المصباح المنير

أحمد بن محمد بن علي القيومي المقرى

المصباح المنير

المؤلف:

أحمد بن محمد بن علي القيومي المقرى


المحقق: يوسف الشيخ محمد
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
المطبعة: المطبعة العصريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٦

وتُجْمَعُ ( الأُولَى ) عَلَى ( الأُولَيَاتِ ) و ( الأُوَل ) والعشر ( الأُوَلُ ) و ( الْأَوائِلُ ) أيضاً لأَنَّه صفةُ اللَّيالِى وهى جَمْعُ مُؤَنَّثٍ ومنه قوله تعالى : ( وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ ) وقولُ العامَّةِ ( العَشْر الأَوَّلُ ) بفَتح الهمزَةِ وتشْدِيدِ الوَاوِ خَطَأٌ وأمَّا وَزْنُ أَوَّل فقِيلَ فَوْعَلٌ وأصْلُه وَوْوَلٌ فَقُلِبَتِ الواوُ الأولى هَمْزَةً ثم أُدْغِمَ ولهذا اجْتَرَأَ بَعْضُهم علَى تَأْنِيثِهِ بالهاءِ فَقَال ( أَوَّلَةً ) وليسَ التأنيثُ بالمَرْضِىِّ وقال المحقِّقُونَ وزْنُهُ أَفْعَلُ منْ آل يَئُولُ إذا سبَقَ وجَاءَ ولا يَلْزَمُ من السَّابِقِ أن يَلْحَقَهُ شيءٌ وهذا يُؤَيِّدُ ما سَبَقَ من قَوْلِهِم أَوّلُ وَلدٍ تَلِدهُ لِأَنَّه بمعْنَى ابْتِدَاءِ الشَّىءِ وَجَائِزٌ أن لَا يَكُونَ بَعْدَهُ شيءٌ آخَرُ وتَقُولُ هذا أوّلُ ما كَسَبْتُ وجَائِزٌ أَن لَا يَكُونَ بعْدَه كَسْبٌ آخَرُ والْمَعْنَى هذا ابْتِدَاءُ كَسْبِى والأَصْلُ أَأْوَلٌ بِهَمْزَتَيْنِ لكِنْ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الثانِيَةُ وَاواً وأُدْغِمتْ فِى الوَاوِ قال الجَوْهَرِىُّ أصْلُهُ أَوْأَلُ بهَمْزِ الوَسَطِ لكِنْ قُلِبَتِ الهمزةُ وَاواً لِلتَّخْفِيفِ وأُدْغِمَتْ فى الوَاوِ والْجَمْعُ ( الْأَوَائِلُ ) وجَاءَ فى ( أَوَائِلِ ) القَوْمِ جَمْعَ أَوَّلٍ أى جَاءَ فى الَّذِينَ جَاءُوا أوّلاً ويُجْمَعٌ بالواوِ والنونِ أيضاً وسُمِع ( أُوَلٌ ) بضمِّ الهَمْزَةِ وَفَتْحِ الوَاوِ مُخَفَّفَةً مثلُ أكْبَرَ وكُبَرٍ وفى ( أَوَّلَ ) معنَى التَفْضِيلِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ له فِعْلٌ ويُسْتَعْمَلُ كَمَا يُسْتَعْمَلُ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ من كَوْنِهِ صِفَةً لِلْوَاحِدِ والمُثَنَّى والمجمُوعِ بلَفْظٍ وَاحِدٍ قال تعالى ( وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ ) وقال ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ ) ويقال ( الأَوَّلُ ) و ( أَوَّلُ ) القوم و ( أَوَّلُ ) مِنَ القَوْمِ ولَمَّا اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ أفْعَلِ التفْضِيل انْتَصَبَ عَنْه الحالُ والتمييزُ وقِيلَ أنْتَ ( أوّلُ ) دُخُولاً وأنتُمَا ( أَوَّلُ ) دُخُولاً وَأَنْتم ( أَوَّلُ ) دُخُولاً وكَذلِكَ فى الْمُؤَنَّثِ ( فأَوَّلُ ) لا يَنْصَرِفُ لأَنَّهُ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ أو عَلَى زِنَتِهِ قال ابنُ الحَاجِبِ ( أَوَّلُ ) أَفْعَلُ التفْضِيلِ ولا فِعْلَ له ومثلُه آبَلُ وهو صِفَةٌ لمن أحْسَنَ القِيَامَ على الإِبِلِ قال وهذا مَذْهَبُ البَصْرِيّيِنَ وهو الصَّحِيحُ إذ لوْ كَانَ على فَوْعَلٍ كما ذَهَبَ إليه الكُوفِيونَ لِقيلَ أَوَّلةٌ بالهاءِ وهذا كالتَّصْرِيحِ بامْتِنَاعِ الهاءِ وتقولُ عَامٌ أوّلُ إِنْ جَعَلْتَهُ صفةً لم تَصْرفْه لوَزْن الفِعْل والصِّفَةِ وإِن لم تَجْعَلْهُ صِفَةٌ صرَفْتَ وجازَ عامُ الأَوَّلِ بالتعريف والإِضَافةِ ونَقَلَ الجوهَرِىُّ عنِ ابْنِ السِّكِّيتِ مَنْعَها ولا يُقَالُ عامَ أَوَّلَ على التَّرْكِيبِ.

[أ و ن] الْأَوانُ : الحِينُ بِفَتْحِ الهَمْزَةِ وكَسْرُها لُغَةٌ والجْمُع ( أوِنَةٌ ) و ( آنَ ) فى الأمر ( يَئُونُ ) ( أَوْناً ) رفِقَ فيه و ( الإِوَانُ ) وِزَانُ كِتَابٍ بيتٌ مُؤَزَّجٌ غيرُ مَسْدُودِ الفُرْجَةِ وكُلُّ سِنَادٍ لشيءٍ فهو ( إِوَانٌ ) له و ( الإِيوانُ ) بِزِيادَةِ اليَاءِ مثلُه ومنه إِيوانُ كِسْرى ( والْآنَ ) ظَرْفٌ لِلْوقْتِ الحَاضِرِ الذى أنتَ فيه ولَزِمَ دُخُولُ الألفِ واللَّامِ وليس ذلك للتَّعْرِيفِ لِأَنَّ التَّعْرِيفَ تَمْيِيزُ المُشْتَرِكَاتِ وليسَ لِهَذَا مَا يَشْرَكُهُ فى مَعْنَاه قَالَ ابنُ السَّراجِ ليْسَ هو آنَ وآنَ حتى يَدْخُلَ عليه الأَلِفُ واللَّامُ للتَّعْرِيفِ بل وُضِعَ مَعَ الْأَلِفِ واللَّامِ لِلْوَقْتِ الحاضرِ مثلُ الثُّرَيَّا والذى ونَحْوِ ذلك.

[ا و ه] آهِ : مِنْ كذا بالمدِّ وكَسْرِ الهاءِ لالْتِقَاءِ الساكِنَيْنِ كَلِمَةٌ تُقَالُ عنْدَ التَّوَجُّعِ وقد تُقَالُ عِنْدَ الإِشْفَاقِ و ( أوْهِ ) بسكون الواو وبالكسر كذلِكَ وقَدْ تُشَدَّدُ الوَاوُ وتُفْتَحُ وَتُسَكَّنُ الهاءُ وقد تُحْذَفُ الهاءُ فَتُكْسَرُ الواوُ و ( تأَوَّه ) مثلُ تَوَجَّعَ وزناً ومَعْنًى.

[أ و] أوْ : لها مَعَانٍ ( الشكُّ ) و ( الإِبْهَامُ ) نحو رأيتُ زيداً أوْ عمراً والفَرْقُ أنَّ المُتَكَلِّمَ فى الشَّكِّ لا يَعْرِفُ التَّعْيِينَ وَفِى الإِبْهَام يَعْرِفُه لكِنَّهُ أَبْهَمَهُ على السَّامِعِ لِغَرَضِ الإِيجَازِ أو غَيْرِه وفى هذين القِسْمَين هو غَيْرُ مُعَيَّنٍ عنْد السَّامِعِ وإذا قِيلَ فى السُّؤَالِ أزيدٌ عندَك أوْ عمرٌو فالجوابُ نَعَمْ إِنْ كَانَ أَحَدُهما عِنْدَه لِأَنَّ ( أوْ ) سُؤَالٌ عَنِ الوُجُودِ و ( أَمْ ) سُؤَالٌ عَنِ التَّعْيِينِ فَمَرْتَبَتُهَا بَعْدَ ( أَوْ ) فَمَا جُهِلَ وُجُودُه فالسُّؤَالُ ( بِأَوْ ) والجَوَابُ نَعَمْ أوْلَا ولِلْمَسْئُولِ أَنْ يُجِيبَ بالتَّعْيِينِ ويَكُونُ زيادةً فى الإِيضَاحِ وإذا قيل أزيدٌ عِنْدَكَ أوْ عَمْرٌو وخَالِدٌ فالسؤالُ عن وُجُودِ زيدٍ وحدَه أوْ عَنْ عَمْرٍو وخَالِدٍ معاً وَمَا عُلِم وُجُودُه وجُهِلَ عَيْنُه فالسُّؤَالُ بأَمْ نحوُ أزيدٌ أفضلُ أم عَمْرٌو والجواب زيدٌ إن كان أفْضَلَ أو عَمْرٌو إن كان أَفْضَلَ لأن السَّائِلَ قَدْ عَرَفَ وُجُودَ أحَدِهِمَا مُبْهَماً وسَأَلَ عن تَعْيِينِهِ فَيجِبُ التعيينُ لأَنَّهُ الْمَسْئُولُ عنه وإِذَا قيل أَزَيدٌ أو عمرٌو أَفْضَلُ أم خَالِدٌ فالجوابُ خَالِدٌ إن كَانَ أفْضَلَ أو أحَدُهُما بهذا اللَّفْظِ لأَنهُ إِنَّمَا سأَلَ أَحَدُهُما أَفْضَلُ أم خَالِدٌ والقسْمُ الثَّالِثُ ( الإِباحَة ) نحُو قمْ أو اقعُدْ وَلَهُ أنْ يَجْمَع بَيْنَهُما والرّابعُ ( التَّخْييرُ ) نحُو خُذْ هذا أوْ هذا وليس لَهُ أن يَجْمَعَ بَيْنَهُما والخَامِسُ ( التَّفْصِيلُ ) يُقَالُ كُنتُ آكُلُ اللَّحْمَ أوِ الْعَسَلَ والْمَعْنَى كُنتُ آكُلُ هذا مرَّةً وهذا مرَّةً قال الشاعرُ :

كأن النُّجُومَ عُيُونُ الكِلَا

بِ تَنْهَضُ فى الْأُفْق أوْ تَنْحَدِر

أى بعضُها يَطْلُعُ وبعْضُها يَغِيبُ ومثلُه قولُه تعالى ( فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ ) أى جَاءَ بأْسُنَا بَعْضَها ليلاً وبعْضَهَا نَهَاراً وكذلكَ ( دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً ) والمعنى وقتاً كذا ووقتاً كذا ونَقَلَ الفقهاءُ عَن ابنِ جُرَيْجٍ قال رأيتُ قِلَالَ هَجَرَ تسعُ القُلَّةُ قِرْبَتَيْنِ أو قِرْبَتَيْنِ وشَيْئاً وسيأْتِى عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ لَمْ يَرَ قِلَالَ هَجَرَ ومُقْتَضَى هذا اللَّفْظِ عَلَى هذِه الطَّرِيقَةِ أَنَّ بَعْضَها يَسَعُ قِرْبَتَيْنِ وبَعْضَهَا يَسَعُ قِرْبَتَيْنِ وشيئاً وليسَ المرادُ الشَّكَّ كما ذَهَبَ إليه بَعْضُهُمْ لأنَّ الشَّكَّ لا يُعْلَمُ إلَّا مِنْ جِهَةِ قَائِلِه ولَمْ يُنْقَلْ وهذِه طَرِيقَةُ إِيجَازٍ مَشْهُورَةٌ فى كَلَامِهِم وأَمَّا الشَّىءُ فإنْ كَانَ نِصْفاً فَمَا دُونَه اسْتُعْمِلَ زائداً بالعطْفِ وقِيلَ خَمْسَةٌ وشَىءٌ

٢١

مَثَلاً وإِنْ كَانَ أَكْثَرَ من النِّصْفِ اسْتُعْمِلَ بالاسْتِثْنَاءِ وقِيلَ سِنَّةٌ إلا شيئاً فَجُعِلَ الشَّىءُ نِصْفاً لزِيَادَتِه ويَتَقَارَبُ معنَى قولِهِ قِرْبَتَينِ أَوْ قِرْبَتَيْنِ وَشَيئاً.

[أ و ي] أَوَى : إلى مَنْزِلِهِ يَأْوِي مِن بابِ ضَرَبَ ( أُويّا ) أَقَامَ وَرُبَّما عُدِّىَ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ أَوَى مَنْزِلَهُ و ( الْمَأْوَى ) بِفَتْحِ الواوِ لِكُلِّ حَيَوَانٍ سَكَنُهُ وسُمِعَ ( مَأْوِي ) الإِبِلِ بالكَسْرِ شاذًّا ولا نَظِيرَ لَهُ فِى الْمُعْتَلِّ وبِالْفَتْحِ عَلَى الْقِيَاسِ وَمأْوَى الغَنَمِ مُرَاحُهَا الّذى تَأْوِى إِلَيه لَيْلاً و ( آويْتُ ) زَيْداً بالمدّ فى التَّعدِّى ومِنْهُم مَنْ يَجْعَلُهُ مِمَّا يُسْتَعْمِلُ لَازِماً ومُتَعدِّياً فَيَقُولُ ( أَوَيْتُهُ ) وِزَانُ ضَرَبْتُهُ ومِنْهُمْ مَنْ يَسْتَعْمِلُ الرُّبَاعِىَّ لَازِماً أَيْضاً وَرَدَّهُ جَمَاعَةٌ و ( ابنُ آوَى ) قَالَ فِى الْمُجَرَّدِ هو وَلَدُ الذِّئْبِ ولا يُقَالُ لِلذِّئْبِ ( آوَى ) بَلْ هذا اسْمٌ وَقَعَ عَلَيْهِ كما قِيلَ لِلْأَسَدِ أَبُو الحرثِ ولِلضَّبعِ أُمُّ عَامِرٍ والمشهورُ أَنَّ ابْنَ آوَى لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الذِّئْبِ بَلْ صِنْفٌ مُتَمَيِّزٌ وفِى التَّثْنِية والْجَمْعِ ابنَا آوى وبناتُ آوى وهو غَيْرُ مُنْصَرِفٍ للعَلَمِيَّةِ ووَزْنِ الفِعْلِ و ( الآيةُ ) العَلَامَةُ والجمع ( آيٌ ) ( وآياتٌ ) و ( الآيةُ ) من القُرْآن ما يَحْسُنُ السُّكُوتُ عليهِ و ( الآيَةُ ) العِبْرَةُ قَالَ سيبويهِ العَيْنُ واوٌ واللَّامُ يَاءٌ من بَابِ شَوَى ولَوَى قَالَ لِأَنَّهُ أكْثَرُ مِمَّا عَيْنُه وَلَامُه يَا آنِ مثلُ حَيِيْتُ وقال الفرَّاءُ الأصلُ آييَةٌ على فَاعِلَةٍ فَحُذِفَتِ اللامُ تَخْفِيفاً.

[أ ي د] آدَ : ( يَئِيدُ ) ( أَيْداً ) و ( آداً ) قَوِيَ واشتدّ فهو ( أيِّد ) مثلُ سيِّدٍ وهَيِّنٍ ومنه قولُهُمْ ( أَيَّدك الله تَأْييداً ).

[أ ي س] أَيسَ : أَيَساً من بَابِ تَعِب وكسرُ المضارعِ لُغَةٌ واسمُ الفَاعِلِ أَيِسٌ على فَعِلٍ وفَاعِلٍ وبعضُهُم. يقولُ هو مَقْلُوبٌ من يَئِسَ.

[آ ض] آض : ( يَئِيضُ ) ( أيضاً ) مثلُ باعَ يَبِيعُ بَيْعاً إذا رَجَع فقَوْلُهُم افعل ذلك أيضاً مَعْنَاه افْعَلْه عَوْداً إلى ما تَقَدَّمَ.

[أ ي ك] الأَيْكُ : شجرٌ الواحدةُ ( أَيْكَةٌ ) مثلُ تَمْرٍ وتَمْرَةٍ ويُقَالُ من الأَرَاكِ.

[أ ي ل] الأُيَّل : بضم الهمزَةِ وكسرِها والياءُ فيهما مُشَدَّدَةٌ مَفْتُوحَةٌ ذَكَرُ الأَوْعَال وهو التَّيْسُ الْجَبَلِىُّ والجمعُ ( الأَيَاييلُ ) و ( إِيليَاءُ ) ممدوداً ورُبَّما قيل ( أَيْلَةُ ) بيْتُ المقْدِس مُعَرَّبٌ.

[ا ي لا ق] وإِيلاقُ : بكسْرِ الهمزَةِ كُورَةٌ مِنْ كُوَرِ مَا وَرَاء النَّهْرِ تُتَاخِمُ كُورةَ الشَّاشِ وقِيلَ تُطْلَقُ إِيلَاقُ على بِلَادِ الشَّاشِ والنِّسْبَةُ إليها ( إيلَاقيٌ ) على لَفْظِها وهى نِسْبَةٌ لِبعْضِ أَصْحَابِنا.

[أ ي م] الأَيِّمِ : العَزَبُ رجلاً كان أو امْرَأَةً قال الصَّغَانِىُّ وَسَوَاءٌ تزوَّجَ مِنْ قبلُ أوْ لَمْ يَتَزَوَّجْ فيقال رجُلٌ ( أَيِّمٌ ) وامْرَأَةٌ ( أَيِّمٌ ) قال الشاعرُ :

فأُبْنَا وقدْ آمَتْ نِساءٌ كَثِيرةٌ

ونِسْوَانُ سعدٍ ليسَ فيهنَّ أَيِّمُ

وقال ابنُ السِّكّيِتِ أَيضاً فلانةٌ ( أيّمٌ ) إذا لَمْ يَكُنْ لها زَوْجٌ بِكْراً كَانتْ أو ثَيباً ويُقَالُ أيضاً ( أيِمَّةٌ ) للأُنْثَى و ( آمَ ) ( يَئِيمُ ) مثلُ سارَ يَسِيرُ و ( الأَيْمَةُ ) اسمٌ منهُ و ( تَأَيَّمَ ) مَكَثَ زَمَاناً لا يَتَزَوَّجُ والحَرْبُ ( مَأْيَمَةٌ ) لأنَّ الرجالَ تُقْتَلُ فيها فتَبْقَى النِّسَاءُ بلا أزوَاجٍ ورَجُلٌ ( أيْمَانُ ) ماتَتِ امْرأتُهُ وامرأةٌ ( أَيْمَى ) ماتَ زوْجُها والجمْعُ فِيهمَا ( أيَامَى ) بالفتح مثلُ سَكْرانَ وسكْرَى وسَكَارَى قال ابنُ السِّكِّيتِ أَصلُ أَيَامَى أَيَائِمُ فنُقِلَتِ المِيمُ إِلى مَوْضِعِ الهمْزَةِ ثمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ ألِفاً وفُتِحَتِ الميمُ تَخْفِيفاً.

[أ ي ن] آن : ( يَئِينُ ) ( أيْناً ) مثلُ حَانَ يَحِينُ حيناً وزناً ومَعْنًى فهو ( آئِنٌ ) وقدْ يُسْتَعْمَلُ على القَلْبِ فيُقَالُ ( أَنَى ) ( يَأْنِي ) مثلُ سَرَى يَسْرِى وفى التنْزِيلِ ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) وقال الشاعر :

أَلمَّا يَئِنْ لى أن تُجَلَّى عَمَايَتِى

وأُقْصِرَ عَنْ لَيلَى بَلَى قَدْ أَنَى لِيَا

فجمَعَ بينَ اللُّغَتَينِ و ( آنَ ) ( يَئِينُ ) ( أَيْناً ) تَعِب فهو ( آئِنٌ ) على فَاعِلٍ و ( أينَ ) ظَرْفُ مَكَانٍ يكونُ استِفْهَاماً فإِذَا قيلَ أينَ زيدٌ لزِمَ الجوابُ بتَعْيِينِ مَكَانِه ويكونُ شَرْطاً أيْضاً ويُزَادُ مَا فَيُقَالُ أيْنَمَا تَقُمْ أَقُمْ و ( أيَّانَ ) فى تقْدِير ( فَعَّالَ ) وجَازَ أَنْ يكونَ فى تَقْدِيرِ فَعْلَانَ وهو سُؤَالٌ عن الزَّمَانِ وهو بمعْنَى مَتَى وأَىِّ حِينٍ وفى ( أَيْنَ ) و ( أيَّانَ ) عُمُومُ البَدَلِ وهو نِسْبَةٌ إلى جَمِيعِ مَدْلُولَاتِه لا عُمُومُ الْجَمْعِ إِلّا بِقَرِينَةٍ فَقَوْلُه أَيْنَ تَجْلِسْ أَجْلِسْ يُلْزِمُ الجُلُوسَ فى مَكانٍ واحِدٍ.

[ا ي هـ] إِيْه : اسمُ فِعْلِ فإِذَا قُلتَ لِغَيْرِك ( إيهِ ) بلا تَنْوِينٍ فَقَدْ أَمَرْتَه أَنْ يَزِيدَكَ مِنَ الحَدِيثِ الذى بَيْنَكُما المعْهُودِ وإنْ وَصَلْتَه بكَلَامٍ آخرَ نَوَّنْتَهُ وقَدْ أمَرْتَه أن يَزِيدَكَ حَدِيثاً مّا لأنَّ التنوينَ تَنْكِيرٌ.

[أ ي] أيُ : تَكُونُ شرْطاً واسْتِفْهَاماً وموْصُولَةً وهى بعْضُ ما تُضَافُ إِليْهِ وذلك البَعْضُ مِنْهُم مَجْهُولٌ فإِذا اسْتَفْهَمْتَ بِهَا وقُلْتَ أَىُّ رَجُلٍ جَاءَ وأَىُّ امْرَأَةٍ قَامَتْ فَقَدْ طَلَبْتَ تَعْيينَ ذلك البَعْضِ الْمَجْهُولِ وَلَا يَجُوزُ الجَوَابُ بِذلِكَ البعْضِ إلا مُعَيَّناً وإِذا قُلْتَ فى الشَّرْطِ أَيَّهُمْ تَضْرِبْ أَضْرِبْ فالْمَعْنَى إِنْ تَضْرِبْ رَجُلاً أضْرِبْه وَلَا يَقْتَضِى العُمُومَ فإِذَا قُلْتَ أىُّ رَجُلٍ جَاءَ فَأَكْرِمْه تَعَيَّنَ الأَوَّلُ دُون مَا عَدَاهُ وَقَدْ يَقْتَضِيهِ لِقَرِينَةٍ نحو ( أَىُّ صَلَاةٍ وَقَعَتْ بِغَيْرِ طَهَارَةٍ وَجَبَ قَضَاؤُها ) وأَىُّ امْرَأَةٍ خَرَجَتْ فَهِىَ طَالِقٌ وتُزَادُ ( مَا ) عَلَيْها نحُو ( أيُّما إِهَابٍ دُبغَ فَقَدْ طَهُرَ ) والإِضَافَةُ لَازِمَةٌ لَهَا لَفْظاً أَوْ مَعْنًى وهى مَفْعُولٌ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيْهِ وظَرْفُ زَمَانٍ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيه وظَرْفُ مَكَانٍ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيه وَالأفْصَحُ اسْتِعْمَالُها فِى الشَّرْطِ والاسْتِفْهَامِ بِلَفْظٍ وَاحَدٍ للمُذَكَّرِ والْمؤنَّثِ لأنَّها اسمٌ

٢٢

والإسْمُ لا تَلْحَقُهُ هَاءُ التَّأْنِيثِ الفَارِقَةُ بَيْنَ المُذَكَّر والْمُؤَنَّثِ نحُو ( أَى رَجُلٍ جَاءَ ) وأَىُّ امْرَأَةٍ قَامَتْ وعَلَيْه قولُهُ تَعَالَى ( فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ ) وقال تعالى ( بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ) وقال عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ :

بأىِّ مشيئَةٍ عَمْرُو بنَ هِنْدٍ

وقد تُطَابِقُ فى التَّذْكِيرِ والتَّأْنِيثِ نحوُ أىُّ رجلٍ وأيةُ امْرَأَةٍ وفى الشَّاذِّ « بأية أرضٍ تَمُوتُ » وقال الشاعِرُ :

أية جَارَاتِك تلكَ المُوصِيَة

وإِذا كانتْ موصولَةً فالأحسَنُ اسْتِعْمَالهُا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وبعضُهُمْ يَقُولُ هوَ الْأَفْصَحُ وتجوزُ المطَابَقَةُ نحو مررتُ بأَيِهمْ قام وبِأَيَّتِهِنَّ قامَتْ وتقعُ صفةً تابعةً لِموْصُوفٍ وتُطابِقُ فى التذْكِيرِ والتَّأْنِيثِ تَشْبِيهاً لها بالصِّفَاتِ المُشْتَقَّاتِ نحو برجُلٍ أىِّ رَجُلٍ وبامْرَأَةٍ أَيَّةِ امْرَأَةٍ وحَكَى الجَوْهَرِىُّ التذْكِيرَ فيها أيضاً فيُقالُ مررتُ بَجَارِيَةٍ أىّ جَارِيةٍ.

٢٣

كتاب الباء

[ب ب ن] بَبَّانٌ: يقال هم بَبَّانٌ واحدٌ مُثَقَّلُ الثَّانِى ونونُه زَائِدةٌ فى الأكْثَرِ فوَزْنُه فَعْلَانٌ وقيل أصْلِيَّةٌ فوزنه فَعَّالٌ والمعنَى هم طَريقَةٌ واحدةٌ وعن عُمَرَ رضى اللهُ عنهُ ( سَأَجْعَلُ النَّاسَ بَبَّاناً وَاحِداً ). أى مُتَسَاوِينَ فى القِسْمَة وقالَ بعضُهم لفظُ الحدِيثِ بِبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ أخيراً أَيْضاً وبتَخْفِيفِ الثَّانى فَيُقَالُ ( بَبَابٌ ) وِزَانُ سَلَامٍ ولم يُثْبِتُوا هذا القَوْلَ وقَالُوا هو تَصْحِيفٌ مِنَ الأوّلِ لِتَقَارُبِ الكِتَابةِ وعلى زِيَادَةِ النُّونِ قال ابنُ خَالَوَيْهِ فى كِتَابِه ليسَ فى كَلَام العَرَبِ كَلِمَةٌ ثُلَاثِيَّةٌ من جِنْسٍ وَاحدٍ سوى كَلِمَتَيْنِ بَبَّةٍ وَبَبَّانٍ وَاحِدٍ.

[ب ب ر] البَبْرُ : حَيَوانٌ يُعَادِى الأَسَدَ والجمعُ ( بُبُورٌ ) مثلُ فَلْسٍ وفُلُوسٍ قال الأزهرىُّ وأَحْسَبُهُ دخيلاً وليس من كَلَامِ العَرَبِ.

[ب ب غ ا ء] الْبَبْغَاءُ : طَائِر معروفٌ والتأنِيثُ لِلَّفْظِ لَا لِلْمُسَمَّى كالْهَاءِ فى حَمَامَةٍ ونَعَامةٍ ويَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنْثَى فيُقالُ ( بَبْغَاءُ ) ذَكَرٌ و ( ببغاءُ ) أُنْثَى والجمعُ ( بَبْغَاوَاتٌ ) مثلُ صحراءَ وصحْرَاوَاتٍ.

[ب ت ت] بتَّه : ( بَتّاً ) من بَابِ ضَرَبَ وقَتَل قَطَعَهُ وفى المُطَاوِع ( فانبَتَ ) كما يُقَالُ فانْقَطَع وانْكَسَرَ و ( بتَ ) الرجُلُ طَلَاقَ امرَأَتِهِ فهى ( مَبْتُوتَةٌ ) والأَصْلُ مبتُوتٌ طَلاقُها وطلَّقَها طلْقةً ( بَتَّةً ) و ( بتَّهَا ) ( بتَّةً ) إِذَا قَطَعَها عَنِ الرَّجْعَةِ و ( أَبَتَ ) طَلَاقَها بالألِفِ لُغَةٌ قَالَ الأزهَرىُّ ويُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِىُّ والرُّبَاعِىُّ لَازِمَين ومُتَعدِّيَيْنِ فَيُقَالُ ( بتَ ) طَلَاقَها و ( أَبَتَ ) وطَلَاقٌ ( بَاتٌ ) و ( مُبِتٌ ) قال ابنُ فارِسٍ ويُقَالُ لِمَا لَا رَجْعَةَ فِيهِ لا أفْعَلُهُ ( بَتَّةً ) و ( بَتَّتْ ) يَمِينُهُ فى الحَلِفِ ( تَبِتُ ) بالكسر لا غيرُ ( بُتُوتاً ) صَدَقَتْ وبَرَّتْ فَهِى ( بَتَّةٌ ) و ( بَاتَّةٌ ) وحَلَفَ يَمِيناً ( بَتَّةً ) و ( بَاتَّةً ) أى بَارَّةً و ( بَتَ ) شَهَادَتَه و ( أَبتَّها ) بالألِفِ جَزَمَ بِهَا.

[ب ت ر] بَتَرَهُ : بَتْراً من بَابِ قَتَلَ قَطَعَه على غَيْرِ تَمَامٍ ونُهِىَ عن ( الْمَبْتُورَةِ ) فى الضَّحَايَا وهى التى ( بُتِرَ ) ذَنَبُها أى قُطِعَ ويُقَالُ فى لَازِمِه ( بَتِرَ ) ( يَبْتَر ) من باب تَعِب فهو ( أَبْتَرُ ) والأنثى ( بَتْرَاءُ ) والجمع ( بُتْرٌ ) مثلُ أَحْمَرَ وحَمْرَاءَ وحُمْرٍ.

( بَتَلَه ) ( بَتْلاً ) من بَابِ قَتَلَ قَطَعَهُ وأَبَانَهُ وطَلَّقَها طَلْقَةً ( بَتَّةً بَتْلَةً ) و ( تَبَتَّلَ ) إلى العِبَادَةِ تَفَرَّغ لها وانْقَطَع.

[ب ث] بثَ : اللهُ تعالى الخَلْقَ ( بثّاً ) من بَابِ قَتَلَ خَلَقَهُم و ( بثَ ) الرجلُ الحدِيثَ أذاغه وَنَشَرَه و ( بَثَ ) السلطانُ الجُنْدَ فى البلادِ نَشَرَهُم وقال ابنُ فَارِسٍ ( بثَ ) السِّرَّ و ( أَبَثَّهُ ) بالألف مِثْلُه.

[ب ث ر] بَثَر : الجِلْدُ ( بَثْراً ) من بَابِ قَتَل خَرجَ بِهِ خُرَاجٌ صَغِيرٌ ثم اسْتُعْمِلَ المصْدَرُ اسماً وقِيلَ فى وَاحِدَتِه ( بَتْرةٌ ) وفى الجَمْعِ ( بُثُورٌ ) مثلُ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ وتُمُورٍ و ( بَثِر ) ( بثَراً ) من بابِ تَعِبَ أيضاً الواحدَةُ ( بَثَرَةٌ ) والجمعُ ( بَثَرَاتٌ ) مثلُ قَصَبِ وقَصَبَةٍ وقَصَبَاتٍ و ( بَثُرَ ) مثْلُ قَرُب لغةٌ ثَالِثَةٌ و ( تَبَثَّرَ ) الْجِلدُ تَنَفَّط.

[ب ث ق] بَثَقْتُ : الماءَ ( بَثْقاً ) من بَابَيْ ضربَ وقَتَل إذَا خَرَقْتُهُ وكذلك فى السِّكْرِ ( فانْبَثَقَ ) هو و ( البِثْقُ ) بالكسرِ اسمٌ للمصدَرِ.

[ب ج ح] بَجَحَ : بالشَّىءِ من بَابَىْ نَفَع وتَعِب إذا فَخَر به و ( تَبَجَّحَ ) به كذلك و ( بَجَحْتُ ) الشيءَ ( أَبْجَحُه ) بفَتْحِهِما إِذَا عظَّمْتُهُ.

[ب ج س] بَجَسْتُ : الماءَ ( بَجْساً ) من بابِ قَتَلَ ( فانْبَجَسَ ) بمعنى فَتَحْتُهُ فانْفَتَح.

[ب ج ل] بَجِيلةُ قَبِيلةٌ من اليَمَنِ والنِّسْبَةُ إليها ( بَجَليٌ ) بفتْحَتَينِ مثلُ حَنَفِىٍّ فى النِّسْبَةِ إلى بَنِى حَنِيفَةَ و ( بَجْلَةُ ) مِثالُ تَمْرَةٍ قبيلةٌ أيضاً والنِّسْبَةُ إِليها عَلَى لَفْظِهَا و ( بَجَّلْتُهُ ) ( تَبْجِيلاً ) عَظَّمُته ووقَّرْتُه.

[ب ح ت] بحْتٌ : عربىٌّ ( بَحْتٌ ) وِزَانُ فَلْسٍ أى خَالِصُ النَّسَبِ وهو مَصْدَرٌ فى الأصْلِ من ( بَحُتَ ) مثلُ قَرُبَ ومِسْكٌ ( بَحْتٌ ) خَالِصٌ من الاخْتِلاطِ بِغَيْرِه وظُلْمٌ ( بَحْتٌ ) أى صُراحٌ وطَعَامٌ ( بَحْتٌ ) لا إِدَامَ مَعَهُ وبرْدٌ ( بَحْتٌ ) قَوِىٌّ شدِيدٌ.

[ب ح ث] بحَثَ : عنِ الأَمْرِ ( بحْثاً ) من بابِ نَفَع اسْتَقْصَى

٢٤

و ( بَحَثَ ) فى الأرْضِ حَفَرَها وفى التَّنْزِيلِ ( فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ).

[ب ح ر] البَحْرُ : معروفٌ والجمعُ ( بُحُورٌ ) و ( أَبْحُرٌ ) و ( بِحَارٌ ) سُمِّىَ بذلك لاتِّسَاعِهِ ومنْهُ قيلَ فرسٌ ( بَحْرٌ ) إِذَا كَان واسعَ الجَرْىِ ويقال للدَّمِ الخَالِصِ الشَّدِيدِ الحُمْرَةِ ( بَاحِرٌ ) و ( بَحْرَانِيٌ ) وقِيلَ الدَّمُ ( البَحْرَانِيُ ) منسوبٌ إلى بَحْرِ الرَّحِم وهو عُمْقُها وهو مِمَّا غُيّر فى النَّسَبِ لأَنَّهُ لو قِيلَ بَحْرِىٌّ لَالْتَبَس بالنِّسْبَةِ إِلَى البَحْرِ و ( البَحْرَانِ ) على لفظِ التَّثنِيَةِ مَوْضِعٌ بين البَصْرَةِ وعُمَانَ وهو مِنْ بِلَادِ نَجْدٍ ويُعْرَبُ إعْرَابَ المُثَنَّى ويَجُوزُ أن تَجْعَلَ النُّون مَحَلَّ الإِعْرَابِ معَ لزُومِ الياءِ مُطْلَقاً وهى لُغَةٌ مَشْهورَةٌ واقْتَصَرَ عليهَا الأَزْهَرِىُّ لأنه صَارَ عَلَماً مُفْرَدَ الدّلَالَةِ فأَشْبَهَ المُفْرَدَاتِ والنِّسْبَةُ إليه ( بَحْرَانِيٌ ) و ( بَحَرْتُ ) أُذُنَ النَّاقَةِ ( بَحْراً ) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُها و ( البَحِيرَةُ ) اسمُ مَفْعُولٍ وهى الْمَشْقُوقَةُ الأُذنِ بِنْتُ السَّائِبَةِ الَّتِى تُخَلَّى مَعَ أُمِّهَا وهذا قَوْلُ مَنْ فَسَّرَهَا بأَنَّها النَّاقَةُ إِذا نُتِجتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ فإِنْ كَانَ الخَامِسُ ذَكَراً ذَبَحُوه وأكَلُوهُ وإِن كَانَ أنْثَى شَقُّوا أُذُنَهَا وَخَلَّوْهَا مَعَ أُمِّهَا وبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ البَحِيرَةَ هِىَ السَّائبَةَ ويَقُولُ كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا نُتِجَتْ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ شَقُّوا أُذُنَهَا فلَمْ تُرْكَبْ ولم يُحْمَلْ عَلَيها وسُمِّيَتِ المرْأَةُ بَحِيرَةَ نقلاً مِنْ ذلِكَ.

[ب ح ن] بَحْنَةٌ : يُقَالُ لضَرْبٍ من النَّخْلِ بَحْنَةٌ مِثالُ تَمْرَةٍ وتَصْغِيرُها ( بُحَيْنَةٌ ) وبالمُصَغَّرِ سُمِّيَتِ المرْأةُ ومنه ( عبدُ اللهِ بنُ بُحَيْنَةَ ) بِنْتِ الحِرثِ ابنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وقيل ( بُحَيْنَةُ ) لَقَبٌ لها واسْمُها عَبْدَةُ ونُسِبَ عَبْدُ اللهِ إِلى أُمِّهِ واسمُ أبِيهِ مَالِكٌ الأَسَدِىُّ.

[ب خ ت] البُخْتُ : نوعٌ من الإِبل قال الشاعرُ :

لَبَن البُخْتِ فى قِصَاع الخَلَنْجِ

الواحدِ ( بُخْتِيٌ ) مثلُ رُومٍ ورُومِىٍّ ثم يُجْمعُ على ( البَخَاتيِ ) ويخفَّفُ ويُثَقَّلُ وفى التَّهْذِيبِ وهو أَعْجَمِىٌّ مُعَرَّبٌ و ( البَخْتُ ) الحظُّ وزناً ومعنًى وهُوَ عَجَمِىٌّ ومن هُنَا توقَّفَ بعضُهم فى كَوْنِ ( البُخْتِ ) عَرَبيَّةً التى هى أصْلُ البَخَاتِيّ.

[ب خ] بَخٍ : كلمةٌ تقال عند الرِّضَا بالشّىءِ وهى مَبْنِيَّةٌ عَلَى الكَسْرِ والتنْوِين وتُخَفَّفُ فى الأكثَر.

[ب خ ر] البَخُورَ : وِزانُ رسولٍ دُخْنَةٌ يُتَبَخَّرُ بها و ( البُخَارُ ) معروفٌ والْجمْعُ ( أبْخِرَةٌ ) و ( بخَارَاتٌ ) وكُلُّ شىءٍ يَسْطَعُ مِنَ المَاءِ الحَارِّ أو مِنَ النَّدَى فَهوَ ( بُخَارٌ ) و ( بَخَرَتِ ) القِدْرُ ( بَخْراً ) من بَابِ قَتَلَ ارْتَفَعَ بُخَارُها و ( بَخِرَ ) الفمُ ( بَخَراً ) من بَابِ تَعِبَ أَنْتَنَتْ رِيحُهُ فَالذَّكَرُ ( أَبْخَرُ ) والأُنْثَى ( بَخْرَاءُ ) والجمعُ ( بُخْرٌ ) مثلُ أَحْمرَ وحمراءَ وحُمرٍ.

[ب ج ل] بَخَسَه : ( بَخْساً ) من بَابِ نَفَعَ نَقَصَه أو عَابَهُ ويَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ وفى التنزيل ( وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ ) و ( بَخَسْتُ ) الكَيْلَ ( بَخْساً ) نَقَصْتُهُ وثَمَنٌ ( بَخْسٌ ) نَاقِصٌ قَالَ السَرَقُسْطِىُّ ( بَخَسْتُ ) العَيْنَ ( بَخْساً ) فَقَأْتُهَا و ( بَخَصْتُها ) أَدْخَلْتُ الإِصْبَعَ فيها وقَالَ ابنُ الأعرابِىِّ ( بَخَسْتُها ) وبَخَصْتها خَسَفْتُهَا والصَّادُ أَجْودُ.

[ب خ ع] بَخَعَ : نَفْسَهُ ( بَخْعاً ) من بَابِ نَفَع قَتَلَها مِنْ وَجْدٍ أَوْ غَيْظٍ و ( بَخَعَ ) لِى بالحَق ( بُخُوعاً ) انْقَادَ وبَذَلَهُ.

[ب خ ل] بَخُلَ : بَخَلاً وبُخْلاً من بَابَىْ تَعِب وقَرُب والاسمُ ( البَخْلُ ) وِزَانُ فَلْسٍ فَهُوَ ( بَخِيلٌ ) والجمعُ ( بُخَلَاءُ ) ورجُلٌ ( بَاخِلٌ ) أَى ذُو بَخَلٍ و ( البُخْلُ ) فى الشَّرْعِ مَنْعُ الوَاجِبِ وعِنْدَ العَرَب مَنْعُ السَّائِلِ مما يَفْضُلُ عِنْدَه و ( أَبْخَلْتُهُ ) بالألِفِ وَجَدْتُه بَخيلاً.

[بد د] لا بدّ : من كذا أىْ لَا مَحِيدَ عَنْهُ ولا يُعْرَفُ اسْتِعْمَالُه إِلّا مَقْرُوناً بِالنَّفْىِ و ( بَدَدْتُ ) الشَّىءَ ( بَدّاً ) من بَابِ قَتَلَ فَرَّقْتُه والتَّثقِيلُ مُبَالَغَةٌ وتَكْثِيرُ و ( اسْتَبَدَّ ) بالأَمْرِ انْفَردَ به من غَيْرِ مُشَارِكٍ لَهُ فِيهِ.

[ب د ر] بَدَرَ : إلى الشّىءِ ( بُدُوراً ) و ( بَادَرَ ) إِليْهِ ( مُبادَرَةً ) و ( بِدَاراً ) من بَابِ قَعَدَ وقَاتَلَ أَسْرَعَ وفِى التنزِيلِ ( وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً ) و ( بَدَرَتْ ) مِنْه ( بَادِرَةُ ) غَضَبٍ سَبَقَتْ و ( البَادِرَةُ ) الحطَأُ أيْضاً و ( بَدَرَتْ ) ( بَوَادِرُ ) الْخَيْلِ أى ظَهَرَتْ أَوَائِلُهَا و ( البَدْرُ ) القَمَرُ ليلَةَ كَمَالِهِ وهُوَ مَصْدَرٌ فى الأَصْلِ يُقَالُ ( بَدَرَ ) القَمَرُ ( بَدْراً ) من بَابِ قَتَلَ ثم سُمِّىَ الرَّجُلُ بِهِ و ( بَدْرٌ ) موضعٌ بينَ مكَّةَ والمدينَةِ وهو إِلى المَدِينَةِ أَقْرَبُ ويُقَالُ هُوَ مِنْها عَلَى ثَمَانِيَةٍ وعشرينَ فَرْسَخاً على مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ تَقْريباً وعَنِ الشَّعْبِىِّ أنّه اسمُ بئرٍ هُنَاكَ قال وسُمِيّتْ ( بَدْراً ) لأن المَاءَ كانَ. لرَجلٍ من جُهَيْنَةَ اسمُه ( بَدْرٌ ) وقال الوَاقِدِىُّ كانَ شُيُوخُ غِفَارِ يقُولُونَ بَدْرٌ مَاؤُنَا ومَنْزِلُنا وما مَلَكَهُ أَحَدٌ قَبْلَنَا وهو من دِيَار غِفَارِ و ( البَيْدَرُ ) الْمَوْضِعُ الذى تُدَاسُ فِيه الحُبُوبُ.

[ب د ع] أَبْدَعَ : اللهُ تعالَى الخَلْقَ ( إِبْدَاعاً ) خَلَقَهُم لَا عَلَى مِثَالٍ و ( أَبْدَعْتُ ) الشىءَ و ( ابْتَدَعْتُه ) استَخْرَجْتُه وأَحْدَثْتُه ومنه قِيلَ للحَالَة المُخَالِفَةِ ( بِدْعَةٌ ) وهى اسمٌ مِنَ ( الابْتِدَاعِ ) كالرِّفْعَةِ مِنَ الارْتِفَاعِ ثم غَلَبَ اسْتِعمَالُها فيما هُوَ نَقْصٌ فى الدِّينِ أو زِيادَةٌ لكِنْ قَد يكُونُ بعضُها غَيْرَ مَكْرُوهٍ فيُسَمَّى بِدْعَةً مُبَاحَةً وهُوَ مَصْلَحَةٌ يَنْدَفِعُ بها مَفْسَدَةٌ كاحْتِجَابِ الخَلِيفَةِ عن أَخْلَاطِ النَّاسِ

٢٥

وفُلَانٌ ( بِدْعٌ ) فِى هذَا الأمْرِ أى هُوَ أوّلُ مَنْ فَعَلَهُ فيكون اسمَ فاعِلٍ بمعْنَى ( مُبْتَدِعٍ ) و ( الْبَدِيعُ ) فَعِيلٌ مِنْ هذَا فَكأَنَّ مَعْناه هو مُنْفَرَدٌ بذلِكَ من غَيْرِ نَظَائِرِه وفيه معْنَى التعَجُّبِ ومنه قولُه تعالى ( قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ ) أى ما أَنا أَوَّلُ من جَاءَ بالوَحْىِ من عِنْدِ اللهِ تعالى وتَشْرِيع الشَّرَائِعِ بل أرْسَلَ اللهُ تَعَالَى الرُّسُلَ قَبْلِى ( مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ) فَأَنَا عَلَى هُدَاهُمْ.

[بندق] البُنْدُقُ : المأْكُولُ معروفٌ قال فى المُحْكَمِ هو حَمْل شجرٍ كالجِلَّوْز وفى التَّهذِيب فى بَابِ الجِيمِ الجِلَّوْزُ ( البُنْدُقُ ) ونُونُه عِنْدَ الأكْثَرِ زائدةٌ فوزْنُه فُنْعُلٌ ومنهُمْ من يَجْعَلُها كَالْأصْلِ فَوَزْنُهُ فُعْلُلٌ وكذلك كُلُّ نُونٍ سَاكِنَةٍ تَأْتِى فى فُنْعُلٍ بضَمِّ الفَاءِ والعَيْنِ أو بفَتْحِهِمَا أو كَسْرِهِما وكذلك فى فُنْعُول وفِنْعِيل و ( البُنْدُقُ ) أيضاً ما يُعْمَلُ منَ الطِّينِ ويُرْمَى به الوَاحِدَةُ منها ( بُنْدُقَةٌ ) وجمعُ الجمعِ ( الْبَنَادِقُ ).

[ب د ل] البَدَلُ : بفتحتين و ( البِدْلُ ) بالكسْرِ و ( البَدِيلُ ) كُلُّها بِمَعْنًى والْجَمْعُ ( أَبْدَالٌ ) و ( أبْدَلْتُه ) بِكَذَا ( إِبْدَالاً ) نَحَّيْتُ الأوّلَ وجَعَلْتُ الثانِىَ مَكَانَهُ و ( بَدَّلْتُهُ ) ( تَبْدِيلاً ) بمَعْنَى غَيَّرْتُ صُورَتَهُ تَغْيِيراً و ( بَدَّلَ ) اللهُ السيئاتِ حَسَنَاتٍ يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْن بِنَفْسِهِ لأنَّه بِمَعْنَى جَعَلَ وصَيَّرَ وقَدِ اسْتُعمِل ( أَبْدَلَ ) بالألف مَكَانَ ( بدَّل ) بالتَّشْدِيدِ فعُدِّى بِنَفْسِهِ إِلى مَفْعُولَيْنِ لِتَقَارُبِ مَعْنَاهُما وفى السَّبْعَةِ. ( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ ) من أَفْعَل وَفعْلَ وَ ( بدَلْتُ ) الثوْبَ بِغَيرِه ( أَبْدُلُه ) من بَابِ قَتَلَ و ( اسَتَبْدَلْتُه ) بِغَيْرهِ بمعْنَاه وهى ( المُبَادَلَةُ ) أيضاً.

[ب د ن] البَدَنُ : من الجَسَدِ ما سِوَى الرأْسِ والشَّوَى قَالَهُ الأزْهَرىُّ وعَبَّر بعضُهم بِعبَارَةٍ أُخْرَى فَقَالَ هو ما سِوَى الْمَقَاتِلِ وشِرْكَةُ ( الأبْدَانِ ) أصْلُها شِرْكَةٌ بِالْأَبْدَانِ لكن حُذِفَتِ البَاءُ ثم أضِيفَتْ لأنهم بَذَلُوا أَبْدَانَهُمْ فى الأعْمَالِ لِتَحْصِيلِ المَكَاسِبِ و ( بَدَنُ ) القَمِيصِ مُسْتَعَارٌ منه وهو مَا يَقَعُ عَلَى الظَّهْرِ والبَطْنِ دُونَ الكُمَّيْنِ والدَّخَارِيصِ والجمعُ ( أَبْدَانٌ ) و ( البَدَنَةُ ) قالُوا هىَ نَاقَةٌ أو بَقَرَةٌ وزادَ الأزهرىُّ أو بَعِيرٌ ذَكَرٌ قال ولا تَقَعُ ( الْبَدَنَةُ ) عَلَى الشَّاةِ وقال بَعْضُ الأئِمَّةِ ( البَدَنَةُ ) هى الإِبِلُ خاصَّةً ويَدُلُّ عليه قولُه تعالى ( فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها ) سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِعِظَمِ بَدَنِها وإِنَّما أُلْحِقَتِ البَقَرةُ بالإِبل بالسُّنَّةِ وهو قوله عليه الصلاة والسلام « تُجْزِىءُ البَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ والبَقَرَةُ عن سَبْعَةٍ ». ففرّقَ الحديثُ بَيْنَهُما بِالعَطْفِ إِذْ لَوْ كَانَتِ البَدَنَةُ فى الوَضْعِ تُطْلَقُ عَلَى البَقَرَةِ لما سَاغَ عَطْفُهَا لأن المعْطُوفَ غيرُ المَعْطُوفِ عَلَيهِ وفى الْحَدِيثِ ما يَدُلُّ عليهِ قال « اشتركْنَا مَعَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ فى الحَجِّ والعُمْرَةِ سَبْعَةٌ مِنَّا فى بَدَنَةٍ فقال رَجُلٌ لِجَابِرٍ أَنَشْتَرِكُ فى البَقَرَةِ ما نَشْتَرِكُ فى الجَزُورِ فَقَالَ مَا هِىَ إِلَّا مِنَ البُدْنِ ». والْمَعْنَى فِى الْحُكْمِ إِذْ لَوْ كَانَتِ البَقَرَةُ مِنْ جِنْسِ البُدْنِ لَمَا جَهِلَهَا أهلُ اللِّسانِ ولَفُهِمَتْ عِنْدَ الإِطْلَاقِ أَيْضاً والْجَمْعُ ( بَدَنَاتٌ ) مثلُ قَصَبَةٍ وَقَصَباتٍ و ( بُدنٌ ) أيضاً بِضَمَّتَيْنِ وإسْكَانُ الدالِ تَخْفِيفٌ وكَأْنَّ ( البُدُنَ ) جمعُ ( بَدِينٍ ) تقديراً مثلُ نَذِيرٍ ونُذُرٍ قالوا وإِذَا أُطْلِقَتِ ( البَدَنةً ) فِى الفُرُوعِ فالمُرَادُ البَعِيرُ ذكراً كانَ أَوْ أُنْثَى و ( بَدَنَ ) ( بُدُوناً ) من بابِ قعَد عَظُم ( بَدَنُه ) بِكَثْرَةِ لَحْمِهِ فهو ( بَادِنٌ ) يَشْتَرِكُ فيه المذكَّرُ والمُؤَنَّثُ والجَمْعُ ( بُدَّنٌ ) مثلُ رَاكعٍ ورُكَّعٍ و ( بَدُنَ ) ( بَدَانَةً ) مثلُ ضخُمَ ضَخَامَةً كذلكَ فهو ( بَدِينٌ ) والجمع ( بُدُنٌ ) و ( بَدَّنَ ) ( تَبْدِيناً ) كَبِرَ وأَسَنَّ.

[ب د هـ] بَدَهَه : ( بَدْهاً ) من بَابِ نَفَع بغَتَه وفَاجَأَهُ و ( بَادَهَهُ ) ( مُبَادَهَةً ) كذلك ومِنه ( بَدِيهَةُ ) الرَّأْىِ لأنها تَبْغَتُ وتَسْبِقُ والجَمْعُ ( البَدَائِهُ )

[ب د ا] بَدَا : ( يَبْدُو ) ( بُدُوّاً ) ظَهَر فهو ( بَادٍ ) ويَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ ( أَبْدَيْتُه ) و ( بَدَا ) إِلَى البَادِية ( بِدَاوَةً ) بالفَتْحِ والكسْرِ خَرَجَ إِليهَا فهُوَ ( بَادٍ ) أيضاً و ( البَدْوُ ) مِثَالُ فَلْسٍ خِلَافُ الحَضَرِ والنِّسْبَةُ إِلىَ ( البَادِيَة ) بَدَويٌ على غيرِ قِيَاسٍ و ( البَوَادِي ) جمعُ ( البَادِيَةِ ) و ( بَدَا ) له فى الأَمْرِ ظَهَرَ لَه مَا لمْ يَظْهَرْ أوَّلاً والاسمُ ( البَدَاءُ ) مِثْلُ سَلَامٍ. بَدَأْتُ الشَّىءَ وبالشَّىءِ ( أَبْدَأُ ) ( بدْءاً ) بهمْزِ الكُلِّ و ( ابْتَدَأْتُ ) به قدَّمْتُهُ و ( أَبْدَأْتُ ) لَغَةٌ اسمٌ مِنه أَيْضاً و ( البِدَايَةُ ) باليَاءِ مَكَانَ الْهَمْزِ عَامِّىٌّ نَصَّ عليه ابنُ بَرِّىٍّ وجَمَاعَةٌ و ( البَدْأةُ ) مثلُ تَمْرةٍ بِمعْنَاهُ يُقَالُ لَكَ ( البَدْأَةُ ) أَىْ ( الابْتِدَاءُ ) ومِنْهُ يُقَالُ فُلَانٌ ( بَدْءُ ) قَوْمِهِ إِذَا كَانَ سَيِّدهُمْ ومُقَدَّمَهُمْ وكانَ ذلِكَ فى ( ابْتِدَاءِ ) الأمْر أَى فى أَوَّلِهِ و ( بَدَأَ ) اللهُ تعَالَى الْخَلْقَ و ( أبْدَأهُمْ ) بالْأَلِف خَلَقهُمْ وَ ( بَدأَ ) البئْرَ احْتَفَرَها فهى ( بَدِيءٌ ) أى حَادِثَةٌ وهى خلَافُ العَادِيَّةِ القدِيمَةِ و ( البَدِيءُ ) الأمُر العَجِيبُ و ( بَدَأَ ) الشىءُ حَدَث و ( أَبْدَأْتُه ) أَحْدَثْتُه.

[ب ا ذ ن ج ا ن] الباذِنْجانُ : من الْخَضْرَاوَاتِ بكسرِ الذَّالِ وبَعْضُ العَجَمِ يَفْتَحُها فارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ.

[ب ذ خ] بَذِخَ : الجَبَلُ ( يَبْذَخُ ) مِنْ بَابِ تَعِبَ ( بَذَخاً ) طالَ فهو ( بَاذِخٌ ) والجمع ( بَوَاذِخُ ) ومنه ( بَذِخَ ) الرجُلُ إذا تكَبَّرَ و ( بَذَخْتُ ) الشىْءَ ( بَذْخاً ) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُه.

[ب ذ ر] بَذَرْتُ : الحَبَّ من بَابِ قَتَل إذا أَلْقَيْتُه فى الأرضِ للزِّراعَةِ و ( البَذْرُ ) الْمَبذُورُ إمَّا تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ وإمَّا فَعْلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ مثلُ ضَرْبِ الأميرِ ونَسْجُ اليَمَنِ قال بَعْضُهُم ( البَذْرُ ) فى الحُبُوبِ كالْحِنْطةِ والشَّعِيرِ و ( البَزْرُ ) فى الرَّياحِينِ والبُقُولِ وهذا هو

٢٦

المَشْهُورُ فى الاسْتِعْمَالِ ونُقِلَ عَنِ الخَلِيلِ كلُّ حَبٍّ ( يُبْذَرُ ) فهو ( بَذْرٌ ) وَبزْرٌ و ( بَذَرْتُ ) الكَلَامَ فَرَّقْتُه و ( بَذَّرْتُه ) بالتَّثْقِيلِ مبَالَغةٌ وتَكْثِيرٌ ( فَتَبَذَّر ) هو ومنْه اشْتُقَّ ( التَّبْذِيرُ ) فى الْمَالِ لأنه تَفْرِيقٌ فى غير القصْدِ.

[ب ذ ر ق] والبَذْرَقَةُ : الجَمَاعَةُ تَتَقَدَّمُ القَافِلَةَ لِلحراسَةِ قيل مُعَرَّبةٌ وقيلَ مُوَلَّدَةٌ وبعضُهُم يقولُ بِالذَّالِ وبَعْضُهُم بالدَّالِ وبَعْضُهُم بِهِما جَمِيعاً.

[ب ذ ق] الباذَق : بفَتْحِ الذَّالِ ما طُبِخَ من عَصِيرِ العِنَبِ أَدْنَى طَبْخٍ فصار شديداً وهو مُسْكِرٌ ويقال هو مُعَرَّبٌ.

[ب ذ ل] بَذَلَه : ( بَذْلاً ) من بَابِ قَتَل سمَحَ بِه وأعْطَاهُ و ( بَذَلَهُ ) أَبَاحَهُ عنْ طِيبِ نَفْسٍ و ( بَذَلَ ) الثَّوْبَ و ( ابْتَذَلَهُ ) لَبِسَه فى أَوْقَاتِ الخِدْمَةِ والامْتِهَانِ و ( البِذْلَةُ ) مِثَالُ سِدْرَةٍ ما يُمْتَهَنُ من الثِّيَابِ فى الخِدْمَةِ والفَتْحُ لُغَةٌ قال ابنُ القُوطِيَّةِ ( بَذَلْتُ ) الثَّوْبَ بَذْلَةً لمْ أَصُنْه و ( ابْتَذَلْتُ ) الشَّىءَ امْتَهَنْتُهُ و ( المِبْذَلَةُ ) بكسرِ المِيمِ مِثْلُهُ و ( التَّبذُّلُ ) خِلافُ التَّصَاوُنِ.

[ب ذ ا] بَذَا : على القوم ( يَبْذُو ) ( بَذَاءً ) بالفتحِ والْمَدِّ سَفُهَ وأَفْحَشَ فى مَنْطِقِه وإِنْ كَانَ كَلامُهُ صِدْقاً فهو ( بَذِيٌ ) على فَعِيلٍ وامْرَأَةٌ ( بَذِيَّةٌ ) كذلكَ و ( أَبْذَى ) بالألف و ( بَذِيَ ) و ( بَذُوَ ) من بَابَيْ تَعِبَ وقَرُبَ لُغاتٌ فِيهِ وبَذَأَ ( يَبْذَأُ ) مهموزٌ بفَتْحِهِمَا ( بَذَاءً ) و ( بَذَاءَةً ) بالمدِّ وفَتْحِ الأوَّلِ كذلكَ و ( بَذَأَتْهُ ) العَيْنُ ازْدَرَتْهُ واسْتَخَفَّتْ بِهِ.

[ب ر ب ط] البَرْبَطُ : مِثَالُ جَعْفَرٍ مِنْ مَلاهِى العَجَمِ ولهذَا قِيلَ مُعَرَّبٌ وقال ابنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ والعَرَبُ تُسَمِّيهِ المِزْهَرَ والعُودَ.

[ب ر ت ك ا ن] الْبَرْتَكَانُ : وِزَانُ زَعْفَرَانٍ كساءٌ مَعْرُوفٌ وسَيَأْتِى فى بَرَكَ تَمَامُهُ.

[ب ر ت ا ب] البِرْتَابُ : بالكسرِ التَّبَاعُدُ فى الرَّمْىِ قِيلَ أَعْجَمِىٌّ وأصْلُهُ فِرْتَابٌ.

[ب ر ث ن] البُرْثُن : وِزَانُ بُنْدُقٍ وهو بالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ من السِّباعِ والطَّيْرِ الذى لا يَصِيدُ بِمَنْزلَةِ الظُّفُرِ من الإِنْسَانِ قَالَ ثَعْلَبٌ هو ( الظُّفُرُ ) مِنَ الإِنْسَانِ ومنْ ذِى الخُفِّ ( المَنْسِمُ ) ومنْ ذِى الحَافِرِ ( الحَافِرُ ) ومن ذى الظِّلْفِ ( الظِّلْفُ ) ومن السِّبَاع والصَّائِدِ من الطَّيرِ ( الْمِخْلَبُ ) ومنَ الطَّيْرِ غيرِ الصَّائِدِ والكِلَابِ ونَحْوِها ( البُرْثُنُ ) قال ويَجُوزُ ( البُرْثُنُ ) فى السِّبَاعِ كُلِّها.

[ب ر ذ و ن] والبِرْذَوْنُ : بالذالِ المُعْجَمَةِ قال ابْنُ الأنبَارِىِّ يَقَعُ على الذَّكَر والأُنْثَى وربَّما قالُوا فى الأُنْثَى ( بِرْذَوْنَةٌ ) قال ابنُ فَارِسٍ ( بَرْذَنَ ) الرجُلُ ( بَرْذَنَةً ) إِذا ثَقُلَ واشْتِقَاقُ ( البرْذَوْن ) مِنْهُ وهو خِلافُ العِرَابِ وجَعَلُوا النُّونَ أصْلِيَّةً كأَنَّهم لاحَظُوا التَّعْرِيبَ وقَالُوا فى الحِرْذَوْنِ نُونُه زَائِدَةٌ لأَنَّهُ عَرَبِىٌّ فقِيَاسُ ( الْبِرْذَوْنِ ) عندَ منْ يَحْمِلُ المُعَرَّبَةَ عَلَى العَرَبِيَّةِ زِيادَةُ النُّونِ.

[ب ر س ا م] والبِرْسَامُ : دَاءٌ معروفٌ وفى بَعْضِ كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّه وَرَمٌ حارٌّ يَعْرِضُ للحِجَابِ الذى بَيْنَ الكَبِدِ والمِعَى ثم يَتَّصِلُ بالدِّمَاغِ قال ابنُ دُرَيْدٍ ( الْبِرْسَامُ ) مُعَرَّبٌ وبُرْسِمَ الرجلُ بالبِنَاءِ لِلمفْعُولِ قال ابنُ السِّكّيتِ يُقَالُ ( بِرْسَامٌ ) و ( بِلْسَامٌ ) وهو ( مُبَرْسَمٌ ) و ( مُبَلْسمٌ ) و ( الإِبْرِيْسِمُ ) مُعَرَّبٌ وفيه لُغَاتٌ كسرُ الهمزةِ والراءِ والسّينِ وابنُ السِّكّيتِ يَمْنَعُها ويقولُ لَيْسَ فى الكَلَامِ إِفْعِيلِلٌ بكسْر اللامِ بل بالفَتْحِ مِثْلُ إِهْلِيلَج وإطْرِيفَل والثانيةُ فتْحُ الثَّلاثَةِ والثالثةُ كسْرُ الهمزةِ وفتحُ الراءِ والسينِ.

[ب ر ط ي ل] البِرْطِيلُ : بكسْرِ الباء الرِّشْوَةُ وفِى المَثَلِ « البَرَاطِيلُ تَنْصُرُ الأَبَاطِيلَ » كأَنَّه مَأخُوذٌ من ( البِرْطِيلِ ) الذى هُو المِعْوَل لأَنَّهُ يُسْتَخْرَجُ بِهِ مَا اسْتَتَر وفَتْحُ الباءِ عامِّىٌّ لفَقْدِ فَعْلِيلٍ بالفَتْحِ.

[ب ر ن س] البُرْنُسُ : قَلَنْسُوَةٌ طَوِيلَةٌ والجَمعُ ( البَرَانِسُ )

[ب ر ج] بُرْجُ : الحَمَامِ مَأْوَاهُ و ( البُرْجُ ) فى السَّمَاءِ قيلَ مَنْزِلَةُ القَمَرِ وقيلَ الكَوْكَبُ العظيمُ وقيلَ بَابُ السَّمَاءِ والجَمعُ فيهما ( بُرُوجٌ ) و ( أَبْرَاجٌ ) و ( تَبَرَّجَتِ ) المْرَأَةُ أَظْهَرَتْ زِينَتَها ومَحَاسِنَها لِلْأَجَانِب.

[ب ر ج ا س] والبُرْجاسُ : غَرَضٌ يُعَلَّقُ ويُرْمىَ فيه قال الجوهرىُّ وأظُنُّهُ مُوَلَّداً وجَمْعُهُ ( بَرَاجِيسُ ).

[ب ر ج م] والْبَرَاجِمُ : رُءُوسُ السُّلَامَيَاتِ من ظَهْرِ الكَفِّ إِذَا قَبَضَ الشَّخْصُ كَفَّهُ نَشَزَتْ وارْتَفَعَتْ وقال فى الكِفَايَةِ ( البَرَاجِمُ ) رُءُوسُ السُّلَامَيَاتِ و ( الرَّوَاجِمُ ) بُطُونُها وظُهُورها الواحِدَةُ ( بُرْجُمَةٌ ) مِثْلُ بُنْدُقَةٍ.

[ب ر ح] بَرِحَ : الشىءُ يَبْرَحُ من باب تعِبَ ( براحاً ) زالَ من مَكانِه ومنه قِيلَ لِلَيْلَةِ المَاضِيَة ( البَارِحَةُ ) والعربُ تَقُولُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا اللَّيْلةَ كَذَا لِقُرْبهَا مِنْ وقْتِ الكَلَامِ وتَقُولُ بَعْدَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا ( البَارِحةَ ) و ( بَرِحَتِ ) الريحُ بالتُّرَابِ حَمَلَتْه وسَفَتْ به فَهِىَ ( بَارِحٌ ) وَما ( بَرَحَ ) مَكَانَهُ لمْ يُفَارِقْه وما ( بَرِحَ ) يَفْعَلُ كذا بمعْنَى المُوَاظَبَةِ والمُلَازَمَةِ و ( بَرِحَ ) الخفاء إِذا وضَحَ الأمرُ و ( بَرَّحَ ) به الضَّربُ ( تَبْرِيحاً ) اشتَدَّ وعَظمَ وهذا ( أَبْرَحُ ) مِنْ ذَاكَ أى أشدُّ و ( البَرَاحُ ) مثلُ سَلَامٍ المكانُ الذى لا سُتْرَةَ فِيهِ من شَجَرٍ وغَيْرِه.

[ب ر د] البَرْدُ : خِلافُ الحَرِّ و ( أَبْرَدْنا ) دَخَلْنَا فى الْبَرْدِ مِثْلُ

٢٧

أَصْبَحْنَا دَخَلْنا فى الصَّبَاحِ وأَمَّا ( أبْرَدُوا ) بالظُّهْرِ فالبَاءُ للتَّعْدِيَةِ والمعْنَى أَدْخَلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فى الْبَرْدِ وهو سُكُونُ شِدّةِ الحَرِّ و ( بَرُدَ ) الشىءُ ( بُرُودَةً ) مثْلُ سَهُل سُهُولَةً إِذَا سَكَنَتْ حَرارَتُه وأمَّا ( بَرَدَ بَرْداً ) من بَابِ قَتَل فيُسْتَعْمَلُ لازِماً ومُتَعدِّياً يُقَالُ ( بَرَدَ ) الماءُ و ( بَرَدْتُه ) فهو ( بَارِدٌ ) ( مَبْرُودٌ ) وهذه العِبَارَةُ تَكُونُ مِنْ كُلِّ ثُلَاثِىٍّ يكُونُ لازِماً ومُتَعَدِّياً قال الشاعر.

و عَطِّلَ قَلُوصِى فى الرِّكَابِ فَإِنَّها

سَتَبْرُدُ أكباداً وتُبْكِى بَوَاكِيَا

و ( بَرَّدْتُه ) بالتّثْقِيلِ مبَالغَةٌ و ( بَرَدْتُ ) الحَدِيدَةَ ( بالمِبْرَدِ ) بكسرِ المِيمِ والجمعُ ( المَبَارِدُ ) و ( البَرْدِيُ ) نَبَاتٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْحُصُرُ على لَفْظِ المنْسُوبِ إلى ( البَرْدِ ) و ( البَرَدُ ) بَفَتْحَتَيْنِ شَىءٌ يَنْزِلُ من السَّحَابِ يُشْبِهُ الحَصَى ويُسَمَّى حَبَّ الغَمَامِ وحَبَّ المُزْنِ و ( الْبَرَدَةُ ) التُّخَمَةُ سُمِّيَتْ بذلك لأنها ( تَبْرُدُ ) المَعِدَة أى تَجْعَلُهَا بَارِدَةً لا تُنْضِجُ الطَّعَامَ و ( البَرُودُ ) وِزَانُ رَسُولٍ دَوَاءٌ يُسَكِّنُ حَرارَة العَيْنِ يُقَالُ منه بَرَدَ عَيْنَهُ بالْبَرُودِ و ( البَرِيدُ ) الرَّسُولُ ومنه

قولُ بعض العَرَبِ ( الحُمَّى بَرِيدُ المَوْتِ ). أى رَسُولُه ثم اسْتُعْمِلَ فى المَسَافَةِ التى يَقْطَعُها وهى اثْنا عَشَرَ مِيلاً ويقالُ لِدَابَّةِ البَرِيدِ ( بَرِيدٌ ) أيضاً لسَيْرهِ فى البَرِيدِ فهو مُسْتَعَارٌ من المُسْتَعَارِ والجَمْعُ ( بُرُدٌ ) بضَمَّتَيْنِ و ( البُرْد ) معروفٌ وجمْعُهُ ( أبْرَادٌ ) و ( بُرُودٌ ) ويُضَافُ للتَّخْصِيصِ فيُقَالُ ( بُرْدُ عَصْبٍ ) و ( بُرْدُ وَشْىٍ ) و ( الْبُرْدَةُ ) كِسَاءٌ صَغِيرٌ مُرَبَّعٌ ويُقَالُ كِساءٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ وبِهَا كُنِىَ الرجُلُ ومنه ( أَبُو بُرْدَةَ ) واسمُهُ هَانِئُ بنُ نيارٍ البَلَوِىُّ و ( البُرْدِيُ ) بالضَّمِ من أَجْوَدِ التَّمْرِ.

[ب ر ذ ع] والبَرْذَعَةُ : حِلْسٌ يُجْعَلُ تَحْتَ الرَّحْلِ بِالدَّال والذَّال والجمعُ ( البَراذِعُ ) هذا هو الأَصْلُ. وفى عُرْفِ زَمَانِنَا هى لِلْحِمَارِ مَا يُرْكَبُ عليهِ بِمَنْزِلةَ السَّرْجِ لِلْفَرَسِ.

[ب ر] البَرُّ : بالفتح خِلافُ البَحْرِ و ( الْبَرِّيَّةُ ) نِسْبَةٌ إليه هى الصَّحرَاءُ و ( البُرُّ ) بالضمِ القَمْحُ الواحدةُ ( بُرَّةٌ ) و ( البِرُّ ) بالكسرِ الْخَيْرُ والفَضْلُ و ( بَرَّ ) الرجلُ ( يَبَرُّ ) ( بِرّاً ) وِزَانُ عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْما فهو ( بَرٌّ ) بالفتح و ( بَارٌّ ) أيضاً أى صَادِقٌ أو تَقِىٌّ وهو خِلافُ الفَاجِر وجمعُ الأوّلِ ( أبْرَارٌ ) وجمعُ الثاني ( بَرَرَةٌ ) مثلُ كافِرٍ وكَفَرَةٍ ومنه قولُهُ للمؤَذِّنِ ( صدَقت وبَرِرْت ). أى صَدَقْت فى دَعْواكَ إِلى الطاعَاتِ وصِرْتَ بَارَّا دُعاءٌ له بذلك ودُعاءٌ له بالقَبُولِ والأصلُ بَرَّ عَمَلُك و ( برِرْتُ ) وَالِدِى ( أبَرُّهُ ) ( برّاً ) و ( بُرُوراً ) أحْسَنْتُ الطاعَةَ إِليهِ ورَفَقْتُ بِهِ وتَحَرَّيتُ مَحَابَّهُ وتوقَّيْتُ مَكَارهَهُ و ( بَرَّ ) الحَجُّ واليَمِينُ والقَوْلُ ( برّاً ) أيضاً فهو ( بَرٌّ ) وَ ( بارٌّ ) أيضاً ويُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّياً أيضاً بِنَفْسِهِ فى الحَجَّ وبالحَرْفِ فى اليَمِينِ والقَوْلِ فيُقَالُ ( برَّ ) اللهُ تعالى الحَجَّ ( يَبَرُّه ) ( بُرُوراً ) أى قَبِلَهُ و ( بَرِرْتُ ) فى القولِ والْيَمِينِ ( أَبَرُّ ) فيهما ( بُرُوراً ) أيضاً إِذَا صَدَقْتُ فيهما فأَنَا ( بَرٌّ ) و ( بَارٌّ ) وفى لُغَةٍ يَتَعَدَّى بالهمْزَةِ فَيُقَالُ ( أبرَّ ) اللهُ تعالى الحَجَّ و ( أبْرَرْتُ ) القولَ واليَمِينَ و ( المَبَرَّةُ ) مثلُ البِرَّ و ( البَريرُ ) مثالُ كَرِيمٍ ثَمَرُ الأَرَاكِ إِذا اشْتَدَّ وصَلُبَ الواحِدَةُ ( بَريرَةً ) وبِهَا سُمِّيَتِ المَرْأَةُ. وأمَّا البَرْبَرُ : بِبَاءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ ورَاءَيْنِ وِزَانُ جَعْفَرٍ فهم قومٌ من أهْلِ الْمَغْرِبِ كالأعْرَابِ فى القَسْوَةِ والْغِلْظَةِ والجمْعُ ( الْبَرَابِرَةُ ) وهُوَ مُعَرَّبٌ.

[ب ر ز] بَرزَ : الشىءُ ( بُرُوزاً ) من بَابِ قَعَدَ ظَهَرَ ويَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيُقَالُ ( أَبْرَزْتُه ) فهو ( مَبْرُوزٌ ) وهذا من النَّوَادِرِ التى جَاءَتْ على مَفْعُولِ من أَفَعَلَ و ( البَرَازُ ) بالفتْحِ والكسرُ لغةٌ قَلِيلَةٌ الفَضَاءُ الوَاسِعُ الخَالِى مِنَ الشَّجَرِ وقِيلَ ( البَرَازُ ) الصَّخْراءُ البَارِزَةُ ثم كُنِىَ به عَنِ النَّجْو كَمَا كُنِىَ بالغَائِطِ فقِيلَ ( تَبَرَّزَ ) كَمَا قِيلَ ( تَغَوَّطَ ) و ( بَارَزَ ) فى الحرب ( مُبَارَزَةً ) و ( بِرَازاً ) فهو ( مُبَارِزٌ ) و ( بَرُزَ ) الشَّخْصُ ( بَرَازَةً ) فهو ( بَرْزٌ ) والأُنثى ( بَرْزَةٌ ) مِثْلُ ضَخُم ضَخَامَةً فهو ضَخْمٌ وضَخْمَةٌ والمعنَى عَفِيفٌ جَلِيلٌ وقيلَ امْرَأَةٌ ( بَرْزَةٌ ) عَفِيفَةٌ تَبْرُزُ لِلرِّجَالِ وتَتَحدَّثُ مَعَهُم وهى المَرأَةُ الَّتِى أَسَنَّتْ وخَرَجَتْ عن حَدِّ المحْجُوبَاتِ و ( بَرَّزَ ) الرجُلُ فى العِلْم ( تَبْرِيزاً ) بَرُعَ وفَاقَ نُظَراءهُ مأْخوذٌ مِنْ ( بَرَّزَ ) الفرسُ ( تَبْرِيزاً ) إِذَا سَبَق الخيلَ فى الْحَلْبَةِ و ( الإِبريزُ ) الذَّهَبُ الخَالِصُ مُعَرَّبٌ.

[ب ر ش] بَرِشَ : ( يبْرَشُ ) ( بَرَشاً ) فهُوَ ( أَبْرَشُ ) والأُنْثَى ( بَرْشَاءُ ) والجمعُ ( بُرْشٌ ) مثلُ بَرِصَ بَرَصاً فهو أَبْرَصُ وبَرْصَاءُ وبُرْصٌ وزناً ومعنَى.

[ب ر ص] بَرِصَ : الجِسْمُ ( بَرَصاً ) من بَابِ تَعِبَ فالذكر ( أَبْرصُ ) والأَنْثَى ( بَرْصَاءُ ) والجمعُ ( بُرْصٌ ) مِثْلُ أحْمَرَ وحمْرَاءَ وحُمْرٍ و ( سَامُ أَبْرَصَ ) كِبَارُ الوَزَغِ وهما اسْمَانِ جُعِلَا اسْماً واحِداً فإِنْ شِئْتَ أَعْرَبْتَ الأَوَّلَ وأضفْتَه إِلَى الثَّانِي وإِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الأولَ عَلَى الفَتْحِ وأَعْرَبتَ الثَّانِيَ ولكِنَّهُ غَيْرُ مُنْصَرِف فِى الوَجْهَينِ للعَلَمِيَّةِ الجِنْسِيَّةِ ووَزْنِ الفِعْلِ وقالُوا فى التثْنِيَةِ والجَمْعِ ( سَامَّا أبْرَصَ ) و ( سَوامُ أَبْرَصَ ) ورُبَّمَا حَذَفُوا الاسْمَ الثَّانِيَ فقالوا هؤلاءِ ( السَّوَامُّ ) ورُبَّما حذفُوا الأَوَّلَ فقالُوا ( البِرَصَةُ ) و ( الأَبَارصُ ).

[ب ر ع] برع : الرجل ( يَبْرَعُ ) بفَتْحَتَيْنِ و ( برُع ) بَرَاعَةً وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً إِذَا فَضَل فِى عِلْمٍ أو شَجَاعَةٍ أو غَيْرِ ذلك فهُوَ ( بارِعٌ ) و ( تَبَرَّعَ ) بالأمْرِ فَعَلَهُ غَيْرَ طَالِبٍ عِوَضاً و ( بَرْوَعُ ) على فَعْولٍ بفتح الفاء وسُكُون العَيْنِ بِنْتُ وَاشِقٍ الأَشْجَعِيَّةُ من الصَّحَابِيَّاتِ قالُوا وَكَسْرُ الباء خَطَأٌ لأَنَّهُ لا يُوجَدُ فِعْوَلٌ بالكسر إلا ( خِرْوَعٌ )

٢٨

نَبْتٌ معرُوفٌ و ( عِتْوَدٌ ) اسمُ وادٍ و ( عِتْوَرٌ ) و ( ذِرْوَدٌ ) وقالَ بعضُهم رَوَاهُ المُحَدِّثُونَ بالكَسْرِ ولا سَبِيلَ إلى دَفْعِ الروايَةِ والأَسماءُ الأعلامُ لا مَجَالَ للقِيَاسِ فيهَا فالصوَابُ جَوَازُ الفَتْحِ والكَسْرِ واتَّفَقُوا على فَتْحِ الوَاوِ.

[ب ر ع م] بَرْعَمَ : النَّبْتُ ( بَرْعَمَةً ) استدارَتْ رُءُوسُه وكثُر وَرَقُه وهو ( البُرْعومُ ) وقيل ( البُرْعُومُ ) كِمَامَةُ الزَّهْرِ و ( البُرْعُمُ ) كأنه مقْصورٌ زَهْرُ النَّبَاتِ قَبْلَ أن يَنْفَتِح.

[ب ر ق] البَرْقُ : معروفٌ و ( بَرَقَتِ ) السماءُ ( بَرْقاً ) من بَابِ قَتَل و ( بَرَقَاناً ) أيضاً ظَهَر منها ( البَرْقُ ) و ( بَرَقَ ) الرَّجُلُ و ( أبْرَقَ ) أَوْعَدَ بالشَّرِّ و ( البُرَاقُ ) دابةٌ نَحْوُ البَغْلِ تَرْكَبُهُ الرُّسُلُ عِنْدَ العُرُوجِ إلى السماءِ و ( الإِبرِيقُ ) فَارسِىٌّ مُعَرَّبٌ والجمعُ ( الأبارِيقُ )

[ب ر ق ع] بُرْقُعُ : الْمَرْأَةِ ما تَسْتُر به وجْهَهَا وفتحُ الثَّالِثِ تَخْفِيفٌ ومنهم من يُنْكِرُهُ و ( بَرْقَعْتُ ) المرْأَةَ أَلْبَسْتُها ( البُرْقُعَ ) و ( تَبَرْقَعَتْ ) هى لَبسَتِ ( البُرْقُع ) والجمعُ ( البَرَاقِعُ ).

[ب ر ك] برك : البَعِيرُ ( بُرُوكا ) من بَاب قَعَد وَقَع على ( بَرْكِهِ ) وهو صَدْرُه وَ ( أَبْرَكْتُهُ ) أنا وقال بعضُهم هو لُغَةٌ والأكثر ( أَنَخْتُهُ ) ( فَبَركَ ) و ( الْمَبْرَكُ ) وزَانُ جَعْفَرٍ مَوْضِعُ البُرُوكِ والجمعُ ( المَبَاركُ ) و ( بِرْكَةُ ) المَاءِ مَعْرُوفَةٌ والجمعُ ( بِرَكٌ ) مِثْلُ سِدْرَةٍ وسِدَرٍ و ( البُرَكَةُ ) وِزَانُ رُطَبَةٍ طائرٌ أَبْيَضُ من طيرِ المَاءِ والجَمْعُ ( بُرَكٌ ) بحذف الهَاءِ و ( البَرَكَةُ ) الزِّيَادَةُ والنَّمَاءُ و ( بَارَكَ ) اللهُ تعالى فيهِ فهُوَ ( مُبَارَكٌ ) والأصل ( مُبَارَكٌ ) فيه وجُمِعَ جَمْعَ ما لا يَعْقِلُ بالألفِ والتاءِ ومنه ( التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ ) و ( البَرَّكانُ ) على فَعَّلَان بتشديدِ العَيْنِ كِسَاءٌ معروفٌ وهذه لُغَةٌ مَنْقُولَةٌ عن الفَرَّاءِ وربَّما قِيلَ ( بَرَّكانِيٌ ) على النِّسْبَةِ أيضاً والأَشهرُ فيه ( بَرْنَكَانٌ ) على فَعْلَلَانٍ وِزَانُ زَعْفَرَانٍ وعَسْقَلَانَ وتَقَدَّمَ فِى أَوَّلِ البَابِ.

[ب ر م] البُرْمَةُ : القِدْرُ من الحَجَرِ والجمعُ ( بُرَمٌ ) مثلُ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ و ( بِرَامٌ ) و ( بَرِمَ ) بالشىءِ بَرَماً أيْضاً فهو ( بَرِمٌ ) مثلُ ضَجِرَ ضجَراً فهو ضَجِرٌ وزناً ومعنًى ويَتَعدَّى بالهَمْزَة فَيُقَالُ ( أَبْرَمْتُهُ ) به و ( تَبَرَّم ) مثل ( بَرِمَ ) و ( أبْرمْتُ ) العَقْدَ ( إِبْرَاماً ) أحْكَمْتُهُ ( فانْبَرَمَ ) هو و ( أَبْرَمْتُ ) الشىءَ دَبَّرتُه.

[ب ر ن ي ة] البَرْنِيَّةُ : بفتحِ الأَوَّلِ إِنَاءٌ معروف و ( البَرْنِيُ ) نوع من أجْوَدِ التَّمْرِ وَنَقَلَ السُّهَيْلِىُّ أَنَّهُ أعْجَمِىٌّ ومعناه حَمْلٌ مُبَارَكٌ قال ( بر ) حِمْلٌ و ( نِيّ ) جَيِّدٌ وأَدْخَلَتْهُ العَرَبُ فى كَلَامِهَا وتَكَلَّمَتْ به.

[ي ب ر ي ن] يَبْرِينُ : وزْنهُ يَفْعِيلٌ وهو غيرُ مُنْصَرِفٍ للعلمية والزِّيَادَةِ وبعضُ العرب يُعْربُه كجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ على غَيرِ قِيَاسٍ وهو نَادِرٌ فى الأوْزَانِ ومثْلُه ( يَقْطِينٌ ) و ( يَعْقِيدٌ ) وهو عَسَلٌ يُعْقَدُ بالنَّارِ و ( يَعْضِيدٌ ) وهو بَقْلَةٌ مُرَّةٌ لَهَا لَبَنٌ لَزِجٌ وزهْرَتُها صَفْرَاءُ وفي كِتَابِ الْمَسَالِكِ أَنَّهُ اسْمُ رَمْلٍ لا تُدْرَكَ أَطْرافُهُ عن يَمِين مَطْلَعِ الشَّمْسِ من حَجْرِ اليَمَامَةِ وسُمِّى به قَرْيةٌ بقُرْبِ الأَحْسَاءِ من دِيَارِ بَنى سَعْدٍ. مَضَتْ.

[ب ر هـ] بُرْهَةٌ : من الزَّمَانِ بضَمِّ البَاءِ وفَتْحِها أى مُدَّةٌ والجمعُ ( بُرَهٌ ) و ( بُرُهَاتٌ ) مثلُ غُرْفَةٍ وغُرُفَاتٍ فى وجوهها و ( البُرْهَانُ ) الحُجَّةُ وإِيضَاحُها قيلَ النونُ زَائِدَةٌ وقِيلَ أصْلِيَّةٌ وحَكَى الأَزْهَرىُّ القولَيْنِ فقَالَ فى بَابِ الثُّلاثِىّ النَّونُ زَائِدَةٌ وقولُهُمْ ( بَرْهَنَ ) فلانٌ مُوَلَّدٌ والصَّوابُ أن يُقَالَ ( أَبْرَهَ ) إِذَا جاءَ بالبُرْهانِ كَمَا قَالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ وقَالَ فى بَابِ الرُّبَاعِىِّ ( بَرْهَنَ ) إِذَا أتَى بِحُجَّتِهِ واقْتَصَرَ الجوْهَرِىُّ على كَوْنِهَا أصْلِيَّةً واقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِىُّ على ما حُكِىَ عنِ ابْنِ الأعْرَابِىِّ فقالَ ( البُرْهَانُ ) الحُجَّةُ من ( البَرَهْرَهَةِ ) وهى البَيْضَاءُ من الجَوَارِى كما اشْتُقَّ السُّلْطَانُ مِنَ السَّلِيطِ لإِضَاءَتِهِ قال و ( أَبْرَهَ ) جاء ( بالبُرْهَانِ ) و ( بَرْهَنَ ) مُوَلَّدةٌ و ( بَرْهَانُ ) وِزَانُ سَكْرَانَ اسمُ رجُلٍ و ( ابنُ بَرْهَانَ ) من أصحَابِنَا و ( أَبْرَهَةُ ) بِفَتْحِ الهمْزَةِ اسمُ مَلِكٍ من مُلُوك اليَمَنِ وقِيلَ هُوَ أَعْجَمِىٌ وَ ( بَرْهَمَ ) الرَّجلُ ( بَرْهَمَةً ) قال ابنُ فارسٍ ( البَرْهَمَةُ ) النَّظَرُ وسُكُونُ الطَّرْفِ و ( البَرَاهِمَةُ ) فيمَا قِيلَ عُبَّادُ الهُنُودِ وزُهَّادُهُمْ قِيلَ الواحِدُ ( بِرَهْمَن ) والنون تشبهُ التنوينَ لأنها تَسْقُطُ فى النِّسْبَةِ فَيُقالُ ( بِرَهْمِيٌ ) وقِيلَ البِرَهْمِيٌ نِسبَةٌ إلى رَجُلٍ من حُكَمَائِهِم اسمُهُ ( بَرْهَمَانُ ) هو الذى مهَّدَ لهُمْ قَواعِدَهُم الَّتِى هُمْ عَلَيْهَا فَإِنْ صحَّ ذلِكَ فَتَكُونُ النِّسْبَةُ على غَيرِ قِيَاسٍ وهم لا يُجَوِّزُونَ على اللهِ تعالى بِعثَةَ الأَنبِيَاءِ ويُحَرِّمُونَ لُحُومَ الحَيَوانِ ويَسْتَدِلُّون بدَلِيلٍ عَقْلِىٍّ فيقُولُونَ حيوانٌ برىءٌ من الذَّنْبِ والعُدْوانِ فإِيلَامُهُ ظُلْمٌ خَارِجٌ عن الحِكْمَةِ وأُجِيبَ بظُهُورِ الْحِكْمَةِ وهو أَنَّهُ اسْتُسْخِرَ للإِنْسَان تَشْرِيفاً لهُ عَلَيهِ وإِكْرَاماً له كما اسْتُسْخِرَ النَّبَاتُ للحَيَوانِ تشريفاً لِلْحَيَوَانِ عَلَيْهِ وأَيضاً فَلَوْ تُرِكَ حتى يَمُوتَ حَتْفَ أَنْفِهِ مَعَ كَثْرَةِ تَنَاسُلِه أَدَّى إِلَى امْتِلَاءِ الأَفْنِيَةِ والرِّحَابِ وغَالِبِ المَوَاضِعِ فَيَتَغَيَّرُ مِنْهُ الْهَوَاءُ فَيَحْصُلُ مِنْهُ الوَبَاءُ وَيَكْثُرُ بِهِ الفَنَاءُ فَيَجُوزُ ذَبْحُهُ تَحْصِيلاً لِلْمَصْلَحَةِ وهى تَقْوِيَةُ بَدَنِ الإِنْسَانِ ودَفْعاً لهذِه المَفْسَدَةِ العَظِيمَةِ وإِذَا ظَهَرَتِ الْحِكْمَةُ انْتَفَى القَوْلُ بالظُّلْمِ والعَبَثِ.

[ب ر ى] البُرَةُ : محذُوفَةُ اللَّام هى حَلْقَةٌ تُجْعَلُ فى أَنْفِ البَعِيرِ تكُونُ مِنْ صُفْرٍ ونَحْوِهِ و ( الخِشَاشُ ) من خَشَبٍ و ( الخِزَامَةُ ) من شَعْرٍ والْجمعُ ( بُرُونَ ) على غَيرِ قِيَاسٍ و ( أَبْرَيْتُ ) البَعِيرَ بالأَلِفِ

٢٩

جَعَلْتُ لَهُ ( بُرَةً ) و ( بَرَيْتُ ) الْقَلَمَ بَرْياً من بَابِ رَمَى فهو ( مَبْرِيٌ ) و ( بَرَوْتُهُ لُغَةٌ ) واسْمُ الفِعْلِ ( الْبِرَايَةُ ) بالكَسْرِ وهذه العِبَارَةُ فيهَا تَسَامُحٌ لأَنَّهُمْ قالوا لا يُسَمَّى قَلَماً إلَّا بَعْدَ ( البرَايةِ ) وقَبْلَهَا يُسَمَّى قَصَبَةً فكيف يُقالُ ( للمبريّ ) ( بَرَيْتُهُ ) لكِنَّهُ سُمِّىَ باسْم مَا يَئُولُ إليه مَجَازاً مثلُ عَصَرْتُ الخَمْرَ. و بَرِئَ زيدٌ من دَيْنِهِ ( يَبْرَأُ ) مهموزٌ مِنْ باب تَعِب ( بَرَاءَةً ) سقَطَ عنهُ طَلَبُهُ فهو ( بَرِيءٌ ) و ( بارِئٌ ) و ( بَرَاءٌ ) بالفتحِ والْمَدِّ و ( أَبْرَأْتُه ) منه و ( بَرَّأْتُه ) من العَيْبِ بالتَّشْدِيدِ جَعَلْتُه ( بَرِيئاً ) منه و ( بَرِئَ ) منه مثل سَلِم وزناً ومعنًى فهو ( بَرِيءٌ ) أيضاً و ( بَرَأَ ) اللهُ تعالى الْخلِيقَةَ ( يَبْرَؤُهَا ) بِفَتْحَتَيْنِ خَلَقَها فهو ( البَارئُ ) و ( البَرِيَّةُ ) فَعِيلَةٌ بمعنَى مَفْعُولَةٍ و ( بَرَأَ ) من الْمَرَضِ ( يَبْرَأُ ) من بَابَىْ نَفَع وتَعِبَ و ( بَرُؤَ بُرْءًا ) من باب قُربَ لُغةٌ و ( اسْتَبْرَأْتُ ) المَرْأَةَ طَلَبْتُ بَرَاءَتَها من الحَبَل قال الزمخشرى ( اسْتَبْرَأْتُ ) الشَّىءَ طلبتُ آخِرَه لِقَطْع الشُّبْهَةِ و ( اسْتَبْرَأَ ) مِنَ البَوْلِ الأَصْل ( اسْتَبْرَأَ ) ذَكَرَهُ من بَقِيَّةِ بَوْلِهِ بالنَّتْرِ والتَّحْرِيك حتى يَعْلَم أَنَّهُ لم يَبْقَ فيه شَىءٌ و ( استبْرَأْتُ ) مِنَ البَوْل تنزَّهْتُ عَنْهُ و ( الْبَرَى ) مثلُ العَصَا التُّرابُ و ( بَاريتُه ) عارضْتُهُ فأتَيْتُ بمثْلِ فِعْلِهِ و ( البَارِيَّة ) الحَصير الْخَشِنُ وهو المشهُورُ فِى الاسْتِعْمَالِ وهى فى تَقْدِيرِ فَاعُولَةٍ وفيها لُغَاتٌ إِثباتُ الهاءِ وحَذْفُها و ( البَارِيَاءُ ) على فاعِلاءَ مُخَفَّفٌ ممدودٌ وهذهِ تُؤَنَّثُ فيُقَالُ هى ( البَارِيَاءُ ) كما يقال هِىَ ( البَارِيَّةُ ) بوُجُودِ عَلَامةِ التَّأْنِيثِ وأَمَّا مَعَ حَذْفِ العَلَامَةِ فمذكَّرٌ فَيُقَالُ هو ( البَارِيُ ) وقال المُطَرِّزِى ( البارِيُ ) الْحَصِيرُ ويقال له بالفارسية ( البُورِيَاءُ ).

[ب ز ر] الْبَزَر : بزْرُ البَقْل ونحوه بالكسرِ والفَتْحُ لُغَة قال ابن السِّكِّيتِ وَلَا تَقُولُه الفُصَحَاءُ إِلا بالكَسْرِ فهو أفصحُ والجمعُ ( بُزُورٌ ) وقال ابنْ دُرَيْدٍ قَوْلُهُم ( بِزْرُ ) البَقْلِ خَطَأٌ إنما هو ( بَذْرٌ ) وقد تَقَدَّم عنِ الخَلِيلِ كُلُّ حَبٍّ يُبْذَرُ فهو بزْرٌ وبَذْرٌ فلا يُعَارَضُ بقوْلِ ابنِ دُرَيْدٍ وقولهم لبَيْضِ الدُّودِ ( بِزْرُ القَزِّ ) مَجَازٌ عَلَى التشْبِيهِ ببزْرِ البَقْلِ لأَنَّهُ يَنْبُتُ كالبَقْلِ و ( الإِبْزَارُ ) معروفٌ بكسر الهَمْزَةِ والفتحُ لُغَةٌ شاذةٌ لخُرُوجِهَا عن القيَاس لأَنَّ بِنَاءَ أَفْعَال لِلْجَمْعِ ومَجِيئُهُ للمُفْردِ على خِلَافِ القِيَاسِ وهُوَ مُعَرَّبٌ والجمعُ ( أَبَازِيرُ ) وَ ( بَزَرْتُ ) القِدْرَ أَلْقَيْتُ فِيهَا الأَبْزَارَ.

[ب ز] البَزُّ : بالفتحِ نوعٌ من الثِّيَابِ وقِيلَ الثِّياب خَاصَّةً مِنْ أَمْتِعَةِ البَيْت وقيلَ أَمْتِعَةُ التَّاجِرِ من الثِّيَابِ ورَجُلٌ ( بزَّازٌ ) والحِرْفَةُ ( البِزَازَةُ ) بالكَسْرِ و ( البِزَّةُ ) بالكَسْرِ مَعَ الهَاءِ الهيئَةُ يُقَالُ هو حَسَنُ ( البِزَّةِ ) ويُقَالُ فى السِّلَاحِ ( بِزَّةٌ ) بالكسر معَ الهاءِ و ( بَزٌّ ) بالفتح معَ حذْفِهَا.

[ب ز غ] بَزَغَ : الْبَيْطَارُ والحاجِمُ ( بَزْغاً ) مِنْ بَابِ قَتَلَ شَرَطَ وأَسَالَ الدَّمَ و ( بَزَغَ ) نابُ البَعِيرِ ( بُزُوغاً ) و ( بَزَغَتِ ) الشمْسُ طَلَعَتْ فهِىَ ( بَازغَةٌ ).

[ب ز ق] بَزَقَ : ( يَبْزُقُ ) من باب قَتَلَ ( بُزَاقاً ) بمعنى بصَقَ وهو إِبْدَالٌ منه.

[ب ز ل] بزَلَ : البَعِيرُ ( بُزُولاً ) من باب قَعَدَ فَطَرَ نَابُه بدُخُولِهِ فى السَّنَةِ التاسِعَةِ فهو ( بَازِلٌ ) يَسْتَوِى فيه الذَّكَرُ والأُنْثَى والجمعُ ( بَوَازِلُ ) و ( بُزَّلٌ ) و ( بَزَلَ ) الرأْىُ ( بَزَالَةً ) اسْتَقَامَ و ( الْمِبْزَلُ ) مِثَالُ مِقْوَدٍ هو المِثقبُ يقال ( بَزَلْتُ ) الشَىءَ ( بَزْلاً ) إِذا ثَقَبْتَهُ واستخْرَجْت ما فِيهِ.

[ب ز ا] بَزَا : ( يَبْزُو ) إِذَا غَلَبَ ومنه اشْتِقَاقُ ( البَازِي ) وِزَانُ القَاضِى فيُعْرَبُ إِعْرَابَ المَنْقُوصِ والجمْعُ ( بُزَاةٌ ) مثلُ قاضٍ وقُضَاةٍ و ( الْبَازُ ) وِزَانُ البَابِ لُغَةٌ فتُعْرَبُ الزاىُ بالحَرَكَاتِ الثلاثِ ويُجْمَعُ على ( أَبْوَازٍ ) مثلُ بابٍ وَأَبْوَابٍ و ( بِيزانٍ ) أيضاً مثلُ نَارٍ ونِيرَانٍ وعلى هذِه اللُّغَةِ فأصْلُهُ بوزٌ قال الزجاج و ( البازُ ) مذكّر لا خِلَاف فيه.

[ب س ت ا ن] البُسْتَانُ : فُعْلَانٌ هو الجنَّةُ قال الفرَّاءُ عَرَبىٌّ وقال بعضُهُمْ رُومِىٌّ مُعَرَّبٌ والجمعُ البَسَاتِينُ.

[ب س ر] الْبُسْرُ : من ثَمَرِ النَّخْل معْرُوفٌ وبِهِ سُمِّى الرَّجُلُ الواحِدَةُ ( بُسْرَةٌ ) وبها سُمِّيَتِ المرأَةُ ومِنْهُ ( بُسْرَةُ بنتُ صَفْوانَ ) صَحَابِيَّةٌ قال ابْنُ فَارِسٍ البُسْرُ من كلِّ شَىءٍ الغَضُّ ونَبَاتٌ ( بُسْرٌ ) أى طَرِىٌّ و ( الْبَاسُورُ ) قِيلَ وَرَمٌ تَدْفَعُه الطبيعَةُ إِلى كلِّ مَوْضِعٍ منَ البَدَنِ يَقْبَلُ الرُّطُوبَة من الْمَقْعَدةِ والأُنْثَيَيْنِ والأَشْفَارِ وغير ذلك فإِنْ كانَ فى الْمَقْعَدَةِ لمْ يكُنْ حُدوثُه دونَ انفِتَاحِ أَفْواهِ العُرُوقِ وقد تُبْدَلُ السِّينُ صاداً فيُقَالُ ( باصُورٌ ) وقيل غيرُ عَرَبىِّ.

[ب س س] بسست : الحِنْطَةَ وغيْرَها ( بَسًّا ) مِنْ بَابِ قَتَل وهو الفَتُّ فهى ( بَسِيسَةٌ ) فَعِيلَةٌ بمعنى مفْعُولَةٍ وقال ابنُ السِّكّيتِ ( بسَسْتُ ) السَّويقَ والدَّقِيقَ ( أبُسُّه ) ( بسّاً ) إذا بَلَلْتَه بشىءٍ من الماءِ وهو أَشَدُّ من اللَّتِّ وقال الأَصْمَعِىُّ ( البَسِيسَةُ ) كلُّ شَىءٍ خَلَطْتَهُ بِغَيْرِه مثلُ السَّوِيقِ بالأَقِطِ ثم تَبُلُّه بالرُّبِّ أو مثْلُ الشعير بالنَّوَى لِلْإِبل.

[ب س ط] بَسَطَ : الرجُلُ الثوبَ ( بَسْطاً ) و ( بسطَ ) يَدَهُ مدَّها مَنْشُورَةً و ( بَسَطَها ) فى الإِنْفَاقِ جاوَزَ القَصْدَ و ( بَسَطَ ) اللهُ الرزقَ كَثَّرَهُ ووسَّعَهُ و ( البِسَاطُ ) معروفٌ وهو فِعالٌ بمعنَى مَفْعُولٍ ومثْلُهُ كِتَابٌ بمعنَى مكْتُوبٍ وفِراشٌ بمعنَى مَفْروشٍ ونحو ذلك والجمعُ

٣٠

( بُسُطٌ ) و ( البَسْطَة ) السَّعَةُ و ( البَسِيطَةُ ) الأرضُ.

[ب س ق] بَسَقَتِ : النَّخْلَةُ ( بُسُوقاً ) من باب قَعَدَ طَالَتْ فهى ( بَاسِقَةٌ ) والجمعُ ( باسِقَاتٌ ) و ( بَوَاسِقُ ) و ( بَسَقَ ) الرَّجُلُ فى عِلْمِهِ مَهَرَ و ( بَسَقَ بُسَاقاً ) بمعنى بَصَقَ وهو إبدالٌ منه ومَنَعَهُ بعْضُهُم وقال لا يُقَالُ ( بَسَقَ ) بالسِّين إِلَّا فى زِيادَةِ الطُّولِ كالنخْلَةِ وغَيْرِها وعَزَاه إِلى الخلِيلِ.

[ب س ل] بَسُلَ : ( بَسَالَةً ) مثلُ ضخُم ضَخَامةً بمعنى شَجُع فهو ( بَسِيلٌ وبَاسِلٌ ) و ( أَبْسَلْتُه ) بالأَلِفِ رَهَنْتُهُ وفى التنزيل ( أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا ).

[ب س م] بَسَمَ : ( بَسْماً ) من باب ضرب ضَحِك قليلا من غَيْر صَوْتٍ و ( ابْتَسَمَ وتَبَسَّمَ ) كَذلكَ ويُقَالُ هُوَ دُونَ الضَّحِكِ.

[ب س م ل] بَسْمَلَ : بَسْمَلَةً إِذا قَالَ أوْ كَتَبَ بِسْمِ اللهِ وأنشَد الأزهرىُّ :

لقدْ بَسْمَلَتْ هِنْدٌ غدَاةَ لقِيتُها

فيا حبَّذَا ذاكَ الدَّلَالُ المُبَسْمِلُ

ومثلُه حَمْدَلَ وهَلَّلَ وحَسْبَلَ وحَيْعَلَ وسَبْحَلَ وحَوْلَقَ وحَوْقَلَ إِذَا قَالَ ( الحمدُ. لله ) و ( لا إلهَ إلّا. الله ) و ( حسْبنا. اللهُ ). و ( حىَّ على الصَّلَاةِ ) و ( سُبْحَانَ اللهِ ) و ( لا حوْل ولا قُوَّةَ إلا باللهِ ).

[ب ش ر] بَشِرَ : بكذا ( يَبْشَرُ ) مثلُ فرِحَ يَفرحُ وزناً ومعنًى وهو ( الاسْتِبْشَارُ ) أيضاً والمصدر ( البُشُورُ ) ويتعدّى بالحركة فيقال ( بَشَرْتُه أَبْشُرُه بَشْراً ) من باب قتل فى لغة تِهامَةَ وما وَالاهَا والاسمُ منه ( بُشْرُ ) بضَمِّ الباءِ والتعدِيَةُ بِالتثقيل لُغَةُ عامَّةِ العَرَبِ وقَرأَ السَّبْعَةُ باللُّغَتَيْنِ واسمُ الفاعِلِ من المُخفَّفِ ( بَشيرٌ ) ويكُونُ ( البَشِيرُ ) فى الْخيْرِ أَكْثَرَ مِنَ الشَّرِّ و ( البُشْرى ) فُعْلىُّ مِنْ ذلك و ( البِشَارَةُ ) أيضاً بكسرِ الباءِ والضمُّ لغةٌ وإِذا أُطْلِقَتْ اخْتَصَّتْ بالخَيْرِ و ( البِشْرُ ) بالكسر طَلَاقَةُ الوَجْهِ و ( البَشَرَةُ ) ظَاهِرُ الْجِلدِ والجمعُ ( البَشَرُ ) مثلُ قَصَبَةٍ وقَصَبٍ ثم أُطْلِقَ على الإِنْسَانِ واحِدُه وجَمْعُه لكن العربُ ثَنَّوْهُ ولم يَجمَعُوه وفى التَّنْزِيلِ قالوا ( أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا ) وَ ( باشَرَ ) الرجلُ زوجَتَهُ تمتَّعَ بِبَشَرَتِهَا و ( باشَرَ ) الأمْرَ تولَّاه بِبَشَرَتِه وهى يَدُه ثم كثُرَ حتى اسْتُعْمِلَ فى المُلَاحظَهِ و ( بَشَرْتُ ) الأديم ( بَشْراً ) من باب قتل قَشَرْتُ وجْهَهُ.

[ب ش ع] بَشِع : الشيء ( بَشَعاً ) من بابِ تَعِبَ و ( بَشَاعَةً ) إذا سَاءَ خُلُقُه وعِشْرَتُه ورجلٌ ( بَشِعٌ ) إِذا تغيَّرتْ رِيحُ فَمِه وهو ( بَشِعُ المَنْظَرِ ) أى دَمِيمٌ و ( بَشِعُ ) الوَجْهِ عَابسٌ و ( اسْتَبْشَعْتُهُ ) عَدَدْتُهُ ( بَشِعاً ) وطَعَامٌ ( بَشِعٌ ) فيهِ كَرَاهَةٌ ومَرَارَةٌ.

[ب ش ق] بَشِقَ : ( بَشَقاً ) إِذَا أحَدّ ومنْهُ اشْتِقَاقُ ( البَاشَقِ ) بفَتْحِ الشِّينِ ويُقَالُ مُعرَّبٌ والجمعُ ( البَوَاشِقُ ) وقِيَاسُ من قَالَ لا يَخْرُجُ شيء مِنَ المعرَّبَاتِ عن الأَوْزَانِ العربِيَّةِ جوازُ الكَسْرِ كما فى ( الخَاتِم ) و ( الدَّانِق ) و ( الطابِع ) وما أَشْبَهَ ذلك إِذ يَجْرِى فيها الوَجْهانِ.

[ب ش م] بَشِمَ : الحيوَانُ ( بَشَماً ) من بَابِ تَعِبَ أُتْخِمَ من كَثرَةِ الأكلِ فهو ( بَشِمٌ ).

[ب ص ر] الْبَصْرَةُ : وِزَانُ تَمْرَةٍ الحِجَارَةُ الرِّخْوةُ وقد تُحْذَفُ الهاءُ مَعَ فَتْحِ الباءِ وكسرِها وبِهَا سُمِّيَتِ البَلْدَةُ المعْرُوفَةُ وأنْكر الزَّجَّاجُ فتحَ البَاءِ مَعَ الحذْفِ ويُقَالُ فى النِّسْبة ( بَصْريٌ ) بالوَجْهَيْنِ وهى مُحْدَثَةٌ إسلَامِيَّةٌ بُنِيَتْ فى خِلَافَةِ عُمَر رضىَ اللهُ عنه سنَةَ ثَمَانِىَ عَشْرَةَ من الهِجْرَة بَعْدَ وَقْفِ السَّوَادِ وَلِهذَا دَخَلَتْ فى حَدِّهِ دُونَ حُكْمِهِ و ( البَصَرُ ) النورُ الذى تُدْرِكُ به الجَارِحَةُ الْمُبْصَرَاتِ والجمعُ ( أَبْصَارٌ ) مثلُ سبَبٍ وأَسبَابٍ يُقَالُ ( أبصرْتُه ) برؤْيةِ العَينِ ( إِبْصَاراً ) و ( بَصُرْتُ ) بالشَّيءِ بالضَّمِ والكسرُ لغَةٌ ( بَصَراً ) بفتحتَيْنِ عَلِمْتُ فأنا بَصِيرٌ به يَتَعَدَّى بالبَاءِ فى اللُّغَةِ الفصْحَى وقد يَتَعَدَّى بنَفْسِهِ وهو ذُو ( بَصَرٍ ) و ( بَصِيرَةٍ ) أى عِلْمٍ وخِبْرَةٍ ويَتَعَدَّى بالتضْعِيفِ إِلَى ثَانٍ فيُقَالُ ( بصَّرتُه بِهِ تَبْصِيراً ) و ( الاستِبْصَارُ ) بمعنى ( البَصِيرَةِ ) و ( أبو بصِيرٍ ) مثالُ كريمٍ مِنْ أَسْمَاءِ الكَلْبِ وبِهِ كُنِىَ الرَّجُل ومنه ( أبُو بَصِيرٍ ) الذى سلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لطَالِبيه على شَرْطِ الهُدْنَةِ واسمُهُ عُتْبَةُ بن أَسِيدٍ الثَّقَفِىُّ وأَسِيدٌ مثلُ كَرِيمٍ.

والبِنْصِرُ بكسرِ البَاءِ والصَّادِ الإِصْبَعُ الَّتى بَيْنَ الوُسْطَى والخِنْصِرِ والجَمْعُ البَنَاصِرُ.

[ب ص ل] البَصَلُ : معروفٌ الوَاحِدَة ( بَصَلَةٌ ) مثلُ قَصَبٍ وقَصَبَةٍ.

[ب ض ع] البَضعَةُ : القِطْعَةُ من اللحْمِ والجمعُ ( بَضْعٌ وبَضَعَاتٌ وبِضَعٌ وبِضَاعٌ ) مثلُ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ وسَجَدَاتٍ وبِدَرٍ وصِحَافٍ و ( بِضْعٌ ) فى العَدَدِ بالكَسرِ وبعضُ العَربِ يَفْتَح واسْتِعَمالُه من الثَّلَاثَةِ إِلى التِّسْعَةِ وعن ثَعْلَبٍ من الأرْبَعَةِ إِلى التِّسْعَةِ يَسْتَوِى فيهِ المذكَّرُ والمُؤَنَّثُ فيُقَالُ ( بضْعُ ) رِجَالِ و ( بِضْعُ ) نِسْوَةٍ ويُسْتَعْمَلُ أيضاً من ثَلَاثَةَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ لكِنْ تَثْبُتُ الهاءُ فى ( بِضْعٍ ) مع المُذَكِّروتُحْذَفُ مَعَ المُؤَنَّثِ كالنَّيّفِ ولا يسْتَعْمَلُ فيما زَادَ على العِشرِينَ وأجازَهُ بَعْضُ المشَايِخِ فيقُولُ ( بِضْعَةٌ ) وعِشرُونَ رَجُلاً و ( بِضْعٌ ) وعِشْرونَ امْرَأَةً وهكَذَا قَالَهُ أَبُو زَيْدٍ وقالوا عَلَى هَذَا مَعْنَى ( البِضْعِ ) و ( البِضْعَةِ ) فى العَدَدِ قِطْعَةٌ مبْهَمَةٌ غيرُ مَحْدُودَةٍ و ( البُضْعُ ) بالضم جمعُهُ ( أبْضَاعٌ ) مثلُ قُفْلٍ وأَقْفَالٍ يُطْلَقُ عَلَى الفَرْجِ والجِمَاعِ ويُطْلَقُ عَلَى التَّزْوِيجِ أيضاً

٣١

كالنِّكَاحِ يُطْلَقُ على العَقْدِ والجِمَاعِ وقِيل ( البُضْعُ ) مَصْدَرٌ أيضاً مثلُ السُّكْرِ والكُفْرِ و ( أَبْضَعْتُ ) المرأَةَ ( إِبْضَاعاً ) زَوَّجْتُها ( وتُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فى أَبْضَاعِهنَ ). يُرْوَى بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وكَسْرِهَا وهُمَا بمعنًى أَىْ فِى تَزْوِيجِهِنَّ فالمفتوحُ جمعٌ والمكْسُورُ مصدرٌ من ( أَبْضَعْتُ ) ويقال ( بَضَعَها يَبْضَعُهَا ) بفتحتين إِذا جَامَعَهَا ومنه يُقَالُ مَلَكَ ( بُضْعَهَا ) أى جِمَاعَها و ( البِضَاعُ ) الجِمَاعُ وزناً ومعنًى وهو اسمٌ من ( بَاضَعَهَا مُبَاضَعَةً ) و ( البِضَاعَةُ ) بالكَسْرِ قِطْعَةٌ منَ المالِ تُعَدُّ للتِّجَارَةِ و ( بِئْرُ بُضَاعَةَ ) بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بالمدِينَةِ بكسرِ الباءِ وضَمِّها والضَّمُ أَكْثَرُ و ( اسْتَبْضَعْتُ ) الشيءَ جَعَلْتُه ( بِضَاعَةً ) لِنَفْسِى و ( أَبْضَعْتُهُ ) غَيرِى بالألِفِ جَعَلْتُهُ لَهُ بِضَاعَةً وجَمْعُهَا ( بَضَائِعُ ) و ( بَضَعْتُ ) اللحم ( بَضْعاً ) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُه ومنه ( الباضِعَةُ ) وهى الشَّجَّةُ التى تَشُقُّ اللحم ولا تَبْلُغُ العَظْمَ ولا يَسِيلُ مِنْها دَمٌ فإنْ سَالَ فهى الدَّامِيَةُ وبَضَعه بَضْعاً قطَعَهُ ( وبضَّعَهُ تَبْضِيعاً ) مبَالغَةٌ وتكْثِيرٌ.

[ب ط ح] بطَحْتُه : ( بَطْحاً ) من بَابِ نَفَعَ بَسَطْتُه و ( بَطَحتُه ) على وجْهِهِ أَلْقَيْتُهُ ( فانبَطَح ) أى اسْتَلْقَى و ( البَطِيحَةُ والأَبْطَحُ ) كلُّ مكانٍ مُتَّسِعٍ و ( الأبْطحُ ) بمكَّةَ هو الْمُحَصَّبُ.

[ب ط خ] البِطِّيخُ : بكسْرِ الباءِ فَاكِهَةٌ مَعْرُوفَةٌ وفى لُغَةٍ لأهْلِ الحِجَازِ جعلُ الطاءِ مكانَ البَاءِ قال ابنُ السِّكِّيتِ فى بابِ ما هُو مَكْسُورُ الأَوَّلِ وتقولُ هو ( البِطِّيخُ والطِّبِّيخُ ) والعامَّةُ تَفْتَحُ الأَوَّلَ وهو غَلَطٌ لِفَقْدِ فَعِّيل بالفَتحِ.

[ب ط ر] بَطِرَ : ( بطَراً ) فهو ( بَطِرٌ ) من باب تَعِبَ بمعنى أَشِرَ أَشَراً وتَقَدَّمَ فى الأَلِفِ و ( البَطْرُ ) الشقُّ وزناً ومعنًى وسمى ( البَيْطَارُ ) من ذلِكَ وفِعْلُهُ ( بَيْطَرَ ) ( بَيْطَرَةً ).

[ب ط ر ق] والبِطرِيقُ : بالكسر من الرُّومِ كالقَائِدِ من العَرَبِ والجمعُ ( البَطَارِقَةُ ).

[ب ط ش] بَطَشَ : بِه ( بَطْشاً ) من بابِ ضَرَبَ وبهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ وفى لُغَةِ من بابِ قَتَلَ وقرأ بها الحسَنُ البَصرِىُّ وأبُو جَعْفَرٍ المَدَنِىُّ و ( البَطْشُ ) هو الأخْذُ بعُنْفٍ و ( بَطَشَتِ ) اليدُ إِذَا عَمِلَتْ فهى ( بَاطِشَةٌ ).

[ب ط ط] بَطَّ : الرجُلُ الجُرْحَ ( بَطّاً ) من باب قَتَلَ شَقَّهُ و ( البَطُّ ) من طَيْرِ الماءِ الواحِدَةُ بَطَّةٌ مثلُ تمرٍ وتَمْرَةٍ ويَقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى.

[ب ط ل] بطَلَ : الشَّيءُ ( يَبْطُل بُطْلاً وبُطُولاً وبُطْلَاناً ) بضم الأَوَائِل فسَدَ أَوْ سقط حُكْمُهُ فهُوَ ( بَاطِلٌ ) وجمعه ( بَوَاطِلُ ) وقيلَ يُجْمَعُ ( أَبَاطِيلَ ) على غَيْرِ قياسٍ وقال أبُو حَاتِم ( الأَبَاطِيلُ ) جمعُ ( أُبْطُولةٍ ) بضمِّ الهمزَةِ وقيلَ جَمْعُ ( إِبْطَالةٍ ) بالكَسرِ ويَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ فيقَالُ ( أَبْطَلْتُهُ ) وذهب دَمُهُ ( بُطْلاً ) أى هَدَراً و ( أَبْطَلَ ) بالأَلِفِ جاءَ ( بالبَاطِلِ ) و ( بَطَلَ ) الأَجيِرُ من العَمَل فهو ( بَطَّالٌ ) بَيِّنُ ( البَطَالَةِ ) بالفتح وحَكَى بعضُ شارِحِى المُعَلَّقَاتِ ( البِطَالَةَ ) بالكسر وقَالَ هو أَفْصَحُ وربَّما قِيلَ ( بُطَالَةٌ ) بالضمِّ حَمْلاً على نَقِيضِها وهى العُمَالَةُ ورجل ( بَطَلٌ ) أى شُجَاعٌ والجمع ( أَبْطَالٌ ) مثلُ سببٍ وأسبابٍ والفِعْلُ منه ( بَطُلَ ) بالضمِّ وِزَانُ حَسُنَ فهو حَسَنٌ وفى لُغَةٍ ( بَطَلَ يَبْطُلُ ) من بابِ قَتَل فهو ( بَطَلٌ ) بيِّن ( البَطَالَةِ ) بالفتح والكسر سُمِّىَ بذلك لِبُطْلَانِ الحياةِ عند مُلَاقَاتِهِ أو لبُطْلانِ العَظَائِمِ. به قَالَ بعضُ شارِحِى الْحَمَاسَةِ يقالُ رجلٌ ( بَطَلٌ ) وامرأة ( بَطَلَةُ ) كما يُقَالُ شُجَاعَةٌ.

[ب ط ن] البَطْنُ : خِلَافُ الظَّهْرِ وهو مُذَكَّرٌ والْجَمعُ ( بُطُونٌ وأَبْطُنٌ ) و ( البَطْنُ ) دونَ القَبِيلةِ مُؤَنَّثَةٌ وإِنْ أُرِيدَ الحىُّ فمُذَكَّرٌ والجمْعُ كَمَا تَقَدَّمَ و ( بَطَنَ ) الشيءُ ( يَبْطُنُ ) من بَابِ قَتَلَ خِلَافُ ظَهَرَ فهو ( بَاطِنٌ ) وَ ( بَطَنْتُه أبْطُنُه ) عَرَفْتُه وخَبَرْتُ ( بَاطِنَه ) و ( البِطَانةُ ) بالكسْرِ خِلَافُ الظِّهَارَةِ و ( بُطِنَ ) بالبناء للمفْعُولِ فهو ( مَبْطُونٌ ) أى عليل البَطْنِ. و ( بِطَانُ ) الرجُلِ مثلُ الجِزَامِ وزناً ومَعْنًى.

[أ ب ط] أبطأَ : الرَّجُلُ تأَخَّر مَجِيئُهُ و ( بَطُؤَ ) مجيئُه ( بُطْئاً ) مِنْ بَابِ قَرُبَ و ( بَطَاءَةً ) بالفتح والمدّ فهو ( بَطِيءٌ ) على فعيل.

[ب ظ ر] البَظْرُ : لَحْمَةٌ بين شُفْرَىِ المرأَةِ وهى القُلْفَةُ التى تُقْطَع فى الخِتَان والجمعُ ( بُظُورٌ وأَبْظُرٌ ) مثلُ فَلْسٍ وفُلُوسٍ وأَفْلُسٍ و ( بَظِرَتِ ) المرأةُ بالكسْرِ فهى ( بظْرَاء ) وِزَانُ حَمْراءَ لَمْ تُخْتَنْ.

[ب ع ث] بَعَثْتُ : رَسُولاً ( بَعْثاً ) أوْصَلْتُه و ( ابْتَعَثْتُهُ ) كذلِكَ وَفى المُطَاوِعِ ( فَانْبَعَثَ ) مثل كَسَرْتُه فانْكَسَرَ وكلُّ شَيءٍ ( يَنْبَعِثُ ) بنَفْسِهِ فإِنَّ الفِعْلَ يَتَعدَّى إِليْهِ بِنَفْسِهِ فيُقَالُ ( بَعَثْتُهُ ) وكلُّ شَيءٍ لا يَنَبعِثُ بنَفْسِهِ كالكِتَابِ والهَدِيَّةِ فإنَّ الفعلَ يَتَعدَّى إِليه بِالبَاءِ فيُقَالُ ( بَعَثْتُ بِهِ ) وأَوْجَزَ الفَارَابِىُّ فقَالَ ( بَعَثَهُ ) أَىْ أهَبَّه و ( بَعَثَ بِهِ ) وجَّهَهُ و ( البَعْثُ ) الجَيْشُ تَسْمِيةٌ بالمصدَرِ والجمعُ ( البُعُوثُ ) و ( بُعَاثٌ ) وِزَانُ غُرَابٍ مَوْضِعٌ بالمدِينَةِ وتَأْنِيثُهُ أكْثَرُ و ( يَوْمُ بُعَاثٍ ) مِنْ أَيَّامِ الأَوْسِ والخَزْرَجِ بَيْنَ الْمَبْعَثِ والهِجْرَةِ وكان الظَّفَرُ للأَوْسِ قَالَ الأزْهَرِىُّ هكذا ذَكَرَهُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ الوَاقِدِىُّ ومحمدُ بنُ إِسْحقَ وصحَّفَهُ اللَّيْثُ فجَعَلَهُ بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ وقالَ القَالِى فى بابِ العَيْنِ المُهْمَلَةِ ( يَومُ بُعَاثٍ ) يَوْمٌ فِى الجَاهِلِيَّةِ للأَوْسِ والخَزْرَجِ بضَمِّ الباءِ قالَ هكَذَا سَمِعْنَاهُ من مَشَايِخِنَا وهذِه عِبَارَةُ ابنِ دُرَيْدٍ أيضاً وقال البَكْرِىُّ ( بُعَاثٌ )

٣٢

بالعين المُهْمَلَة مَوْضِعٌ مِنَ المَدِينَةِ عَلَى لَيْلَتَيْنِ.

[ب ع د] بعُدَ : الشيءُ بالضَّمِ ( بُعْداً ) فهوَ ( بَعِيدٌ ) ويُعَدَّى بالبَاءِ وبالْهَمْزَةِ فيُقَالُ ( بعُدْتُ ) بِهِ و ( أَبْعَدْتُه ) و ( تَبَاعَدَ ) مثلُ بَعُدَ و ( بَعَّدْتُ ) بَيْنَهُمْ ( تَبْعِيداً ) و ( باعَدْتُ ) ( مُبَاعَدَةً ) و ( استَبْعَدْتُهُ ) عَدَدْتُه بَعِيداً و ( أَبعَدْتُ ) فى المَذْهَبِ إِبْعَاداً بمعنَى ( تَبَاعَدْتُ ) وفى الحديث « إِذَا أَرادَ أحَدُكُمْ قَضَاءَ الحاجَةِ أَبْعَدَ ». قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ ويَكُونُ ( أَبْعَدَ ) لازماً ومُتَعَدِّياً فاللازمُ ( أَبْعَدَ ) زيدٌ عن المنْزِلِ بمعنَى ( تَبَاعَدَ ) والْمُتَعَدِّى ( أَبْعَدْتُهُ ) و ( أَبْعَدَ ) فى السَّوْمِ شَطَّ و ( بَعِد ) ( بَعَداً ) من بابِ تَعِبَ هَلَكَ.

و ( بَعْدُ ) ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لا يُفْهَمُ معنَاهُ إِلَّا بالإِضَافَةِ لِغَيرِهِ وهو زَمَانٌ مُتَرَاخٍ عَنِ السَّابِقِ فإِنْ قَرُبَ مِنْهُ قيلَ ( بُعَيْدَهُ ) بالتصغير كما يُقَالُ قَبْلَ العصرِ فإذا قَرُب قِيلَ قُبَيْلَ العصْرِ بالتَّصْغِيرِ أَىْ قَرِيباً منه ويُسَمَّى تصغيرَ التَّقْرِيبِ وجاء زيدٌ ( بَعْدَ ) عمروٍ أى مُتَرَاخِياً زَمَانُه عن زَمَانِ مَجِيء عَمْرٍو وتَأُتِى بمعنَى مَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( عُتُلٍ بَعْدَ ذلِكَ ) أى مَعَ ذلِكَ و ( الأَبْعَدُ ) خِلَافُ الأقْرَبِ والجمع ( الأَبَاعِدُ ).

[ب ع ر] البعيرُ : مثلُ الإِنْسَانِ يقعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى يقال حلبت ( بعيرى ) ( والجَمَلُ ) بمنزلَةِ الرجُلِ يَخْتَصُّ بالذَّكَرِ و ( النَّاقَةُ ) بمنْزِلَة المرْأَةِ تَخْتَصُّ بالأُنْثَى و ( البَكْرُ ) و ( البَكْرَةُ ) مِثْلُ الفَتَى والفَتَاةِ و ( القَلُوصُ ) كالجَارِيَةِ هكَذَا حَكَاهُ جَمَاعَةٌ منْهُمُ ابنُ السِّكِّيتِ والأزهرِىُّ وابنُ جنِّى ثُمَّ قَالَ الأزهَرِىُّ هَذَا كَلَامُ العَرَبِ ولكِنْ لا يَعْرِفُه إِلَّا خَوَاصُّ أَهْلِ العِلْمِ باللُّغَةِ ووقَعَ فى كَلَامِ الشَّافِعِىِّ رضىَ الله عنه فى الوَصِيَّةِ ( لَوْ قَالَ أَعْطُوهُ بَعِيراً لم يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُعْطُوَه نَاقَةً ) فحَمَلَ البَعِيرَ على الجَمَلِ ووجْهُهُ أَنْ الوَصِيَّةَ مَبْنِيَّةٌ على عُرْفِ الناسِ لا عَلَى مُحْتَمَلَات اللّغَةِ الَّتِى لا يَعْرِفُهَا إلا الْخَوَاصُّ وحَكَى فى كِفَايةِ المُتَحَفِّظِ مَعنَى مَا تَقَدَّمَ ثُمَّ قَالَ وإِنَّمَا يُقَالُ جَمَلٌ أو نَاقَةٌ إِذَا أَرْبَعَا فأَمَّا قَبْلَ ذلِكَ فيُقَالُ قَعُودٌ وبَكْرٌ وبَكْرةٌ وقَلُوصٌ وجمعُ ( البَعِيرِ ) ( أَبْعِرَةٌ وأَبَاعِرُ وبُعْرَانٌ ) بالضم.

و ( البَعَر ) معْروفٌ والسُّكُونُ لُغَةٌ وَهُوَ من كُلِّ ذِى ظِلْفٍ وخُفٍّ والجمْعُ ( أَبْعَارٌ ) مثُل سَبَبٍ وأَسبَابٍ و ( بَعَر ) ذلِكَ الْحَيَوانُ ( بَعْراً ) من بابِ نَفَع ألقَى ( بَعَرَهُ ).

[ب ع ض] بَعْضٌ : مِنَ الشيءِ طَائِفَةٌ منه وبعضُهُم يَقُولُ جُزْءٌ منه فيَجُوزُ أن يَكُونَ ( البعْضُ ) جُزْءًا أَعْظَمَ من البَاقِى كالثَّمَانِيَّة تكُونُ جُزءًا منَ الْعَشَرَةِ قَالَ ثَعْلَبٌ أجْمَعَ أهلُ النحْوِ على أَنَ ( البَعْضَ ) شيء من شَيءٍ أو مِنْ أَشْيَاءَ وهذا يَتَنَاوَلُ مَا فوقَ النِّصفِ كالثَّمَانِيَةِ فإِنَّهُ يَصْدُقُ عليه أَنَّهٌ شيءٌ من العَشَرَةِ و ( بعَّضْتُ ) الشيءَ ( تَبْعِيضاً ) جَعَلْتُه ( أبْعَاضاً ) متَمايِزَةً قال الْأَزْهَرىُّ وأَجَازَ النحويُّونَ إدْخَالَ الْأَلِفِ واللامِ على ( بَعْضٍ وكُلٍّ ) إلَّا الْأَصْمَعِىَّ فإِنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ ذلِكَ وقالَ أبُو حَاتِمٍ قُلْتُ للأصْمَعِىِّ رَأَيْتُ فى كَلَامِ ابنِ المُقَفَّعِ ( العلمُ كثيرٌ ولكِنْ أَخْذُ البَعْضِ خيرٌ من تَرْكِ الكُلِّ ) فأنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ وقالَ ( كلٌّ وبعضٌ ) مَعْرِفَتَانِ فلا تَدْخلُهُمَا الألِفُ واللَّامُ لأَنَّهُمَا فى نِيَّةِ الإِضَافَةِ ومن هُنَا قالَ أبُو عَلِىٍّ الفارِسِىُّ ( بعضٌ وكلٌّ ) معرِفَتَانِ لأَنَّهُمَا فى نِيَّةِ الإِضَافَةِ وقدْ نَصَبَتِ العَرَبُ عنْهُما الحالَ فقالُوا مررت بكُلِّ قائماً.

وأمَّا قولُهُمْ البَاءُ ( للتَّبْعِيضِ ) فمَعنَاهُ أَنَّها لا تَقْتَضِى العُمُومَ فيَكْفِى أنْ تَقَعَ علَى ما يَصْدُقُ عليه أَنَّهُ بعْضٌ واستَدلُّوا عَلَيْهِ بقَوْلِهِ تَعَالى ( وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ ) وقالوا البَاءُ هُنَا ( للتَّبْعِيضِ ) علَى رَأْىِ الكُوفِيِّينَ ونَصَّ على مجيئها ( للتَّبْعِيضِ ) ابنُ قُتَيْبَةَ فى أَدَبِ الكَاتِبِ وأبُو عَلى الفارِسىُّ وابنُ جِنِّى ونَقَلَهُ الفَارِسىُّ عن الأصْمَعِىِّ وقال ابنُ مالكٍ فى شرحِ التَّسْهِيلِ وتَأْتِي الباءُ مُوَافِقَةً مِن التَّبعِيضِيَّةِ وقال ابنُ قُتَيْبَةَ أيضاً فى كِتَابِهِ المَوْسُومِ بِمُشْكِلَاتِ مَعانِي القُرآنِ وتأْتِي الباءُ بمعنى ( مِنْ ) تقولُ العَرَبُ شَرِبْتُ بِمَاءِ كَذَا أَىْ مِنْهُ وقال تَعَالَى ( عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ ) أى مِنْها وقِيلَ فى تَوْجِيهِه لأَنَّهُ قَالَ ( يُفَجِّرُونَها ) بمعْنَى يَشْرَبُ مِنْها فى حَالِ تَفْجِيرِهَا ولو كَانَتْ على الزيادَةِ لكان التَّقْدِيرُ يَشْرَبُهَا جَميعاً فى حَالِ تَفْجِيرِهِمْ وهذا التَّقْدِيرُ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ ومثْلُه ( يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) أى يَشْرَبُ مِنْهَا و ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنا ) أى مِن أَعْيُنِنَا والمرادُ أعْيُنُ الأرْضِ وقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ فى جُزْءٍ لَهُ فى مَعَانِى الشِّعْرِ عندَ قولِ زُهَيْر :

فَتَعْرُككم عَرْكَ الرّخا بِثقالها

وَضَعَ البَاءَ مَوْضِعَ مَع قَالَ وقد ذَكَر هذَا البَابَ ابنُ السِّكِّيتِ وَقَال إِن البَاءَ تَقَعُ مَوْقِعَ مِنْ وعَنْ وحَكَى أبُو زيدٍ الأنْصَارِىُّ من كَلَامِ العَرَبِ سقاكَ اللهُ تعالَى مِنْ ماءِ كذا أى بِهِ فَجَعَلُوهُمَا بمعْنًى وذَهَبَ إِلى مَجِيءِ البَاءِ بمَعْنَى التَّبْعِيضِ الشافِعىُّ وهو مِنْ أَئِمَّةِ اللِّسَانِ وقَالَ بمُقْتَضَاهُ أحْمَدُ وأبُو حَنِيفَةَ حيثُ لم يُوجِبَا التَعْمِيمَ بِل اكْتَفَى أحْمَدُ بِمَسْحِ الأكْثَرِ فى رِوايةٍ وأبو حَنِيفَةَ بِمسْحِ الرُّبُعِ ولَا مَعْنَى لِلتَّبْعِيضِ غيرُ ذلكَ وجَعْلُها فى الآية بِمَعْنى التَّبْعِيضِ أوْلَى مِنَ القَوْلِ بِزيَادتِها لأن الأصْلَ عَدَمُ الزِّيَادَةِ ولا يَلْزَمُ مِنَ الزِّيَادَةِ فى مَوْضِعٍ ثُبُوثُها فى كُلِّ مَوْضِعٍ بلْ لَا يَجُوزُ القولُ به إِلَا بِدَلِيلٍ فدَعْوَى الأصَالة دَعْوَى تَأْسِيسٍ وهُو الحَقِيقَةُ ودَعْوى الزيادةِ دَعْوى مَجَازٍ ومَعْلُومٌ أنَّ الْحَقِيقَة

٣٣

أَوْلَى وقولُه تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ ) قال ابنُ عَبَّاسٍ الباءُ بمعْنَى مِنْ فالمعْنَى مِنْ نِعْمَةِ اللهِ قاله الحُجَّةُ فى التفْسِيرِ ومثلُهُ ( فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ ) أىْ مِنْ عِلْمِ اللهِ وقال عنترةُ :

شَرِبَتْ بماء الدُّحْرُضَين فأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ تنفِرُ عن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ

أى شَرِبَتْ مِن مَاءِ الدُّحْرُضَينِ وقال الآخرُ :

شرِبنَ بماء البحرِ ثم ترفَّعَتْ

مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ

أى من ماء البحر وقال الآخر :

هُنَّ الحَرَائِرُ لا رَبَّاتُ أَحْمِرَةٍ

سُودُ المَحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ

أى من السُّوَرِ وقال جَمِيلٌ :

فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذاً بقُرونِهَا

شُرْبَ النزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الحَشْرَج

أى مِنْ بَرْدِ وقال عَبِيدُ بنُ الْأَبْرَصِ :

فذلك الماءُ لو أَنِّى شَربْتُ بِهِ

إِذاً شَفَى كَبِداً شَكَّاءَ مَكْلُومَه

أى لو أَنِّى شَرِبْتُ مِنْهُ وقال النُّحَاةُ الأصْلُ أن تَأْتِىَ للإِلْصَاقِ ومثَّلُوهَا بقَولِكَ مَسَحْتُ يَدِى بالمِنْدِيلِ أَى أَلْصَقتُهَا بِهِ والظَّاهِرُ أَنَّهُ لا يَستَوعِبُه وهو عُرْفُ الاسْتعمَالِ ويَلْزَمُ من هذَا الإجماعُ عَلَى أَنَّهَا لِلتَّبعِيضِ.

فإِنْ قِيلَ هذِهِ الآيةُ مَدَنِيَّةٌ والاسْتِدْلَالُ بها يُفْهِمُ أَنّ الوُضُوءَ لم يَكُنْ واجِباً مِن قَبلُ وأنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ جَائِزَةً بِغَيْرِ وُضُوءٍ إِلى حَالِ نُزُولِهَا فى سَنَةِ سِتٍّ والقَوْلُ بذلك مُمْتَنِعٌ فالْجَوابُ أنَّ هذه الآيَة مِمَّا نَزَلَ حُكْمُه مرَّتَيْنِ فإِنَّ وُجُوبَ الوُضُوءِ كانَ بمَكَّةَ مِنْ غِيرِ خِلَافٍ عِنْدَ المُعْتَبَرِينَ فهو مَكِّىُّ الفَرْضِ مَدَنِىُّ التِّلَاوَةِ ولِهذَا قالتْ عَائِشَةُ رضى اللهُ عَنْها فى هذِه الآيَةِ نَزَلتْ آيةُ التَّيَمُّمِ ولمْ تَقُلْ نَزَلَتْ آيةُ الوُضُوءِ وقالَ بعضُ العُلَمَاءِ كَانَ سُنَّةً فى ابْتِدَاءِ الإسلَامِ حَتَّى نَزَل فَرْضُهُ فى آيةِ التيمُّمِ نَقَلَه القَاضى عِيَاضٌ.

[ب ع ل] البعْلُ : الزوجُ يقالُ ( بَعَلَ يَبْعُلُ ) من بابِ قَتَل ( بُعُولَةً ) إذا تَزَوجَ والمَرأَةُ ( بَعلٌ ) أيضاً وقد يُقالُ فيها ( بَعلَةٌ ) بالهاء كما يُقَالُ زوجَةٌ تَحْقِيقاً للتأْنِيثِ والجمعُ ( البُعُولَةُ ) قال تعالى ( وَبُعُولَتُهُنَ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ) و ( البَعلُ ) النخْلُ يَشرَبُ بعُرُوقِهِ فَيَسْتَغْنِى عن السَّقْىِ وقال أبو عَمرٍو ( البَعلُ ) و ( العِذْيُ ) بالْكَسرِ واحدٌ وهو مَا سَقَتْهُ السَّمَاءُ وقال الأصْمَعِىُّ ( البَعْلُ ) ما يَشْرَبُ بعُرُوقِهِ من غَيرِ سَقْىٍ ولَا سَمَاءٍ و ( العِذْىُ ) ما سَقَتْهُ السماءُ و ( البَعْلُ )السيّدُ و ( البَعْلُ ) المَالِكُ وَ ( باعَلَ ) الرجلُ امْرَأَته ( مُبَاعَلةً وبِعَالاً ) من بابِ قَاتَل لَاعَبَها.

[ب غ ش و ر] بَغْشُورُ : بَلْدةٌ بَينَ مرْوٍ وَهَراةَ والنّسبَةُ إليها بَغَوِيٌ على غيرِ قِيَاسٍ وهى نِسْبَةٌ لبعضِ أَصْحَابِنَا.

[ب غ ت] بغَتَه : ( بَغْتاً ) من بابِ نَفَع فَاجَأهُ وجَاءَ ( بَغْتَةً ) أى فَجْأَةً على عِرَّةٍ و ( بَاغَتَه ) كذلك.

[ب غ ث] البُغَاثُ : من الطير ما لا يَصِيدُ ولا يُرْغَبُ فى صَيدِه لأنه لا يُؤْكلُ قالَه الأزهَرِىُّ وقال ابنُ السِّكِّيتِ ( البُغَاثُ ) طائِرٌ أَبْغَثُ دونَ الرخَمَةِ بَطِيءُ الطَيَرَانِ وبعضهم يقولُ البُغاثة تقعُ على الذَّكَرِ والأُنثى كالحمامَةِ والنَّعَامةِ والجمعُ ( البُغَاثُ ) كالحَمامِ وبعضُهُمْ يقول ( البُغْاثُ ) واحد ويجمع عَلَى ( بِغْثَانٍ ) مثلُ غَزَالٍ وغِزْلَانٍ ويجوز فى البغَاثِ والبغَاثَةِ تثليث الأوّل واستَنْسَرَ ( البُغاثُ ) صَارَ نَسْراً وعليه قُوله :

إِنَ البُغَاثَ بأرْضِنَا يسَتَنْسِرُ

أى أَنَّ الضَعِيفَ يَصِيرُ قويَّا بأَرْضِنَا و ( بَغِثَ ) الطائرُ بالكَسْرِ بُغْثةً أشبَه لونُه لونَ الرّمادِ.

[ب غ د ا د] بَغدادُ : اسمُ بلدٍ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ والدَّالُ الأُولى مُهْمَلَةٌ وأَمَّا الثانِيَةُ ففِيها ثلاثُ لُغَاتٍ حكاها ابنُ الأنبَارِىِّ وغيرُه دالٌ مُهْمَلَةٌ وهو الأكثرُ والثَّانِيةُ نونٌ والثالِثَةُ وهى الأَقلُّ ذالٌ مُعْجَمَةٌ وَبَعضُهم يَخْتَارُ ( بَغْدانَ ) بالنُّونِ لأن بِنَاءَ فَعْلَالٍ بالفتْحِ بَابُهُ المُضَاعَفُ نَحْوُ الصَّلْصَالِ والْخَلْخَالِ ولَم يجِئ فى غَيرِ المُضَاعَفِ إلَّا نَاقَةٌ بِهَا خَزْعَالٌ وهو الظَّلْعُ وقَسطَالٌ وهو الغُبَارُ وبَعضُهُم يمنع الفَعْلَالَ فى غير المُضَاعَفِ ويقول خَزْعَالٌ مُوَلَّدٌ وقَسْطَالٌ مَمْدُودٌ من قَسْطَلٍ وأُجِيبَ بأَنَّ ( بَغْدَادَ ) غيرُ عَرَبِيَّةٍ فلا تدْخُلُ تَحْتَ الضَّابِطِ العَرَبِىِّ ويُقَالُ إِنَّها إِسْلَامِيَّةٌ وإِنَّ بَانِيهَا المَنْصُورُ أبو جَعْفَرٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بن علىِّ ابنِ عبدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ ثَانِى الخلَفاءِ العَبَّاسِيّينَ بَنَاهَا لمّا تَوَلَّى الخِلَافَةَ بعْدَ أخِيهِ السَّفَّاحِ وكانتْ ولايةُ المنصُورِ المذكُورِ فى ذِى الحِجَّةِ سنَةَ سِتٍّ وثَلَاثينَ ومِائَةٍ وتُوُفِّىِ فى ذِى الحِجَّةِ سنَةَ ثَمَانٍ وخمسِينَ ومِائَةٍ.

[ب غ ض] بغُضَ : الشيءُ بالضَّمِّ ( بَغَاضَةً ) فهو ( بَغِيضٌ ) و ( أَبْغَضْتُه إبْغَاضاً ) فهو ( مُبْغَضٌ ) والاسْمُ ( البُغْضُ ) قالوا ولا يُقَالُ ( بَغَضْتُه ) بغَيْرِ أَلِفٍ و ( بَغَّضَه ) اللهُ تعالى لِلنَّاسِ بالتَّشْدِيدِ ( فَأَبغَضُوهُ ) وَ ( البِغضَةُ ) بالْكسرِ و ( البَغْضَاءُ ) شِدَّةُ البُغْضِ وَ ( تَبَاغَضَ ) القومُ ( أَبْغَضَ ) بَعضُهُمْ بَعضاً.

[ب غ ل] البغْلُ : معروف وجمعُ القِلِّةِ ( أبْغَالٌ ) وجمعُ الكَثْرةِ ( بِغَالٌ ) والأنثى ( بغْلَةٌ ) بالهاء والجمعُ ( بَغَلَاتٌ ) مثلُ سجْدةٍ وسَجَداتٍ و ( بِغَالٌ ) أيضاً.

[ب غ ي] بَغَيْتُهُ : ( أَبْغِيه بَغْياً ) طَلَبتُه و ( ابْتَغَيْتُه ) و ( تَبَغَّيْتُه ) مثلُه

٣٤

والاسم ( البُغَاءُ ) وِزَانُ غُرابٍ و ( يَنْبَغِى أن يكونَ كذا ) مَعْنَاه يُنْدَبُ نَدْباً مُؤَكَّداً لا يَحْسُنُ تَرْكُه واسْتِعْمالُ ماضِيه مَهْجُورٌ وقد عَدُّوا ( يَنْبَغِى ) منَ الأَفْعَالِ التى لا تَتَصَرَّفُ فلا يُقَالُ ( انْبَغَى ) وقِيلَ فى توْجِيهِه إِنَّ ( انبَغَى ) مُطَاوِعُ بَغَى ولا يُسْتَعْمَلُ انْفَعَل فى المُطَاوَعةِ إِلَّا إِذَا كَانَ فيه عِلَاجٌ وانْفِعَالٌ مثلُ كَسَرْته فانْكَسَرَ وكما لَا يُقَالُ طَلَبْتُه فانْطَلَبَ وقَصَدْتُه فانْقَصَدَ لا يُقَالُ ( بَغَيْتُه فانبَغَى ) لأنه لَا عِلَاجَ فيه وأَجازَه بعْضُهم وحُكِىَ عنِ الكِسَائِىِّ أَنَّه سمعه من العَرَبِ و ( ما يَنبَغِى أَنْ يَكُونَ كذا ) أى مَا يَسْتَقِيمُ أو مَا يَحْسُنُ و ( بَغَى ) على النَّاسِ ( بَغْياً ) ظَلَم واعْتَدَى فهو ( بَاغٍ ) والجمعُ ( بُغَاةٌ ) و ( بَغَى ) سَعَى بالْفَسَادِ ومنه الفِرْقَةُ البَاغِيَةُ لأَنَّهَا عَدَلَتْ عَنِ القَصْدِ وأصْلُهُ مِنْ ( بَغَى ) الجُرْحُ إِذَا تَرامَى إلى الْفَسَادِ و ( بَغَتِ ) المرأَةُ ( تَبْغِى بِغَاءً ) بالكَسْرِ والمدِّ فَجَرَتْ فهى ( بَغِيٌ ) والجمعُ ( بَغَايَا ) وهو وصْفٌ مختصٌّ بالْمرأةِ ولا يُقَالُ للرَّجُلِ ( بَغِيٌ ) قاله الأزهَرِىُّ و ( البَغِيُ ) القَيْنَةُ وإِنْ كَانَتْ عَفِيفَةً لثُبُوتِ الفُجُورِ لَهَا فى الأصْلِ قال الجوهَرِىُّ ولا يُرَادُ به الشَّتْمُ لأَنهُ اسمٌ جُعِلَ كاللَّقَبِ والْأَمَةُ ( تُبَاغِي ) أى تُزَانِي ولِى عنْدَهُ ( بِغْيَةٌ ) بالكسْر وهى الحَاجَةُ التى تَبْغِيها وضَمُّها لُغَةٌ وقِيلَ بالكَسْرِ الهَيْئَةُ وبالضَّمِ الحَاجَةُ.

[ب ق ر] البَقَر : معروفٌ وهو اسمُ جِنْسٍ قال الجوهرىُّ وتُطْلَقُ ( البَقَرَةُ ) على الذَّكَرِ والأُنْثَى وإِنما دَخَلَتِ الهاءُ لأنه واحِدٌ من الجِنْسِ وجَمْعُها ( بَقَراتٌ ) و ( بَقَرْتُ ) الشىءَ ( بَقْراً ) من بابِ قَتَلَ شَقَقْتُهُ و ( بَقَرْتُه ) فَتَحْتُهُ وهو ( بَاقِرُ عِلْمٍ ) و ( تَبَقَّرَ ) فى العِلْمِ والمالِ مثلُ تَوَسَّعَ وزناً ومعنىً.

[ب ق ع] البُقْعَةُ : مِنَ الأَرْضِ القِطْعَةُ منها وتُضَمُّ الباءُ فى الأكثر فتُجْمَعُ على بُقَعٍ مثلُ غُرْفَةٍ وغرفٍ وتُفْتَحُ فتُجْمَعُ على ( بِقَاعٍ ) مثلُ كَلْبةٍ وكِلَابٍ و ( البَقِيعُ ) المكانُ المتَّسِعُ ويقَالُ الموضِعُ الذى فيه شَجَرٌ و ( بقِيعُ الغَرْقَدِ ) بمدينَةِ النبىِّ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ كان ذَا شَجرٍ وزَالَ وبَقِىَ الاسمُ وهو الآنَ مَقْبرةٌ وبالمدِينَةِ أيضاً مَوْضِعٌ يقالُ له ( بَقِيعُ الزُّبَيْرِ ) و ( بَقِعَ ) الغُرابُ وغيرُه ( بَقَعاً ) من باب تَعِبَ اخْتَلَف لونُه فهو ( أبْقَعُ ) وجمعُه ( بقْعَانٌ ) بالكَسْرِ غَلَبَ فيه الاسْمِية ولَوِ اعْتُبرتِ الوصفية لقيلَ ( بُقْعٌ ) مثلُ أحَمْرَ وحُمْرٍ وسنة ( بَقْعَاءُ ) فيها خِصْبٌ وجَدْبٌ فهى مُخْتَلِفَةٌ.

[ب ق] البَقُ : كِبَارُ البَعُوضِ الواحدةُ ( بَقَّةٌ ) وبقَّةُ اسمُ حِصْنٍ باليَمَنِ وقالتِ امرأةٌ تُلَاعِبُ ابْنَهَا :

حُزُقَّةٌ حُزُقَة

تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّه

والنِّسْبَةُ إِليهِ بَقّيٌ وجَرَى على ألسِنَةِ الناسِ أيْضاً فكُّ التضْعِيفِ فيُقَالَ بَقَقِيُ وهو نسبةٌ لبعضِ أصْحَابنَا.

[ب ق ل] البَقْلُ : كلُّ نَبَاتٍ اخْضَرَّتْ به الأرْضُ قاله ابنُ فارسٍ و ( أَبْقَلَتِ ) الأرضُ أَنْبَتَتِ البَقْلَ فهى ( مُبْقِلةٌ ) على القِيَاسِ وجاءَ أَيْضا ( بَقلةٌ ) و ( بَقِيلَةٌ ) و ( أَبْقَلَ ) المَوْضِعُ من البقْلِ فهو ( بَاقِلٌ ) على غَيْرِ قِيَاسٍ و ( أَبْقَلَ ) القومُ وَجَدُوا بَقْلاً و ( البَاقِلَّا ) وزنُهُ فَاعِلَّا يُشَدَّدُ فيُقْصَرُ ويُخَفَّفُ فيُمَدُّ الواحدةُ ( بَاقِلَّاةٌ ) بالوَجْهَيْنِ.

[ب ق م] البَقَّمُ : بتشدِيدِ القَافِ صِبْغٌ معروفٌ قيلَ عَرَبِىٌّ وقِيلَ مُعَرَّبٌ قال الشاعر.

كمِرْجَلِ الصَّبَّاغ جاشَ بَقَّمُه

[ب ق ي] بَقيَ : الشيءُ ( يَبْقَى ) من بابِ تَعِبَ ( بَقَاءً وبَاقِيَةً ) دَامَ وثبَتَ ويَتَعَدَّى بالألِفِ فيُقَالُ ( أَبْقَيْتُهُ ) والاسمُ ( البَقْوَى ) بالفتح مع الواو و ( البُقْيَا ) بالضَّمِّ مَعَ اليَاءِ ومثْلُهُ الفَتْوَى والفُتْيَا والثَّنْوَى والثُّنْيَا وهى الاسمُ مِنَ الاسْتِثْنَاءِ والرَّعْوَى والرُّعْيَا من أَرْعَيْتُ عليهِ وطَيّئٌ تُبْدِلُ الكسرةَ فَتْحَةً فَتَنْقَلِبُ الياءُ ألفاً فيَصِيرُ ( بَقَا ) وكذلِكَ كُلُّ فعلٍ ثُلَاثِىٍّ سواءٌ كانَتِ الكسرةُ والياءُ أصْلِيَّتيْنِ نحوُ بَقِي ونَسِىَ وفَنِى أو كان ذلك عَارِضاً كما لو بُنِىَ الفِعْلُ للمفْعُولِ فيقُولُونَ فى هُدِىَ زيدٌ وبُنِىَ البيتُ هُدَا زيد وبُنَا البيتُ و ( بَقِي ) من الدَّيْنِ كذا فَضَلَ وتَأَخَّرَ و ( تَبقَّى ) مِثْلُه والاسْمُ ( البَقِيَّةُ ) وجمعُها ( بَقَايَا ) و ( بَقِيَّات ) مثلُ عَطِيَّةٍ وعَطَايَا وعَطِيَّاتٍ.

[ب ك ت] بَكَّتَ : زيدُ عمراً ( تَبْكِيتاً ) عَيَّرَ وقَبَّحَ فِعْلَه ويكونُ التبْكِيتُ بِلَفْظِ الخَبَرِ كَمَا فِى قوْلِ إبراهيمَ صلواتُ الله وسلامُهُ عليه ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا ) فإنَّهُ قَالَه تَبْكِيتاً وتَوْبِيخاً على عِبَادَتِهِم الأصْنَامَ.

[ب ك ر] بَكَرَ : إلى الشيءِ ( بُكُوراً ) من بابِ قَعَدَ أَسْرَعَ أىَّ وقْتٍ كَانَ وأنْشَدَ أبو زيدٍ فى كِتَابِ النوادِرِ.

بَكرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِى النَّدَى

قال الفَارسِىُّ معناه عَجِلَتْ ولَمْ يُرِدْ بُكُورَ الغُدُوِّ و ( بَكَّرَ ) ( تَبْكِيراً ) مثلُه و ( أبْكَرَ ) ( إِبْكَاراً ) فَعَل ذلكَ بُكْرةً قَالَهُ ابنُ فارِسٍ و ( البُكْرَةُ ) من الغَدَاةِ جمعُها ( بُكَرٌ ) مثلُ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ و ( أبْكَارٌ ) جمعُ الجمعِ مثلُ رُطَبٍ وأرْطَابٍ وإذا أريدَ ( بُكْرَةُ ) يومٍ بِعَيْنِهِ مُنِعَتِ الصرفَ للتأنِيثِ والعلميَّةِ وحَكَى الصغَانِيُّ أَنَّ ( أَبْكَرَ ) يُسْتَعْمَلُ مُتَعدِّياً فيقالُ ( أَبْكَرْتُهُ ) وقال أبو زيدٍ فى كِتَابِ المَصَادِرِ ( بَكَرَ بُكُوراً ) وَغَدا غُدُوًّا هذانِ من أوّلِ النهارِ وقال ابْنُ جنِّى الأَبنِيَةُ الثلاثةُ بِمَعْنَى الإِسْرَاعِ أىَّ وقْتٍ كَانَ و ( بَاكَرْتُه ) بمعنى ( بَكرتُ ) إلَيْهِ وأَتَانِي ( بكْرَةً ) و ( بَاكِراً ) بمعنًى و ( بَكِرَ بَكَراً ) كَانَ صَاحِبَ بكُورٍ و ( بَكَّر ) بالصلاةِ

٣٥

صلَّاهَا لأوّلِ وَقْتِها و ( ابْتَكَرْتُ ) الشيءَ أَخَذْتُ أَوَّلَه وعليه قوله عليه الصلاة والسلام « من بَكَّرَ وابْتَكَرَ ». أَىْ مَنْ أَسْرَعَ قَبْلَ الأَذَان وسَمِعَ أوّلَ الْخُطْبَةِ.

و ( بَاكُورَةُ ) الفاكِهَةِ أَوَّلُ مَا يُدْرَكُ منها و ( ابْتَكَرْتُ ) الفاكِهَة أَكَلْتُ بَاكورَتها قال أبو حاتمٍ ( البَاكُورَةُ ) منْ كُلِّ فَاكِهةٍ ما عجَّلَ الْإِخْرَاجَ والجمعُ البَوَاكِيرُ و ( البَاكُورَاتُ ) ونَخْلَةٌ ( بَاكُورَةٌ ) و ( بَاكُورٌ ) و ( بَكُورٌ ) والجمع ( بُكُرٌ ) مثلُ رَسُولٍ ورُسُلٍ و ( البِكْرُ ) خِلَافُ الثَّيِّبِ رَجُلاً كان أوِ امْرَأةً وهو الذى لم يَتَزَوَّجْ وعليه قولُه ( البِكْر بالبِكْرِ ) جَلْدُ مائةٍ وتغريبُ عَامٍ والمعنى زِنَا البِكْرِ بالْبِكْرِ فيه جَلْدُ مائةٍ أو حَدّهُ جَلْدُ مِائَةٍ والجمعُ ( أَبْكَارٌ ) مثلُ حِمْلٍ وأَحْمَالٍ و ( البَكَارَةُ ) بالفَتْحِ عُذْرَةُ المرأَةِ ومَوْلُودٌ ( بكْرٌ ) إذا كان أوّلَ وَلَدٍ لأبَوَيْهِ و ( البَكْرُ ) بالفتحِ الفَتِىُّ من الإِبِلِ وبهِ كُنِىَ ومنْه ( أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ) والجَمْعُ ( أبْكُرٌ ) و ( البَكْرَةُ ) الأُنْثَى والجمعُ ( بِكَارٌ ) مِثلُ كَلْبَةٍ وكِلَابٍ وقد يقال ( بِكَارَةٌ ) مثلُ حِجَارَةٍ و ( البَكَرَةُ ) الّتى يُسْتَقَى عليها بفَتْحِ الكَافِ فتُجْمَعُ على ( بَكَرٍ ) مثلُ قَصَبَةٍ وقَصَبٍ وتسَكَّنُ فتُجمَعُ على ( بَكَراتٍ ) مثلُ سَجْدَةٍ وسَجَداتٍ و ( أبُو بَكْرَة ) كُنْيَةُ نُفَيعِ بنِ الحرِثِ الثَّقَفِىِّ وقيل نُفَيْعُ بنُ مَسْرُوحٍ وكُنِىَ بِها لأَنَّهُ تَدَلَّى منْ سُورِ الطَّائِفِ على بَكْرَةٍ.

[ب ك م] بَكِمَ : ( يَبْكَمُ ) من بابِ تَعِبَ فهو ( أبْكَمُ ) أى أَخْرَسُ وقِيلَ الأخْرَسُ الذى خُلِقَ ولا نُطْقَ لهُ و ( الأَبْكمُ ) الّذِى لَهُ نُطْقٌ ولا يَعْقِلُ الجَوابَ والجمعُ بُكْمٌ.

[ب ك ي] بَكَى : ( يَبْكِي بُكًى وبُكَاءً ) بِالقَصْرِ وَالمدِّ وقيلَ القصْرُ مَعَ خُرُوجِ الدُّمُوعِ والمدُّ على إِرَادَةِ الصَّوْتِ وقد جَمَع الشاعرُ اللُّغَتَينِ فقَال :

بَكَتْ عَيْنى وحقَّ لها بُكَاهَا

وما يُغْنِى البُكَاءُ ولا الْعَوِيلُ

ويَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيقَالُ ( أَبْكَيْتُهُ ) ويقَالُ ( بَكَيْتُهُ ) و ( بَكَيْتُ ) عليهِ و ( بَكَيْتُ لَهُ ) و ( بَكَّيْتُهُ ) بالتَّشْدِيدِ و ( بَكَتِ ) السَّحَابَةُ أَمْطرَتْ.

[ب ل ج] بَلَجَ : الصُّبْحُ ( بُلُوجاً ) من بَابِ قَعَدَ أَسْفَر وأَنَارَ ومنه قِيلَ ( بَلَجَ ) الحقُّ إذا وَضَحَ وظَهَرَ. و ( بَلِجَ بَلَجاً ) من بابِ تعِبَ لُغَةٌ واسمُ الفَاعِلِ من الثَّانِيَةِ ( أبْلَجُ ) وحُجَّةٌ ( بلْجَاءُ ) و ( ابْتَلَج ) الصُّبْحُ بمعنى ( بَلَجَ ) و ( أَبْلَجَ ) بالألفِ كذلِكَ و ( البِلِيلَجُ ) بكسرِ البَاءِ واللامِ الأُوَلى وفتحِ الثَّانِيَةِ دَوَاءٌ هِنْدِىٌّ معْرُوفٌ.

[ب ل ح] البَلحُ : ثَمَرُ النَّخْلِ مادَامَ أخْضَرَ قريباً إلى الاسْتِدَارَةِ إِلَى أَنْ يَغْلُظَ النَّوَى وهُو كالحِصْرِم مِنَ العِنَبِ وأهلُ البَصْرَةِ يُسَمُّونَه الخَلَالَ ، الواحدة بَلَحَةٌ وخَلَالَةٌ فإِذا أخَذَ فى الطُولِ والتَّلوُّن إِلى الحُمْرَةِ أو الصُّفْرَةِ فهو بُسْرٌ فإِذا خَلَصَ لونُهُ وتكَامَلَ إِرْطَابُهُ فهو الزَّهْوُ.

[ب ل خ] بَلْخ : قَاعِدَةُ خُرَاسَانَ ويُقَالُ هى فى وَسَطِ الإقْلِيمِ ويُنْسَبُ إليها بَعْضُ أَصْحَابِنَا.

[ب ل د] البلَد : يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ والجمع ( بُلْدَانٌ ) و ( البَلْدَةُ ) البَلَدُ وجمْعُها ( بِلَادٌ ) مثلُ كَلْبةٍ وكِلَابٍ و ( بَلَدَ ) الرجلُ ( يَبْلِدُ ) من بابِ ضَرَب أَقَامَ بالبَلَدِ فهو ( بَالِدٌ ) و ( بَلَدُ ) قريةٌ بقُرْبِ الْمَوْصِلِ على نَحْوِ ستَّةِ فَرَاسِخَ من جِهَةِ الشَّمالِ على دِجْلَةَ وتُسَمَّى ( بَلَدَ الحَطَبِ ) ويُنْسَبُ إليها بعضُ أصحابِنا ويُطْلَقُ ( البَلَدُ ) و ( البَلْدَةُ ) على كلِّ مَوْضِع منَ الأرْضِ عامراً كان أو خَلاءً وفى التَّنْزِيلِ ( إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ ) أى إِلى أرضٍ ليس بها نَبَاتٌ ولا مَرْعَى فيخْرُجُ ذلك بالمطَرِ فتَرْعَاهُ أَنْعَامُهُم فأطْلَقَ الموْتَ على عَدَم النَّبَاتِ والمَرْعَى وأَطْلَقَ الحَيَاةَ على وُجُودِهِما و ( بَلُدَ ) الرجُلُ بالضمّ بَلَادَةً فهو ( بَلِيدٌ ) أى غيرُ ذَكِىٍّ ولا فَطِنٍ.

[ب ل و ر] البِلّورُ : حجر معروفٌ وأحسنُه ما يُجْلَبُ من جَزَائِرِ الزَّنْجِ ، وفيه لُغَتَانِ كسرُ الباءِ مَعَ فتحِ اللَّامِ مثلُ سِنَّوْرٍ وفتحُ الباءِ مَعَ ضمِّ اللَّامِ وهى مُشَدَّدَةٌ فيهمَا مِثْلُ تَنُّورٍ.

[ب ل س] البَلَاسُ : مِثْلُ سَلَامٍ هو المِسْحُ وهو فارسىُّ مُعَرَّبٌ والجمعُ ( بُلُسٌ ) بضمتين مثل عَنَاقٍ وعُنقٍ و ( أَبْلَسَ ) الرجلُ ( إِبْلَاساً ) سَكَتَ و ( أَبْلَسَ ) أَيِس وفى التنزيل ( فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ ) و ( إِبليسُ ) أَعْجَمِىُّ ولهذا لا يَنْصِرَفُ للعجْمَةِ والعَلَمِيَّةِ وقيل عَرَبىٌّ مُشْتَقُّ من الإِبْلَاسِ وهو اليأْسُ ورُدَّ بأنه لو كان عَرَبِيًّا لانْصَرَفَ كما يَنْصَرِفُ نَظَائِرُه نحوُ إِجْفِيلٍ وإخْرِيطٍ.

[ب ل ط] البَلَاطُ : كلُّ شيءٍ فَرَشْتَ به الدارَ من حَجَر وغيره و ( البَلُّوطُ ) مثلُ تَنُّورٍ ثمرُ شَجَرٍ وقد يُؤْكَلُ وربَّما دُبِغَ بِقِشْرِه.

[ب ل ع] بَلِعْتُ : الطَّعَامَ بَلَعاً من باب تعِب الماءَ والريقَ ( بَلْعاً ) سَاكِنَ اللَّامِ و ( بَلَعْتُه بَلْعَا ) من بَابِ نَفَع لُغَةٌ و ( ابْتَلَعْتُه ).

و ( البُلْعومُ ) مَجْرَى الطَّعَامِ فى الْحَلق وهو المَرِئ مُشْتَقُّ من البَلْعِ فالْمِيمُ زَائِدةٌ و ( البُلْعُمُ ) مقصورٌ منه لُغَةٌ و ( البَالُوعَةُ ) ثَقْبٌ يَنْزِلُ فيه الماءُ و ( البلَّوعةُ ) بتشديد اللام لغةٌ فيها.

[ب ل غ] بَلَغَ : الصَّبِىُّ ( بُلُوغاً ) من بابِ قَعد احْتَلَمَ وَأَدْرَكَ والأصلُ ( بلَغَ ) الحُلُمَ وقال ابنُ القطَّاعِ ( بَلَغَ بَلَاغاً ) فهو ( بَالِغٌ ) والجارية ( بالِغٌ ) أيضاً بغيرِ هاءٍ قال ابنُ الأَنْبَارِىّ قالُوا جَارِيَةٌ ( بَالِغٌ ) فاستغْنَوْا بذكرِ الموصوفِ وبتَأْنِيثِهِ عن تأْنِيثِ صِفَتِه كما يُقَالُ امرَأَةٌ حائِضٌ قَالَ الأزهرِىُّ وكَانَ الشافعىُّ يقولُ : ( جَارِيَةٌ

٣٦

بَالِغٌ وسَمِعْتُ العَربَ تقُولُه ) وقالوا امرَأَةٌ عَاشِقٌ وهذا التَّعْلِيلُ والتمثيل يُفْهِمُ أَنَّهُ لو لمْ يُذْكَرِ الموصوفُ وجَبَ التأنيثُ دَفْعاً للَّبْسِ نحو مَرَرْتُ ( بِبَالِغَة ) ورُبَّما أُنِّثَ مَعَ ذِكْرِ الْمُوصُوفِ لأَنَّه الأصْلُ قال ابنُ القُوطِيَّةِ ( بَلَغَ بَلَاغاً ) فهو ( بَالِغٌ ) والجاريةُ ( بَالِغَةٌ ) و ( بَلَغ ) الكِتَاب ( بَلَاغاً ) و ( بُلُوغاً ) وَصَلَ و ( بَلَغَتِ ) الثِّمارُ أدْرَكتْ ونَضِجتْ وقولهم ( لزم ذلك بالغاً مَّا بلَغَ ) منصوبٌ عن الحَالِ أى مُتَرَقِّياً إلى أعْلى نَهايَاتِهِ من قَوْلِهِم ( بَلَغْتَ ) المنْزلَ إذا وَصَلْتَهْ وقوله تعالى ( فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ) أى فإِذَا شَارَفْنَ انقِضَاءَ العِدَّةِ وفى موْضِع ( فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ ) أى انْقَضَى أجَلُهُنَّ و ( بَالَغْتُ ) فى كذا بَذَلْتُ الْجُهْدَ فى تَتَبُّعِهِ و ( البُلْغَة ) ما يُتبَلَّغُ به من العَيشِ وَلَا يَفْضُلُ يُقَالُ ( تَبَلَّغَ به ) إِذَا اكْتَفَى به وتَجَزَّأَ وفى هذا ( بَلَاغٌ وبُلْغَةٌ وتَبَلُّغٌ ) أى كِفَايَةٌ و ( أَبْلَغَهُ ) السَّلَامَ و ( بَلَّغَه ) بالأَلِفِ والتَّشْدِيدِ أَوْصَلَهُ و ( بَلُغَ ) بالضمِّ ( بَلَاغَةً ) فهو ( بَلِيغٌ ) إِذَا كانَ فصيحاً طلْقَ اللسَانِ.

[ب ل ل] بَلَلْتُهُ : بالماء ( بَلًّا ) من باب قتل ( فابْتَلُ هو ) و ( البِلَّةُ ) بالكسرِ مِنْهُ ويُجْمَعُ ( البَلُ ) على ( بِلَالٍ ) مثلُ سَهْمٍ وسِهَامٍ والاسمُ ( البَلَلُ ) بفتحتين ، وقيل ( البِلَالُ ) ما يُبَلُ بِهِ الحَلْقُ من مَاءٍ ولبَن وبه سمِّى الرجلُ و ( بَلَ ) فى الأرض ( بَلًّا ) من بابِ ضَرَب ذَهَبَ و ( أَبْلَلْتُه ) أَذْهَبْتُه و ( بَلَ ) من مرضه و ( أَبَلّ إبْلَالاً ) أيضاً برَأَ و ( بَلْ ) حرفُ عَطْفٍ ولها معنيانِ ( أحدُهما ) إبطَالُ الأوّلِ وإِثْبَاتُ الثَّانِى وتُسَمَّى حرفَ إِضرَابٍ نحوُ اضربْ زيداً بلْ عمراً وخُذْ ديناراً بلْ دِرْهَماً و ( الثَّانِى ) الخروجُ من قِصَّةٍ إلى قِصَّةٍ من غَيْرِ إِبْطَالٍ وتُرَادِفُ الوَاوَ كقولِه تعالَى ( وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ) والتَّقْدِيرُ وهُو قُرْآنٌ مَجِيدٌ وقَوْلُ القائلِ له علىّ دينارٌ بل دِرْهَمٌ مَحْمُولٌ على المعنَى الثَّانِي لأنَّ الإقْرَارَ لا يُرْفَعُ بِغَيْرِ تَخصِيصٍ.

[ب ل هـ] بَلِهَ : ( بَلَهاً ) من بابِ تعِبَ ضعُفَ عَقْلُه فهو ( أَبْلَهُ ) والأنثى ( بَلْهَاءُ ) والجمع ( بُلْهٌ ) مثلُ أَحْمَرَ وحَمْرَاءَ وحُمْرٍ ومن كلامِ العَرَبِ ( خيرُ أولادِنَا الأَبْلَهُ الغَفُولُ ). بمعنى أنَّه لشِدَّة حَيَائِهِ كالأَبْلَهِ فَيَتَغَافَلُ ويَتَجَاوَزُ فشُبِّهَ ذَلِكَ بالبَلَهِ مَجَازاً.

[ب ل ى] بَلِيَ : الثوبُ ( يَبْلَى ) من باب تَعِبَ ( بِلًى ) بالكسْرِ والقصْرِ و ( بَلَاءً ) بالفتح والمدّ خَلُقَ فهو ( بَالٍ ) و ( بَلِيَ ) الميّتُ أَفنَتْهُ الأرْضُ و ( بَلَاهُ ) اللهُ بخير أو شَرٍّ ( يَبْلُوه بَلْواً ) و ( أَبْلَاهُ ) بالألف و ( ابْتَلَاه ابْتِلاءً ) بمعنىَ امْتَحَنَهُ والاسمُ ( بَلَاءٌ ) مثلُ سَلَامٍ و ( البَلْوَى والبَلِيَّةُ ) مثْله.

و ( بَلَى ) حَرْفُ إِيجَابٍ فإذا قيلَ ما قام زيدُ وقلتَ فى الجواب ( بَلَى ) فمعناه إِثْباتُ القيام وإِذا قيلَ أليسَ كانَ كذا وقُلْتَ ( بلى ) فمعناه التَّقْرِيرُ والإِثْبَاتُ ولا تكُونُ إلَّا بَعْد نَفْى إمَّا فى أوّلِ الكَلَامِ كما تَقَدَّمَ وإمَّا فى أثْنائه كقوله تعالى ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى ) والتقدير بلى نجْمَعُها وقد يكُون مع النَّفْى استفهامٌ وقد لا يكونُ كما تقدّم فهو أبد يَرْفَعُ حُكْم النفى ويُوجب نقيضه وهو الإثْباتُ وقولهم ( لا أُباليه ولا أُبالي به ) أى لا أهتمُّ به ولا أكْترثُ له و ( لم أُبال ) و ( لمْ أُبْل ) للتخفيف كما حذفُوا الياءَ من المصْدر فقالوا ( لا أباليه بالة ) والأصلُ بالية مثل عافاهُ مُعافاةً وعافيةً قالوا ولا تُسْتعْمل إلا مع الْجَحْدِ والأصلُ فيه قولهم ( تبالى ) القومُ إذا تبادَروا إلى الماء القليل فاسْتقوا فمعنى ( لا أبالِي ) لا أُبَادِرُ إهْمَالاً لهُ وقال أبو زَيْدٍ ( ما بَالَيْتُ بِه مُبَالاةً ) والاسمُ ( البِلاءُ ) وِزَانُ كِتَابٍ وهو الهمُّ الذِى تُحَدِّثُ به نَفْسَكَ.

[ب ن ف س ج] الْبَنَفْسَجُ : وِزَانُ سَفَرْجَلٍ مُعَرَّبٌ والمُكَرَّرُ منه اللَّامَاتُ ووَزْنُه فَعَلَّلٌ.

[ب ن ج] البَنْجُ : مِثَالُ فَلْسٍ نَبْتٌ له حَبٌّ يخلِطُ بالعقلِ ويُورِثُ الخبال وربَّمَا أَسكر إِذَا شَرِبَه الإنْسَانُ بعدَ ذَوْبِه ويقال إنَّهُ يُورِثُ السُّباتَ.

[ب ن ا ن] البَنَان : الأصَابعُ وقيلَ أَطْرَافُها الواحدةُ ( بَنَانَةٌ ) قيل سُمِّيتْ ( بَنَاناً ) لأن بها صلاحَ الأحْوَالِ التى يَسْتَقِرُّ بها الإنسان لأنَّهُ يُقَالُ أَبَنَ بالمكان إذا اسْتَقَرَّ بِهِ.

[ب ن و] الابنُ : أصلُهُ بَنَوٌ بفتحتين لأنه يُجْمَعُ على بنين وهو جَمْعُ سَلَامةٍ وجمعُ السَّلَامَةِ لا تغْييرَ فيهِ وجَمعُ القِلَّةِ ( أَبْنَاءٌ ) وقيلَ أصْلُه بِنْو بكسر الباءِ مثلُ حِمْلٍ بدِليلِ قَوْلِهِمْ بنْتٌ وهذا القولُ يقِلُّ فيه التَّغْييرُ وقلَّةُ التغييرِ تَشْهَدُ بالأصالة وهو ( ابنٌ بَيِّنُ البُنُوَّةِ ) ويطلق ( الابنُ ) على ابنِ الابنِ وإِنْ سفُل مجازاً وأما غيرُ الأناسِىِّ ممّا لا يعْقِلُ نحوُ ( ابنِ مخاضٍ ) و ( ابنِ لبُونٍ ) فيقالُ فى الجَمْعِ ( بناتُ مَخَاضِ ) و ( بناتُ لَبُونِ ) ومَا أَشْبَهَه قال ابنُ الأنبارى واعلم أنّ جمْع غير النَّاس بمنْزِلَةِ جمْعِ المرْأَةِ مِن النّاسِ تقولُ فيه منْزلُ ومنْزِلَاتُ ومصَلًّى ومُصَلَّيَاتٌ وفى ( ابن عِرْسٍ ) ( بناتُ عِرْسٍ ) وفى ( ابنِ نَعْشٍ ) ( بناتُ نَعْشٍ ) ورُبَّمَا قيلَ فى ضَرُورةِ الشِّعْرِ ( بَنُو نَعْشِ ) وفيه لغَةٌ مَحْكِيَّةٌ عن الأَخْفَشِ أَنَّهُ يُقَالُ بَنَاتُ عِرْسٍ وبَنُو عِرْسٍ وبَنَاتُ نَعْشٍ وبَنُو نَعْشٍ فقَوْلُ الفُقَهَاءِ ( بَنُو اللَّبُونِ ) مُخَرَّجٌ إمَّا عَلَى هذِهِ اللُّغَةِ وإمَّا لِلتَّمْيِيِز بَيْنَ الذُّكُورِ والإِنَاثِ فإنهُ لو قِيلَ ( بَنَاتُ لَبُونٍ ) لم يُعْلَمْ هَلِ المرادُ الإِنَاثُ أو الذُّكُورُ ويُضَافُ ابنٌ إلى ما يُخَصِّصُه لمُلابسَةٍ بَيْنَهُما نحوُ ( ابنِ السَّبِيلِ ) أى مارِّ الطَّرِيقِ مُسَافِراً وهو ( ابنُ الحربِ ) أى

٣٧

كَافِيهَا وقَائِمٌ بِحمايَتِها و ( ابنُ الدُّنْيا ) أى صَاحِبُ ثَرْوَةٍ و ( ابنُ الماءِ ) لطَيْرِ الماءِ ومُؤَنَّثَةُ الابْنِ ( ابْنَةٌ ) على لَفْظِهِ وفى لُغَةٍ ( بِنْتٌ ) والجمع ( بَنَاتٌ ) وهو جمعُ مؤنَّثٍ سَالِمٌ ، قال ابنُ الأعرابِيِّ وسألْتُ الكِسَائِىَّ كيفَ تَقِفُ على بِنْتٍ فقال بالتَّاءِ إِتْبَاعاً للْكِتَابِ والأصلُ بالهاءِ لأن فيها معنَى التأنِيثِ قال فى البَارِعِ وإِذَا اخْتَلَطَ ذُكُورُ الأَنَاسِىِّ بإِنَاثِهِمْ غُلِّبَ التذْكِيرُ وقِيل ( بنُو فُلانٍ ) حتى قالوا امرأَةٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ولم يَقُولُوا من بَنَاتِ تَمِيمٍ بِخلَافِ غيرِ الأَنَاسىِّ حيثُ قالوا ( بَنَاتُ لَبُونٍ ) وعَلَى هذَا القَوْلِ لو أَوْصَى لبَنِى فُلَانِ دَخَل الذُّكُورُ والإِنَاثُ وإِذا نَسَبْتَ إلى ( ابْنٍ وبنْتٍ ) حذفْتَ أَلِفَ الوَصْلِ والتَّاءَ وَرَدَدْتَ المحْذُوفَ فقلتَ ( بَنَويٌ ) ويجوزُ مُرَاعاةُ اللَّفْظِ فيقالُ ( ابْنيٌ ) و ( بِنْتِيٌ ) ويُصَغَّرٌ بِرَدِّ المَحْذُوفِ فَيُقَالُ ( بُنَيٌ ) والأصل بُنَيْوٌ و ( بَنَيْتُ ) : البَيْتَ وغيرَهُ ( أَبْنِيهِ ) و ( ابْتَنَيْتُه فانْبَنَى ) مثلُ بَعَثْتُه فانْبَعَثَ و ( البُنْيَانُ ) ما يُبْنَى و ( البِنْيَةُ ) الهيئةُ التى بُنِيَ عليها و ( بَنَى ) على أهْلِهِ دَخَلَ بِها وأصْلُهُ أن الرجلَ كان إِذَا تَزَوَّجَ بَنَى للعِرْسِ خِبَاءً جديداً وعَمَّرَهُ بما يَحْتَاجُ إليهِ أو بَنَى لَه تَكْرِيماً ثم كَثُر حتى كُنِى به عنِ الجِمَاعِ وقال ابن دُرَيدٍ ( بنَى عَلَيْها ) و ( بَنَى بِها ) والأوّلُ أفصحُ هكذا نَقَلَهُ جماعةٌ ولفظُ التهذيبِ والعامَّةُ تقول ( بَنَى بِأَهْلِهِ ) وليس من كَلَامِ العَرَبِ قال ابنُ السِّكِّيتِ ( بَنَى عَلَى أَهْلِهِ ) إذا زُفَّتْ إِليْه.

[ب هـ ت] بَهِتَ : و ( بَهُتَ ) من بابَيْ قرُب وتعِبَ دَهِش وتحيَّرَ ويُعَدَّى بالْحَرَكَةِ فيُقَالُ ( بَهتَهُ يَبْهَتُه ) بفَتْحَتَيْنِ ( فبُهِتَ ) بالبناء للمفعول و ( بَهَتَها بَهْتاً ) من بابِ نَفَع قَذَفَها بالبَاطِلِ وافْتَرَى عليها الكذِبَ والاسمُ ( البُهْتَانُ ) واسمُ الفَاعِلِ ( بَهُوتٌ ) والجمعُ ( بُهُتٌ ) مثلُ رَسولٍ ورُسُلٍ و ( البَهْتَةُ ) مثلُ ( البُهْتَانِ ).

[ب هـ ج] البَهْجَةُ : الحسْنُ و ( بَهُجَ ) بالضمِّ فهو ( بَهيجٌ ) و ( ابْتَهَجَ ) بالشيء إِذَا فَرِحَ بِهِ.

[ب هـ ر] بَهَرَهُ ( بَهْراً ) من بَابِ نَفَع غَلَبه وفَضَلَهُ ومنه قيلَ لِلْقَمَرِ ( البَاهِرُ ) لِظُهُورِهِ على جَمِيعِ الكَواكِبِ و ( بَهْرَاءُ ) مثلُ حَمْراءَ قَبِيلَةٌ من قُضَاعَةَ والنِّسْبَةُ إِليْهَا ( بَهْرَانِيٌ ) مثلُ نَجْرانِيٌّ على غَيرِ قِياسٍ وقِيَاسُهُ ( بَهْرَاوِيٌ ) و ( البَهَارُ ) وزَانُ سَلَام الطِّيبُ ومنه قِيلَ لأزهار البَادِيَةِ ( بَهَارٌ ) قال ابنُ فارسٍ و ( البُهَارُ ) بالضم شيءٌ يُوزَنُ بِه.

[ب هـ ر ج] البَهْرَجُ : مثلُ جَعْفَرٍ الرَّدِيءُ منَ الشَّيءِ ودِرْهَمٌ ( بَهْرَجٌ ) رَدِئُ الفِضَّةِ و ( بُهْرِجَ ) الشيءُ بالبِنَاءِ للمفْعُولِ أُخِذَ به على غَيْرِ الطَّرِيقِ.

[ب هـ ق] بَهِقَ : الجسدُ ( بَهَقاً ) من باب تعِبَ إِذَا اعتَرَاهُ بَيَاضٌ مُخَالِفٌ لِلَوْنِهِ ولَيْس بِبَرَصٍ وقال ابنُ فارِسٍ سَوَادٌ يَعْتَرِى الْجِلْدَ أوْ لَوْنٌ يُخَالِفُ لونَه فالذكر ( أَبْهَقُ ) والأنثى ( بَهْقَاءُ ).

[ب هـ ل] بهَلَهُ : ( بَهْلاً ) مِنْ بَابِ نَفَع لَعَنَهُ واسمُ الفَاعِلِ ( بَاهِلٌ ) والأُنْثى ( بَاهِلَةٌ ) وبِهَا سُمِّيَتْ قَبِيلَةٌ والاسمُ ( البُهْلَةُ ) وِزَانُ غُرْفَةٍ و ( بَاهَلَهُ مُبَاهَلَةً ) من بابِ قَاتَلَ لَعَنَ كلٌّ منهُمَا الآخَرَ و ( ابْتهلَ ) إِلى اللهِ تَعَالَى ضَرَعَ إِليْه.

[ب هـ م] البَهْمَةُ : وَلَدُ الضأْنِ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى والجمع ( بَهْمٌ ) مثلُ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ وجمعُ ( البَهْمِ ) ( بِهَامٌ ) مثلُ سَهْمٍ وسِهَامٍ وتُطْلَقُ ( البِهَامُ ) عَلَى أولَادِ الضَّأْنِ والمَعْز إِذَا اجْتَمَعَتْ تَغْلِيباً فإذَا انْفَرَدَتْ قيل لِأَوْلادِ الضأن ( بِهَامٌ ) ولأولاد المَعْز ( سِخَالٌ ) وقال ابنُ فارِسٍ ( البَهْمُ ) صِغَارُ الغَنَمِ وقَالَ أبُو زيدٍ يُقَالُ لِأولَادِ الغَنَم سَاعَةَ تَضَعُها الضأْنُ أو المَعْزُ ذكراً كان الولَدُ أوْ أُنْثَى ( سَخْلةٌ ) ثم هى ( بَهْمَةٌ ) وجَمْعُهَا بَهْمٌ و ( الإِبْهامُ ) من الأصابِعِ أى عَلَى المشْهُورِ والجمعُ ( إِبْهَامَاتٌ وأَبَاهِيمُ ) و ( استَبْهَمَ ) الخبرُ واسْتَغْلَقَ واسْتَعْجَم بمَعْنًى وَ ( أَبْهمْتَهُ ) ( إِبْهَاماً ) إذَا لَمْ تُبَيِّنْهُ ويقال للمرأة التى لا يَحِلُّ نِكَاحُها لرجُلٍ هى ( مُبْهمَةٌ ) عَلَيْهِ كمُرْضِعَتِه ومنه قولُ الشافعى لو تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثم طَلَّقها قَبْلَ الدُّخُولِ لَمْ تَحِلَّ لَهُ أُمُّها لأَنَّهَا مُبْهَمَةٌ وحلَّتْ لَه بِنْتُهَا وهذَا التحْرِيمُ يسمَّى ( المُبْهَمَ ) لأنه لَا يَحِلُّ بِحَالٍ وذَهَبَ بعضُ الأَئِمَّةِ المُتَقَدِّمِينَ إلى جَوَازِ نِكَاحِ الأُمِّ إِذَا لَمْ يَدْخُلْ بالبِنْتِ وقال الشرطُ الذى فى آخِرِ الآيةِ يعُمُّ الأمَّهَاتِ والرَّبَائِبَ وجُمْهُورُ العُلَمَاءِ على خِلَافِه لأنَّ أهلَ العَرَبِيَّةِ ذَهَبُوا إِلَى أنَّ الخَبَريْنِ إِذَا اخْتَلَفَا لا يَجُوزُ أن يُوصَفَ الاسْمَانِ بوصْفٍ واحِدٍ فلا يُقَالُ قَامَ زيدٌ وقَعَد عمروٌ الظَّرِيفَانِ وعلَّلَهُ سِيبَوَيهِ باخْتِلَافِ العَامِلِ لأنَّ العَامِلَ فى الصِّفَةِ هو العَامِلُ فى المَوْصُوفِ وبَيَانُهُ فى الآيةِ أَنَّ قولَه ( اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ) يعودُ عندَ هَذَا القَائِلِ إلى ( نِسائِكُمْ ) وهو مخْفُوضٌ بالإِضَافَةِ وإِلى ( رَبائِبُكُمُ ) وهو مرْفُوعٌ والصِّفَةُ الوَاحِدَةُ لا تَتَعلَّقُ بِمُخْتَلِفَىِ الإعْرَابِ ولا بِمُخْتَلِفى العامل كما تقَدَّم.

و ( البهيمَةُ ) كُلُّ ذات أَرْبعٍ منْ دوابِّ البحْرِ والبرّ وكُلُّ حيوان لا يُمَيِّزُ فهو ( بَهِيمَةٌ ) والجمعُ ( البَهَائِمُ ).

[ب هـ ا] البَهَاءُ : الحسنُ والجمالُ يُقَالُ ( بَهَا يَبْهُو ) مثلُ عَلَا يَعْلُو إذَا جَمُل فهو ( بَهِيٌ ) فعِيلٌ بِمَعْنى فَاعِلٍ ويَكونُ ( البَهَاءُ ) حُسْنَ الهَيْئَةِ و ( بَهَاءُ ) الله تعالى عَظَمَتُهُ.

[ب و ش ن ج] بُوشَنْجُ : بضم الباءِ وسكونِ الواوِ ثم شين

٣٨

معجمَةٍ مفتوحَةٍ ثم نونٍ سَاكِنَةٍ ثم جيمٍ بَلْدَةٌ من خُرَاسَانَ بقُرْبِ هَرَاةَ وأصْلُهَا بُوشَنْكُ ثم عُرِّبَتْ إِلىَ الجِيمِ وإِلَيْهَا يُنْسَبُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا.

[ب و ب] البابُ : فى تَقْدِيرِ فَعَلٍ بفتحتين ولهذَا قُلِبَتِ الواو ألفاً ويُجْمَعُ على ( أبْوابٍ ) مثلُ سَبَبٍ وأَسْبَابٍ ويُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ فيُقَالُ ( بَابُ الدَّار ) وَ ( بَابُ البَيْتِ ) ويقَالُ لِمَحِلَّةٍ ببَغْدَادَ ( بابُ الشَّامِ ) وإِذا نَسَبْتَ إِلَى المُتَضَايِفَيْنِ ولمْ يَتَعَرّفِ الأولُ بالثانِي جَازَ إِلَى الأَوَّلِ فَقَطْ فَتَقُولُ ( البَابِىُ ) وإِلَيْهِمَا معاً فيُقَالُ ( البَابِىُ الشَامِىُّ ) وإِلَى الأَخِير فيُقَالُ ( الشَّامِىُّ ) وقد رُكِّبَ الاسْمَانِ وجُعِلَا اسْماً وَاحِداً ونُسِبَ إِلَيْهمَا فقيلَ ( البَابَشَامِىُ ) كما قِيلَ الدَّارَقُطْنِىُّ وهى نِسْبَةٌ لبعْضِ أَصْحَابِنَا و ( البوَّابُ ) حَافِظُ البَابِ وهو الحَاجِبُ و ( بَوَّبْتُ ) الأشْيَاءَ ( تَبْوِيباً ) جعلْتُهَا ( أَبْوَاباً ) مُتَمَيّزَةً.

[ب و ج] البَاجُ : تُهْمَزُ ولا تُهْمَزُ والجمعُ ( أَبْوَاجٌ ) وهى الطرِيقَةُ المُسْتَوِيةُ ومنه قول عمرَ رضى الله عنه ( لَأَجْعَلَنَّ الناسَ كُلَّهُمْ بَاجاً واحداً ). أى طريقَةً وَاحِدَةً فى الْعَطَاءِ.

[ب و ح] باحَ : الشيءُ ( بَوْحاً ) من بابِ قالَ ظَهر ويَتَعدَّى بالحرْفِ فيُقَالُ ( بَاحَ ) بهِ صاحبُه وبِالهمْزَةِ أيضاً فيُقَالُ ( أَبَاحَهُ ) و ( أَبَاحَ ) الرجلُ مَالَهُ أَذِنَ فى الأَخْدِ والتَّرْكِ وجَعَلَهُ مُطْلَقَ الطَّرَفَيْنِ وَ ( اسْتَبَاحَهُ ) النَّاسُ أَقْدَمُوا عَلَيْهِ.

[ب و ر] بارَ : الشيءُ ( يَبُورُ ) ( بُوراً ) بالضَّمِ هَلَكَ و ( بَارَ ) الشيءُ ( بَواراً ) كَسَدَ عَلَى الاسْتِعَارَةِ لأَنَّه إِذَا تُرِكَ صَارَ غَيْرَ مُنْتَفَعٍ به فأشْبَهَ الهَالِكَ من هذَا الوَجْهِ و ( البُوَيْرَةُ ) بصِيغَةِ التصْغِير مَوْضِعٌ كَانَ به نَخْلُ بنى النَّضِيرِ.

[ب و س] البُؤْسُ : بالضمّ وسُكُون الهمْزَةِ الضُّرُّ ويَجُوزُ التَّخْفِيفُ ويُقَالُ ( بَئِس ) بالكَسْرِ إِذَا نَزَلَ به الضُّرُّ فهو ( بَائِسٌ ) و ( بَؤُسَ ) مثلُ قَرُبَ ( بَأْساً ) شَجُعَ فهو ( بَئِيسٌ ) على فَعِيلٍ وهو ذُو ( بَأْسٍ ) أَىْ شِدَّةٍ وقُوَّةٍ قَالَ الشَّاعِرُ :

فخيرٌ نحن عندَ البَأْسِ مِنْكُم

إِذَا الدَّاعِى الْمُثَوّب قَالَ يَا لَا

أىْ نحن عندَ الحربِ إِذَا نَادَى بنَا المنَادِى ورجَّع نِدَاءَهُ أَلَّا لَا تفِرُّوا فإنّا نكُرُّ راجعِينَ لِما عِنْدَنا مِنَ الشَّجَاعَةِ وأَنْتُمْ تَجْعَلُونَ الفَرَّ فِرَاراً فلا تَسْتَطِيعُونَ الكَرَّ وجمعُ ( البأْس ) ( أَبْؤُسٌ ) مثلُ فلْس وأفْلُس.

[ب و ط] بُويطٌ : على لفظ التَّصْغيرِ بُلَيْدةٌ من بِلَادِ مصرَ من جِهةِ الصَّعِيدِ بقُرْبِ الفَيُّومِ على مَرْحَلَةٍ مِنْها ويُنْسبُ إليها بعَضُ أصْحَابِ الشافعىِ رضى اللهُ عنه.

[ب و ع] الباعُ : قال أبو حاتمٍ هو مُذَكَّرٌ يُقَالُ هذا ( باعٌ ) وهو مَسَافَةُ ما بَيْنَ الكَفَّيْنِ إِذا بَسَطْتَهُمَا يَمِيناً وشِمَالاً و ( بَاعَ ) الرجلُ الحبلَ ( يَبُوعُه ) ( بَوْعاً ) إِذَا قَاسَه بالبَاعِ والجمع ( أبْوَاعٌ ) و ( انْبَاعَ ) العَرَقُ على انْفَعَلَ إِذا سَالَ وقالَ الفَارَابِىُّ. امْتَدَّ وكُلُّ رَاشِحٍ ( يَنْبَاعُ ) وهو ( مُنْبَاعٌ ).

[ا ل ب ا غ] الباغُ : الكَرمُ لفْظَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ اسْتَعْمَلها الناسُ بالأَلِفِ واللَّامِ.

[ب و ق] البُوقُ : بالضمِّ معروفٌ والجمعُ ( بُوقَاتٌ ) و ( بِيقَاتٌ ) بالكَسْرِ و ( البَائِقَةُ ) النازِلَةُ وهى الداهِيَةُ والشرُّ الشدِيدُ و ( بَاقَتِ ) الداهِيَةُ إذَا نَزَلَتْ والجمع ( البَوَائِقُ ).

[ب و ك] بَاكَ : الحِمَارُ الأَتَانَ ( يَبُوكُها ) ( بَوْكاً ) نَزَا عليها و ( بَاكَتِ ) الناقَةُ ( تَبُوكُ ) ( بَوْكاً ) سَمِنَتْ فهِى ( بَائِكٌ ) بغير هاء وبهذا المضَارِعِ سُمِّيَتْ غَزْوَةُ ( تَبُوكَ ) لأنّ النَّبِىَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم غَزَاهَا فى شَهْرِ رَجَب سنَةَ تِسْعٍ فصَالَحَ أَهْلَها على الجزْيَةِ من غيرِ قِتَالٍ فكانتْ خَالِيَةً عنِ البُؤْسِ فأشْبَهَتِ النَّاقَةَ الَّتى ليسَ بِهَا هُزَالٌ ثم سُمِّيَتِ البُقْعَةُ ( تَبُوكَ ) بذلك وهُوَ مَوْضِعٌ مِنْ بَادِيَةِ الشأم قريبٌ من مدْيَنَ الذين بَعَثَ اللهُ إِلَيْهم شُعيباً.

[ب و ل] البال : القَلْبُ وخَطَرَ ( بِبَالِي ) أى بِقَلبِى وهو رَخِىُ البَالِ أى واسعُ الحَالِ و ( بَالَ ) الإِنْسَانُ والدابَّةُ ( يَبُول ) ( بَوْلاً ) و ( مَبَالاً ) فهو ( بَائِلٌ ) ثم اسْتُعْمِلَ ( البَوْلُ ) فى العَيْنِ وجُمِعَ على أَبْوَالٍ.

[ب و ن] البَانُ : شجرٌ معروفٌ الواحِدَةُ ( بَانَةٌ ) ودُهْنُ البَانِ منه و ( البَوْنُ ) الفَضْلُ والمَزِيَّةُ وهو مصدرُ ( بَانَه يَبُونُه بَوْناً ) إِذَا فَضَلَهُ وبينَهُما ( بَوْنٌ ) أى بَيْنَ دَرَجَتَيْهِما أو بَيْنَ اعْتِبَارِهِما فى الشَّرَفِ وَأَمَّا فى التَّبَاعُدِ الجُسْمَانِيِّ فتقول بَيْنَهُمَا ( بَيْنٌ ) باليَاءِ.

[ب و أ] بَاءَ : ( يَبُوءُ ) رَجَعَ و ( بَاءَ ) بِحَقِّهِ اعْتَرفَ بِهِ و ( بَاءَ ) بذَنْبِهِ ثَقُلَ بِه و ( البَاءَةُ ) بالمدِّ النِّكَاحُ والتزوُّجُ وقد تُطلَقُ الباءةُ على الجماعِ نفسِهِ ويُقَالَ أيضا ( الباهَةُ ) وِزَانُ العَاهَةِ و ( البَاهُ ) بالألفِ مع الهاءِ وابنُ قُتَيْبَةَ يَجْعَلُ هذِهِ الأخِيرَةَ تَصْحِيفاً وليسَ كذلِكَ بل حَكَاها الأزْهَرِىُّ عنِ ابنِ الأَنْبَارِىِّ وبعضُهُمْ يَقُولُ الهَاءُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الهمْزَةِ يُقَالُ فُلَانٌ حَرِيصٌ عَلَى ( الْبَاءَةِ والبَاءِ والبَاهِ ) بالهاءِ والقصْرِ أى عَلَى النِّكَاحِ قال ( يعنى ابن الأَنْبَارِىِّ ) ( الباهُ ) الواحدةُ والباءُ الجمعُ ثم حَكَاهَا عنِ ابنِ الأعْرَابِىِّ أيضاً ويُقَالُ إِنَّ ( البَاءَةَ ) هو الْمَوْضِعُ الذى ( تَبُوءُ ) إليه الإِبلُ ثم جُعِلَ عِبَارَةً عَنِ المنْزِلِ ثم كُنِىَ به عن الجِمَاعِ إمَّا لأنه لا يَكُونُ إلَّا فى ( البَاءَةِ ) غَالِباً أو لأَنَّ الرجُلَ يَتَبَوَّأُ من أهْلِهِ أى يَسْتَكِنُّ كما يَتَبوّأُ

٣٩

مِنْ دَارِه وقولُه عليه الصلاةُ والسلام « مَنِ اسْتَطَاعَ منكُم البَاءَةَ ». على حَذْفِ مُضَافٍ والتَّقْدِيرُ من وَجَد مُؤَنَ النِكَاحِ فلْيَتَزَوَّجْ ومنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أى مَنْ لَمْ يَجِدْ أُهْبَةً فَعَلَيْهِ بالصَّوْم و ( بوَّأْتُهُ ) داراً أسْكَنْتُهُ إِيَّاهَا و ( بَوَّأتُ ) لَهُ كذلك و ( تَبَوَّأَ ) بَيْتاً اتخذه مَسْكَناً و ( الأَبْوَاءُ ) على أَفْعَالٍ بفَتْح الهمْزَةِ منْزلٌ بينَ مكةَ والمدِينَةِ قريبٌ من الْجُحْفَةِ من جِهَةِ الشّمَالِ دُونَ مَرْحَلَةٍ.

[ب و أ] والباءُ : حرفٌ من حُروفِ المَعَانِى وتدْخُلُ على العِوَضِ ويكُونُ حاصِلاً ومتروكاً فالحَاصِلُ فى جَانِبِ البَيْعِ وما فى مَعْنَاهُ نحو بِعْتُ الثوبَ بدرهَمٍ وأَبْدلْتُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمٍ فالدّرْهَمُ حَاصِلٌ وعليه قولُه تعالى ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ) أى بَاعُوهُ فالثَّمَنُ حَاصِلٌ وأمَّا المتْرُوكُ فَفِى جَانِبِ الشَراءِ وما فِى مَعْنَاهُ نحو اشْتريْتُ الثوبَ بِدِرْهَمٍ واتَّهَبْتُه مِنْهُ بِدِرْهَمٍ فالدِّرْهَمُ مَتْروكٌ وعليه قولُه تعالى ( أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ ) فالآخِرةُ مَتْرُوكَةٌ وتُسَمَّى ( الباءُ ) هنا ( بَاء ) المقَابَلَةِ والفقهاءُ يقولُونَ ( بَاءَ ) الثَّمَنِ وتكونُ ( للإلْصَاقِ ) حقيقَةً نَحْوُ مسحْتُ بِرَأْسِى ومجازاً نحو مررتُ بزَيْدٍ و ( لِلِاسْتِعَانَةِ ) و ( السَّبَبِيَّةِ ) و ( الظَّرْفِيَّةِ ) و ( التَّبعِيضِ ) وتقدَّمَ معنَى التّبْعِيضِ وتكُون ( زَائِدَةً ).

[ب ي ت] بَاتَ : ( يَبِيتُ ) ( بَيْتُوتَةً ) و ( مَبِيتاً ) و ( مَبَاتاً ) فهو ( بَائِتٌ ) وتَأْتِى نَادِراً بمعنَى نَامَ ليْلاً وفى الأعَمِّ الأَغْلَبِ بمعْنَى فَعَلَ ذلكَ الفِعْلَ باللَّيْلِ كَمَا اخْتَصَّ الفِعْلُ فى ظَلَّ بالنَّهارِ فإذا قُلْتَ ( باتَ ) يفعلُ كذا فمعنَاهُ فَعَلَهُ باللَّيْلِ ولا يَكُونُ إلا مَعَ سَهَرِ اللَّيْلِ وعليه قولُه تعالى ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً ) وقال الأزهرىُّ قَالَ الفَرَّاءُ ( بَاتَ ) الرجُلُ إِذَا سَهِرَ اللَّيْلَ كُلَّه فى طَاعَةٍ أوْ مَعْصِيَةٍ وقال اللَّيْثُ مَنْ قَالَ ( بَاتَ ) بمعنى نَامَ فقد أَخْطَأَ ألَا تَرَى أَنَّك تَقُولُ ( بَاتَ ) يَرْعَى النُّجُومَ ومَعْنَاه يَنْظُرُ إليهَا وكَيْفَ يَنَامُ منْ يُرَاقِبُ النُّجُومَ وقال ابنُ القُوطِيَّةِ أيضاً وتَبِعَهُ السَّرَقُسْطِىُّ وابنُ القَطَّاعِ ( بَاتَ يفْعَلُ كذا ) إِذَا فَعَلَهُ لَيْلاً ولَا يُقَالُ بمعْنَى نَامَ وقَدْ تَأْتِي بمعنَى صَارَ يُقَالُ ( بَاتَ ) بمَوْضِعِ كذا أى صَارَ بهِ سواءٌ كان فى لَيْلٍ أو نَهَارٍ وعليه قولُه عليه الصَّلاةُ والسلامُ « فإِنَّه لَا يدْرِى أينَ بَاتَتْ يَدُهُ ». والمعنى صَارَتْ وَوَصَلَتْ وعَلَى هذَا المعْنَى قولُ الفُقَهَاء ( بَاتَ ) عندَ امْرَأَتِه لَيْلَةً أى صَارَ عندَهَا سواءٌ حَصَلْ مَعَهْ نومٌ أمْ لَا و ( بَاتَ يباتُ ) من بَابِ تَعِب لغة و ( البَيْتُ ) الْمسَكِنُ و ( بَيْتُ الشَّعَر ) معرُوف و ( بَيْتُ الشِّعْر ) ما يَشْتَمِلُ عَلَى أَجْزَاءِ معْلُومَةٍ وتُسَمَّى أجْزَاءَ التَّفْعيل سُمِّىَ بذلك علَى الاسْتِعَارَةِ بِضَمّ الأَجْزَاءِ بَعْضِها إِلى بَعْضٍ على نَوعٍ خَاصٍّ كما تضمُ اجزاءُ الْبيتِ فى عِمارتِهِ عَلى نوعٍ خاص والجمعُ ( بُيُوتٌ وأَبْيَاتٌ ) و ( بَيْتُ العرب ) شَرَفُها يقال ( بَيْتُ تميم فى حَنْظَلَةَ ) أى شَرَفُها و ( البَيَاتُ ) بالفَتْحِ الإغَارَةُ لَيْلاً وهو اسْمٌ مِنْ ( بيَّتُهُ تَبْييتاً ) و ( بيَّتَ ) الأمْرَ دَبَّرَهُ ليلاً و ( بيَّتَ ) النَّيِةَ إِذَا عَزَمَ عليها ليْلاً فهى ( مُبَيَّتَةٌ ) بالفَتْحِ اسمُ مَفْعُول. بَادَ : ( يَبِيدُ ) ( بَيْداً وبُيُوداً ) هَلَكَ ويَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيُقَالُ ( أَبَادَهُ ) اللهُ تعالى و ( البَيْدَاءُ ) المفَازَةُ والجمْعُ ( بِيدٌ ) بالكسرِ و ( بَيْدَ ) مثلُ غيرٍ وزْناً ومعنًى يُقَالُ هو كَثِيرُ المَالِ بيدَ أَنَّهُ بَخِيلٌ.

[ب ي ر] البِئرُ : أنثى ويَجُوزُ تخفيفُ الهمزَةِ وله جَمْعَان لِلْقِلَّةِ ( أَبَارٌ ) ساكنُ البَاءِ عَلَى أفْعالٍ ومِن العَرَبِ من يَقْلِبُ الهمْزَةَ التى هى عينُ الكَلِمَةِ ويُقَدِّمُها على البَاءِ ويقولُ ( أَأْبَارٌ ) فتَجْتَمِعُ همزَتَانِ فتُقْلَبُ الثانِيةُ ألفاً والثَّانِي ( أَبْؤُرٌ ) مثلُ أَفلُسٍ قال الفرَّاءُ ويَجُوزُ القَلْبُ فيُقَالُ ( آبُرٌ ) وجمعُ الكثرةِ ( بئَارٌ ) مثلُ كِتابٍ وتَصْغِيرُها ( بُؤَيْرَةٌ ) بالهاء وتُضَافُ بئرٌ إِلى ما يُخَصِّصُها فمِنْه ( بِئْرُ مَعُونَةَ ) وستَأْتِى فى مَعْنٍ ومنه ( بيرُ حَاءٍ ) على لفْظِ حَرْفِ الحَاءِ مَوْضِعٌ بالمدِينَةِ مُسْتَقْبِلُ المسْجِدِ وهى الّتِى وَقَفَها أبُو طَلْحَةَ الأنصَارِىُّ ومنه ( بِئْرُ بِضَاعَةَ ) بالمدِينَةِ أيضاً.

[ب ي ض] باض : الطائرُ ونحوُه ( يَبِيضُ ) ( بَيْضاً ) فهو ( بَائِضٌ ) و ( البَيْضُ ) له بمنْزِلَةِ الوَلَدِ للدَّوَابِّ وجمعُ ( البَيْضِ ) ( بُيُوضٌ ) الواحدة ( بَيْضَةٌ ) والجمعُ ( بَيْضَاتٌ ) بسكُونِ اليَاءِ وهُذَيْلٌ تَفْتَحُ على القِيَاسِ ويُحْكَى عَنِ الجَاحِظِ أنه صنَّفَ كِتَاباً فِيمَا يَبِيضُ ويَلِدُ من الحَيَوانَاتِ فأوْسَعَ فِى ذلِكَ فقَالَ له عَرَبِىٌّ يَجْمَعُ ذلِك كُلَّهُ كلمتَانِ ( كلُّ أَذُونٍ وَلُودٌ وكلُّ صَمُوخٍ بَيُوضٌ ).

والْبَياضُ : من الألْوَانِ وشَيءٌ ( أَبْيَضُ ) ذُو بَيَاضٍ وهو اسمُ فَاعِلٍ وبه سُمِّىَ ومنه ( أَبْيَضْ بنُ حَمَّالِ المَأْرِبى ) والأنْثى ( بيَضَاءُ ) وبها سُمِّىَ ومنه ( سهَيْلُ بنُ بَيْضَاءَ ) والجمعُ ( بِيضٌ ) والأصلُ بضمِّ البَاءِ لكنْ كُسِرَتْ لِمُجَانَسَةِ الياءِ وقولُهم صَامَ ( أيامَ البِيضِ ) هى مخفُوضَةٌ بِإِضَافَةِ أيَّامٍ إِليْهَا وفى الْكَلَام حذفٌ والتقديرُ أيّامَ الليَالِى البِيضِ وهى لَيْلَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وليلَةُ أَرْبَعَ عشْرَةَ وليلةُ خَمْسَ عشْرَةَ وسُمِّيتْ هذِه اللَّيَالِى بِالبِيضِ لاسْتِنَارَةِ جَمِيعِها بالقَمَرِ قال الْمُطَرِّزِىُّ ومن فسَّرَها بالأَيَّامِ فقَدْ أَبْعَدَ و ( ابْيَضَ ) الشَّيءُ ( ابْيِضَاضاً ) إذا صار ذَا بَيَاض.

[ب ي ع] باعَه : ( يَبيعُهُ ) ( بَيْعاً ) و ( مَبِيعاً ) فهو ( بَائِعٌ وبَيِّعٌ ) و ( أَبَاعَهُ ) بالأَلِفِ لغةٌ قاله ابنُ القطَّاعِ و ( البَيْعُ ) من الأضْدَادِ مثلُ الشِّرَاءِ ويُطْلَقُ على كلِّ وَاحِدٍ من المُتَعَاقِدَينِ أَنَّه ( بَائِعٌ ) ولكنْ إذا أُطْلِقَ ( البائِعُ ) فالْمُتَبَادِرُ إلى الذِّهْنِ بَاذِلُ السِّلْعَةِ ويُطْلَقُ ( البَيْعُ ) على الْمَبِيعِ فيُقَالُ ( بَيْعٌ جَيِّدٌ ) ويُجْمَعُ على ( بُيوعٍ )

٤٠