السيّد سامي البدري
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الفقه للطباعة والنشر
المطبعة: ياسين
الطبعة: ١
ISBN: 964-499-093-5
الصفحات: ٥٢٧
ابن سالم ، عن هاشم بن البريد ، عن بيان بن أبي بشر ، عن زاذان ، عن عبد الله قال : قرأت على رسول الله صلىاللهعليهوآله سبعين سورة ، وختمت القرآن على خير النّاس عليّ بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه).
الكامل في الضعفاء : حدّثنا جعفر بن أحمد بن عليّ بن بيان الغافقي ، ثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إسحاق الكوفي الأنصاري ، ثنا أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي ، عن أبي هاشم الرماني ، عن زاذان بن عمر ، عن سلمان الفارسي قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله ضرب فخذ عليّ بن أبي طالب وصدره ، وسمعته يقول : «محبّك محبّي ، ومحبّي محبّ الله ، ومبغضك مبغضي ، ومبغضي مبغض الله».
المعجم الكبير ٦ / ٢٤١ : ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي والحسين بن إسحاق التستري قال : ثنا يحيى الحماني ، ثنا قيس بن الربيع ، عن محمّد بن رستم ، عن زاذان ، عن سلمان (رضي الله تعالى عنه) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ أحب الحسن والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبّه الله ، ومَنْ أبغضهما أبغضته ، ومَنْ أبغضته أبغضه الله».
الحسكاني ٢ / ١٧ بسنده عن أبي اليقظان (١) ، عن زاذان ، عن الحسن بن عليّ قال : «لمّا
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٧ / ١٣٢ : عثمان بن عمير البجلي ، أبو اليقظان الكوفي الأعمى ، ويُقال : ابن قيس ، ويُقال : ابن أبي حميد. روى عن أنس وزيد بن وهب ، وأبي الطفيل وأبي وائل ، وعدي بن ثابت وأبي حرب بن الأسود وغيرهم. وعنه حصين بن عبد الرّحمن ، وهو من أقرانه ، والأعمش وشعبة ، والثوري وشريك ، ومهدي بن ميمون وآخرون. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال أبي عثمان بن عمير (أبو اليقظان) ، ويُقال : عثمان بن قيس ضعيف الحديث. كان ابن مهدي ترك حديثه ، وقال أبي : خرج في الفتنة مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن. وقال عمرو بن عليّ : لم يرضَ يحيى ولا عبد الرّحمن أبا اليقظان. وقال الدوري عن ابن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال ابن أبي حاتم : ثنا أبي سألت محمّد بن عبد الله بن نمير عن عثمان بن عمير فضعّفه. قال : وسألت أبي عنه ، فقال : ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، كان شعبة لا يرضاه ، وذكر أنّه حضره فروى عن شيخ ، فقال له شعبة : كم سنّك؟ فقال : كذا ، فإذا قد مات الشيخ وهو ابن سنتين. وقال إبراهيم بن عرعرة ، عن أبي أحمد الزبيري : كان الحارث بن حصين ، وأبو اليقظان يؤمنان بالرجعة ، ويُقال : كان يغلو في التشيّع. قلت : نسبه أحمد بن حنبل فقال : هو عثمان بن عمير بن
نزلت جمعنا رسول الله وإياه في كساء خيبري ، ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهّرهم تطهيراً».
الحسكاني ٢ / ١٤٣ ، تاريخ إصبهان ٢ / ١٦٥ بسنده عن أبي هاشم الرماني ، عن زاذان ، عن عليّ قال : «إنّه لا يحفظ مودّتنا إلاّ كلّ مؤمن». ثمّ قرأ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
روايات زر بن حبيش (ت ٨١) وهو ابن مئة واثنتان وعشرون سنة :
صحيح مسلم ١ / ٨٦ : بقي بن مخلّد (١٣٢٥) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا وكيع وأبو معاوية ، عن الأعمش ح ، وحدّثنا يحيى بن يحيى واللفظ له ، أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر قال : قال عليّ : «والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، إنّه لعهد النّبي الأمي صلىاللهعليهوآله إليَّ أن لا يحبّني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق».
المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨ : حدّثنا أبو سعيد عمرو بن محمّد بن منصور العدل ، ثنا السري بن خزيمة ، ثنا عثمان بن سعيد المري ، ثنا عليّ بن صالح ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله (رضي الله تعالى عنه) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «الحسن والحسين
__________________
عمرو بن قيس البجلي ، وقد ينسب إلى جدّ أبيه. ذكره البخاري في الأوسط في فصل مَنْ مات ما بين العشرين ومئة إلى الثلاثين. وقال : منكر الحديث ، ولم يسمع من أنس. وقال في الكبير : كان يحيى وعبد الرّحمن لا يحدّثان عنه ، وهو ابن قيس البجلي ، وهو عثمان بن أبي حميد الكوفي. وقال الجوزجاني ، عن أحمد : منكر الحديث ، وفيه ذلك الداء. قال : وهو على المذهب منكر الحديث. وقال البرقاني ، عن الدارقطني : متروك. وقال الحاكم ، عن الدارقطني : زائغ لم يحتج به. وقال ابن عبد البر : كلّهم ضعفه. وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوي عندهم. وقال ابن حبان : اختلط حتّى كان لا يدري ما يقول ، لا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن عدي : رديء المذهب ، غال في التشيّع ، يؤمن بالرجعة ، ويكتب حديثه مع ضعفه. تقريب التهذيب ١ / ٦٦٣ : عثمان بن عمير بالتصغير ، ويُقال : ابن قيس ، والصواب أنّ قيساً جدّ أبيه ، وهو عثمان بن أبي حميد أيضاً البجلي ، أبو اليقظان الكوفي الأعمى ، ضعيف واختلط ، وكان يدلّس ويغلو في التشيّع ، من السادسة ، مات في حدود الخمسين ومئة د ت ق.
سيدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما». هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاه.
الإصابة ٢ / ١٥ : حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي له ولأبيه ولأخيه عبد الله صحبة. ذكره بن شاهين في الصّحابة ، وروى حديثه ابن عقدة في كتاب الموالاة بإسناد ضعيف من رواية أبي مريم ، عن زر بن حبيش قال : قال عليّ : «مَنْ ها هنا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله؟». فقام اثنا عشر رجلاً ، منهم : قيس بن ثابت ، وحبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «مَنْ كنت مولاه فعلى مولاه». قال في الإصابة في ترجمة الحسن : وعند أبي يعلى من طريق عاصم ، عن زر ، عن عبد الله كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما ، فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره ، فقال : «مَنْ أحبّني فليحبّ هذين».
روى ابن الأثير في اُسد الغابة ١ / ٣٦٨ عن كتاب الموالاة لابن عقدة بإسناده ، عن أبي مريم زر بن حبيش قال : خرج عليّ بن القصر فاستقبله ركبان متقلّدي السيوف ، فقالوا : السّلام عليّك يا أمير المؤمنين ، السّلام عليّك يا مولانا ، ورحمة الله وبركاته. فقال عليّ عليهالسلام : «مَنْ ها هنا من أصحاب النّبي صلىاللهعليهوآله؟». فقام اثنا عشر ، منهم : قيس بن ثابت بن شماس ، وهاشم بن عتبة ، وحبيب بن بديل بن ورقاء ، فشهدوا أنّهم سمعوا النّبي صلىاللهعليهوآله يقول : «مَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه».
روايات عبد الله بن الحارث بن نوفل (ت ٨٤) :
السنن الكبرى ٥ / ١٥١ : أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال : حدّثنا عليّ بن ثابت قال : حدّثنا منصور بن أبي الأسود ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن سليمان بن عبد الله بن الحارث ، عن جدّه ، عن عليّ قال : «مرضت فعادني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فدخل عليّ وأنا مضطجع ، فاتّكأ إلى جنبي ، ثمّ سجاني بثوبه ، فلمّا رآني قد هديت
قام إلى المسجد يصلّي ، فلمّا قضى صلاته جاء فرفع الثوب عنّي وقال : قم يا عليّ فقد برئت. فقمت كأنّما لم أشتك شيئاً قبل ذلك ، فقال : ما سألت ربّي شيئاً في صلاتي إلاّ أعطاني ، وما سألت لنفسي شيئاً إلاّ وقد سألت لك».
خالفه جعفر بن زياد الأحمر فقال : عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عليّ.
أقول : في كتاب السنّة ـ لبقي بن مخلّد / ١٣٢٣ عن محمّد بن عبد الرحيم أبي يحيى وسليمان بن عبد الجبار قال : حدّثنا عليّ بن قادم ، عن جعفر بن زياد الأحمر ، عن يزيد بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث … وفي آخره قال صلىاللهعليهوآله : «إلاّ أعطانيه ، إلاّ أنّه قال لي : لا نبي بعدك». قال القاضي : لا أعرف في فضيلة عليّ حديثاً أفضل منه.
مصنف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٣ : معاوية بن هشام قال : ثنا عمار ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عليّ قال : «إنّما مثلنا في هذه الأمّة كسفينة نوح ، وكباب حطّة في بني إسرائيل».
تاريخ الطبري ٢ / ٣٢٠ : حدّثنا ابن حميد قال : حدّثنا سلمة قال : حدّثني محمّد بن إسحاق ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، عن عبد الله بن عبّاس ، عن عليّ بن أبي طالب قال : «لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأْقْرَبِينَ) دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لي : يا عليّ ، إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أنّي متى اُباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليه حتّى جاءني جبرئيل فقال : يا محمّد ، إنّك إلاّ تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك. فاصنع لنا صاعاً من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عساً من لبن ، ثمّ اجمع لي بني عبد المطلب حتّى اُكلّمهم واُبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به ، ثمّ دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً ، يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب. فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي
صنعت لهم فجئت به ، فلمّا وضعته تناول رسول الله صلىاللهعليهوآله حذية من اللحم فشقّها بأسنانه ، ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة ، ثمّ قال : خذوا بسم الله ، فأكل القوم حتّى ما لهم بشيء حاجة ، وما أرى إلاّ موضع أيديهم. وأيم الله الذي نفس عليّ بيده ، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم ، ثمّ قال : اسق القوم. فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتّى رووا منه جميعاً. وأيم الله ، إنّ كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله. فلمّا أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لهدّ ما سحركم صاحبكم! فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله صلىاللهعليهوآله. قال : الغد يا عليّ ، إنّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول فتفرّق القوم قبل أن اُكلّمهم ، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثمّ اجمعهم إليّ». قال : «ففعلت ثمّ جمعتهم ، ثمّ دعاني بالطعام فقرّبته لهم ، ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتّى ما لهم بشيء حاجة ، ثمّ قال : اسقهم. فجئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا منه جميعاً ، ثمّ تكلّم رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا بني عبد المطلب ، إنّي والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به ، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟». قال : «فأحجم القوم عنها جميعاً ، وقلت ، وإنّي لأحدثهم سنّاً ، وأرمصهم عيناً ، وأعظمهم بطناً ، وأحمشهم ساقاً : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثمّ قال : إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا». قال : «فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لأبنك وتطيع» (١).
المعجم الكبير ٢٢ / ٤٠٥ ، حدّثنا محمّد بن حيان المازني ، ثنا كثير بن يحيى ، ثنا سعيد بن عبد الكريم بن سليط وأبو عوانة ، عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف ، عن عبد الرّحمن بن أبي زناد أنّه سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل يقول : ثنا أبو سعيد الخدري أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله دخل على فاطمة ذات يوم وعليّ نائم ، وهي مضطجعة وأبناؤها إلى
__________________
(١) تاريخ الطبري ٢ / ٣٢١.
جنبها ، فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى لقحة فحلب لهم فأتى به ، فاستيقظ الحسين فجعل يعالج أن يشرب قبله حتّى بكى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّ أخاك استسقى قبلك». فقالت فاطمة : «كأنّ الحسن آثر عندك!». قال : «ما هو بآثر عندي منه ، وإنّما هما عندي بمنزلة واحدة ، وإنّي وإياكِ وهما وهذا النائم لفي مكان واحد يوم القيامة».
روايات عبد الرّحمن بن أبي ليلى (قُتل ٨٢) :
الدّرّ المنثور ٥ / ١٧٨ : أخرج ابن أبي حاتم ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى رضياللهعنه في قوله (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب رحمهالله والوليد بن عقبة.
السنن الكبرى ٥ / ١٠٨ : أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدّثنا عبيد الله قال : أخبرنا بن أبي ليلى ، عن الحكم والمنهال ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه : أنّه قال لعليّ وكان يسير معه : إنّ النّاس قد أنكروا منك أنّك تخرج في البرد في الملاءتين ، وتخرج في الحرّ في الحشو والثوب الغليظ. قال : «أوَ لم تكن معنا بخيبر؟». قال : بلى. قال : «فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع بالناس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ليس بفرار. فأرسل إليّ وأنا أرمد ، قلت : إنّي أرمد. فتفل في عيني وقال : اللّهمّ اكفه أذى الحرّ والبرد ، فما وجدت حرّاً بعد ذلك ولا برداً».
المستدرك ٢ / ٥٢٤ : أخبرني عبد الله بن محمّد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن أيوب ، أنبأ يحيى بن المغيرة السعدي ، حدّثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال : قال عليّ بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها أحد بعدي ؛ آيّة النجوى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً). قال : «كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فناجيت النّبي صلىاللهعليهوآله ، فكنت كلّما ناجيت النّبي صلىاللهعليهوآله قدّمت بين يدي نجواي درهماً ، ثمّ نسخت فلم يعمل بها أحد ، فنزلت : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ). هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
السنن الكبرى ٦ / ٢٠٤ : أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدّثنا يزيد قال : حدّثنا العوام قال : حدّثني عمرو بن مرة ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن عليّ (رضي الله تعالى عنه) قال : «أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى وضع قدمه بيني وبين فاطمة ، فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضجعنا : ثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، وثلاثاً وثلاثين تحميدة ، وأربعاً وثلاثين تكبيرة». قال عليّ : «فما تركتها بعد». قال له رجل : ولا ليلة صفين؟ قال : «ولا ليلة صفين».
المعجم الكبير ٧ / ٧٧ : حدّثنا عليّ بن عبد العزيز ، ثنا ضرار بن صرد أبو نعيم ، ثنا عليّ بن هشام ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن أبي فروة ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله». فدعا عليّاً ، فأعطاه إيّاها.
مسند أحمد ١ / ١١٩ : حدّثنا عبد الله ، حدّثني عبيد الله بن عمر القواريري ، ثنا يونس بن أرقم ، ثنا يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال : شهدت عليّاً (رضي الله تعالى عنه) في الرحبة ، ينشد النّاس : «أنشد الله مَنْ سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم : مَنْ كنت مولاه فعلى مولاه لما قام». فشهد قال عبد الرّحمن : فقام اثنا عشر بدريّاً كأنّي أنظر إلى أحدهم فقالوا : نشهد إنّا سمعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجي اُمّهاتهم؟». فقلنا : بلى يا رسول الله. قال : «فمَنْ كنت مولاه فعلى مولاه ، اللّهمّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه».
مسند أحمد ١ / ١١٩ : حدّثنا عبد الله ، ثنا أحمد بن عمر الوكيعي ، ثنا زيد بن الحباب ، ثنا
الوليد بن عقبة بن نزار العنسي ، حدّثنا سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال : دخلت على عبد الرّحمن بن أبي ليلى فحدّثني أنّه شهد عليّاً (رضي الله تعالى عنه) في الرحبة قال : «أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله وشهده يوم غدير خم إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ مَنْ قد رآه». فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا : قد رأيناه وسمعناه ، حيث أخذ بيده يقول : «اللّهمّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه ، وانصر مَنْ نصره ، واخذل مَنْ خذله». فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا ، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.
شرح نهج البلاغة ١٤ / ١١ : قال أبو مخنف : فحدّثني موسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : … لمّا دخل الحسن وعمّار الكوفة اجتمع إليهما النّاس ، فقام الحسن فاستنفر النّاس ، فحمد الله وصلّى على رسوله ، ثمّ قال : «أيّها النّاس ، إنّا جئنا ندعوكم إلى الله وإلى كتابه وسنّة رسوله ، وإلى أفقه مَنْ تفقّه من المسلمين ، وأعدل مَنْ تعدلون ، وأفضل مَنْ تفضّلون ، وأوفى مَنْ تبايعون. مَنْ لم يعبه القرآن ، ولم تجهله السنّة ، ولم تقعد به السابقة إلى مَنْ قرّبه الله تعالى إلى رسوله قرابتين ؛ قرابة الدين وقرابة الرحم ، إلى مَنْ سبق النّاس إلى كلّ مأثرة ، إلى مَنْ كفى الله به رسوله والنّاس متخاذلون ، فقرب منه وهم متباعدون ، وصلّى معه وهم مشركون ، وقاتل معه وهم منهزمون ، وبارز معهم وهم محجمون ، وصدَّقه وهم يكذِّبون. إلى مَنْ لم ترد له رواية ، ولا تُكفا له سابقة ، وهو يسألكم النصر ، ويدعوكم إلى الحقّ ، ويأمركم بالمسير إليه لتوازروه وتنصروه على قوم نكثوا بيعته ، وقتلوا أهل الصلاح من أصحابه ، ومثلوا بعمّاله ، وانتهبوا بيت ماله ، فاشخصوا إليه رحمكم الله ، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، واحضروا بما يحضر به الصالحون».
شرح نهج البلاغة ١٩ / ٣٠٥ : وروى ابن جرير الطبري في تاريخه ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الفقيه ، وكان ممّن خرج لقتال الحجّاج مع ابن الأشعث ، إنّه قال فيما كان يحضّ به النّاس على الجهاد : إنّي سمعت عليّاً رفع الله درجته في الصالحين ، وأثابه ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام : «أيّها المؤمنون ، إنّه مَنْ رأى عدواناً يُعمل به ، ومنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبريء ، ومَنْ أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من
صاحبه ، ومَنْ أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليّا وكلمة الظالمين السفلى ، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ، وقام على الطريق ، ونُوّر في قلبه اليقين» (١).
تفسير الطبري ٢٦ / ١٢٦ : حدّثنا محمّد بن بشار قال : ثنا عبد الرّحمن قال : ثنا سفيان ، عن هلال الوزان ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى في قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) (الحجرات / ٦) ، قال : نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
روايات قيس بن عبّاد (قتله الحجاج ٨٣) :
البخاري ٤ / ١٤٥٨ : حدّثني محمّد بن عبد الله الرقاشي ، حدّثنا معتمر قال : سمعت أبي يقول : حدّثنا أبو مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) أنّه قال : «أنا أوّل مَنْ يجثو بين يدي الرّحمن للخصومة يوم القيامة». وقال قيس بن عباد : وفيهم اُنزلت : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ ...). قال : هم الذين تبارزوا يوم بدر : حمزة ، وعليّ ، وعبيدة (أو أبو عبيدة بن الحارث) ، وشيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة.
روايات زيد بن وهب الجهني (ت ٨٤ ، وقيل : ٩٦) :
السنن الكبرى : أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدّثنا عثمان قال : حدّثنا عبد الله بن نمير قال : حدّثنا مالك بن مغول (المصنف لابن أبي شيبة ١٢ / ٦٢ الحديث رقم
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٩ / ٣٠٦ قال ابن أبي الحديد : وقال عليهالسلام في كلام له غير هذا يجري هذا المجرى : «فمنهم المنكر للمنكر بيده ولسانه وقلبه فذلك المستكمل لخصال الخير ، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير ومضيّع خصلة ، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذاك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسّك بواحدة ، ومنهم تارك لإنكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميّت الأحياء. وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلاّ كنفثة في بحر لجيّ ، وإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل ، ولا ينقصان من رزق ، وأفضل من ذلك كلّه كلمة عدل عند إمام جائر».
/ ١٢١٢٨ عبد الله بن نمير) عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي سليمان الجهني قال : سمعت عليّاً على المنبر يقول : «أنا عبد الله ، وأخو رسوله صلىاللهعليهوآله ، لا يقولها إلاّ كذّاب مفتري». فقال رجل : أنا عبد الله وأخو رسوله صلىاللهعليهوآله ، فخُنق فحُمل.
السنن الكبرى ٥ / ١٦٣ : أخبرنا العباس بن عبد العظيم قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سلمة بن كهيل قال : حدّثنا زيد بن وهب أنّه كان في الجيش الذين كانوا مع عليّ الذين ساروا إلى الخوارج ، فقال عليّ : «أيّها النّاس ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : سيخرج قوم من اُمّتي يقرؤون القرآن ، ليس قراءتكم إلى قراءتهم شيئاً ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئاً ، ولا صيامكم إلى صيامهم شيئاً. يقرؤون القرآن يحسبون أنّه لهم وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلمون الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيّهم صلىاللهعليهوآله لاتكلوا عن العمل ، وآية ذلك أنّ فيهم رجلاً له عضد وليست له ذراع ، على رأس عضده مثل حلمة ثدي المرأة ، عليه شعرات بيض ، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم. والله إنّي لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ؛ فإنّهم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا في سرح النّاس ، فسيروا على اسم الله». قال سلمة : فنزلني زيد منزلاً منزلاً حتّى مررنا على قنطرة ، فلمّا التقينا على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي ، فقال لهم : ألقوا الرماح ، وسلّوا سيوفكم من جفونها ؛ فإنّي أخاف أن يناشدوكم. قال : فسلّوا السيوف وألقوا جفونها ، وشجرهم النّاس (يعني برماحهم) ، فقتل بعضهم على بعض ، وما أُصيب من النّاس يومئذ إلاّ رجلان. قال عليّ : «التمسوا فيهم المخدّج». فلم يجدوه ، فقام عليّ بنفسه حتّى أتى ناساً قتلى بعضهم على بعض ، قال : «جرّدوهم». فوجدوه ممّا يلي الأرض ، فكبّر عليّ وقال : «صدق الله ، وبلّغ صلىاللهعليهوآله». فقام إليه عبيدة السلماني فقال : يا أمير المؤمنين ، والله الذي لا إله إلاّ هو سمعت هذا الحديث من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : «أي والله الذي لا إله إلاّ هو ،
لسمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله» ، حتّى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له.
شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٧٦ : روى إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب قال : لمّا شجرهم علي عليهالسلام بالرماح قال : «اطلبوا ذا الثدية». فطلبوه طلباً شديداً حتّى وجدوه في وهدة من الأرض تحت ناس من القتلى ، فاُتي به وإذا رجل على ثديه مثل سبلات السنور ، فكبّر علي عليهالسلام وكبّر النّاس معه سروراً بذلك.
المعجم الكبير ١٠ / ١٨٣ : حدّثنا عبدان بن أحمد ، ثنا يحيى بن حاتم العسكري ، ثنا بشر بن مهران ، ثنا شريك ، عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب ، عن بن مسعود قال : أوّل شيء علمت من أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله قدمت مكّة في عمومة لي ، فاُرشدنا على العباس بن عبد المطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده إذ (أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة ، له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه ، أشم ، أقنى ، أذلف ، براق الثنايا ، أدعج العينين ، كث اللحية ، دقيق المسربة ، شثن الكفين والقدمين ، عليه ثوبان أبيضان كأنّه القمر ليلة البدر). يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه ، مراهق أو محتلم ، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها ، حتّى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثمّ استلم الغلام ، ثمّ استلمت المرأة ، ثمّ طاف بالبيت سبعاً والغلام والمرأة يطوفان معه ، ثمّ استلم الركن ورفع يديه وكبّر ، وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه ، وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبّرت ، وأطال القنوت ، ثمّ ركع فأطال الركوع ، ثمّ رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ، ثمّ سجد وسجد الغلام والمرأة معه ، يصنعان مثل ما يصنع ويتبعانه. قال : فرأينا شيئاً لم يكن نعرفه بمكة ، فأنكرنا ، فأقلبنا على العباس فقلنا : يا أبا الفضل ، إنّ هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم ، أشيء حدث؟ قال : أجل والله ، أما تعرفون هذا؟ قلنا : لا. قال : هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله ، والغلام عليّ بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد. أمّا والله ، ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة.
المعجم الكبير ٥ / ١٧١ : حدّثنا إبراهيم بن نائلة الإصبهاني ، ثنا إسماعيل بن
عمرو البجلي ، ثنا أبو إسرائيل الملائي ، عن الحكم ، عن أبي سليمان زيد بن وهب ، عن زيد بن أرقم قال : ناشد عليّ النّاس في الرحبة مَنْ سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول الذي قال له ، فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «اللّهمّ مَنْ كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه». قال زيد بن أرقم : فكنت فيمَنْ كتم فذهب بصري ، وكان عليّ (رضي الله تعالى عنه) دعا على مَنْ كتم.
فتح الباري ١٣ / ٥٧ : أخرج البزّار من طريق زيد بن وهب قال : بينا نحن حول حذيفة إذ قال : كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيّكم فرقتين يضرب بعضكم وجوه بعض بالسيف؟ قلنا : يا أبا عبد الله ، فكيف نصنع إذا أدركنا ذلك؟ قال : انظروا إلى الفرقة التي تدعو إلى أمر عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّها على الهدى.
تاريخ الطبري ٥ / ١٦ : قال أبو مخنف : حدّثني مالك بن أعين ، عن زيد بن وهب الجهني أنّ ابن بديل قام في أصحابه فقال : ألا إنّ معاوية ادّعى ما ليس أهله ، ونازع هذا الأمر مَنْ ليس مثله ، وجادل بالباطل ليدحض به الحقّ ، وصال عليكم بالأعراب والأحزاب ، قد زيّن لهم الضلالة ، وزرع في قلوبهم حبّ الفتنة ، ولبس عليهم الأمر ، وزادهم رجساً إلى رجسهم. وأنتم على نور من ربّكم وبرهان مبين ؛ فقاتلوا الطغاة الجفاة ولا تخشوهم ، فكيف تخشونهم وفي أيديكم كتاب الله عزّ وجلّ طاهراً مبروراً؟ أَتَخْشَوْنَهُمْ؟ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ قَاتِلُوهُمْ ، يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وقد قاتلناهم مع النّبي صلىاللهعليهوآله مرّة ، وهذه ثانية ، والله ما هم في هذه بأتقى ولا أزكى ولا أرشد ، قوموا إلى عدوّكم بارك الله عليكم. فقاتل قتالاً شديداً هو وأصحابه.
تاريخ الطبري ٥ / ٢٥ : قال أبو مخنف : حدّثني مالك بن أعين الجهني ، عن زيد بن وهب أنّ عليّاً لمّا رأى ميمنته قد عادت إلى مواقعها ومصافها ، وكشفت مَنْ بإزائها من عدوّها حتّى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم ، أقبل حتّى انتهى إليهم ، فقال : «إنّي قد رأيت
جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم ، يحوزكم الطغاة الجفاة ، وأعراب أهل الشام ، وأنتم لهاميم (١) العرب ، والسنام الأعظم ، وعمّار الليل بتلاوة القرآن ، وأهل دعوة الحقّ إذ ضلّ الخاطئون. فلولا إقبالكم بعد إدباركم ، وكرّكم بعد انحيازكم ، وجب عليكم ما وجب على المولى يوم الزحف دبره وكنتم من الهالكين. ولكن هوّن وجدي وشفى بعض اُحاح نفسي أنّي رأيتكم باُخرة حزتموهم كما حازوكم ، وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم ، تحسّونهم بالسيوف ، تركب أُولاهم أُخراهم كالإبل المطردة إليهم ، فالآن فاصبروا ، نزلت عليكم السكينة ، وثبّتكم الله عزّ وجلّ باليقين ؛ ليعلم المنهزم أنّه مسخط ربّه وموبق نفسه. إنّ في الفرار موجدة الله عزّ وجلّ عليه ، والذلّ اللازم ، والعار الباقي ، واعتصار الفيء من يده ، وفساد العيش عليه. وإنّ الفار منه لا يزيد في عمره ولا يرضي ربّه ، فموت المرء محقّاً قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتأنيس لها والإقرار عليها».
تاريخ الطبري (٤ / ٣٧) قال الطبري : حدّثت عن هشام بن الكلبي ، عن أبي مخنف قال : حدّثني مالك بن أعين الجهني ، عن زيد بن وهب الجهني أنّ عمّار بن ياسر رحمهالله قال يومئذ : أين مَنْ يبتغي رضوان الله عليه ، ولا يؤوب إلى مال ولا ولد؟ فأتته عصابة من النّاس فقال : أيّها النّاس ، اقصدوا بنا نحو هؤلاء الذين يبغون دم ابن عفّان ، ويزعمون أنّه قُتل مظلوماً ، والله ما طلبتهم بدمه ولكنّ القوم ذاقوا الدنيا فاستحبّوها واستمرؤوها ، وعلموا أنّ الحقّ إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من دنياهم ، ولم يكن للقوم سابقة في الإسلام يستحقّون بها طاعة النّاس والولاية عليهم ، فخدعوا أتباعهم أن قالوا : إمامنا قُتل مظلوماً ؛ ليكونوا بذلك جبابرة ملوكاً ، وتلك مكيدة بلغوا بها ما ترون ، ولولا هي ما تبعهم من النّاس رجلان. اللّهمّ إن تنصرنا فطالما نصرت ، وإن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم. ثمّ مضى ومضت تلك العصابة التي أجابته حتّى دنا من عمرو ، فقال : يا عمرو ، بعت دينك بمصر؟! تباً لك تباً! طالما بغيت في الإسلام عوجاً.
__________________
(١) لهاميم : جمع لهميم ، وهو السابق الجواد من الخيل.
وقال لعبيد الله بن عمر بن الخطاب : صرعك الله! بعت دينك من عدوّ الإسلام وابن عدوّه!
الحسكاني ١ / ٣٦ بسنده عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة ، أنّ اُناساً تذاكروا فقالوا : ما نزلت آية في القرآن فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلاّ في أصحاب محمّد ، فقال حذيفة : ما نزلت في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلاّ كان لعليّ لُبُّها ولُبابها.
الحسكاني ٢ / ٢٥٩ بسنده عن زيد بن وهب ، عن حذيفة في قوله (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال : هو علي بن أبي طالب.
تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٤٢ : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلم ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان النصيبي ، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ، نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهوي ، نا بشر بن مهران الفرّاء ، أنا شريك ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة قال : قال رسول الله : «مَنْ أحبّ أن يحيا حياتي ويموت موتي … وليتول عليّ بن أبي طالب بعدي».
روايات مسلم بن صبيح (ت ١٠٠) :
المستدرك ٣ / ١٦٠ : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن مصلح الفقيه بالرّي ، ثنا محمّد بن أيوب ، ثنا يحيى بن المغيرة السعدي ، ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عبد الله النخعي ، عن مسلم بن صبيح ، عن زيد بن أرقم (رضي الله تعالى عنه) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّي تارك فيكم الثّقلين ؛ كتاب الله وأهل بيتي ، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض». هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
المستدرك ٣ / ١٩٧ : حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه ، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ، ثنا حجّاج بن نصير ، ثنا قرّة بن خالد ، ثنا عامر بن عبد الواحد ، عن أبي الضحى ، عن بن عبّاس (رضي الله تعالى عنهما) قال : ما كنّا نشك وأهل البيت متوافرون أنّ الحسين بن عليّ يُقتل بالطفّ.
الفصل الرابع : حركة الأئمّة من ذرية الحسين عليهمالسلام
أهل البيت عليهمالسلام يُعرضون على الأمّة من جديد :
بانتشار حديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وحديث المباهلة ، وحديث الكساء وغيرها من الأحاديث النبويّة الصحيحة في أهل البيت.
عرفت الأجيال الجديدة من الأمّة موقع أهل البيت عليهمالسلام في الإسلام ، وأنّهم امتداد رسالي للنبي صلىاللهعليهوآله ، وأئمّة هدى ، وحجج على الناس. وتحرّك الناس لموالاتهم ، واتّجهوا عملياً نحو ذريّة الحسن والحسين عليهماالسلام بصفتهم البقيّة الباقية عملياً من ذريّة النبي صلىاللهعليهوآله من ابنته الزهراء عليهاالسلام ، ولم يكن آنذاك غير شخصيتين بارزتين هما : الحسن المثنى بن الحسن بن علي ، وعلي بن الحسين بن علي عليهالسلام ، وكلاهما كان بقيّة ملحمة كربلاء ؛ ارتثّ الأوّل وأخذه أخواله فنجا من القتل ، ومرض علي بن الحسين عليهالسلام قبل المعركة بالذَّرَب (١) فتعذّر عليه أن يُقاتل ، وصار العدو يرثي لحاله ؛ لشدّة مرضه ، وبذلك أنجاه الله تعالى من القتل.
__________________
(١) الذرب : وهو الإسهال.
وكانت ذريّة الحسن عليهالسلام من الحسن المثنى ، من وُلْده : عبد الله المحض ، وإبراهيم الغمر ، والحسن المثلث ، وداود ، وجعفر ، ومن زيد من ولده الحسن (١).
وكانت ذريّة الحسين عليهالسلام من علي بن الحسين عليهالسلام ، من ستة من ولده ، وهم : محمد الباقر عليهالسلام ، وعبد الله الباهر ، وعمر الأشرف ، وزيد ، والحسين الأصغر ، وعلي.
__________________
(١) قال السيد علي بن محمد العلوي العمري النسابة في المجدي من أعلام القرن الخامس في أنساب الطالبيِّين / ٢٠٢ : العقب من ولد الحسن بن علي من أربعة رجال ، وهم : الحسن وزيد ، وعمر والحسين الأثرم ، انقرض اثنان ، وهما : عمر والحسين. وقال في / ٢٠٣ : وما وجدت أنا لزيد بن الحسن إلاّ بنتاً ، وأمّا محمد الحسن الذي منه عقبه ، وهم سبعة رجال ، وهم : القاسم وعلي ، وإسماعيل وإبراهيم ، وزيد وعبد الله وإسحاق.
ذرّية الحسن بن علي عليهالسلام
من المفيد جدّاً أن نورد ترجمة لكلّ من الحسن بن الحسن ، وزيد بن الحسن.
الحسن المثنى بن الحسن عليهالسلام :
أورد العلامة الأبطحي في موسوعته الرجالية (١) ترجمة وافية للحسن المثنى نورد أكثرها فيما يلي : قال :
أبو محمد الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، أمّه خولة بنت منظور الفزاريّة ، ذكرها بنسبها مع قصّة تزويج الإمام الحسن السبط عليهالسلام بها أرباب السير والتراجم والنسب (٢).
قال المفيد (٣) : وأمّا الحسن عليهالسلام فكان جليلاً ، رئيساً ، فاضلاً ، ورعاً ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليهالسلام في وقته ... ومضى الحسن بن الحسن عليهالسلام ولم يدّعِ الإمامة ، ولا ادّعاها له مدّعٍ كما وصفناه من حال أخيه زيد رحمهالله.
وقال ابن زهرة الحسيني في غاية الاختصار : وأمّا الحسن المثنى الجليل ، أمّه
__________________
(١) تهذيب المقال ـ السيد محمد علي الأبطحي ٢ / ٣٠١.
(٢) منهم الشيخ المفيد في الإرشاد ، وابن عنبة في عمدة الطالب ، والبخاري في سرّ السلسلة ، وابن زهرة في غاية الاختصار ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ، وابن سعد في الطبقات ٥ / ٣١٥.
(٣) الإرشاد ٢ / ٢٥.
خولة بنت منظور .... وكان الحسن المثنى من رواة الحديث في الفقه وغيره. روى عنه أصحابنا والعامّة بطرقهم ، وروى عن أبيه الإمام أبي محمد الحسن عليهالسلام (١).
وروى الحسن المثنى عن فاطمة بنت الحسين عليهاالسلام ، وعبد الله بن جعفر ، وجماعة. روى عنه ابنه عبد الله ، وابن عمّه الحسن بن محمد بن الحنفيّة ، وإبراهيم بن الحسن ، وسهل بن أبي صالح ، وحنان بن سدير الكوفي ، وجماعة ذكره ابن عساكر وابن حجر.
وقد روى ابن عساكر وغيره أخباراً مكذوبة مفتعلة موضوعة ممّا نسب إليه ، كما وضع الكذابون أخباراً فيما ينافي مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، ثمّ نسبوها بأئمّة أهل البيت عليهمالسلام ممّا لا يخفى على المتتبع في أخبارهم ، ولا يسع المقام لتحقيق ذلك.
ذكر المؤرّخون وأصحاب السير والحديث والأنساب وغيرهم (٢) : أنّ الحسن بن الحسن أبا محمد حضر مع عمّه الحسين عليهالسلام يوم الطفّ ، وشهد المعركة ، وواسى عمّه في الصبر على السيوف والرماح حتّى اُثخن بالجراح ووقع على الأرض بين القتلى ، وكان به رمق فبرئ. وهم بين مَنْ ذكر أنّه اُسر مع السبايا وحمل معهم (٣) ، وبين مَنْ ذكر أنّه انتزع منهم ولم يحمل معهم ، وبين مَنْ أهمل ذلك. واتفقوا على أنّه برئ ولحق بالمدينة وعاش مدّة.
قال أبو الفرج (٤) : وحُمل أهله عليهالسلام أسرى وفيهم عمرو وزيد والحسن بنو الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، وكان الحسن بن الحسن بن علي قد أرتثّ جريحاً فحُمل معهم.
__________________
(١) قال الأبطحي ذكره ابن عساكر في التاريخ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٢ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٤ ، وغيرهم. وروى الصدوق قدسسره في الخصال ٢ / ٩٤ باب (١٦) بإسناده عنه عليهالسلام في حقّ العالم. وروى الأربلي في كشف الغمة ٢ / ١٧٥ عن الحسن المثنى ، عن أبيه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّ من واجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم». ورواه بطريق آخر عنه عليهالسلام في ٢ / ٢٠٣. وقد ذكرناه في طبقات أصحاب أبيه عليهالسلام ، وأصحاب عمّه الحسين عليهالسلام ، وأصحاب السجّاد عليهالسلام.
(٢) انفرد أبو مخنف من بين الرواة وأصحاب السير حين ذكر أنّ الحسن بن الحسن يوم الطفّ كان طفلاً.
(٣) قال أبو مخنف : واستُصغر الحسن بن الحسن فلم يقتل. الطبري ٤ / ٣٥٩.
(٤) في مقاتل الطالبيِّين / ٧٩.
وقال الشيخ المفيد (١) : وكان الحسن بن الحسن عليهالسلام حضر مع عمّه الحسين عليهالسلام الطفّ. فلمّا قُتل الحسين عليهالسلام واُسر الباقون من أهله ، جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الاُسارى ، وقال : والله لا يصل إلى ابن خولة أبداً. فقال عمر بن سعد : دعوا لأبي حسان ابن أخته. ويُقال : إنّه اُسر ، وكان به جراح قد اُشفي منها.
وقال ابن عنبة (٢) : وكان الحسن بن الحسن عليهالسلام شهد الطفّ مع عمّه الحسين عليهالسلام واُثخن بالجراح ، فلمّا أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقاً ، فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري : دعوه لي ؛ فإن وهبه الأمير عبيد الله بن زياد (لعنه الله) لي ، وإلاّ رأى رأيه فيه. فتركوه له ، فحمله إلى الكوفة ، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد فقال : دعوا لأبي حسان ابن اُخته. وعالجه أسماء حتّى برئ ، ثمّ لحق بالمدينة.
وقال السيد ابن طاووس صاحب اللهوف : كان الحسن بن الحسن المثنى قد واسى عمّه في الصبر على السيوف ، وطعن الرماح ، وكان قد نُقل من المعركة وقد اُثخن بالجراح وبه رمق فبرئ.
وقال ابن حمزة الحسيني النقيب في غاية الاختصار : وشهد الحسن بن الحسن الطفّ مع عمّه الحسين عليهالسلام فأفلت.
وقال الذهبي (٣) : ولم يفلت من أهل بيت الحسين عليهالسلام سوى ولده علي الأصغر ، فالحسينية من ذريته ، وكان مريضاً ، وحسن بن حسن بن علي عليهالسلام وله ذريّة.
قال المفيد (٤) : روي أنّ الحسن بن الحسن عليهالسلام خطب إلى عمّه الحسين عليهالسلام إحدى ابنتيه ، فقال له الحسين عليهالسلام : «اختر يا بُني أحبّهما إليك». فاستحيى الحسن ولم يحر جواباً ،
__________________
(١) الإرشاد ٢ / ٢٥.
(٢) عمدة الطالب / ١٠٠.
(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٠٣.
(٤) الإرشاد ٣ / ٢٥.
فقال له الحسين عليهالسلام : «فإنّي قد اخترت لك ابنتي فاطمة ، فهي أكثرهما شبهاً باُمّي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله» (١).
وكان الحسن المثنى رحمهالله يتولّى صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في عصره ، وكان تولّى صدقاته وصدقات فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) أيضاً من بعد علي عليهالسلام للحسن ، ثمّ للحسين ، ثمّ من بعده لأكبر ولدها إذا كان يرضى بهديه وإسلامه وأمانته كما في أخبارها.
وقد ذكره أصحابنا وجمهور المخالفين بتولّي صدقاته عليهالسلام (٢) ، وكان تولّيه الصدقات أيام عبد الملك بن مروان كما صرّحوا بذلك.
قال المفيد (٣) بإسناده عن عبد الملك بن عبد العزيز قال : لمّا ولي عبد الملك بن مروان الخلافة ردّ إلى علي بن الحسين عليهماالسلام صدقات رسول الله صلىاللهعليهوآله وصدقات علي بن أبي طالب عليهالسلام.
__________________
(١) قال الأبطحي : ورواه نحوه ابن زهرة الحسيني في (غاية الاختصار / ٤١) وفيه : فهي أكبرهما سنّاً ، وأكثرهما شبهاً الخ. وفي عمدة الطالب / ٩٩ نحوه مع تفاوت يسير. وقال البخاري في سر السلسلة / ٦ : خطب الحسن بن الحسن بن علي عليهالسلام إلى عمّه الحسين عليهالسلام إحدى بناته ، فأبرز إليه فاطمة وسكينة ، وقال : «يابن أخي ، اختر أيّتهما شئت». فاختار فاطمة بنت الحسين عليهالسلام ، وكانت أشبه الناس بفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فزوّجه ... وأشار إلى قوله هذا ابن عنبة في العمدة. وقال في غاية الاختصار / ٤١ : وكان الحسن بن الحسن عليهالسلام خطب إلى عمّه الحسين عليهالسلام ، فقال الحسين عليهالسلام : «يابن أخي ، قد كنت انتظر هذا منك ، انطلق معي». فجاء به حتّى أدخله منزله ، فخيّره في ابنتيه فاطمة وسكينة ، فاختار فاطمة ، فزوّجه إيّاها. قال المؤلِّف : وفي التبيين في أنساب القرشيين ـ تأليف المقدسي (ت ٦٢٠) هجرية / ١٠٦ : إنّ الحسن بن الحسن لمّا توفي أبوه أخذه عمّه الحسين إلى منزله ، فأخرج له ابنتيه فاطمة وسكينة ، فاختار فاطمة وزوّجه إيّاها.
(٢) كما في إرشاد الشيخ المفيد ، وغاية الاختصار ـ لابن زهرة ، وعمدة الطالب ، وأنساب الأشراف ـ لأحمد بن يحيى البلاذري ١ ق ١ / ٢٢٦ ، وتاريخ ابن عساكر ١١ / ١٠٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٣.
(٣) الإرشاد ٢ / ١٤٩.