الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي
المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤
الله صلىاللهعليهوآله : لو صنع كذا وكذا ، ووجدوا ذلك في أنفسهم ، لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ قرأ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (١) » (٢).
[ ٢١١ / ٤ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي العباس الفضل بن عبدالملك (٣) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (٤) قال : « هو التسليم له في الاُمور » (٥).
[ ٢١٢ / ٥ ] علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
__________________
١ ـ النساء ٤ : ٦٥.
٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٢٥٥ / ١٨٤ ، وأورده باختصار البرقي في المحاسن ١ : ٤٢٣ / ٣٧١ ، والصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢٠ / ٣ ، والكليني في الكافي ١ : ٣٩٠ / ٢ ، ونقله المجلسي في البحار ٢ : ٢١١ / ١٠٨ ، قائلاً : ووجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجباعي قدسسره نقلاً من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي.
٣ ـ ابو العبّاس الفضل بن عبدالملك : هو البقباق ، مولى ، كوفي ، ثقة ، عين ، روى عن أبي عبدالله عليهالسلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، وقال الشيخ المفيد في رسالته العددية : هو من الفقهاء الأعلام ، والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام ... انظر رجال النجاشي : ٣٠٨ / ٨٤٣ ، رجال البرقي : ٣٤ ، رجال الشيخ : ٢٧٠ / ٥ ، معجم رجال الحديث ١٤ : ٣٢٤ / ٩٣٨٥.
٤ ـ النساء ٤ : ٦٥.
٥ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٩ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٤ ، وفيه : عن ابن اُذينة ، عن أبي بصير ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٢ : ١٢١ / ٩ ، عن سعد بن عبدالله.
قال : « يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (١).
[ ٢١٣ / ٦ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : « يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لاينقاد ، أما والله لوعلموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان » (٢).
[ ٢١٤ / ٧ ] وعنه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( ومن يقترف حسنةً نّزد له فيها حسناً ) (٣) فقال : « الإقتراف للحسنة : هو التسليم لنا ، والصدق علينا ، وأن لايكذب علينا » (٤).
يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثله (٥).
[ ٢١٥ / ٨ ] يعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ( محمّد بن أبي عمير وحمّاد بن عيسى ) (٦) ، عن سعيد بن غزوان (٧) ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول :
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٤ ، ونقله عنه المجلسي في بحار الأنوار ٢ : ١٣٢ / ٢٢.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٥ ، وعنه في البحار ٢ : ١٣٢ / ٢٣.
٣ ـ الشورى ٤٢ : ٢٣.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٦ ، وعنه في البحار ٢ : ١٦٠ / ٦ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٣٩١ / ٤ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٤ : ٨١٧ / ٦ ، عن سعد بن عبدالله.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٧ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٢ ، وقد سقط الفضيل بن يسار من طبعة البصائر وموجود عنه في البحار.
٦ ـ في البصائر : عن أبي أحمد وجمال ، بدل ما بين القوسين.
٧ ـ سعيد بن غزوان : هو الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، أخو فضيل ، روى عن أبي عبدالله عليهالسلام ، ثقة ،
« والله لو آمنوا بالله وحده ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، ولم يسلّموا لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ تلا هذه لآية ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (١) » (٢).
[ ٢١٦ / ٩ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن فرقد (٣) ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال لي : « أتدري بما اُمروا؟ اُمروا بمعرفتنا ، والردّ إلينا ، والتسليم لنا » (٤).
[ ٢١٧ / ١٠ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن كامل التمّـار ، قال : قال لي أبو جعفر عليهالسلام : « ( يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلّمون ، يا كامل إنّ المسلّمين هم النجباء ) (٥) يا كامل الناس أشباه الغنم إلاّ قليلاً من المؤمنين ، والمؤمنون (٦) قليل » (٧).
__________________
عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام.
انظر رجال النجاشي : ١٨١ / ٤٧٩ ، رجال البرقي : ٣٨ ، رجال الطوسي : ٢٠٥ / ٤٧.
١ ـ النساء ٤ : ٦٥.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٨ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٣.
٣ ـ داود بن فرقد : مولى آل أبي السمال الأسدي النصري ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهماالسلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام.
اُنظر رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٨ ، رجال البرقي : ٣٢ و ٤٧ ، رجال الطوسي : ١٨٩ / ٤ و ٣٤٩ / ٢.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٣٢ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٤ / ٨٣.
٥ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».
٦ ـ في البصائر والمختصر المطبوع : والمؤمن.
٧ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٢ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٦.
[ ٢١٨ / ١١ ] محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن الحسين بن سعيد ، عن جعفر بن بشير البجلي (١) ، عن المعلّى بن عثمان الأحول ، عن كامل التمّار ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كنت عنده وهو يحدّثني إذ نكّس رأسه إلى الأرض ، فقال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يا كامل الناس كلّهم بهائم إلاّ قليلاً من المؤمنين ، والمؤمن غريب » (٢).
[ ٢١٩ / ١٢ ] وعنه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( ويسلّموا تسليماً ) (٣) قال : « التسليم في الأمر » (٤).
[ ٢٢٠ / ١٣ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : بأي شيء علمت الرسل أنّها رسل؟ قال : « قد (٥) كشف لها عن الغطاء » قلت : فبأي شيء عرف المؤمن أنّه مؤمن؟ قال :
__________________
١ ـ جعفر بن بشير البجلي : أبو محمّد الوشّاء ، من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة ، وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ـ يعني إلى زمن النجاشي ـ ، جليل القدر ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا عليهالسلام ، وقال العلاّمة : وكان يعرف بفقحة العلم ، لأنّه كان كثير العلم ، روى عن الثقات ورووا عنه ، مات رحمهالله بالأبواء سنة ثمان ومائتين.
انظر رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤ ، فهرست الشيخ : ٩٢ / ١٤٢ ، رجال الطوسي : ٣٧٠ / ٣ ، رجال العلاّمة : ٨٩ / ١٩.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٣ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٨.
٣ ـ النساء ٤ : ٦٥.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٤ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٠ / ٦٧ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٢ : ١٢١ / ١١ ، عن سعد بن عبدالله.
٥ ـ في نسختي « س و ض » : إذا ، بدل : قد.
« بالتسليم لله فيما ورد عليه » (١).
[ ٢٢١ / ١٤ ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن ضريس ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : « أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلناه لكم إنّه يكون ما أنت صانع؟ » قلت : أنتهي فيه والله إلى أمرك ، فقال : « هو والله التسليم وإلاّ فالذبح » وأومى بيده إلى حلقه (٢).
[ ٢٢٢ / ١٥ ] وروى بعض أصحابنا عمّن روى عن ثعلبة بن ميمون (٣) ، عن زرارة وحمران ، قالا : كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم يكن يسمع بحديث إلاّ قال : سلّموا ، حى لقّب ( سلّم ) (٤) فكان كلّما جاء ، قال أصحابنا : قد جاء سلّم ، فدخل حمران وزرارة على أبي جعفر عليهالسلام فقالا : إنّ رجلاً من أصحابنا إذا سمع شيئاً من أحاديثكم قال : سلّموا حتّى لقّب بذلك سلّم ، فكان إذا جاء قالوا : قد جاء سلّم ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (٥).
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٥ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠١ / ٦٩.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٢ / ١٦ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠١ / ٧٠.
٣ ـ ثعلبة بن ميمون : هو ابو اسحاق النحوي ، مولى بني أسد ، كوفي ، كان وجهاً في أصحابنا ، قارئاً فقيهاً ، نحوياً ، لغوياً ، راوية ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهماالسلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام ، وقال العلاّمة : وكان فاضلاً متقدّماً ، معدوداً من العلماء والفقهاء الأجلّة.
انظر رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٢ ، رجال البرقي : ٤٨ و ٤٩ ، رجال الطوسي : ١٦١ / ١٣ و ٣٤٥ / ٢ ، خلاصة الأقوال : ٨٧ / ١٨١.
٤ ـ في نسخة « س » : مسلّم ، وكذا بقية الموارد في الحديث.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ١٧ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠١ / ٧١.
[٢٢٣ / ١٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيّوب بن الحر (١) أخي اُديم ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : « إنّ مولى عثمان كان سبّابة (٢) لعليّ صلوات الله عليه ، فحدّثتني مولاة لهم ـ كانت تأتينا وتألفنا ـ : إنّه حين حضره الموت ، قال : مالي ولهم ، فقلت : جعلت فداك ما آمن هذا (٣)؟ فقال : أما تسمع قول الله عزّ وجلّ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ) (٤) الآية ، ثمّ قال : هيهات هيهات حتّى يكون الثبات (٥) في القلب وإن صام وصلّى » (٦).
[ ٢٢٤ / ١٧ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن ضريس ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (٧).
__________________
١ ـ أيوب بن الحرّ : هو الجعفي الكوفي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليهالسلام ، ذكره أصحابنا في الرجال ، يعرف بأخي أديم ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق عليهالسلام فقط.
انظر رجال النجاشي : ١٠٣ / ٢٥٦ ، رجال البرقي : ٢٩ ، رجال الشيخ : ١٥٠ / ١٦١ و ٣٤٣ / ١٤.
٢ ـ في البصائر : إنّ رجلاً من موالي عثمان كان شتّاماً.
٣ ـ في نسخة « ض و س » : ما اُمروا بهذا.
٤ ـ النساء ٤ : ٦٥.
٥ ـ في البصائر : الشك.
٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ١٨ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠١ / ٧٢ ، باختلاف يسير.
٧ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ١٩ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٣.
[٢٢٥ / ١٨ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن سدير (١) ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إنّي تركت مواليك مختلفين يبرأ بعضهم من بعض ، فقال : « وما أنت وذاك ، إنّما كلّف الله الناس ثلاث : معرفة الأئمّة عليهمالسلام ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والردّ إليهم فيما اختلفوا فيه » (٢).
[ ٢٢٦ / ١٩ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، قال : أخبرني محمّد بن حمّاد السمندي (٣) ، عن عبدالرحمن بن سالم الأشل ، عن أبيه قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : « يا سالم إنّ الإمام هاد مهدي ، لايُدخله الله في عمىً ، ولايجهله عن سُنّة ، ليس للناس النظر في أمره ، ولا التجبّر عليه ، وإنّما اُمروا بالتسليم له » (٤).
[ ٢٢٧ / ٢٠ ] وعنه عن أيّوب بن نوح (٥) ، عن صفوان بن يحيى ، عن موسى بن
__________________
١ ـ سدير : هو ابن حكيم بن صهيب الصيرفي ، يكنى أبا الفضل ، كوفي ، مولى ، عدّه الشيخ من أصحاب الأئمّة الطاهرين السجّاد والباقر والصادق عليهمالسلام ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمامين الباقرين عليهماالسلام.
انظر رجال الشيخ : ٩١ / ٤ و ١٢٥ / ١٥ و ٢١٧ / ٢٣٢ ، رجال البرقي : ١٥ و ١٨.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٤.
٣ ـ في نسخة « ض و س » : السندي ، وفي البصائر : السمندلي.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٣ / ٢١ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٥.
٥ ـ أيّوب بن نوح : هو ابن درّاج النخعي أبو الحسين ، كان وكيلاً لأبي الحسن وأبي محمّد عليهماالسلام ، عظيم المنزلة عندهما ، مأموناً ، وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته ، كان من الصالحين ، وكان حين مات لم يخلّف إلاّ مقدار مائة وخمسين ديناراً ، وكان عند الناس أنّ عنده مالاً لأنّه كان وكيلاً لهم عليهمالسلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام.
بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبيدة الحذّاء قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : « من سمع من رجل أمراً لم يُحط به علماً فكذّب به ، ومن أمرِه الرضا بنا والتسليم لنا ، فإنّ ذلك لا يكفّره » (١).
[ ٢٢٨ / ٢١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن منصور (٢) الصيقل ، قال : دخلت أنا والحارث بن المغيرة وغيره على أبي عبدالله عليهالسلام ، فقال له الحارث : إنّه ـ يعني منصور الصيقل ـ يسمع حديثنا فو الله ما يدري ما يقبل وما يردّ ، فقال أبو عبدالله عليهالسلام : « هذا رجل من المسلّمة ، إنّ المسلّمين هم النجباء ».
ثمّ قال : « فما يقول؟ » قال : يقول : قولي في هذا قول جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فقال : « بهذا نزل جبرئيل عليهالسلام » (٣).
[ ٢٢٩ / ٢٢ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن سلمة بن حنّان ، عن أبي الصباح الكناني (٤) ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام ، فقال :
__________________
انظر رجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ ، رجال الكشي : ٥٧٢ / ١٠٨٣ ، رجال البرقي : ٥٤ و ٥٧ ، رجال الطوسي : ٣٦٨ / ٢٠ و ٣٩٨ / ١١ و ٤١٠ / ١٣.
١ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٣ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٧. المراد من قوله عليهالسلام « لا يكفّره » أي إذا كان جاهلاً بأمر الرضا والتسليم لما ورد عنهم عليهمالسلام.
٢ ـ في البصائر : صفوان ، وعنه في البحار كما في المختصر.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٤ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٢ / ٧٨ ، إلى قوله : هم النجباء ، وباختلاف يسير في ألفاظه.
٤ ـ أبو الصباح الكناني : هوابراهيم بن نعيم العبدي ، كان أبو عبدالله عليهالسلام يسمّيه الميزان ، لثقته ، كان كوفياً ومنزله في كنانة فعرف به ، وكان عبدياً ، رأى أبا جعفر عليهالسلام ، وروى عن أبي ابراهيم
« يا أبا الصباح ( قد أفلح المؤمنون ) (١) ـ قالها ثلاثاً وقلتها ثلاثاً ـ فقال : « إنّ المسلّمين هم المنتجبون يوم القيامة ، وهم أصحاب النجائب » (٢).
[ ٢٣٠ / ٢٣ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، قال : أقرأني (٣) داود بن فرقد كتابه إلى أبي الحسن الثالث عليهالسلام أعرفه بخطّه ، يسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك عليهمالسلام وأحاديث (٤) قد اختلفوا علينا فيها ، فكيف العمل بها على اختلافها؟ والردّ إليك وقد اختلفوا فيه؟ فكتب إليه ـ وقرأته ـ : « ما علمتم أنـّه قولنا فالزموه ، وما لم تعلموا به فردّوه إلينا » (٥).
[ ٢٣١ / ٢٤ ] محمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابراهيم بن الفضل (٦) ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : يختلف أصحابنا في الشيء
__________________
موسى عليهالسلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمامين الصادقين عليهماالسلام ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق عليهالسلام.
انظر رجال النجاشي : ١٩ / ٢٤ ، خلاصة الأقوال : ٤٧ / ١ ، رجال البرقي : ١١ و ١٨ ، رجال الطوسي : ١٤٤ / ٣٣.
١ ـ المؤمنون ٢٣ : ١ ، وبعدها في البصائر زيادة : قال أبو عبدالله عليهالسلام : قد أفلح المسلّمون.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٥ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٣ / ٧٩ باختلاف يسير ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٤ : ١١ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله.
٣ ـ في نسخة « س » : أراني.
٤ ـ في البصائر والسرائر : وأجدادك.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٦ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٤١ / ٣٣ ، باختلاف ، وأورده ابن ادريس في مستطرفات السرائر : ٦٩ / ١٧ ، وعنه في الوسائل ٢٧ : ١١٩ / ٣٦ ، وفيهما أنّ محمّد بن علي بن عيسى كتب إلى الإمام الهادي عليهالسلام ، بدل : داود بن فرقد.
٦ ـ في البصائر : ابراهيم بن الفضيل.
فأقول : قولي في هذا قول جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فقال : « بهذا نزل جبرئيل عليهالسلام » (١).
[ ٢٣٢ / ٢٥ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي اُسامة زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلت له : إنّ عندنا رجلاً يسمّى كليباً (٢) لا يخرج عنكم حديث ولا شيء إلاّ قال : أنا اُسلّم ، فسمّيناه : كليب يسلم (٣).
قال : فترحّم عليه وقال : « أتدرون ما التسليم؟ » فسكتنا ، فقال : « هو والله الإخبات (٤) ، قول الله عزّ وجلّ ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربّهم ) (٥) » (٦).
[ ٢٣٣ / ٢٦ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن منصور بن
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٢٧ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٤١ / ٣٤.
٢ ـ كليب : هو كليب بن معاوية بن جَبَلَةَ الصيداوي الأسدي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقين عليهماالسلام ، وذكره الشيخ أيضاً في من لم يرو عنهم عليهمالسلام.
انظر رجال النجاشي : ٣١٨ / ٨٧١ ، رجال البرقي : ١٥ و ١٨ ، رجال الطوسي : ١٣٣ / ٢ و ٨ و ٢٧٨ / ١٥ و ٤٩١ / ١.
٣ ـ في البصائر : التسليم ، وفي نسخة « س » : تسليم.
٤ ـ الإخبات : الإطمئنان والخشوع. الصحاح ١ : ٢٤٧ ـ خبت.
٥ ـ هود ١١ : ٢٣.
٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٢٨ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٣ / ٨٠ ، وأورده العيّاشي في تفسيره ٢ : ١٤٣ / ١٥ ، والكليني في الكافي ١ : ٣٩٠ / ٣ ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٣٣٩ / ٦٢٧ ، وكلّها باختصار ما عدا البصائر ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٣ : ٩٨ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله.
يونس ، عن بشير الدهّان ، قال : سمعت كامل التـمّـار يقول (١) : قال أبو جعفر عليهالسلام ( قد أفلح المؤمنون ) (٢) أتدري من هم؟ » قلت : أنت أعلم بهم ، قال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (٣).
[ ٢٣٤ / ٢٧ ] وعنه ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي ، عن أبي الصباح الكناني الخيبري قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إنّا نتحدّث عنك بحديث فيقول بعضنا : قولنا قولهم (٤) ، قال : « فما تريد ، أتريد أن تكون إماماً يقتدى بك؟ من ردّ القول إلينا فقد سلّم » (٥).
[ ٢٣٥ / ٢٨ ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ من قرّة العين التسليم إلينا ، وأن تقولوا بكلّ ما اختلف عنّا أو تردّوه إلينا » (٦).
[ ٢٣٦ / ٢٩ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود ، عن الفضيل بن يسار ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام أنا ومحمّد بن مسلم (٧) فقلنا : ما لنا وللناس ، بكم والله نأتمّ ، وعنكم نأخذ ، ولكم والله
__________________
١ ـ في البصائر : سمعت كليباً يقول ، وعنه في البحار كما في المختصر.
٢ ـ المؤمنون ٢٣ : ١.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٢٩ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٣ / ٨١.
٤ ـ في نسخة « ض و س » : قولكم.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٣٠ ، وفيه عن أبي بكر الحضرمي قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام.
٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٥ / ٣١ ، وعنه في البحار ٢ : ٢٠٤ / ٨٢.
٧ ـ محمّد بن مسلم : هو ابن رباح أبو جعفر الأوقص الطحّان ، مولى ثقيف ، وجه أصحابنا
نسلّم ، ومن ولّيتم والله تولّينا ، ومن برئتم منه برئنا منه ، ومن كففتم عنه كففنا عنه.
فرفع أبو عبدالله عليهالسلام يده إلى السماء فقال : « والله هذا هو الحقّ المبين » (١).
[ ٢٣٧ / ٣٠ ] وعنه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن منصور الصيقل (٢) ، قال : قال بعض أصحابنا لأبي عبدالله عليهالسلام ـ وأنا قاعد عنده ـ : ما ندري ما يقبل من هذا حديثنا ممّا يردّ ، فقال : « وما ذاك؟ » قال : ليس بشيء يسمعه منّا إلاّ قال : القول قولهم.
فقال أبو عبدالله عليهالسلام : « هذا من المسلّمين ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، إنّما عليه إذا جاءه شيء لا يدري ما هو أن يردّه إلينا » (٣).
[ ٢٣٨ / ٣١ ] وعنهما والهيثم بن أبي مسروق (٤) ، عن اسماعيل بن مهران ، عمّن
__________________
بالكوفة ، فقيه ، ورع ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقَين عليهماالسلام ، وكان من أوثق الناس ، قال في حقّه الإمام الصادق عليهالسلام : « أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً أربعة : منهم محمّد بن مسلم » مات رحمهالله سنة خمسين ومائة.
اُنظر رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٢ ، رجال البرقي : ٩ و ١٧ ، رجال الطوسي : ١٣٥ / ١ و ٣٠٠ / ٣١٦ ، رجال الكشي : ١٣٥ / ٢١٥.
١ ـ لم أعثر له على مصدر.
٢ ـ منصور الصيقل : كوفي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام. رجال البرقي : ٣٩.
٣ ـ لم أعثر له على مصدر.
٤ ـ الهيثم بن أبي مسروق : هو النهدي ، كوفي ، قريب الأمر ، واسم أبيه عبدالله. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر عليهالسلام. وفي من لم يرو عنهم عليهمالسلام ونقل الكشي عن حمدويه ، قال : لأبي مسروق ابن يقال له الهيثم ، سمعت أصحابي يذكرونهما بخير ، كلاهما فاضلان.
انظر النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٥ ، رجال الشيخ : ١٤٠ / ٦ و ٥١٦ / ٢ ، رجال الكشي : ٣٧٢ / ٦٩٦.
حدّثه من (١) أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال : « ما على أحدكم إذا بلغه عنّا حديث لم يُعط معرفته أن يقول : القول قولهم ، فيكون قد آمن بسرّنا وعلانيّتنا » (٢).
[ ٢٣٩ / ٣٢ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن السمط (٣) ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يُعرف بالكذب فيحدّث بالحديث فنستبشعه.
فقال أبو عبدالله عليهالسلام : « يقول لك : إنّي قلت الليل إنّه نهار ، والنهار إنّه ليل؟ » قلت : لا ، قال : « فإن قال لك هذا إنّي قلته فلا تكذّب به ، فإنّك إنّما تكذّبني » (٤).
[ ٢٤٠ / ٣٣ ] وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات (٥) ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن السمط ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : إنّ الرجل
__________________
١ ـ في نسخة « ض » : عن.
٢ ـ لم أعثر له على مصدر.
٣ ـ سفيان بن السمط : هو البجلي ، بزّاز ، كوفي ، عربي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام. انظر رجال البرقي : ٤١ ، رجال الطوسي : ٢١٣ / ١٦٤.
٤ ـ نقله المجلسي عن بصائر الأشعري في البحار ٢ : ٢١١ / ١١٠.
٥ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع ص ٧٧ : محمّد بن عمرو ، عن سعد الزيات ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، وهو الزيّات المدائني ، ثقة عين ، روى عن الإمام الرضا عليهالسلام ، عدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم عليهمالسلام.
انظر رجال النجاشي : ٣٦٩ / ١٠٠١ ، رجال الطوسي : ٥١٠ / ١٠٥ ، خلاصة الأقوال : ٢٦٤ / ٩٣٦ ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٨١ ، مستدركات النمازي ٧ : ٢٥٦.
يأتينا من قبلكم فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر ، فتضيق لذلك صدورنا حتّى نكذّبه.
فقال أبو عبدالله عليهالسلام : « أليس عنّي يحدّثكم؟ » قلت : بلى ، قال : « فيقول للّيل إنّه نهار ، وللنهار إنّه ليل » فقلت : لا ، قال : « فردّوه إلينا ، فإنّك إذا كذّبته فإنّما تكذّبنا » (١).
[ ٢٤١ / ٣٤ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن عمّه حمزة بن بزيع ، عن علي بن سويد السائي (٢) ، عن أبي الحسن الأول عليهالسلام أنّه كتب إليه في رسالته : « ولا تقل لما يبلغك عنّا اُو يُنسب إلينا هذا باطل ، وإن كنت تعرف خلافه ، فإنّك لا تدري لِمَ قلناه ، وعلى أيّ وجه وضعناه (٣) » (٤).
[ ٢٤٢ / ٣٥ ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن جعفر بن بشير البجلي ،
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٧ / ٣ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٧ / ١٤.
٢ ـ في المختصر المطبوع ص ٧٧ : السائبي ، وفي نسخة « س و ض » : التهامي ، وفي البصائر : السناني ، وما في المتن هو الصواب ، ولقّب بالسائي نسبة إلى قرية قريبة من المدينة يقال لها : الساية ، وهو ثقة روى عن أبي الحسن موسى عليهالسلام والراوي رسالته إليه ، عدّه الشيخ والعلاّمة من أصحاب الإمام الرضا عليهالسلام ، وقد وثّقاه.
اُنظر رجال النجاشي : ٢٧٦ / ٧٢٤ ، رجال الشيخ : ٣٨٠ / ٦ ، خلاصة الأقوال : ١٧٥ / ٥١٦.
٣ ـ في نسختي « س و ض » : وصفناه ، وفي « س » زيادة بعد وصفناه : آمن بما أخبرتك ولا تفش ما استكتمتك.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٨ / ٤ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٦ / ١١ ، وأورد الكليني الرسالة كاملة في الكافي ٨ : ١٢٥ ـ ١٢٦ / ٩٥ بثلاثة أسانيد ، وعنه في معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة عليهمالسلام للفيض الكاشاني ٢ : ١٣٧ / ١٣٠ ، وذكرها باختصار الشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٤٥٤ / ٨٥٩.
( قال محمّد بن الحسين : وقد حدّثني به جعفر بن بشير ) (١) ، عن حمّاد بن عثمان أو غيره ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، أو عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سمعته يقول : « لا تكذّبوا الحديث أتاكم به مرجيءٌ (٢) ولا قدريّ ولا خارجيّ نسبه إلينا ، فإنّكم لا تدرون لعلّه من الحقّ ، فتكذّبون الله عزّ وجلّ فوق عرشه » (٣).
[ ٢٤٣ / ٣٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى (٤) ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن
__________________
١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».
٢ ـ الإرجاء على معنيين : الأول : بمعنى التأخير كما في قوله تعالى في سورة الأعراف آية : ١١١ ( قالوا أرجِهِ وأخاه ) أي أمهله وأخّره ، والثاني : إعطاء الرجاء ، وإطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول ، لأنّهم كانوا يؤخّرون العمل على النيّة والعقد ، وأمّا بالمعنى الثاني فظاهر لأنّهم يقولون : لاتضرّ مع الإيمان معصية ، كما لاتنفع مع الكفر طاعة.
والمرجئة أربعة أصناف : مرجئة الخوارج ، ومرجئة القدرية ، ومرجئة الجبرية ، والمرجئة الخالصة. انظر الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٩.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٨ / ٥ ، باختصار ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٦ / ١٠ ، وأورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٦٠ / ١٧٧ ، وفيه : حروريّ بدل خارجي ، والصدوق في علل الشرائع : ٣٩٥ / ١٣ ، وفيه أبي حصين بدل : أو غيره ، ونقله المجلسي عن بصائر الدرجات للأشعري في البحار ٢ : ٢١٢ / ١١١.
٤ ـ أحمد بن محمّد بن عيسى : الأشعري ، أبو جعفر شيخ قم ووجهها وفقيهها ، ثقة ، أول من سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص ، لقى أبا الحسن الرضا وأبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري عليهمالسلام ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام ، واقتصر البرقي على الإمام الهادي عليهالسلام فقط.
اُنظر رجال النجاشي : ٨١ / ١٩٨ ، رجال البرقي : ٥٩ ، رجال الطوسي : ٣٦٦ / ٣ و ٣٩٧ / ٦ و ٤٠٩ / ٣ ، رجال العلاّمة : ٦١ / ٦٧ ، رجال ابن داود : ٤٤ / ١٣١.
يحيى ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير أو عمّن سمع أبا بصير يحدّث عن أحدهما عليهماالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ) (١) قال : « هم المسلّمون لآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ، إذا سمعوا الحديث جاؤوا به كما سمعوه ، ولم يزيدوا فيه ، ولم ينقصوا منه » (٢).
__________________
١ ـ الزمر ٣٩ : ١٨.
٢ ـ أورده الكليني في الكافي ١ : ٣٩١ / ٨ ، بتقديم وتأخير وبسند آخر عن أبي بصير ، والمفيد في الاختصاص : ٥ ، باختلاف يسير وبنفس السند ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٤ : ٧٠٣ / ٦ ، عن سعد بن عبدالله القمّي.
باب
في نوادر مختلفة
وكتاب أبي عبدالله عليهالسلام إلى المفضّل بن عمر رضياللهعنه
[٢٤٤ / ١ ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، قال : كتب أبو عبدالله عليهالسلام إلى أبي الخطّاب : « بلغني أنّك تزعم أنّ الخمر رجل ، وأنّ الزنا رجل ، وأنّ الصلاة رجل ، وأنّ الصوم رجل ، وليس كما تقول ، نحن أصل الخير ، وفروعه (١) طاعة الله ، وعدوّنا أصل الشرّ ، وفروعه (٢) معصية الله ـ ثمّ كتب ـ كيف يطاع من لا يُعرف ، وكيف يُعرف من لا يطاع » (٣).
[ ٢٤٥ / ٢ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن داود بن فرقد ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : « لا تقولوا لكلّ آية : هذا رجل وهذا رجل ، من القرآن حلال ، ومنه حرام ، ومنه نبأ ما قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبر ما بعدكم
__________________
١ و ٢ ـ في نسخة « س » : فرعه.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٦ / ٢ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٠١ / ٨ ، وأورده الطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٢٩١ / ٥١٢ ، عن حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن بشير الدهّان ، عنه عليهالسلام.
فهكذا هو » (١).
[ ٢٤٦ / ٣ ] وعنه ، عن آدم بن اسحاق الأشعري ، عن هشيم (٢) بن بشير ، عن الهيثم بن عروة التميمي (٣) ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : « يا هيثم التميمي إنّ قوماً آمنوا بالظاهر وكفروا (٤) بالباطن ، فلم ينفعهم ( شيء ، وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ) (٥) ذلك شيئاً ، ولا إيمان ظاهر إلاّ بباطن ، ولا باطن إلاّ بظاهر » (٦).
[ ٢٤٧ / ٤ ] القاسم بن ربيع الورّاق ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن صباح المدائني ، عن المفضّل بن عمر أنّه كتب إلى أبي عبدالله عليهالسلام كتاباً فجاءه هذا الجواب من أبي عبدالله عليهالسلام.
« أمّا بعد فإنّي اُوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته ، فإنّ من التقوى الطاعة ، والورع ، والتواضع لله والطمأنينة ، والإجتهاد له ، والأخذ بأمره ، والنصيحة لرسله ، والمسارعة في مرضاته ، واجتناب ما نهى عنه ، فإنّه من يتّق الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله ، وأصاب الخير كلّه في الدنيا والآخرة ، ومن أمر بالتقوى فقد أبلغ في
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٦ / ٣ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٠١ / ٩.
٢ ـ في البصائر : هشام.
٣ ـ الهيثم بن عروة التميمي : كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليهالسلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام.
انظر رجال النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٤ ، رجال البرقي : ٤٠ ، رجال الطوسي : ٣٣١ / ٣٦.
٤ ـ في نسختي « س و ض » : وكذّبوا.
٥ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».
٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٣٦ / ٥ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٠٢ / ١١٠.
الموعظة ، جعلنا الله وإيّاكم من المتّقين برحمته.
جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه ، فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إيّاك ، ألبسنا الله وإيّاك عافية في الدنيا والآخرة.
كتبت تذكر أنّ قوماً أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم وأنّك اُبلغت عنهم اُموراً تروى عنهم (١) كرهتها لهم ، ولم تر منهم إلاّ هدياً حسناً ، وورعاً وتخشّعاً.
وبلغك أنّهم يزعمون أنّ الدين إنّما هو معرفة الرجال ، ثمّ من بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل (٢) ما شئت.
وذكرت أنّك قد عرفت أنّ أصل الدين معرفة الرجال ، وفّقك الله.
وذكرت أنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحج ، والعمرة ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام ، والمشعر الحرام ، والشهر الحرام هم رجال ، وأنّ الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل ، وكلّ فريضة افترضها الله عزّ وجلّ على عباده فهي رجال.
وأنّهم ذكروا ذلك بزعمهم أنّ من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير عمل ، وقد صلّى وآتى الزكاة ، وصام ، وحج ، واعتمر ، واغتسل من الجنابة وتطهّر ، وعظّم حرمات الله ، والشهر الحرام ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام.
وأنّهم ذكروا أنّ من عرف هذا بعينه وبحدّه وثبت في قلبه جاز له أن يتهاون بالعمل ، وليس عليه أن يجتهد في العمل ، وزعموا أنّهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها ، وإن هم لم يعملوا بها.
__________________
١ ـ في نسخة « س و ض » : يروونها عليهم ، بدل : تروى عنهم.
٢ ـ في نسخة « س و ض » : فافعل.
وأنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الفواحش التي نهى الله عنها من الخمر ، والميسر ، والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير هم رجال.
وذكروا أنّ ما حرّم الله عزّ وجلّ من نكاح الاُمّهات والبنات ، والأخوات ، والعمّات ، والخالات ، وبنات الأخ ، وبنات الاُخت ، وما حرّم الله على المؤمنين من النساء إنّما عنى بذلك نكاح نساء النبي صلىاللهعليهوآله وما سوى ذلك فمباح كلّه.
وذكرت أنّه بلغك أنّهم يترادفون المرأة الواحدة ، ويتشاهدون بعضهم لبعض بالزور ، ويزعمون أنّ لهذا ظهراً وبطناً يعرفونه ، فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم ، والباطن هو الذي يطلبون وبه اُمروا بزعمهم.
وكتبت تذكر الذي عظم عليك من ذلك حين بلغك ، فكتبت تسألني ( عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام ، وكتبت تسألني ) (١) عن تفسير ذلك وأنا اُبيّنه لك حتّى لا تكون من ذلك في عمىً ولا شبهة تدخل عليك.
وقد كتبتُ إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه الحفاظ كلّه وعِهِ ، كما قال الله تعالى ( وتعيها اُذن واعية ) (٢) وأنا أصفه لك بحلّه ، وأنفي عنك حرامه إن شاء الله تعالى كما وصفت لك ، واُعرّفكه حتّى تعرفه إن شاء الله تعالى فلا تنكره ، ولا قوة إلاّ بالله ، والقوّة والعزّة لله جميعاً.
اُخبرك أنّه من كان يؤمن ويدين بهذه الصفة التي سألتني عنها فهو مشرك بالله ، بيّن الشرك لا يسع لأحد الشكّ فيه.
واُخبرك أنّ هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله ، ولم يعطوا
__________________
١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».
٢ ـ الحاقّة ٦٩ : ١٢.