شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٣
روى عن : أبي نصر الكسّار ، ومحمد بن عيسى ، وحمد بن سهل ، ومنصور بن ربيعة ، وجماعة.
قال الحافظ شيرويه : سمعت منه ، وكان صدوقا.
توفّي في المحرّم ، ودفن بجنب والده.
ـ حرف الزاي ـ
٦٨ ـ زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد (١).
أبو محمد بن أميرك الحسينيّ الهرويّ الوضّاع الدّجّال (٢).
قال السّمعانيّ : سافر إلى الشّام ، ومصر ، والعراق ، وفرّق حيّاته وعقاربه بها ، واختلق أربعين حديثا تقشعرّ منها (٣) الجلود (٤). وكان يترك الجمعة فيما قيل.
وأكثر شيوخه مجاهيل (٥).
__________________
(١) انظر عن (زيد بن الحسن) في : الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي رقم ٣٢٣ و ١ / ٣٠٥ المنتخب من السياق ٢٢٨ رقم ٧١٨ (من غير ترجمة) ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٤٦ رقم ٢٢٦٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٧ رقم ٣٠٠٠ ، والكشف الحثيث ١٨٨ رقم ٣٠١ ، ولسان الميزان ٢ / ٥٠٤ ـ ٥٠٦ رقم ٢٠٢٦.
(٢) قال ابن الجوزي : كان وضّاعا دجّالا كذّابا. (الضعفاء والمتروكون).
(٣) في الأصل : «منه» ، والمثبت عن (لسان الميزان).
(٤) قيل وضعها في أيام طراد الزينبي.
(٥) فقيل : حدّث عن جماعة من المصريين لم يلحقهم. وساق ابن السمعاني نسبه. وقال : وكان يقال له أبو محمد الموسوي ، وكان وضّاعا أفّاكا دجّالا لا يعتمد على نقله ، وروى المناكير عن المجاهيل منفردا بها وأكثرها من فسح خاطره. وكان جمع أربعين حديثا ما كنت رأيتها ، فدخلت على الحافظ أبي نصر أحمد بن عمر المفازي فنظرت في جزء عنده بخط الموسوي فإذا بخط شيخنا : أن الأحاديث التي في هذه الأربعين بواطيل كذب لا أصل لها وضعها الكذاب الموسوي. قال : وامتنع الحسين بن عبد الملك الخلال من الرواية عنه وقال إنه كذّاب. وذكره أبو زكريا بن مندة في تاريخ أصبهان وقال : قدم أول مرة سنة ٦٣ فكتبوا عنه ، وقدم هبة الله الشيرازي فنظر في أحاديثه فكذّبه. ثم قدم الموسوي مرة أخرى فامتنع من التحديث بتلك الأحاديث ، فبلغ ذلك عمّي أبا القاسم بن مندة وأمر بالرجوع عن التحديث بها.
قال : وكذّبه أبو إسماعيل الهروي ، وأشار أبو القاسم إلى أنّ تلك الأحاديث المناكير في الصفات. قال : وكذّبه الحافظ أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي وقال : لا يعتمد على روايته ولا يقبل شهادته ولا يوثق في دينه. قال عبد الجليل بن الحسن الحافظ : كان متحيّرا في دينه.
وحدّث أبو الفتيان الرؤاسي في معجمه عنه ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب الهروي ، عن منصور الخالديّ بحديث منكر.
مات في ذي القعدة بنيسابور (١).
ـ حرف السين ـ
٦٩ ـ سعد بن أحمد بن محمد (٢) القاضي أبو القاسم النّسويّ.
سكن دمشق (٣).
حدّث عن : أبي الحسن بن صخر ، وعبد الواحد بن يوسف.
وعنه : نصر الله المصّيصيّ ، والخضر بن عبدان ، وأبو العشائر محمد بن خليل الكرديّ.
ولد سنة عشرين وأربعمائة. وقتل إلى رحمة الله فيما قيل يوم أخذت الفرنج البيت المقدس.
٧٠ ـ سعد بن زيد بن أبي نصر الهرويّ (٤).
عاش إلى هذه الحدود.
وحدّث عن : عليّ بن أبي طالب الخوارزميّ.
ـ حرف الصاد ـ
٧١ ـ صاعد بن سهل بن بشر (٥).
أبو روح الأسفرائينيّ ، ثمّ الدّمشقيّ.
سمع : أبا القاسم الحنّائيّ ، وأبا بكر الخطيب ، وغيرهما.
وحدّث.
__________________
(١) قيل : وفاته سنة ٤٩١ أو ٤٩٢.
وله قرين اسمه : زيد بن الحسن بن زيد الموسوي. وافقه في اسمه واسم أبيه وجدّه ونسبته وكنيته ، ولكنه ثقة متأخّر عن ابن أميرك ، فإنه مات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. أرّخه ابن السمعاني ، ويجتمع مع ابن أميرك في : محمد بن أحمد بن القاسم. (لسان الميزان).
(٢) انظر عن (سعد بن أحمد) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٩ / ٢٣١ رقم ١٠٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٨٢.
(٣) روى بها سنة ٤٨٠ أو ٤٨١ ه. عن أبي الحسن بن صخر.
(٤) لم أجد مصدر ترجمته.
(٥) انظر عن (صاعد بن سهل) في : تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٢٦٢.
سمع منه : أبو محمد ، وأبو القاسم (١) ابنا صابر.
وتوفّي في الكهولة في رمضان (٢).
ـ حرف العين ـ
٧٢ ـ عبد الله بن عبد الرّزّاق بن عبد الله بن الحسن (٣).
أبو محمد الكلاعيّ الدّمشقيّ.
سمع : محمد بن عوف ، ورشأ بن نظيف ، والعتيقيّ ، وطبقتهم.
قال ابن عساكر : سمع منه خالي ، وكان يكثر الرواية عنه لأجل خدمته بعض الجند. وثنا عنه أبو محمد بن صابر ووثّقه (٤).
٧٣ ـ عبد الأعلى بن عبد الواحد (٥).
أبو عطاء بن أبي عمر المليحيّ (٦) الهرويّ.
توفّي في هذه السّنة في رمضانها.
روى عن : القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطاميّ ، وإسماعيل بن إبراهيم المقرئ السّرخسيّ ، مصنّف كتاب «درجات التّائبين» ، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ.
وعنه : عليّ بن حمزة الموسويّ ، وأبو النّضر عبد الرحمن الفاميّ ، وأبو صالح ذكوان بن سيّار ، وابن أخته محمد بن المفضّل بن سيّار ، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الدّارميّ ، وعبد السّلام بن محمد المؤدّب ، وأهل هراة.
وعاش نحوا من تسعين سنة ، فإنّ مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة.
__________________
(١) وهو وثّقه.
(٢) وكانت ولادته سنة ٤٤٨ ه.
(٣) انظر عن (عبد الله بن عبد الرزاق) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٣ / ٢١ رقم ٨.
(٤) وزاد : ولد سنة ٤٢١ ، ولم يكن الحديث من شأنه.
(٥) انظر عن (عبد الأعلى بن عبد الواحد) في : الأنساب ١١ / ٤٧٦.
(٦) المليحي : بفتح الميم ، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة بعد اللام وفي آخرها الحاء المهملة.
٧٤ ـ عبد الباقي بن يوسف بن عليّ بن صالح بن عبد الملك بن هارون (١).
أبو تراب المراغيّ التّبريزيّ.
نزيل نيسابور.
ذكره السّمعانيّ (٢) فقال : الإمام ، عديم النّظير في فنّه (٣) ، بهيّ المنظر ، سليم النّفس ، عامل بعلمه ، حسن الخلق ، نفّاع للخلق ، فقيه النّفس ، قويّ الحفظ. تفقّه ببغداد على القاضي أبي الطّيب الطّبريّ (٤).
وسمع : أبا القاسم بن بشران ، وأبا عليّ بن شاذان ، وجماعة. وبأصبهان :أبا طاهر بن عبد الرّحيم ، وبالرّيّ ونيسابور.
روى عنه : عمر بن عليّ بن سهل الدّامغانيّ ، وأبو عثمان العصائديّ ، وزاهر الشّحّاميّ ، وابنه عبد الخالق بن زاهر ، وآخرون.
وقرأت بخطّ أبي جعفر محمد بن أبي عليّ بهمذان قال : سمعت أبا بكر محمد بن أحمد البسطاميّ وغيره يقول : كنّا عند الإمام أبي تراب المراغيّ حين دخل عليه عبد الصّمد ، ومعه المنشور بقضاء همذان ، فقام أبو تراب ، وصلّى ركعتين ، وأقبل علينا وقال : أنا بانتظار المنشور من الله تعالى على يد عبده ملك الموت ، وقدومي على الآخرة ، أنا بهذا المنشور أليق من منشور القضاء.
ثمّ قال : قعودي في هذا المسجد ساعة على فراغ القلب ، أحب إليّ من
__________________
(١) انظر عن (عبد الباقي بن يوسف) في : المنتظم ٩ / ١١٠ ، ١١١ رقم ١٦٦ (١٧ / ٥٠ ، ٥١ رقم ٣٦٨٧) ، والسياق (المخطوط) ٥٧ أ ، ب ، والمنتخب من السياق ٣٦٣ رقم ١١٩٧ ، واللباب ٣ / ١٩٠ و ٣٠٦ ، ٣٠٧ ، والعبر ٣ / ٣٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧٠ ، ١٧١ رقم ٩٣ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٩٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢١٩ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤١٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٧ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٣٥٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٤ ، والطبقات السنية ، رقم ١١٣٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٨.
(٢) كذا في الأصل. والنص لعبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب).
(٣) في المنتخب : «وقته».
(٤) زاد في (المنتخب) : «وتخرّج به واشتهر بالعراق ثم دخل نيسابور قديما في أيام الموفق وأقام عنده ، فكان يتكلّم على طريقة العراق».
أن أكون ملك العراقين. ومسألة في الفقه يستفيدها منّي طالب عالم أحب إليّ من عمل الثّقلين (١).
سألت إسماعيل الحافظ عن أبي تراب المراغيّ فقال : كان مفتي نيسابور.
أفتى سنين على مذهب الشّافعيّ ، وكان حسن الهيئة ، بهيّا ، عالما (٢).
وقيل : ولد سنة إحدى (٣) وأربعمائة ، وتوفّي في رابع عشر ذي القعدة.
وقيل : عاش ثلاثا وتسعين سنة (٤).
٧٥ ـ عبد الجليل الرّازيّ (٥).
الزّاهد القدوة.
ممّن قتل بالقدس يوم أخذها.
٧٦ ـ عبد العزيز (٦).
أخو أبي نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبيّ.
حدّث عن : أبي الحسن عليّ بن أحمد الحمّاميّ بشيء يسير.
ويعرف بالشّريف أبي الهيجاء.
مات في المحرّم.
روى عنه : ابن ظفر الغادنيّ (٧).
٧٧ ـ عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن خشنام (٨).
__________________
(١) المنتظم.
(٢) وقال ابن الجوزي : سمع بالموصل ، وبأصبهان ، ونيسابور ، ونزلها ، وتشاغل بالتدريس والمناظرة والفتوى ، وكان يقول : أحفظ أربعة آلاف مسألة في الخلاف ، وأحفظ الكلام فيها ، ويمكنني أن أناظر في جميعها. وكان يحفظ من الحكايات والأشعار والملح الكثير ، وكان صبورا على الكفاف معرضا عن كسب الدنيا على طريق السلف (المنتظم).
(٣) في المنتظم : «ولد سنة ثلاث».
(٤) وفي المنتخب : له إحدى وتسعون سنة.
(٥) لم أجد مصدر ترجمته.
(٦) لم أجد مصدر ترجمته.
(٧) هكذا رسمت في الأصل ، ولم أتبيّن صحّتها.
(٨) في المنتخب من السياق ٣٣٦ رقم ١١٠٦ : «عبد الكريم بن علي بن أحمد بن محمد بن خشنام.
الخشنامي ، أبو نصر الأديب».
أبو نصر الخشناميّ (١).
توفّي في ذي القعدة بنيسابور.
سمع : أبا بكر الحيريّ.
وعنه : عبد الله بن الفرّاويّ ، وعمر بن أحمد الصّفّار ، وعبد الخالق بن زاهر (٢).
٧٨ ـ عليّ بن الحسن بن الحسين بن محمد (٣).
القاضي أبو الحسين (٤) الموصليّ الأصل ، المصريّ ، الفقيه الشّافعي المعروف بالخلعيّ (٥).
ولد بمصر في أوّل سنة خمس وأربعمائة.
وسمع : أبا محمد عبد الرحمن بن عمر النّحّاس ، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيليّ ، وأبا الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد القاضي ،
__________________
(١) الخشنامي : بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح النون ، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى بعض أجداده وهو خشنام. (الأنساب).
(٢) قال عبد الغافر الفارسيّ : سليم الجانب ، من المختلفة إلى الإمام علي الواحدي. كتب تصانيفه وقرأها عليه.
سمع من أصحاب الأصمّ وما وراء النهر ، وتوفي ليلة الأحد الثالث عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، وكانت له الإجازة عن أبي إسحاق الثعلبي المفسّر.
(٣) انظر عن (علي بن الحسن) في : أدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني (طبعة دار اقرأ ١٩٨٤) ١٢٣ ، وأخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٩ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣١٧ ، ٣١٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٤ ـ ٧٩ رقم ٤٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٢ ، والعبر ٣ / ٣٣٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٣٠ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٨٨ ، ٨٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ٢٥٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٧٩ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٧٦ ، ٢٧٧ رقم ٢٣٥ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ٢٤ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٥٥٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، وكشف الظنون ٧٢٢ ، ١٢٩٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٨ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٢٢١ ، وتاج العروس ٥ / ٣٢٣ ، وهدية العارفين ١ / ٦٩٤ ، والرسالة المستطرفة ٩١ ، وديوان الإسلام ٢ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ رقم ٨٦٩ ، والأعلام ٤ / ٢٧٣ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٦٢.
(٤) في الأصل : «أبو الحسين».
(٥) الخلعيّ : بكسر الخاء وفتح اللام وبعدها عين مهملة ، هذه النسبة إلى الخلع ، ونسب إليها أبو الحسن لأنه كان يبيع بمصر الخلع لأملاك مصر ، فاشتهر بذلك وعرف به. (وفيات الأعيان ٣ / ٣١٨).
وأبا سعد أحمد بن محمد المالينيّ ، وأبا العبّاس بن منير بن أحمد بن الخشّاب ، وأبا محمد إسماعيل بن رجاء الأديب ، والحسن بن جعفر الكلليّ (١) ، وأبا عبد الله بن نظيف الفرّاء ، وجماعة.
وكان مسند ديار مصر.
روى عنه : الحميديّ ، ومات قبله بمدّة ، فقال في «تاريخه» : أنا أبو الحسين ، أنا ابن الحاجّ ، أنا غندر : نا إسماعيل بن محمد ، نا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو نواس ، عن ثابت ، عن أنس ، مرفوعا : «لا يموتنّ أحدكم حتّى يحسن بالله» .. (٢) الحديث.
روى عنه : أبو عليّ بن سكّرة ، وأبو الفضل بن طاهر المقدسيّ ، وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم الفقيه ، وسليمان بن محمد بن أبي داود الفارسيّ ، وعليّ بن محمد بن سلامة الرّوحانيّ (٣) ، وعبد الكريم بن سوار التّككيّ (٤) ، وعبد الحقّ بن أحمد البايناسيّ الكاتب ، ومحمد بن حمزة العرقيّ (٥) اللّغويّ. وبقي إلى سنة (...) وخمسين (٦) ، وطائفة سواهم (٧).
وآخر من حدّث عنه عبد الله بن رفاعة السّعديّ خادمه.
وقال فيه ابن سكّرة : فقيه له تصانيف ، ولي القضاء وحكم يوما واحدا
__________________
(١) في الأصل : «العكلي». والتصحيح من : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٥.
(٢) أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٨١ / ٢٨٧٧) باب الأمر بحسن الظنّ بالله تعالى عند الموت ، و (٨٢ / ٢٨٧٧) ، وأبو داود في الجنائز (٣١١٣) باب ما يستحب من حسن الظنّ بالله عند الموت ، وابن ماجة في الزهد (٤١٦٧) باب التوكل واليقين ، وأحمد في المسند ٣ / ١٩٣ و ٣١٥ و ٣٢٥ و ٣٣٠ و ٣٤٤ و ٣٩٠.
(٣) الروحانيّ : نسبة إلى روحا ، قرية من قرى الرحبة.
(٤) التككي : بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف وفي آخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة. (الأنساب ٣ / ٦٨).
(٥) العرقي : بكسر العين المهملة ، وسكون الراء ، وقاف. نسبة إلى عرقة بلدة وحصن في الشمال الشرقي من طرابلس على مسافة ١٨ كلم. زالت معالمها في أوائل العصر العثماني.
(٦) هكذا في الأصل.
(٧) ومنهم : علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري ، وكنيته أبو طالب ، ويلقّب بهجة الملك.
توفي سنة ٥٣٧ ه. (معجم السفر للسلفي ـ المصوّر ـ) ق ١ / ٢٠٣ ، (أدب الإملاء ١٢٣).
واستعفى ، وانزوى بالقرافة (١). وكان مسند مصر بعد الحبّال.
وقال الفقيه أبو بكر بن العربيّ : شيخ معتزل في القرافة ، له علوّ في الرّواية ، وعنده فوائد. وقد حدّث عنه : أبو عبد الله الحميديّ ، وكنّى عنه بالقرافيّ (٢).
وقال غيره : كان يبيع الخلع لملوك مصر.
قال ابن الأنماطيّ : سمعت أبا صادق عبد الحقّ بن هبة الله القضاعيّ المحدّث بمصر : سمعت العالم الزّاهد أبا الحسن عليّ بن إبراهيم ابن بنت أبي سعد يقول : كان القاضي أبو الحسن الخلعيّ يحكم بين الجنّ ، وأنّهم أبطئوا عليه قدر جمعة ، ثمّ أتوه وقالوا : كان في بيتك شيء من هذا الأترجّ ، ونحن لا ندخل مكانا [يكون] (٣) فيه.
قال المحدّث أبو الميمون عبد الوهّاب بن وردان ، فيما حكى عن والده أبي الفضل ، قال : حدّثني بعض المشايخ ، عن أبي الفضل الجوهريّ ابن الواعظ قال : كنت أتردّد إلى الخلعيّ ، فقمت في ليلة مقمرة ظننت أنّ الفجر قد طلع ، فلمّا جئت باب مسجده وجدت فرسا حسنة على بابه ، فصعدت ، فوجدت بين يديه شابّا لم أر أحسن منه ، يقرأ القرآن ، فجلست أسمع ، إلى أن قرأ جزءا ، ثمّ قال للشّيخ : آجرك الله. فقال له : نفعك الله.
ثم نزل ، فنزلت خلفه من علو المسجد ، فلمّا استوى على الفرس طارت به ، فغشي عليّ من الرّعب ، والقاضي يصيح بي : اصعد يا أبا الفضل.
فصعدت ، فقال : هذا من مؤمني الجنّ الّذين آمنوا بنصيبين ، وإنّه يأتي في الأسبوع مرّة يقرأ جزءا ويمضي (٤).
قال ابن الأنماطيّ : قبر الخلعيّ بالقرافة ، يعرف بقبر قاضي الجنّ والإنس ، ويعرف بإجابة الدّعاء عنده.
__________________
(١) القرافي : نسبة إلى القرافة ، وهي المقبرة الكبرى بظاهر القاهرة بسفح المقطّم.
(٢) وفيات الأعيان ٣ / ٣١٧.
(٣) إضافة على الأصل من : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٦.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٦.
وسألت شجاعا المدلجيّ وغيره من شيوخنا عن الخلعيّ ، نسبة إلى أيّ شيء؟ فما أخبرني أحد شيء. وسألت السّديد الرّبعيّ ، وكان عارفا بأخبار المصريّين وكان معدّلا ، فقال : كان أبوه يزار ، وكانت أمراء المصريّين وأهل القصر يشترون الخلع من عنده. وكان يتصدّق بثلث مكسبه.
وذكر ابن رفاعة أنّه سمع من الحبّال ، وأنّه أتى إلى الخلعيّ ، فطرده مدّة.
وكان بينهما شيء أظنّ من جهة الاعتقاد.
وقال أبو الحسن عليّ بن أحمد العابد : سمعت الشّيخ ابن بخيساه (١) قال :ندخل على القاضي أبي الحسن الخلعيّ في مجلسه ، فنجده في الشّتاء والصّيف وعليه قميص واحد ، فسألته عن ذلك ، وقلت ، يا سيّدنا ، إنّا لنكثر من الثّياب في هذه الأيّام ، وما يغني ذلك عنّا من شدّة البرد ، ونراك على حالة واحدة في الشّتاء والصّيف لا يرتدّ على قميص واحد ، فبالله يا سيّدي أخبرني.
فتغيّر وجهه ، ودمعت عيناه ، ثمّ قال : أتكتم عليّ ما أقول؟ قلت : نعم. فقال : غشيتني حمّاه يوما ، فنمت في تلك اللّيلة ، فهتف بي هاتف ، فناداني باسمي ، فقلت : لبّيك داعي الله. فقال : لا. قل : لبّيك ربّي الله. ما تجد من الألم؟.
فقلت : إلهي وسيّدي ، قد أخذت منّي الحمّى ما قد علمت.
فقال : قد أمرتها أن تقلع عنك.
فقلت : إلهي والبرد أيضا.
فقال : قد أمرت البرد أيضا أن يقلع عنك ، فلا تجد ألم البرد ولا الحرّ.
قال : فو الله ما أحسّ ما أنتم منه من الحرّ ولا من البرد.
قال ابن الأكفانيّ : توفّي بمصر في السّادس والعشرين من ذي الحجّة (٢).
__________________
(١) في طبقات الشافعية للسبكي «نحيساه». وفي عيون التواريخ : «بختشاه».
(٢) وقال ابن ميسّر : توفي يوم السبت ثامن عشر ذي الحجة ، وإليه نسب مسجد الخلعي بالقرافة ، وبه دفن ، وكان محدّثا مقريا ، سمع على جماعة كثيرة ، وجمع له الحافظ أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي عشرين جزءا سمّاها «الخلعيات». وكانت ولايته في محرّم سنة خمسين
٧٩ ـ عليّ بن الحسين بن عليّ بن أيوب (١).
البغداديّ البزّاز.
كان يسكن باب المراتب.
قال السّمعانيّ : كان من خيار البغداديّين ومميّزيهم ، ومن بيت الصّون ، والعفاف ، والنّزاهة ، والثّقة ، والدّيانة.
سمع : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا القاسم الحرفيّ ، وعبد الغفّار بن محمد المؤدّب ، وغيرهم.
سأله أبو محمد بن السّمرقنديّ عن مولده فقال : سنة عشر وأربعمائة (٢).
روى عنه : إسماعيل بن محمد الحافظ ، والفضل بن ناصر ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو الفتح بن البطّيّ ، وشهدة.
وآخر من حدّث عنه أبو الفضل خطيب الموصل.
توفّي يوم عرفة يوم الخميس ، ودفن ليومه.
ومولده سنة ٤١١.
قال شجاع الذّهليّ : صحيح السّماع ، ثقة.
وقال ابن العربيّ : ثقة عدل.
٨٠ ـ عليّ بن الفضيل بن عبد الرّزّاق (٣).
__________________
= وأربعمائة بمصر ، وقبره أحد المزارات بقرب النقعة من القرافة. وولي جدّه قضاء فامية. (أخبار مصر ٢ / ٣٩).
وورّخ المقريزي وفاته في ١٨ ذي الحجة أيضا. (اتعاظ الحنفا ٣ / ٢٤).
وقال السلفي : كان أبو الحسن الخلعي إذا سمع عليه الحديث يختم مجالسه بهذا الدعاء :اللهمّ ما مننت به فتمّمه ، وما أنعمت به فلا تسلبه ، وما سترته فلا تهتكه ، وما علمته فاغفره.
وكانت ولادة الخلعي في المحرم سنة خمس وأربعمائة بمصر.
(١) انظر عن (علي بن الحسين البزّاز) في : المنتظم ٩ / ١١١ رقم ١٦٧ (١٧ / ٥١ رقم ٣٦٨٨) ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٤٥ ، ١٤٦ رقم ٧٥ ، والعبر ٣ / ٣٣٤ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٩١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٨.
(٢) وكذا قال ابن الجوزي في (المنتظم).
(٣) لم أجد مصدر ترجمته.
القاضي أبو طاهر اليزديّ (١) الأصبهانيّ.
روى عن : أبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ ، والجمّال ، وأبي حفص الزّعفرانيّ.
روى عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في جمادى الآخرة ، وسمعته يقول :ولدت [سنة] سبع وأربعمائة.
٨١ ـ عليّ بن محمد (٢).
أبو الحسن النّيسابوريّ المطرّز ، الزّاهد ، العابد ، الفقيه.
ذكره عبد الغافر فقال : عديم النّظير في زهده ، وتوفّي في عاشر صفر ، وولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
ولم يذكر له رواية.
ـ حرف الغين ـ
٨٢ ـ الغضنفر بن فارس بن حسن (٣).
أبو الوحش البلخيّ ، ثمّ الدّمشقيّ البتلهيّ (٤).
سمع : ابن سلوان ، وأبا القاسم السّميساطيّ.
وعنه : أبو محمد بن صابر.
ـ حرف الفاء ـ
٨٣ ـ فضلان بن عثمان بن محمد بن هدبة بن خالد بن قيس بن ثوبان ، وليس هدبة بهدبة بن خالد بن الأسود صاحب حمّاد بن سلمة (٥).
__________________
(١) اليزدي : بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الذال المهملة. نسبة إلى يزد مدينة من كور إصطخر فارس بين أصبهان وكرمان. (الأنساب ١٢ / ٣٩٩).
(٢) انظر عن (علي بن محمد المطرّز) في : المنتخب من السياق ٣٨٨ رقم ٣٠٩ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٦٧ أ.
(٣) لم أجد مصدر ترجمته.
(٤) البتلهيّ : بفتح أوله وثانيه ، وسكون اللام. نسبة إلى بيت لهيا. قرية مشهورة بغوطة دمشق. (معجم البلدان ١ / ٥٢٢).
(٥) لم أجد مصدر ترجمته.
أبو أحمد القيسيّ الأصبهانيّ.
روى عن : أبي بكر بن أبي بكر بن أبي عليّ ، وعليّ بن عبد كويه ، وعبد الواحد الباطرقانيّ.
وعنه : السّلفيّ ، وقال : مات في ربيع الأوّل. وكان أبوه عثمان من طلبة الحديث.
ـ حرف الكاف ـ
٨٤ ـ كامل بن ديسم بن مجاهد (١).
أبو الحسن العسقلانيّ ، الفقيه المعروف بالمقدسيّ (٢).
سمع : محمد بن الحسين بن التّرجمان ، وأبا نصر محمد بن إبراهيم الهارونيّ ، وعليّ بن صالح العسقلانيّ ، وجماعة.
روى عنه : ابنه أبو الحسين ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وغيرهما.
قتلته الفرنج يوم دخولهم القدس وهو يصلّي ، رحمهالله.
ـ حرف الميم ـ
٨٥ ـ المبارك عليّ بن الحسن (٣).
أبو سعد البصريّ البزّاز ، ويسمّى أيضا : عليّا.
سمع : عبد الملك بن بشران.
روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وغيره.
٨٦ ـ المبارك بن محمد بن عبيد الله (٤).
أبو الحسين بن السّواديّ (٥) الواسطيّ الفقيه.
__________________
(١) انظر عن (كامل بن ديسم) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢١ / ١٣٢ رقم ٩١.
(٢) قدم دمشق مرتين : في سنة ٨٤ وسنة ٤٨٥ ه.
(٣) لم أجد مصدر ترجمته.
(٤) انظر عن (المبارك بن محمد) في : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ١٣١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ١١.
(٥) السّواديّ : بفتح السين المهملة. نسبة إلى السّواد. والأصل فيه : سواد العراق. (الأنساب ٧ / ١٨٠).
نزيل نيسابور.
قال السّمعانيّ : شيخ كبير فاضل ، من أركان الفقهاء المكثرين ، الحافظين للمذهب والخلاف. تفقّه بواسط ، وقدم بغداد ، فتفقّه على القاضي أبي الطّيّب.
وكان قويّ المناظرة ، ينقل طريقة العراقيّين.
درّس بالمدرسة الشّطبيّة بنيسابور ، وكان متجمّلا قانعا.
وقد سمع الحديث بواسط ، والبصرة ، وبغداد ، ومصر. وأضرّ في آخر عمره ، وسرقت أصوله.
سمع : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا عبد الله بن نظيف.
روى عنه : طاهر بن مهديّ الطّبريّ بمرو ، وإسماعيل الحافظ بأصبهان ، وشافع بن عليّ بنيسابور.
وكان يلقي الدّرس فتوفّي فجأة في ربيع الآخر ، وله سبع وثمانون سنة.
وقال السّمعانيّ فيما انتخب لولده : إمام فاضل ، ومفت مصلب ، عديم النّظير ، وورع ، حسن السّيرة ، متجمّل ، قانع بقليل من التّجارة. ثنا عنه عبد الخالق بن زاهر ، وعمر الصّفّار ، وجماعة.
٨٧ ـ محمد بن أحمد بن عليّ (١).
أبو بكر الطّوسيّ ، الصّوفيّ المقرئ ، إمام صخرة بيت المقدس.
روى عن : عمر بن أحمد الواسطيّ.
وعنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ.
قتلته الفرنج في شعبان فيمن قتلوا.
٨٨ ـ محمد بن سليمان بن لوبا (٢).
البغداديّ.
سمع : عبد الملك بن بشران.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن أحمد) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢١ / ٢٩١ رقم ٢١١.
(٢) لم أجد مصدر ترجمته.
٨٩ ـ محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن بردة (١).
القاضي أبو طاهر الفزاريّ (٢) ، قاضي شيراز.
حدّث بأصبهان عن : أبي بكر محمد بن الحسن بن اللّيث الصّفّار ، وجماعة.
روى عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في صفر بشيراز.
٩٠ ـ محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين (٣).
أبو سعد ابن المؤذّن ، الشّيرازيّ ثمّ البغداديّ.
روى عن : أبي عليّ بن دوما ، وبشر بن الفاتنيّ (٤).
روى عنه : المبارك بن المبارك بن السّرّاج.
وتوفّي في رجب.
٩١ ـ محمد بن عليّ بن عبد الواحد بن جعفر (٥).
أبو غالب ابن الصّبّاغ البغداديّ.
سمع من : أبي الحسن أحمد بن محمد الزّعفرانيّ ، وأحمد بن محمد بن قفرجل ، وأبي إسحاق البرمكيّ.
وتفقّه على ابن عمّه القاضي أبي نصر بن الصّبّاغ.
روى عنه : ابنه أبو المظفّر عبد الواحد ، وهزارست الهرويّ.
ومات في شعبان. وقد شهد عنه قاضي القضاة أبي عبد الله الدّامغانيّ وقبله.
٩٢ ـ مجد الملك (٦).
__________________
(١) لم أجد مصدر ترجمته.
(٢) الفزاري : بفتح الفاء والزاي والراء في آخرها بعد الألف ، هذه النسبة إلى فزارة وهي قبيلة. (الأنساب ٩ / ٢٩٧).
(٣) لم أجد مصدر ترجمته.
(٤) الفاتني : بفتح الفاء وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فاتن مولى أمير المؤمنين المطيع لله. (الأنساب ٩ / ٢٠٧).
(٥) لم أجد مصدر ترجمته.
(٦) انظر عن (مجد الملك) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٨٩ ـ ٢٩١ ، والمناقب المزيدية ٤٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٠ رقم ١٠٠.
أبو الفضل البلاشانيّ الوزير ، واسمه أسعد بن موسى (١).
وزر للسلطان بركياروق.
من أولاد الكتّاب ، فيه دين وخير وقلّة ظلم وعدم سفك للدّماء.
عاش إحدى وخمسين سنة.
تقدّم في الدّولة الملكشاهيّة ، وعظم محلّه ، وصار يعتضد بالباطنيّة في مقاصده ، فقيل إنّه وضع باطنيّا على قتل الأمير برسق سنة تسعين ، واتّهمه أولاده بذلك ، ونفرت الأمراء منه ، واختلفوا على بركياروق ، وصعدوا فوق تلّ ، وهم طغرل ، وأمير آخر ، وبنو برسق ، وراسلوا السّلطان في أن يسلّمه إليهم ، فمنعهم سنة ، ثمّ اضطرّ إلى أن يسلّمه إليهم ، واستوثق منهم بالأيمان ، على أن يحبسوه لأنّه كان عزيزا عليه ، فلمّا توثّق منهم وبعثه إليهم لم يدعه غلمانهم أن يصل إليهم حتّى قتلوه ، سامحه الله.
وكان شيعيّا قد أعدّ كفنه فيه تربة وسعفة ، فلمّا أحضر بين يديه تفكّر وقال : ما أصنع بهذا؟ ومن يحفظه؟ ، والله ما أبقى إلّا لقا وطريحا. فأنطقه الله بما يصير وأحس قلبه. وكان له ورد باللّيل يقومه ، ولا يتعاطى مسكرا ، ومولاته دارّة على العلويّين.
قتلوه في ثاني عشر رمضان بطرف خراسان.
٩٣ ـ محمد بن الفرج بن منصور بن إبراهيم (٢).
أبو الغنائم الفارقيّ (٣) الفقيه.
قدم بغداد مع أبيه سنة نيّف وأربعين ، فسمع من : عبد العزيز الأزجيّ (٤) ، وأبي إسحاق البرمكيّ ،
__________________
(١) في الكامل ، والمناقب المزيدية : «أسعد بن محمد» ، والمثبت يتفق مع : سير أعلام النبلاء.
(٢) انظر عن (محمد بن الفرج) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٩١.
(٣) الفارقيّ : بفتح الفاء والراء المكسورة بينهما الألف وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى ميافارقين. (الأنساب ٩ / ٢١٧).
(٤) في الأصل : «الأرجي» بالراء. والتصحيح من (الأنساب ١٠ / ١٩٧) وفيه : بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب الأزج وهي محلّة كبيرة ببغداد.
وتفقّه على الشّيخ أبي إسحاق ، وبرع في المذهب ، وعاد إلى ديار بكر ، ثمّ قدم بعد حين.
وحدّث ودرّس. ثمّ عاد فسكن جزيرة ابن عمر.
روى عنه : أبو الفتح بن البطّيّ.
وتوفّي في مستهلّ شعبان سنة اثنتين وتسعين. وكان موصوفا بالزّهد والورع.
٩٤ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ (١).
أبو بكر الشّبليّ (٢) القصّار المدبّر.
شيخ مسند ، من أهل باب البصرة.
سمع : أبا القاسم الحرفيّ ، وأبا عليّ بن شاذان ، وأبا بكر البرقانيّ.
وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، والمبارك بن أحمد الكنديّ.
توفّي في ثامن عشر صفر.
قال الأنماطيّ : كان رجلا ثقة ، خيّرا.
٩٥ ـ مقرّن بن عليّ بن مقرّن (٣).
العلّامة أبو القاسم الأصبهانيّ الحنفيّ.
من أعيان المناظرين.
روى عن : ابن رندة ، وغيره.
حدّث عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في صفر سنة اثنتين.
٩٦ ـ مكّيّ بن عبد السّلام بن الحسين بن القاسم (٤).
__________________
(١) لم أجد مصدر ترجمته.
(٢) الشبلي : بكسر الشين المعجمة ، وسكون الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى قرية من قرى أسروشنة يقال لها : الشبلية. (الأنساب ٧ / ٢٨١ ، ٢٨٢).
(٣) لم أجد مصدر ترجمته. وسيعاد ثانية برقم (٩٧).
(٤) انظر عن (مكي بن عبد السلام) في : الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٢٦ ، والفقيه والمتفقه للخطيب ١ / ١٥٨ و ١٩٧ ، والأنساب ١٢٦ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٣ / ٣٦٦ ، ومعجم=
أبو القاسم ابن الرّميليّ (١) ، المقدسيّ الحافظ.
قال السّمعانيّ : أحد الجوّالين في الآفاق. وكان كثير النّصب والسّهر والتّعب ، تغرّب ، وطلب ، وجمع. وكان ثقة ، متحرّيا ، ورعا ، ضابطا (٢). شرع في «تاريخ بيت المقدس وفضائله» جمع فيه شيئا وحدّث باليسير ، لأنّه قتل قبل الشّيخوخة.
سمع بالقدس : محمد بن يحيى بن سلوان المازنيّ ، وأبا عثمان بن ورقاء ، وعبد العزيز بن أحمد النّصيبيّ.
وبمصر : عبد الباقي بن فارس ، وعبد العزيز بن الحسن الضّرّاب.
وبدمشق : أبا القاسم إبراهيم بن محمد الحنّائيّ ، وعليّ بن الخضر.
وبعسقلان : أحمد بن الحسين الشّمّاع.
وبصور : أبا بكر الخطيب (٣) ، وعبد الرحمن بن عليّ الكامليّ.
وبأطرابلس : الحسين بن أحمد.
وببغداد : أبا جعفر ابن المسلمة ، وعبد الصّمد بن المأمون ، وطبقتهما.
وسمع بالبصرة ، والكوفة ، وواسط ، وتكريت ، والموصل ، وآمد ، وميّافارقين.
سمع منه : هبة الله الشّيرازيّ ، وعمر الرّؤاسيّ.
__________________
= البلدان ٣ / ٧٣ ، واللباب ٢ / ٣٨ ، والإعلام والتبيين في خروج الفرنج الملاعين ١٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ ، رقم ١٥٧٣ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٢٢٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٢ ، والعبر ٣ / ٣٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧٨ ، ١٧٩ رقم ٩٩ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٩١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٠ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٥٨٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٥ ، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني (نشر في مجلّة معهد المخطوطات) مجلّد ٢٩ ق ١ / ٣٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٤ ، وطبقات الحفاظ ٤٤٩ ، والأنس الجليل ١ / ٢٦٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، وهدية العارفين ، ٢ / ٤٧١ ، والأعلام ٨ / ٢١٥ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ٤ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ١٧٦ رقم ١٠١١ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ٩٢ ـ ٩٤ رقم ١٧٠٣.
(١) الرميلي : بضم الراء وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى الرميلة ، وهي من قرى الأرض المقدّسة. (الأنساب ٦ / ١٦٦).
(٢) تكررت في الأصل.
(٣) سمع منه الجزء الرابع من كتاب «الفقيه والمتفقه» بجامع صور في شهر جمادى الآخرة سنة ٤٥٩ ه. (١ / ١٥٨ و ١٩٧).
وروى عنه : محمد بن عليّ بن محمد المهرجانيّ بمرو ، وأبو سعد عمّار (١) بن طاهر التّاجر بهمذان ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ بمدينة السّلام ، وجمال الإسلام ، والسّلميّ ، وحمزة بن كروّس (٢) ، وغالب بن أحمد بدمشق.
ولد يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين.
قال السّمعانيّ : أنا عمّار بهمذان : ثنا مكّيّ الرّميليّ ببيت المقدس ، ثنا موسى بن الحسين : حدّثني رجل كان يؤذّن في مسجد الخليل عليهالسلام قال :كنت أؤذّن الأذان الصّحيح ، حتّى جاء أمير من المصريّين ، فألزمني بأن أؤذّن الأذان الفاسد ، فأذّنت كما أمرني ، ونمت تلك اللّيلة ، فرأيت كأنّي أذّنت كما أمرني الأمير ، فرأيت على باب القبّة الّتي فيها قبر الخليل صلىاللهعليهوسلم رجلا شيخا قائما ، وهو يستمع أذاني. فلمّا قلت : محمد وعليّ خير البشر ، قال لي : كذبت ، لعنك الله. فجئت إلى رجل آخر غريب صالح ، فقلت (٣) : ما تحتشم من الله تلعن رجلا مسلما. فقال لي : والله ما أنا لعنتك ، إبراهيم الخليل لعنك.
قال ابن النّجّار : مكّيّ بن عبد السّلام الأنصاريّ المقدسيّ من الحفّاظ ، رحل وحصّل ، وكان مفتيا على مذهب الشّافعيّ.
سمع : أبا عبد الله بن سلوان.
قال المؤتمن السّاجيّ : كانت الفتاوى تجيئه من مصر ، والسّاحل ، ودمشق.
وقال أبو البركات السّقطيّ : جمعت بيني وبينه رحلة البصرة ، وواسط. وقد عرّض نفسه ليخرج «تاريخ بيت المقدس» ، ولمّا أخذ الفرنج القدس ، وقبض عليه أسيرا ، نودي عليه في البلاد ليفتدي بألف مثقال ، لمّا علموا أنّه من علماء المسلمين ، فلم يفتده أحد ، فقتل بظاهر [باب] أنطاكية ، رحمهالله.
وكان صدوقا ، متحرّيا ، عالما ، ثبتا ، كاد أن يكون حافظا.
__________________
(١) في الأصل : «عماد».
(٢) كروّس : بفتح الكاف والراء والواو المشدّدة ، وآخره سين مهملة.
(٣) في الأصل : «فقال» وهو غلط لا يستقيم مع المعنى.
وقال مكّيّ : ولدت يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
وقال غيث الأرمنازيّ : حدّثني محمد بن خلف الرّمليّ قال : قتل مكّيّ بن عبد السّلام ، قتلته الإفرنج بالحجارة في ثاني عشر سنة اثنتين وتسعين عند النّزول (١) ، وكنت معهم إذ ذاك مأسورا.
٩٧ ـ مقرّن بن عليّ بن مقرّن بن عبد العزيز (٢).
أبو القاسم الحنفيّ الفقيه.
أحد أعيان فقهاء أصبهان.
روى عن : ابن رندة.
روى عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في صفر.
ـ حرف النون ـ
٩٨ ـ نجاح بن عليّ بن زقاقيم (٣).
أبو القاسم البغداديّ الطّحّان.
سمع : أبا عليّ بن شاذان.
وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.
__________________
(١) هكذا هنا. وفي تاريخ دمشق ٤٣ / ٣٦٦ «عند بيروت». وفي سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧٩ «عند البثرون». والاثنان وهم ، فهو قتل في بيت المقدس عند نزول الإفرنج عليها كما هو مثبت هنا. فقد قال ابن السمعاني : «ورجح إلى بيت المقدس وسكنها إلى أن قتل بها شهيدا متقدّما محاربا غير فار وقت استيلاء الإفرنج على بيت المقدس ، والله تعالى يرحمه. (الأنساب ٦ / ١٦٦).
وقال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ : وحدّث ببغداد وسمع منه أبي أحاديث كتبها له بخطّه ، وصنّف كتابا في تاريخ بيت المقدس ، وسمع من الخطيب بالشام وببغداد ، وكان فاضلا صالحا ثبتا ، وعاد إلى بيت المقدس فأقام بها يدرّس الفقه على مذهب الشافعيّ ويروي الحديث إلى أن غلبت الإفرنج على بيت المقدس ، فحكى لي من رآه وهو يحمل عليهم حتى يخرجهم من المسجد وقتل منهم ، ثم قتل شهيدا في سنة تسعين وأربعمائة. قال ابن السمعاني : وهم في التاريخ ، كان استيلاء الإفرنج على بيت المقدس سنة اثنتين وتسعين. وروى لي عن مكي بن عبد السلام الرميلي أبو عبد الله محمد بن علي الأسفرائيني بمرو ، وأبو سعد عمار بن طاهر التاجر بهمذان ، ولم يحدّثنا عنه سواهما. (الأنساب ٦ / ١٦٦ ، ١٦٧).
(٢) تقدّم برقم (٩٥).
(٣) لم أجد مصدر ترجمته.
توفّي في ربيع الأخر.
٩٩ ـ نصر بن أحمد بن الفتح (١).
أبو القاسم الهمذانيّ المؤدّب.
قدم دمشق وسمع : أبا عبد الله بن سلوان ، ورشأ بن نظيف ، وجماعة.
قال ابن عساكر : ثنا عنه محفوظ بن الحسن بن صصريّ ، وأبو القاسم بن عبدان ، وعبد الرحمن الدّارانيّ.
ـ حرف الهاء ـ
١٠٠ ـ هبة الله بن محمد بن عليّ بن عبد السّميع (٢).
أبو تمّام الهاشميّ.
أحد الأشراف ببغداد.
سمع : أبا الحسن بن مخلد ، والبزّار.
روى عنه : أبو بكر الأنصاريّ ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ.
ـ حرف الياء ـ
١٠١ ـ يوسف بن إبراهيم (٣).
أبو الفتح الزّنجانيّ الصّوفيّ.
ممّن قتل بالقدس.
١٠٢ ـ يوسف بن عليّ (٤).
أبو الحجّاج ابن الملجوم الأزديّ الفاسيّ.
أحد الأعلام.
تفقّه بأبيه ، وولي قضاء الجماعة لابن تاشفين وغزا معه مرّات. وكان رأسا في الفقه والحديث والآداب.
روى عنه : ابنه أبو موسى.
توفّي في ذي الحجّة.
__________________
(١) انظر عن (نصر بن أحمد) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٦ / ١٢٤ رقم ٨١.
(٢) لم أجد مصدر ترجمته.
(٣) لم أجد مصدر ترجمته.
(٤) لم أجد مصدر ترجمته.