علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري
المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN: 9960-03-367-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٥٦
وعن ابن عباس رضياللهعنهما (١) : أنه مرّ به على كاهنة من تبالة (٢) متهودة ، قد قرأت الكتب يقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية فقالت له ما تقدم ـ إلى آخره والله أعلم».
فأتى عبد المطلب وهب بن عبد (٣) مناف بن زهرة بن كلاب ، فخطب ابنته آمنة لابنه عبد الله ، فأجابه إلى ذلك ، فعقد عليها من وقته ، وأمها برّة ابنة عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي ، فيقال أنه دخل عليها عبد الله لوقته ، فواقعها ، فحملت بأشرف المخلوقات سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ابن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (٤) صلىاللهعليهوسلم.
نسب أضاء عموده في رفعة |
|
كالبدر فيه ترفّع وضياء |
قال بعض العلماء (٥) : هذا النسب يكتب لكل شيء ، فانه جمع حروف الاسم الأعظم ، وقد / جرّب في مهمات كثيرة ، وما زال العلماء
__________________
(١) انظر الخبر في السيرة الحلبية ص ٣٩.
(٢) تبالة : بلدة مشهورة من أرض تهامة في طريق اليمن كانت أول عمل وليه الحجاج بن يوسف الثقفي. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٩ ـ ١٠.
(٣) سقطت من (ب) ، (د).
(٤) انظر في نسبه صلىاللهعليهوسلم : ابن سعد ـ الطبقات ١ / ٢٨ ، ابن هشام ـ السيرة ١ / ١ وما بعد ، ابن قتيبة ـ المعارف ٣٢ ـ ٣٣ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٦ ، القضاعي ـ تاريخ ١٧١ ـ ١٧٣.
(٥) لم يذكر السنجاري من هم هؤلاء العلماء؟!. وواضح أنهم من الصوفية. والذي ورد في السنة الصحيحة الفضل فيمن أحصى أسماء الله سبحانه وتعالى : «فعن أبي هريرة عن النبي (قال : لله تسعة وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة ...». سنن ابن ماجه ٥ / ١ رقم ٦٧٥.
من السلف يحفظونه ، ويأمرون أولادهم بحفظه والتبرك به ـ انتهى.
فخرج عبد الله من عندها ، ومر بالمرأة السعدية ، فلم تكلمه ، فالتفت إليها وقال : «مالك لا تسألين سؤالك بالأمس؟!». فقالت : «والله ما بي من ريبة ، ولكن رأيت في وجهك نورا ، وأنا على علم من نبي يبعث ، فرجوت أن تكون أباه ، وأكون أمه ، ولم أر الآن في وجهك (شيئا من) (١) ذلك النور ، فما أحدثت بعدي؟!». فأخبرها بزواجه آمنة بنت وهب ، فأنشأت تقول :
إنّي رأيت مخيلة لمعت |
|
وتلألأت كتلألؤ (٢) القطر |
في وجهه نور يضيء له |
|
ما حوله كإضاءة البدر |
فرجوته فخرا أبؤ به |
|
ما كل قادح زنده يوري |
لله ما زهرية سلبت |
|
نورا فحلّ بها ولم تدر |
[وفاة عبد الله]
فلما تم لآمنة شهران من حملها ، توفي عبد الله ، وقيل بعدما ولد صلىاللهعليهوسلم بثمانية وعشرين شهرا ، وقيل سبعة أشهر ، وقيل شهرين. وكان عبد المطلب قد بعثه يمتار له مع قريش ، فرجع ضعيفا معهم ، فتخلف بيثرب عند أخواله من بني النجار ، فأقام عندهم مريضا شهرا ، فلما قدم أصحابه مكة ، سألهم عبد المطلب عنه (٣) ، فأخبروه ، فبعث له الحارث (٤)
__________________
(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د). وفي (أ) ، (ج) «شيء من».
(٢) في (ج) «كتلأليء». وفي تاريخ الطبري «بحناتم» ٢ / ٣٣٢ ، وكذلك السهيلي ـ الروض الأنف ، ودلائل النبوة لأبي نعيم ١ / ١٣٢. وهناك اختلاف في الألفاظ في هذه الأبيات الثلاثة مع ما في البداية والنهاية لابن كثير ٢ / ٢٥٠.
(٣) سقطت من (ج).
(٤) في (ب) ، (د) «الحرث».
فوجده قد توفي (١) ، ودفن في دار التابعة (٢) ـ كذا في المواهب (٣) ـ.
قال الشامي في سيرته (٤) : «والتابعة بتاء مثناة من فوق فباء موحدة فعين مهملة».
وقيل توفي بالأبواء (٥) بين مكة والمدينة.
وذكر الحافظ العلائي في مولده (٦) : أنه كان سنه لما حملت آمنة منه ثمانية عشر سنة ، وقيل سبعة وعشرون سنة ، وقيل أنه لما توفي اثنان وعشرون سنة ، وقيل سبعة وعشرون سنة ، وقيل كان عمره يوم تزوج ثلاثون ، وقيل سبعة عشر سنة ـ والله أعلم ـ.
وقالت زوجته آمنة ترثيه (٧) :
عفا جانب البطحاء من آل هاشم |
|
وجاور لحدا (خارجا بالغماغم) (٨) |
دعته المنايا دعوة فأجابها |
|
وما تركت في الناس مثل ابن هاشم |
__________________
(١) في (ب) ، (ج) «مات».
(٢) ذكرها الطبري ـ تاريخ ٢ / ٣٣٣ ، وذكر «النابغة» كالمصادر الأخرى. وقد حدد الطبري موضعها ـ ابن جرير الطبري ٢ / ٣٣٣ ، القضاعي ـ تاريخ ١٧٧.
(٣) المواهب اللدنية للقسطلاني.
(٤) انظر : الحلبي ـ السيرة الحلبية ص ٥٠.
(٥) الأبواء : فيها على الصحيح قبر آمنة بنت وهب. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ١ / ٧٩ ـ ٨٠.
(٦) الحافظ العلائي : خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي ، صلاح الدين أبو سعيد الدمشقي ، المحدث البحاثة. توفي سنة ٧٦٤ ه. انظر : الدرر الكامنة ٢ / ٩٠ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٣٢١ ـ ٣٢٢.
(٧) في (أ) ، (د) «ترثاه». والاثبات من (ب) ، (ج). والأبيات من البحر الطويل.
(٨) في (ج) ، (ب) «فأرجأ بالغمائم». وفي البدء والتاريخ «مدرجا بالغمائم» ٤ / ١١٦ ، وفي الدمياطي ـ السيرة النبوية «خارجا في الغمائم» ص ٢٩.
وورث صلىاللهعليهوسلم من أبيه خمسة أجمال ، وقطعة من الغنم ، وأم أيمن بركة الحبشية (٢) ، وشقران (٣) بضم الشين الحبشي واسمه صالح ، فأعتقهما صلىاللهعليهوسلم. ومن شعر عبد الله والد النبي صلىاللهعليهوسلم ما أورده الصفدي في تذكرته (٤) (وهو قوله) (٥) :
فائدة : الذي عليه المحققون أن أبويه صلىاللهعليهوسلم من الناجين ، وليسا في النار ، لموتهما قبل البعثة ، ولا تعذيب قبلها بنص (قوله تعالى) (٨) : (وَما كُنَّا __________________ (١) في (ج) «تعاود». (٢) مولاة النبي صلىاللهعليهوسلم وحاضنته. وأم أسامة بن زيد. انظر : ابن قتيبة ـ المعارف ٦٣ ، ابن سعد ـ الطبقات ١ / ٢ / ١٧٩ ، القضاعي ـ تاريخ ٢٣٦ ، أبو نعيم ـ دلائل النبوة ١ / ١٦٤. (٣) في (ج) «وشفران» وهو خطأ. انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٣ / ١٧٠ ، القضاعي ـ تاريخ ٢٣٥. (٤) صلاح الدين خليل بن آيبك الصفدي صاحب الوافي بالوفيات ، المتوفى سنة ٧٦٤ ه. (٥) ما بين قوسين سقط من (ج). (٦) في (د) «ساير». (٧) في (د) «له مثلوا». (٨) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). |
«لم تزل في ضمائر الكون تختا |
|
ر لك الأمهات والآباء |
لك أن تأخذ من كلام الناظم الذي علمت ، أن الأحاديث مصرحة به لفظا في أكثره ، ومعنا في كله ، أن آباءه صلىاللهعليهوسلم من آدم وحواء ليس فيهم كافر ، لأن الكافر لا يقال فيه مختار ولا طاهر ولا كريم ، بل (إنّما المشركون نجس)(٣) ، وأيضاً قوله تعالى (وتقلّبك في السّاجدين) (٤) على أحد التفاسير من أنّ المراد من ساجد إلى ساجد (٥) ـ انتهى ـ.
[واقعة الفيل]
وفي زمن حمله صلّى الله عليه وآله كانت واقعة الفيل ، إرهاصاً لنبوته صلّى الله عليه وآله.
__________________
(١) سقطت من (ب) ، (ج).
(٢) شرح همزية البوصيري بعنوان المنح المكية. ـ مخطوط ـ لأحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي ، المتوفى سنة ٩٧٤ هـ. انظر : الزركلي ـ الأعلام ١ / ٢٣٤ ، وانظر : السيرة الحلبية ١ / ٤٣.
(٣) سورة التوبة الآية ٢٨.
(٤) سورة الشعراء الآية ٢١٩.
(٥) انظر : السيرة الحلبية ص ٢٩. ذكر عن ابن عباس : (وتقلبك في الساجدين) أي من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا ، أي وجدت الأنبياء في آبائه».
وعن ابن عباس : (وتقلبك في الساجدين) ما زال النبي صلّى الله عليه وآله ينقلب في أصلاب الانبياء حتى ولدته امه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨ / ٢١٤ : رواه البزار ، ورجاله الثقات ـ أبونعيم الاصبهاني ـ دلائل النبوة ١ / ٥٨.
لا همّ إن العبد يمن |
|
ع رحله فامنع رحالك (٥) |
لا يغلبن صليبهم |
|
ومحالهم غدوا (٦) محالك |
قال ابن هشام (٧) : هذا ما صح له عندي.
وقال عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف (٨) :
لاهمّ؟؟؟ اخز الأسود بن مقصود |
|
الآخذ الهجمة (٩) فيها التقليد |
بين (حراء فثبير) (١٠) فالبيد |
|
يحبسها (١١) وهم أولات التطريد |
__________________
(١) في (ب) ، (ج) ، (د) «العسكر».
(٢) في (ج) «الباب» أي باب الكعبة».
(٣) في (أ) ، (ج) «فما» والاثبات من (ب) ، (د).
(٤) انظر : ابن هشام : السيرة ١ / ٥١ ، وابن جرير الطبري ـ تاريخ ٢ / ٢٢٧. وقد أثبت الطبري أبياتا أكثر مما أثبته ابن هشام والسنجاري.
(٥) عند ابن هشام والطبري «حلالك».
(٦) في (ب) ، (د) «عدوا». وفي (ج) «أبدا». وغدوا أي غدا.
(٧) ابن هشام ـ السيرة ١ / ٥١.
(٨) عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. ابن هشام ١ / ٥١.
(٩) ذكر ناسخ (ج) أن في نسخة أخرى «ذات».
(١٠) في (ج) ما بين قوسين «حرف ثبير».
(١١) في (ب) ، (ج) «يحسبها». وعند ابن هشام «يحبسها وهي».
فضمّها إلى طماطم (١) سود |
|
اخفره يا ربّ وأنت محمود |
ثم أرسل حلقة الباب ، وانطلق بمن معه من قريش إلى شعب الجبال ، ينظرون ما يفعل الله سبحانه وتعالى بأبرهة ، وما يفعل أبرهة بالبيت إذا دخل مكة.
فلما أصبح أبرهة تهيأ (لدخول مكة ، وعبأ جيشه ، وكان اسم الفيل محمودا ـ وهو الفيل الأعظم) (٢) وأبرهة مجمع على هدم البيت.
فلما وجهوا الفيل إلى جهة مكة ، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي ـ المتقدم ذكره ـ حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذ (بأذن الفيل) (٣) وقال : أبرك محمودا ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام. ثم أرسل أذنه ، فبرك الفيل.
وخرج نفيل بن حبيب حتى صعد في الجبل ، فضربوا الفيل ليقوم فأبى (فضربوه في رأسه بالطبرزدين ليقوم فأبى) (٤) ، فأدخلوا محاجن (٥) لهم في مراقه (٦) فزقوه (٧) بها ليقوم فأبى. فوجهوه لجهة اليمن فقام
__________________
(١) الطماطم السود : أي الأعلاج السود كما ذكر ابن هشام ١ / ٥٢. ويعني بهم الحبشان.
(٢) ما بين قوسين سقط من (ج). واستعاض الناسخ عنه" للدخول أي دخول مكة».
(٣) في (ب) ، (ج) «بأذنه».
(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج). والطبرزدين آلة معقفة من الحديد. وطبر بالفارسية معناها الفأس. انظر هامش رقم (٨) في السيرة لابن هشام ١ / ٥٢ ، وفيه الطبرزين.
(٥) في (ج) «محاجز». والمحجن عصا غليظة معوجة وقد يعمل في طرفها حديد. انظر هامش رقم (٩) في السيرة لابن هشام ١ / ٥٢.
(٦) المراق أي أسفل البطن.
(٧) في (أ) ، (ج) «فنزعوه». وفي (د) «فبزغوه" كما في السيرة لابن هشام. والاثبات من (ب).
أين المفر والاله الطالب |
|
والأشرم المغلوب ليس (٦) الغالب |
وقال في ذلك من قصيدته (٧) النونية :
ألا حيّيت عنّا يا ردينا (٨) |
|
نعمناكم مع الأحباب (٩) عينا |
__________________
(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج) ، (د).
(٢) الخطاطيف : مفردها خطاف وهو الحديدة المعوجة كالكلاب يختطف بها الشيء. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٧٦. وهنا تعني العصافير السود. انظر أيضا : لسان العرب ١ / ٧٧.
(١٠) البلسان : بمعنى طيور الزرازير. انظر : لسان العرب ٦ / ٣٠.
(٣) في (ب) ، (ج) «مثال».
(٤) في (ج) «يبتدون».
(٥) السيرة النبوية ١ / ٥٣.
(٦) في تاريخ الطبري لابن جرير" غير" ٢ / ٢٢٨.
(٧) في (ب) «القصيدته». وفي (ج) «القصيدة».
(٨) اسم امرأة مرخم من ردينة. بدأ قصيدته بالغزل على عادة شعراء الجاهلية.
(٩) في السيرة لابن هشام ١ / ٥٣ ، وتاريخ الطبري لابن جرير ٢ / ٢٢٨ ، ومعجم
ردينة لو رأيت (ولن تريه) (١) |
|
لدى جنب المحصّب (٢) ما رأينا |
إذا لعذرتني وحمدت أمري |
|
ولم تأسي على ما فات مينا (٣) |
حمدت الله إذ أبصرت طيرا |
|
وخفت حجارة تلقى علينا |
وكلّ القوم يسأل عن نفيل |
|
كأن عليّ للحبشان دينا |
فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون على كل منهل ، وأصيب أبرهة في جسده ، فخرجوا به يسقط أنملة ، أنملة ، كلما سقطت أنملة تبعها قيح ودم فسقطت الثانية ، حتى وصلوا به إلى صنعاء وهو مثل الفرخ ، فما مات حتى انصدع صدره (٤).
[حول دخول الفيل مكة]
قال الإمام عبد القادر بن محمد الطبري في كتابه أساطين الشعائر الإسلامية (٥) : «وقع الخلاف (٦) في دخول الفيل الحرم ، فقال المحب
__________________
ـ البلدان. لياقوت الحموي ٥ / ٦١ ، «الاصباح».
(١) في (ب) «ولو تريه». وفي (ج) «ولو ترينا». وعند ابن هشام «ولا تريه» وعند ابن جرير الطبري «ولم تريه». أما عند ياقوت فكما في المتن.
(٢) في (ج) «الحصيب». والمحصب المقصود هنا : موضع رمي الجمار بمنى. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٥ / ٦٢.
(٣) في (ج) «منا». وعند ابن هشام والطبري «بينا». والمين : الكذب. انظر : لسان العرب ١٣ / ٤٢٥ ـ ٤٢٦.
(٤) أضاف ابن هشام «فيما يزعمون» السيرة ١ / ٥٤. وانظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٢ / ٢٢٩.
(٥) والكتاب الأساطين في حج السلاطين. ويسمى أساطين الشعائر الإسلامية وفضائل السلاطين والمشاعر الحرمية ألفه سنة ١٠٣١ ه وهي السنة التي توفي فيها السلطان عثمان بن أحمد خان مقتولا بعد أن عزم على الحج.
(٦) في (ج) «الاختلاف».
وفي صنعه يوم الفيل الحبو |
|
ش إذ كلما بعثوه رزم |
محاجنهم تحت أقرامه (٣) |
|
وقد شرّموا أنفه فانخزم (٤) |
وقد جعلوا سوطه (٥) معولا |
|
إذا يمّموه (٦) قفاه كلم |
فولّى وأدبر أدراجه |
|
وقد باء بالظلم من كان ثمّ |
فأرسل من فوقهم حاصبا |
|
تلفهم مثل لف القزم (٧) |
يحض على الصبر رهبانهم |
|
وقد ثاجوا كثؤاج الغنم (٨) |
وقال أيضا (٩) :
فقوموا فصلّوا ربّكم وتمسّحوا |
|
بأركان هذا البيت بين الأخاشب |
فعندكم منه بلاء ومخبر (١٠) |
|
غداة أبو يكسوم هادي الكتائب / |
__________________
(١) في (ب) ، (ج) «عقوبة».
(٢) قيس بن الأسلت بن جشم بن وائل الأوسي الأنصاري ثم الخطمي واسمه صيفي. انظر : ابن هشام ١ / ٥٨ وعنده «أبو قيس». وذكر أيضا أن القصيدة تروى لأمية بن أبي الصلت ١ / ٥٩.
(٣) في (ب) ، (ج) ، (د) «أقدامه». وعند ابن هشام «أقرابه» والصحيح «أمراقه».
(٤) في (ج) «فانشرم». وعند ابن هشام «فانخرم».
(٥) في (د) «صوته».
(٦) في (ج) «يموا».
(٧) في (ج) «القدم».
(٨) الثؤاج : الصياح.
(٩) انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ٥٩.
(١٠) عند ابن هشام «مصدق» والمقصود بأبي يكسوم ـ أبرهة الأشرم وهي كنيته.
(كتيبة بالسهل تمشي ورحله) (١) |
|
على القاذفات في رؤوس المناقب |
فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم |
|
جنود المليك بين ساف وحاصب |
وقال أبو الصلت (٢) ، وقيل أمية ابنه :
إن آيات ربنا واضحات (٣) |
|
ما يماري فيهنّ إلّا الكفور |
خلق الليل والنهار فكلّ |
|
مستبين حسابه مقدور |
ثم يجلو النهار رب رحيم |
|
بمهاة (٤) شعاعها (٥) منشور |
حبس الفيل بالمغمّس حتى |
|
ظلّ يجثو (٦) كأنه معقور |
لازما حّلقة الجران كما قطّ |
|
ر من صخر كبكب محدور |
حوله من ملوك كندة أبطا |
|
ل ملاويث (٧) في الحروب صقور |
خلّفوه ثم [ابذعرّوا](٨) جميعا |
|
كلهم عظم ساقه مكسور |
كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفة زور (٩)
__________________
(١) عند ابن هشام جاء الشطر : «كتيبته بالسهل تمسي ورجله». وفي (د) «ورجله».
(٢) أبو الصلت بن ربيعة الثقفي. والد الشاعر أمية بن أبي الصلت. انظر : ابن هشام ١ / ٦٠ ، المسعودي ـ مروج الذهب ٢ / ٢٤٠ فيه بعض الأبيات.
(٣) عند ابن هشام «بينات» ١ / ٦٠.
(٤) في (ب) ، (ج) ، (د) «بمهمات». وهو خطأ. والمقصود بالمهاة الشمس.
(٥) في (ب) «شعاشها».
(٦) عند ابن هشام «يحبو».
(٧) الملاويت : الأشداء.
(٨) ما بين حاصرتين فراغ في (أ). وفي (د) «عزوا». والاثبات من (ب) ، (ج) ، وابن هشام. والمعنى ـ تفرقوا ـ.
(٩) عند ابن هشام «بور». وذكر في الهامش رقم (٧) ١ / ٦٠ «أن في بعض المخطوطات زور». وهذا هو الأصح.
كاده الأشرم الذي جاء بالفيل |
|
فولّى وجيشه مهزوم |
واستهلّت عليهم الطير بالجند |
|
ل حتى كأنه مرجوم |
ذاك من يغزه من الناس يرجع |
|
وهو فلّ من الجيوش ذميم |
وقال عبد المطلب في ذلك :
قلت والأشرم تردى خيله |
|
إن ذا الأشرم غرّ (٢) بالحرم |
رامه تبّع فيما جردت |
|
حمير والحيّ من آل قدم |
وانثنى عنه وفي أوداجه |
|
خارج أمسك عنه بالكظم |
نحن آل الله في بلدته |
|
لم يزل ذاك على عهد أبرهم |
وفي هذا القدر كفاية ـ والله ولي الهداية.
أقول (٣) : وكانت واقعة الفيل في المحرم / سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة من عهد ذي القرنين في زمن كسرى أنوشروان ـ كذا رأيته في بعض السير (٤) ـ.
[مولده صلىاللهعليهوسلم]
ولما كان يوم الاثنين لاثنى؟؟؟ عشرة مضت من ربيع الأول على المشهور ، ولد صلىاللهعليهوسلم بالمولد المعروف به الآن (٥) ، عام الفيل ، وعليه الاتفاق ،
__________________
(١) عبد الله بن قيس الرقيات أحد بني عامر بن لؤي بن غالب. ابن هشام ـ السيرة ١ / ٦١.
(٢) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «عزّ».
(٣) أي المؤلف السنجاري. وفي (ب) ، (ج) ، (د) «قلت».
(٤) انظر : العسكري ـ الأوائل ص ٢٧ ، القضاعي ـ تاريخ ١٧٦.
(٥) أي زمن السنجاري.