الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٢
٤٢ ـ ( باب استحباب دفن الدابة التي تكرّر الحجّ عليها إذا ماتت ، وكراهة ضربها )
[٩٤٩٩] ١ ـ علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية : في سياق وفاة السجاد ( عليه السلام ) ، قال : وكان فيما قال ( عليه السلام ) من أمر ناقته : أن يحسن إليها ، ويقام لها العلف ، ولا يحمل (١) بعده على الكد والسفر ، وتكون على الحظيرة (٢) وقد [ كان ] (٣) حج عليها عشرين حجّة ، ما قرعها بخشبة .
٤٣ ـ ( باب أنه يكره أن تعرقب الدابة إن حرنت في أرض العدو ، بل تذبح ، ويكره أن ينزى حمار على عتيقة )
[٩٥٠٠] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا حسرت (١) على أحدكم دابته في
____________________________
الباب ٤٢
١ ـ إثبات الوصية ص ١٤٨ .
(١) في المصدر : تحمل .
(٢) الحظيرة : هي التي تعمل للإِبل من شجر ، تقيها البرد والحر ، والجمع حظار مثل كريمة وكرام ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٧٣ ) .
(٣) أثبتناه من المصدر .
الباب ٤٣
١ ـ الجعفريات ص ٨٥ .
(١) كان في المخطوط « حسمت » وهو تصحيف والصواب ما أثبتناه ، قال في النهاية : ومنه الحديث « الحسير لا يعقر » هو المعي منها : أي لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته وأعيت أن يعقرها مخافة أن يأخذها العدو . ( النهاية ج ١ ص ٣٨٤ ) .
سبيل الله ، وهم بأرض العدو ، يذبحها ولا يعرقبها » .
[٩٥٠١] ٢ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أنه قال : « أول من هشم من العرب جميعاً جدّنا هاشم ، وأول من عرقب جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين يوم مؤته ، وأول من ارتبط فرساً في سبيل الله تبارك وتعالى المقداد بن الأسود الكندي ، وأول من رمى سهماً في سبيل الله تبارك وتعالى سعد بن أبي وقاص ، وأوّل شهيد في الإِسلام مهجع ، وأول مولود في الإِسلام عبد الله بن الزبير ، وأوّل من كاتب لقمان الحكيم وكان عبداً حبشيا » .
٤٤ ـ ( باب عدم جواز قتل الهرة والبهيمة ، إلّا ما استثني )
[٩٥٠٢] ١ ـ الجعفريات : بالإِسناد المتقدم ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رأيت في النار صاحب العباءة التي غلّها (١) ، ورأيت في النار صاحب المحجن (٢) ، الذي كان يسرق الحاج بمحجنه ، ورأيت في النار صاحبة الهرة ، تنهشها مقبلة ومدبرة ، كانت أوثقتها فلم تكن تطعمها ، ولم ترسلها تأكل من خشاش (٣) الأرض ، ودخلت في الجنة ، فرأيت فيها صاحب الكلب الذي أرواه » .
____________________________
٢ ـ الجعفريات ص ٢٤٠ .
الباب ٤٤
١ ـ الجعفريات ص ١٤٢ .
(١) غَلَّ شيئاً من المَغْنَم : أذا أخذ منه خفية ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٣٥ ) .
(٢) المحجن : عصا معقوفة الرأس كالصولجان ( النهاية ج ١ ص ٣٤٧ ) .
(٣) قال ابن الأثير بعد أن ساق الحديث : خشاش الأرض : هوامها وحشراتها . ( النهاية ج ٢ ص ٣٣ ) . وفي المصدر : حشاش .
[٩٥٠٣] ٢ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي ( عليه السلام ) : « أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرّ على قوم قد نصبوا دجاجة حية وهم يرمونها ، فقال : من هؤلاء ، لعنهم الله ؟ » .
ورواه السيد الراوندي في نوادره (١) : بإسناده عن محمد بن محمد الأشعث : مثله .
[٩٥٠٤] ٣ ـ أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي في الشهاب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من قتل عصفوراً عبثاً ، جاء يوم القيامة وله صراخ حول العرش ، يقول : ربّ سل هذا ، فيم قتلني من غير منفعة !؟ » .
[٩٥٠٥] ٤ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « دخلت امرأة النار ، في هرّة ربطتها فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض » .
وعنه (١) ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « أكرموا الهرة فإنها من الطوافين عليكم والطوافات » .
[٩٥٠٦] ٥ ـ الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : جاء في الحديث : لولا أن
____________________________
٢ ـ الجعفريات ص ٨٣ .
(١) نوادر الراوندي ص ٣٣ .
٣ ـ كتاب الشهاب ص ٢٢١ ح ٣٩٥ ، وعنه في البحار ج ٦٤ ص ٢٧٠ ح ٣٤ .
٤ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٤ ح ١٢١ .
(١) نفس المصدر ج ٤ ص ٦ ح ٥ .
٥ ـ بل الفخر الرازي
في تفسيره ج ١٢ ص ٢١٣ ، وأخرج المجلسي الروايتين
الكلاب أمّة تسبّح ، لأمرت بقتلها .
[٩٥٠٧] ٦ ـ وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من قتل عصفوراً عبثاً ، جاء يوم القيامة يعجّ إلى الله ، يقول : يا رب إن هذا قتلني عبثاً لم ينتفع بي ، ولم يدعني فآكل من خشاش (١) الأرض » .
[٩٥٠٨] ٧ ـ علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية : في سياق قصّة سليمان ( عليه السلام ) ، قال : وجلس سليمان يعرض : بعض الخيل لبعض الغزوات ، وكانت تعجبه ، فتشاغل بعرضها عن التسبيح حتى غابت الشمس ، وكان عددها أربعة عشر رأسا ، فلمّا أمسى ندم على ما صنع ، وقال : شغلتني الخيل عن ذكر ربّي ، فأمر بها فعرقبت وضربت أعناقها فروي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « قتل الخيل عند الله أعظم من ترك التسبيح ، قال : فسقط خاتمه من إصبعه ، وكان حلقة من ياقوت أحمر من الجنة ، عليها صورة كرسي ، فأعاده إلى إصبعه فسقط ، ثلاث مرات ، فقال له آصف : إنّه لن يتماسك الخاتم في يدك أربعة عشر يوماً ، بعدد الخيل التي قتلتها ، فادفع إليّ الخاتم حتى أقوم مقامك ، واهرب إلى الله عزّ وجلّ ، واخلُ بالاستغفار والتوبة » الخبر .
____________________________
في البحار ج ٦٤ ص ٣ و ٤ عن تفسير الرازي ، علماً بأنّ هذه الرواية والتي بعدها قد وردتا في البحار بعد كلام للطبرسي ولعلّ المصنّف قدّه أخرجهما من البحار ونسبهما سهواً إل مجمع البيان ، فتأمّل .
٦ ـ بل الفخر الرازي في تفسيره ج ١٢ ص ٢١٣ .
(١) في المخطوط « حشارة » وما أثبتناه من المصدر .
٧ ـ إثبات الوصية ص ٦٠ .
٤٥ ـ ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب أحكام الدواب في السفر وغيره )
[٩٥٠٩] ١ ـ الصدوق في العلل : عن علي بن أحمد ، عن الكليني ، عن علان بإسناده رفعه ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في جواب ما سأله اليهودي ـ : « إنّما قيل للفرس : ( أجد ) ، لأن أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل ، وأنشأ يقول :
أجد اليوم وما |
|
ترك الناس دما |
فقيل للفرس : ( أجد ) ، لذلك ، وإنما قيل للبغل : ( عد ) ، لأن أول من ركب البغل آدم ( عليه السلام ) ، وذلك أنه (١) كان له ابن يقال له : معد ، وكان عشوقا للدواب ، وكان يسوق بآدم ، فإذا تقاعس البغل نادى : يا معد سقها ، فألفت البغلة اسم معد ، فترك الناس معد ، وقالوا : ( عد ) ، وإنّما يقال للحمار : ( حر ) ، لأن أول من ركب الحمار حوّاء ، وذلك أنه كان لها حمارة ، وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل ، فكانت تقول في مسيرها : واحراه ، فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة ، وإذا أمسكت (٢) تقاعست ، فترك الناس ذلك ، وقالوا : ( حر ) » .
[٩٥١٠] ٢ ـ القضاعي في الشهاب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « الشؤم في المرأة ، والفرس ، والدار » .
____________________________
الباب ٤٥
١ ـ علل الشرائع ص ٢ .
(١) ليس في المصدر .
(٢) في المصدر : سكتت .
٢ ـ الشهاب ص ١٢٤ ح ٢٣١ ، وعنه في البحار ج ٦٤ ص ١٧٩ ح ٣٨ .
[٩٥١١] ٣ ـ البحار : عن أبي الحسن البكري ، في حديث وفاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : قالت أم كلثوم : فجعلت أرقب وقت الأذان ، فلما لاح الوقت أتيته ومعي إناء فيه ماء ، ثم أيقظته ( عليه السلام ) فأسبغ الوضوء ، وقام ولبس ثيابه ، وفتح بابه ثم نزل إلى الدار ، وكان في الدار أوزّ قد أُهدي إلى أخي الحسين ( عليه السلام ) ، فلمّا نزل خرجن وراءه ورفرفن وصحن في وجهه ، وكان قبل تلك الليلة لم يصحن ـ إلى أن قال ـ ثم قال : « يا بنية بحقّي عليك ، إلّا ما أطلقتيه ، فقد حبست ما ليس له لسان ، ولا يقدر على الكلام إذا جاع أو عطش ، فأطعميه واسقيه ، وإلّا خلّي سبيله يأكل من حشائش الأرض » الخبر .
[٩٥١٢] ٤ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الحمامات الطيّارات حاشية المنافقين » .
[٩٥١٣] ٥ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « أن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، رأى رجلاً يرسل طيراً ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) شيطان يتبع شيطاناً » .
[٩٥١٤] ٦ ـ قال محمد بن الأشعث : حدثني خست بن أحرم الشستري ، حدثنا أبو عصام ، حدثنا أبو سعد الساعدي ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، رأى رجلاً يطلب حماماً ، فقال
____________________________
٣ ـ البحار ج ٤٢ ص ٢٧٨ .
٤ ، ٥ ـ الجعفريات ص ١٧٠ .
٦ ـ الجعفريات ص ١٧٠ .
( صلى الله عليه وآله ) : « شيطان يتبع (١) شيطاناً » .
[٩٥١٥] ٧ ـ علي بن أسباط في نوادره : عن بعض أصحابنا ، رواه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث : « ولقد قتلوه ـ يعني أبا عبد الله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ـ قتلة نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أن يقتل بها الكلاب ، لقد قتل بالسيف ، والسنان ، وبالحجارة ، وبالخشب » .
[٩٥١٦] ٨ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : روي أن رجلاً قال لابن عباس : لي دابة أخاف عليها العين والسرق ، قال : أكتب بين أذنيها ( لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ ) (١) ثم قال : تقرأ على وجع الدابة : ( مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ) (٢) .
[٩٥١٧] ٩ ـ عوالي اللآلي : وفي الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه لعن من مثّل بالحيوان .
وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من قتل الوزغة في الضربة الأولى فله مائة حسنة ، ومن قتلها في الثانية فله سبعون حسنة » .
[٩٥١٨] ١٠ ـ الكفعمي في الجنة : نقلاً عن كتاب خواص القرآن ، والظاهر أنه المنسوب إلى الصادق ( عليه السلام ) : الكوثر : إذا
____________________________
(١) في المصدر : يطلب .
٧ ـ نوادر ابن أسباط ص ١٢٢ .
٨ ـ لب اللباب : مخطوط .
(١) طه ٢٠ : ٧٧ .
(٢) هود ١١ : ٥٦ .
٩ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٨ ح ٩٢ .
١٠ ـ الجنة الواقية ص ٢٦١ .
مغلت (١) الدابة ، فاقرأ في أذنها اليمنى ثلاثاً : وفي اليسرى ثلاثاً ، أضربها في جنبها برجلك ، تقوم إن شاء الله تعالى .
____________________________
(١) مغلت : أكلت التراب مع البقل فأخذها لذلك وجع في بطنها ( لسان العرب ج ١١ ص ٦٢٦ ) .
أبواب أحكام العشرة في السفر والحضر
١ ـ ( باب وجوب عشرة الناس حتى العامة ، بأداء الأمانة ، وإقامة الشهادة ، والصدق ، واستحباب عيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، وحسن الجوار ، والصلاة في المساجد )
[٩٥١٩] ١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن أبي الصباح ، عن خيثمة الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : أردت أن أودّعه ، فقال : « يا خيثمة ، أبلغ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله ، وأوصهم أن يعود غنيّهم على فقيرهم ، وقويّهم على ضعيفهم ، وأن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فإن لقاء بعضهم بعضاً في بيوتهم حياة لأمرنا ، رحم الله عبداً أحيا أمرنا .
يا خيثمة ، أبلغ موالينا : أنا لسنا نغني عنهم من الله شيئاً إلّا بعمل ، وأنّهم لن ينالوا ولايتنا إلّا بورع ، وأنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة ، من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره » .
[٩٥٢٠] ٢ ـ وعن حميد بن شعيب ، عن جابر قال : سمعته يقول : إن أناسا أتوا أبا جعفر ( عليه السلام ) ، فسألهم عن الشيعة : هل يعود
____________________________
أبواب أحكام العشرة في السفر والحضر
الباب ١
١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٩ .
٢ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٦٩ .
غنيّهم على فقيرهم ؟ وهل يعود صحيحهم على مريضهم ؟ وهل يعرفون (١) ضعيفهم ؟ وهل يتزاورون ؟ وهل يتحابّون ؟ وهل يتناصحون ؟ فقال القوم : وما هم اليوم كذلك ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ليس هم بشيء ، حتى يكونوا كذلك » .
[٩٥٢١] ٣ ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أن نفراً أتوه من الكوفة من شيعته يسمعون منه ، ويأخذون عنه ، فأقاموا بالمدينة ما أمكنهم المقام ، وهم يختلفون إليه ، ويترددون عليه ، ويسمعون منه [ ويأخذون عنه ] (١) فلمّا حضرهم الانصراف وودّعوه ، قال [ له ] (٢) بعضهم : أوصنا ياابن رسول الله ، فقال : « أوصيكم بتقوى الله ، والعمل بطاعته ، واجتناب معاصيه ، وإداء الأمانة لمن ائتمنكم ، وحسن الصحابة لمن صحبتموه ، وأن تكونوا [ لنا ] (٣) دعاة صامتين » ، فقالوا : ياابن رسول الله وكيف ندعو إليكم ونحن صموت ؟ قال : « تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة الله ، وتتناهون عن معاصي الله وتعاملون الناس بالصدق والعدل ، وتؤدون الأمانة ، وتأمرون بالمعروف ، وتنهون عن المنكر ، ولا يطلع الناس منكم إلّا على خير ، فإذا رأوا ما أنتم عليه [ قالوا هؤلاء الفلانية رحم الله فلاناً ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه و ] (٤) علموا أفضل ما [ كان ] (٥) عندنا فتسارعوا إليه ، اشهد على أبي محمد بن علي ( رضوان الله عليه ) ، لقد سمعته يقول : كان أولياؤنا وشيعتنا فيما مضى خيراً ممّا (٦) كانوا فيه ، إن كان إمام مسجد في الحي كان منهم ، أو كان مؤذن في القبيلة كان
____________________________
(١) في المخطوط : يعرفونهم ، وما أثبتناه من المصدر .
٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٥٦ .
(١ ـ ٥) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(٦) في المصدر : خيرُ مَن .
منهم ، وإن كان صاحب وديعة كان منهم ، وإن كان صاحب أمانة كان منهم ، وإن كان عالم من الناس يقصدونه لدينهم ومصالح أمورهم كان منهم ، فكونوا كذلك ، حبّبونا إلى الناس ، ولا تبغضونا إليهم » .
[٩٥٢٢] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنّه قال لبعض شيعته : « إتقوا الله ، وأحسنوا صحبة من تصاحبونه ، وجوار من تجاورونه ، وأدّوا الأمانات إلى أهلها ، ولا تسمّوا الناس خنازير ، إن كنتم شيعتنا تقولون ما نقول ، واعملوا بما نأمركم [ به ] (١) تكونوا لنا شيعة ، ولا تقولوا فينا ما لا نقول في أنفسنا ، فلا تكونوا لنا شيعة ، إن أبي حدثني : أن الرجل من شيعتنا ، كان يكون في الحي فتكون ودائعهم عنده ، ووصاياهم إليه ، فكذلك أنتم فكونوا » .
[٩٥٢٣] ٥ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه أوصى رجلاً من أصحابه ، أنفذه إلى قوم من شيعته ، فقال له : « بلّغ شيعتنا السلام ، وأوصهم بتقوى الله العظيم ، وبأن يعود غنيّهم على فقيرهم ، ويعود صحيحهم عليلهم ، ويحضر حيّهم جنازة ميّتهم ، ويتلاقوا في بيوتهم ، فإن لقاء بعضهم بعضاً حياة لأمرنا ، رحم الله امرءاً أحيا أمرنا ، وعمل بأحسنه ، قل لهم : إنّا لا نغني عنكم من الله شيئاً إلّا بعمل صالح ، ولن تنالوا ولايتنا إلّا بالورع ، وأنّ أشدّ الناس حسرة يوم القيامة ، لمن وصف عملاً ثم خالف إلى غيره » .
[٩٥٢٤] ٦ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه أوصى بعض شيعته ، فقال : « أما والله أنكم لعلى دين الله ودين ملائكته ، فأعينونا على ذلك
____________________________
٤ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٦١ .
(١) أثبتناه من المصدر .
٥ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٦١ .
٦ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٢ .
بورع واجتهاد ، أما والله ما يقبل إلّا منكم ، فاتقوا الله ، وكفّوا ألسنتكم ، وصلّوا في مساجدكم ، وعودوا مرضاكم ، فإذا تميّز الناس فتميّزوا » الخبر .
[٩٥٢٥] ٧ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال لبعض شيعته يوصيهم : « أخذ قوم كذا ، وقوم كذا ـ حتى وصف خمسة أصناف ـ وأخذتم بأمر أهل بيت نبيكم ، فعليكم بتقوى الله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، فإنّه لا ينال ما عند الله إلّا بطاعته » .
[٩٥٢٦] ٨ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه أوصى لبعض شيعته ، فقال : « يا معشر شيعتنا ، اسمعوا وافهموا وصايانا ، وعهدنا إلى أوليائنا ، أصدقوا في قولكم ، وبرّوا في أيمانكم لأوليائكم وأعدائكم ، وتواسوا بأموالكم ، وتحابّوا بقلوبكم ، وتصدّقوا على فقرائكم ، واجتمعوا على أموركم ولا تدخلوا غشاً ، ولا خيانة على أحد » الخبر .
[٩٥٢٧] ٩ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال يوصي شيعته : « خالقوا الناس بأحسن أخلاقكم ، صلّوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا ، فإنكم إذا فعلتم ذلك ، قال الناس : هؤلاء الفلانية ، رحم الله فلاناً ما أحسن ما كان (١) يؤدب أصحابه » .
[٩٥٢٨] ١٠ ـ وعنه ( عليه السلام ) : أنه كان يوصي (١) شيعته : « عليكم بالورع والاجتهاد ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، والتمسك بما أنتم
____________________________
٧ ، ٨ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٤ .
٩ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٦ .
(١) في نسخة : ما كان أحسن ما ( منه قدّه ) .
١٠ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٦ .
(١) في المصدر : أنه قال لبعض .
عليه » الخبر .
[٩٥٢٩] ١١ ـ الشيخ المفيد في مجالسه : عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن علي بن مهزيار ، عن علي بن حديد ، عن مرازم ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « عليكم بالصلاة في المسجد ، وحسن الجوار للناس ، وإقامة الشهادة ، وحضور الجنائز ، أنّه لا بدّ لكم من الناس ، أن أحداً لا يستغني عن الناس بجنازته (١) ، فأمّا نحن نأتي جنائزهم ، وإنّما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمون به ، والناس لا بدّ لبعضهم من بعض ، ما داموا على هذه الحال حتى يكون ذلك ، ثم ينقطع كل قوم إلى أهل أهوائهم » الخبر .
[٩٥٣٠] ١٢ ـ الصدوق في صفات الشيعة : بإسناده عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عبد الله بن زياد ، قال : سلّمنا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) بمنى ، ثم قلت : يا ابن رسول الله إنّا قوم مجتازون ، لسنا نطيق هذا المجلس منك كلّما أردناه فأوصنا ، قال : « عليكم بتقوى الله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وحسن الصحبة لمن صحبكم ، وإفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، صلّوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم ، واتبعوا جنائزهم ، فإن أبي حدثني : أن شيعتنا أهل البيت ، كانوا خيار من كانوا منهم ، إن كان فقيه كان منهم ، وإن كان مؤذن فهو منهم ، وإن كان إمام كان منهم ، وإن كان صاحب أمانة كان منهم ، وإن كان صاحب وديعة كان منهم ، وكذلك
____________________________
١١ ـ أمالي المفيد ص ١٨٥ .
(١) في المصدر : بحياته .
١٢ ـ صفات الشيعة ص ٢٨ ح ٣٩ ، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٦٢ ح ٢٥ .
[ كونوا ] (١) احبّونا (٢) إلى الناس ، ولا تبغضونا إليهم » .
[٩٥٣١] ١٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « أروي عن العالم ( عليه السلام ) ، أنه قال : عليكم بتقوى الله ، والورع ، والاجتهاد ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد ( صلى الله عليه وآله ) صلّوا في عشائركم ، وصلوا أرحامكم ، وعودوا مرضاكم ، واحضروا جنائزهم (١) ، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا شيناً ، حببونا إلى الناس ولا تبغضونا ، جرّوا إلينا كل مودّة ، إدفعوا عنّا كلّ قبيح » الخبر .
[٩٥٣٢] ١٤ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « اتقوا الله ، ولا تحملوا الناس على أكتافكم ، إن الله يقول في كتابه : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (١) قال : وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وصلّوا معهم في مساجدهم » .
[٩٥٣٣] ١٥ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح : عن أبي الصباح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال في كلام له : « وخالطوا الناس ، وآتوهم ، وأعينوهم ، ولا تجانبوهم ، وقولوا لهم كما قال الله : ( وَقُولُوا
____________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : حبّبونا .
١٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٨ .
(١) في المصدر : جنائزكم .
١٤ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٤٨ ح ٦٥ .
(١) البقرة ٢ : ٨٣ .
١٥ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٧٨ .
لِلنَّاسِ حُسْنًا ) » (١) .
[٩٥٣٤] ١٦ ـ كتاب درست بن أبي منصور : عن الوليد بن صبيح ، قال : سأل المعلى بن خنيس أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال جعلت فداك ، حدّثني عن القائم ( عليه السلام ) ، إذا قام يسير بخلاف سيرة علي ( عليه السلام ) ؟ قال : فقال له : « نعم » فأعظم ذلك معلى ، وقال : جعلت فداك ، ممّ ذاك ؟ فقال : « لأن علياً ( عليه السلام ) ، سار بالناس سيرة ، وهو يعلم أنّ عدوّه سيظهر على وليّه من بعده ، وأن القائم ( عليه السلام ) إذا قام ليس إلّا السيف ، فعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم » الخبر .
٢ ـ ( باب استحباب حسن المعاشرة ، والمجاورة ، والمرافقة )
[٩٥٣٥] ١ ـ الصدوق في الخصال : عن أحمد بن محمد بن هيثم ، وأحمد بن الحسن القطان ، ومحمد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم ، وعبد الله بن محمد ، وعلي بن عبد الله الورّاق ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن بكر بن عبد الله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن الصادق ( عليه السلام ) ـ في حديث شرائع الدين ـ قال ( عليه السلام ) ، بعد ذكر الأئمة ( عليهم السلام ) : « ودينهم الورع والعفة ـ إلى أن قال ـ وحسن الصحبة ، وحسن المجاورة (١) » .
____________________________
(١) البقرة ٢ : ٨٣ .
١٦ ـ كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٤ .
الباب ٢
١ ـ الخصال ص ٤٧٩ ذيل الحديث ٤٦ .
(١) في المصدر : الجوار .
[٩٥٣٦] ٢ ـ محمد بن إدريس في السرائر : عن جامع البزنطي ، عن أبي الربيع الشامي ، قال : كنا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، والبيت غاص بأهله (١) ، فقال : « أنه ليس منّا من لم يحسن صحبة (٢) من صحبه ، ومرافقة من رافقه ، وممالحة (٣) من مالحه ، ومخالفة من خالفه (٤) » .
[٩٥٣٧] ٣ ـ الشيخ المفيد في مجالسه : عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن سنان ، عن الحسين بن مصعب ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه قال : « صانع المنافق بلسانك ، وأخلص ودّك للمؤمن ، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته » .
الحسين بن سعيد في كتاب الزهد : عن الحسن بن مصعب : مثله (١) .
[٩٥٣٨] ٤ ـ الشيخ الطوسي في أماليه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد الموسوي ، عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، عن عبد
____________________________
٢ ـ السرائر ص ٤٧٨ ، عنه في البحار ج ٧٤ ص ١٦١ ح ٢١ .
(١ و ٢) ليس في المصدر .
(٣) يقال بين فلان وفلان ملح وملحة إذا كان بينهما حرمة . . والممالحة : المؤاكلة ( لسان العرب ج ٢ ص ٦٠٥ ) .
(٤) في البحار : ومخالقة من خالقه .
٣ ـ أمالي المفيد ص ١٨٥ ، عنه في البحار ج ٧٤ ص ١٦١ ح ٢٢ .
(١) الزهد ص ٢٢ .
٤ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٠٨ .
الله بن جبلة ، عن حميد بن شعيب الهمداني ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « لمّا احتضر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جمع بنيه حسنا وحسينا ( عليهما السلام ) وابن الحنفية ، والأصاغر من ولده ، فوصّاهم ، وكان في آخر وصيّته : يا بنيّ ، عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم ، وإن فقدتم بكوا عليكم » الخبر .
[٩٥٣٩] ٥ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، أنه قال لهشام بن الحكم ، في وصيّته إليه : « يا هشام ، وإن خالطت الناس ، فإن استطعت أن لا تخالط أحداً منهم ، إلّا من كانت يدك عليه العليا فافعل » .
[٩٥٤٠] ٦ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « ما من رجلين يصطحبان ، إلّا والله مسائل كل واحد منهما عن الآخر ، كيف كان صحبته إيّاه ؟ » .
[٩٥٤١] ٧ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « حسن المعاشرة مع خلق الله تعالى في غير معصيته ، من مزيد فضل الله تعالى عند عبده ، ومن كان خاضعاً لله تعالى في السر ، كان حسن المعاشرة في العلانية ، فعاشر الخلق لله تعالى ، ولا تعاشرهم لنصيبك لأمر (١) الدنيا ، ولطلب الجاه ، والرياء والسمعة ، ولا تسقطن بسببها عن حدود الشريعة ، من باب المماثلة والشهرة (٢) ، فإنّهم لا يغنون عنك شيئاً ، وتفوتك الآخرة بلا فائدة ، فاجعل من هو أكبر منك بمنزلة
____________________________
٥ ـ تحف العقول ص ٢٩٥ .
٦ ـ الأخلاق
٧ ـ مصباح الشريعة ص ٢٥٥ .
(١) في المصدر : من .
(٢) في المصدر : الشهوة .
الأب ، والأصغر بمنزلة الولد ، والمثل بمنزلة الأخ ، ولا تدع ما تعلم (٣) يقيناً من نفسك ، بما تشكّ فيه من غيرك ، وكن رفيقاً في أمرك بالمعروف ، وشفيقاً في نهيك عن المنكر ، ولا تدع النصيحة في كل حال ، قال الله تعالى : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (٤) » .
[٩٥٤٢] ٨ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث : « وخالطوا الناس ، وأتوهم ، وأعينوهم ، ولا تجانبوهم ، وقولوا لهم كما قال الله تعالى : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (١) » .
٣ ـ ( باب كيفية المعاشرة مع أصناف الإِخوان )
[٩٥٤٣] ١ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي مريم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « قام إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رجل بالبصرة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن الإِخوان ، قال : الإِخوان صنفان : إخوان الثقة ، وإخوان المكاشرة (١) ، فأمّا إخوان الثقة فهم كالكف والجناح ، والأهل والمال ، فإذا كنت من أخيك على الثقة ، فابذل له مالك ويدك (٢) ، وصاف من
____________________________
(٣) في المصدر : تعلمه .
(٤) البقرة ٢ : ٨٣ .
٨ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٨ .
(١) البقرة ٢ : ٨٣ .
الباب ٣
١ ـ الاختصاص ص ٢٥١ .
(١) من كاشرة : إذا تبسم في وجهه وانبسط معه ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٤٧٤ )
(٢) في المصدر : وبدنك .
صافاه ، وعاد من عاداه ، واكتم سرّه وعيبه ، اظهر منه الحسن ، واعلم أيّها السائل أنّهم أقل (٣) من الكبريت الأحمر ، وأمّا إخوان المكاشرة ، فأنّك تصيب منهم لذّتك ، ولا تقطعن ذلك منهم ، ولا تطلبن [ ما ] (٤) وراء ذلك من ضميرهم ، وابذل لهم ما بذلوا لك ، من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان » .
[٩٥٤٤] ٢ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « الإِخوان صنفان : إخوان المكاشرة : فابذل لهم ما يبذلونه ، من حلاوة المنطق ، وطلاقة الوجه ، وإخوان الثقة : فهم الكهف ، وهم الجناح ، وهم أعزّ في الناس من الكبريت الأحمر ، وإذا كنت من أخيك على ثقة ، فاشدد له يدك ، وابذل له مالك ، وقدرك ، وصاف من صافاه ، وعاد من عاداه » .
٤ ـ ( باب استحباب توسيع المجلس خصوصا في الصيف ، فيكون بين كل اثنين مقدار عظم الذراع صيفاً ، ومعونة المحتاج والضعيف )
[٩٥٤٥] ١ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : في قوله تعالى : ( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (١) قال : « كان يقوم على المريض ، ويلتمس المحتاج ، ويوسّع على المحبوس » .
____________________________
(٣) في المصدر : أعز .
(٤) أثبتناه من المصدر .
٢ ـ الأخلاق ، والكافي ج ٢ ص ١٩٣ بإختلاف يسير .
الباب ٤
١ ـ تفسير القمي ج ١ ص ٣٤٤ .
(١) يوسف ١٢ : ٣٦ .
[٩٥٤٦] ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمّد ، حدثني موسى ، حدثنا ، أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : المؤمن مرآة لأخيه المؤمن ، ينصحه إذا غاب عنه ، ويميط عنه ما يكره إذا شهد ، ويوسع له في المجلس » .
[٩٥٤٧] ٣ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « إنّ للمؤمن على أخيه حقوقاً ، فأدناها إذا رآه أن يتزحزح له » .
[٩٥٤٨] ٤ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : « إنّ من حقّ المؤمن أن يوسّع له إذا جلس لجنبه ، ويقبل عليه إذا حدثّه ، ويسلم عليه إذا قام » .
[٩٥٤٩] ٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « لا يقومن أحدّ لأحد ، ولا يقيمن أحد أحداً عن مجلسه ، ولكن افسحوا يفسح الله لكم » .
[٩٥٥٠] ٦ ـ أبو يعلي الجعفري في نزهة الناظر : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « لا يوسع المجلس إلّا لثلاثة : لذي سنّ لسنه ، ولذي علم لعلمه ، ولذي سلطان لسلطانه » .
____________________________
٢ ـ الجعفريات ص ١٩٧ .
٣ ـ الأخلاق
٤ و ٥ ـ لب اللباب : مخطوط .
٦ ـ نزهة الناظر ص ١٢ .