شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٧٧
وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ.
١٠١ ـ أيّوب بن عافية بن أيّوب البصريّ.
يروي عن : ابن وهب ، ووالده عافية.
توفّي في شعبان سنة ستّ وأربعين. قاله ابن يونس.
١٠٢ ـ أيّوب بن عليّ بن الهيصم بن أيّوب بن مسلم (١).
الكنانيّ الفلسطينيّ.
سمع : زياد بن سيّار.
وعنه : سليمان بن محمد بن الفضل ، وأبو بكر بن أبي داود ، وأحمد بن جوصا ، وآخرون.
قال أبو حاتم : شيخ.
وجدّه الأعلى مسلم هو أخو أبي قرصافة من أبيه.
١٠٣ ـ أيّوب بن محمد بن زياد بن فرّوخ (٢) ـ د. ن. ـ
أبو سليمان الرّقّيّ الوزّان. مولى بني هاشم.
سمع : أبا إسحاق الفزاريّ ، ومعمّر بن سليمان ، ومروان بن معاوية ، وابن عليّة.
وعنه : د. ن. ، وأبو عروبة ، وأبو بكر بن أبي داود ، وأهل الجزيرة.
وكان يزن القطن (٣).
__________________
(١) انظر عن (أيوب بن علي) في :
الجرح والتعديل ٢ / ٢٥٢ رقم ٩٠٥.
(٢) انظر عن (أيوب بن محمد الرقّيّ) في :
المعرفة والتاريخ للفسوي ٢ / ٤٥٧ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٥٨ رقم ٩٢١ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٢٧ ، والأنساب لابن السمعاني ١٢ / ٢٥٥ ، ٢٥٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢١٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٨٤ رقم ١٨٩ ، ومروج الذهب ٣٠٦٧ ، واللباب لابن الأثير ٣ / ٣٦٣ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٣ / ٤٨٩ ـ ٤٩٢ رقم ٦٢٣ ، والكاشف ١ / ٩٤ رقم ٥٣٠ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤١١ رقم ٧٧٥٢ وتقريب التهذيب ١ / ٩١ رقم ٧٠٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٣.
(٣) الثقات ٨ / ١٢٧.
وثّقه النّسائيّ (١) ، وغيره.
ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين (٢).
__________________
(١) المعجم المشتمل ٨٤.
(٢) الثقات ، المعجم المشتمل.
ـ حرف الباء ـ
١٠٤ ـ بركة بن محمد الحلبيّ (١).
أبو سعيد الأنصاريّ.
عن : مروان بن معاوية ، ويوسف بن أسباط ، وعليّ بن بكّار ، ومبشّر بن إسماعيل.
وعنه : أبو نشيط محمد بن هارون ، وأبو الحسين عبد الله [بن محمد] (٢) بن يونس السّمنانيّ ، وموسى بن محمد الأنطاكيّ ، وأحمد بن زكريّا البصريّ شاذان ، [وعمر بن] (٣) محمد الهمدانيّ ، وآخرون.
قال الدّار الدّارقطنيّ : كذّاب يضع الحديث (٤).
وقال ابن [أبي حاتم] (٥) : سمعت أبا الحسين السّمنانيّ يقول : نظر صالح بن الأشرس في بعض حديثي ، عن بركة فقال : ليس هذا بركة ، هذا عقوبة (٦).
__________________
(١) انظر عن (بركة بن محمد) في :
الجرح والتعديل ٢ / ٤٣٣ رقم ١٧١٩ ، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان ١ / ٢٠٣ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ٢ / ٤٧٩ ، ٤٨٠ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ١٣٧ رقم ٤٩٨ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٠٢ رقم ٨٦٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٠٣ ، ٣٠٤ رقم ١١٤٩ ، والكشف الحثيث ١٠٩ رقم ١٦٣ ، ولسان الميزان ٢ / ٨ ، ٩ رقم ٢٦.
(٢) في الأصل بياض ، والمثبت استدركته من : الجرح والتعديل ٢ / ٤٣٣.
(٣) في الأصل بياض ، استدركته من : ميزان الاعتدال ١ / ٣٠٣.
(٤) قال هذا في سننه. (ميزان الاعتدال ١ / ٣٠٤).
(٥) في الأصل بياض ، استدركته من : الجرح والتعديل.
(٦) الجرح والتعديل ٢ / ٤٣٣ ، وانظر : الكامل لابن عدي ٢ / ٤٨٠.
وقال ابن حبّان : كان يسرق الحديث ، وربّما قلّبه ، وإذا أدخل عليه حديث حدّث به ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. (المجروحون ١ / ٢٠٣).
١٠٥ ـ بسطام بن جعفر الأزديّ الموصليّ (١).
عن : مالك ، وحمّاد بن زيد ، و [إبراهيم] (٢) بن أبي يحيى.
وعنه : أحمد بن حمدون ، وإبراهيم بن عليّ الموصليّان.
توفّي سنة اثنتين وأربعين.
١٠٦ ـ بشر بن بشّار البغداديّ (٣).
عن : يزيد بن هارون ، وداود بن المحبّر.
وعنه : ابن أبي الدّنيا ، والحسن بن الحباب ، وأبو العبّاس السّرّاج ، وغيرهم.
١٠٧ ـ بشر بن معاذ العقديّ (٤) ـ ت. ن. ق. ـ
أبو سهل البصريّ الضّرير.
عن : إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحيّ ، وأبي عوانة ، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار ، وعبد الواحد بن زياد ، وحمّاد بن
__________________
= وقال عبدان الأهوازي لابن عديّ : هات حديث المسلمين ، أنا قد رأيت بركة هذا بحلب وتركته على عمد ، ولم أكتب عنه لأنه كان يكذب.
وقال ابن عديّ : وسائر أحاديث بركة مناكير أيضا باطل كلها لا يرويها غيره ، وله من الأحاديث البواطيل عن الثقات غير ما ذكرته ، وهو ضعيف كما قال عبدان. (الكامل لابن عديّ ٢ / ٤٧٩ و ٤٨٠).
(١) انظر عن (بسطام بن جعفر) في :
الثقات لابن حبّان ٨ / ١٥٥ وفيه قال محقّقه بالحاشية (٢) : «لم نظفر به».
(٢) في الأصل بياض ، استدركته من ثقات ابن حيّان.
(٣) انظر عن (بشر بن بشار) في :
تاريخ بغداد ٧ / ٨٤ رقم ٣٥١٩.
(٤) انظر عن (بشر بن معاذ) في :
تاريخ الطبري ١ / ٢٦ ، ٧٧ ، ٨٣ ، ٩٨ ، ١٠٠ ، ١٠٥ ، ١٣٢ ، ١٨١ ، ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩٢ ، ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، ٢٩٥ ، ٢٩٨ ، ٣٠٢ ، ٣٠٥ ، ٣٣٣ ، ٣٤٥ ، ٣٤٩ ، ٣٥٤ ، ٣٦٠ ، ٣٧٥ ، ٤٠٥ ، ٤٣٦ ، ٤٤٤ ، ٤٧٩ ، ٤٨٢ و ٢ / ٥ ، ١٩ ، ٢٠ ، ٤٣٣ ، ٦٣٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٦٨ رقم ١٤١٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٤٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٨٧ رقم ٢٠٠ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٤ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ٧٠٦ ، والكاشف ١ / ١٠٣ رقم ٦٠٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٤ رقم ٩٠٦ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٥٤ رقم ٤٦١٨ ، ونكت الهميان ١٣٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٥٨ رقم ٧٨٤٣ وتقريب التهذيب ١ / ١٠١ رقم ٧٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٩.
زيد ، وهشيم ، ومعتمر ، وطائفة.
وعنه : ت. ن. ق. ، وأبو بكر البزّار ، وعمر بن محمد بن بجير ، والقاسم المطرّز ، وابن خزيمة ، وآخرون.
وثّقه ابن حبّان وقال (١) : مات سنة خمس وأربعين أو في حدودها.
قلت : وكان من أبناء التّسعين (٢).
١٠٨ ـ بشر بن هلال (٣) ـ م. ع. ـ
أبو محمد النّميريّ البصريّ الصّوّاف.
عن : جعفر بن سليمان الضّبعيّ ، وعبد الوارث ، ويزيد بن زريع ، وعليّ بن مسهر ، وداود بن الزّبرقان.
وعنه : ع. سوى البخاريّ ، وبقيّ بن مخلد ، وإسحاق المنجنيقيّ ، وعبدان الأهوازيّ ، ومحمد بن عليّ الحكيم ، وابن خزيمة ، وآخرون.
قال أبو حاتم (٤) : محلّه الصّدق. وكان أيقظ من بشر بن معاذ (٥).
وقال ابن أبي عاصم : مات سنة سبع وأربعين.
__________________
(١) في «الثقات» ٨ / ١٤٤.
(٢) كتب عنه أبو حاتم الرازيّ ، وسئل عنه فقال : صالح الحديث صدوق. (الجرح والتعديل ٢ / ٣٦٨).
(٣) انظر عن (بشر بن هلال) في :
تاريخ الطبري ١ / ٤٤٤ ، ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٦٩ ، ٣٧٠ رقم ١٤٢٦ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٤٤ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٨٧ رقم ١٣٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٥٤ رقم ٢٠٦ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٨٧ ، ٨٨ رقم ٢٠٢ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٤ / ١٥٩ ، ١٦٠ رقم ٧١١ ، والكاشف ١ / ١٠٤ رقم ٦٠٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٤ رقم ٩٠٧ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٥٧ رقم ٤٦٢٣ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٦٢ رقم ٨٤٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٠٢ رقم ٧٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٩.
(٤) في كتاب ابنه : الجرح والتعديل ٢ / ٣٧٠.
(٥) وذكره ابن حبّان في الثقات ، وقال : «يغرب».
وقال النسائي : ثقة. (المعجم المشتمل ٨٧).
١٠٩ ـ بغا الكبير (١).
أبو موسى التّركيّ ، أحد قوّاد المتوكّل وأكبرهم.
كان موصوفا بالشّجاعة والإقدام ، وله همّة عالية وهيبة ، ووقع في النّفوس.
وله فتوحات ووقعات.
وكان مملوكا للحسن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه ، وقد باشر عدّة حروب وما جرح قطّ. وكان فيه دين وإسلام.
طال عمره وعاش نحوا من ستّين سنة ، وتوفّي سنة ثمان وأربعين.
١١٠ ـ بكر بن محمد بن عديّ بن حبيب (٢).
__________________
(١) انظر عن (بغا الكبير) في :
تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٨ ، ٤٨٠ ، ٤٨٩ ، وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٦٧ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٠٩ و ٩ / ١٤ ، ١٧ ، ٢٣ ، ٢٧ ، ٧٤ ، ١٠٢ ، ١١٠ ، ١٢٩ ، ١٣٠ ، ١٣٢ ـ ١٣٥ ، ١٤٠ ، ١٤٦ ـ ١٥٠ ، ٢٢٦ ، ٢٤٦ ، ٢٥٦ ، ٢٥٨ ، ٤٥١ ، ٤٥٥ ، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار ٣٩١ ، ٦٢٣ ، والولاة والقضاة ٢١١ ، والبدء والتاريخ للمقدسي ٦ / ١٢١ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١٢١ ، ١٢٣ ـ ١٢٥ ، ١٣٧ ، وربيع الأبرار ٤ / ٤٥٥ ، والعيون والحدائق ١ / ٣٨٥ ، ٤٠٤ ، ٤٧٤ ، ٤٧٥ ، ٤٧٨ ، ٤٨٢ ، ٤٩٨ ، ٥١٨ ، ٥٢٣ ، ٥٣١ ، ٥٣٣ ، ٥٣٤ ، ٥٣٥ ، ٥٤٧ ، ٥٤٨ ، ٥٥٤ ، ٥٥٥ ، ٥٦٢ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ١١٣ ، ٢٥٠ ، ٢٥٢ ، ٢٥٤ ، ٢٥٨ ، ٢٥٩ ، ولطف التدبير للإسكافي ١٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٢٩٣ و ٢ / ١٢٠ ، ١٦٢ ، ١٦٣ ، ٢١٩ و ٣ / ٢٤ ، ١٠١ ، ونشوار المحاضرة ، له ٥ / ١٨٣ ، ١٨٤ ، و ٨ / ١٣ ، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون ١ / ٤٣٩ ، ٤٤٠ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ٣٨ ، وتاريخ مختصر الدول ١٤٦ ، والتنبيه والإشراف ٣١٤ ، ٣١٥ ، ومروج الذهب ٢٨١٧ ، ٢٩٤٤ ـ ٢٩٤٦ ، ٢٩٧٢ ، ٣٠٥٤ ، و ٣٠٥٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١١٨ ، وفتوح البلدان ٢٤٨ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٥٤ ، والروض المعطار للحميري ٣٠٠ ، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني ٥١٨ ، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ٢٢٩ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٩ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٨ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٧٢ ، ١٧٣ رقم ٤٦٥٦.
(٢) انظر عن (بكر بن محمد المازني) في :
المعارف ٥٣١ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ١٢٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٥٣ ، وتاريخ بغداد ٧ / ٩٣ ، ٩٤ رقم ٣٥٢٩ ، والأنساب لابن السمعاني ١١ / ٧٥ ، والأذكياء لابن الجوزي ٩٢ ، وأخبار الحمقى والمغفّلين ، له ١١٣ ، واللباب لابن الأثير ٣ / ١٤٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١١٠ ، والتذكرة السعدية للعبيدي ٢٢٣ ، ورجال العلّامة الحلّي ٢٦ رقم ٥ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٨٣ ـ ٢٨٦ و ٢ / ٣٧٩ ، ٤٣٢ و ٤ / ٣١٤ ـ ٣١٦ ، ٣٢١ و ٥ / ٩٤ ، ٢٣٦ ، ٢٤٨ و ٦ / ٣٩٧ ، ٣٩٨ و ٧ / ٥٤ ، والمحاسن والمساوي للبيهقي ٤٠٠ ، ٤٢٣ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ٢٣٤ ، =
أبو عثمان المازنيّ البصريّ النّحويّ ، وهو بكنيته أشهر.
أخذ عن : أبي عبيدة ، والأصمعيّ.
وصنّف التّصانيف المشهورة في العربيّة والتّصريف.
روى عنه : الحارث بن أبي أسامة ، وأبو عمران موسى بن سهل الجونيّ ، وأبو العبّاس محمد بن يزيد المبرّد.
ولزمه المبرّد وأكثر عنه.
وقد دخل على الواثق فوصله بجملة (١).
توفّي سنة سبع ، أو ثمان وأربعين (٢).
وكان المبرّد يقول : لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنّحو من أبي عثمان المازنيّ (٣).
قال المبرّد : قال أبو عثمان المازنيّ : قرأ عليّ رجل كتاب سيبويه في مدّة
__________________
= ونزهة الظرفاء للغساني ٧٠ ، ومعجم الأدباء ٢ / ٣٨٠ ، والعقد الفريد ١ / ١٠١ ، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري ١٤٢ ، ومحاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني ٢ / ٥٣٣ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٧٠ ـ ٢٧٢ رقم ١٠٣ ، والعبر ١ / ٤٤٨ ، وأخبار النحويين البصريين ٧٤ ـ ٨٥ ، وطبقات النحويين واللغويين ٨٧ ـ ٩٣ ، والفهرست لابن النديم ٦٢ ، ٦٣ ، ومراتب النحويين ٧٧ ـ ٨٠ ، وإنباه الرواة ١ / ٢٤٦ ـ ٢٥٦ ، ومسالك الأبصار ٤ / ٢٨٥ ـ ٢٨٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤١ ، وتلخيص ابن مكتوم ٤٥ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٠٠ ـ ١٠٥ رقم ٣٩ ، والمقتبس ٢٥ ـ ٣٧ ، والفهرست لابن النديم ٢٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٦٢ ، وفوات الوفيات ١ / ٣٣١ ، ٣٣٢ ، ومرآة الجنان ١ / ٣٢٥ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٠٢ ، والوفيات لابن قنفذ ١٣١ ، والبلغة في أئمّة اللغة ٨١ ، وغاية النهاية ١ / ٢٨٨ ـ ٢٩٢ ، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٤ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ١٧٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٤٥٤ ، ولسان الميزان ٢ / ٥٧ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٢ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٣١ ، والمزهر ٢ / ٣٩٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، وروضات الجنات ٣ / ٣٨٨ ـ ٣٩٠ ، وكشف الظنون ٤١٢ ، ١١٣٧ ، ١١٦٠ ، ومفتاح السعادة ١ / ١١٤ ، ١١٥ ، والذريعة ١ / ٣١٨ ، وإيضاح المكنون ١ / ٤٨٢ ، وأعيان الشيعة ١٤ / ١١٠ ـ ١٢٧ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٩ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٨ ، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي ٧٩ رقم ٢٣ ، ونور القبس ٢٢ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٢١١ ـ ٢١٦ رقم ٤٦٩٨.
(١) تاريخ بغداد ٧ / ٩٣.
(٢) رجال العلّامة الحلّي ٢٦ رقم ٥ ، وقيل : مات سنة ٢٤٩ ه. (تاريخ بغداد ٧ / ٩٤ ، والأنساب لابن السمعاني ١١ / ٧٥).
(٣) معجم الأدباء ٧ / ١٠٨.
طويلة ، فلمّا بلغ آخره قال : أما إنّي ما فهمت منه حرفا ، وأمّا أنت فجزاك الله خيرا (١).
وقال المازنيّ : قرأت القرآن على يعقوب ، فلمّا ختمت رمى إليّ بخاتمه وقال : خذه ، ليس لك مثل (٢).
وكان المازنيّ ذا دين وورع. قيل : إنّ يهوديّا أتاه ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار ، فامتنع وقال : هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيّف ، ولست أمكّن منه ذمّيّا (٣).
وقال بكّار بن قتيبة القاضي : ما رأيت ، نحويّا يشبه الفقهاء إلّا حبّان بن هلال ، والمازنيّ (٤).
وقال المبرّد : كان المازنيّ إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشيء من النّحو ، وإذا ناظره النّجاة لم يستعن بشيء من الكلام (٥).
وعن المازنيّ قال : حضرت مجلس المتوكّل ، وحضر يعقوب بن السّكّيت ، فقال : تكلّما في مسألة.
فقلت ليعقوب : ما وزن «نكتل»؟
فقال : «نفعل».
قلت : اتّئد.
ففكّر وقال : «نفتعل».
قلت : «نكتل» أربعة أحرف ، و «نفتعل» خمسة.
فسكت.
فقال المتوكّل : ما الجواب؟
__________________
(١) إنباه الرواة ١ / ٢٤٨ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٨٦.
(٢) إنباه الرواة ١ / ٢٤٨.
(٣) معجم الأدباء ٧ / ١١١ وفيه زيادة : «فلم يمض على ذلك مديدة حتى أرسل الواثق في طلبه ، وأخلف الله عليه أضعاف ما تركه كله». وانظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٨٤.
(٤) إنباه الرواة ١ / ٢٤٧ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٨٤.
(٥) إنباه الرواة ١ / ٢٤٨.
قلت : وزنها في الأصل «نفتعل» لأنّها «نكتيل» ، فلمّا تحرّك حرف العلّة ، وانفتح ما قبله ، وقلب ألفا ، فصارت «نكتال» ، ثم حذفت الألف للجزم ، فبقيت «نكتل».
فقال المتوكّل : هذا هو الحقّ.
فلمّا خرجنا قال يعقوب : بالغت اليوم في أذاي.
قلت : لم أقصدك بسوء (١).
وقيل : إنّ جارية غنّت الواثق :
أظلوم (٢) إنّ مصابكم رجلا |
|
أهدى السّلام تحيّة ظلم |
فقال بعض الحاضرين : «رجل» ، بالرفع.
فقالت : هكذا لقّنني المازنيّ.
فطلبه الواثق فقال : إنّ معناه «إنّ إصابتكم رجلا» كقوله «إنّ ضربك زيدا» فالرجل مفعول ، وظلم هو الخبر.
قال : فأعطاني الواثق ألف دينار (٣).
١١١ ـ بكر بن النّطّاح (٤).
من أعيان الشّعراء.
كان في هذا الزّمان.
__________________
(١) وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٧ ، ٣٩٨ (في ترجمة ابن السّكّيت).
(٢) في معجم الأدباء ٧ / ١١٢ : «أظليم».
(٣) انظر الخبر مطوّلا في : معجم الأدباء ٧ / ١١١ ـ ١١٣.
(٤) انظر عن (بكر بن النّطّاح) في :
مروج الذهب ٢٨٢٤ ، والفهرست لابن النديم ٢٣٢ ، والأغاني ١٩ / ٣٩ ـ ٥٢ ، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ ٩٩ ـ ١٠٣ ، والموشّح ٢٩٨ ، وحياة الحيوان ٣ / ١٩٦ ، و ٤ / ٣٣٢ ، وتاريخ بغداد ٧ / ٩٠ ، ٩١ رقم ٣٥٢٦ ، ومعجم الأدباء ٣ / ٩٢ ، وأمالي المرتضى ٢ / ٩٧ ، والتشبيهات لابن أبي عون ١٠٢ ، ٣٩٠ ، والمحاسن والمساوئ للبيهقي ٢٠٩ ، ولباب الآداب لابن منقذ ٢٠٩ ، والتذكرة السعدية للعبيدي ١٣٩ ، ٢٩٧ ، ٣٢٩ ، وفوات الوفيات ١ / ١٤٦ ـ ١٤٨ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٧٤ ـ ٧٦ و ٦ / ٣٢٧ ، وخلاصة الذهب المسبوك ١٦٤.
ـ حرف التاء ـ
١١٢ ـ تميم بن المنتصر بن تميم بن الصّلت (١) ـ د. ن. ق. ـ
أبو عبد الله الهاشميّ مولى ابن عبّاس ، أبو عبد الله الواسطيّ.
عن : سفيان بن عيينة ، وإسحاق الأزرق ، ومحمد بن يزيد الواسطيّ ، وأبي همّام بن الزّبرقان ، ويزيد بن هارون ، وطائفة.
وعنه : سبطاه : أسلم بن سهل الحافظ بحشل ، وخليل بن أبي دانة ، ود. ن. (٢) ق. ، وبقيّ بن مخلد ، وجعفر الفريابيّ ، ومحمد بن جرير الطّبريّ ، ومحمود بن محمد الواسطيّ ، وآخرون.
وكان محدّثا ثقة.
مات سنة أربع وأربعين (٣).
__________________
(١) انظر عن (تميم بن المنتصر) في :
أخبار القضاة لوكيع ١ / ١٤٤ ، وتاريخ الطبري ١ / ١٥ ، ١٦ ، ٣٣ ، ٤٢ ، ٤٧ ، ٥١ ، ٥٤ ، وتاريخ واسط لبحشل ٢٣٣ ، ٢٣٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٤٤ ، ٤٤٥ رقم ١٧٨٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٥٦ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٨٩ رقم ٢٠٧ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٤ / ٣٣٤ ـ ٣٣٦ رقم ٨٠٧ ، والكاشف ١ / ١١٤ رقم ٦٨٤ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٤٠٩ رقم ٤٩١٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٥١٤ ، ٥١٥ رقم ٥١٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ١١٣ رقم ١٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٥.
(٢) وقال : ثقة. (المعجم المشتمل ٨٩).
(٣) المعجم المشتمل ، وفيه : ولد سنة ست وسبعين ومائة.
وفي ثقات ابن حبّان : مات سنة خمس وأربعين ومائتين. (٨ / ١٥٦).
ـ حرف الجيم ـ
١١٣ ـ جابر بن كرديّ الواسطيّ (١).
عن : يزيد بن هارون ، [وسعيد (٢) بن] عامر الضّبعيّ.
وعنه : محمد بن جرير ، وابن صاعد.
قال النّسائيّ : لا بأس به (٣).
١١٤ ـ الجارود بن معاذ السّلميّ التّرمذيّ (٤) ـ ت. ن. ـ
أبو معاذ ، وأبو داود.
عن : جرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة ، وأبي خالد الأحمر ، والفضل بن موسى السّينانيّ ، والوليد بن مسلم ، ووكيع ، و (...) (٥) وطائفة.
وعنه : ت. ن. ، وابنه محمد بن الجارود ، ومحمد بن عليّ الحكيم التّرمذيّ ، وأحمد بن عليّ الأبّار ، ومحمود بن محمد المروزيّ ، وطائفة.
__________________
(١) انظر عن (جابر بن كردي) في :
تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ رقم ٣٧٣١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٨٩ رقم ٢٠٩ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٤ / ٤٥٩٧٤٥٨ رقم ٨٧٥ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٤ ، ٤٥ رقم ٧١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢٣ رقم ١٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٩.
(٢) في الأصل بياض ، والإستدراك من : تاريخ بغداد.
(٣) تاريخ بغداد ، المعجم المشتمل.
(٤) انظر عن (الجارود بن معاذ) في :
عمل اليوم والليلة للنسائي ٢٩٩ رقم ٣٧٠ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ١٢٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٦٦ وفيه قال محقّقه بالحاشية (٢) : «لم نظفر به» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٨٩ رقم ٢١٠ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٤ / ٤٧٦ ـ ٤٧٨ رقم ٨٨٣ ، والكاشف ١ / ١٢٣ رقم ٧٥١ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٥٣ رقم ٨٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢٤ رقم ٢١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦٠.
(٥) في الأصل بياض ، ولا يمكن الاستدراك على وجه الدّقّة لكثرة الشيوخ الذين سمعهم وروى عنهم.
قال النّسائيّ : ثقة (١).
قال ابن عساكر (٢) : مات سنة أربع وأربعين.
١١٥ ـ جبارة بن المغلّس (٣) ـ ق. ـ
أبو محمد الحمّانيّ الكوفيّ.
عن : شبيب بن شبّة ، وأبي بكر النّهشليّ ، وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسيّ ، وعبد الأعلى بن أبي المساور ، وعبيد بن وسيم الجمّال ، وقيس بن الربيع ، وأبي عوانة ، وطائفة.
وعنه : ق. ، وابن أخيه أحمد بن الصّلت الحمّانيّ ، وبقيّ بن مخلّد ، والحسين بن إدريس الهرويّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومطيّن ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، والحسن بن سفيان ، وأبو يعلى الموصليّ ، والحسين بن بحر البيروذيّ ، وعبدان ، وطائفة.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر بعضها وقال : هذه موضوعة (٤).
__________________
(١) المعجم المشتمل ٢١٠ ، وقال ابن حبّان في «الثقات» : «مستقيم الحديث».
(٢) المعجم المشتمل ٢١٠.
(٣) انظر عن (جبارة بن المغلّس) في :
الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٤١٥ ، والعلل لأحمد ١ / ١٥٩ ، ١٦٠ ، والعلل ومعرفة الرجال ، له برواية ابنه عبد الله ، رقم ١٠٩٠ والتاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٤ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ رقم ٢٥٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٥٠ رقم ٢٢٨٤ ، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان ١ / ٢٢١ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ٢ / ٦٠٢ ، ٦٠٣ ، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) ١٦٩ رقم ١١٦ ، والسابق واللاحق للخطيب ٢٩٧ رقم ١٥٥ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٤٠٨ ، والأنساب لابن السمعاني ٤ / ٢١١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٠ رقم ٢١١ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١٦٥ رقم ٦٣٥ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٤ / ٤٨٩ ـ ٤٩٣ رقم ٨٩١ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٢٧ رقم ١٠٨٧ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٨٧ رقم ١٤٣٣ ، والكاشف ١ / ١٢٣ رقم ٧٥٧ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٥٠ ، ١٥١ رقم ٥٧ ، والعبر ١ / ٤٣٥ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٤٣ رقم ٨١ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٥٧ ـ ٥٩ رقم ٨٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢٤ رقم ٢٩ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٠٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦٥ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩٨ ، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي ٥٦ وفيه «المفلس» ، بالفاء ، وهو تحريف.
(٤) العلل لأحمد ١ / ١٥٩ ، والعلل ومعرفة الرجال ، له ، رقم ١٠٩٠ والضعفاء الكبير للعقيليّ
وقال البخاريّ (١) : مضطرب الحديث.
وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرّازيّ عن ابن معين : كذّاب (٢).
وقال محمد بن عبد الله بن نمير : ما هو ممّن يكذب. كان يوضع له الحديث فيحدّث به (٣).
قال البخاريّ : مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين (٤).
وقال موسى بن هارون : وقد قارب الأربعين (٥).
١١٦ ـ الجرّاح بن عبد الله بن الفرج التّجيبيّ (٦).
مولاهم المصريّ.
سمع من : ابن وهب مع يونس بن عبد الأعلى.
قال ابن يونس : توفّي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين.
__________________
= ١ / ٢٠٦ ، ٢٠٧.
(١) في تاريخه الصغير ٢٣٤ ، والكامل لابن عديّ ٢ / ٦٠٢.
(٢) الجرح والتعديل ٢ / ٥٥٠.
(٣) الجرح والتعديل ٢ / ٥٥٠ وزاد : «وما كان عندي ممّن يتعمّد الكذب».
(٤) وقع في التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٤ : «توفي جبارة بن مغلّس بالكوفة في سنة إحدى ومائتين.! وهذا وهم.
(٥) وقال ابن سعد في «الطبقات» : وهو يضعّف.
وقال ابن أبي حاتم الرازيّ : كان أبو زرعة حدّث عنه في أول أمره وكناه ، قال : حدّثنا أبو محمد الحمّاني. ثم ترك حديثه بعد ذلك فلم يقرأ علينا حديثه.
وقال ابن أبي حاتم أيضا : سألت أبي عن جبارة فقال : هو على يدي عدل مثل القاسم بن أبي شيبة. (الجرح والتعديل ٢ / ٥٥٠).
وقال ابن حبّان : كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ، أفسده يحيى الحمّاني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه المستقيمة لما شابها من الأشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها ، فخرج بها عن حدّ التعديل إلى الجرح. (المجروحون ١ / ٢٢١).
وقال الحضرميّ : سألت ابن نمير عن جبارة فقال : هو صدوق.
وقال ابن عديّ : ولجبارة أحاديث يرويها عن قوم ثقات ، وفي بعض حديثه ما لا يتابعه أحد عليه غير أنه كان لا يتعمّد الكذب إنما كانت غفلة فيه ، وحديثه مضطرب كما ذكره البخاري. (الكامل ٢ / ٦٠٢ و ٦٠٣).
(٦) انظر عن (الجرّاح بن عبد الله) في :
المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٥٩٣.
١١٧ ـ الجرّاح بن مخلد العجليّ البصريّ القزّاز (١) ـ ت. ـ
عن : معاذ بن هشام ، وروح بن عبادة ، وأبي داود الطّيالسيّ ، ووهب بن جرير ، وسلم بن قتيبة ، وجماعة.
وعنه : ت. ، وأبو داود في كتاب القدر ، والبخاريّ في «التّاريخ» ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، وأبو بكر بن أبي داود ، وابن صاعد ، ومحمد بن الحسين بن مكرم ، وأبو عروبة ، وعبدان ، وآخرون.
وكان ثقة (٢).
١١٨ ـ جعفر المتوكّل على الله (٣).
__________________
(١) انظر عن (الجراح بن مخلد) في :
الجرح والتعديل ٢ / ٥١٤ رقم ٢١٨٠ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٦٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٠ رقم ٢١٢ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٤ / ٥١٥ ـ ٥١٧ رقم ٩٠٩ ، والكاشف ١ / ١٢٥ رقم ٧٧٣ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٦٦ رقم ١٠٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢٦ رقم ٤٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦١.
(٢) ذكره ابن حبّان في الثقات. وقد مات قريبا من سنة خمسين ومائتين. (تهذيب الكمال ٤ / ٥١٧).
(٣) انظر عن (جعفر الخليفة المتوكل) في :
المعارف لابن قتيبة ٣٩٣ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٨ ، ٤٧٩ ، ٤٨٤ ـ ٤٩٢ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٢٠٩ ، والبرصان والعرجان للجاحظ ٤٨ ، ٢٠٨ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٢٠ ، ١٠٨ ، ١١٢ ، ١٢٣ ، ١٥٤ ـ ٢٣٥ ، ٢٣٧ ، ٢٤٥ ـ ٢٤٩ ، ٢٥٢ ، ٢٥٥ ، ٢٥٦ ، ٢٦٢ ، ٢٦٦ ، ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ٢٨٩ ، ٣٤٩ ، ٣٥٤ ، ٣٥٧ ، ٣٩١ ، ٣٩٤ ، ٣٩٥ ، ٤٠٧ ، ٤٣٩ ، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار ٣٩٠ ، وتاريخ بغداد ٧ / ١٦٥ ـ ١٧٢ رقم ٣٦١٢ ، ومقاتل الطالبين ٥٠٩ ، ٥١٠ ، ٥١٢ ، ٥١٥ ، ٥١٩ ، ٥٣٠ ، ٥٣٢ ، ٥٣٩ ، ٥٥٨ ، ٥٧٧ ، ٥٨٨ ، ٥٩٣ ، ٥٩٧ ، ٥٩٨ ، ٥٩٩ ، ٦٠٢ ، ٦٠٣ ، ٦٠٨ ، والبدء والتاريخ للمقدسي ٦ / ١٢٠ ـ ١٢٢ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١١٥ ـ ١٢٠ ، ١٢٣ ، ١٢٩ ، ١٦٠ ، والعقد الفريد ١ / ٢٦٩ ، ٣٢١ و ٢ / ١٣١ ، ١٦٤ ، ٤٥٢ و ٣ / ٢٨٨ ، ٣١٠ و ٤ / ١٦٥ و ٥ / ١٢٢ ، ٤٠٦ و ٦ / ٢٨٤ ، ٤٠٠ ، ٤٠٢ ، ٤٠٤ ، والهفوات النادرة للصابي (انظر فهرس الأعلام) ٤٢٤ ، ٤٢٥ ، وتحسين القبيح للثعالبي ١٠٩ ، وخاص الخاص ٥١ ، وثمار القلوب ٦٠ ، ٦٩ ، ٨٥ ، ٨٦ ، ١٦٦ ، ١٦٧ ، ١٧٨ ، ١٩٠ ، ١٩١ ، ٥١٣ ، ٥٢١ ، وربيع الأبرار ٤ / ١٤ ، ١٨ ، ٣٣ ، ٧٠ ، ٩٩ ، ١٣٣ ، ١٥٢ ، ٢٢٠ ، ٢٣٩ ، ٢٤١ ، ٢٥٤ ، ٣٢٢ ، ٣٥٨ ، ٤٢٣ ، والبدور المسفرة في نعت الأديرة لابن محمود ٣٠ ، ٣٣ ، والعيون والحدائق ٣ / ٤٠٩ ، ٥٣٥ ـ ٥٥٧ ، ٥٦٢ ، ٥٦٥ ، ومعجم ما استعجم ٥٨١٧٥٨٠ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٤٧ ، ٨٩ ، ١١٢ ، ١١٥ ، ١٣٧ ، ولطف التدبير للإسكافي ٦٢ ، ٨٤ ـ ٨٦ ، والجليس الصالح للجريري ٢ / ٢١٧ ، ٢١٨ و ٣ / ١٧٧ ، وبدائع البدائه لابن ظافر ٧٩ ، ٩٦ ، =
أمير المؤمنين أبو الفضل بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد القرشيّ العبّاسيّ البغداديّ.
__________________
= ١١١ ، ١١٢ ، ١٥٠ ، ٢٩١ ، ٢٩٣ ، ٣٣٦ ، ٣٤٠ ، ٣٤١ ، ٣٤٣ ، ٣٤٤ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) ٥ / ٢١٤ ، ونشوار المحاضرة ، له ١ / ١٧ ، ١٨ ، ٧٨ ، ٨٢ ، ١٤٤ ، ٢٥٥ ، ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، ٣٠١ و ٢ / ٩ ، ١٥ ، ١٩ ، ١٢٠ ، ٢٣٤ ، ٢٤١ و ٤ / ٥٥ ، ٨٣ ، ١٣٤ ، ٢٧٧ و ٥ / ١٨٤ ، ٢٠٥ ، ٢١٤ ، ٢٢٧ ، ٢٣٠ ، ٢٣٧ ، و ٦ / ١٠ ، ١٤ ، ١٦ ، ٣٤ ، ٥٢ ، ٦٤ ، ٦٦ ، ١٠١ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٣٢ ، ١٤٦ ، ١٦٩ ، ١٩٣ ، ١٩٤ ، ٢٠٠ ، ٢٣٤ ، ٢٥٦ و ٧ / ١٤٦ ، ٢٤٥ و ٨ / ١٢ ـ ١٦ ، ٤٣ ، ٥١ ، ٥٢ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٨٠ ، ١٣٦ ، ١٩٧ ، ٢٤٦ ، ٢٤٧ ، ٢٤٩ ، والتنبيه والإشراف ٣١٣ ، ٣١٤ ، ومروج الذهب ٣٢ ، ٤٩١ ، ٤٩٨ ، ٧٧٠ ، ١٣٤٥ ، ٢٧٨٧ ، ٢٨٧٢ ـ ٢٩٧٨ ، ٢٩٧٩ ، ٢٩٨١ ، ٢٩٩٠ ـ ٢٩٩٢ ، ٢٩٩٥ ـ ٢٩٩٧ ، ٣٠٢٣ ، ٣٠٧٦ ـ ٣٠٧٨ ، ٣٠٨٠ ، ٣٠٩١ ، ٣٠٩٢ ، ٣١٢٩ ، ٣١٥٤ ، ٣٢٥٧ ـ ٣٢٥٩ ، ٣٣١٠ ، ٣٣٦٣ ، ٣٤٥٦ ، ٣٦١٨ ، ٣٦٢٦ ، ٣٦٥١ ، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون ٢ / ٤٦٨ ، والجامع الكبير لابن الأثير ٢١٣ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ٣٧ ـ ٤٠ ، ٤٢ ، وتاريخ مختصر الدول ، له ١٤٢ ـ ١٤٦ ، وأمالي المرتضى ١ / ١٤٦ ، ١٧٨ ، ١٩٤ ، ١٩٧ ، ١٩٩ ، ٢٩٩ ـ ٣٠١ ، والأذكياء لابن الجوزي ٨٢ ، ١٣٤ ، ١٣٩ ، وأخبار الحمقى والمغفّلين ، له ١٠٨ ، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة ١٨٣ ، ١٨٤ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٣٣ ـ ٤٢ و ٤٧ ـ ٥٢ و ٧٠ ـ ٨٨ و ٩١ ـ ١٠٥ وانظر فهرس الأعلام ١٣ / ٣٠٨ ، وفتوح البلدان ٦ ، ٣٨ ، ٥٥ ، ١٤٠ ، ١٧٣ ، ١٧٦ ، ١٨٧ ، ٢٠١ ، ٢٠٣ ، ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، ٣٩٦ ، ٤٠٥ ، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة ٢٦٠ ، ٣١١ ، ٣١٦ ، ٣٢٨ ، ٣٣٥ ، ٣٥٠ ، ٣٥١ ، ٣٥٣ ، ٣٦٩ ، ٣٨١ ، والمنازل والديار لابن منقذ ١ / ٢٣ و ٢ / ٣١٠ ، وتحفة الوزراء ٤٣ ، ٧٢ ، ١١٦ ، ١٢١ ، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري ١٢٦ ، ١٢٨ ، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٣٨ ـ ١٤٠ ، ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٥٨ ، والفخري في الآداب السلطانية ٦ ، ٢٢ ، ٣٠ ، ١٤٩ ، ٢٣٤ ، ٢٣٨ ، ٢٤٠ ، ٢٤٣ ، ٢٥١ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) ٣٣٤ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٥٠ ـ ٣٥٦ وانظر فهرس الأعلام ٨ / ١٩٤ ، والروض المعطار للحميري ١٧ ، ١١٢ ، ١٧٧ ، ٢٥٣ ، ٣٠٠ ، ٣٠١ ، ٣٤٥ ، ٤٥٠ ، ٤٧٦ ، ٥٩١ ، ٥٩٩ ، ٦٣٠ ، والمحاسن والمساوئ للبيهقي ٢٠٩٧٩٩ ، ٢٣٩ ـ ٢٤١ ، ٣٨٠ ، ٥٣٢ ، ٥٣٣ ، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني ٣١٤ ، ٣٦٨ ، ٣٧٣ ، ٣٨٦ ، ٤٠٠ ، ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، ٥١٨ ، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ٢٢٣ ، ٥٢ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠ ـ ٤١ رقم ٧ ، والعبر ١ / ٤٤٩ ، وفوات الوفيات ١ / ٢٠٩ ـ ٢٩٢ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٠ و ٣٤٩ ـ ٣٥٢ ، والعقد الثمين ٣ / ٤٣١ ، ٤٣٢ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥ وما بعدها ، و ٣٢٤ ، وتاريخ الخلفاء ٣٤٦ ـ ٣٥٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ١١٤ ـ ١١٦ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٥٧ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٥٤ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٩ ـ ٣٥٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤١ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٨ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٨ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢٢٨ ـ ٢٣٦ ، والإشارات للهروي ٣٩ ، ٧٢ ، وذم الهوى لابن الجوزي ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، والكشكول للعاملي ٢١٩ ، وآثار الأول في ترتيب الدول للعباسي ١٨١ ، ١٩٩ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، وأخبار الدول وآثار الأول للقرماني ١٥٩ ـ ١٦١.
ولد سنة خمس ومائتين ، وبويع في ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل : بل ولد سنة سبع ومائتين.
حكى عن : أبيه ، ويحيى بن أكثم.
وعنه : عليّ بن الجهم الشّاعر ، وغيره.
وكان أسمر ، مليح العينين ، نحيف الجسم ، خفيف العارضين ، إلى القصر أقرب (١). وأمّه أمّ ولد اسمها : شجاع.
قال خليفة (٢) : استخلف المتوكّل ، فأظهر السّنّة ، وعمل بها في مجلسه ، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السّنّة وبسطها ونصر أهلها ، يعني محنة خلق القرآن. وقد قدم دمشق في صفر سنة أربع وأربعين وعزم على المقام بها وأعجبته ، ونقل دواوين الملك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال ، وبنى قصرا كبيرا بداريّا من جهة المزّة.
قال عليّ بن الجهم : كانت للمتوكّل جمّة إلى شحمة أذنيه كأبيه وعمّه.
وقال ابن أبي الدّنيا : أمّ المتوكّل أمّ ولد اسمها شجاع (٣).
وقال الفسويّ : بويع له لستّ بقين من ذي الحجّة. خرج من دمشق المتوكّل بعد إقامة شهرين وأيّام ، ورجع إلى سامرّاء دار ملكه على طريق الفرات ، وعرّج من الأنبار.
وقيل : إنّ إسرائيل بن زكريّا الطّبيب نعت له دمشق ، وأنها توافق مزاجه وتذهب عنه العلل الّتي تعرض له في الصّيف بالعراق.
وقال خليفة : حجّ المتوكّل بالنّاس قبل الخلافة في سنة سبع وعشرين.
وكان إبراهيم بن محمد التّيميّ قاضي البصرة يقول : الخلفاء ثلاثة : أبو بكر الصّدّيق يوم الرّدّة ، وعمر بن عبد العزيز في ردّ مظالم بني أميّة ، والمتوكّل
__________________
(١) تاريخ بغداد ٧ / ١٧٢.
(٢) قول خليفة ليس في تاريخه المطبوع.
(٣) تاريخ بغداد ٧ / ١٦٦.
في محو البدع وإظهار السّنّة (١).
وقال يزيد بن محمد المهلّبيّ : قال لي المتوكّل : يا مهلّبيّ ، إنّ الخلفاء كانت تتصعّب على النّاس ليطيعوهم ، وأنا ألين لهم ليحبّوني ويطيعوني (٢).
وحكى الأعسم أنّ عليّ بن الجهم دخل على المتوكّل وبيده درّتان يقلّبهما ، فأنشده قصيدة له يقول فيها :
وإذا مررت ببئر عروة |
|
فاسقني من مائها |
قال : فدحا إليّ بالدّرّة ، فقلّبتها ، فقال : تستنقص بها! وهي والله خير من مائة ألف.
قلت : لا والله ، ولكنّي فكّرت في أبيات أعملها آخذ بها الأخرى.
فقال : قل.
فقلت :
بسرّ من رأى إمام (٣) عدل |
|
تغرف من بحرة البحار |
يرجى ويخشى لكلّ خطب |
|
كأنّه جنّة ونار |
الملك فيه وفي بنيه (٤) |
|
ما اختلف اللّيل والنّهار |
يداه في الجود صرّتان (٥) |
|
عليه كلتاهما تغار |
لم تأت منه اليمين شيئا |
|
إلّا أتت مثلها اليسار |
[قال : فدحا التي في يساره] (٦) وقال : خذها ، لا بارك الله لك فيها.
قال الخطيب أبو بكر (٧) : ورويت هذه [الأبيات] للبحتريّ في المتوكّل.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٧ / ١٧٠.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ١٦٦ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١١٧ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ٣٥٢.
(٣) في تاريخ بغداد ٧ / ١٦٧ : «أمير».
(٤) في تاريخ بغداد : «أبيه».
(٥) في تاريخ بغداد : «درّتان».
(٦) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : تاريخ بغداد ٧ / ١٦٧.
(٧) في تاريخه ٧ / ١٦٧ والإستدراك منه.
وعن مروان بن أبي الجنوب أنّه مدح المتوكّل ، فأمر له بمائة ألف وعشرين ألفا ، وبخمسين ثوبا (١).
وقال عليّ بن الجهم : كان المتوكّل مشغوفا بقبيحة لا يصبر عنها ، فوقفت له يوما وقد كتبت على خدّها بالغالية (٢) «جعفر». فتأمّلها ثم أنشأ يقول :
وكاتبة في الخدّ بالمسك جعفرا |
|
بنفسي محطّ المسك من حيث أثّرا |
لئن أودعت [سطرا من المسك خ] (٣) ـ دّها |
|
لقد أودعت قلبي من الحبّ [أسطرا] (٤) |
قد ورد عن المتوكّل شيء من [الحديث] (٥).
ويقال : إنّه سلّم عليه بالخلافة ثمانية كلّ واحد منهم أبوه خليفة :
منصور بن المهديّ ، والعبّاس بن الهادي ، وأبو أحمد بن الرشيد ، وعبد الله بن الأمين ، وموسى بن المأمون ، وأحمد بن المعتصم ، ومحمد بن الواثق ، وابنه المنتصر ابن المتوكّل (٦).
وكان جوادا ممدّحا ، ويقال : ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطى المتوكّل.
وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب :
فامسك ندي كفّيك عنّي ولا تزد |
|
فقد خفت أن أطغى وأن أتجبّرا |
فقال : لا أمسك حتّى يغرقك جودي (٧).
وقد بايع بولاية العهد ولده المنتصر ، ثم إنّه أراد أن يعزله ويولّي المعتزّ أخاه لمحبّته لأمّه قبيحة ، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد ، فأبى. وكان يحضره
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٣ / ١٥٤ في ترجمة «مروان بن أبي الجنوب» رقم ٧١٣٢.
(٢) الغالية : نوع من الطيّب ، مركّب من مسك وعنبر ودهن.
(٣) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : الأغاني.
(٤) البيتان في : الأغاني ١٩ / ٣١١ باختلاف بعض الألفاظ ، وهو ينسبهما إلى فضل الشاعرة ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٥١ ، وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٥ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ٣٥٠.
(٥) في الأصل بياض.
(٦) الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١١٥ ، ١١٦.
(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ١٥٤.
مجالس العامّة ، ويحطّ منزلته ويتهدّده ، ويشتمه ويتوعّده.
واتّفق أنّ التّرك انحرفوا عن المتوكّل لكونه صادر وصيفا وبغا ، وجرت أمور ، فاتّفق الأتراك مع المنتصر على قتل أبيه. فدخل عليه خمسة في جوف اللّيل وهو في مجلس لهوه في خامس شوّال ، فقتلوه سنة سبع وأربعين (١).
وورد أنّ بعضهم رآه في النّوم ، فقال له : ما فعل الله بك؟
قال : غفر لي بقليل من السّنّة أحييتها (٢).
وقد كان المتوكّل منهمكا في اللّذّات والشّرب ، فلعلّه رحم بالسّنّة ، ولم يصحّ عنه النّصب (٣).
قال المسعوديّ (٤) : ثنا ابن عرفة النّحويّ ، ثنا المبرّد قال : قال المتوكّل لأبي الحسن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر الصّادق : ما يقول ولد أبيك في العبّاس؟ قال : ما تقول يا أمير المؤمنين في رجل فرض الله طاعة نبيّه على خلقه ، وافترض طاعته على نبيّه.
وكان قد سعي بأبي الحسن إلى المتوكّل ، وإنّ في منزله سلاحا وكتبا من أهل قمّ ، ومن نيّته التّوثّب. فكبس بيته ليلا ، فوجد في بيت عليه مدرّعة صوف ، متوجّه إلى ربّه يقوم بآيات. فأخذ كهيئته إلى المتوكّل وهو يشرب ، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال : ما خامر لحمي ودمي قطّ ، فاعفني منه.
فأعفاه وقال : أنشدني شعرا. فأنشده.
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم |
|
غلب الرجال ولم تنفعهم القلل (٥) |
الأبيات (٦).
__________________
(١) انظر : سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٨.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ١٧٠.
(٣) النّصب : من النواصب ، وهو اصطلاح يطلق على المتعصّبين على الإمام عليّ ، ويقال للواحد :
ناصبيّ. أي من ينتصب لعداوة الإمام علي وشيعته.
(٤) في مروج الذهب ٤ / ٩٣.
(٥) البيت في مروج الذهب ٤ / ٩٤ وفيه : «فما أغنتهم القلل».
(٦) انظر الأبيات في : مروج الذهب.
فبكى لله المتوكّل طويلا ، وأمر برفع الشّراب ، وقال : يا أبا الحسن لقد ليّنت هنا قلوبا قاسية. أعليك دين؟
قال : نعم ، أربعة آلاف دينار.
فأمر له بها وردّه مكرّما (١).
وحكى المسعوديّ (٢) أنّ بغا الصّغير دعا بباغر التّركيّ ، وكان باغر أهوج مقداما ، فكلّمه واختبره في أشياء ، فوجده مسارعا إليها ، فقال : يا باغر هذا المنتصر قد صحّ عندي أنّه عامل على قتلي ، وأريد أن تقتله ، فكيف قلبك؟
ففكّر طويلا ثم قال : هذا لا شيء ، كيف نقتله وأبوه ، يعني المتوكّل ، باق ، إذا يقتلكم أبوه.
قال : فما الرأي عندك؟
قال : نبدأ بالأب.
قال : ويحك ، وتفعل؟
قال : نعم ، وهو الصّواب.
قال : انظر ما تقول.
وردّد عليه ، فوجده ثابتا ، ثم قال له : فادخل أنت على إثري فإن قتلته وإلّا فاقتلني وضع سيفك عليّ وقل : أراد أن يقتل مولاه.
فتمّ التّدبير لبغا في قتل المتوكّل.
حدّث البحتريّ قال : اجتمعنا في مجلس المتوكّل ، فذكر له سيف هنديّ ، فبعث إلى اليمن فاشتري له بعشرة آلاف وأتي به فأعجبه ، ثم قال للفتح : ابغني غلاما أدفع إليه هذا السّيف لا يفارقني به.
فأقبل باغر التّركيّ ، فقال الفتح بن خاقان : هذا موصوف بالشّجاعة والبسالة فدفع المتوكّل إليه السّيف وزاد في أرزاقه ، فو الله ما انتضى ذلك السّيف إلى ليلة ضربه بها باغر. فلقد رأيت من المتوكّل في اللّيلة الّتي قتل فيها عجبا.
__________________
(١) مروج الذهب ٤ / ٩٣ ، ٩٤.
(٢) في مروج الذهب ٤ / ١١٧.