أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني
المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
تفسير السّلام على خمسة أوجه
الله* الخير* الثّناء الحسن* السّلامة* التّحيّة*
فوجه منها ؛ السّلام : هو الله تعالى ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الحشر : (السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ)(١) ؛ وقال تعالى فى سورة المائدة : (سُبُلَ السَّلامِ)(٢) يعنى : الله ـ عزوجل (٣) ـ ؛ وقال تعالى فى سورة يونس : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ)(٤) يعنى : دار الله ؛ وكقوله تعالى : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ)(٥).
والوجه الثانى ؛ السّلام يعنى : الخير ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ)(٦) يعنى : وقل خيرا ؛ وقال تعالى فى سورة الفرقان : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً)(٧) يعنى : خيرا ؛ وقال تعالى ـ فى قصّة إبراهيم لأبيه ـ : (قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ)(٨) يعنى : خيرا ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (قالُوا سَلاماً)(٩) يعنى / : خيرا.
__________________
(١) الآية ٢٣.
(٢) الآية ١٦.
(٣) وهو قول الحسن والسّدّى ، فالمعنى : دين الله ـ وهو الإسلام ـ كما قال : (إن الدين عند الله الإسلام): (تفسير القرطبى ٦ : ١١٨ ، ١١٩).
(٤) الآية ٢٥.
(٥) سورة الأنعام / ١٢٧. «أى : دار السلامة وهى الجنة» : (غريب القرآن للسجستانى : ١٧٢) وبنحوه فى (تفسير القرطبى ٧ : ٨٣).
(٦) الآية ٨٩.
(٧) الآية ٦٣.
(٨) سورة مريم / ٤٧.
(٩) الآية ٦٩.
والوجه الثالث ؛ السّلام يعنى : الثّناء الحسن ؛ قوله تعالى لنوح من بعده : (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ)(١) يعنى : الثّناء الحسن (٢) ؛ وقال تعالى (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ)(٣) ؛ [وقال تعالى](٤) : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٥) فهو الثّناء الحسن.
والوجه الرابع ؛ السّلام يعنى : السّلامة من الشّرّ ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة هود لنوح : (اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا)(٦) يعنى : بسلامة من الشّرّ والغرق ؛ وقال تعالى فى سورة الأنبياء : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً)(٧) يعنى : وسلامة ؛ وقال تعالى فى سورة الواقعة : (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ)(٨) يعنى : حين يخلو من سيّئاتهم (٩) ، ويجازيهم بالحسنات ؛ وقال تعالى فى سورة الحجر : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ)(١٠) ؛ وقال تعالى فى سورة ق : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ)(١١).
والوجه الخامس ؛ السّلام يعنى : التّحيّة التى يحيّا بها المسلمون بعضهم بعضا وهى تحيّة أهل الجنّة ، فذلك قوله تعالى فى سورة النّور : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ)(١٢) ؛ وقال تعالى ـ أيضا ـ فى سورة الرّعد : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ* سَلامٌ عَلَيْكُمْ)(١٣) وهى : التّحيّة (١٤).
* * *
__________________
(١) سورة الصافات / ٧٩.
(٢) هذا مذهب أبى العباس المبرد : (تفسير القرطبى ١٥ : ٩٠).
(٣) سورة الصافات / ١٢٠.
(٤) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.
(٥) سورة الصافات / ١٣٠.
(٦) الآية ٤٨.
(٧) الآية ٦٩.
(٨) الآية ٩١.
(٩) فى ل : «يعنى : سلامة لك من أصحاب اليمين حين يتجاوز عن سيئاتهم ...» وفى (تفسير القرطبى ١٧ : ٢٣٣) «قيل : معناه : إنه يحيّا بالسّلام إكراما».
(١٠) الآية ٤٦. «أى : بسلامة من كل داء وآفة. وقيل : بتحية من الله لهم» (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٢)
(١١) الآية ٣٤.
(١٢) الآية ٦١ ، وفى (تفسير القرطبى ١٢ : ٣١٩) «فسلّموا» معناه : فحيّوا».
(١٣) الآيتان ٢٣ ، ٢٤.
(١٤) فى ل : «وهى تحية أهل الجنة». فى (تفسير القرطبى ٩ : ٣١٢) «أى يقولون سلام عليكم فأضمر القول أى قد سلمتم من الآفات والمحن. وقيل : هو دعاء لهم بدوام السلامة ، وإن كانوا سالمين ، أى سلمكم الله ، فهو خبر معناه الدعاء ويتضمن الاعتراف بالعبودية».
تفسير السّيّئات على خمسة (١) أوجه
الشّرك* العذاب* الضّرّ* الفاحشة* «الصّغائر من الذنوب» (٢) *
فوجه منها ؛ السّيّئات : الشّرك ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ)(٣) يعنى : عملوا الشّرك (٤) ؛ وقال تعالى فى سورة النّساء : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ)(٥) ؛ وكقوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ)(٦) يعنى : الشّرك.
والوجه الثانى ؛ السّيّئات يعنى : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ) يعنى : عذاب (ما كَسَبُوا)(٧) وعملوا ـ أيضا ، وكقوله تعالى : (وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا)(٨) يعنى عذاب ما كسبوا (٩) ؛ وكقوله تعالى : (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا)(١٠).
والوجه الثالث ؛ السّيّئات يعنى : الضّرّ ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ
__________________
(١) فى ل : «على ستة أوجه».
(٢) فى ص : «السوء» والإثبات عن ل وم.
(٣) الآية ٢٧.
(٤) فى (تفسير القرطبى ٨ : ٣٣٢) «أى عملوا المعاصى. وقيل : الشرك» وبنحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٦٩).
(٥) الآية ١٨. «قيل : إن السيئات هنا الكفر ، فيكون المعنى : وليست التوبة للكفار الذين يتوبون عند الموت ...» : (تفسير القرطبى ٥ : ٩٣).
(٦) سورة الجاثية / ٢١.
(٧) سورة الزمر / ٥١.
(٨) سورة الزمر / ٥١.
(٩) فى (تفسير القرطبى ١٥ : ٢٦٧) «أى : بالجوع والسيف».
(١٠) الآية ٤٥ من سورة غافر.
نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي)(١) يعنى : ذهب الضّرّ عنّى ؛ مثلها فى سورة الأعراف : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ)(٢) يعنى : الضّرّ (٣).
والوجه الرابع ؛ السّيّئات يعنى : الفاحشة ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ)(٤) يعنى : إتيان الرّجال من أدبارهم (٥).
والوجه الخامس (٦) ؛ السّيّئات يعنى : الصّغائر من الذّنوب ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ)(٧) ؛ وكقوله تعالى : (وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ)(٨).
* * *
__________________
(١) الآية العاشرة.
(٢) الآية ١٦٨.
(٣) فى (تفسير القرطبى ٧ : ٣١٠) «أى الجدب والشدائد» وبنحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى .. ١ : ٢١٦) ، و (تنوير المقباس ٢ : ١٣٧ بهامش الدر المنثور).
(٤) الآية ٧٨.
(٥) كما جاء فى (تفسير القرطبى ٩ : ٧٥) و (تنوير المقباس ٢ : ٣٠٦ بهامش الدر المنثور).
(٦) هذا الوجه ترتيبه فى ل «الوجه السادس» أما «الوجه الخامس» فقد جاء فى ل هكذا «السيئات : الشر : قوله تعالى فى سورة هود : [آية : ١٠] (ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي) يعنى الشر» وقد سبق ذكر هذا النص القرآنى عند «أول الوجه الثالث» بمعنى الضر. وفى (تفسير القرطبى ٩ : ١١) بأنها الخطايا التى تسوء صاحبها من الضر والفقر» فليتأمل.
(٧) الآية ١١٤.
(٨) سورة الأحقاف / ١٦.
تفسير السّنين على أربعة (١) أوجه
الجدوبة (٢) * الأيّام والدّهور* سنة* السّنين (٣) بعينها*
فوجه منها ؛ السّنين يعنى : الجدوبة (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ)(٥) يعنى : بالجدوبة (٦).
والوجه الثانى ؛ السّنين : الأيّام والدّهور ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ)(٧) يعنى : الدّهور والأيّام ؛ مثلها فى سورة يونس : (لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ)(٨).
والوجه الثالث ؛ السّنين يعنى : السّنة «بعينها» (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) يعنى : ثلاثمائة سنة (وَازْدَادُوا تِسْعاً)(١٠).
والوجه الرابع ؛ السّنين بعينها ؛ قوله تعالى : (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ)(١١). مثلها فى سورة الرّوم : (سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)(١٢).
* * *
__________________
(١) فى ل : «على ثلاثة أوجه».
(٢) فى ل : «الجدب» وفى (اللسان : مادة : ج. د. ب) «الجدب : هو المحل وزنا ومعنى ، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض».
(٣) فى ل : «السنة بعينها».
(٤) فى ل : «الجدب» وفى (اللسان : مادة : ج. د. ب) «الجدب : هو المحل وزنا ومعنى ، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض».
(٥) الآية ١٣٠.
(٦) فى ل : «... الجدبة». والجدوب والجدوبة ، والجدب : كلها ترجع إلى معنى واحد ، وفى (تفسير الطبرى ١٣ : ٤٤) «بالجدوب والقحوط» وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ١٨٦) و (تفسير القرطبى ٧ : ٢٦٣) ، وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠٣) «السنة : ـ بالفتح والتخفيف ـ غالب استعمالها فى الحول الذى فيه الشدة والجدب».
(٧) الآية ١٢ ، وتسمى سورة الإسراء.
(٨) الآية ٥.
(٩) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٠) الآية ٢٥.
(١١) سورة المؤمنون / ١١٢.
(١٢) الآيتان ٣ ، ٤.
تفسير السّلم على ثلاثة أوجه
السّلم : الصّلح* الإخلاص* شرائع الدّين*
فوجه منها ؛ السّلم : الصّلح ؛ قوله تعالى (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ)(١) أى الصّلح ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ)(٢) أى : الصّلح /.
والوجه الثانى ؛ السّلم (٣) : الإخلاص ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)(٤) ، «وقرئ : (سالما)» (٥) يعنى : خالصا.
والوجه الثالث ؛ السّلم : شرائع دين محمّد (٦) ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)(٧) أى : فى دين محمد (٨) صلىاللهعليهوسلم.
* * *
__________________
(١) سورة الأنفال / ٦١. «السّلم والسّلم : ـ بتسكين اللام وفتح السين وكسرها ـ : الإسلام والصلح ـ أيضا ـ» (غريب القرآن للسجستانى ١٧٢) وبنحوه فى (كليات أبى البقاء ٢٠٧) و (تفسير القرطبى ٨ : ٣٩).
(٢) الآية ٩٤.
(٣) فى ل : «السّلام».
(٤) الآية ٩٤.
(٥) سقط من ص وم والإثبات عن ل. وهذه هى قراءة ابن عباس ومجاهد والحسن وعاصم الجحدرى وابن كثير ويعقوب. واختارها أبو عبيد لصحة التفسير فيه. قال : لأن السالم : الخالص ضد المشترك ، والسلم : ضد الحرب ولا موضع للحرب هنا. وأما القراءة الأولى فهى قراءة أهل الكوفة وأهل المدينة. (تفسير القرطبى ١٥ : ٢٥٣) وانظر (غريب القرآن للسجستانى ١٧٨) و (المفردات فى غريب القرآن للأصفهانى ٢٤٠).
(٦) فى ل : «شريعة النبى».
(٧) سورة البقرة / ٢٠٨.
(٨) فى ل : «يعنى : سريعة محمد». «وقال طاوس ومجاهد : ادخلوا فى أمر الدّين. والسلم ـ هنا ـ بمعنى : الإسلام ، ...» (تفسير الطبرى ٤ : ٢٥٢ ـ ٢٥٧) و (تفسير القرطبى ٣ : ٢٢ ـ ٢٣).
تفسير السّورة على وجهين
«(١) السّورة : القطعة من القرآن* السّور ـ بغير هاء ـ : الحاجز* (٢)»
فوجه منهما ؛ السّورة : القطعة من القرآن ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)(٣) أى : بقطعة (٤) ؛ وقال تعالى فى سورة النّور : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها)(٥) ؛ ونحوه كثير (٦).
والوجه الثانى ؛ السّور : الحاجز ؛ قوله تعالى فى سورة الحديد : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ)(٧) يعنى : بحاجز ، وهو الأعراف ؛ وأصل السّورة فى اللّغة : «الارتفاع» (٨) سمّيت بذلك ؛ لأنّها ترفع من منزلة إلى منزلة كسور البناء.
* * *
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٣) الآية ٢٣.
(٤) «(سورة) ـ غير مهموز ـ : منزلة ترتفع إلى منزلة أخرى كسور البناء. وسورة ـ مهموزة : قطعة من القرآن على حدة ، من قولهم : أسأرت من كذا ، أى أبقيت وأفضلت منه فضلة» انظر (اللسان ـ مادة : س. و. ر) ، و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٤) و (تفسير الطبرى ١ : ١٠٤) و (تفسير القرطبى ١ : ٦٥ ، ٦٦).
(٥) الآية الأولى.
(٦) كما فى سورة التوبة / ٦٤ ، ٨٦ ، ١٢٤ ، ١٢٧ ، وسورة يونس / ٣٨ ، وسورة هود / ١٣ ، وسورة محمد / ٢٠.
(٧) الآية ١٣.
(٨) سقط من ص ول والإثبات عن م. و «الأعراف : سور بين الجنة والنار ، سمى بذلك لارتفاعه ، وكل مرتفع من الأرض أعراف ، واحدها عرف» (غريب القرآن للسجستانى ١٢) وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : ع. ر. ف).
تفسير السّجود على خمسة أوجه
الصّلاة* الأنبياء* الانقياد* الرّكوع* السّجود بعينه*
فوجه منها ؛ السّجود (١) : الصّلاة ؛ كقوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ)(٢) يقول : يصلّى ؛ مثلها فى سورة النّحل (٣).
والوجه الثّانى ؛ السّاجد من الأنبياء (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(٥) يقول : الأنبياء يعنى : فى أصلاب الأنبياء عليهمالسلام.
والوجه الثالث ؛ السّجود : الانقياد والاستسلام ؛ قوله تعالى فى سورة الرّحمن : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)(٦) يعنى : يستسلمان وينقادان.
والوجه الرابع ؛ السّجود يعنى : الرّكوع ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً)(٧) يعنى : ركّعا ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة (٨).
والوجه الخامس ؛ السّجود «بعينه» (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة العلق : (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)(١٠) ، «(١١) وقوله تعالى فى سورة النّجم (١٢)» : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا)(١٣) ؛ وكقوله فى سورة حم السّجدة : (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ)(١٤) ؛ مثلها فى سورة النّمل : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ ...)(١٥) الآية.
* * *
__________________
(١) فى ل : «السجدة».
(٢) الآية ١٥.
(٣) كما فى الآية ٤٩.
(٤) فى ل : «الساجدون : الأنبياء».
(٥) الآية ٢١٩.
(٦) الآية ٦.
(٧) الآية / ١٦١. و «الركوع فى اللغة : الانحناء بالشخص» (تفسير القرطبى ١ : ٣٤٥) «وقال الواسطى : سجّدا ، أى مقنعى الرءوس بالسريانية» (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧١).
(٨) الآية ٥٨.
(٩) فى ص وم : «بعينها» وما أثبت عن ل.
(١٠) الآية ١٩.
(١١) (١١ ـ ١١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(١٢) (١١ ـ ١١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(١٣) الآية ٦٢. وفى (تفسير القرطبى ١٧ : ١٢٤) «قيل : المراد به سجود تلاوة القرآن ، وهو قول ابن مسعود. وبه قال أبو حنيفة والشافعى».
(١٤) الآية ٣٧ وتسمى سورة فصلت.
(١٥) الآية ٢٥.
تفسير السّعة على سبعة أوجه
الطّاقة* الغنى* الإصابة* / الأمن* عرض الشّىء* القدرة* الرّزق*
فوجه منها ؛ الوسع : الطّاقة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)(١) يعنى : إلّا طاقتها (٢) ؛ مثلها أيضا فيها : (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها)(٣) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الأنعام (٤).
والوجه الثانى ؛ السّعة : الغنى ؛ قوله تعالى فى سورة الطّلاق : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)(٥) أى : ذو غنى من غنائه ؛ مثلها فى سورة البقرة : (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ)(٦) أى : على الغنىّ.
والوجه الثّالث ؛ وسعت كلّ شىء أى : أصابت ونالت ؛ كقوله تعالى فى سورة حم المؤمن : (رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ) أى : أصبت (رَحْمَةً وَعِلْماً)(٧).
والوجه الرّابع ؛ «واسعة» (٨) يعنى : آمنة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً)(٩) يعنى : آمنة ؛ وكقوله تعالى فى سورة العنكبوت : (إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ)(١٠) يعنى : آمنة (١١).
__________________
(١) الآية ٢٨٦.
(٢) كما فى (غريب القرآن للسجستانى ٣٣٠) و (تفسير القرطبى ٣ : ٤٢٩) و (اللسان ـ مادة : و. س. ع).
(٣) سورة البقرة / ٢٣٣.
(٤) الآية ١٥٢ وهو قوله تعالى : (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) ، وسورة الأعراف / ٤٢ ، وسورة المؤمنون / ٦٢.
(٥) الآية ٧.
(٦) الآية ٢٣٦.
(٧) الآية ٧ وتسمى سورة غافر
(٨) فى ص وم : «السعة» ، والإثبات عن ل.
(٩) الآية ٩٧.
(١٠) الآية ٥٦.
(١١) فى (تفسير القرطبى ١٣ : ٣٥٧) «هذه الآية نزلت فى تحريض المؤمنين الذين كانوا بمكة على الهجرة ـ فى قول مقاتل والكلبى ـ فأخبرهم الله تعالى بسعة أرضه ، وأن البقاء فى بقعة على أذى الكفار ليس بصواب».
والوجه الخامس ؛ وسع أى : عرضه ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(١) يعنى : عرض الكرسىّ أعرض من السموات والأرض (٢).
والوجه السّادس ؛ واسع يعنى : قادرا ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ)(٣) ؛ مثلها فى سورة النّساء : (وَكانَ اللهُ واسِعاً حَكِيماً)(٤) يعنى : قادرا.
والوجه السّابع ؛ السّعة : الرّزق ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ) يعنى : من رزقه (وَكانَ اللهُ واسِعاً)(٥) أى : قادرا على أن يرزقهما.
* * *
__________________
(١) الآية ٢٥٥.
(٢) فى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٦٥ بتحقيقنا) «يقال : وسع فلان الشىء يسعه سعة ، إذا احتمله وأطاقه ، وأمكنه القيام به» وفى (تنوير المقباس ١ : ١٣١ بهامش الدر المنثور) «يقول : كرسيه أوسع من السموات والأرض» وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٦٩ ـ ٧٠) قوله «كرسيه» : كثر الاختلاف فى تفسيره وذكره ـ والله أعلم به ـ» وانظر : تفسير القرطبى ٣ : ٢٧٦ ـ ٢٧٧) و (الدر المنثور ١ : ٣٢٧ ـ ٣٢٨.
(٣) الآية ١١٥.
(٤) الآية ١٣٠.
(٥) الآية ١٣٠.
تفسير السّؤال على سبعة أوجه
الاستفتاء* الاستماحة* الدّعاء* المراجعة* الطّلب* الحساب* المخاصمة* (١)
فوجه منها ؛ السّؤال يعنى : الاستفتاء (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يَسْئَلُونَكَ)(٣) يعنى : يستفتونك / ، ويستخبرونك ؛ مثلها فى سورة الأنفال (٤) ، والنّازعات (٥) ؛ وفى سورة طه (٦). وكلّ موضع (يَسْئَلُونَكَ)(٧) فعلى هذا المعنى.
والوجه الثانى ؛ السؤال : هو الاستماحة (٨) ، قوله تعالى فى سورة «والضّحى» : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)(٩) يعنى : المستميح (١٠) فلا تنهر ؛ وقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ)(١١) ؛ ومثلها فى سورة المعارج : (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)(١٢).
والوجه الثالث ؛ السؤال : الدّعاء ؛ قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ)(١٣) يعنى : دعا داع (١٤).
__________________
(١) فى ل : «التخاصم».
(٢) استفتى العالم فى مسألة استفتاء : سأله أن يفتيه فيها. (المنجد : ٥٦٩).
(٣) الآيات ١٨٩ ، ١٢٥ ، ٢١٧ ، ٢١٩ ، ٢٢٠ ، ٢٢٢.
(٤) الآية الأولى.
(٥) الآية ٤٢.
(٦) الآية ١٠٥.
(٧) سورة المائدة / ٤ ، وسورة الأعراف / ١٨٧ ، وسورة الإسراء / ٨٥ ، وسورة الكهف / ٨٣.
(٨) «امتاحه واستماحه : استعطاه» (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : م. ى. ح.).
(٩) الآية ١٠.
(١٠) فى م : «المستمنح» وفى (المنجد : ٧٨١) «استماحه استماحة : سأله العطاء».
(١١) الآية ١٧٧.
(١٢) الآية ٢٥ ، وسورة الذاريات / ١٩. وفى (تفسير القرطبى ١٧ : ٣٨) «السائل : الذى يسأل الناس لفاقته ، قاله ابن عباس وسعيد بن المسيب وغيرهما».
(١٣) سورة المعارج / ١.
(١٤) كما فى (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٧٨) و (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٢٠٧).
والوجه الرابع ؛ السّؤال : المراجعة (١) فى الكلام والاعتراض ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)(٢) يعنى : لا تراجعنى ؛ وكقوله تعالى : (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ)(٣) يعنى : لا تراجعنى. ومثلها فى سورة الأنبياء : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) أى : لا يعترض عليه فى فعله ؛ (وَهُمْ يُسْئَلُونَ)(٤).
والوجه الخامس ؛ السّؤال يعنى : الطّلب ، قوله تعالى فى سورة الرحمن : (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ)(٥) يعنى : يطلبه من فى السّماوات المغفرة ، ومن فى الأرض الرّزق (٦) ؛ وكقوله تعالى : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ) أى : ما طلبت منكم (مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ)(٧) ؛ ونحوه كثير (٨).
والوجه السادس ؛ السّؤال : الحساب ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ)(٩) ؛ وكقوله سبحانه : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ)(١٠) أى : لنحاسبنّهم «على ما كان منهم» (١١).
والوجه السابع ؛ «السّؤال» (١٢) : المخاصمة (١٣) ؛ قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(١٤) يقول : «عمّ» (١٥) يتخاصمون ؛ وكقوله تعالى : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ)(١٦) يعنى : يتخاصمون.
* * *
__________________
(١) فى م : «سؤال المراجعة».
(٢) الآية ٤٦.
(٣) سورة الكهف / ٧٠.
(٤) الآية ٢٣. فى (تفسير القرطبى ١١ : ٢٧٩) «قال ابن جريج : المعنى : لا يسأله الخلق عن قضائه فى خلقه ، وهو يسأل الخلق عن عملهم ، لأنهم عبيده».
(٥) الآية ٢٩.
(٦) كما قال القرطبى. وقال ابن عباس وأبو صالح : أهل السموات يسألونه المغفرة ولا يسألونه الرزق ، وأهل الأرض يسألونهما جميعا». (تفسير القرطبى ١٧ : ١٦٦).
(٧) سورة سبأ / ٤٧.
(٨) سورة يونس / ٧٢.
(٩) الآية ٦.
(١٠) سورة الحجر / ٩٢.
(١١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٣) فى ل : «التخاصم».
(١٤) سورة النبأ الآية الأولى.
(١٥) سقط من ص ول والإثبات عن م.
(١٦) سورة الصافات / ٢٧ ، وسورة الطور / ٢٥.
تفسير السّرّ على وجهين /
الجماع* الإخفاء*
فوجه منهما ؛ السّرّ : الجماع ؛ قوله سبحانه فى سورة البقرة : (وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) يعنى : الجماع (إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً)(١). وقيل : السّرّ : هاهنا : الزّنى (٢).
والوجه الثانى ؛ السّرّ يعنى به : الإخفاء ؛ قوله تعالى : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ)(٣) ؛ وقوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً)(٤) يعنى : خفيا وجهرا ؛ ونحوه كثير (٥).
* * *
__________________
(١) الآية ٢٣٥.
(٢) حكى هذا القول عن جابر بن زيد وأبى مجلز لا حق بن حميد ، والحسن بن أبى الحسن وقتادة والنخعى والضحاك ، واختاره الطبرى. (تفسير القرطبى ٣ : ١٩١) وانظر فيما سبق تعليق رقم (٩) صفحة (٦٢).
(٣) سورة الملك / ١٣.
(٤) سورة البقرة / ٢٧٤.
(٥) كما فى سورة الرعد / ٢٢ ، وسورة ابراهيم / ٣١ ، وسورة النحل / ٧٥ ، وسورة فاطر / ٢٩.
تفسير السّحر (١) على خمسة أوجه
العلم* الكذب* الأخذ بالعين* الجنون* الصّرف عن الحقّ*
فوجه منها ؛ السّحر : العلم ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ)(٢) يعنى : العالم (٣).
والوجه الثانى ؛ السّحر : الكذب ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)(٤) يعنى : بكذب عظيم ؛ وكقوله تعالى فى سورة «السّاعة» : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)(٥) يعنى : كذبا.
والوجه الثالث ؛ السّحر : الأخذ بالعين ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ)(٦) يعنى : أخذوا أعين النّاس (٧).
والوجه الرابع ؛ المسحور : المجنون ؛ قوله تعالى : (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(٨) يعنى : مغلوب العقل مجنونا (٩).
__________________
(١) «السحر ـ بالكسر والسكون ـ : مزاولة النفوس الخبيثة لأفعال وأحوال يترتب عليها أمور خارقة للعادة لا يتعذر معارضته ، وهو فى أصل اللغة : الصرف ـ حكاه الأزهرى عن الفراء وغيره» (كليات أبى البقاء : ٢٠٨).
(٢) الآية ٤٩.
(٣) كما قال ابن عباس (تفسير القرطبى ١٦ : ٩٧).
(٤) الآية ١١٦.
(٥) الآية ٢ وتسمى سورة القمر.
(٦) الآية ١١٦.
(٧) فى (تفسير القرطبى ٧ : ٢٥٩) «أى خيلوا لهم وقبلوها عن صحة إدراكها ، بما يتخيل من التمويه الذى جرى مجرى الشعوذة وخفة اليد».
(٨) سورة الفرقان / ٨ ، ونحوه فى سورة الإسراء / ٤٧.
(٩) «قال مجاهد : «مسحورا» أى مخدوعا» (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٧٢).
والوجه الخامس ؛ السّحر : الصّرف (١) ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)(٢) : أى : تصرفون عن الحقّ (٣).
* * *
تفسير السّماء على خمسة أوجه
السّقف* السّحاب* المطر* السماء بعينها* سماء الجنّة والنّار (٤) *
فوجه منها ؛ السّماء يعنى : السّقف ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ)(٥) يعنى : إلى «سقف البيت» (٦).
والوجه الثانى ؛ السّماء يعنى : السّحاب ؛ قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ)(٧) يعنى : من السّحاب ، ونحوه (٨).
والوجه الثالث ؛ السّماء يعنى : المطر ؛ قوله تعالى فى سورة نوح : (يُرْسِلِ السَّماءَ
__________________
(١) فى م : «الصرف عن الحق». (اللسان ـ مادة : س. ح. ر.).
(٢) الآية ٨٩.
(٣) كما جاء بنحوه فى (تفسير القرطبى ١٢ : ١٤٥) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٩٩) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٦١).
(٤) فى ل : «وسماء النار».
(٥) الآية ١٥.
(٦) فى ص : «إلى السقف البيت» وما أثبت عن ل وم ، و (تفسير القرطبى ١٢ : ٢٢).
(٧) سورة المؤمنون / ١٨ ، وسورة الفرقان / ٤٨ ، وسورة لقمان / ١٠.
(٨) كما فى سورة البقرة / ٢٢ ، ١٦٤ ، وسورة الأنعام / ٩٩ ، وسورة الأنفال / ١١ ، وسورة يونس / ٢٤ ، وسورة الرعد / ١٧ ، وسورة إبراهيم» ٣٢.
عَلَيْكُمْ مِدْراراً)(١) «(٢) يعنى : المطر ؛ وقوله تعالى فى سورة هود : (٣)» (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً)(٤) ؛ مثلها فى سورة الأنعام (٥).
والوجه الرابع ؛ السّماء بعينها ؛ قوله تعالى فى سورة [الذّاريات](٦) : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ)(٧) ونحوه كثير (٨).
والوجه الخامس ؛ السّماوات : سماء الجنّة وسماء النّار ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ...)(٩) الآية ؛ «(١٠) مثلها (١١)» فيها (١٢) : سماء الجنّة : العرش ؛ وسماء النّار : الطّبق (١٣).
* * *
__________________
(١) الآية ١١.
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.
(٤) الآية ٥٢.
(٥) الآية ٦ ، وهو قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً).
(٦) فى ص ول وم : «فى سورة ق» والصواب ما أثبتّ بين الحاصرتين.
(٧) آية ٤٧.
(٨) كما فى سورة البقرة / ٢٢ ؛ ٢٩ ؛ ٥٩ ؛ وسورة المائدة / ١١٢ ؛ وسورة الانعام / ٣٥ ؛ ١٢٥ ؛ وسورة إبراهيم / ٢٤ ؛ وسورة الحجر / ١٤ ؛ ١٦ ؛ وسورة النحل / ٧٩ ؛ وسورة الإسراء / ٩٢ ؛ ٩٣ ؛ وسورة الأنبياء / ٣٢ ؛ وسورة الحج / ١٥ ؛ ٣١ ؛ ٦٥ ؛ وسورة الفرقان / ٦١ ؛ وسورة يس / ٢٨ ، وسورة الصافات / ٦ ، وسورة غافر / ٦٤ ، وسورة فصلت / ١٢ ، وسورة ق / ٦ ، وسورة الذاريات / ٧ ، وسورة الرحمن / ٧ ؛ ٣٧ ؛ وسورة الحديد / ٢١ ؛ وسورة الملك / ١٦ ؛ ١٧ ، وسورة الحاقة / ١٦ ؛ وسورة المعارج / ٨ ، وسورة الجن / ٨ ، وسورة المزمل / ١٨ ، وسورة المرسلات / ٩ ، وسورة النبأ / ١٩ ، وسورة النازعات / ٢٧ ؛ وسورة التكوير / ١١ ، وسورة الانفطار / ١ ، وسورة الانشقاق / ١ ، وسورة البروج / ١ ، وسورة الطارق / ١ ، ١١ ، وسورة الغاشية / ١٨ ؛ وسورة الشمس / ٥.
(٩) الآية ١٠٧.
(١٠) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.
(١١) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.
(١٢) أى فى سورة هود / ١٠٨.
(١٣) فى (تفسير القرطبى ٩ : ٩٩) «اختلف فى تأويل هذا ، فقالت طائفة منهم الضحاك : المعنى ما دامت سماوات الجنة والنار وأرضهما ؛ والسماء : كل ما علاك فأظلك ، والأرض : ما استقر عليه قدمك».
تفسير السّكر على ستة أوجه
الغفلة* الحيرة* السّحر* النّزع* الطّعم* (١) الغطاء (٢) *
فوجه منها ، السّكر : الغفلة ؛ قوله تعالى فى سورة الحجر : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ) يعنى : غفلتهم (٣)(يَعْمَهُونَ)(٤) : يتردّدون.
والوجه الثانى ؛ السّكر : الحيرة ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) أى : حيارى (وَما هُمْ بِسُكارى)(٥) من الشّراب ؛ ولكن حيّرهم أهوال القيامة.
والوجه الثالث ؛ سكّرت «أبصارهم» (٦) أى : سحّرت وأخذت ؛ قوله تعالى فى سورة الحجر : (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا)(٧) أى : أخذت أبصارنا (٨) ؛ ويقال : سكرت ـ بالتّخفيف ـ سحرت (٩).
والوجه الرابع ؛ السّكرة : النّزع ؛ قوله تعالى فى سورة ق : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ)(١٠) يعنى : النّزع عند الموت بالحقّ (١١).
__________________
(١) فى ل : «المسكر».
(٢) فى ل : «الغطاء على العقل».
(٣) «الغفلة : عدم إدراك الشىء مع وجود ما يقتضيه» : (كليات أبى البقاء : ٢٠٦).
(٤) الآية ٧٢.
(٥) الآية ٢. فى م : «وترى الناس سكرى. وما هم بسكرى» بغير ألف وهى قراءة حمزة والكسائى. وقرأ الباقون : «سكارى» وهما لغتان لجمع سكران. مثل كسلى وكسالى. (تفسير القرطبى ١٢ : ٥) ، وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : س. ك. ر) «السكارى : جمع سكير. وهو شارب الخمر الضائع العقل».
(٦) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.
(٧) الآية ١٥.
(٨) هذا قول قتادة : (تفسير القرطبى ١٠ : ٨).
(٩) «قال النحاس : والمعروف من قراءة مجاهد والحسن «سكرت» بالتخفيف. قال الحسن : أى سحرت» : (تفسير القرطبى ١٠ : ٩) ، وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨٣) «سدّت أبصارنا ؛ من قولهم : سكرت النهر إذا سددته. ويقال : هو من سكر الشراب ، كأن العين يلحقها مثل ما يلحق الشارب إذا سكر».
(١٠) الآية ١٩.
(١١) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٧٨): «أى : اختلاط العقل لشدة الموت» ونحوه فى (تفسير القرطبى ١٧ : ١٢) و (كليات أبى البقاء ٢١١).
والوجه الخامس ؛ السّكر : المسكر ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً)(١) يعنى : مسكرا. ويقال : طعما (٢).
والوجه السادس ؛ السّكر : الغطاء على العقل ؛ وهو «السّكر المعروف» (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٤) يعنى : نشاوى (٥) من الشّراب.
* * *
تفسير السّاق على وجهين
«(٦) الشّدّة* السّاق المعروف بعينه (٧)» *
فوجه منهما ؛ السّاق يعنى : الشّدّة ؛ قوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ)(٨) يعنى : عن الشّدّة (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة القيامة : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)(١٠) يعنى : الشّدّة بالشّدّة.
__________________
(١) الآية ٦٧.
(٢) كما جاء فى (غريب القرآن للسجستانى ١٧٥) روى المعنى الأول ـ بنحوه ـ عن ابن مسعود وابن عمر وأبى رزين والضحاك والحسن ومجاهد وابن أبى ليلى والكلبى وغيرهم ؛ كلهم قالوا : السّكر : ما حرمه الله من ثمرتيهما .. وقال أهل اللغة : السكر : اسم للخمر وما يسكر ؛ وحكى المعنى الثانى عن أبى عبيدة. قال الزجاج : قول أبى عبيدة هذا لا يعرف ، وأهل التفسير على خلافه. (تفسير القرطبى ١٠ : ١٢٨ ، ١٢٩).
(٣) سقط من ص وم الإثبات عن ل.
(٤) الآية ٤٣.
(٥) فى ل : «سكرى». كما فى (تنوير المقباس ١ : ٢٥٨ بهامش الدر المنثور). وفى (اللسان ـ مادة : ن. ش. ا) «نشى الرجل من الشراب : سكر». وانظر : (تفسير القرطبى ٥ : ٢٠١).
(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٨) سورة القلم ٤٢.
(٩) «الأصل فيه أن من وقع فى شىء يحتاج فيه إلى الجد شمّر عن ساقه ، فاستعير الساق والكشف عنها فى موضع الشدّة» (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٤٩) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ٣٦٤).
(١٠) الآية ٢٩.
والوجه الثّانى ؛ السّوق جمع : السّاق (١) ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ)(٢) يعنى : السّاق (٣) المعروف.
* * *
تفسير السّفه (٤) على وجهين
الجهل* الخسران*
فوجه منهما ؛ السّفه : الجهل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ)(٥) ؛ مثلها : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ)(٦) يعنى : الجهّال.
والوجه الثّانى ؛ السّفيه (٧) : الخاسر ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)(٨) أى : خسر نفسه (٩).
* * *
__________________
(١) فى ل : «الساق بعينيه جمع : سوق» ، وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨٤) «جمع ساق».
(٢) الآية ٣٣.
(٣) فى ل : «... السوق ..» ، و «الساق : ما بين الكعب والركبة من الرجل» : (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية. مادة : س .. و. ق).
(٤) «سفه ـ بكسر الفاء ـ متعدّ ؛ وبضمها قاصر. ومصدر المتعدّى : سفاها ، والقاصر : سفها ؛ وهو ضدّ الحلم. والسّفيه : من ينفق ماله فيما لا ينبغى من وجوه التبذير ؛ ولا يمكنه إصلاحه بالتمييز والتصرّف فيه بالتبذير. وحاصل تفسير السفيه فى صفة المنافقين على مجموع اللغات : أنه ظاهر الجهل ، عديم العقل ، خفيف اللبّ ، ضعيف الرأى ، ردىء الفهم ، مستخفّ القدر ، سريع الذنب ، حقير النفس ، مخدوع الشيطان ، أسير الطغيان ؛ دائم العصيان ، ملازم الكفران ، لا يبالى بما كان» : (كليات أبى البقاء : ٢٠٨).
(٥) الآية ١٣.
(٦) سورة البقرة / ١٤٢.
(٧) فى م : «السفه».
(٨) الآية ١٣٠.
(٩) كما جاء. بنحوه عن الحسن : (تفسير الطبرى ٣ : ١٠٣) و (تفسير الفخر الرازى ١ : ٥١٢) ، وقال أبو عبيدة : المعنى : أهلك نفسه (تفسير القرطبى ٢ : ١٣٢) و (غريب القرآن للسجستانى : ١٧١).
تفسير السّيّد على وجهين
الزّوج* الحليم* (١)
فوجه منهما ؛ السيّد : الزّوج ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ)(٢) يعنى : زوجها.
والوجه الثانى ؛ السيّد : الحليم عن الجهل ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَسَيِّداً) يعنى : حليما عن الجهل (٣) ، (وَحَصُوراً)(٤) لم يكن له شهوة النّساء (٥).
* * *
تفسير سرابيل على وجهين
«(٦) الدّروع* القميص (٧)» *
فوجه منهما ؛ سرابيل (٨) يعنى : الدّروع ؛ قوله سبحانه / فى سورة النّحل : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ)(٩) يعنى : الدّروع (١٠).
__________________
(١) فى ل : «الحليم عن الجهل».
(٢) الآية ٢٥.
(٣) روى هذا ـ بنحوه ـ عن قتادة والضحاك : (تفسير الطبرى ٦ : ٣٧٤) «وقال الزجاج : السيّد : الذى يفوق أقرانه فى كلّ شىء من الخير» : (تفسير القرطبى ٤ : ٧٧). وقال ابن عباس : السيد : الحليم. وبنحوه قال الجبائى : (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٤٦٤).
(٤) الآية ٣٩.
(٥) انظر فيما تقدّم معنى «الحصور» فى (صفحة ٢٧١) ، (تعليق رقم ٩).
(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٨) فى ل وم : «السرابيل».
(٩) الآية ٨١.
(١٠) التى تقى الناس فى الحرب : (تفسير القرطبى ١٠ : ١٦٠) وفى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٣٥١) «يعنى : دروع الحديد».