مشكل إعراب القرآن

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني

مشكل إعراب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني


المحقق: ياسين محمّد السوّاس
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٨٦٣

٤٧٧ ـ قوله تعالى : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) ـ ١٨٠ ـ من قرأه بالياء جعل (الَّذِينَ) فاعلين ل «حسب» وحذف المفعول الأول لدلالة الكلام عليه. و (هُوَ) فاصلة. و (خَيْراً) مفعول ثان ، تقديره : ولا يحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله البخل خيرا لهم ، فدل (يَبْخَلُونَ) على البخل ، فجاز حذفه. فأما من قرأ بالتاء ـ وهو حمزة ـ (١) فإنه جعل المخاطب هو الفاعل ، وهو النبي عليه‌السلام ، و (الَّذِينَ) مفعول أول ، على تقدير حذف مضاف ، وإقامة (الَّذِينَ) مقامه ، و (هُوَ) فاصلة ، و (خَيْراً) مفعول ثان ، تقديره : ولا تحسبنّ يا محمد بخل الذين يبخلون خيرا لهم ، ولا بد من هذا الإضمار ؛ ليكون المفعول الثاني هو الأول في المعنى ، وفيها نظر ؛ لجواز ما في الصلة تفسير ما قبل الصلة ؛ على أن في هذه القراءة مزيّة على القراءة بالياء ؛ لأنك حذفت المفعول وأبقيت المضاف إليه يقوم مقامه ، وحذفت المفعول في قراءة الياء ، ولم تبق ما يقوم مقامه. وفي القراءة أيضا بالياء مزيّة على القراءة بالتاء ، وذلك أنك حذفت «البخل» بعد تقدم (يَبْخَلُونَ). وفي القراءة بالتاء حذفت البخل قبل إتيان (يَبْخَلُونَ) ، وجعلت ما في صلة (الَّذِينَ) يفسر ما قبل الصلة. فالقراءتان متوازيتان في القوة والضعف (٢).

٤٧٨ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ) ـ ١٨٣ ـ (الَّذِينَ) في موضع خفض بدل من (الَّذِينَ) في قوله : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ) ـ ١٨١ ـ ، أو في موضع نصب على إضمار «أعني» ، أو في موضع رفع على «هم».

٤٧٩ ـ قوله تعالى : (أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ) ـ ١٨٣ ـ «أن» في موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، أي بأن لا نؤمن. و «أن» تكتب

__________________

اللام زائدة ، والخبر هو الفعل ، وهذا ضعيف ؛ لأن ما بعدها قد انتصب ، فإن كان النصب باللام نفسها فليست زائدة ، وإن كان النصب بأن فسد لما ذكرنا. أبو البقاء». وانظره في إملاء ما منّ به الرحمن ١ / ٩٣.

(١) وقرأ الباقون بالياء. التيسير ، ص ٩٢ ، والنشر ٢ / ٢٣٦.

(٢) الكشف ١ / ٣٦٦ ؛ والبيان ١ / ٢٣٢ ؛ والعكبري ١ / ٩٣ ؛ وتفسير القرطبي ٤ / ٢٩٠.

١٦١

منفصلة من «لا» إن أدغمتها في اللام بغنّة ، فإن أدغمتها بغير غنّة كتبتها متصلة ؛ هذا قول الملهم [صاحب الأخفش](١). وقال غيره : بل تكتب منفصلة على كل حال. وقيل : إن قدّرتها مخففة من الثقيلة كتبتها منفصلة ؛ [لأن معها مضمرا يفصلها في النيّة مما بعدها](٢) ، وإن قدّرتها الناصبة للفعل كتبتها متصلة [؛ إذ ليس بعدها مضمر مقدر].

٤٨٠ ـ قوله تعالى : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) ـ ١٨٨ ـ من قرأه بالياء جعل الفعل غير متعد ، و (الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) فاعلون. ومن قرأ «فلا يحسبنّهم» بالياء جعله بدلا من : «لا يحسبنّ الذين يفرحون» على قراءة من قرأ بالياء. والفاء في «فلا» زائدة ، فلم تمنع من البدل ، ولما تعدّى «فلا يحسبنهم» إلى مفعولين استغنى بذلك عن تعدي : «لا يحسبنّ الذين يفرحون» ؛ لأن الثاني بدل منه. فوجه القراءة لمن قرأ «لا يحسبنّ الذين يفرحون» بالياء ، أن يقرأ : «فلا يحسبنّهم» بالياء أيضا ، ليكون بدلا من الأول ، فيستغني بتعدّيه عن تعدي الأول. فأما من قرأ الأول بالياء ، والثاني بالتاء ، فلا يحسن فيه البدل ؛ لاختلاف فاعليهما ، ولكن يكون مفعولا الأول حذفا ؛ لدلالة مفعولي الثاني عليهما. فأمّا من قرأ (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) بالتاء ـ وهم الكوفيون (٣) ـ فإنهم أضافوا الفعل إلى المخاطب ،

__________________

(١) زيادة في الأصل. والأخفش : هو هارون بن موسى بن شريك التغلبي ، أبو عبد الله ، المفسر النحوي ، شيخ القراء بدمشق ، يعرف بالأخفش الدمشقي ، توفي سنة ٢٩٢ ه‍. (معجم الأدباء ١٩ / ٢٦٣ ؛ إنباه الرواة ٣ / ٣٦١ ؛ طبقات القراء ٢ / ٣٤٧ ؛ طبقات المفسرين ٢ / ٣٤٧).

وصاحبه أبو الحسن بن الأخرم ، وهو محمد بن النّضر ، الرّبعي الدمشقي. كانت له حلقة عظيمة بجامع دمشق ، يقرءون عليه من بعد الفجر إلى الظهر ، توفي سنة ٣٤١ ه‍. (سير أعلام النبلاء ٥ / ٥٦٤ ؛ معرفة القراء الكبار ١ / ٢٣٤ ؛ شذرات الذهب ٢ / ٣٦١).

(٢) زيادة في (ظ ، ق).

(٣) قرأ بالتاء عاصم ، وحمزة ، والكسائي ، ويعقوب ، وخلف ، وقرأ الباقون بالياء. النشر ٢ / ٢٣٨ ، والإتحاف ص ١٨٣.

١٦٢

وهو النبي عليه‌السلام ، و (الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) مفعول أول ل «حسب» ، وحذف الثاني لدلالة ما بعده عليه وهو (بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ.) وقد قيل : إن (بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) هو المفعول الثاني ل «حسب» الأول على تقدير التقديم ، ويكون المفعول الثاني ل «حسب» الثاني محذوفا ، لدلالة الأول عليه ، تقديره : لا تحسبنّ يا محمد الذين يفرحون بما أتوا بمفازة من العذاب ؛ فلا تحسبنّهم بمفازة من العذاب ، ثم حذف الثاني ؛ كما تقول : ظننت زيدا ذاهبا ، وظننت عمرا ؛ تريد : ذاهبا ، فتحذفه لدلالة الأول عليه. ويجوز أن يكون (تَحْسَبَنَّهُمْ) في قراءة من قرأ بالتاء بدلا من (تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) في قراءة من قرأ بالتاء أيضا ، لاتفاق الفاعلين والمفعولين ؛ والفاء الزائدة لا تمنع من البدل. فأما من قرأ الأول بالتاء ، والثاني بالياء ، فلا يحسن في الثاني البدل ؛ لاختلاف فاعليهما ، ولكن يكون المفعول الثاني ل «حسب» الأول محذوفا ؛ لدلالة ما بعده عليه ، أو يكون (بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) هو المفعول الثاني له ، ويكون الثاني ل «حسب» الثاني محذوفا كما ذكرنا أولا (١).

٤٨١ ـ قوله تعالى : (وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ) ـ ١٨٥ ـ «ما» في (إِنَّما) كافّة ل «إنّ» عن العمل ، ولا يحسن أن تكون «ما» بمعنى الذي ، لأنّه يلزم رفع (أُجُورَكُمْ) ؛ ولم يقرأ به أحد ؛ لأنه يصير التقدير : وإنّ الذي توفّونه أجوركم ؛ كما تقول : إنّ الذي أكرمته عمرو ؛ وأيضا فإنك تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء.

٤٨٢ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ) ـ ١٩١ ـ (الَّذِينَ) في موضع خفض بدل من «أولي» ، أو في موضع نصب على «أعنى» ، أو موضع رفع على : هم الذين يذكرون. وواحد «أولي» «ذي» المضاف ، فإن كان منصوبا ، نحو : (يا أُولِي الْأَلْبابِ)(٢) ، فواحدهم «ذا» المضاف ، فإن كان

__________________

(١) الكشف ١ / ٣٦٧ وما بعده ؛ والبيان ١ / ٢٣٢ ؛ والعكبري ١ / ٩٤.

(٢) سورة البقرة : الآية ١٧٩ وغيرها.

١٦٣

مرفوعا نحو : (أُولُوا بَقِيَّةٍ)(١) فواحدهم «ذو» المضاف ، وقد ذكرنا (٢) أن واحد أولئك «ذا» المبهم من قولك «هذا».

٤٨٣ ـ قوله تعالى : (قِياماً وَقُعُوداً) ـ ١٩١ ـ حالان من المضمر في (يَذْكُرُونَ).

٤٨٤ ـ وقوله تعالى : (وَعَلى جُنُوبِهِمْ) ـ ١٩١ ـ حال منه أيضا ، في موضع نصب ، كأنّه قال : ومضطجعين.

٤٨٥ ـ قوله تعالى : (وَيَتَفَكَّرُونَ) ـ ١٩١ ـ عطف على (يَذْكُرُونَ) ، داخل في صلة (الَّذِينَ).

٤٨٦ ـ قوله تعالى : (باطِلاً) ـ ١٩١ ـ مفعول من أجله ، أي ما خلقت هذا للباطل.

٤٨٧ ـ قوله تعالى : (سُبْحانَكَ) ـ ١٩١ ـ منصوب على المصدر في موضع «تسبيحا» ، أي نسبّحك تسبيحا ، ومعناه : ننزّهك من السوء تنزيها ، ونبرّئك منه تبرئة (٣).

٤٨٨ ـ قوله تعالى : (أَنْ آمِنُوا) ـ ١٩٣ ـ «أن» في موضع نصب على حذف حرف الخفض ، أي بأن آمنوا.

٤٨٩ ـ قوله تعالى : (وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ) ـ ١٩٣ ـ أي : توفنا أبرارا مع الأبرار ، كما قال (٤) :

__________________

(١) سورة هود : الآية ١١٦.

(٢) راجع فقرة (٢٠) من سورة البقرة.

(٣) راجع فقرة (٧٢) من سورة البقرة.

(٤) هو صدر بيت قاله النابغة الذبياني ، وتمامه :

كأنّك من جمال بني أقيش

يقعقع ، خلف رجليه ، بشن

و «بني أقيش» حي من الجن ، ويقال هم حي من اليمن في إبلهم نفار. والشن : القربة البالية. والبيت في ديوانه ، ص ١٢٣ ؛ والخزانة ١ / ٣٥٨ ؛ وهو من شواهد سيبويه ١ / ٣٧٥ ؛ والمقتضب ٢ / ١٣٨ ؛ وإعراب القرآن للنحاس ١ / ٣٨٦ ؛

١٦٤

كأنّك من جمال بني أقيش

أي كأنك جمل من جمال بني أقيش

وواحد (الْأَبْرارِ) بارّ ، ويجوز أن يكون واحدهم «برّا» ، وأصله : برر ، مثل كتف.

٤٩٠ ـ قوله تعالى : (أَنِّي لا أُضِيعُ) ـ ١٩٥ ـ «أنّ» في موضع نصب ، أي : بأنّي. وقرأ ابن عمر (١) : «إني» بالكسر ، على تقدير : فقال : إني لا أضيع (٢).

٤٩١ ـ قوله تعالى : (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ) ـ ١٩٥ ـ نصب على المصدر عند البصريين ، فهو (٣) مصدر مؤكد. وقال الكسائي : هو منصوب على القطع ، أي على الحال. وقال الفرّاء (٤) : هو منصوب على التفسير.

٤٩٢ ـ قوله تعالى : (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ)(٥) ـ ١٩٥ ـ (اللهِ) مبتدأ ، و (حُسْنُ) مبتدأ ثان ، و (عِنْدَهُ) خبر (حُسْنُ) ، و (حُسْنُ) وخبره خبر عن اسم الله تعالى. و (الْمَآبِ)(٦) وزنه «مفعل» ، وأصله «مأوب» ، ثم قلبت حركة الواو على الهمزة ، وأبدل من الواو ألف مثل : مقال ، ومكان.

٤٩٣ ـ قوله تعالى : (فَالَّذِينَ هاجَرُوا) ـ ١٩٥ ـ مبتدأ ، وخبره (لَأُكَفِّرَنَّ).

٤٩٤ ـ قوله تعالى : (مَتاعٌ قَلِيلٌ) ـ ١٩٧ ـ رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هو متاع أو ذلك متاع ، ونحوه.

__________________

والشنتمري ١ / ٢٥٩ ، و ٢ / ٦٥. والشاهد فيه حذف الاسم الموصوف لدلالة الصفة عليه.

(١) هو عيسى بن عمر ، كما في تفسير القرطبي ٤ / ٣١٨ ؛ والبحر المحيط ٣ / ١٤٣.

(٢) في الأصل : «لأضيع».

(٣) في الأصل «هو».

(٤) معاني القرآن ١ / ٢٥٠.

(٥) في الأصل : «المآب» وهي في الآية : ١٤ من هذه السورة ، وقد ذكرت الفقرة بتمامها في رقم (٣٥٤) ، ذكرت في النسخ كلها عدا نسخة الأصل ، وفيها الصواب.

(٦) لفظ المآب في الآية : ١٤ كما ذكرنا.

١٦٥

٤٩٥ ـ قوله تعالى : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ـ ١٩٨ ـ في موضع رفع على النعت ل (جَنَّاتٌ) ، وإن شئت في موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع في (لَهُمْ) ، إذ هو كالفعل المتأخر بعد الفاعل إن رفعت (جَنَّاتٌ) بالابتداء ، فإن رفعتها بالاستقرار لم يكن في (لَهُمْ) ضمير مرفوع ؛ إذ هو كالفعل المتقدم على فاعله ، فافهمه.

٤٩٦ ـ قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها) ـ ١٩٨ ـ حال من المضمر المخفوض في (لَهُمْ) ؛ والعامل في الحال ، الناصب لها أبدا ، هو العامل في صاحب الحال ؛ لأنها هو (١).

٤٩٧ ـ قوله تعالى : (نُزُلاً) ـ ١٩٨ ـ القول فيه والاختلاف مثل (ثَواباً)(٢).

٤٩٨ ـ قوله تعالى : (خاشِعِينَ) ـ ١٩٩ ـ حال من المضمر في (يُؤْمِنُ) أو في (إِلَيْهِمْ). وكذلك : (لا يَشْتَرُونَ) مثل «خاشعين».

__________________

(١) أي : لأنها هو في المعنى.

(٢) في الأصل : «ثواب».

١٦٦

مشكل إعراب سورة

«النساء»

٤٩٩ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) ـ ١ ـ «أيّ» نداء مفرد ، ولذلك ضمّ ، وضمّه بناء وليس بإعراب ، وموضعه موضع نصب ؛ لأنه مفعول به في المعنى. و (النَّاسُ) نعت ل «أي» ، وهو نعت لا يستغنى عنه ؛ لأنه هو المنادى في المعنى. ولا يجوز عند سيبويه (١) نصبه على الموضع ، كما جاز في : يا زيد الظريف ، والظريف ، على الموضع ؛ لأن هذا نعت قد يستغنى عنه. وقال الأخفش : (النَّاسُ) صلة ل «أي» ، فلذلك لا يجوز حذفه ، ولا نصبه. وأجاز المازني نصب (النَّاسُ) في (يا أَيُّهَا النَّاسُ) قياسا على : يا زيد الظريف.

٥٠٠ ـ قوله تعالى : (وَالْأَرْحامَ) ـ ١ ـ من نصبه عطفه على اسم الله [تعالى] ، أي : اتقوا الأرحام أن تقطعوها. ويجوز أن يكون عطفه على موضع (بِهِ) ؛ كما تقول : مررت بزيد وعمرا ، تعطفه على موضع «بزيد» ؛ لأنه مفعول به في موضع نصب ؛ وإنما ضعف الفعل فتعدى بحرف. ومن خفضه (٢) عطفه على الهاء في (بِهِ) ؛ وهو قبيح عند سيبويه ؛ لأنّ المضمر المخفوض بمنزلة التنوين ، لأنه يعاقب التنوين في مثل : غلامي وغلامك ،

__________________

(١) الكتاب ، لسيبويه ١ / ٣٩.

(٢) قرأ بخفض الميم من «الأرحام» حمزة ، وقرأ الباقون بالنصب. النشر ٢ / ٢٣٩ ؛ والإتحاف ص ٨٥.

١٦٧

وداري ودارك ، ونحوه. ويدل على أنه كالتنوين أنهم حذفوا الياء في النداء ؛ إذ هو موضع يحذف فيه التنوين ، تقول : يا غلام أقبل ، فلا يعطف على ما قام مقام التنوين ، كما لا يعطف على التنوين. وقال المازني : كما لا يعطف الأول على الثاني ؛ إذ لا ينفرد بعد حرف العطف (١) ؛ كذلك لا يعطف الثاني على الأول ؛ لأن المعطوف والمعطوف عليه شريكان ، لا يجوز في أحدهما إلا ما يجوز في الآخر ، [فإن قلت : مررت به وبعمرو ، جاز ؛ لأنك تقول : مررت بعمرو وبه](٢).

٥٠١ ـ قوله تعالى : (نِحْلَةً) ـ ٤ ـ مصدر «نحل». وقيل : هو مصدر في موضع الحال.

٥٠٢ ـ قوله تعالى : (هَنِيئاً مَرِيئاً) ـ ٤ ـ حالان من الهاء في (فَكُلُوهُ) ؛ تقول : هنأني ومرأني ، فإن أفردت «مرأني» لم تقل إلا «أمرأني». والضمير المرفوع في (فَكُلُوهُ) يعود على الأزواج ، وقيل : على الأولياء. والهاء في (فَكُلُوهُ) تعود على «شيء» [في قوله تعالى : (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ) ، و (مِنْهُ) راجع على الصداق لكل واحدة ؛ وهو المهر ، و (مِنْهُ) للتبعيض في هذا ، أي من جميعه ، والله أعلم](٣).

٥٠٣ ـ قوله تعالى : (قِياماً) ـ ٥ ـ من قرأه (٤) بغير ألف جعله جمع «قيمة» كديمة وديم. ويدل على أنه جمع أنه اعتل فانقلبت واوه ياء

__________________

(١) وعلل المازني هذا بقوله : لا يجوز «مررت بزيد وك» كذلك لا يجوز «مرت بك وزيد». تفسير القرطبي ٥ / ٣.

(٢) زيادة في الأصل. وانظر الكشف ١ / ٣٧٥ ؛ والبيان ١ / ٢٤٠ ؛ والعكبري ١ / ٩٦ ، والكشاف ١ / ٤٩٣. وفي هامش (ظ) : ٣٠ / ب : «قوله تعالى : (بِالطَّيِّبِ) هو المفعول الثاني لتتبدلوا. (إِلى أَمْوالِكُمْ) إلى متعلقة بمحذوف ، وهو في موضع الحال ، أي مضافة «إِلى» أموالكم. وقيل : هو مفعول به على المعنى ؛ لأن معنى «لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ» : لا تضيعوها». (أبو البقاء ١ / ٩١؟؟؟).

(٣) زيادة في الأصل.

(٤) قرأ بغير ألف ابن عامر ، ووافقه نافع ، وقرأ الباقون بالألف. النشر ٢ / ٢٣٩ ؛ والإتحاف ص ١٨٦.

١٦٨

لانكسار ما قبلها ، ولو كان مصدرا صحّ ولم يعتل ، كما لم يعتل «الحول والعور» فمعناه : التي جعلها الله لكم قيمة لأمتعتكم ومعايشكم. وإنما قال (الَّتِي) ، ولم يقل : «اللاتي» ، لأنه جمع لا يعقل ، فجرى على لفظ الواحد ، كما قال : (فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي)(١) ، وقال : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي)(٢) ، ولو كان يعقل لقال : «اللاتي» ؛ كما قال : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي)(٣) (وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي)(٤) (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي)(٥) ؛ هذا هو الأكثر في كلام العرب. وقد يجوز فيما لا يعقل «اللاتي» ، وفيما يعقل «التي» ، وقد قرئ (٦) «أموالكم اللاتي» بالجمع.

ومن قرأ «قياما» جعله [اسما من : أقام الشيء ، وإن شئت جعلته] مصدرا ل «أقام» ، تقول : أقام يقيم قياما. وقد يأتي في معناه «قوام» فلا يعل (٧). قال الأخفش : فيه ثلاث لغات : القيام والقوام والقيم ؛ كأنه جعل من قرأ «قيما» مصدرا أيضا ، [ولم يجعله جمعا](٨).

٥٠٤ ـ قوله تعالى : (ما طابَ لَكُمْ) ـ ٣ ـ (ما) والفعل مصدر (٩) ، أي فانكحوا الطيّب ، أي الحلال. و (ما) تقع لما لا يعقل ، ولنعوت ما يعقل ، فلذلك وقعت هنا لنعت ما يعقل.

٥٠٥ ـ قوله تعالى : (مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) ـ ٣ ـ (مَثْنى) في موضع نصب بدل من (ما) ، ولم ينصرف لأنه معدول عن : اثنين اثنين ، دالّ على

__________________

(١) سورة هود : الآية ١٠١.

(٢) سورة مريم : الآية ٦١.

(٣) سورة النساء : الآية ٢٣.

(٤) سورة النساء : الآية ٢٣.

(٥) سورة النور : الآية ٦٠.

(٦) هي قراءة الحسن كما في الإتحاف ، ص ١٨٦.

(٧) في (ح ، ظ ، ق ، د) : «فلا يعتل».

(٨) زيادة في الأصل.

(٩) في هامش (ح) : «لأن ما مصدرية».

١٦٩

التكرير ، ولأنه معدول عن مؤنث ؛ لأن العدد مؤنث (١). وقال الفراء (٢) : لم ينصرف لأنه معدول عن معنى الإضافة ، وفيه تقدير دخول الألف واللام (٣) ، وأجاز (٤) صرفه في العدد (٥) ، على أنه نكرة. وقال الأخفش : (٦) إن سميت به صرفته في المعرفة والنكرة ؛ لأنه قد زال عنه العدل. وقيل : لم ينصرف لأنه معدول عن لفظه وعن معناه. وقيل : امتنع من الصرف ؛ لأنه معدول ، ولأنه صفة. وقيل : امتنع من الصرف لأنه معدول ، ولأنه جمع. وقيل : امتنع لأنه معدول ، ولأنه عدل على غير أصل العدل ؛ لأن (٧) أصل العدل إنما هو للمعارف ، وهذا نكرة بعد العدل. (وَثُلاثَ وَرُباعَ) مثل : (مَثْنى) في جميع علله.

٥٠٦ ـ قوله تعالى : (فَواحِدَةً) ـ ٣ ـ من نصبه فمعناه : فانكحوا واحدة. وقرأ الأعرج بالرفع (٨) على معنى : فواحدة تقنع ، فهو ابتداء محذوف الخبر.

٥٠ ـ قوله تعالى : (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) ـ ٣ ـ عطف على (فَواحِدَةً) على معنى الوجهين (٩) جميعا. و (ما مَلَكَتْ) مصدر ، فلذلك وقعت (ما) لمن يعقل ، فهو لصفة من يعقل.

٥٠٨ ـ قوله تعالى : (نَفْساً) ـ ٤ ـ تفسير ، وتقديمه لا يجوز عند سيبويه البتّة. وأجاز المبرّد والمازني تقديمه إذا (١٠) كان العامل

__________________

(١) في هامش (ح) : «لأن العدد جمع ، والجمع كله مؤنث ، لأنه بمعنى الجماعة».

(٢) معاني القرآن ١ / ٢٥٤.

(٣) في هامش (ح) : «والألف واللام بدل من المضاف إليه المحذوف».

(٤) في هامش (ح) : «أي الفراء».

(٥) في هامش (ح) : «أي مثنى النساء».

(٦) معاني القرآن ، ص ٢٢٥.

(٧) في (ظ) : «لأن الأصل في العدل».

(٨) الرفع قراءة أبي جعفر ، وقرأ الباقون بالنصب. النشر ٢ / ٢٣٩ ؛ والإتحاف ص ١٨٦.

(٩) في هامش (ح) : «أي النصب والرفع».

(١٠) أبو جعفر النحاس «إذا كان العامل فعلا».

١٧٠

متصرفا (١). قوله تعالى : (إِسْرافاً) ـ ٦ ـ مفعول من أجله. وقيل : هو مصدر في موضع الحال ، و (بِداراً) مثله.

٥٠٩ ـ قوله تعالى : (أَنْ يَكْبَرُوا) ـ ٦ ـ «أن» في موضع نصب ب «بدار» (٢).

٥١٠ ـ قوله تعالى : (نَصِيباً مَفْرُوضاً) ـ ٧ ـ حال ، وقيل : هو مصدر.

٥١١ ـ قوله تعالى : (فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) ـ ٨ ـ الهاء تعود على المقسوم ؛ لأن لفظ القسمة دلت عليه.

٥١٢ ـ قوله تعالى : (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) ـ ١١ ـ ابتداء وخبر في موضع نصب ؛ تبيين للوصية وتفسير لها.

٥١٣ ـ قوله تعالى : (فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ) ـ ١١ ـ في «كان» اسمها ، و (نِساءً) خبرها ، تقديره : فإن كان المتروكات نساء فوق اثنتين ، وإنما أعطي للابنتين الثلثان بالسنة ، ودلالة النص (٣) في الأختين أنّ لهما الثلثين ، وليس في النص هاهنا [لهما] دليل على أخذهما للثلثين ، لكن في النص على الثلثين للأختين دلالة ؛ إذ قد جعل الله الأخت الواحدة كالبنت الواحدة ، وبيّن أن للأختين الثلثين ، وسكت عن البنتين ، فحملا على حكم الأختين ، بدليل النص والسنة (٤).

٥١٤ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً) ـ ١١ ـ من رفع جعل «كان»

__________________

(١) الكتاب ١ / ١٠٥ ؛ والمقتضب ٢ / ١٧٣ ؛ وإعراب القرآن للنحاس ١ / ٣٩٤ ؛ وتفسير القرطبي ٥ / ٢٦.

(٢) في هامش (ظ) ٣١ / أ : «مفعول (بِداراً) ، أي بدارا كبرهم. أبو البقاء». وانظره في العكبري ١ / ٩٨.

(٣) وهو في قوله تعالى : (فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ) سورة النساء : الآية ١٧٦.

(٤) انظر : إعراب القرآن للنحاس ١ / ٣٩٨ ؛ وتفسير القرطبي ٥ / ٦٣ ؛ وتفسير ابن كثير ١ / ٤٥٨.

١٧١

تامة لا تحتاج إلى خبر ، بمعنى : حدث ووقع ، فرفع «واحدة» بفعلها ، وهي قراءة نافع (١) وحده. ومن نصب «واحدة» جعل «كان» هي الناقصة التي تحتاج إلى خبر ، فجعل «واحدة» خبرها ، وأضمر في «كان» اسمها ، تقديره : وإن كانت المتروكة واحدة (٢).

٥١٥ ـ قوله تعالى : (السُّدُسُ) ـ ١١ ـ رفع بالابتداء ، وما قبله خبره ، وكذلك : (الثُّلُثُ) و (السُّدُسُ) ، وكذلك : (نِصْفُ ما تَرَكَ) ـ ١٢ ـ ، وكذلك (فَلَكُمُ الرُّبُعُ) ، وكذلك : (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ) و (فَلَهُنَّ الثُّمُنُ) وكذلك : (فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ). (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي)(٣) (بِها) أي وصيّة لا دين معها ؛ لأنّ الدّين هو المقدّم على الوصية.

٥١٦ ـ قوله تعالى : (نَفْعاً) ـ ١١ ـ نصب على التفسير.

٥١٧ ـ قوله تعالى : (فَرِيضَةً مِنَ اللهِ) ـ ١١ ـ مصدر.

٥١٨ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً) ـ ١٢ ـ (كانَ) بمعنى وقع ، و (يُورَثُ) [بمعنى موروث](٤) ، نعت ل (رَجُلٌ) ، و (رَجُلٌ) رفع ب (كانَ). و (كَلالَةً) نصب على التفسير ، وقيل : [هو] نصب على الحال ، على أنّ «الكلالة» هو الميت في هذين الوجهين. وقيل : هو نصب على أنه نعت لمصدر محذوف ، تقديره : يورث وراثة كلالة ؛ على أنّ «الكلالة» هو المال الذي لا يرثه ولد ، ولا والد ، وهو قول عطاء (٥). وقيل : هو خبر «كان» على أنّ «الكلالة» اسم للورثة ، وتقديره : ذا كلالة. فأمّا من قرأ «يورث» بكسر (٦) الراء ، أو بكسرها والتشديد ، ف (كَلالَةً)

__________________

(١) قرأ به أيضا أبو جعفر ، وقرأ الباقون بالنصب. والنشر ٢ / ٢٣٩ ؛ والإتحاف ص ١٨٧.

(٢) الكشف ١ / ٣٧٨ ؛ والبيان ١ / ٢٤٤.

(٣) قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر بفتح الصاد ، وافقهم حفص. وقرأ الباقون بكسر الصاد. النشر ٢ / ٢٤٨ ؛ وتفسير القرطبي ٥ / ٧٢.

(٤) زيادة في الأصل.

(٥) تفسير القرطبي ٥ / ٧٧ ؛ والبحر المحيط ٣ / ١٨٩.

(٦) قرأ به الحسن ، جعله من أورث ، وقرأ أبو رجاء والحسن والأعمش بكسر الراء

١٧٢

مفعولة ب (يُورَثُ) ، و (كانَ) بمعنى وقع.

٥١٩ ـ قوله تعالى : (غَيْرَ مُضَارٍّ) ـ ١٢ ـ نصب على الحال من المضمر في (يُوصى).

٥٢٠ ـ قوله تعالى : (وَصِيَّةٍ) ـ ١٢ ـ مصدر.

٥٢١ ـ قوله تعالى : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ـ ١٣ ـ الجملة في موضع نصب على النعت ل (جَنَّاتٍ).

٥٢٢ ـ قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها) ـ ١٣ ـ حال من الهاء في (يُدْخِلْهُ) ، وإنما جمع لأنّه حمل على معنى (مَنْ).

٥٢٣ ـ قوله تعالى : (خالِداً فِيها) ـ ١٤ ـ حال من الهاء في «يُدْخِلْهُ» ، ووحّد لأنه حمل على لفظ (مَنْ) ، ولو جعلت (خالِداً) نعتا ل «نار» لجاز في الكلام ، لكنّك تظهر الضمير الذي في «خالد» فتقول : خالدا هو فيها ، وسترى أصل هذا مبينا [إن شاء الله](١).

٥٢٤ ـ قوله تعالى : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) ـ ١٦ ـ الاختيار عند سيبويه (٢) في (الَّذانِ) الرفع ، وإن كان معنى الكلام الأمر ؛ لأنه لمّا وصل «الذي» بالفعل تمكّن معنى الشرط فيه ؛ إذ لا يقع على شيء بعينه ، فلمّا تمكن الشرط والإبهام فيه ، جرى مجرى الشرط ، فلم يعمل فيه ما قبله من الإضمار ، كما لا يعمل (٣) في الشرط ما قبله من مضمر أو مظهر ، فلمّا بعد (٤) أن يعمل في «الذين» ما قبلهما من الإضمار ، لم يحسن الإضمار قبلهما ، فلمّا لم يحسن الإضمار للفعل قبلهما لينصبهما ، رفعا بالابتداء ، كما يرفع الشرط. والنصب جائز على تقدير إضمار فعل ، لأنه إنما أشبه

__________________

وتشديدها من ورث. البحر المحيط ٣ / ١٨٩.

(١) زيادة في الأصل. وفي هامش (ح) : عبارة «بلغ».

(٢) انظر الكتاب ١ / ٧٢.

(٣) في الأصل : «كما لم يعمل».

(٤) في الأصل : «فلما لم يمكن».

١٧٣

الشرط ، وليس المشبّه بالشيء كالشيء في حكمه ، فلو وصلت «الذين» بظرف ، بعد شبه بالشرط ، فيصير هو الاختيار ، إذا كان في الكلام معنى الأمر أو النهي ، نحو قولك : اللذين عندك فأكرمهما ، النصب فيه الاختيار ، ويجوز الرفع. والرفع فيما وصل بفعل الاختيار ، ويجوز النصب على إضمار فعل يفسره (١) ما بعده من الخبر ، ويقبح أن يفسره ما في الصلة. ولو حذفت الهاء من الخبر لم يحسن عمله في «اللذين» ، لأنّ الفاء تمنع من ذلك ؛ إذ ما بعدها منقطع مما قبلها (٢).

٥٢٥ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) ـ ١٩ ـ (أَنْ) في موضع رفع ب (يَحِلُّ) ، وهو نهي عن تزويج المرأة مكرهة ، وهو شيء كان يفعله أهل الجاهلية ؛ يكون الابن أو القريب أولى بزوجة الميت من غيره ، وإن كرهت ذلك المرأة. و (كَرْهاً) مصدر في موضع الحال ، ومثله (بُهْتاناً) ـ ٢٠ ـ.

٥٢٦ ـ قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ) ـ ١٩ ـ (أَنْ) استثناء ليس من الأول ، في موضع نصب.

٥٢٧ ـ قوله تعالى : (فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً) ـ ١٩ ـ (أَنْ) في موضع رفع ب «عسى» ؛ لأن معناها : قربت كراهتكم لشيء وجعل الله فيه خيرا كثيرا ، ف (أَنْ) والفعل مصدر.

٥٢٨ ـ قوله تعالى : (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) ـ ٢٢ ـ «ما» في موضع نصب استثناء منقطع.

٥٢٩ ـ قوله تعالى : (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) ـ ٢٣ ـ (أَنْ) في موضع رفع عطف على (أُمَّهاتُكُمْ) ، أي وحرّم عليكم الجمع بين الأختين ،

__________________

(١) في (ظ ، ق) : «يفسره الخبر».

(٢) في هامش (ظ) : ٣١ / ب : «واللذان ، أي الرجل والمرأة ، واللذين وهاتين. هذان وفذانك ، بتخفيف النون على أصل التثنية وبتشديدها ، جعل التشديد عوضا من الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ، وهما الألف التي كانت في آخر الواحد وألف التثنية ، يأتيانها. كواشي»

١٧٤

وكذلك : (وَالْمُحْصَناتُ) ـ ٢٤ ـ [رفع] عطف على (أُمَّهاتُكُمْ).

٥٣٠ ـ قوله تعالى : (كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ) ـ ٢٤ ـ نصب على المصدر ، على قول سيبويه (١) ؛ لأنه لمّا قال : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) علم أن ذلك مكتوب ، فكأنه قال : كتب الله ذلك عليكم كتابا. وقال الكسائي (٢) : هو منصوب على الإغراء ب (عَلَيْكُمْ) ، وهو بعيد ؛ لأن ما انتصب بالإغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل ، وهو (عَلَيْكُمْ) ؛ وقد تقدّم في هذا الموضع ، ولو كان النص : عليكم كتاب الله ، لكان نصبه على الإغراء أحسن من المصدر (٣).

٥٣١ ـ قوله تعالى : (إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) ـ ٢٤ ـ (ما) في موضع نصب على الاستثناء ، و (ما) و (مَلَكَتْ) مصدر ؛ ولذلك وقعت (ما) لمن يعقل ؛ لأن المراد بها صفة من يعقل ، و (ما) يسأل بها عما لا يعقل وعن صفات من يعقل.

٥٣٢ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ) ـ ٢٤ ـ (أَنْ) في موضع نصب على البدل من (ما) في قوله عزوجل : (ما وَراءَ ذلِكُمْ) ، أو في موضع رفع على قراءة من قرأ (٤) : «وأحلّ» على ما لم يسمّ فاعله ، بدل من (ما) أيضا.

٥٣٣ ـ قوله تعالى : (مُحْصِنِينَ) ـ ٢٤ ـ حال من المضمر في (تَبْتَغُوا) وكذا (غَيْرَ مُسافِحِينَ.)

٥٣٤ ـ قوله تعالى : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ) ـ ٢٤ ـ «ما» رفع بالابتداء ، وهي شرط ، وجوابه : (فَآتُوهُنَّ) وهو خبر الابتداء.

__________________

(١) الكتاب ١ / ١٩١.

(٢) في (ح ، ظ ، د ، ق) : «وقال الكوفيون».

(٣) راجع المسألة (٢٧) من كتاب الإنصاف ٢ / ١٢٦ وما بعده.

(٤) أي قرأ بضم الهمزة وكسر الحاء ، وهي قراءة أبي جعفر وحمزة والكسائي ، وخلف وحفص ، وقرأ الباقون بفتحها. النشر ٢ / ٢٤٠ ؛ وإتحاف فضلاء البشر ص ٨٨.

١٧٥

٥٣٥ ـ قوله تعالى : (فَرِيضَةً) ـ ٢٤ ـ حال ، وقيل : مصدر في موضع الحال.

٥٣٦ ـ قوله تعالى : (أَنْ يَنْكِحَ) ـ ٢٥ ـ (أَنْ) في موضع نصب بحذف حرف الجر ، تقديره : إلى أن ينكح ، ولأن ينكح.

٥٣٧ ـ قوله تعالى : (مُحْصَناتٍ) ـ ٢٥ ـ حال من الهاء والنون في (منهنّ) ، وكذا : (غَيْرَ مُسافِحاتٍ) ، وكذا : (وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ.)

٥٣٨ ـ قوله تعالى : (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ) ـ ٢٥ ـ ذلك مبتدأ وما بعده خبره ، أي الرّخصة في نكاح الإماء لمن خشي العنت.

٥٣٩ ـ قوله تعالى : (وَأَنْ تَصْبِرُوا) ـ ٢٥ ـ «أن» في موضع رفع بالابتداء ، و (خَيْرٌ) خبره ، تقديره : والصبر عن تزويج الإماء خير لكم.

٥٤٠ ـ قوله تعالى : (ضَعِيفاً) ـ ٢٨ ـ نصب على الحال ، أي خلق يغلبه هواه وشهوته وغضبه ورضاه ، فاحتاج إلى أن يخفّف الله عنه.

٥٤١ ـ قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً) ـ ٢٩ ـ من رفع (١) جعل «كان» تامة بمعنى «وقع». ومن نصب جعلها خبر «كان» وأضمر في «كان» اسمها ، تقديره : إلا أن تكون الأموال أموال تجارة ، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، وقيل تقديره : إلا أن تكون التجارة تجارة ، والتقدير الأول أحسن ؛ لتقدّم ذكر الأموال (٢). و (أَنْ) في قوله : (إِلَّا أَنْ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع. ومثل (تِجارَةً) قوله : (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً) ـ ٤٠ ـ في الرفع والنصب.

٥٤٢ ـ قوله تعالى : (عُدْواناً وَظُلْماً) ـ ٣٠ ـ مصدران في موضع الحال ، وكأنه قال : متعديا وظالما.

__________________

(١) قرأ برفع «تجارة» أبو جعفر ، ونافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب ، وابن عامر. أما النصب فقراءة الكوفيين : عاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف. انظر : النشر ٢ / ٢٤٠ ؛ والتيسير ص ٩٥ ؛ والإتحاف ، ص ١٨٩.

(٢) الكشف ١ / ٣٨٦ ؛ والبيان ١ / ٢٥١ ؛ والعكبري ١ / ١٠٣.

١٧٦

٥٤٣ ـ قوله تعالى : (مُدْخَلاً) ـ ٣١ ـ مصدر ، فمن فتح (١) الميم جعله مصدر «دخل» ، ومن ضمّها جعله مصدر «أدخل». وقوله تعالى : (وَنُدْخِلْكُمْ) يدل على «أدخل».

٥٤٤ ـ قوله تعالى : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ) ـ ٣٣ ـ المضاف إليه محذوف مع «كلّ» ، تقديره : ولكلّ أحد أو نفس. وقيل تقديره : ولكل شيء مما ترك الوالدان والأقربون جعلنا موالي ، أي : ورّاثا له.

٥٤٥ ـ قوله تعالى : (بِما حَفِظَ اللهُ) ـ ٣٤ ـ أي : وبحفظ الله لهنّ (٢). وقرأ ابن القعقاع (٣) : «بما حفظ الله» بالنصب ، على معنى : بحفظهنّ الله. قوله : (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ) ـ ٣٤ ـ ليس (فِي الْمَضاجِعِ) ظرفا للهجران ، إنما هو سبب للهجران (٤) ، معناه : اهجروهنّ (٥) من أجل تخلفهنّ عن المضاجعة معكم (٦).

٥٤٦ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) ـ ٣٧ ـ (الَّذِينَ) في موضع نصب بدل من (مِنْ) في قوله : (لا يُحِبُّ مَنْ كانَ.)

٥٤٧ ـ قوله تعالى : (رِئاءَ النَّاسِ) ـ ٣٨ ـ (رِئاءَ) مفعول من أجله. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال من «الذين» ، فيكون :

__________________

(١) قرأ بالفتح أهل المدينة ، وبالضم أبو عمرو وأكثر الكوفيين ، تفسير القرطبي ٥ / ١٦١. وانظر : الكشف ١ / ٣٨٦.

(٢) وذلك بجعل «ما» مصدرية ، وعلى قراءة ابن القعقاع بالنصب تكون «ما» بمعنى الذي.

(٣) وقرأ الباقون برفع لفظ «الله». النشر ٢ / ٢٤٠ ؛ والإتحاف ، ص ١٨٩.

(٤) في (ح) : «للضرب» ؛ وفي (ظ) : «للتخلف» ؛ وفي (د) : «للهجران ، للتخلف» ؛ وفي (ق) : «إنما سبب الهجران التخلّف».

(٥) في (ح) : «اضربوهن».

(٦) في هامش (ظ) ٣٣ / أ : «والصّاحب بالجنب : ـ ٣٦ ـ : يجوز أن يكون الباء بمعنى في ، وأن تكون على بابها ، وعلى كلا الوجهين : هو حال من (الصاحب) ، والعامل فيها المحذوف. أبو البقاء» وانظر : إملاء ما منّ به الرحمن ١ / ١٠٤.

١٧٧

(وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) منقطعا غير معطوف على «ينفقون» ؛ لأنّ الحال من (الَّذِينَ) غير داخل في صلته ، فيفرّق بين الصلة والموصول بالحال إن عطفت (وَلا يُؤْمِنُونَ) على (يُنْفِقُونَ) ؛ وإن جعلته حالا من المضمر في (يُنْفِقُونَ) جاز أن يكون (وَلا يُؤْمِنُونَ) معطوفا على (يُنْفِقُونَ) داخلا في الصلة ؛ لأنّ الحال داخلة في الصلة ؛ إذ هي حال لما هو في الصلة (١).

٥٤٨ ـ قوله تعالى : (شَهِيداً) ـ ٤١ ـ حال من الكاف في (بِكَ)(٢).

٥٤٩ ـ قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ) ـ ٤٢ ـ العامل فيه (يَوَدُّ).

٥٥٠ ـ قوله تعالى : (وَأَنْتُمْ سُكارى) ـ ٤٣ ـ ابتداء وخبر ، في موضع الحال من المضمر في «تقربوا». (وَلا جُنُباً) حال أيضا منه. وكذلك : (إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) بمعنى : إلا مسافرين ، فتتيمّمون للصّلاة وتصلّون وأنتم جنب. وقيل معناه : إلّا مجتازين ؛ على أنّ الصلاة يراد بها مواضع (٣) الصلاة.

٥٥١ ـ قوله تعالى : (يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ) ـ ٤٤ ـ في موضع الحال من «الّذين» ومثله : «ويريدون».

٥٥٢ ـ قوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ) ـ ٤٥ ـ الباء زائدة ، و «الله» في موضع رفع ب (كَفى) ، وإنما زيدت الباء مع الفاعل ليؤدي الكلام معنى الأمر (٤) ؛ لأنه في موضع «اكتفوا بالله» ، فدلّت الباء على هذا المعنى.

٥٥٣ ـ قوله تعالى : (وَلِيًّا) و (نَصِيراً) ـ ٤٥ ـ تفسيرين ، وإن شئت حالين.

٥٥٤ ـ قوله تعالى : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا) ـ ٤٦ ـ (مِنَ) متعلقة ب «نصير» ، أي : واكتفوا بالله ناصرا لكم من الذين هادوا.

__________________

(١) البيان ١ / ٢٥٣ ؛ والعكبري ١ / ١٠٥.

(٢) في هامش الأصل عبارة «بلغت مقابلة».

(٣) في (ح ، ق ، ظ) : «موضع».

(٤) في الأصل : «الأمر به».

١٧٨

٥٥٥ ـ قوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ) ـ ٤٦ ـ حال من (الَّذِينَ هادُوا) ، فلا تقف على (نَصِيراً) على هذه القول. وقيل : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا) متعلقة بمحذوف ، وهو خبر ابتداء محذوف ، تقديره : من الذين هادوا قوم يحرفون ، فتتعلق (مِنَ) بمحذوف ، كما تتعلق حروف الجر إذا كانت أخبارا ؛ وقد مضى شرح هذا الأصل. ويكون (يُحَرِّفُونَ) نعتا للابتداء المحذوف ، فتقف على (نَصِيراً) في هذا القول. وقيل : (مِنَ) متعلقة ب (الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) ـ ٤٤ ـ ؛ بيّن أنهم من الذين هادوا ، فلا تقف على (نَصِيراً) أيضا. وقيل التقدير : من الذين هادوا من يحرّف الكلم ، ف (مِنَ) مبتدأ محذوف ، و (مِنَ الَّذِينَ هادُوا) خبر مقدّم ، فتقف على (نَصِيراً) على هذا. ومثله في حذف (مِنَ) قوله : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)(١) ، أي من له مقام.

٥٥٦ ـ قوله تعالى : (غَيْرَ مُسْمَعٍ) ـ ٤٦ ـ نصب على الحال من المضمر في (وَاسْمَعْ)(٢) ؛ والمراد في نيّاتهم لعنهم الله : واسمع لا سمعت ، ويظهرون أنّهم [إنما] يريدون بهذا اللفظ : واسمع غير مسمع مكروها. وقيل : إنهم يريدون غير مسمع منك ، أي غير مجاب.

٥٥٧ ـ قوله تعالى : (لَيًّا) ـ ٤٦ ـ مصدر ، وأصله «لويا» ثم أدغمت الواو في الياء. وقيل : هو مفعول من أجله. ومثله : (وَطَعْناً فِي الدِّينِ.)

٥٥٨ ـ قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا) ـ ٤٦ ـ «أنّ» بعد (لَوْ) في موضع رفع بالابتداء أبدا ، عند سيبويه (٣). ولم يجز سيبويه وقوع الابتداء بعد «لو» إلا مع «أن» خاصة ؛ لوجود لفظ الفعل بعد «أنّ» ، فإن وقع (٤) بعد

__________________

(١) سورة الصافات : الآية ١٦٤.

(٢) في الأصل : «واسمع غير».

(٣) الكتاب ١ / ٤٧٠.

(٤) في الأصل «كان».

١٧٩

(لَوْ) اسم ارتفع بإضمار فعل عنده. وقال غيره : «أنّ» وغيرها لا ترتفع بعد (لَوْ) إلا بإضمار فعل.

٥٥٩ ـ قوله تعالى : (إِلَّا قَلِيلاً) ـ ٤٦ ـ نعت لمصدر محذوف تقديره : إلا إيمانا قليلا. وإنما قلّ لأنهم لا يتمادون عليه (١) ؛ لأن باطنهم خلاف ما يظهرون ، ولو كان [نصبا](٢) على الاستثناء لكان الوجه رفع «قليل» على البدل من المضمر في (يُؤْمِنُونَ) ، فإن جعلته مستثنى من «لعنهم» لم يحسن ؛ لأنّ من كفر ملعون ، لا يستثنى منهم أحد.

٥٦٠ ـ قوله تعالى : (كَما لَعَنَّا) ـ ٤٧ ـ الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره : لعنا مثل لعننا (٣) لأصحاب السبت. (سَبِيلاً) ـ ٥١ ـ نصب على التفسير. وقولنا : نصب على التفسير ، وعلى البيان ، وعلى التمييز ، سواء ، إلا أن التمييز يستعمل في الأعداد (٤).

٥٦١ ـ قوله تعالى : (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ)(٥) ـ ٥٣ ـ لا يجوز أن تكتب عند حذّاق النحويين «إذن» إلّا بنون ؛ لأنّها مثل «لن» وليس في الحروف تنوين. وأجاز الفرّاء أن تكتب بالألف. و «إذا» هنا ملغاة غير عاملة ؛ لدخول فاء (٦) العطف عليها ، وهي الناصبة للفعل عند سيبويه (٧) ، إذا نصبت ، والناصب عند الخليل «أن» مضمرة.

__________________

(١) في (ظ) : «يتمادون» بدون لا ، وفي ق «لا يتمارون» ، وفي البيان ، لابن الأنباري : «لا يدومون عليه».

(٢) تكلمة من : (د).

(٣) في (ح ، ق ، ظ) : «مثل لعنتنا».

(٤) في هامش (ظ) : ٣٤ / أ : وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ ـ ٤٨ ـ : هو مستأنف غير معطوف على (يَغْفِرُ) الأولى ؛ لأنه لو عطف عليه لصار منفيا. تبيان». وانظر : إملاء ما منّ به الرحمن ١ / ١٠٧.

(٥) في الأصل : «وإذا» وأثبت ما في (ظ ، ق) والمصحف.

(٦) في الأصل : «واو».

(٧) الكتاب ١ / ٤١١.

١٨٠