عطف على ما قبله ؛ لأنّ معنى (أَوْحَيْنا) : أرسلنا ، فيصير تقديره : إنّا أرسلناك وأرسلنا رسلا.
٦٤٨ ـ قوله تعالى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ) ـ ١٦٥ ـ (رُسُلاً)(٣) بدل من (وَرُسُلاً). وقيل : هو نصب على إضمار فعل ، أي : أرسلنا رسلا مبشرين. وقيل : هو حال ، و «مبشرين ومنذرين» نعت ل «رسل».
٦٤٩ ـ قوله تعالى : (فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ) ـ ١٧٠ ـ خيرا منصوب عند سيبويه (٤) على إضمار فعل تقديره : ائتوا خيرا لكم ، لأن «آمنوا» دلّ على إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير منه [لهم]. وقال الفرّاء : (٥) هو نعت لمصدر محذوف تقديره : فآمنوا إيمانا خيرا لكم. وقال أبو عبيدة : (٦) : هو خبر (كانَ) مضمرة ، تقديره : فآمنوا يكن الإيمان خيرا لكم.
__________________
(١) البيان ١ / ٢٧٥ ؛ والعكبري ١ / ١١٧ ؛ وتفسير القرطبي ٦ / ١٣.
(٢) الكتاب ١ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
(٣) في الأصل : «رسل».
(٤) الكتاب ١ / ١٤٣.
(٥) معاني القرآن ١ / ٢٩٥.
(٦) مجاز القرآن ١ / ١٤٣.
٦٥٠ ـ قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) ـ ١٧١ ـ (ثَلاثَةٌ) خبر ابتداء محذوف ، تقديره : آلهتنا ثلاثة.
٦٥١ ـ قوله تعالى : (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) ـ ١٧١ ـ (خَيْراً) عند سيبويه (١) انتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره ؛ لأنك إذا قلت : انته ، فأنت تخرجه من أمر ، وتدخله في آخر ، فكأنك قلت : ائت خيرا لك. وقال الفراء (٢) : هو نعت لمصدر محذوف تقديره : انتهوا انتهاء خيرا لكم. وقال أبو عبيدة (٣) : هو خبر «كان» المحذوفة ، تقديره : انتهوا يكن خيرا لكم. وحكي عن بعض الكوفيين أن (٤) نصبه على الحال ؛ وهو بعيد.
٦٥٢ ـ قوله تعالى : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) ـ ١٧١ ـ «ما» كافة ل «إنّ» عن العمل ، و (اللهِ) مبتدأ ، و (إِلهٌ) خبره ، و (واحِدٌ) نعت ل (إِلهٌ) ، تقديره : إنما الله منفرد في الألوهيّة. وقيل : «واحد» تأكيد بمنزلة : (لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ)(٥). ويجوز أن يكون (إِلهٌ) بدلا من (اللهِ) ، و (واحِدٌ) خبره ، تقديره : إنما المعبود واحد. (سُبْحانَهُ) نصب على المصدر.
٦٥٣ ـ قوله تعالى : (أَنْ يَكُونَ) ـ ١٧١ ـ (أَنْ) في موضع نصب بحذف حرف الجر ، تقديره : سبحانه عن أن يكون ، ومن أن يكون ، أي تنزيها له من ذلك وبراءة له.
٦٥٤ ـ قوله تعالى : (وَكِيلاً) ـ ١٧١ ـ نصب على البيان ، وإن شئت على الحال. ومعنى «وكيل» : كاف لأوليائه.
٦٥٥ ـ قوله تعالى : (أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ) ـ ١٧٢ ـ (أَنْ) في موضع
__________________
(١) الكتاب ١ / ١٤٣.
(٢) معاني القرآن ١ / ٢٩٥.
(٣) مجاز القرآن ١ / ١٤٣.
(٤) في (ظ) : «أنه».
(٥) سورة النحل : الآية ٥١.
نصب بحذف حرف الجر ، أي : من أن يكون.
٦٥٦ ـ قوله تعالى : (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ـ ١٧٥ ـ (صِراطاً)(١) نصب على إضمار فعل تقديره : يعرّفهم صراطا ، ودل (يَهْدِيهِمْ) على المحذوف. ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا ل «يهدي» ، تقديره : ويهديهم صراطا مستقيما إلى ثوابه وجزائه.
٦٥٧ ـ قوله تعالى : (فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ) ـ ١٧٦ ـ إنما ثني الضمير في (كانَتَا) ولم يتقدم إلّا ذكر واحدة ؛ لأنه محمول على المعنى ؛ لأنّ تقديره عند الأخفش : فإن كان من ترك اثنتين ، ثم ثنى الضمير على معنى «من».
٦٥٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَضِلُّوا) ـ ١٧٦ ـ (إِنِ) في موضع نصب ب (يُبَيِّنُ)(٢) معناه : يبيّن الله لكم الضلال لتجتنبوه. وقيل : «لا» مقدّرة محذوفة من الكلام تقديره : يبيّن الله لكم لئلا تضلّوا. وقيل : معناه : كراهة (٣) أن تضلّوا ، فهي مفعول من أجله.
__________________
(١) في الأصل : «صراط» وأثبت ما جاء في (ظ).
(٢) في الأصل : «نصب بالتبيين».
(٣) في الأصل : «كراهية».
مشكل إعراب سورة
«المائدة»
٦٥٩ ـ قوله تعالى : (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) ـ ١ ـ (ما) في موضع نصب على الاستثناء من (بَهِيمَةُ).
٦٦٠ ـ قوله تعالى : (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ) ـ ١ ـ نصب على الحال من الضمير في (أَوْفُوا). وقيل : من الكاف والميم في «لكم».
٦٦١ ـ قوله تعالى : (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) ـ ١ ـ ابتداء وخبر ، في موضع نصب على الحال من المضمر في «محلين». ونون «محلين» سقطت لإضافته إلى (الصَّيْدِ).
٦٦٢ ـ قوله تعالى : (يَبْتَغُونَ) ـ ٢ ـ في موضع النعت ل (آمِّينَ)(١).
٦٦٣ ـ قوله تعالى : (أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ) ـ ٢ ـ من كسر (٢) [«أَنْ»] فمعناه : إن وقع صدّ لكم فلا يكسبنّكم بغض من صدّكم أن تعتدوا ، فالصدّ منتظر ؛ ودلّ على ذلك أن حرف ابن مسعود (٣) «إن
__________________
(١) في البيان ١ / ٢٨٣ : «ولا يجوز أن تكون صفة لآمين ؛ لأنه قد نصب (البيت) ، واسم الفاعل إذا وصف لم يعمل ، لأنه يخرج بالوصف عن شبه الفعل ؛ لأن الفعل لا يوصف ، وإذا خرج بالوصف عن شبه الفعل فينبغي ألا يعمل».
(٢) قرأ بكسر همزة «إن» : ابن كثير وأبو عمرو. وقرأ الباقون بفتحها. النشر ٢ / ٢٤٥ ؛ والإتحاف ص ١٩٨.
(٣) معاني القرآن للفراء ١ / ٣٠٠ ؛ والبحر المحيط ٣ / ٤٢٢.
يصدوكم» ، فالمعنى : إن وقع صد مثل الذي فعل بكم أوّلا فلا تعتدوا ، ومثله عند سيبويه قول الشاعر :
أتغضب إن أذنا قتيبة حزّتا |
|
[جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم](١) |
وذلك شيء قد كان ووقع (٢) ، وإنّما معناه : إن وقع مثل ذلك أتغضب؟ وجواب الشرط ما قبله. ومن قرأ بالفتح ف (أَنْ) في موضع نصب مفعول من أجله ، وعليه أتى التفسير ؛ لأن الصدّ قد كان ووقع (٣) قبل نزول الآية ؛ لأن الآية نزلت عام الفتح سنة ثمان ، وصدّ المشركون المسلمين عن البيت عام الحديبية سنة ستّ ؛ فالفتح بابه ، وعليه يدلّ التفسير والتاريخ ؛ لأن الكسر يدل على أمر لم يقع ، والفتح يدل على أمر قد كان وانقضى ، ونظير ذلك لو قال رجل لامرأته وقد دخلت داره : أنت طالق إن دخلت الدار ، فكسر (أَنْ) لم تطلق [عليه] بدخولها الأوّل ، لأنّه أمر ينتظر ، ولو فتح لطلّقت عليه ؛ لأنه أمر قد كان. وفتح (أَنْ) إنما هي علّة لما كان ووقع ؛ وكسرها إنما يدلّ على أمر ينتظر ، قد يكون ، أو لا يكون ؛ فالوجهان حسنان على معنيهما (٤).
٦٦٤ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَعْتَدُوا) ـ ٢ ـ (أَنْ) في موضع نصب ب (يَجْرِمَنَّكُمْ). و (شَنَآنُ) مصدر ، وهو الفاعل ل (يَجْرِمَنَّكُمْ) ، والنهي
__________________
(١) ما بين قوسين سقط من (ح ، ظ ، د) وقد أكمله الناسخ في هامش الأصل ، وقد ورد في نسخة (ق). والبيت للفرزدق ، وهو في ديوانه ص ٨٥٥ ؛ وسيبويه ١ / ٤٧٩ ؛ ومراتب النحويين ص ١٦ ؛ والكامل ٢ / ٤٢١ ؛ والخزانة ٣ / ٦٥٥ ؛ والعيني علي الأشموني ٤ / ٩ ؛ وشرح أبيات مغني اللبيب ، لعبد القادر البغدادي ١ / ١١٧.
وفي البيت إشارة إلى مقتل عبد الله بن خازم ، وقتيبة بن مسلم ، أميري خراسان ، الواحد تلو الآخر.
(٢) في (ح) : «وقع».
(٣) في ح ، ظ ، ق «وقع».
(٤) الكشف ١ / ٤٠٥ ؛ والبيان ١ / ٢٨٣ ؛ والعكبري ١ / ١٢٠ ؛ وتفسير القرطبي ٦ / ٤٦.
واقع في اللفظ على «الشنآن» ، ويعنى (١) به المخاطبون ، كما تقول : لا أرينّك هاهنا ، فالنهي في اللفظ على المتكلم ، والمراد به المخاطب ، ومثله : (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(٢) ومثله : (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي)(٣). ومن أسكن (٤) نون (شَنَآنُ) جعله اسما.
٦٦٥ ـ قوله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ) ـ ٣ ـ «من» ابتداء ، وهي شرط ، والجواب : (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، وهو الخبر ، ومعه ضمير محذوف تقديره : فإنّ (٥) الله له غفور رحيم.
٦٦٦ ـ قوله تعالى : (ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ) ـ ٤ ـ (ما) و (ذا) اسم في موضع رفع بالابتداء ، و (أُحِلَّ لَهُمْ) الخبر. وإن شئت جعلت (ذا) بمعنى الذي ؛ فيكون «هو» خبر الابتداء ، و (أُحِلَّ لَهُمْ) صلته. ولا يعمل (يَسْئَلُونَكَ) في (ما) في الوجهين ، لأنها استفهام ، ولا يعمل في الاستفهام ما قبله.
٦٦٧ ـ قوله تعالى : (مُكَلِّبِينَ) ـ ٤ ـ حال من الميم والتاء في (عَلَّمْتُمْ.)
٦٦٨ ـ قوله تعالى : (مُحْصِنِينَ) ـ ٥ ـ حال من المضمر المرفوع في (آتَيْتُمُوهُنَّ). ومثله : (غَيْرَ مُسافِحِينَ) ومثله : (وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) ، وهو عطف على (غَيْرَ مُسافِحِينَ) ولا تعطفه على (مُحْصِنِينَ) لدخول (لا) معه تأكيدا للنفي المتقدم ، ولا نفي مع (مُحْصِنِينَ). وإن شئت جعلت «غَيْرَ مُسافِحِينَ» «وَلا مُتَّخِذِي» نعتا ل (مُحْصِنِينَ) أو حالا من المضمر في (مُحْصِنِينَ)(٦).
__________________
(١) في (ظ) : «ويعين».
(٢) سورة البقرة : الآية ١٣٢.
(٣) سورة هود : الآية ٨٩.
(٤) إسكان النون من «شنآن» قراءة ابن عامر وابن وردان وأبي بكر ، وقرأ الباقون بفتح النون. والنشر ٢ / ٢٤٥ ؛ والإتحاف ص ١٩٧ ؛ والكشف ١ / ٤٠٤.
(٥) في الأصل «تقديره : فأكل ، فإنّ».
(٦) البيان ١ / ٢٨٤ ؛ والعكبري ١ / ١٢١.
٦٦٩ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) ـ ٥ ـ العامل في الظرف محذوف تقديره : وهو خاسر في الآخرة ، ودلّ على الحذف قوله : (مِنَ الْخاسِرِينَ) ، فإن جعلت الألف واللام في (الْخاسِرِينَ) ليستا بمعنى الذي ، جاز أن يكون العامل في الظرف (الْخاسِرِينَ) ليستا بمعنى الذي ، جاز أن يكون العامل في الظرف (الْخاسِرِينَ).
٦٧٠ ـ قوله تعالى : (وَأَرْجُلَكُمْ) ـ ٦ ـ من نصبه (١) عطفه على «الأيدي والوجوه». ومن خفضه عطفه على «الرءوس» وأضمر ما يوجب الغسل ، والآية محكمة ، كأنّه قال : وأرجلكم غسلا. وقال الأخفش وأبو عبيدة (٢) : الخفض فيه على الجوار ، والمعنى : للغسل ؛ وهو بعيد ؛ لا يحمل القرآن عليه. وقال جماعة : هو عطف على «الرءوس» ، والآية منسوخة بالسنّة ، بإيجاب غسل الأرجل ، فهي منسوخة على هذه القراءة. وقيل : هو عطف على «الرءوس» ، محكم ؛ لكنّ التحديد يدلّ على الغسل ، فلمّا حدّ غسل الأرجل إلى الكعبين كما حدّ غسل الأيدي إلى المرفقين ، علم أنه غسل كالأيدي. [وقيل : المسح في اللغة يقع بمعنى الغسل ، فيقال : تمسّحت (٣) للصلاة ، أي توضّأت. فبيّنت السّنّة أنّ المراد بمسح الأرجل إذا خفضت : «الغسل» (٤)].
٦٧١ ـ قوله تعالى : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) ـ ٦ ـ من جعل «الصعيد» الأرض ، أو وجه الأرض ؛ نصب (صَعِيداً) على الظرف. ومن جعل
__________________
(١) النصب قراءة نافع وابن عامر وحفض والكسائي ويعقوب ، وعن الحسن أنه قرأ بالرفع على الابتداء ، والخبر محذوف ، وقرأ الباقون بالخفض. النشر ٢ / ٢٤٥ ؛ والإتحاف ص ١٩٨.
(٢) مجاز القرآن ١ / ١٥٥ ؛ وتفسير القرطبي ٦ / ٩٤.
(٣) في (ح) : «مسحت» وأثبت ما في (ظ ، ق) والكشف.
(٤) الكشف ١ / ٤٠٦ ؛ والبيان ١ / ٢٨٤ ؛ والعكبري ١ / ١٢١ ؛ وتفسير القرطبي ٦ / ٩١ وما بعده.
وفي هامش (ظ) : ٣٧ / ب : «قوله : (بِرُؤُسِكُمْ) الباء زائدة. وقال من لا خبرة له بالعربية : الباء في مثل هذا للتبعيض ؛ وليس بشيء يعرفه أهل العلم ، ووجه دخولها أنها تدل على إلصاق المسح بالرأس. تبيان» وانظر : العكبري ١ / ١٢١.