الدكتور لبيب بيضون
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٠٠
٤٦٢ ـ راهب قنّسرين يكلّم الرأس الشريف عليهالسلام :
(البحار للمجلسي ، ج ٤٥ ص ٣٠٣ ط ٣)
في (البحار) عن (المناقب) عن النّطنزي في (الخصائص) : لما جاؤوا برأس الحسين عليهالسلام ونزلوا منزلا يقال له (قنّسرين) اطّلع راهب من صومعته إلى الرأس ، فرأى نورا ساطعا يخرج من فيه [أي فمه] ويصعد إلى عنان السماء.
يقول العلامة المجلسي معلّقا : " كأن هذا الراهب كان يرى ملكوت الأشياء برياضته ورهبانيته ، فرأى النور الساطع من الرأس ، ولا يراه سائر الناس».
فأتاهم بعشرة آلاف درهم ، وأخذ الرأس وأدخله صومعته. فسمع صوتا ولم ير شخصا ، قال : طوبى لك ، وطوبى لمن عرف حرمته. فرفع الراهب رأسه وقال : يا رب بحق عيسى عليهالسلام تأمر هذا الرأس بالتكلم معي!. فتكلم الرأس وقال : يا راهب أيّ شيء تريد؟. قال: من أنت؟. قال : أنا ابن محمّد المصطفى ، وأنا ابن علي المرتضى ، وأنا ابن فاطمة الزهراء. أنا المقتول بكربلا ، أنا المظلوم ، أنا العطشان. وسكت.
فوضع الراهب وجهه على وجهه ، فقال : لا أرفع وجهي عن وجهك حتى تقول : أنا شفيعك يوم القيامة. فتكلم الرأس وقال : ارجع إلى دين جدي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله. فقبل له الشفاعة.
فلما أصبحوا أخذوا منه الرأس والدراهم. فلما بلغوا الوادي ، نظروا الدراهم قد صارت حجارة.
ولعل هذا الراهب غير الراهب الّذي ذكرنا قصته فيما قبل ، لأن في طريق الشام كان من الرهبان غير واحد ، والله العالم».
٤٦٣ ـ راهب قنّسرين يتولى الرأس الشريف ، ويعتنق الإسلام بسببه :
(البحار ، ج ٤٥ ص ١٧٢ ط ٣ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٠٢)
ذكر صاحب (العوالم) عن بعض المناقب القديمة : روي أنه لما حمل رأس الحسين عليهالسلام إلى الشام ، جنّ عليهم الليل ، فنزلوا عند رجل من اليهود ، فلما شربوا وسكروا قالوا له : عندنا رأس الحسين. فقال : أروه لي. فأروه وهو في الصندوق يسطع منه النور نحو السماء.
فتعجب منه اليهودي ، فاستودعه منهم (فأودعوه عنده) ، وقال للرأس (وقد رآه
بذلك الحال) : اشفع لي عند جدك. فأنطق الله الرأس ، فقال : إنما شفاعتي للمحمديين ، ولست بمحمديّ. فجمع اليهودي أقرباءه ، ثم أخذ الرأس ووضعه في طست ، وصبّ عليه ماء الورد ، وطرح فيه الكافور والمسك والعنبر ، ثم قال لأولاده وأقربائه : هذا رأس ابن بنت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثم قال : يا لهفاه حيث لم أجد جدّك محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم فأسلم على يديه. يا لهفاه حيث لم أجدك حيا فأسلم على يديك وأقاتل بين يديك ، فلو أسلمت الآن أتشفع لي يوم القيامة؟. فأنطق الله الرأس ، فقال بلسان فصيح : إن أسلمت فأنا لك شفيع. قاله ثلاث مرات ، وسكت. فأسلم الرجل وأقرباؤه.
يقول العلامة المجلسي : ولعل هذا اليهودي كان راهب قنّسرين ، لأنه أسلم بسبب رأس الحسين عليهالسلام. وقد جاء ذكره في الأشعار ، وأورده الجوهري والجرجاني في مراثي الحسينعليهالسلام.
ثم يقول معلقا على الفكرة الأخيرة : لكن اليهودي لا يكون راهبا تاركا للدنيا ، بل يكون حبرا من الأحبار.
معرة النعمان
٤٦٤ ـ في معرة النعمان : (مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ١١٦)
قال أبو مخنف : وأتوا إلى (معرّة النعمان) واستقبلوهم وفتحوا لهم الأبواب ، وقدّموا لهم الأكل والشرب ، وبقوا بقية يومهم.
شيزر (المصدر السابق)
ورحلوا منها ونزلوا (شيزر) وكان فيها شيخ كبير ، فقال : يا قوم هذا رأس الحسينعليهالسلام ، فتحالفوا أن لا يجوزوا في بلدهم. فلما عاينوا ذلك منهم لم يدخلوها.
كفر طاب
ذكر ياقوت الحموي في (معجم البلدان) أن كفر طاب بلدة بين المعرة وبين حلب في البرية ، وهو اشتباه. وقد ذكر أبو مخنف كما سترى أن السبايا مروا بكفر طاب بعد
شيزر ، وهو اشتباه أيضا. والصحيح ما ذكره أبو الفداء في (تقويم البلدان) من أن كفر طاب على الطريق بين المعرة وشيزر ، ذكره العزيزي.
٤٦٥ ـ في كفر طاب (المصدر السابق)
قال أبو مخنف : وساروا إلى أن وصلوا إلى (كفر طاب) وكان حصنا صغيرا ، فغلّقوا الأبواب عليهم. فتقدم إليهم خولي فقال : ألستم في طاعتنا فاسقونا الماء. فقالوا : والله لا نسقيكم قطرة واحدة وأنتم منعتم الحسين عليهالسلام وأصحابه الماء.
سيبور
٤٦٦ ـ قتال في سيبور (المصدر السابق)
قال أبو مخنف : فرحلوا عنها وأتوا (سيبور) وهم أيضا غلّقوا الأبواب عليهم. وكان فيها شيخ كبير وقد شهد عثمان بن عفان ، فجمع أهل سيبور المشايخ والشبان ، فقال : يا قوم إن الله كره الفتنة ، وقد مرّ هذا الرأس في جميع البلدان ولم يعارضه أحد ، فدعوه يجوز في بلدكم. فقال الشبان : والله لا كان ذلك أبدا. ثم عمدوا إلى القنطرة فقطعوها ، فخرجوا عليهم شاكين في السلاح. فقال لهم خولي : إليكم عنا ، فحملوا عليه وعلى أصحابه فقاتلوهم قتالا شديدا. فقتل من أصحاب خولي ستمائة فارس ، وقتل من الشبان خمس فوارس.
فقالت أم كلثوم عليهاالسلام : ما يقال لهذه المدينة؟. فقالوا : سيبور ، فقالت : أعذب الله تعالى شرابهم وأرخص الله أسعارهم ورفع أيدي الظلمة عنهم.
قال أبو مخنف : فلو أن الدنيا مملوءة ظلما وجورا لما نالهم إلا قسط وعدل.
إلى حماة
٤٦٧ ـ المسير إلى حماة : (المصدر السابق ، ص ١١٧)
ثم ساروا حتى وصلوا (حماة) ، فغلّقوا الأبواب في وجوههم ، وصعدوا على السور ، وقالوا : والله لا تدخلون بلدنا هذا ، ولو قتلنا عن آخرنا. فلما سمعوا ذلك ارتحلوا.
٤٦٨ ـ مسجد الحسين عليهالسلام قرب حماة (معالي السبطين ، ج ٢ ص ٧٩)
ذكر في (نفس المهموم) عن بعض أرباب المقاتل أنه قال : سافرت إلى الحج فوصلت إلى حماة ، فرأيت بين بساتينها مسجدا يسمى مسجد الحسين عليهالسلام. قال :
فدخلت المسجد فرأيت في بعض عماراته سترا مسبلا من جدار ، فرفعته ورأيت حجرا منصوبا في الجدار ، وكان الحجر مؤرّبا فيه موضع عنق رأس أثّر فيه ، وكان عليه دم منجمد. فسألت بعض خدّام المسجد : ما هذا الحجر والأثر والدم؟. فقال لي : هذا الحجر موضع رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، وضعه القوم الذين ساروا به إلى دمشق.
جبل زين العابدين
لقد حاول عساكر الشمر بعد معرة النعمان أن ينزلوا في عدة بلدات فلم يفلحوا ، فقد منعهم أهل شيزر وكفر طاب وسيبور من دخول مدنهم والإقامة فيها ، وهؤلاء أهل (طيبة الإمام) يمنعونهم أيضا ، مما اضطرهم لاتخاذ مكان مناسب للمبيت. وفي نظري أن ذلك المكان هو الربوة الواقعة على بعد ١٠ كم شمال حماة ، فأقاموا على مرتفعها متحصنين بها من أي مهاجم يمكن أن يباغتهم. ولما أقام زين العابدين عليهالسلام هناك وصلّى صارت مسجدا مكرما يزوره المؤمنون ويتبركون به ، وسمّي مقام زين العابدين عليهالسلام.
(الشكل ١٤)
مسير السبايا من معرة النعمان إلى حماة مرورا بطيبة الإمام
والظاهر أنهم قبل وصولهم إلى حماة ، مروا ببلدة سميت (طيبة الإمام) فاحتفل أهلها بالسبايا ، مما اضطر الشمر إلى سحبهم منها إلى التلة الواقعة شمال حماة من جهة الشرق (مقام زين العابدين) ، وهي محاذية ل (قمحانة) التي تبعد ٦ كم شمال حماة (انظر الشكل ١٤).
ولعل مقام زين العابدين عليهالسلام هذا ، هو غير المسجد الّذي ذكر آنفا ، فقوله (فرأيت بين بساتينها مسجدا ... إلى آخر الرواية) يوحي بأن القوم قبل صعودهم إلى الربوة ومبيتهم بها ، وضعوا الرأس الشريف قريبا من حماة منتظرين جواب أهلها بالسماح لهم بالدخول ، فقطرت قطرة دم من الرأس الشريف فأقاموا عليها مسجدا ، اعترافا بمنزلة الحسين عليهالسلام وكرامته عند الله.
الرستن
٤٦٩ ـ في الرستن : (مخطوطة مصرع الحسين ـ مكتبة الأسد ، ص ٤٤)
قال أبو مخنف : ثم رحلوا إلى مدينة (حما) وهم مذعورون ، فغلّقوا الأبواب في وجوههم ، ومنعوهم من الدخول إليها. فأجازوه من شرقيّها إلى
(الرستن). وكتبوا إلى صاحب حمص ...
٤٧٠ ـ خبر درّة الصدفية من حلب : (أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٩٠)
قصة امرأة جريئة مقدامة جهّزت كتيبة من المقاتلين ، وخرجت من حلب حتى التقت بجيش شمر وخولي في الطريق ، وحاولت تخليص رأس الحسين عليهالسلام والسبايا من الأعداء ، فلم تستطع لكثرتهم ، فرجعت.
نجد قصتها في (أسرار الشهادة) ؛ كما نجد قصتها أيضا في (مخطوطة مصرع الحسين ـ مكتبة الأسد) ص ٤٤ وما بعدها ، عدة صفحات ، اكتفينا بالاشارة إليها.
حمص
٤٧١ ـ مطاردة أهل حمص للأوغاد :
(مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ١١٧)
قال أبو مخنف : وساروا إلى حمص ، وكتبوا إلى صاحبها : أن معنا رأس الحسين عليهالسلام. وكان أميرها خالد بن النشيط. فلما قرأ الكتاب أمر بالأعلام
فنشرت ، والمدينة فزيّنت. وتداعى الناس من كل جانب ومكان. وخرج فتلقّاهم على مسيرة ثلاثة أميال. وشهروا الرأس ، وساروا حتى أتوا باب
(حمص).
فازدحمت الناس بالباب ، فرموهم بالحجارة ، حتى قتل ستة وعشرون فارسا. وأغلقوا الباب في وجوههم ، وقالوا : يا قوم ، أكفر بعد إيمان ، وضلال بعد هدى. لا تتركوا رأس ابن بنت نبيّكم يجوز في مدينتكم.
فخرجوا ووقفوا عند كنيسة قسيس نصارى ، وهي دار خالد بن النشيط. فتحالفوا أن يقتلوا خولي ويأخذوا منه الرأس ، ليكون فخرا لهم إلى يوم القيامة. فبلغهم ذلك فرحلوا عنهم خائفين ، وأتوا بعلبك.
٤٧٢ ـ في كنيسة جرجيس الراهب في حمص :
(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٤٩٢)
نقل عن الشعبي أنه لما أتوا بالسبايا إلى حمص ومنعوهم من الدخول ، دخلوا بالرأس الشريف من باب الرستن ، وأتوا به إلى كنيسة جرجيس الراهب ، وباتوا هناك. وساروا طالبين حوشبة [لعلها تصحيف : جوسية]. ثم جاؤوا بعلبك.
خندق الطعام
٤٧٣ ـ في خندق الطعام :
(نور العين في مشهد الحسين لاسحق الاسفريني ، ص ٨٦)
ثم ساروا إلى أن أقبلوا إلى حمص. فكتبوا لحاكمها : تلقّانا فإن معنا رأس خارجي. فلما وصله الكتاب أمر بنصب الأعلام ، وخرج ولاقاهم وأكرمهم غاية الإكرام.
ثم ارتحلوا إلى (خندق الطعام) فغلّق أهلها الأبواب ، فارتحلوا إلى (جوسية).
جوسية
٤٧٤ ـ في جوسية (مخطوطة مصرع الحسين ـ مكتبة الأسد ، ص ٤٤)
قال أبو مخنف : حدّثني من حضر ذلك اليوم (بجوسية) أن حاكمها جرّد فيها زهاء
أربعة آلاف سيف ، وتحالفوا أنهم يقتلون خولي ، ويأخذون الرأس ويدفنونه بجوسية ، ليكون لهم فخرا وعزا.
اللبوة
٤٧٥ ـ مرورهم باللبوة (المصدر السابق)
قال أبو مخنف : فبلغ ذلك خولي ، فمالوا عن البلد ، وعبروا إلى (اللبوة) ، وكتبوا إلى صاحب بعلبك ...
بعلبك
٤٧٦ ـ في بعلبك (مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ١١٨)
قال أبو مخنف : وأتوا (بعلبك). وكتبوا إلى صاحبها أن تلقّانا ، إن معنا رأس الحسين. فأمر بالجواري أن يضربن الدفوف ، ونشرت الأعلام ، وضربت البوقات ، وأخذوا بالفرح والسرور ، مزيّنين وملطّخين رؤوسهم بالزعفران. واستقبلوا القوم ستة أميال ، وسقوهم الماء والفقّاع [أي البيرة] والسويق والسكر ، وهم يرقصون ويغنّون ويصفّقون ، وباتوا ثملين.
فقالت أم كلثوم عليهاالسلام : ما يقال لهذا البلد؟. قالوا : بعلبك. فقالت : أباد الله كثرتهم وخضراتهم ، ولا أعذب الله شرابهم ، ولا رفع الظلم عنهم.
قال : فلو أن الدنيا مملوءة عدلا وقسطا ، لما نالهم إلا ظلم وجور.
(أقول) : هذا كان حالهم حين كانوا أعداء لأهل البيت عليهمالسلام ، أما الآن فهم على العكس من ذلك ، وهم من أكبر الموالين لهم ، زادهم الله كثرة وخضرة.
أما ما ذكر عن خولة بنت الحسين عليهماالسلام من قصة في بعلبك ، فلست أرجّحها لأن الإمام الحسين عليهالسلام لم تكن له ابنة بهذا الاسم ، كما حّققت في كتابي (أنساب العترة الطاهرة) فليراجع.
صومعة الراهب
٤٧٧ ـ في صومعة الراهب (المصدر السابق)
قال أبو مخنف : وباتوا في بعلبك يأكلون ويشربون الخمور إلى الصباح. ثم
ارتحلوا إلى طريق الحي ، فأدركهم المساء عند (صومعة راهب) فنزلوا ، وأسندوا الرأس إليها ، فأنشأ زين العابدين عليهالسلام يقول :
هو الزمان فما تفنى عجائبه |
|
عن الكرام ولا تفنى مصائبه |
فليت شعري إلى كم ذا تجاذبنا |
|
صروفه وإلى كم ذا نجاذبه |
يسيّرونا على الأقتاب عارية |
|
وسائق العيس يحمى عنه غاربه |
كأننا من سبايا الروم بينهم |
|
أو كلّ ما قاله المختار كاذبه |
كفرتم برسول الله ويلكم |
|
يا أمة السوء قد ضاقت مذاهبه |
قال أبو مخنف : فلما جنّ الليل دفعوا الرأس إلى جانب الصومعة. فلما عسعس الليل سمع الراهب دويّا كدويّ النحل ، فعلم أنه تسبيح الملائكة ، واستأنس من أنوار ساطعة. فأخرج الراهب رأسه من الصومعة ، فنظر إلى رأس الحسين عليهالسلام وإذا هو يسطع نورا إلى عنان السماء. ونظر إلى باب قد فتح من السماء والملائكة ينزلون كتائبا كتائبا ، ويقولون : السلام عليك يابن رسول الله ، السلام عليك يا أبا عبد الله. فجزع الراهب جزعا شديدا.
فلما أصبحوا همّوا بالرحيل ، فأشرف الراهب عليهم ، ونادى : من هو عميدكم والمقدّم عليكم؟. فقالوا : خولي بن يزيد. فقال الراهب : وما الّذي معكم؟. قالوا : رأس خارجي خرج بأرض العراق ، قتله عبيد الله بن زياد. فقال : ما اسمه؟. قالوا : الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأمه فاطمة الزهراء ، وجده محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقال الراهب : تبّا لكم ولما جئتم في طاعته. لقد صدقت الأخبار في قولها ، أنه إذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دما ، ولا يكون هذا إلى بقتل نبي أو وصي نبي.
ثم إنه أدخل رأسه إلى الصومعة وخرّ مغشيا عليه. فلما أفاق قال : صدقت الأخبار ، لأنهم قالوا : يقتل في هذا الوقت نبي أو ابن بنت نبي أو وصي.
ثم قال : أريد أن تدفعوا إليّ هذا الرأس ساعة واحدة وأردّه عليكم. فقال خولي : ما كنت بالذي أكشفه إلا عند يزيد ، وآخذ منه الجائزة. فقال الراهب : وكم جائزتك؟. فقال : بدرة [أي صرّة] فيها عشرة آلاف درهم. فقال الراهب : أنا أعطيك البدرة. فقال: أحضرها. فأحضرها الراهب ودفعها إليهم ، فدفعوا له الرأس وهو على القناة.
فأخذه الراهب ، وجعل يقبّله ويبكي ويقول : يعزّ والله عليّ يا أبا عبد الله أن لا أواسيك بنفسي ، وأن لا أكون أول شهيد أستشهد بين يديك. ولكن يا أبا عبد الله إذا لقيت جدك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقرئه مني السلام ، وأخبره أني على قول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وأشهد أن عليا ولي الله.
ودفع الرأس إليهم. فجعلوا يقتسمون الدراهم ، وإذا هي بأيديهم خزف مكتوب عليها : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧].
فقال خولي لأصحابه : اكتموا هذا الخبر ، يا ويلكم عن الخزي بين الناس.
٤٧٨ ـ (رواية مشابهة) خبر الرأس وصاحب الدير :
(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٧٤)
فنزلوا بعض المنازل ، وفي ذلك المنزل دير فيه راهب. فأخرجوا الرأس على عادتهم ، ووضعوه على الرمح ، وحرسه الحرس على عادتهم ، وأسندوا الرمح إلى الدير. فلما كان في نصف الليل رأى الراهب نورا من مكان الرأس إلى عنان السماء.
فأشرف على القوم وقال : من أنتم؟. قالوا : نحن أصحاب ابن زياد. قال : وهذا رأس من؟. قالوا : رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ، ابن فاطمة بنت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم. قال : نبيّكم؟!. قالوا : نعم. قال : بئس القوم أنتم ، لو كان للمسيح عليهالسلام ولد لأسكنّاه أحداقنا!.
ثم قال : هل لكم في شيء؟. قالوا : وما هو؟. قال : عندي عشرة آلاف دينار ، تأخذونها وتعطوني الرأس ، يكون عندي تمام الليلة ، وإذا رحلتم تأخذوه؟. قالوا : وما يضرّنا!. فناولوه الرأس وناولهم الدنانير. فأخذه الراهب فغسّله وطيّبه ، وتركه على فخذه ، وقعد يبكي الليل كله.
فلما أسفر الصبح قال : يا رأس لا أملك إلا نفسي ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن جدك محمدا رسول الله ، وأشهد الله أنني مولاك وعبدك.
ثم خرج عن الدير وما فيه ، وصار يخدم أهل البيت عليهمالسلام.
قال ابن هشام في (السيرة) : ثم إنهم أخذوا الرأس وساروا. فلما قربوا من دمشق ، قال بعضهم لبعض : تعالوا حتى نقسم الدنانير ، لا يراها يزيد فيأخذها منا.
فأخذوا الأكياس وفتحوها ، وإذا الدنانير قد تحولت خزفا ، وعلى أحد جانبي الدينار مكتوب : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم : ٤٢] وعلى الجانب الآخر : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧]. فرموها في (برداء) وهو نهر بدمشق.
دير النصارى
قصة الراهب رويت بأشكال متعددة ، والرواية التالية تذكر أحداثها في
(دير النصارى) والراوي هو (أسلم) الّذي علم أن الله لن يغفر له. وسترد قصته الأساسية عند الحديث على هند زوجة يزيد في دمشق ، في اليوم الثاني من إقامة السبايا هناك.
٤٧٩ ـ (رواية ثالثة) في دير النصارى : (بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ١٨٤ ط ٣)
في كتاب (الخرايج والجرايح) للقطب الراوندي ، عن سليمان بن مهران الأعمش ، قال : بينما أنا في الطواف بالموسم إذا رأيت رجلا يدعو وهو يقول : الله م اغفر لي ، وأنا أعلم أنك لا تغفر!.
قال : فارتعدت لذلك ، ودنوت منه وقلت : يا هذا أنت في حرم الله وحرم رسوله ، وهذه أيام حرم في شهر عظيم ، فلم تيأس من المغفرة؟!.
قال : يا هذا ذنبي عظيم. قلت : أعظم من جبل تهامة؟. قال : نعم. قلت : يوازن الجبال الرواسي؟. قال : نعم ، فإن شئت أخبرتك به. قلت : أخبرني. قال : اخرج بنا عن الحرم ، فخرجنا منه.
ما حصل للرأس الشريف في دير النصارى :
فقال لي : أنا أحد من كان في العسكر المشؤوم ، عسكر عمر بن سعد ، حين قتل الحسين عليهالسلام. وكنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلى يزيد من الكوفة. فلما حملناه على طريق الشام ، نزلنا على دير للنصارى ، وكان الرأس معنا مركوزا على رمح ، ومعه الأحراس. فوضعنا الطعام وجلسنا لنأكل ، فإذا بكفّ في حائط الدير تكتب (على الحائط) :
أترجو أمة قتلت حسينا |
|
شفاعة جدّه يوم الحساب |
قال : فجزعنا من ذلك جزعا شديدا ، وأهوى بعضنا إلى الكف ليأخذها فغابت. ثم عاد أصحابي إلى الطعام ، فإذا الكف قد عادت تكتب :
فلا والله ليس لهم شفيع |
|
وهم يوم القيامة في العذاب |
فقام أصحابنا إليها ، فغابت. ثم عادوا إلى الطعام ، فعادت تكتب :
وقد قتلوا الحسين بحكم جور |
|
وخالف حكمهم حكم الكتاب |
فامتنعت وما هنّأني أكله.
ثم أشرف علينا راهب من الدير ، فرأى نورا ساطعا من فوق الرأس ، فأشرف فرأى عسكرا.
فقال الراهب للحراس : من أين جئتم؟. قالوا : من العراق ، حاربنا الحسين. فقال الراهب : ابن فاطمة بنت نبيّكم ، وابن ابن عم نبيّكم!. قالوا : نعم. قال : تبّا لكم ، والله لو كان لعيسى بن مريم ابن لحملناه على أحداقنا!.
ولكن لي إليكم حاجة. قالوا : وما هي؟. قال : قولوا لرئيسكم : عندي عشرة آلاف دراهم ، ورثتها من آبائي ، يأخذها مني ويعطيني الرأس يكون عندي إلى وقت الرحيل ، فإذا رحل رددته إليه؟. فأخبروا عمر بن سعد بذلك [فيه توهّم ، فالذي أتى بالرأس إلى الشام هو زحر بن قيس ولم يكن عمر بن سعد معهم]. فقال : خذوا منه الدنانير وأعطوه الرأس إلى وقت الرحيل. فجاؤوا إلى الراهب فقالوا : هات المال حتى نعطيك الرأس ، فأدلى إليهم جرابين ، في كل جراب خمسة آلاف درهم. فدعا ابن سعد بالناقد والوزّان ، فانتقدها ووزنها ودفعها إلى خازن له ، وأمر أن يعطي الرأس.
ما فعل الراهب بالرأس الشريف :
فأخذ الراهب الرأس فغسّله ونظّفه وحشاه بمسك وكافور كان عنده ، ثم جعله في حريرة ووضعه في حجره [أي حضنه]. ولم يزل ينوح ويبكي حتى نادوه وطلبوا منه الرأس. فقال : يا رأس ، والله لا أملك إلا نفسي ، فإذا كان غدا فاشهد لي عند جدك محمّد ، أني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. أسلمت على يديك وأنا مولاك.
وقال لهم : إني أحتاج أن أكلم رئيسكم بكلمة وأعطيه الرأس ، فدنا عمر بن
سعد ، فقال : سألتك بالله وبحق محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا تعود إلى ما كنت تفعله بهذا الرأس ، ولا تخرج بهذا الرأس من هذا الصندوق. فقال له : أفعل. فأعطاه الرأس. ونزل الراهب من الدير يلحق ببعض الجبال يعبد الله. ومضى عمر بن سعد ففعل بالرأس مثلما كان يفعل في الأول.
الدنانير تتقلب خزفا :
فلما دنا من دمشق قال لأصحابه : انزلوا. وطلب من الجارية الجرابين فأحضرت بين يديه. فنظر إلى خاتمه ، ثم أمر أن يفتح ، فإذا الدنانير قد تحولت خزفية. فنظروا في سكّتها فإذا على جانبها مكتوب : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم : ٤٢] وعلى الجانب الآخر مكتوب : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧]. فقال (ابن سعد) : إنا لله وإنا إليه راجعون ، خسرت الدنيا والآخرة.
ثم قال لغلمانه : اطرحوها في النهر ، فطرحت.
ورحل إلى دمشق من الغد ، وأدخل الرأس إلى يزيد.
(أقول) : لعل هذا الراهب أو أحد الرهبان الذين استضافوا رأس الحسين عليهالسلام عندهم ، كان رساما ، فلما أخذ الرأس ونظّفه وعطّره ، أخذ ورقة ورسمه بوضعه الحاضر.
وقد رأيت في متحف الإمام الرضا عليهالسلام في مشهد ، صورة لرأس الحسين عليهالسلام من رسم راهب مسيحي ، منقولة عن النسخة الأصلية الموجودة في أحد متاحف إيطاليا ، وقد كتب تحت الصورة :
صورة الرأس المبارك لحضرة الحسين بن علي عليهالسلام الّذي استشهد في الحرب سنة ٦١ ه وكان عمره ٥٧ سنة. وهي منقولة عن صورة رسمها راهب مسيحي في ذلك الوقت ، والأصل موجود في متحف إيطاليا».
حجر قرب دمشق
٤٨٠ ـ قصة حجر قرب دمشق : (معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٨٠)
في (أسرار الشهادة) قال الدربندي : في موضع قريب من دمشق حجر عظيم هو شبيه بالأسد ، فإذا كان يوم عاشوراء يفور من موضع عينيه الدم الكثير. قيل : إنه وضع عليه رأس الحسين عليهالسلام حين مسير الكفار وجند ابن زياد إلى الشام.
٤٨١ ـ حال يزيد عند وصول البريد بمجيء رأس الحسين عليهالسلام :
(المنتخب للطريحي ، ص ٤٨٣ ط ٢)
فلما وردوا إلى دمشق جاء البريد إلى يزيد ، وهو معصّب الرأس ، ويداه ورجلاه في طشت من ماء حار ، وبين يديه طبيب يعالجه. وعنده جماعة من بني أمية يحادثونه. فحين رآه قال له : أقرّ عينيك بورود رأس الحسين. فنظر شزرا ، وقال : لا أقرّ الله عينيك!.
ثم قال للطبيب : أسرع واعمل ما تريد أن تعمل.
قال : فخرج الطبيب عنه ، وقد أصلح جميع ما أراد أن يصلحه.
ثم إنه أخذ كتابا بعثه إليه ابن زياد وقرأه ، فلما انتهى إلى آخره عضّ على أنامله حتى كاد أن يقطعها ، ثم قال : إنا لله وإنا إليه راجعون. ودفعه إلى من كان حاضرا ، فلما قرؤوه قال بعضهم لبعض : هذا ما كسبت أيديكم.
فما كان إلا ساعة ، وإذا بالرايات قد أقبلت ، ومن تحتها التكبير.
٤٨٢ ـ زحر بن قيس يقصّ على يزيد ما حدث في كربلاء :
(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ٢ ص ٥٦ ؛ والإرشاد للمفيد ، ص ٢٤٥)
وسبق زحر بن قيس برأس الحسين عليهالسلام إلى دمشق ، حتى دخل على يزيد فسلّم عليه ، ودفع إليه كتاب عبيد الله بن زياد. فأخذ يزيد الكتاب ووضعه بين يديه.
روى عبد الله بن ربيعة الحميري (وفي تذكرة الخواص : ربيعة بن عمر) قال : إني لعند يزيد بن معاوية بدمشق ، إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل عليه. فقال له يزيد : ويلك ما وراءك وما عندك؟. فقال زحر : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك وبنصره إياك ؛ فإنه ورد علينا الحسين بن علي في اثنين وثمانين رجلا من إخوته وأهل بيته وشيعته (وفي الإرشاد : في ثمانية عشر رجلا من أهل بيته ، وستين من شيعته) ، فسرنا إليهم ، وسألناهم أن يستسلموا أو ينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد ، فأبوا علينا ، فاختاروا القتال على الاستسلام ، فعدونا عليهم من شروق الشمس إلى أن أضحى النهار ، فأحطنا بهم من كل ناحية. حتى إذا أخذت السيوف مآخذها من هام الرجال ، جعلوا يهربون إلى غير وزر [أي ملجأ] ويلوذون منا بالآكام والحفر ، كما يلوذ الحمام من الصقر. فو الله يا أمير المؤمنين ما كان إلا كجزر جزور ، أو كإغفاءة القائل [أي النائم بعد الظهر] حتى أتينا على آخرهم. فهذه رؤوسهم ،
وهاتيك أجسادهم بالعراء مجرّدة ، وثيابهم بالدماء مزمّلة ، وخدودهم بالتراب معفّرة. تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الريح. زوّارهم الرخم والعقبان ، والذئب والضبعان.
فأطرق يزيد ساعة ، ثم رفع رأسه وبكى. وقال : والله يا هذا لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. أما لو أني صاحبه لعفوت عنه ، ولكن قبّح الله ابن مرجانة [يقصد عبيد الله بن زياد].
جملة تعليقات :
من عادة الملوك ، وخاصة العتاة البغاة مثل يزيد ، أن يظهروا أنفسهم أمام الناس على غير حقيقتهم ، ولا يخفى ذلك على اللبيب. ففي المقطعين السابقين فقط يمكن أن نلاحظ ما يلي من الأكاذيب والمغالطات :
١ ـ استنكار يزيد على صاحب البريد تبشيره بوصول رأس الحسين عليهالسلام ، ليوهم الحاضرين أنه غير راض عما حصل ، وأن ذلك كان تصرفا شخصيا من ابن زياد ، مع أنه هو الّذي أمره بقتل الحسين عليهالسلام وأصحابه ، وسبي عياله وأطفاله ، بتلك الحالة التي تنفطر منها قلوب الرجال فضلا عن صمّ الجبال.
٢ ـ عضّ يزيد على أنامله حتى كاد يقطعها حين قرأ رسالة عبيد الله بن زياد ، مع أنه هو الّذي أمره بإنجاز كل ما فعل ، لأن يزيد أصلا غير مؤمن لا بالحسين ولا بالإسلام ، كما تقرر كلماته وتصريحاته وأشعاره التي ذكرها فيما بعد.
٣ ـ صوّر زحر بن قيس ليزيد ومن في مجلسه ، أن الحسين عليهالسلام وأصحابه جبناء يفرّون من وقع السيوف على الهام إلى الحفر والآكام ، وهذا تدليس على الواقع وقلب لكل الوقائع. فالبطولة التي أبداها الحسين عليهالسلام وأصحابه لا زالت مثار إعجاب العالمين فضلا عن المسلمين ، فقد كانوا يلقون أنفسهم على المنية وكأنها الغادة الرعبوب.
٤ ـ كي يهوّن زحر ما حصل في كربلاء ، قال : فو الله يا أمير المؤمنين ما كان إلا كجزر جزور [أي المدة التي يستغرقها ذبح جمل] أو كإغفاءة القائل [أي غفوة الّذي ينام بعد الظهر] حتى أتينا عن آخرهم مع أن معركة كربلاء استمرت عدة ساعات ، رغم عدم التكافؤ الكلي بين عدد أنصار الحسين عليهالسلام وهم في حدود المئة ، وبين أنصار يزيد وعددهم ينوف على ثلاثين ألفا.
ملاحظة : تنصّ آخر رواية على أن زحر أدخل الرأس الشريف على يزيد قبل وصول السبايا عليهمالسلام والرؤوس الأخرى ، فإذا علمنا أن دخول السبايا إلى دمشق كان في ١ صفر ومعهم الرؤوس كلها في مهرجان كبير ، فكيف نوفّق بين الأمرين.
(أقول) : إذا صحت رواية زحر ، فلا بدّ أنهم أعادوا رأس الحسين عليهالسلام بعد إدخاله على يزيد وضموه إلى بقية الرؤوس عند وصولها إلى دمشق. وعندما سمح يزيد لهم بالدخول ، أدخلوا السبايا والرؤوس ، يتقدمها رأس الحسين عليهالسلام ، وكل رأس مرفوع على قناة ، وعدد الرؤوس ١٨ رأسا.
الفصل التاسع والعشرون
الرؤوس والسبايا في دمشق
ويتضمن :
ـ ورود السبايا على دمشق
ـ استقبال الرؤوس والسبايا خارج دمشق
ملف دمشق القديمة والمسجد الجامع
١ ـ تاريخ مدينة دمشق :
ـ دمشق العمّورية ـ الآرامية
ـ اليونانية ـ الرومانية ـ البيزنطية
٢ ـ دمشق الإسلامية ـ
قصر الخضراء ـ قصر يزيد ـ باب الساعات
٣ ـ أبواب دمشق العشرة ـ
استمرارية الأبواب
ـ أبواب دمشق الداخلية
٤ ـ المسجد الجامع ـ
مخطط المسجد الجامع
ـ المنارات والمآذن ـ القباب في الصحن
ـ قاعات المسجد ومشاهده
حوادث أول يوم من صفر
١ ـ دخول الرؤوس والسبايا دمشق
٢ ـ من أي الأبواب أدخلوا الرؤوس والسبايا؟
٣ ـ مسيرة الرؤوس والسبايا في دمشق
٤ ـ استبشار يزيد
٥ ـ الرأس الشريف يتكلم!
٦ ـ خبر هند زوجة يزيد مع زينب العقيلة عليهالسلام
٧ ـ موكب النصر يدخل دمشق
٨ ـ إيقاف السبايا على درج المسجد الجامع
ـ الشيخ المغرّر به
٩ ـ إدخال الرؤوس على يزيد :
ـ مدخل حول ترتيب الحوادث في اليوم الأول
ـ موقف مروان بن الحكم وأخيه عبد الرحمن
ـ حامل الرأس يشرح ليزيد ما حدث في كربلاء
ـ تعنيف هند لزوجها يزيد
ـ شمر يطلب الجائزة
١٠ ـ إدخال السبايا على يزيد في مجلس عام :
ـ كيف أدخل السبايا على يزيد وهم مقرّنون بالحبال
ـ من الّذي غلب؟
ـ نساء يزيد يولولن عند دخول السبايا
ـ محاورة سكينة بنت الحسين عليهالسلام ليزيد
١١ ـ إدخال الرأس المطهّر :
ـ يزيد يتفاخر على الحسين عليهالسلام
ـ يزيد يضرب الرأس الشريف
ـ شماتة يزيد
١٢ ـ منكرون وناقمون :
ـ استنكار أبي برزة الأسلمي
ـ استنكار سمرة بن جندب
ـ استنكار الحسن البصري
١٣ ـ الشعر الّذي تمثّل به يزيد
ـ يزيد مع السجّاد عليهالسلام
ـ خطبة زينب عليهالسلام بالشام
ـ الشامي مع فاطمة بنت الحسين عليهالسلام
ـ زينب عليهالسلام تشكك بإسلام يزيد
١٤ ـ صلب الرؤوس :
ـ خالد بن معدان يختفي
١٥ ـ حبس السبايا في الخربة
اليوم الثاني من صفر
١ ـ إحضار السبايا إلى مجلس يزيد مرة ثانية
اليوم الرابع من صفر
١ ـ رؤيا سكينة عليهالسلام
٢ ـ يزيد يستشير النعمان بن بشير الأنصاري
الأيام التالية
١ ـ رؤيا الطفلة رقية بنت الحسين عليهالسلام ووفاتها
٢ ـ مجالس الشراب :
ـ استنكار رأس الجالوت بن يهوذا
ـ استنكار جاثليق النصارى
ـ استنكار رسول ملك الروم وإسلامه ـ حديث كنيسة الحافر
يوم الجمعة الثامن من صفر
١ ـ الخطيب الأموي الّذي اشترى مرضاة المخلوق بسخط الخالق
٢ ـ خطبة زين العابدين عليهالسلام على منبر مسجد دمشق
ـ حبر من أحبار اليهود ينتقد يزيد
ـ خبر المنهال بن عمرو
٣ ـ الإفراج عن السبايا :
ـ يزيد يستشير أهل الشام ماذا يفعل بالسبايا؟
ـ دخول السبايا على نساء يزيد في داره
ـ إنزال السبايا في دار تتصل بدار يزيد
ـ إقامة المآتم على الحسين عليهالسلام في دار يزيد ثلاثة أيام
ـ خبر السّبحة
اليوم التاسع من صفر
١ ـ إكرام يزيد لزين العابدين عليهالسلام
ـ لماذا سمّى الحسين عليهالسلام عدة من أولاده باسم أبيه علي عليهالسلام
ـ مبارزة بين عمرو بن الحسن عليهالسلام وخالد بن يزيد
ـ رؤيا عجيبة للرأس الشريف في بيت يزيد (قصة أسلم)
ـ هند زوجة يزيد ترى النور ينبعث من الرأس الشريف
٢ ـ رؤيا هند
ـ السبايا يطلبن النواحة على الحسين عليهالسلام سبعة أيام
ـ الحاجات الثلاث التي وعد بها يزيد الإمام زين العابدين عليهالسلام
٣ ـ خوف يزيد من ازدياد المعارضة عليه :
ـ نصيحة مروان بتسيير السبايا إلى المدينة
ـ أهل الشام ينتبهون من غفلتهم وينقمون على يزيد
ـ من الّذي قتل الحسين عليهالسلام حقا
ـ ندم يزيد حين لا ينفع الندم
ـ الدوافع الحقيقية لتغيير يزيد معاملته مع زين العابدين عليهالسلام
٤ ـ محاولة يزيد التنصل من جريمته :
ـ غضب يزيد على ابن زياد لتغطية جريمته
ـ تنصّل يزيد من دم الحسين عليهالسلام وترحمه عليه
٥ ـ قتل الحسين عليهالسلام ثأر لقتلى بدر من الكفار :
ـ كيفية حمل الرؤوس والسبايا إلى الشام
ـ موقف يزيد من ابن زياد
ـ الجريمة تلبس يزيد مهما حاول اختلاق المبررات والمعاذير
ـ يزيد هو الآمر الفعلي لقتل الحسين عليهالسلام