رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي
المحقق: محمد الحسين الاعلمي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٦
الصفحات: ٤٨٠
ليست بواحدة ، أيفضل أحدهم على الاخر؟ قال : نعم ، لا بأس به ، قد كان أبي عليهالسلام يفضلني على [ أخي ] عبد الله.
عن الصادق عليهالسلام قال : من نعم الله عزوجل على الرجل أن يشبهه ولده.
وعنه عليهالسلام قال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين آدم ، ثم خلقه على صورة إحداهن ، فلا يقولن أحد لولده هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من آبائي.
وسأل رجل عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : ما لنا نجد بأولادنا ما لا يجدون بنا؟ قال : لانهم منكم ولستم منهم.
وقيل لعلي بن الحسين عليهماالسلام : أنت أبر الناس بامك ولا نراك تأكل معها ، قال : أخاف أن تسبق يدي إلي ما سبقت عينها إليه فأكون قد عققتها (١).
وسئل الصادق عليهالسلام : لم أيتم الله نبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : لئلا يكون لاحد عليه منة.
عن الصادق عليهالسلام قال : هنأ رجل رجلا أصاب ابنا فقال : اهنئك الفارس ، فقال له الحسن بن علي عليهماالسلام : ما أعلمك أن يكون فارسا او راجلا؟ فقال له : جعلت فداك فما ذا أقول؟ قال : تقول : شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لرجل رأى معه صبيا : من هذا؟ قال : ابني ، فقال : متعك الله به ، أما لو قلت : بارك الله فيه لك لقدمته.
ومن كتاب نوادر الحكمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج. وليبدأ بالاناث قبل الذكور ، فإنه من فرح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل. ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله ، ومن بكى من خشية الله أدخله الله جنات النعيم.
__________________
١ ـ عق الولد والدته : عصاها وترك الشفقة عليها والاحسان إليها واستخف بها.
عن عبد الله بن فضالة ، عن أبي عبد الله أو أبي جعفر عليهماالسلام قال : سمعته يقول : إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرات : قل : « لا إله إلا الله » ثم يترك حتى يبلغ ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرين يوما ، ثم يقال له : قل : « محمد رسول الله » سبع مرات ويترك حتى يتم له أربع سنين ، ثم يقال له : سبع مرات قل : صلى الله على محمد وآل محمد ويترك حتى يتم له خمس سنين ، ثم يقال له : أيهما يمينك وأيهما شمالك ، فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له : اسجد ، ثم يترك حتى يتم له ست سنين ، فإذ تم له ست سنين قيل له : صل وعلم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين ، فإذا تم له سبع سنين قيل له : اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له : صل ، ثم يترك حتى يتم له تسع سنين ، فإذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه وأمر بالصلاة وضرب عليها ، فإذا تعلم الوضوء غفر الله لوالديه إن شاء الله.
من كتاب المحاسن ، عن الصادق عليهالسلام قال : من سعادة الرجل أن يكون الولد يعرف بشبهه وخلقه وخلقه وشمائله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من نعمة الله على الرجل أن يشبهه ولده.
عن أبي إبراهيم عليهالسلام قال : كان أبي يقول : سعد امرؤ لم يمت حتى يرى خلفه من نفسه ، ثم قال : ها وقد أراني الله خلفي من نفسي وأشار إلى أبي الحسن عليهالسلام.
عن الصادق عليهالسلام قال : دع ابنك يلعب سبع سنين ويؤدب سبعا وألزمه نفسك سبع سنين ، فإن فلح وإلا فلا خير فيه.
من كتاب المحاسن ، عنه عليهالسلام قال : احمل صبيك حتى يأتي عليه ست سنين ، ثم أدبه في الكتاب ست سنين ، ثم ضمه إليك سبع سنين فأدبه بأدبك ، فإن قبل وصلح وإلا فخل عنه.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : الولد سيد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين ، فإن رضيت أخلاقه لاحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى.
وعن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : لان يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم.
وعنه عليهالسلام قال : أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يغفر لكم.
[ من عيون الاخبار ] ، عن الرضا عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : اغسلوا صبيانكم من الغمر ، فإن الشيطان يشم الغمر فيفزع الصبي في رقاده ويتأذى به الكاتبان (١).
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : يرخى الصبي سبعا و يؤدب سبعا ويستخدم سبعا وينتهي طوله في ثلاث وعشرين وعقله في خمس وثلاثين وما كان بعد ذلك فالتجارب.
عن الباقر عليهالسلام قال : يفرق بين الغلمان والنساء في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين.
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : توقوا على أولادكم من لبن البغية والمجنونة ، فإن اللبن يعدي.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : إذا نظرت إلى الغلام فرأيته حلو العينين ، عريض الجبهة ، نامي الوجنتين ، سليم الهيئة ، مسترخي العزلة (٢) فارجه لكل خير وبركة.
وإن رأيته غائر العينين ضيق الجبهة ، ناتئ الوجنتين ، محدد الارنبة كأنما جبينه صلابة فلا ترجه.
عن الصادق عليهالسلام قال : يزيد الصبي في كل سنة أربع أصابع بأصابعه.
وعنه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الصبي والصبي والصبي ، والصبية والصبية والصبية يفرق بينهم في المضاجع لعشر سنين.
وعنه عليهالسلام قال : إذا بلغت الجارية ست سنين فلا تقبلها. والغلام لا تقبله المرأة إذا جاوز سبع سنين.
وعنه عليهالسلام قال : قال علي عليهالسلام : مباشرة المرأة ابنتها إذا بلغت ست سنين شعبة من الزنا.
وعنه عليهالسلام سأله أحمد بن النعمان فقال : عندي جويرية ليس بيني وبينها رحم ولها ست سنين؟ قال : فلا تضعها في حجرك ولا تقبلها.
عن ابن عمر قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : فرقوا بين أولادكم في المضاجع إذا بلغوا سبع سنين. وروي أنه يفرق بين الصبيان في المضاجع لست سنين.
__________________
١ ـ الغمر ـ بالتحريك ـ : زنخ اللحم وما يتعلق باليد من دسمه. والرقاد ـ بالضم ـ : مصدر رقد أي نام.
٢ ـ العزاة ـ بالتحريك ـ الحرقفة وهي عظم الحجبة أي رأس الورك.
( في طلب الولد )
من كتاب المحاسن ، عن بكر بن صالح قال : كتبت إلى أبي الحسن الثاني عليهالسلام : أني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين وذلك أن أهلي كرهت ذلك وقالت : إنه يشتد علي تربيتهم لقلة الشيء ، فما ترى؟ فكتب عليهالسلام : اطلب الولد ، فإن الله يرزقهم.
من الفردوس ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اطلبوا الولد والتمسوه فإنه قرة العين وريحانة القلب. وإياكم والعجز والعقر (١).
عن علي بن الحسين عليهالسلام أنه قال لبعض أصحابه : قل في طلب الولد : ( رب لاتذرني فردا وأنت خير الوارثين ) (٢) ، واجعل لي من لدنك وليا يبر بي في حياتي ويستغفر لي بعد وفاتي واجعله خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا ، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك إنك أنت الغفور الرحيم سبعين مرة ، فإن. أكثر هذا الدعاء رزقه الله ما يتمنى من مال وولد ومن خير الدنيا والاخرة ، فإنه تعالى يقول : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) (٣).
من كتاب طب الائمة ، عن سليمان الجوزي ، عن شيخ مدائني ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : وفدت إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ علي الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا لا ولد له. فدنا أبوجعفر عليهالسلام فقال له : هل لك أن توصل إلى هشام فاعلمك دعاء يولد لك ولد؟ فقال : نعم. وأوصله إلى هشام فقضى حوائجه فلما فرغ قال له الحاجب : جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي علمني؟ فقال : نعم تقول في كل يوم إذا أصبحت وإذا أمسيت « سبحان الله » سبعين مرة ، وتستغفر الله عزوجل ، عشر مرات ، وتسبحه تسع مرات ، وتختم العاشرة بالاستغفار ، لقوله تعالى : ( إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل
__________________
١ ـ العجز ، بضمتين : جمع عجوز أي المرأة المسنة. والعقر ، كركع : جمع عاقر ، كراكع المرأة التي لا تلد والتي انقطع حملها.
٢ ـ سورة الانبياء : آية ٨٩.
٣ ـ سورة نوح : الايات ٩ و ١٠ و ١١.
لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) ، فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبد الله عليهماالسلام. قال سليمان : فقلتها وقد تزوجت ابنة عمي وقد أبطأ علي الولد منها وعلمتها غيرها فرزقت ولدا ، وزعمت المرأة أنها حين تشاء أن تحمل حملت إذا قالتها وعلمتها غيرها ممن لم يكن يولد له فولد لهم ولد كثير.
عن أبي بكر بن الحرث البصري قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام : إن من أهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولد ، قال : فادع الله عزوجل وأنت ساجد وقل : ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) (١) ، ( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) ، قال : فقلتها فولد لي علي والحسين.
وبرواية عنه عليهالسلام لطلب الولد قال : إذا أردت المباشرة فلتقرأ ثلاث مرات ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا ) الاية (٢).
وعنه عليهالسلام قال : إذا كان بامرأة أحدكم حمل وأتى عليها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ آية الكرسي وليضرب على جنبها وليقل : « اللهم إني قد سميته محمدا » فإن الله عزوجل يجعله غلاما ، فإن وفي بالاسم بارك الله له فيه وإن رجع عن الاسم كان لله فيه الخيار إن شاء أخذه وإن شاء تركه.
من كتاب نوادر الحكمة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : دخل رجل عليه فقال : يا ابن رسول الله ولد لي ثمان بنات رأس على رأس ولم أر قط ذكرا فادع الله عزوجل أن يرزقني ذكرا ، فقال الصادق عليهالسلام : إذا أردت المواقعة وقعدت مقعد الرجل من المرأة فضع يدك اليمنى على يمين سرة المرأة واقرأ « إنا أنزلناه في ليلة القدر » سبع مرات ، ثم واقع أهلك ، فإنك ترى ما تحب وإذا تبينت الحمل فمتى ما انقلبت من الليل فضع يدك اليمنى على يمين سرتها واقرأ إنا أنزلناه سبع مرات ، قال الرجل : ففعلت ذلك فولد لي سبع ذكور رأس على رأس. وقد فعل ذلك غير واحد فرزقوا ذكورا.
__________________
١ ـ سورة آل عمران : آية ٣٣.
٢ ـ سورة الانبياء : آية ٨٧.
( مكارم الاخلاق ـ ١٥ )
عن الحسن بن علي عليهالسلام أنه وقد على معاوية ، فلما خرج تبعه بعض حجابه وقال : إني رجل ذو مال ولا يولد لي فعلمني شيئا لعل الله يرزقني ولدا؟ فقال : عليك بالاستغفار ، فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر في اليوم سبعمائة مرة ، فولد له عشرة بنين ، فبلغ ذلك معاوية فقال : هلا سألته مم قال ذلك؟ فوفده وفدة اخرى [ على معاوية ] فسأله الرجل ، فقال : ألم تسمع قول الله عز إسمه في قصة هود عليهالسلام ( ويزدكم قوة إلى قوتكم ) (١) ، وفي قصة نوح عليهالسلام ( ويمددكم بأموال وبنين ) (٢).
الفصل السابع
( في العقيقة وما يتعلق بها )
عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : كل امرئ يوم القيامة مرتهن بعقيقته. والعقيقة أوجب من الاضحية.
وعنه عليهالسلام قال : كل إنسان مرتهن بالفطرة. وكل مولود مرتهن بالعقيقة.
وأيضا عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : إني والله ما أدري أكان أبي عق عني أم لا؟ فأمرني ، فعققت عن نفسي وأنا شيخ.
عن علي بن أبي حمزة ، عن العبد الصالح عليهالسلام (٣) قال : العقيقة واجبة إذا ولد للرجل ولد ، فإن أحب أن يسميه في يومه فليفعل.
عن الصادق عليهالسلام قال : العقيقة لازمة لمن كان غنيا ، ومن كان فقيرا إذا أيسر فعل ، فإن لم يقدر على ذلك فليس عليه وإن لم يعق عنه حتى ضحى عنه فقد أجزأته الاضحية. وكل مولود مرتهن بعقيقته.
وقال عليهالسلام في العقيقة : يذبح عنه كبش ، فإن لم يوجد كبش أجزأ ما يجزئ
__________________
١ ـ سورة هود : آية ٥٥.
٢ ـ سورة نوح : آية ١١.
٣ ـ هو لقب الامام موسى الكاظم عليهالسلام. والظاهر أن المراد بالوجوب اللزوم. وراوي الحديث مشترك بين إبن أبي حمزة البطائني الذي روى عن الصادق والكاظم عليهماالسلام ، الذي كان واقفي المذهب وضعيف جدا. وابن أبي حمزة الثمالي الموثق ، والظاهر أنه هو علي بن أبي حمزة البطائني.
في الاضحية وإلا فحمل ، أعظم ما يكون من حملان السنة (١).
وعنه عليهالسلام سئل عن العقيقة؟ قال : شاة او بقرة او بدنة (٢) ، يم يسمى ويحلق رأس المولود يوم السابع ويتصدق بوزن شعره ذهبا أو فضة ، فإن كان ذكرا عق عنه ذكرا وإن كانت انثى عق عنه انثى.
وعق أبوطالب عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم السابع فدعا آل أبي طالب ، فقالوا : ما هذه؟ فقال : عقيقة أحمد ، قالوا : لاي شيء سميته أحمد؟ فقال : ليحمده أهل السماء والارض.
عن الصادق عليهالسلام قال : يعطى للقابلة ربعها ، فإن لم تكن قابلة فلامه تعطيها من شاءت وتطعم منها عشرة من المسلمين ، فإن زاد فهو أفضل.
وعنه عليهالسلام قال : إذا أردت أن تذبح العقيقة فقل : ( يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ) (٣) ، اللهم منك وإليك بسم الله والله أكبر ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، تقبل من فلان بن فلان ويسمى المولود باسمه ، ثم يذبح [ باسم الله ].
من كتاب طب الائمة ، عن الصادق عليهالسلام قال : يسمى الصبي يوم السابع ويحلق رأسه ويتصدق بزنة الشعر فضة ويعق عنه بكبش فحل ويقطع أعضاء ويطبخ ويدعي عليه رهط من المسلمين ، فإن لم يطبخه فلا بأس أن يتصدق به أعضاء. والغلام والجارية في ذلك سواء. ولا يأكل من العقيقة الرجل ولا عياله. وللقابلة رجل العقيقة ، وإن كانت القابلة أم الرجل أو في عياله فليس لها منها شيء ، فإن شاء قسمها أعضاء وإن شاء طبخها وقسم معها خبزا ومرقا ولا يعطيها إلا لاهل الولاية.
وعنه عليهالسلام قال : المولود إذا ولد يؤذن في أذنه اليمنى ويقام في اليسرى.
__________________
١ ـ الحمل ـ بالتحريك ـ : الخروف ، وقيل : هو الجذع من أولاد الضأن ، والجمع : حملان وأحمال.
٢ ـ البدنة ـ كقصبة ـ : تقع على الجمل والناقة والبقرة عند أهل اللغة ، سميت بذلك لعظم بدنها وسمنها.
٣ ـ سورة الانعام : آيات ٧٨ و ٧٩ و ١٦٣.
وقال عليهالسلام : من لم يأكل اللحم أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه.
من كتاب الاداب لمولاي أبي طاب ثراه ، عن الباقر عليهالسلام قال : إذا ولد لاحدكم ولد فكان يوم السابع فليعق عنه كبشا وليطعم القابلة من العقيقة الرجل بالورك ، وليحنكه بماء الفرات ، وليؤذن في أذنه اليمنى وليقم في اليسرى ، ويسميه يوم السابع ، ويحلق رأسه ويوزن شعره فيتصدق بوزنه فضة أو ذهبا ، فإن الله ينزل اسمه من السماء ، فإذا ذبحت فقل : بسم الله وبالله والحمد لله والله أكبر إيمانا بالله وثناء على رسول الله صلىاللهعليهوآله وشكرا لرزق الله وعصمة بأمر الله ومعرفة بفضله علينا أهل البيت ، فإن كان ذكرا فقل : اللهم أنت وهبت لنا ذكرا وأنت أعلم بما وهبت ، ومنك ما أعطيت ولك ما صنعنا فتقبله منا على سنتك وسنة رسولك صلىاللهعليهوآله ، وأخسئ عنا الشيطان الرجيم ، لك سفكت الدماء لا شريك لك ، الحمد لله رب العالمين.
عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : عق رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الحسن والحسين عليهماالسلام كبشا يوم سابعهما وقطعه أعضاء ولم يكسر منه عظما وأمر فطبخ بماء وملح وأكلوا عنه بغير خبز وأطعموا الجيران.
وقال عليهالسلام : سبع خصال في الصبي إذا ولد من السنة : أولاهن يسمى ، والثانية يحلق رأسه ، والثالثة يتصدق بوزن شعره ورقا (١) أو ذهبا إن قدر عليه ، والرابعة يعق عنه ، والخامسة يلطخ رأسه بالزعفران ، والسادسة يطهر بالختان ، والسابعة يطعم الجيران من عقيقته.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة اثقبي أذني الحسن والحسين عليهماالسلامخلافا لليهود.
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه أمر فاطمة عليهاالسلام أن تحلق رأس الحسن والحسين عليهماالسلام يوم سابعهما وأن تتصدق بوزن شعرهما ورقا.
وفي الحديث أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أذن في أذن الحسن بن علي عليهماالسلام حين ولدته فاطمة عليهاالسلام.
من كتاب المحاسن كان علي بن الحسين عليهماالسلام إذا بشر بولد لم يسأل أذكر
__________________
١ ـ الورق : الدراهم المضروبة.
هو أم أنثى ، بل يقول : أسوي؟ فإذا كان سويا قال : « الحمد لله الذي لم يخلقه مشوها ».
سئل عن أبي عبد الله عليهالسلام : ما الحكمة في حلق رأس المولود؟ قال : تطهيره من شعر الرحم.
وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليهماالسلام : عن مولود لم يحلق رأسه يوم السابع؟ فقال : إذا مضى سبعة أيام فليس عليه حلق.
من نوادر الحكمة ، عن الصادق عليهالسلام قال : حنكوا (١) أولادكم بماء الفرات وبتربة قبر الحسين عليهالسلام ، فإن لم يكن فبماء السماء.
عنه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام أنه قال : حنكوا أولادكم بالتمر ، هكذا فعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحسن والحسين عليهماالسلام.
الفصل الثامن
( في الختان وما يتعلق به )
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : الختان سنة للرجال ، مكرمة للنساء.
وكتب عبد الله بن جعفر الحميري إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام أنه روي عن الصالحين : أن اختنوا أولادكم يوم السابع يطهروا ، فإن الارض تضج إلى الله من بول الاغلف وليس ـ جعلني الله فداك ـ في حجامي بلدنا حذق بذلك ولا يختنونه يوم السابع وعندنا حجام من اليهود فهل يجوز لليهود أن يختنوا أولاد المسلمين أم لا؟ قال : فوقع عليهالسلام يوم السابع. فلا تخالفوا السنن إن شاء الله.
عن الصادق عليهالسلام في الصبي إذا ختن قال : يقول : اللهم هذه سنتك وسنة نبيك صلواتك عليه وآله واتباع لمثالك وكتبك ولنبيك بمشيتك وإرادتك وقضائك ، لامر أردته وقضاء حتمته وأمر أنفذته ، فأذقته حر الحديد في ختانه وحجامته لامر أنت أعرف به منا ، اللهم فطهره من الذنوب وزد في عمره وادفع الافات عن بدنه والاوجاع عن جسمه وزده من الغنى وادفع عنه الفقر فإنك تعلم ولا نعلم.
وعنه عليهالسلام قال : أي رجل لم يقلها على ختان ولده فليقلها عليه من قبل أن يحتلم ، فإن قالها كفى حر الحديد من قتل أو غيره.
__________________
١ ـ حنكت الصبي : مضغته فدلكت بحنكه.
عن موسى بن جعفر عليهماالسلام قال لما ولد ابنه الرضا عليهالسلام : إن ابني هذا ولد مختونا طاهرا مطهرا ولكنا سنمر الموسى عليه لاصابة السنة وابتاع الحنيفية.
من طب الائمة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : اختنوا أولادكم في السابع ، فإنه أطهر وأسرع لنبات اللحم ، فقال : إن الارض تنجس ببول الاغلف أربعين يوما.
عن الصادق عليهالسلام قال : ثقب أذن الغلام من السنة ، وختانه لسبعة أيام من السنة ، وخفض النساء مكرمة وليست من السنة ، وأي شيء أكرم من المكرمة.
ومن تهذيب الاحكام ، عن الصادق عليهالسلام قال : لما هاجرت النساء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هاجرت فيهن امرأة يقال لها : أم حبيبة ، وكانت خافضة تخفض الجواري ، فلما رآها رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لها : يا أم حبيبة العمل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم؟ قالت : نعم يا رسول الله إلا أن يكون حراما فتنهاني عنه ، قال : لا ، بل هو حلال فادني مني حتى أعلمك ، فدنت منه فقال : يا أم حبيبة إذا أنت فعلت فلا تنهكي أي لا تستأصلي وأشمي (١) ، فإنه أشرق للوجه وأحظى عند الزوج. قال : فكانت لام حبيبة أخت يقال لها : ام عطية ، وكانت مقينة يعني ماشطة ، فلما انصرفت ام حبيبة إلى اختها أخبرتها بما قال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأقبلت أم عطية إلي النبي صلىاللهعليهوآله فأخبرته بما قالت لها اختها. فقال لها : ادني مني يا ام عطية إذا أنت قينت الجارية (٢) فلا تغسلي وجهها بالخرقة ، فإن الخرقة تذهب بماء الوجه.
الفصل التاسع
( في هنات (٣) تتعلق بالنساء )
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أراد الحرب دعا نساءه فاستشارهن ثم خالفهن.
وشكا رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام نساءه ، فقام عليهالسلام خطيبا ،
__________________
١ ـ النهك : المبالغة في كل شيء. وأشمت الخافضة البظر أي أخذت منها قليلا.
٢ ـ أي زينت الجارية ، يقال : قينه أي زينه.
٣ ـ الهن ـ بتخفيف النون وقد تشدد ـ : كناية عن كل اسم جنس ومعناه شيء ولامها محذوفة فتجري الاعراب على الحروف والانثى هنة وجمعها هنوات وربما جمعت هنات.
فقال : معاشر الناس لا تطيعوا النساء على حال ولا تأمنوهن على مال ولا تذروهن يدبرن أمر العيال (١) فإنهن إن تركن وما أردن أوردن المهالك وعدون أمر المالك ، فإنا وجدناهن لا ورع لهن عند حاجتهن ، ولا صبر لهن عند شهوتهن ، البذخ لهن لازم وإن كبرن ، والعجب بهن لاحق وإن عجزن ، لا يشكرن الكثير إذا منعن القليل ، ينسين الخير ويحفظن الشر ، يتهافتن بالبهتان ويتمادين في الطغيان ويتصدين للشيطان ، فبروهن على كل حال ، وأحسنوا لهن المقال لعلهن يحسن الفعال.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : طاعة المرأة ندامة. ونهى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أن تركب السرج الفرج : يعني المرأة تركب بسرج.
عن علي عليهالسلام قال : لا تحملوا الفروج على السروج فتهيجوهن.
من كتاب اللباس ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهماالسلام قال : ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم النساء ، فقال : عظوهن بالمعروف قبل أن يأمرنكم بالمنكر. وتعوذوا بالله من شرارهن وكونوا من خيارهن على حذر.
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لا تشاوروهن في النجوى ولا تطيعوهن في ذي قرابة ، إن المرأة إذا كبرت ذهب خير شطريها وبقي شرهما : ذهب جمالها وعقم رحمها واحتد لسانها. وإن الرجل إذا كبر ذهب شر شطريه وبقي خيرهما : ثبت عقله واستحكم رأيه وقل جهله.
وقال علي عليهالسلام : كل امرئ تدبره امرأته فهو ملعون. وقال عليهالسلام : في خلافهن البركة.
عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أطاع امرأته أكبه الله عليه وجهه في النار ، قيل : وما تلك الطاعة؟ قال : تطلب منه الذهاب إلى الحمامات والعرائس والاعياد والنائحات والثياب الرقاق فيجيبها.
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لا تخرج المرأة إلى الجنازة ولا تؤم الخروج إلى الخلية من النساء فأما الابكار فلا.
وعن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تسكنوا النساء الغرف.
__________________
١ ـ العيال ـ بالكسر ـ : جمع عيل ـ كسيد ـ : أهل البيت ، الذين تجب نفقتهم ذكرا كان أو انثى.
ولا تعلموهن الكتابة. ومروهن بالغزل. وعلموهن سورة النور.
وقال عليهالسلام : لا تجلس المرأة بين يدي الخصي مكشوفة الرأس.
وعنه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يباشر الرجل الرجل إلا وبينهما ثوب. ولا تباشر المرأة المرأة إلا وبينهما ثوب. ولعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المخنثين قال : أخرجوهم من بيوتكم.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لا تبيت المرأتان في ثوب واحد إلا أن تضطرا إليه.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : السحق في النساء بمنزلة اللواط في الرجال. فمن فعل من ذلك شيئا فاقتلوها ثم اقتلوها.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لا ينام الرجلان في لحاف واحد إلا أن يضطرا ، فينام كل واحد منهما في إزاره ويكون اللحاف بعد واحدا. والمرأتان جميعا كذلك. ولا تنام ابنه الرجل معه في لحاف ولا أمه.
من كتاب المحاسن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله جل ثناؤه ( إلا ما ظهر منها ) (١) قال : الوجه والذراعان. وعنه عليهالسلام أيضا في قوله عزوجل ( إلا ما ظهر منها ) قال : الزينة الظاهرة : الكحل والخاتم. وفي رواية أخرى قال : الخاتم والمسكة وهو الذي يظهر من الزينة. ولا يبدين زينتهن القلائد والقرطة والدماليج والخلاخيل (٢). قال : المسكة قي القلب (٣) ، المسك : السوار من الذبل (٤) [ والمسك : السوار ] ويقال : واحدته مسكة.
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عزوجل ( ولا يعصينك في معروف ) (٥) قال :
__________________
١ ـ سورة النور : آية ٣١.
٢ ـ القلادة ـ بالكسر ـ : ما جعل في العنق من الحلى ، والجمع قلائد. والقرطة ـ بالكسر فالفتح ـ : جمع قرط ، بالضم : ما يعلق في شحمة الاذن. والدماليج : جمع دملوج ، بالضم : ما يلبس في المعصم من الحلى.
٣ ـ المسك ـ بالتحريك ـ : الخلاخل وأسورة من ذبل أو عاج ، والقلب ـ بالضم ـ : سوار للمرأة.
٤ ـ الذبل ـ بالفتح ـ : جلد السلحفاة أو عظام ظهر دابة بحرية يتخذ منها الاسورة والامشاط.
٥ ـ سورة الممتحنة : آية ١٢.
المعروف أن لا يشققن جيبا ولا يلطمن وجها ولا يدعون ويلا ولا ينحن عند قبر ولا يسودن ثوبا ولا ينشرن شعرا.
وعنه عليهالسلام قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على النساء أن لا ينحن ولا يخمشن ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء.
وعنه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحديث الذي قالته فاطمة عليهاالسلام : خير النساء أن لايرين الرجال ولا يراهن الرجال ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنها مني.
عن ام سلمة قالت : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده ميمونة ، فأقبل ابن ام مكتوم وذلك بعد أن أمر بالحجاب ، فقال : احتجبا ، فقلنا : يا رسول الله ، أليس أعمى لا يبصرنا؟ فقال : أفعمياوان أنتما ، ألستما تبصرانه.
الفصل العاشر
( في نوادر النكاح )
عن الصادق عليهالسلام قال : انصرف رسول الله صلىاللهعليهوآله من سرية كان اصيب فيها كثير من المسلمين ، فاستقبلته النساء يسألن عن قتلاهن ، فدنت منهن امرأة فقالت : يا رسول الله ما فعل فلان؟ قال : وما هو منك؟ فقالت : أخي ، فقال : أحمدي الله واسترجعي فقد استشهد ، ففعلت ذلك ثم قالت : يا رسول الله ما فعل فلان؟ فقال : وما هو منك؟ قالت : زوجي ، قال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد ، فقالت : واذلاه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما كنت أظن أن المرأة تجد بزوجها [ هذا كله ] حتى رأيت هذه المرأة.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجامع خمسا وعشرين درجة.
وعنه عليهالسلام قال : إن الله تبارك وتعالى خص رسوله بمكارم الاخلاق ، فامتحنوا أنفسكم ، فإن كان فيكم منها شيء فاحمدوا الله عزوجل وارغبوا إليه في الزيادة منها ، وذكر منها عشرة : اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروة.
وعنه عليهالسلام فتذاكروا الشؤم عنده ، فقال عليهالسلام : الشؤم في الثلاثة : المرأة والدابة والدار ، فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها. وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها. وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها.
وعنه عليهالسلام قال : قيل لعيسى بن مريم عليهاالسلام: ما لك لا تتزوج؟ قال : وما أصنع بالتزوج؟ قالوا : يولد لك ، قال : وما أصنع بالاولاد ، إن عاشوا فتنوا وإن ماتوا أحزنوا.
عن زيد بن علي ، عن آبائه عليهمالسلام قال : ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الجهاد ، فقالت امرأة : يا رسول الله ما للنساء من هذا شيء؟ فقال : بلى ، للمرأة ما بين حملها إلى وضعها ثم إلى فطامها من الاجر كالمرابط في سبيل الله ، فإن هلكت فيما بين ذلك كان لها مثل منزلة الشهيد.
عن الباقر عليهالسلام قال : كان علي بن الحسين عليهماالسلام إذا حضرت ولادة المرأة قال : أخرجوا من في البيت من النساء ، لا تكون المرأة أول ناظر إلى عورته.
عن معاذ (١) ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الامة نيفا وعشرين خصلة ونهاكم عنها : كره لكم العبث في الصلاة. وكره المن في الصلات. وكره الضحك بين القبور. وكره التطلع في الدور. وكره النظر إلى فروج النساء وقال : يورث العمى. وكره الكلام عند الجماع وقال : يورث الخرس. وكره النوم قبل العشاء الاخرة. وكره الحديث بعد العشاء الاخرة. وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر. وكره المجامعة تحت السماء.
وكره دخول الانهار إلا بمئزر وقال : في الانهار عمار وسكان من الملائكة. وكره دخول الحمامات إلا بمئزر. وكره الكلام بين الاذان والاقامة في صلاة الغداة حتى تقضى الصلاة. وكره ركوب البحر في هيجانه. وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر وقال : من نام على سطح غير محجر برئت منه الذمة. وكره أن ينام الرجل وحده.
وكره أن يغشى امرأته وهي حائض ، فإن غشيها فخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه. وكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من إحتلامه
__________________
١ ـ ولعل هو معاذ بن كثير الكسائي الكوفي ، المعروف بمعاذ بياع الاكيسة أو بياع الكرابيس ، كان من شيوخ أصحاب الصادق عليهالسلام ومن خواصه وثقاته.
الذي رأى ، فإن فعل وخرج الولد مجذوما فلا يلومن إلا نفسه. وكره أن يتكلم الرجل مجذوما إلا وبينهما قدر ذراع وقال : فر من المجذوم كفرارك من الاسد. وكره البول على شاطئ نهر جار. وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت ـ يعني أثمرت ـ. وكره أن ينتعل الرجل وهو قائم. وكره أن يدخل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار. وكره النفخ في الصلاة.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أكثر أهل الجنة من المستضعفين النساء ، علم الله ضعفهن فرحمهن.
عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام : أينظر المملوك إلى شعر مولاته؟ قال : نعم ، وإلى ساقها.
من كتاب مجمع البيان ، عن الصادق عليهالسلام قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على فاطمة عليهاالسلام وعليها كساء من ثلة الابل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أبصرها ، فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة فقد أنزل الله علي ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) (١). الثلة : الصوف والوبر ، عن الزهري (٢).
من كتاب اللباس ، عن محمد بن إسحاق ، عن الرضا عليهالسلام قال : قلت له : أيجوز للرجل الخصي أن يدخل على نسائنا يناولهن الوضوء فيرى من شعورهن؟ قال : لا.
وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن وقال : أتخوف أن يعجبني صوتها فيدخل علي من الاثم أكثر مما أطلب من الاجر.
وسأل أبوبصير (٣) أبا عبد الله عليهالسلام : هل يصافح الرجل المرأة ليست بذي محرم؟ قال : لا ، إلا من وراء الثوب.
__________________
١ ـ سورة الضحى : آية ٥.
٢ ـ ولعله هو أبومنصور محمد بن أحمد الازهري الهروي اللغوي صاحب كتاب التهذيب في اللغة وغيره وكان رأسا في اللغة عارفا بالحديث ، ورد بغداد وأسرته القرامطة فسكن البادية وبقي فيهم دهرا طويلا فاستفاد من محاورتهم ألفاظا جمة ونوادر كثيرة ، توفي سنة ٣٧.
٣ ـ أبوبصير المشهور على ألسنة أصحاب الفن يطلق على جماعة أشهرها : ليث بن البختري ، وعبد الله ابن محمد الاسدي ، وأبومحمد يحيى بن القسم الاسدي ، وهم ثقاة.
وعنه عليهالسلام سأله الساباطي (١) عن النساء : كيف يسلمن إذا دخلن على القوم؟ قال : المرأة تقول : عليكم السلام. والرجل يقول : السلام عليكم.
وعنه ، عن علي عليهماالسلام قال : ما كثر شعر رجل قط إلا قلت شهوته.
عن محمد بن إسحاق قال : قال لي أبوجعفر عليهالسلام : أتدري من أين صار مهور النساء أربعة آلاف درهم؟ قلت : لا ، قال : إن ام حبيبة بنت أبي سفيان كانت في الحبشة فخطبها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فساق عنه النجاشي أربعة آلاف درهم ، فمن ثم هؤلاء يأخذون به ، فأما الاصل فاثنتا عشرة أوقية ونش (٢).
عن السكوني بإسناده : إن عليا عليهالسلام مر علي بهيمة وفحل يسفدها على ظهر الطريق (٣) فأعرض عليهالسلام بوجهه ، فقيل له : لم فعلت ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : إنه لا ينبغي أن يصنعوا ما يصنعون وهو من المنكر إلا أن يواروه حيث لا يراه رجل ولا امرأة.
عن الصادق عليهالسلام قال : من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمض بصره لم ترتد إليه بصره حتى يزوجه الله من الحور العين.
وقال عليهالسلام : أول النظرة لك ، والثانية عليك ، والثالثة فيها الهلاك.
عن الباقر عليهالسلام قال : لا بأس أن ينظر الرجل إلى شعر امه أو اخته او ابنته.
من صحيفة الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام قال : للمرأة عشر عورات إذا تزوجت سترت عورة [ واحدة ] وإذا ماتت سترت عوراتها كلها.
__________________
١ ـ هو إسحاق بن عمار ، له أصل وكان فطحي إلا أنه ثقة وأصله معتمد عليه ، روى عن الصادق والكاظم عليهماالسلام.
٢ ـ النش : النصف من كل شيء. والاوقية : جزء من أجزاء الرطل. وأم حبيبة هي رملة بنت أبي سفيان القرشية الاموية وإنما كنيت بابنتها حبيبة بنت عبيدالله بن جحمش ، إنها أسلمت بمكة قديما وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيدالله بن جحمش الاسدي وتنصر هو بالحبشة ومات بها ، وأبت ام حبيبة أن تتنصر وتثبت على إسلامها فزوجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هي بالحبشة في سنة ست وماتت سنة أربع وأربعين.
٣ ـ سفد الذكر أنثاه سفادا ـ بالكسر ـ : جامعها. والسكوني : لقب إسماعيل بن أبي زياد مسلم السكوني الكوفي ، قاضي الموصل من أصحاب الصادق عليهالسلام.
من كتاب المحاسن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال موسى عليهالسلام : يا رب أي الاعمال أفضل عندك؟ قال : حب الاطفال ، فإني فطرتهم على توحيدي فإن أمتهم أدخلتهم جنتي برحمتي.
من كتاب المحاسن ، عن الصادق عليهالسلام قال : أقذر الذنوب ثلاثة : قتل البهيمة وحبس مهر المرأة ومنع الاجير أجره.
من كتاب نوادر الحكمة ، عن علي عليهالسلام قال : لا تغالوا في مهور النساء فيكون عداوة.
عن ابن أبي يعفور (١) ، عن الصادق عليهالسلام قال : قلت إني أردت أن أتزوج امرأة وإن أبوي أراد غيرها ، قال : تزوج الذي هويت ودع التي هوى أبواك.
وعنه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من من امرأة تصدقت على زوجها بمهرها قبل أن يدخل بها إلا كتب الله لها بكل دينار عتق رقبة ، قيل : يا رسول الله فكيف الهمة بعد الدخول؟ فقال : إنما ذلك من المودة والالفة.
عن الحسين بن المختار يرفعه قال : إن سلمان رضي الله عنه تزوج امرأة غنية فدخل فإذا البيت فيه الفرش ، فقال رضي الله عنه : إن بيتكم لحرم أو قد تحولت فيه الكعبة ، قال : فإذا جارية مختمة ، فقال : لمن هذه؟ فقالوا لفلانة امرأتك ، قال : من اتخذ جارية لا يأتيها ثم أتت محرما كان وزر ذلك عليه.
عن الصادق عليهالسلام قال : من اتخذ جارية فليأتها في كل أربعين يوما مرة.
وعنه عليهالسلام قال : إذا أتى الرجل جارية ثم أراد أن يأتي الاخرى توضأ.
وعنه ، عن أبيه عليهماالسلام قال : إن عليا عليهالسلام كان يقول : لا تسترضعوا الحمقاء ، فإن اللبن يغلب الطباع وقال النبي صلىاللهعليهوآله : لا تسترضعوا الحمقاء ، فإن الولد يشب عليه.
من كتاب الفردوس ، عن عمرو بن أبي سلمة (٢) قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن الله
__________________
١ ـ هو أبومحمد عبد الله بن أبي يعفور واقد العبدي الكوفي من أصحاب الصادق عليهالسلام وكريم عليه ومات في أيامه ، ثقة جليل في أصحابنا وكان قارئا يقرأ في مسجد الكوفة وله كتاب. وكان من حواري الصادقين عليهماالسلام.
٢ ـ كان بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان من أصحابه وأصحاب علي عليهالسلام وولاه البحرين وقتل معه بصفين.
عزوجل قسم الحياة عشرة أقسام ، فجعل للنساء تسعة وللرجال واحدة ولولا ذلك لتساقطن تحت ذكوركم كما تتساقط البهائم ذكورها.
قال عليهالسلام : إن للمرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها من الاجر كالمرابط (١) في سبيل الله ، فإن هلكت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد.
وقال عليهالسلام : إن للمخنثين أرحاما كأرحام النساء إلا أنها منكوسة.
وقال عليهالسلام : إذا ولدت المرأة فليكن أول ما تأكل الرطب ، فإن لم يكن رطب فتمر فإنه لو كان شيء أفضل منه أطعمه الله مريم عليهاالسلام حين ولدت عيسى عليهالسلام.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تزنوا فيذهب الله لذة نسائكم من أجوافكم ، وعفوا تعف نساؤكم. إن بني فلان زنوا فزنت نساؤهم.
وقال صلىاللهعليهوآله : لا يحل لامرأة أن تنام حتى تعرض نفسها على زوجها ، تخلع ثيابها وتدخل معه في لحافه فتلزق جلدها بجلده ، فإذا فعلت ذلك فقد عرضت نفسها.
عن الصادق عليهالسلام قال : حرم الله على كل ذي دبر مستنكح الجلوس على استبرق الجنة.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : من قبل غلاما بشهوة ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار.
وعن علي عليهالسلام قال : من أمكن من نفسه طائعا يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء.
عن الصادق عليهالسلام قال : إن الله تعالى جعل شهوة المؤمن في صلبه وجعل شهوة الكافر في دبره.
وعنه عليهالسلام قال : من زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمه.
من الفردوس قال عليهالسلام : المغزل في يد المرأة الصالحة كالرمح في يد الغازي المريد وجه الله.
وقال عليهالسلام : مروا نساءكم بالغزل ، فإنه خير لهن وأزين.
عن أنس قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير ، فإن لم يجد من يستشير فليستشير امرأته ثم يخالفها ، فإن في خلافها بركة.
__________________
١ ـ المرابط : المجاهد ، وأصله المراقبة والملازمة على الامر.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : كان إبراهيم عليهالسلام أبي غيورا وأنا أغير منه. وأرغم الله أنف من لا يغار من المؤمنين.
عن الباقر عليهالسلام قال : غيرة النساء الحسد. والحسد هو أصل الكفر. إن النساء إذا غرن غضبن وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن.
روي جابر (١) ، عنه عليهالسلام قال : قال عليهالسلام لي : إن الله تبارك وتعالى لم يجعل الغيرة للنساء وإنما جعل الغيرة للرجال ، لان الله قد أحل للرجال أربع حرائر وما ملكت يمينه ولم يحل للمرأة إلا زوجها وحده ، فإن بغت مع زوجها غيره كانت عندالله زانية وإنما تغار من المنكرات. وأما المؤمنات فلا.
عن محمد بن إسماعيل بن بزيغ قال : سألت الرضا عليهالسلام عن قناع النساء من الخصبان؟ فقال : كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن عليهالسلام لا يتقنعن ، قلت : وكانوا أحرارا؟ قال : لا ، قلت : فالاحرار يتقنعن منهم؟ قال : لا.
__________________
١ ـ والظاهر هو جابر بن يزيد الجعفي من خواص أصحابهم عليهمالسلام.
الباب التاسع
( في آداب السفر وما يتعلق به ، ثمانية فصول )
هذا الباب مختار من كتاب من لا يحضره الفقيه ومن مجموعة في الآداب
لمولاي أبي طول الله عمره [ وغيرهما ]
الفصل الاول
( في السفر والاوقات المحمودة والمذمومة له )
روى عمر بن أبي المقدام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال في حكمة آل داود عليهالسلام : أن على العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا في ثلاث : تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سافروا تصحوا ، وجاهدوا تغنموا ، وحجوا تستغنوا.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : سافروا ، فإنكم إن لم تغنموا مالا أفدتم عقلا.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم السفر ميزان القوم.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا سبب الله للعبد الرزق في أرض جعل له فيها حاجة.
عنه عليهالسلام قال : من أراد السفر فليسافر في يوم السبت ، فلو أن حجرا زال عن جبل في يوم السبت لرده الله تعالى إلى مكانه. ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليهالسلام.
وروى إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، عنه عليهالسلام أنه قال : لا بأس للخروج للسفر ليلة الجمعة.
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يسافر يوم الخميس. وقال : عليهالسلام : يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله وملائكته.