آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٠٨
سبق :
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليهالسلام (ص ٤٤ ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن عمرو بن [شرحبيل] أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : اللهم انصر من نصر عليا ، اللهم أكرم من أكرم عليا ، اللهم اخذل من خذل عليا. أخرجه الطبراني.
مستدرك
فك الله رهانك يا علي
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٧ ص ٥٨ وج ١٧ ص ١١٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص ١٧ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل أو يسأل عن دينه ، فإن قيل عليه دين كفّ عن الصلاة عليه ، وإن قيل ليس عليه دين صلى عليه ، فأتي بجنازة فلما قام ليكبر سأل صلىاللهعليهوسلم أصحابه : هل على صاحبكم دين؟ قالوا : ديناران ، فعدل صلىاللهعليهوسلم وقال : صلوا على صاحبكم ، فقال علي : هما عليّ ، برئ منهما ، فتقدم صلىاللهعليهوسلم فصلى عليه ثم قال لعلي : جزاك الله خيرا ، فك الله رهانك كما فككت رهان أخيك ، إنه ليس من ميت إلا وهو مرتهن بدينه ، ومن فك رهان ميت فك الله رهانه يوم
القيامة ، فقال بعضهم : هذا لعلي خاصة أو للمسلمين عامة؟ فقال : بل للمسلمين عامة.
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
اللهم اهده القضاء
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ١٩ ط دار الفكر) قال :
وعن ابن عباس قال : بعث النبي صلىاللهعليهوسلم عليا إلى اليمن فقال : علمهم الشرائع ، واقض بينهم ، قال : لا علم لي بالقضاء ، قال : فدفع في صدره وقال : اللهم اهده القضاء ، فنهاهم عن الدباء ، والحنتم ، والمزفت.
مستدرك
كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو لعلي وفاطمة
عليهماالسلامولا يشركهما بدعائه أحدا
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ١٥١ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في
«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٧٧ ط دار الفكر) قال :
وعن أسماء بنت عميس : أنها رمقت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم يزل يدعو لهما خاصة ـ يعني عليا وفاطمة ـ لا يشركهما بدعائه أحدا.
مستدرك
يا علي جزاك الله خيرا
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٣٣٢ وج ٧ ص ٥٧ وج ١٧ ص ١١٨ وج ٢٠ ص ٦٠٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ١١ ص ١٩٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال :
يا علي جزاك الله خيرا.
ه ق ٦ / ٧٣ ـ قط ٣ / ٧٨ ـ كنز ١٥٥٢٢ ، ١٥٥٣٢.
يا علي جزاك الله والإسلام خيرا.
كنز ١٥٥٢١.
مستدرك
اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٦ ص ١١٧ وج ٢٠ ص ٥٠٢
ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص ١٥ ط دار البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :
اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحد قبله ولا تعطها ١ / ٣٦٢
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص ٢٣ ط دار البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :
اللهم أعط علي بن أبي طالب فضيلة .. في فضائل علي ١ / ٣٩٠
ومنهم العلامة حسام الدين المردي في «آل محمد» (ص ٥٣ والنسخة مصورة من مكتبة السيد الإشكوري) قال :
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطاها أحد ، فهبط جبرئيل ومعه أترجة الجنة ، فقال : يا رسول الله إن الله يقرئك السلام ويقول لك : أعط هذه عليا ، فدفعها إليه ، فأخذها علي فانفلقت في يده فلقتين ، فإذا فيها حريرة خضراء ، مكتوب فيها بسطرين ، تحفة إله الطالب الغالب إلى الولي علي بن أبي طالب. أخرجه الخطيب الخوارزمي موفق بن أحمد ، وأخرجه الحافظ ابن شيرويه الديلمي في كتابه الفردوس ، وأبو نعيم الحافظ ، والحافظ جلال الدين السيوطي ، هم جميعا يرفعه بسنده ، عن ابن عباس وعن عروة بن الزبير عنهما ، قال : لما قتل علي عمرو بن عبد ود العامري الذي كان أشجع العرب يوم الخندق بعد طلبه المبارزة ثلاثا ، وجاء عند النبي ، وكان سيف علي يقطر دما ، فلما رآه النبي صلىاللهعليهوسلم قال : اللهم أعط عليا .. إلى آخر الحديث. أخرجه الحافظ أبو نعيم.
دعاء رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام حين برز
إلى عمرو بن عبد ود بقوله : اللهم احفظه من بين يديه
ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته
قد مضى بعض أدعية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم للوصي عليهالسلام عن العامة في ج ٤ ص ٤٥٠ وج ٦ ص ٢٢٦ وج ٧ ص ٤١ وج ٨ ص ٢٦ و ٣٤ وج ١٧ ص ١١١ و ٥١٩ وج ٢٠ ص ٥٦٢ ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها :
فمنهم الفاضل المعاصر سميح عاطف الزين في «خاتم النبيين محمد» صلىاللهعليهوسلم (ج ٢ ص ٤٠٢ ط دار الكتاب اللبناني ـ بيروت) قال :
اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته.
ألا إنّه قد برز الإيمان كله إلى الكفر كله ، اللهم سدد عليا وأيده وانصره على خصمه ، إنك أرحم الراحمين.
دعاؤه صلىاللهعليهوسلم
لعلي عليهالسلام يوم الأحزاب
اللهم سدّد عليا وأيده وانصره على خصمه
إنك أرحم الراحمين
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر سميح عاطف الزين في «خاتم النبيين محمد» صلىاللهعليهوسلم (ج ٢ ص ٤٠٢ ط دار الكتاب اللبناني ـ بيروت) قال :
ويندفع علي راكضا نحو عمرو ، فيرمقه النبي صلىاللهعليهوسلم بنظراته ، ثم يرفع يديه وناظريه نحو السماء داعيا له الله تعالى : ـ إلى ان قال : اللهم سدد عليا وأيده وانصره على خصمه إنك أرحم الراحمين.
مستدرك
اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في شملهما
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ١٠ ص ٤١٢ وج ١٩ ص ١٣٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٣٦ ط دار الفكر) قال :
وعن بريدة : أن نفرا من الأنصار قالوا لعلي : عندك فاطمة ، فدخل على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال : ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : مرحبا وأهلا ، لم يزده عليها ، فخرج على الرهط من الأنصار ينتظرونه ، فقالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : مرحبا وأهلا ، قالوا : يكفيك من رسول الله صلىاللهعليهوسلم إحداهما ، قد أعطاك الأهل وأعطاك المرحب ، فلما كان بعد ذلك بعد ما زوجه قال : يا علي ، إنه لا بد للعرس من وليمة ، فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة. فلما كان ليلة البناء قال : يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني ، فدعا بماء فتوضأ منه ،
ثم أفرغه على علي ، فقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في شملهما.
قال أبو الحسين : الشمل : الجماع.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليهالسلام (ص ٤٥ ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :
عن بريدة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي وفاطمة ليلة : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. أخرجه ابن سعد.
ومنهم الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في «المنتظم» (ج ٣ ص ٨٦ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
ثم قال : اللهم بارك فيهما ـ الحديث كما مر عن السيوطي.
مستدرك
اللهم أذهب عنه الحر والبرد
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٥ ص ٣٩٦ و ٤٢١ و ٤٣٦ و ٤٣٨ و ٤٤٠ وج ١٧ ص ١٢٦ و ١٢٨ وج ٢٠ ص ٦١١ ومواضع أخرى منها حديث الراية ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٣١ ط دار الفكر) قال :
وعن أم موسى قالت : سمعت عليا يقول : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٣ ص ١٢٢ ط دار الفكر ـ بيروت) قال :
لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله خيبر على يديه ، فدعاني وأعطاني الراية وكان لي رمد شكوته له صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : اللهم اكفه الحر والبرد ، فما وجدت لهما ألما بعد ذلك.
ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٣ ص ١٠٨ طبع بهامش نسيم الرياض) قال :
ففي البخاري في غزوة خيبر إنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : يا رسول الله يشتكي عيناه. قال : فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في عينيه فدعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع.
وفي رواية مسلم من طريق إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : فأرسلني النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى علي فجئت به أقوده أرمد فبصق في عينيه فبرأ.
وعند الطبراني من حديث علي قال : دما رمدت ولا صدعت منذ دفع إلي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الراية يوم خيبر.
وعند الحاكم من حديث علي : فوضع صلى الله تعالى عليه وسلم رأسي في حجره ثم بصق في راحته فدلك بها عيني.
وعند الطبراني : فما اشتكيتهما حتى الساعة ، قال : ودعا لي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : اللهم أذهب عنه الحر والقر. قال : فما اشتكيتهما حتى يومي هذا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص ١٠٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن يحيى ، وهو حدثني عن إبراهيم الصائغ ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : أن عليا رضياللهعنه خرج علينا في حر شديد وعليه ثياب الشتاء ، وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ، ثم دعا بماء فشرب ، ثم مسح العرق عن جبينه ، فلما رجع إلى بيته قال : يا أبتاه! رأيت ما صنع أمير المؤمنين رضياللهعنه ، خرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ، وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء ، فقال أبو ليلى : ما فطنت ، وأخذ بيد ابنه عبد الرحمن فأتى عليا رضياللهعنه ، فقال له الذي صنع ، فقال له علي رضياللهعنه : إن النبي صلىاللهعليهوسلم كان بعث إلي وأنا أرمد شديد الرمد ، فبزق في عيني ، ثم قال : افتح عينيك ففتحتهما ، فما اشتكيتهما حتى الساعة ، ودعا لي فقال : اللهم أذهب عنه الحر والبرد ، فما وجدت حرا وبردا حتى يومي هذا.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار محمد عزت الطهطاوي في «محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن» (ص ٢٥٤ ط مكتبة النور ـ مصر الجديدة) قال :
ودعا لعلي بن أبي طالب رضياللهعنه أن يكفي الحر والبرد ، فكان بعدها يلبس ثياب الصيف في الشتاء ولباس الشتاء في الصيف.
ودعا لفاطمة رضياللهعنها ألّا يجيعها الله فما جاعت بعدها أبدا.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليهالسلام» (ص ٦٥ ط دار الجيل في بيروت)
روى الحديث الشريف مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلىاللهعليهوسلم (ص ١١٩ ط القاهرة سنة ١٣٩٩)
فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ١٦٦ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :
اللهم اذهب عنه الحر والبرد على بن أبي طالب ١ / ٩٩ و ١٣٣
ورواه أيضا في ص ٤٩٥.
ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص ٨٨ ط دار الكتب ـ بيروت) قالوا :
اللهم أذهب عنه حرّها وبردها ووصبها .. عبد الله بن عامر بن ربيعة الطب ٤ / ٢١٦
مستدرك
اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٦ ص ١١٨ وج ٢٠ ص ٥٨٢ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة» (ص ٢٨ ط دار البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :
اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا .. ابن عباس ١ / ٣٧٠
مستدرك
بعض كراماته واستجابة دعائه عليهالسلام
قد مر نقل ما يدل على ذلك عن العامة في ج ٨ ص ٧٠٤ إلى ٧٧٤ ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٦٥ ط دار الفكر) قال :
وعن عمار قال : حدث رجل عليا بحديث ، فكذّبه ، فما قام حتى عمي.
وعن زاذان : أن رجلا حدث عليا بحديث ، فقال : ما أراك إلا قد كذبتني ، قال : لم أفعل ، قال : أدعو عليك إن كنت كذبت ، قال : ادع ، فدعا ، فما برح حتى عمي.
وعن أبي مكين ، قال : مررت أنا وخالي أبو أمية على دار في جبل حي من مراد ، فقال : ترى هذا الدار؟ قلت : نعم ، قال : فإن عليا مرّ عليها وهم يبنونها ، فسقطت عليه قطعة فشجّته فدعا الله أن لا يكمل بناؤها ، قال : فما وضعت عليها لبنة ، قال : فكنت تمر عليها لا تشبه الدور.
وهذا الأخير رواه أبو البركات الباعوني في «جواهر المطالب» ص ٤١ عن أبي بكر بن عبد الله قال : مررت أنا وخالي .. إلخ.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج ٣ ص ٦٤٥ ط بيروت سنة
١٤٠٧) قال :
وقال هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن عمار الحضرمي ، عن أبي عمر زاذان ، أن رجلا حدّث عليا بحديث ، فقال : ما أراك إلا قد كذبتني ـ فذكر مثل ما تقدم عن المختصر ، عن زاذان.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلىاللهعليهوآلهوسلم (ص ٩٧ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :
عن زاذان : أن عليا حدث بحديث ، فكذبه رجل! فقال له علي : أدعو عليك إن كنت كاذبا. قال : أدعو ، فدعا عليه فلم يبرح حتى ذهب بصره.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٣٨ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :
وعن ابن زاذان : ان عليا حدث حديثا فكذّبه رجل ، قال : ادعو إن كنت صادقا قال : نعم ، فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره.
ومنهم الشيخ قرني طلبة البدوي في «العشرة المبشرون بالجنة» (ص ٢١٠ ط محمد علي صبيح بمصر) قال :
وأخرج الطبراني في الأوسط وعلي في الدلائل عن زاذان ان عليا حدث بحديث فكذبه رجل فقال له علي : أدعو عليك إن كنت كاذبا ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه» (ص ١٨ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :
وعن علي بن زاذان : إن عليا حدث ـ فذكر مثل ما تقدم ، إلا أن فيه : أدعو عليك إن كنت صادقا. قال : نعم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ١٧٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :
الأولى دعاؤه على من كذب في حديث به فذهب بصره على الفور. فقد أخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن زاذان أن عليا رضياللهعنه حدث بحديث فكذبه رجل فقال له علي : أدعو عليك إن كنت كاذبا؟ قال : أدع ، فدعا عليه ـ فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الصلاح خليل بن أيبك الشافعي الصفدي في «نكت الهميان» (ص ٧٠ ط الخانجي والمثنى) قال :
إن أبا العينا لقي جده الأكبر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فأساء مخاطبته ، فدعى عليه وعلى ولده بالعمى ، وكل من كان منهم أعمى فهو صحيح النسب.
ومنهم قائد الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المتولد سنة ١٦٤ والمتوفى سنة ٢٤١ في «الزهد» (ص ١٦٤ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :
حدثنا عبد الله ، حدثني أبو معمر ، حدثنا هشيم ، أنبأنا إسماعيل بن سالم ، عن عمار الحضرمي ، عن زاذان أبي عمر : أن رجلا حدثه أن عليا عليهالسلام سأل رجلا عن حديث في الرحبة فكذبه فقال : إنك قد كذبتني. فقال : ما كذبتك. قال : فأدعو الله عليك إن كنت كذبتني أن يعمي الله بصرك ، قال : فدعا الله أن يعميه فعمي.
مستدرك
إخبار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
عن شهادة الحسين عليهالسلام بكربلا
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٨ ص ١٤٠ وج ١١ ص ٣٧٢ وج ١٧ ص ٥٤٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص ١٨ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :
كراماته :
عن الأصبغ قال : أتينا مع علي فمررنا على قبر الحسين ، فقال علي : هاهنا مناخ ركائبهم ، وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد صلىاللهعليهوسلم.
مستدرك
لم يرفع حجر في بيت المقدس يوم قتل أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهالسلام إلا وجد تحته دم
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٨ ص ٧٦٢ وج ١٨ ص ٢١٢
ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين المعروف بابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ج ٣ ص ٣١٦ ط دار التعارف في بيروت) قال:
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر بن الحسين البيهقي ، وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قال : أنبأنا أبو الحسن بن الفضل القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب بن سفيان ، حدثني سعيد بن عفير ، أنبأنا حفص بن عمران بن الوشاح ، عن السري بن يحيى ، عن ابن شهاب ، قال : قدمت دمشق ، وأنا أريد الغزو ، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه ، فوجدته في قبة على فرش تفوت القائم ، والناس تحته سماطان ، فسلمت وجلست ، فقال : يا بن شهاب ، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل ابن أبي [طالب]؟ قلت : نعم ، قال : هلمّ ، فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة وحوّل وجهه فأحنى عليّ فقال : ما كان؟ قال : فقلت : لم يرفع حجر في بيت المقدس ، إلا وجد تحته دم ، قال : فقال : لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك ، فلا يسمعن منك ، قال : فما تحدثت به حتى توفي.
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ في كتاب «دلائل النبوة» (ج ٦ ص ٤٤١ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب ابن سفيان ، حدثنا سعيد بن عفير ، حدثنا حفص بن عمران بن الوشاح ، عن السري بن يحيى ، عن ابن شهاب قال : قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبد الملك لأسلم عليه فوجدته في قبة على فرش يفوق القائم والناس تحته ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر ، ثم قال :
هكذا روي هذا في مقتل علي ـ رضياللهعنه ـ بهذا الإسناد. وروي بإسناد أصح من هذا عن الزهري أن ذلك كان من قتل الحسين بن علي رضياللهعنهما.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق ٩٤ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية الشريفة بخراسان) قال :
وعن يحيى بن شهاب قال : قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبد الملك بن مروان لأسلم عليه فوجدته ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٩٦ ط دار الفكر) قال :
وعن ابن شهاب قال : قدمت دمشق ، وأنا أريد الغزو ، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه فوجدته في قبة على فرش ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر ، ثم قال في آخره : قال البيهقي : وروي عن الزهري بإسناد أصح من إسناد هذا الحديث أن ذلك كان في قتل الحسين.
قلنا : والأصح أن ذلك وقع في بيت المقدس في شهادة الإمام علي عليهالسلام وأما في شهادة سيدنا الحسين وقع ذلك في جميع الأرض.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود إبراهيم أستاذ الجامعة الأردنية في كتابه «فضائل بيت المقدس في مخطوطات عربية» (ص ٨١ ط الكويت) قال :
وأما أحمد بن عبد ربه صاحب العقد الفريد فهو الذي أورد حديث الزهري عن أنه سمع من فلان ـ دون أن يسميه ـ أنه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن أبي طالب ، والحسين بن علي ، حجر في بيت المقدس ، إلا وجد تحته دم عبيط.
ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد المالكي المغربي في «المحن» (ص ١٤٠ ط دار الغرب الإسلامي ـ بيروت) قال :
قال محمد بن أحمد بن تميم : وقد روي هذا الحديث في قتل علي بن أبي طالب ، حدثني محمد بن بسطام ، قال : حدثنا أبو الزنباع ، قال : حدثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدثني محمد بن عميرة النخعي ، قال : حدثني أبو معمر المدني ، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي ، عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب ، قال : قال لي عبد الملك بن مروان : أي واحد أنت إن أخبرتني بالعلامة التي قتل فيها علي بن أبي طالب ، فقلت : نعم ، لم ترفع في تلك الليلة حصاة في بيت المقدس إلا تحتها دم عبيط ، فقال لي عبد الملك : إني وإياك في هذا لغريبان.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ٢١١ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وفي الرياض النضرة والمستدرك عن ابن شهاب قال : لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم صباح قتل علي بن أبي طالب.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود إبراهيم أستاذ الجامعة الأردنية في «فضائل بيت المقدس» (ص ٨١ ط الكويت سنة ١٤٠٦) قال :
أما أحمد بن عبد ربه صاحب العقد الفريد فهو الذي أورد حديث الزهري عن إنه سمع من فلان ـ دون أن يسميه ـ أنه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن أبي طالب والحسين بن علي حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط.
دعاء أمير المؤمنين عليهالسلام
بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في انشقاق القمر
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم الفاضل المعاصر محمد كامل حسن المحامي في «فضائل الآيات في القرآن الكريم» (ص ١١٤ ط بيروت) قال :
وبينما كان النبي صلىاللهعليهوسلم يصلي مع المسلمين أقبل ثلاثة من زعماء مشركي قريش وأشدهم عداوة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين ، وهم أبو لهب وأبو جهل وأبو سفيان ، ومن خلفهم عدد غير قليل من أهل مكة عبدة الأصنام.
ولما شاهد المشركون المسلمين وهم يصلون تضاحكوا ساخرين ، وتفوهوا بألفاظ نابية ، فلم يلتفت إليهم المسلمون.
وصاح أبو سفيان موجها حديثه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الآن .. وفي هذه الليلة .. يبطل سحرك .. كما تبطل كهانتك وحيلتك.
والتفت أبو سفيان نحو القمر ثم أشار إليه بسبابته ثم التفت ثانية إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال له شامتا : ها هو ذا القمر الّذي ادعيت أن ربك سيشقه إلى نصفين! .. هيا افعل ما قلت! أوف بوعدك يا صادق الوعد.
والتفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى ابن عمه الشاب الصغير علي بن أبي طالب وقال له : امض يا علي فيما أمرتك ، واستعذ بالله تعالى من الجاهلين.
ونهض علي بن أبي طالب فقال له الرسول صلىاللهعليهوسلم : قف بجانب الصفا ، وهرول إلى المشعرين ، وناد نداء ظاهرا (لكي يسمعه أكبر عدد ممكن من
أهل مكة) ، وقل يا علي في ندائك : اللهم رب البيت الحرام ، والبلد الحرام ، وزمزم والمقام ، ومرسل الرسول التهامي ، لقد سمعت يا ربي سرنا ونجوانا وأنت بكل شيء عليم.
وانطلق علي لينفذ ما أمره به الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وهو على يقين من أن الله سبحانه وتعالى سيخزي المشركين وينصر المسلمين.
ولما رأى أبو لهب عليا وهو ينطلق ، أطلق ضحكة عالية ساخرة ثم قال : قد استشفعت بابن عمك علي لأنه لم يبلغ الحلم بعد ولا ذنب له!
وضحك المشركون حين سمعوا ذلك ، فانتظر أبو لهب حتى انتهت ضحكاتهم وقال لمحمد صلىاللهعليهوسلم وهو يبتسم ابتسامة حاقدة صفراء : لقد أشمتتني اللات والعزى بك في ليلتنا هذه.
وقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اخسأ يا من تب الله يديه ولم ينفعه ماله! وتبوأ مقعده من النار.
قال أبو لهب : لقد ألفت كلامك هذا وجعلت منه سورة ، وذلك لشدة كراهيتك لي ، والذي يثبت ذلك أن القمر لن ينشق هذه الليلة كما زعمت. ونادى علي بن أبي طالب بأعلى صوته بالعبارات التي لقنه إياها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسمعه أكبر عدد ممكن من أهل مكة.
ويقول بعض المؤرخين : إنه قبيل انشقاق القمر زلزلت الأرض في مكة زلزلة هائلة وحسب الناس أن السماء ستقع على الأرض ، وكادت تنخلع قلوبهم هلعا.
وصاح بعض المشركين في رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما ذا تريد أن تفعل بنا يا محمد! لقد أعجزك شق القمر إلى نصفين فاستعنت بأصدقائك من الجن كي يزلزلوا الأرض تحتنا.
وكان سفه المشركين يدفعهم إلى اتهام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأنه يتلقى القرآن من نفر من الجن يملون عليه أساطير الأولين.
وصاح فيهم الرسول صلىاللهعليهوسلم : هان عليكم ما دعوت الله تعالى ، فإن السماء والأرض لا يهون عليهما ذلك ولا يطيقان سماعه.
ثم قال لهم الرسول صلىاللهعليهوسلم في صيغة الأمر : قفوا بأماكنكم وانظروا إلى القمر ، ورفع الجميع أبصارهم نحو السماء وحدثت المعجزة المذهلة ، لقد انشق القمر إلى نصفين!
ولأن القمر كان ليلتئذ بدرا في تمامه ، فإن كل نصف منه كان يشع ضوءا قويا. وعقدت الدهشة ألسنة أهل مكة وهم يحملقون في نصفي القمر.
ولم يصدق أبو لهب وأبو جهل وأبو سفيان أعينهم فصاروا يمسحونها في شدة ثم ينظرون ثانية إلى نصفي القمر وقد فغروا أفواههم كما لو كانوا أصيبوا بالبله.
وما كان أن رأى المسلمون ذلك حتى انهمرت دموع الفرح من أعينهم ، والتفوا حول رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهم يصيحون : الله أكبر ، الله أكبر ، سبحان الله القادر على كل شيء ، سبحان الله جلت قدرته الذي نصر رسوله والمسلمين على القوم الكافرين.
أما اليهود الذين عاينوا هذا المشهد المعجز المثير ، فإنهم من فرط غيظهم وخيبة أملهم لم ينبس أي واحد منهم ببنت شفة ، وأحسوا بالهزيمة والخزي ، فلم يؤمنوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم كما وعدوه بذلك ، بل همسوا في آذان حلفائهم من المنافقين والمشركين : إن محمدا هذا ساحر بارع.
حدث كل هذا قبل أن يتم الجزء الثاني من هذه المعجزة الفذة.
وكان الجزء الثاني كما اشترط المشركون واليهود على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقع نصف من البدر المنير على الصفا ويقع النصف الآخر على المشعرين.
ويبدو أنهم توقعوا حدوث ذلك ، إذ أن من يقدر على شق القمر وهو في السماء إلى نصفين متساويين ، يمكنه بداهة أن يسقط هذين النصفين على الصفا والمشعرين.